البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 50  51  52  53  54 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مختارات من كتاب (النبى ) لجبران خليل جبران (2)    كن أول من يقيّم

3. الزواج...
وقالت المطرة ثانية: حدثنا عن الزواج?
فقال:
ولدتما معاً, وتظلان معاً.
حتى في سكون تذكارات الله.
ومعاً حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء.
ولكن, فليكن بين وجودكم معاً فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض, حتى ترقص أرياح السموات بينكم.
أحبوا بعضكم بعضاً; ولكن, لا تقيدوا المحبة بالقيود, بل لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطئ نفوسكم.
ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه; ولكن, لا تشربوا من كأس واحدة.
أعطوا من خبزكم كأس رفيقه; ولكن, لا تأكلوا من الرغيف الواحد.
غنوا وارقصوا معاً, وكونوا فرحين أبداً; ولكن, فليكن كل منكم وحده, كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغماً واحداً.
***
ليعط كل منكم قلبه لرفيقه; ولكن, حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ, لأن الحياة وحدها تسطتيع أن تحتفظ بقلوبكم.
قفوا معاً; ولكن, لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً, لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين, والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها.
4. الأولاد...
ثم دنت منه امرأة تحمل طفلها على ذراعيها وقالت له: هات حدثنا عن الأولاد.
فقال:
أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم.
ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم.
فهي تقطن في مسكن الغد, الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.
وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم.
ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم.
لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء, ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس.
أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم.
فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية, فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى.
لذلك, فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة.
لأنه, كما يحب السهم الذي يطير من قوسه, هكذا يحب القوس الذي يثبت بين يديه.
 
 
 
 

30 - مارس - 2007
الحب الصادق
موضوع الحرية .    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
 
(إن موضوع الحرية ليس موضوعاً ميتافيزيقياً بل هو موضوع في صميم الحياة اليومية العادية)30/3/2007
 
                                                محمدهشام
 
                                       ملف :(الوجه الآخر لتمثال الحرية)
                                                                      مجلس: التاريخ

