البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 51  52  53  54  55 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مقال قى العبودية المختارة 00إتين دى لابويسيه (13)    كن أول من يقيّم

ثم  ماذا أقول عن  مخرقة أخرى تلقفتها الشعوب القديمة كأنها نقد لازيف فيه ? لقد دخل فى اعتقادها أن إبهام بيروس ملك الإيبيريين  كان يصنع المعجزات ويشفى مرض الطحال ، ثم جملوا القصة فأضافوا  ان هذه الأصبع قد ظهرت سليمة وسط الرماد لم تصبها النار بأذى بعد أن احترق الجسد كله 0
 
هكذا يصنع الشعب نفسه الأكاذيب كيما يعود وليصدقها ، هذه الحكايات قد سجلها كثير من الناس ولكن على نمط لا يترك مجالا للشك فى أنهم لم يعدوا نقلها عما تردد فى جلبة المدن وعلى أفواه العامة 0منها أن  فاسبا سيان  رجع من آشور فمر بالأسكندرية متوجها إلى روما فصنع فى طريقه المعجزات : قوم العرج ورد البصر إلى الأعمى وأتى عجائب أخرى من هذا القبيل لا يغفل فى رأيى عن زيفها إلا من أصابه عمى يغلب عمى الذين ينسب إلى فاسباسيان شفاؤهم 0
 
إن الطغاة  أنفسهم يعجبون لقدرة الناس على احتمال ما يصبه على رؤوسهم من الإساءة لإنسان مثلهم ، لهذا احتموا بالدين واستتروا وراءه ، ولو استطاعوا لاستعاروا نبذة من الألوهية سندا لحياتهم الباطلة 0
 
إليك بسالمونيوس الذى تروى العرافة فى ملحمة فرجيل  أنه يرقد الآن فى قاع الجحيم  عقابا له على هزئه بالناس إلى حد جعله يريد تقمص جوبيتر أمامهم 0
 
لحقه شديد العذاب إذا ابتغى 0
محاكاة جوبيتر رعده 0
فشد أربعة جياد صواهل إلى عربته الفانية 0
ثم علاها  ممسكا  بشعلة  من النار الساطعة 0
وجرى فى سوق اليدا  ناثرا الرعب بين سكانها 0
المجنون إدعى ملك السماء وإدعى بالصاج 0
محاكاة الرعد الذى يأبى دويه المحاكاة ؛
ولكن جوبيتر  رماه بالصاعقة الحقة 0
فقلب عربته فى زوبعة من النار 0
غطتها هى وجيادها وبها  وصاعقته 0
كان النصر قصيرا ولكن العذاب مقيم 0
 
فإذا كان هذا المأفون لا يزال يلقى هذا العقاب  فى الدار الأخرى  بينما هو لايعدو أن ركبته نزوة من الحمق فيقينى  أن من تذرعوا بالدين تحقيقا لشروهم ينتظرهم كيل أعظم 0
 
أما طغاتنا  نحن فقد نثروا فى فرنسا رموزا لا أدرى كنهها  كالضفادع والزنابق والقارورة والشعلة الذهبية ، وكلها أشياء لا أريد أيا كانت ماهياتها  أن أثير التشكك فيها ما دمنا  ومادام أجدادنا  لم نر مدعاة للارتداد عن تصديقها  إذ وهبنا على الدوام ملوكا طيبين فى السلم  شجعان فى الحرب  حتى ليخال المرء أنهم وإن ولدوا ملوكا لم تسوهم الطبيعة على غرار الآخرين وإنما اختارهم الله القادر على كل شىء قبل أن يولدوا لحكم هذه المملكة والحفاظ عليها 0
 
وحتى لو لم يكن الأمر كذلك لما أردت الخوض فى الحديث عن صحة قصصنا  ولانقدها نقدا دقيقا  حتى لا أفسد جمالا قد يتبارى فيه شعراؤنا  أمثال رونسار  وباييف وبلاى الذين لا أقول أنهم حسنوا شعرنا  بل خلقوه خلقا جديدا  وبذا تقدموا  بلغتنا  تقدما يجعلنى أجرؤ على الأمل فى ألا تعود بعد ذلك لليونانية  واللاتينية  مزية عليها  سوى حق الأقدم 0
 