1 - أبريل - 2007
الحرية
انقسام المثقفين.....د/ برهان غليون    كن أول من يقيّم

انقســام المثقفيـن
 
د.برهـان غليـون
 تندرج أزمة المثقفين العرب، بجناحهم العلماني وجناحهم الإسلاموي معا، في إطار الأزمة التاريخية الشاملة التي تضرب الاجتماع العربي بأكمله. وهي الأزمة التي يعبر عنها الإخفاق المزدوج لمشروع الحداثة والبناء الوطني الذي كان موضوع استثمار تاريخي طويل عند المثقفين المحدثين من جهة ولمشروع إعادة تأسيس الهوية وتثبيتها على أسس إسلامية في مواجهة الهيمنة الغربية الذي انشغل به المثقفون الإسلامويون من جهة ثانية. وليس لهذه الأزمة علاقة ضرورية بالقيم التي يدافع عنها هذان الفريقان ولا بطبيعة المهام التي نذرا نفسيهما لها. إن جذورها تضرب عميقا في البنى والعلاقات الجيوسياسية والجيواستراتيجية التي حكمت ولا تزال تحكم مشروع الحداثة العربية وتحدد آفاق تطوره أي البنى المعنوية والمادية معا. بل ليس الشرخ الذي يؤسس للفكر العربي الراهن ويفصل بين ضفتيه ومحوريه، بين إسلامييه وعلمانييه، سوى الصدى المباشر لغياب آفاق التحول التاريخي الفعلية في المنطقة. ولن تكون هناك إمكانية للخروج من الأزمة الفكرية التي تكرس انقسام النخبة المثقفة، وبالتالي تهميشها وانعدام فعاليتها المجتمعية، من دون أن تتحقق تغييرات أساسية في الظروف العامة تخلق فرصا جديدة للتقدم وتسمح بإعادة إطلاق المبادرة التاريخية في المجتمعات العربية وتوفر الأدوات والعناصر المادية والمعنوية اللازمة لتسريع وتيرة التنمية الحضارية.
لا يبشر الضغط العالمي القوي الراهن على المنطقة الشرق أوسطية اليوم في نظري بمثل هذا الانفتاح القريب كما لا يبشر به أيضا تدهور الأوضاع الإقليمية والوطنية التي تشير إلى استمرار النزاعات الداخلية وتجددها وتفكك النظم الحاكمة وفسادها وتهافتها معا. وهو ما يعزز احتمال سيادة طروحات الانكفاء على الذات والتمسك بالثوابت وتعميق النزعة الإجماعية والتوافقية في كل بلد ضد ما يتجلى من تهديدات جدية للهوية والاستقلال الجماعي. ولا يزال من الصعب تصور طفرة تقود إلى التخلي عن الرؤى المسيانية أو الخلاصية التي تحرك العديد من قطاعات الرأي العام الإسلامي وتزيد من احتمال تحول الحركات الإسلاموية بشكل فعلي في اتجاه الديمقراطية على منوال التحول الذي سمح لحزب العدالة التركي بتجاوز الحواجز العقلية والدينية التقليدية والقبول بالسلطة كوسيلة لإدارة الشؤون العامة في شروط الإكراهات التاريخية وبالتعامل مع الواقع والتكيف معه.
وبالرغم من العودة الرائعة للفكر النقدي في عموم البلاد العربية، لا يزال من المبكر أيضا الحديث عن طفرة في الوعي العربي العام تقوده إلى استعادة زمام المبادرة العقلية والحضارية من جديد قبل أن ينجح المثقفون في هضم صدمة الإخفاق التاريخي الذي ساهموا فيه ومن دون نقد التجربة الماضية والخروج منها بدروس إيجابية ومعرفة طبيعة الاختيارات الأساسية التي تحتاج إليها إعادة بناء الرؤية التاريخية وإنارة مسار النشاط الجمعي القادم. وهو ما يستدعي من قبل التيارات الإسلاموية تعميق المعرفة بمعنى التجدد الإسلامي أو تجدد الهوية وكيفيته وشروطه وفرصه، كما يستدعي من قبل التيارات التحديثية النجاح في بلورة مشروع تاريخي لـ"التقدم" العربي المنشود، إذا كان التقدم لا يزال هدفا ممكنا وقائما.
وسيتحتم على التيارات التحديثية في هذه الحالة العمل على إعادة تعريف معنى التقدم: هل هو تجاوز للتأخر بالمقارنة مع البلدان الصناعية أو التكنوعلمية وبالتالي استدراك ما لم يتم إنجازه من مهام بوسائل مختلفة ليبرالية أو دولوية أم هو اندراج في الدورة الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للحضارة الإنسانية الراهنة. وعندئذ يطرح سؤال: كيف يكون الاندراج وما مضمونه وما هي استراتيجياته ووسائله?. أليس من الممكن الافتراض بأن سبب فشل التجربة الماضية للقرنين السابقين، أي التقدم عن طريق إصلاح الدين أو إصلاح الدولة (الملكية الدستورية) أو إصلاح العلاقات الجيوسياسية (الوحدة العربية)أو إصلاح المجتمع (الاشتراكية والمجتمع المدني) كامن بالضبط في تصور التقدم استدراكا للتأخر وتجاوزا له أم شقا لطريق جديدة تسمح، انطلاقا من المعطيات المحلية، لكن حسب مبادئ كونية وعامة، بإعادة البناء المجتمعي الشامل في مستوياته المختلفة الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية? هل يمكن تجاوز "التخلف" من دون إعادة تأسيس فلسفة "التقدم"? بل هل لا يزال هذا الزوج من المفاهيم مناسبا لطرح موضوع التحول المجتمعي في العالم العربي وفي غيره من البلاد? باختصار، هل المسألة مسألة تجاوز واستدراك أم هي مسألة إعادة بناء مجتمع كامل خرب ومتآكل، بصرف النظر عن أي مقارنة مع أي جماعة أخرى?. وفي هذه الحالة سنجد أنفسنا أمام أسئلة جديدة سمحت لنا إشكالية استدراك التأخر، بالمنظور الإصلاحي الديني أو الليبرالي وبالمنظور الراديكالي الثوري الماركسي أو القومي، بالتهرب منها وتأجيلها وهاهي تعيد طرح نفسها علينا أكثر قوة من قبل: أي ثقافة وأي أخلاقية وأي دين وأي دولة وأي سياسة وأي قومية وأي علاقة بالمجموعة الإنسانية، أي حضارة وأي طريق ومنهج لاستيعابها? باختصار، أي حداثة للعالم العربي أو أي حداثة عربية?
وما يقال عن مفهوم التقدم وضرورة مراجعته يقال بالمثل عن مفهوم التجدد الذي يؤلف محور تأمل المثقفين الإسلامويين وتفكيرهم. فما المقصود بالتجدد?
هل هو إحياء القيم العربية والإسلامية الأصيلة التي عرفتها المجتمعات العربية في الحقبة الإسلامية الأولى والتي كرست استقلالها السياسي والثقافي وقدرتها الإبداعية وحولتها إلى بؤرة رئيسية إن لم تكن البؤرة الأولى للحضارة في عصرها?
 وهل يقوم هذا الإحياء على العودة إلى الصيغ المجتمعية والفكرية التقليدية أم يتطلب بالعكس تبديل هذه الصيغ الجامدة والمفوتة التي تمنع الأنا العربية أو الإسلامية من التفاعل مع العصر ومن مسايرة المطالب التاريخية الخاصة بالانخراط الإيجابي في الحضارة الفكرية والمادية الراهنة?