فلا شك فى أنى سوف أسىء إلى نظمنا ( ولا أنكر أنى أستخدم هذه الكلمة طواعية  لأنه إذا كان من الحق أن البعض قد جعل من النظم صنعة آلية  فمن الحق أيضا  أن هناك عددا كافيا من القادرين على استرجاع نبله ومقامه الأول )، أقول أنى أسىء إلى نظمنا لو أنى جردته من حكايات الملك كلوفيس الجميلة بعد أن رأيت بأى رشاقة وسهولة  يسبح فيها وحى  رونسار فى فرنسوياته 0
إنى أحس أثر الرجل فى المستقبل ، إنى أعرف توقد فكره وأعلم لطفه :لسوف يوفى الشعلة الذهبية حقها مثلما صنع الرومان بدورعهم :
                       دروع السماء الملقاة على أرضنا
كما يقول فرجيل ، ولسوف يرفق بقارورتنا رفق الأثينيين بسلة اريكتون ولسوف يجعل الناس تشيد بشعاراتنا مثلما شاد الأثينيون بغصن الزيتون الذى لا زلوا يحفظونه فى برج منيرفا 0لهذا كنت أتجاوز الحد يقينا لو أنى أردت تكذيب كتبنا وجريت فى مراتع شعرائنا 0
ولكنى أعود إلى موضوعى الذى لا أدرى كيف أفلت منى خيطه  ألحظ أن الطغاة كانوا يسعون دائما كيما يستتب سلطانهم إلى تعويد الناس على أن يدينوا لهم لا بالطاعة  والعبودية فحسب  بل  بالإخلاص كذلك 0
_فكل ماذكرت حتى الآن عن الوسائل التى يصطنعها الطغاة ليعلموا الناس كيف يخدمونهم طواعية إنما ينطبق على الكثرة الساذجة من الشعب 0
إنى أقترب من نقطة هى التى يكمن فيها على ما أعتقد زنبلك السيادة  وسرها  ويكمن أساس الطغيان وعماده 0
إن من يظن أن الرماحة والحرس  وأبراج المراقبة  تحمى الطغاة يخطىء فى رأيى خطا كبيرا 0
 
ففى يقينى أنهم إنما يعمدون إليها مظهرا وإثارة للفزع لا ارتكانا إليها 0فالقواسة تصد من لاحول لهم لاقوة على اقتحام القصر ولكنها لا تصد المسلحين القادرين على بعض العزم 0ثم أن من السهل أن تتحقق أن أباطرة الرومان الذين حماهم قواسوهم يقلون عددا عمن قتلهم حراسهم 0
 
فلا جموع الخيالة  ولافرق المشاة ولا قوة السلاح تحمى الطغاة 0
 

7 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
ضياء والقلب الأخضر    كن أول من يقيّم

(قناعتي هي أن الخطر لا يأتي إلا من المشاعر والرغبات التي تورق في الخفاء وأنها أصل الداء وأصل الضعف وأصل الإستلاب )  ضياء
 
دائما وأبدا وأكرر_مادام القلب يسار الصدر_ أن أختنا الجليلة ضياء  تكتب وتدرك ما تعنيه كلماتى المتواضعة البسيطة ، بل توضحها أكثر وتفيض عليها بعميق التحليل ورائع المقصد 000وهى السباقة فى الإجابة على تساؤلاتى 00فلها منى عظيم التقدير 0
 
هذا القلب الأخضر يغدق علينا فرحه وسروره 0
هذا القلب الكبير الذى نحبه ونرتجيه قولا وفعلا ووجودا مزهرا مثمرا0
أخونا عبد الحفيظ وابنته/ابنتنا الرائعة الودودة ندى 0

7 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الموت    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

  (((الموت يخنق الحياة ، و الخوف يشل العقل ...
        هل هناك حياة بدون عقل ?????  ))) سلوى 
 
 
أعود إلى الوراء سنوات تجاوزت الربع قرن من السنين ، وتحديدا 25/ 7/1980
هذا التاريخ محفور بذاكرتى ، قد أنسى تواريخ ميلاد بسمة ويوسف ، لكن هذا التاريخ لاينسى مهما تقدم بى العمر 0
 
فى ملف( أحاديث الوطن والزمن المتحول) بمجلس التاريخ ، وفى بدايات الصفحات الأولى ، نشرت جزءا حميما من حياتى مجموعة شخبطات سميتها _وهج الألوان _وتكرر ظهور إسم أختى قمر كثيرا ، وموتها بعد معاناة مريرة مع المرض (حمى روماتيزمية ) والتى أكلت النضارة والجمال وأحالت ضجة الحياة وصخبها إلى شبح يتهاوى إعياءا وهزالا وتساقط تاج الشعر الناعم المسترسل ، وانهيار الجسد تحت سياط المرض اللعين ، وفى أخريات أيامها ، وهى الشابة الفتية 16سنة لاتتمكن من المشى إلا بمساعدة الآخرين0 
كنت عائدا ليلا بعد منتصف الليل ، من سهرة مع أصدقائى ، وقبل أن أفتح الباب ، سمعتها وهى وحدها فى وسط البيت والجميع نيام ، تقول :  يارب أنا تعبت قوى ، وبعدين مش قادرة أمشى ، طب أعمل إيه ???
تراجعت عن فتح الباب وضربت الجرس الموجود فى الشارع ، ووجدتها تقوم بفتح الشقة  وتسأل مين ???
ضحكت وقلت لها :  أنا يا قمورة (إسم الدلع )
فردت:   إقفل البوابة ، أنا سهرانه مستنياك عشان تتعشى أصلهم كلهم ناموا وسابونى 0
وطبعا كنت متلخبط ومش عارف أأقول إيه 00وأنا عارف إنها أيام قليلة وسترحل ، فالحمى هاجمت القلب 0
والدكتور المعالج طلبنى على إنفراد بعيدا عن أمى وأبى ، وقال لى أختك بتموت وسيبها تاكل إللى هى عايزاه 0
وخرجت من عند الدكتور أضحك وعاكست أختى ورددت أمامها أغنية فيروز (قمارة يا قمارة ما تطلعيش الشجرة والشجرة عالية وأنتى لسه صغيرة )0وقلت : إنتى كويسة قوى وعايزين نشوف لكى عريس 0
لكنها نظرت لى نظرة جادة وكأنها تقول :بلاش تضحك علىَ00
 
لم يمر أسبوع إلا وقد لحقت بالرفيق الأعلى ،غفر الله لها ولنا ورحمها رحمة طيبة 0
وبعده بفترة ،كتبت عن حياتها وطفولتها وشقاوتها ومراهقتها ومرضها وقفشاتها ونكتها وروحها الطاهرة 0
وسميت هذه الكتابات (وجه أختى )0ولست أدرى حتى اللحظة إختفاء الكراسة رغم البحث المضنى0
 
 

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
نبش القبور للبحث عن الأصنام    كن أول من يقيّم

إن تطور المنطقة العربية لا بد وأن يقودنا إلى مفهوم الإسلام المكافح  والإسلام كحركة تحرر فى العالم المعاصر ينطلق من ظواهر ثلاث لابد وأن تتكامل ليتكون من مجموعها نسيج واحد للتعامل الحركى ؛ اصلاح ، اكتشاف الذات، تأكيد للإرادة الواعية 0
لابد من اصلاح النظام السياسى الإسلامى لا فقط كأسلوب للتعامل بين الحاكم والمحكوم  بل كعقيدة  من حيث التصور والإدراك للنظام الإجتماعى 0 بل إن هذا الإصلاح يجب أن يتسع ليشمل  إعادة كتابة الفقه 0قفل باب الإجتهاد أضحى لغوا لامعنى له 0
 محاولات الخمينى لاتزال تحمل طابعا بدائيا بحيث لايمكن الاعتماد عليها فى بناء نظامى يتفق والواقع المعاصر 0
البحث عن الذات واكتشاف حقيقة تلك الذات على المستوى الاجتماعى والفردى ، العالمى والقومى ، يأتى فيكمل ذلك العنصر الأول لأنه  يعنى اكتشافا للأصالة وتمكينا للتاريخ القديم من أن يترابط مع التاريخ المعاصر 0
 إنه عملية إحياء للتراث ليس بمعنى نبش القبور للبحث عن الأصنام وإنما دفع بدم جديد فى جسد قادر على الحركة 0
إنه يعنى تجديدا للذات التاريخية فى مواجهة ذلك الآخر الذى هو الغرب الإستعمارى أولا والكاثوليكية الإستفزازية ثانيا والماركسية المتحفزة ثالثا 0
كل هذه الحقائق لابد وأن تقود إلى تأكيد الذات الذى يعنى المعرفة بالوظيفة الحضارية 0
 