وما هي الطريقة أو الوسيلة لتحقيق هذا التجدد في الماهية أو الهوية العربية الذي يشكل من زاوية نظر الإسلاميين أساس التجدد الثقافي والسياسي والحضاري معا?
وبقدر ما يلح أصحاب هذا المذهب على محورية العمل على الذات وتحريرها من الاستلاب والتبعية والنسيان في مقابل التحديثيين الذين يركزون بالعكس على الشروط الخارجية لبناء هذه الأنا التاريخية والحضارية، يبدو لي أن السؤال الأكبر والأكثر راهنية - الذي ربما تشكل الإجابة عنه المدخل إلى جميع الإجابات المطلوبة على الأسئلة الأخرى العديدة بقدر ما تشكل شرط تجاوز القطيعة بين تيار الهوية وتيار الحداثة - هو التالي: هل يمكن تحقيق التقدم، أي تغيير شروط وجود المجتمعات العربية بما يجعلها أكثر توافقا مع متطلبات الحياة الحديثة ومعاييرها من دون تجدد الهوية، أي من دون تغيير مسبق في طبيعة الأنا الجمعية الفاعلة?، وهل يمكن تحقيق تجدد الذات أو إعادة بناء هذه الأنا الجمعية القائمة وراء أي تغيير تاريخي، تقدما كان أم تجددا، بمعزل عن الشروط التاريخية أو من خارجها? وأي علاقة ممكنة ينبغي بناؤها بين مساري التغيير المطلوب على مستوى الواقع ومستوى الذات معا?
هذه هي المسائل النظرية المطروحة على المجتمعات العربية للرد على تحديات التغيير المنشود والتي يتوقف على المثقفين العرب في العقود القادمة توفير الإجابات المتسقة والعقلانية عنها للحصول على موقع في خريطة السلطة الاجتماعية واستعادة المبادرة التي كانت للمثقف منذ بداية النهضة العربية.
لكن نستطيع منذ الآن أن نقول لتأكيد تفاؤل فعلي لا مصطنع: إن انخراط المثقفين الراهن أو بعضهم في السنوات الماضية، وبشكل أكبر فأكبر اليوم، إلى جانب الشعوب في معركة انتزاع الحقوق المدنية والسياسية، أي في مسيرة التحولات الديمقراطية العميقة، في إطار الهيئات المدنية والسياسية معا، وإن كان لا يقدم مثل هذه الإجابات المنتظرة بعد، إلا أنه يشكل المدخل الضروري الذي يعيد المثقف إلى مجتمعه ويمكنه من استعادة دوره في توجيه المسيرة العامة بقدر ما يسمح للمثقفين بالانخراط في الممارسة العملية ويقدم لهم فرصة الالتقاء في المعركة الواحدة من أجل الحرية والاستقلال عن الوصاية السياسية والأبوية معا. ومن هنا تمثل المشاركة في معركة الديمقراطية المفتوحة في البلاد العربية خشبة الخلاص الرئيسية اليوم إن لم نقل الوحيدة لخروج المثقفين كفاعل اجتماعي من نفق الانهزامية واحتقار الذات والهامشية للالتحاق بقاطرة التحول التاريخية العتيدة. وبقدر ما تساهم هذه المعركة في تحقيق التغيير واستعادة الأنا التاريخية المبادرة في استيعاب الحداثة وتوطينها تمهد الأرض لتجاوز القطيعة بين تيارات إسلاموية وتيارات علمانوية متنافية وتهيئ للخروج من فقر المقاربة التاريخانية وسحرية المقاربة الثقافوية ورؤيتها الحضاروية التبسيطية معا.
 