الإسلام هو المنظم لحركة الرفض ، هو المحور لأبعاد الوظيفة الحضارية ، وهو الجوهر الذى لابد وأن تنطلق منه العروبة القومية  وهو بعبارة أخرى أكثر دقة وتحديدا هو الخالق لنظام القيم الذى يجب أن يسود تطوراتنا السياسية 0
 
                    دكتور / حامد ربيع   
         كتاب (نظرية الأمن القومى العربى
 والتطور المعاصر للتعامل الدولى فى منطقة الشرق الأوسط )
        دار الموقف العربى 0 طبعة 1984  ص21

8 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الأسوء00000هينه ماريه ينسن    كن أول من يقيّم

الأسوء
 
                                            للشاعرة الدنماركية/ هينه ماريه ينسن
                                        ترجمة/زهير شلبية
 
إنه ليس
بالأمرالأسوء
بأن يحصل الرجال
على أجورهم بالقطعة
بينما نستلم أجورنا
حسب الساعة.
 
إنه ليس
بالأمرالأسوء
بأن يكسب الرجال
أكثر منا
بكثير.
 
إنه ليس أيضا
بالأمرالأسوء
إنه ليس كذلك
أبدا
بأنهم يسمونه
أجرا متساويا.
 
إن الأمر الأسوء
هو
اختلاف
النبرة
عندما يتحدث المسؤول
إلى الرجال
وإلينا.
 
من ديوان: قطار العودة، دار نشر جولديندال 1979
 
 
هينه ماريه ينسن، وُلدت Hanne Mari Jensen, 1949
 
ُعرفت هينه ماريه ينسن كشاعرة دنماركية في السبعينات وترجمت بعض قصائدها إلى الهولندية والأنجليزية. قصائدها المختارة هنا من ديوانها " قطار العودة " الصادر 1979. أصدرت لها دار نشر "فيديكورن" من عام 1977 إلى 1981 ودار نشر " جولديندال " الشهيرة من 1978 حتى 1980. وتضمنت كتب جولديندال الشعرية السنوية قصائدَها من 1978 إلى 1983 على التوالي، ولها إصدارات أخرى. أصبحت هينه ماريه ينسن مقلة في النشر منذ منتصف الثمانينات حتى الوقت الحاضر.
                             موقع مجلة المهاجر
 

9 - أبريل - 2007
من روائع الشعر العالمى
قتل الأرانب 0000للروائى الإنجليزى /جون ريفنسكروفت (1)    كن أول من يقيّم

قتــل الأرانــب*
جون ريفنسكروفت**
ترجمة : فاطمة ناعوت***
 
 
لم أتطلّعْ يومًا إلى قتل الأرنب.
لا تقلّلوا من شأن هذا الأمر – فقد كنتُ أرتعد من الفكرة. كنت أفزع منه مثلما يفزعُ القتلةُ من أنشوطة المشنقة، أو كما يفزع غواصو البحار العميقة من التواءات العضلات، أو مثلما يفزع المدرسون التعساء من صباحات يوم الاثنين (1).
 
-   " لستَ مضطرًا على فعل ذلك ! " هكذا قالت زوجتي "ماري"، التي كان القلقُ يزيد وجهها رهافةً، وكان هذا لطيفا منها، غير أن كلينا كان يعلم أن تلك لم تكن الحقيقة.
الحقيقة كانت حتمية أن أفعل ذلك. إذا لم أفعل، إذن ما الذي كنا نمثله هنا تحديدًا ? إعادة عرض لكوميديا " الحياة الطيبة " (2) ?
 
إذا لم أستطع أن أجبر نفسي على قتل أرنبٍ واحدٍ أعزل، فإن كل كلامنا حول أسلوب الاكتفاء الذاتي، ومحاولة الخروج من جنس الفئران، وإقامة حياة أكثر صحيّة، لن يغدو كل ذلك أكثر من كلام. مجرد كلام. وبوسعي الآن أن أسمع والدة "ماري"، بوسعي أن أرى حاجبيها المقوسيْن، وابتسامتها التي تقول: ألم أقل لك ?، وتهكمها الواثق :" أوه نعم، أنتَ دائما بارع في الكلام عن الأشياء، أليس كذلك يا جون...!".
 