_________________________
- عن الوطن السعودية 17/8/2005
 
 
 
 
 

1 - أبريل - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
شرف التذكار والتذكر    كن أول من يقيّم

يفيض علينا الأخ الأعز  /زهير 000بطوفان  مشاعره الجميلة النبيلة ،فتحلق أرواحنا فى سماء المحبة والأخوة والإنسانية 0
 
ويسعدنى سعادة غامرة  أن منحنى أستاذنا وصديقنا /طه أحمد المراكشى شرف التذكار والتذكر ،فله فائق الشكر وبالغ الإحترام وعظيم التقدير 0
 
تمنياتى القلبية أن  ترحل الغيوم وتتلاشى وتشرق شمسه وضاءة بالحب والنور والجمال
وإناَ ،بكثير من الشوق ،ننتظر 0

2 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
أكبر عملية تزوير وتلفيق تاريخية    كن أول من يقيّم

النص الديني والواقع
GMT 13:00:00 2007 الثلائاء 3 أبريل
باسم النبريص

مشكلة النص الديني، أي نص ديني، أنه متعالٍ على الواقع. أي يقع بالضرورة خارج الشرط البشري. فإذا جاء بشرٌ وجعلوه مرجعاً أوحدَ لهم، في كل شؤون الحياة، الصغيرة منها والكبيرة، السياسي منها والاجتماعي وحتى الاقتصادي، تكون حينها الطامةُ، والطامةُ الكبرى لا غير.
فبما أنّ هذا النص، بطبيعته، غير مُحايثٍ لنا، فإنه سيبقى طوبى ومِثالاً. ومن يؤمن بهما : الطوبى والمثال، ويحاول فرضهما قسراً على الواقع، سيتعذّب طويلاً، وسيُعذّبُ من حوله طويلاً، قبل أن يفهم استحالة تحويل الواقع إلى مثالٍ، والطوبى إلى واقع تاريخي.
إنّ مشكلة النص الديني أنه لا زمني، فيما نحن زمنيون. لذلك، أفضل لنا أن نغترب عن هذا النص، ولا نغترب عن واقعنا وتاريخنا _ إن كان لا بد من الخيار والاختيار، وإن كان لا بد من حتمية " إمّا.. أو ". بيد أنّ الأمر ليس كذلك، ولم يكن كذلك دائماً. فثمة خيار ثالث هو الأسلم والأحكم : أن نتعامل مع النص الديني، كحاجة إيمانية لا سياسية. حاجة تلبي النزوع الإنساني، منذ استوطن الإنسان هذا الكوكب الجميل، وشعر بخوفه من المخفي والمجهول. حينها يكون النص الديني، الأرضي منه والسماوي، مجلبة لبعض العزاء أو كله، في رحلة البشر التاريخيين نحو موتهم [ موتهم الذي يعونه، هم وحدهم دوناً عن كل الكائنات الأخرى، والذي يبدأ ما إن تخرج من أفواههم صرخةُ الميلاد الأولى ]
ومع أنّ الكلام أعلاه صار في عداد البديهيات عند معظم شعوب الكوكب، إلا أنه ما يزال غريباً على أسماعنا وأفهامنا، نحن العرب والمسلمين المعاصرين، في العموم.
هم هناك فهموا وظيفة النص الديني، كحاجة وجودية لهم. وتعاملوا معه من هذا المنطلق. تاركين شؤون الحياة للعقل وللاجتهاد العقلي. طبعاً لم يصلوا إلى هذا النوع من الفهم ببساطة ويسر، بل حدث العكس تماماً : احتاجت أوروبا، على سبيل المثال، إلى قرون من الأهوال، لتعرف أنه أكرم لبشرها، وأكرم لدينها المسيحي، أن يُفصل الدين عن السياسة. احترماً للدين وإنجاحاً للسياسة معاً. أما نحن هنا فلم نفهم تجربة أوربا، ورفضناها، مصرين على تدخّل الدين في كل تفصيل من تفاصيل الحياة، وعلى عدم الفصل بينهما. فالإسلام لدينا، وحسب تأويلنا، هو دين ودولة، لا دين فقط. يقول بذلك الإخوان المسلمون، كأعرض تيار سياسي عربي، ويقول به سواهم أيضاً. فما الذي سيحدث ? ماذا سيحدث لو وصل هؤلاء إلى سدة الحكم ? سيكررون على الأرجح، تجارب غيرهم من الشعوب. وسنقع في أهوال ربما لا يتصور مقدار رعبها أحد.
وهذا الكلام ليس نظرياً فحسب، بل هو مجرّب عندنا، في غير بلد عربي وإسلامي. وأخيراً نحن جرّبناه ها هنا في فلسطين. فحين فازت حركة الإخوان المسلمون في بلادنا، حاول بعض رموزها أسلمة السياسة والاجتماع والفكر والاقتصاد [ بل وصل بهم الشطط أخيراً إلى الفلكلور ! ] لكنهم فشلوا وخاب مسعاهم، لألف سبب وسبب. بيد أنهم لم يسكتوا، وحاولوا أسلمة الوزارات التي أخذوها، بتحبيذ أن تلبس الموظفات غير المتحجبات الحجاب، توطئة للبس النقاب في المستقبل، حين يُمكّن لهم. ولم يحرزوا ههنا أيضاً كبير نجاح، ذلك أنّ المجتمع الفلسطيني برمته، كان قد سبقهم إلى لبس الحجاب والنقاب.
الأهم من كل هذا، هو أنّ حماس، بتسييسها للدين، جلبت لنا حصاراً سياسياً واقتصادياً فادحاً، كان يمكن لها ألا تجلبه، لو تعاملت بحنكة السياسي الدنيوي لا الديني المسيّس. لكن أنى لحماس ألا تفعل ما فعلته، وهي المؤمنة بعدم جواز فصل الدين عن السياسة ?
إنّ مشكلة المتأسلمين الحاليين، أنهم جعلوا من النص الديني أيديولوجيا.
وراحوا، في أكبر عملية تزوير وتلفيق تاريخية، يفتشون عن الماضي، لإعادة إحيائه وتلبيسه على جسد الحاضر.
 لقد أدلجوا المقدس، وأنزلوه لكي يحاكم كل تصرف وسلوك ورأي على الأرض. بينما الحياة على الأرض، وفي عالمنا الثالث بالذات، لا تحتمل هذا النوع من التحويل الكارثي.
 فما بالك ببلادٍ تعيش ما زالت تحت احتلال ?
 