حسنًا، لم تكن هي من يستحق هذه الترضية على أية حال ، لكن  ماري وأنا كنا في طريق أكثر إيغالا من إمكانية التراجع، تجاوزنا منذ زمن نقطة اللا عودة. تركنا وظيفتينا، تركنا بيتنا، ثم انتقلنا نهائيا إلى منطقة ريفية من البلد – والآن، انظروا إلينا.
 
أعجوبة العجائب، كنا نفعل الشيء الذي ظللنا نحلم به طيلة العامين الماضيين. وها نحن أخيرًا، برغم كل العقبات، ندير أرضا صغيرة تخصنا.
 
الأسابيع القليلة الأولى من محاولة تحويل المكان إلى شكل مقبول كانت شاقة، لكن مُرضية تماما. لا شك، فقد كانت الأرض المحيطة بالكوخ الريفيّ وعرة، وثمة أعمال بناء ناقصة، لكن المحيط العام كان رائعًا. لدينا ثمانية هكتارات من تربة عفيّة خصبة، محاصيل تُزرع وتنمو، دجاجات تقرققُ، بطّات توقوق، إوزات تزمِّرُ، بضع خراف تمأمئ،  وبطبيعة الحال كان لدينا أرانب، أرانب مشغولة بما تحب أن تفعله الأرانب عادة.
 
هل كان من الممكن أن أغامر بكل هذا، لمجرد أنني لا أستطيع أن أواجه ببسالة مذبحةً صغيرة - الشيء الذي هو ركن ركين من حياتنا الراهنة ?
 
كلا. إنه الوقت الحاسم. الوقت الحاسم بالنسبة لي، الوقت الحاسم بالنسبة للأرنبة.
 
كان اسمُها "تاج"، إحدى ثلاثة أرانب نيوزيلندية بيضاء. الذكر الضخم أطلقنا عليه اسم "بوبتيل"، أما الأنثى الأخرى فتُدعى "راج". كانت "راج" دائما حُبلى بحَملٍ ثقيل، ولو اتبعت "تاج" النهج نفسه لأصبح ثالوثنا الصغير في طريقه الصحيح المأمول نحو تزويدنا بحوالي 200 رطل من اللحم كل عام. هكذا تقول الكتب على كل حال.
 
لكن كان ثمة مشكلة. فرغم كل جهود "بوبتيل" (و كي أوفي الولد حقه لابد أن أقول إنه بذل قصارى جهده بالفعل)، إلا أن "تاج" رفضت ترمي كرتَها. أسبوع بعد أسبوع بعد أسبوع، و"بوبتيل" يؤدي واجبَه الرجوليّ بحماسٍ مذهل، غير أن "تاج" ظلّت على عقمها العنيد.
 
يقول خبراء الاكتفاء الذاتي : إذا كانت الأنثى غير منتجة، فإن مكانها الوحيد إناء الطهو ! وكانت "تاج"، تلك الأرنبة اللطيفة حلوة الطبيعة، من دون شك غير منتجة. حسنًا، لا مكان للعائشين على الصدقات في مزرعتي الصغيرة. "تاج" لابد أن ترحل.
 
-   "إذا لم تصبح حُبلى على نهاية الأسبوع،" أخبرتُ ماري، " إذن سيكون. سنجلب أنثى أخرى، وسيكون عليّ أن ....  ، أنتِ تعرفين."
 
وجاءت نهاية الأسبوع، وكل ما يمكنني قوله إن "تاج" ظلت عاقرًا كما هي دائما.
 
-   " غدًا،" هكذا أعلنتُ بينما أتجه إلى زر الكهرباء لأطفئ المصباح جوار السرير. " سوف أفعلها غدا."
 
في الظلام كنت أسمع تنفس "ماري".
 
-   " هل أنت واثق?"
-   " نعم، لقد حان الوقت."
 
 

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
قتل الأرانب 000للروائى الإنجليزى /ريفنسكروفت (2)    كن أول من يقيّم

لم أستطع النوم تلك الليلة. سقطتُ في النوم للحظات قليلة، فإذا بالذي سوف أفعله في الصباح يقفز في أحلامي على هيئة شبح أرنب مخبول يتلوى، طوله 15 قدم، يترنح في خطوته على طريقة مشاهد أفلام الرعب.
رقدت في الفراش، عيناي شاخصتان، أحملق في الظلام، أفكّر، أتذكّر.
 
أعود بالزمن إلى الوراء، حين كان قرار الانتقال إلى الريف مازال في طور المناقشة، كان أصدقاؤنا يستمتعون باستجوابنا حول طبيعة حياتنا الجديدة والنتائج التي سنتورط فيها بناءً على ذلك. اهتموا على نحو خاص بالجزء الخاص بعملية الذبح. بدا أن أحدا  لا يعاني مشكلة كبيرة في التعامل مع الدجاج، أو الإوز أو الخراف، غير أن الكثير منهم روّعتهم فكرة أن نربّي، نقتل ثم نأكل الأرانب.
 
صديقانا الحميمان، "ستيف و بولين"، كانا يربيان زوجًا من الأرانب المنزلية الأليفة غزيرة الشعر ذات الحيوية التي تنطق بالجمال واللطف، اقتنى الصديقان هذين الأرنبين من أجل تسليّة أطفالهما- ولذا لم يكن مدهشا أن يكون انزعاجهما شديد الخصوصية.
 
-   " لن تقدر مطلقا أن تفعل ذلك،" هكذا قال "ستيف" في إحدى ليالي لقائنا في الحانة. " ليس حين تنظر إلى الأسفل فتجد هاتين العينين البنيّتيْن الواسعتيْن تنظران إليك، وذاك الأنف الصغير المرتجف...."
-   " الأرانب النيوزلندية البيضاء لها عيون حمراء." قلت له.
 
هزت "بولين رأسها. " ستيف معه حق، مازلت أذكر الحال التي انتابتك حين تعثرت وانقلبت فوق قطتنا."
أجفلتُ. دهسي لقطتهما كان أسوأ ما مرَّ بي في حياتي كلها. أدركت منذ عهد بعيد أن "بولين" لن تتركني أنسى ذلك الحدث أبدًا.
 
-   " الأمر مختلف،" أجبتُها بينما أختبئ خلف كأس البيرة، "الأمر مختلف تماما."
-   " ياللكائنات الصغيرة التعسة! " قالت بابتسامة نصفُها غضبٌ ونصفُها استهزاء. " على الأقل لا تتوقع مني أن أكون لطيفة معك بعد أن تكون قد اغتلت ملايين من الأرانب الرضيعة البريئة، هذا كل ما في الأمر. أنا أتكلم عن الدماء التي تلوّث يديك..."
 
كانا على حق بلا ريب. أدركت دائما أنني سأواجه معضلةً مع عملية القتل تلك، لكني استطعت أن أطمئن نفسي مادام الأمر مازال رهنًا بالمستقبل البعيد.
 
بوسعك أن تصنع حالة ذهنية تمكنّك من الكلام عن القتل، سلخ الجلد، التقطيع الخ...، مستخدما تلك المصطلحات العملية الهادئة ذاتها التي تتداولها كتب الزراعة. بوسعك أيضا أن تتعلم كيف تلهي نفسك عن المظهر الريفيّ غير المبهج عن طريق أن تتخيل كم هو رائع أن تعيش في مكان ريفي بسيط مع  " فليسيتي كاندال". (3)
 
غير إني عدلت تماما عن فكرة النوم، ومع بداية تسلل الضوء الخافت عبر الستائر، كان عليّ قبول حقيقة أني لن أستطيع مجددا أن ألهي نفسي أو أصرف تفكيري بالأمر. الوقت الحاسم. أما فيما يخص " فليسيتي كاندال" – فلم تكن في أي مكان حتى تُرى.
 
حول الخامسة صباحا، انزلقتُ من السرير، ارتديت ملابسي وتسللتُ ببطء إلى الطابق الأسفل، تاركا "ماري" تتنازعها أحلامها الخاصة . وددتُ أن أنهي الأمر بأسرع ما يمكن، ومن الأفضل أن يتم بينما هي مازالت في نومها.
 
في الخارج، كانت شبورة الصباح الباكر تتدفق وتغطي الأرض. بدا ذلك مناسبا على نحو ما.
 
كان كل من " راج، وتاج، وبوبتيل" في أقفاصهم المنفصلة في الحظيرة الصغيرة خلف الكوخ. كانت أنوفهم تختلج تجاهي كلما اقتربت أكثر، بينما أخذ "بوبتيل" يضرب الأرض بأقدامه.
 