إنّ لدينا ألف مشكلة ومشكلة. وآخر شيء نحتاجه هو تحويل الدين إلى أيدولوجيا. فالدين حين يؤدلَج، يثقل حامله بالاغتراب والاستلاب، فلا يعود هذا الحامل البشري سوياً، ولا يعود قادراً ولا مهيئاً لقراءة وفهم مجريات وتعقيدات الحياة والدنيا من حوله.
إنه فقط يدخل زمن العماء. يضيع في صغائر الأمور، ولا يهتم بكبائرها.
فعقله دخلَ القالب الإسمنتي، وهيهات له من خروج !
أي حدث معه ما يحدث غالباً مع كل من يعتنق أيدولوجيا، سيان كانت دينية أو دنيوية، فلا يعود يرى إلا من خلال عينها العوراء، وفي أحايين كثيرة : العمياء.
النص الديني مغترب بطبيعته عن الواقع. وحامل النص الديني مغترب عن الواقع بالنتيجة والضرورة. فهل هذا هو حقاً ما تحتاجه شعوبنا الرازحة في التخلف والعطالة منذ دهور?
هل هذا هو حقاً ما نحتاج، نحن الجوعى والغرقى والعائشين حياتنا عالّة على غيرنا من الشعوب ?
إننا مرضى هذا العالم. وبدل البحث عن علاج، يذهب بعضنا إلى مزيد من المرض، فيُسيّس الدين، ويجعله أدلوجة له ولغيره من الناس. وكأنّ في ذلك، يكمن الحلّ. مع أننا نعرف، ومن خلال التجربة والبرهان، أنّ في ذلك تكمن فقط المشكلة.
لذا لن نمل ولن نتراجع، ولو قلناها وقالها غيرنا للمرة المليون لا الألف، بأنه يجب فصل الدين عن الدولة : فصل المقدس عن الدنيوي. وعدم الخلط والتخليط بينهما. ففي ذلك مصيبتنا وبلوانا. ويكفينا ما فينا من المصائب والبلايا.
ولكي نبدأ في هذه المهمة التاريخية، الأصعب والأوعر، لا بد من إشاعة ثقافة التنوير، وتعزيز تيارات العقلانية في المجتمع المدني. بحضّ الناس على التفتيش في حاضرهم ومستقبلهم لا العكس. فالماضي مضى وانقضى، ولا جدوى من إعادة إحيائه وتلبيسه على جسد الحاضر. فليست هذه العملية سوى ضرب من التزوير والتلفيق.
 
من هنا نبدأ : فصل المقدس عن الأرضي. ومحاولة إفهام الناس أنّ عملية الفصل هذه، بالتوازي مع عمليات أخرى، هي لتحقيق مصالحهم الحيوية، أولاً وأخيراً.
أجل : إنّ مطلب الفصل هذا ضروري ضرورة الأكسجين للحياة.
ضروري لعرب اليوم، أكثر من أي وقت مضى.
وإلا فالمزيد من المرض : المزيد من السواد : المزيد من الموات، وصولاً ربما إلى الموت الجماعي عينه وذاته 0
 
                                     موقع إيلاف

5 - أبريل - 2007
من يقتل الغذامي تقربا لله?
عواطف الأمومة الفياضة00    كن أول من يقيّم

الأم وأولادها لاينفصمان ،فهما معا يشكلان واحد لاشريك له ،وأى مساس بالولد هو مساس بالأم ، أزعم أن الذكر يضع بذرته ثم ينشغل بالحياة ، أما الأنثى فهى تعيش حياة الحمل المريرة والصعبة والقاسية والمؤلمة بين جنباتها وتعانى الوجع فى كل بدنها ومشاعرها ونفسيتها وأرقها وجوعها وعطشها
000
إنها تتألم وتحمل بداخلها ثقلا يمرضها ويشقيها ويوقف بعض نشاطها وهمتها وقوتها وشجاعتها ، تحمل بين صدرها الحياة والموت ، الأمل والفشل ، والفرح والحزن ،السعادة والشقاء
00
كنت أرصد مشاعر زوجتى حين حملها فى (بسمة ) ورأيت كم الألم القاسى والمدمر وإلى أى مدى يقتلها الألم والعذاب كلما قرب موعد الوضع 0
صحيح كنت أشاركها بعض ألمها 000لكن هيهات مابين الملقى فى النار ويشوى وبين الجالس أمام النار يصيبه بعض اللهيب والصهد والدخان
0000
أنا أزعم أن غريزة الأمومة هى غريزة امتلاك ليس بمفهوم الملكية وفقا لنصوص وأحكام القانون ،ولكن بمفهوم الحرص الشديد على المولود وديمومة حياته دون أن يمسه سوء أو مرض أو تعب أو أذى00
وأزعم أن الأم لاتبالى أن تهب وليدها حياتها أو جزءا منها ،إنه حياتها أو بعض حياتها ،عكس الأب تماما 0
أزعم أن المولود هو الوجه الآخر للأم ،بل هو روحها وعاطفتها ووجودها وعدمها ونورها وظلامها ونجاحها وفشلها 00
 
سؤال جاد وصادق ومن الأعماق 0
 
ما قيمة المرأة فى أى مجتمع أيا كان إن لم تكن أما ومعها أولادها ??????????????
سؤالى وأرجو ألا يشكل معضلة فأنا أطرحه وصادق فى طرحه وليس بقصد إهانة المرأة العاقر أو أى إمرأة ،فأنا أكن الإحترام لكل إنسان أيا كان نوعه أوجنسه  0
 
وهذه حكاية أراها يوميا مرات كثيرة ،لى قريب جاوز الستين عاما وقد تزوج فى مقتبل شبابه من إحدى بنات القرية ومرت الأيام والسنون تتوالى ولم يرزق بطفل من زوجته وهاجت أسرته وماجت فأصغر أشقائه تزوج وأنجب أكثر من ذكر  وانثى ،وانعقدت المجالس لحل هذه المشكلة العويصة التى تؤرق العائلة وتنزع من عيونها النوم ،وكذلك أسرة الزوجة وأن العيب من زوجها وليس منها ،وأصبحت الأحاديث ولا أحاديث الشرق الأوسط وحل مشكلة فلسطين وباقى المشاكل المتزايدة يوما بعد يوم00
وأتفق الزوجان على العيش معا وبدون إثارة مشكلة إنجاب أولاد والصمود والتصدى لكل من يحاول إثارة هذا الموضوع من الأسرتين أو من العائلة 00
 
أشعر وهذا شعورى الخاص بى وبعيدا عن المعاندة وكونى مثير الزوابع والعواصف وأنا مالى ومال الناس سيب كل واحد فى حاله ،أشعر بالحزن ،وأشعر بالغم ،وأشعر بعذابهما وأنظر إليهما بشفقة وقلة حيلة ،وأقول ماقيمة ما يصنعونه من كفاح وتراكم مالى وتعب فى أرضهما الزراعية وتربية المواشى ????????????
إلى من سيؤول ?????????
وإلى من يستمتع به ??????????
 

5 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
المغترب خارج وطنه وأزدواجية المشاعر0    كن أول من يقيّم

دائما وأبدا وعلى مدى عمرى الطويل جدا جدا ، ما إن أحل بمكان إلا وأثير الزوابع والعواصف والرياح الصرصرالعاتية 0
وتطل الأسئلة برؤوسها الأخطبوطية وتلتف بى من كل جانب ، أحاول وبشدة أن أعرف وأتعرف ، أن أغوص فى النفس البشرية وأسبح داخل الإنسان ، وكثيرا ما تعرضت لكلمة((( وأنت مالك ومال الناس سيبهم فى حالهم وانشغل بنفسك )))
 
كانت مهنتى (ممارسة المحاماة ) تفرض علىَ الغوص داخل الإنسان وعدم الأخذ بظاهر القول وإنما التعمق والدراسة والفحص والتمحيص وطرح الكثير من الكلام والإستناد إلى بعض الكلمات حتى يستقيم التصور الواقعى للمشكلة المطروحة على بساط البحث 00
ونظرا لمرض المهنة وكثرة الأسئلة والتشكك فى كل دليل حتى يثبت صحته أو بطلانه ، عانت زوجتى ولا زالت تعانى معاناة مريرة من محاولاتى الجادة للوصول إلى لب المشكلة وحقيقتها الغائبة المستورة وأجدها كثيرا تنظر فى وجهى وتقول بصوت غضوب وضيق ظاهر : هو إحنا فى محكمة ????? ردا على تساؤلاتى بشأن موضوع ما أو مشكلة مع الأسرة بخصوص تصرف الأولاد مع بعضهم أو سوء فهم بين زوجات الأشقاء وبينها أو مع أزواجهن أو 000أو 000إلخ00
 
سؤالى عن كم المعاناة القاسية التى يعانيها المغترب  قسرا خارج وطنه الأم ???????????
سؤالى عن إزدواجية المشاعر ??????????
سؤالى عن كيفية الحفاظ على التوازن النفسى والوجدانى بين وطنين ?????????????
لست أدرى هل أصبت كبد الحقيقة أم طاش سهمى ?????????????