إذا قُدِّرَ لك أن تقتل أرنبا، فإليك ما يجب أن تفعله:
تأخذ ساقيه الخلفيتيْن بيدك اليسرى، تقبض على رأسه بيمناك، ثم تلوي الرأس إلى الوراء. في ذات الوقت تضغط يدك إلى الأسفل كي تشدَّ العنق. إذا أديت الخطوات على نحوٍ صحيح، ستنكسر عظمة العنق ويحدث الموت تقريبا في لحظة.
 

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
قتل الأرانب000للروائى الإنجليزى / جون ريفنسكروفت(3)    كن أول من يقيّم

قرأت التعليمات عشرات المرات. أحفظها عن ظهر قلب. بل إني مارست كل تلك الخطوات من قبل على منشفة الصحون باعتبارها أرنبًا ! غير إني بمجرد أن أخرجت "تاج" من قفصها،..... ارتعشت يداي.
 
حملتها إلى الخارج حتى لا يتمكن "راج و بوبتيل" من رؤية الذي سوف يحدث. داعبتها، أخبرتها أني آسف، ثم، بأسرع وأدق ما يمكن،...
قتلتها.
 
***
كان الأمر رهيبا، سوف لا أنساه مطلقا. ولن أنسى أبدًا كمَّ القسوة التي كان عليّ أن أجذب بها.
 
غير إني أنجزت الأمر على نحو صحيح. نعم على الأقل أنجزته على نحو صحيح. إذا كانت قد تألمت، فلم يكن ذلك إلا  لثوان قليلة.
 
بعدما قتلتها، كان عليّ أن أنجز عمليتيْ السلخ والتقطيع. أعرف النظرية – عليك أن تحزم ساقي الأرنبة الخلفيتيْن فوق  مفصل القدم مباشرة ثم تعلقها على خطافيْن. بعدها تشقُّ قَطعًا صغيرا أعلى مفصل كلِّ كاحل من ساقيها الخلفيتين، ثم تمد القطع حتى فتحة الإست. بعدئذ تنزع طبقة الفراء عن الجلد عند ساقيها ثم تقشرُّها عن سائر الجسد.
 
فعلت كل ذلك، فعلته على نحو جيد. لقد هيمنت على الموقف الأساسي ، جابهت الأمر الذي طالما أفزعني ، تصرفتُ كرجلٍ. وكنت بالفعل راضيًا عن نفسي.
 
***
 
حين فتحتها لأفرّغ أحشاءها، تبخرت كل مشاعر الغبطة.
 
***
 
هبطت "ماري إلى الطابق الأسفل ووجدتني جالسا في المطبخ.
 
-   " ماذا هناك?" قالت
أخبرتُها.
 
تعرفت على الكبد، القلب، الكليتيْن، لكن ثمة أشياءَ أخرى في الداخل لم أستطع التعرف عليها مطلقا. أشياء لم تكن في الكتب.
 
عشرة أشياء.
 
- " كان يجب أن أنتظر يا ماري، "تاج" كانت ملأى بالصغار."
كانت "تاج" حُبلى. بعد كل هذا
 
--------
1 - انتهاء العطلة الأسبوعية وبداية العمل (ت)
2 - The Good Life  فيلم كوميدي بريطاني يتناول حياة أسرة من الطبقة المتوسطة. (ت)
3 - Felicity Kendall  - ممثلة إغراء أمريكية . (ت)
 
---------
* إحدى قصص المجموعة المترجمة التي تصدر قريبا عن دار" شرقيات" وتحمل ذات العنوان "قتل الأرانب: تأليف جون ريفنسكروفت وترجمة فاطمة ناعوت
** قاص وروائي إنجليزي معاصر ولد عام1954  في بريمنجام بإنجلترا ، يعيش في " لينكون شاير" بالمملكة المتحدة. يشارك في تحرير مجلة "كادينزا" Cadenza Magazine . له العديد من الأعمال مثل ( نبتة صغيرة -  المشي بالمقلوب- الأشياء التي تركتها وارءكِ - هديةٌ من أجل باكو - أحوال المادة- البومة  الجين المدمر الزنبقة المدهشة).
حاصل على عدة جوائز من بينها جائزة الكومنولث. كما فاز العام الماضي بجائزة رفيعة في لندن هي Writer of the Year
*** كاتبة وشاعرة ومترجمة مصرية
                                           موقع مجلة المهاجر

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
الغربة /الاغتراب ،النفى /المنفى    كن أول من يقيّم

يقول المفكّّر إدوار سعيد: "مهما حقق المنفيّون من نجاحات ، فإنّهم يظلّون على الدوام أولئك الشـّذاذ الذين يشعرون باختلافهم على أنّه نوع من اليتم ".

9 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
هكذا غنى طاغور 0000000(1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هكذا غنى طاغور
 
 
 
                                                                 


1861-1941
 
كنت معجبا بغاندى عظيم القارة الهندية وتلميذه وصديقه نهرو  والصراع المرير لنيل الحرية والاستقلال من الاستعمار الإنجليزى ،وتاقت نفسى صغيرا أن أقرأ للشاعر الأعظم طاغور  هذا الاسم المدوى والرنان والخالد ،المولود بكلكتا عام 1861ميلادية من أسرة هندوكية معروفة بالمكانة العلمية والوجاهة الاجتماعية ،يصف طاغور عائلته البنغالية بأنها نتاج اندماج ثلاث حضارات (الهندوكية والاسلامية والبريطانية )0
 
أول ما قرأت له رواية مترجمة (البيت والعالم )ثم رواية أخرى (ماهجودينى )إذا لم تخنى الذاكرة  ثم تتبعت ما يكتب عنه واشتركت فى مجلة تصدر من القاهرة عن الهند كان رئيس تحريرها كاتبا مصريا ،لاأتذكر حاليا اسم المجلة ربما (نداء الشرق ) 0
ومن غرامى بالشعر والشعراء  تولدت لدى حاسة سادسة ،الجرى وراء الشعر والشعراء ،فى أى زمان وأى مكان ، تلح علىَ صرخة شكسبير (احذر هذا الرجل إنه لايقرأ الشعر ) فالشعر أنفاس الحياة وربيع القلب المزهر 0
 
طاغور الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب سنة 1913عن دواينه الشعرى (جنتجالى ) قربان الأغانى  فكان أول شرقى يحظى بها ، واستقبله بمصر المحروسة أمير الشعراء أحمد شوقى  بكرمة ابن هانىء المطلة على نهر النيل (حاليا متحف شوقى ) ،له من الروايات والأشعار والمقالات الكثير والكثير ،يستمتع بفكره وأدبه وأشعاره ،المثقفون من أقطار المعمورة  حتى هذه اللحظة 0
توفى سنة 1941ميلادية لكنه خالد فى نفوس محبيه المسلمين والهندوس ،لقد كان قامة شامخة وعقلا رائدا فى الشعر والأدب القصصى والفلسفة والحكمة بل وفى الرسم ومن أندر الشعراء فى عصرنا الحديث0
ومن أجمل وأرق وأعمق أشعاره ،أتقدم ببعض شعره ،آملا فى المستقبل إن شاء الله ،نشر روائعه الخالدة ،بترجمة رائدة وغير مسبوقة للأستاذ /خليفة محمد التليسى ،فى ثلاثة أجزاء نشرتها الدار العربية للكتاب  بليبيا سنة 1989
 
               حرية
التحرر من الخوف
هو التحررالذى أطلبه لك
ياوطنى العزيز
الخوف ، ذلك المارد الخيالى
الذى صاغته أحلامك المعوجة
التحرر من أثقال السنين
التى تحنى رأسك 
وتكسر ظهرك 
وتعمى عينيك
عن نداء المستقبل  الساحر
التحرر من جذوع الكسل والخمول
التى تقيد بها نفسك  إلى جمود الليل
مرتابا فى نجمة الليل التى تشير
إلى طريق المغامرة فى سبيل الحقيقة  
التحرر من نقيصة الإقامة فى
عالم من الدمى توجه حركاتها
خيوط بلا عقل ، ومكررة بلا معنى
بحكم العادة والمألوف
حيث الشخوص تقف فى طاعة سلبية
منتظرة محرك الدمى
يوقظها برهة قصيرة
من غفوتها ، لتقلد الحياة تقليدا هزيلا
 
 

13 - أبريل - 2007
من روائع الشعر العالمى
 51  52  53  54  55