5 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
مقال فى العبودية المختارة 00إتين دى لابويسيه (11)    كن أول من يقيّم

لقد وضع كسينوفون  ،وهو مؤرخ جاد من أئمة المؤرخين اليونانيين ، كتابا تخيل فيه حوارا بين سيمونيد وبين طاغية سيراقوصة هيرون حول كروب الطاغية 0
هذا الكتاب ملىء بنظرات نقدية طيبة جادة  وان اتسمت مع ذلك فى رأيى بأقصى ما يمكن من اللطف 0
ليت طغاة الأرض وضعوا هذا الكتاب نصب أعينهم أنى وجدوا لتكون لهم منه مرآة لهم ! فلو فعلوا لتبينوا رذائلهم ولأخجلتهم مساعيهم 0
فى هذا الحوار يصف كسينوفون كرب الطغاة إذ يضطرهم الأذى الذى يلحقونه بالناس جميعا إلى خشيتهم جميعا  قائلا بين مايقول أن الملوك الفاسدين يستخدمون المرتزقة الأجانب فى شن الحروب فرقا من ترك السلاح فى يد   رعاياهم الذين أمعنوا فى غبنهم 0(هذا وإن يكن من الصحيح أن التاريخ قد شهد بين الفرنسيين أنفسهم  وفى الماضى أكثر من الحاضر  ملوكا صالحين جندوا جيوشا من الأمم الأجنبية لا عن حذر بل حرصا على بنى وطنهم وتقديرا منهم أن خسارة الأموال يبخس ثمنها فى سبيل صيانة الأرواح عملا بما يسند إلى سيبيون  وأظنه الأفريقى ، من قوله أنه يفضل لو أنقذ مواطنا على ان يدحر ألف عدو ) 0 لكن  الشىء المحقق هو أن يبلغ تلك الغاية التى هى تصفية المأمورين بأمره من كل رجل ذى قيمة ما 0 بحيث يحق لنا أن نوجه إليه التقريع الذى يفخر تيراسون  فى إحدى مسرحياته( تيرانس )بتوجيهه إلى مروض الأفيال :
ألأنك تأمر الأنعام ، تجرؤ هذه الجرأة ??
 
بيد أن هذا التحايل من قبل الطغاة على التغرير برعاياهم لا يمكن أن يتجلى على نحو يفوق تجليه فيما صنع كسرى إزاء الليديين إذ دحرهم واستولى على عاصمتهم سارد  وأسر كريسوس ملكهم الذى ضربت بتراثه الأمثال وعاد به إلى بلاده فبلغه أن أهل سارد قد ثاروا 0 وكان يسعه سحقهم إلا أنه رغب عن تدمير مدينة فاق جمالها الأوصاف ثم هو لم يكن يريد أن يجمد بها جيشا لحراستها 0فتفتق ذهنه عن حيلة كبيرة توصل بها إلى مأربه : فتح دور الدعارة والخمر والألعاب الجماهيرية ونشر أمرا يحض السكان على الإقبال على هذا كله0فكانت هذه الحيلة حامية أغنته إلى الأبد عن أن يسل السيف فى وجه الليديين 0فقد انصرف هؤلاء المساكين البؤساء إلى التفنن فى اختراع الألعاب من كل لون وصنف حتى أن اللاتينيين اشتقوا من اسمهم الكلمة التى يدولون بها على اللهو  فقالوا   لودى  وكأنهم يريدون أن يقولوا ليدى 0
 
صحيح أن الطغاة لم يعلنوا جميعا عما يسعون إليه من تخنيث الشعوب 0ولكن ما فعله هذا صراحة يتوخاه معظم الآخرين خفية0
والحقيقة هى أن تلك طبيعة العامة الذين تضم معظم المدن القسط الأوفر منهم ، فهم شكاك فيمن أحبهم ، سذج  حيال من خدعهم 0
فلا تظنن أن ثمة عصفورا يسهل اقتناصه بالصفافير  او سمكة تهرع إلى الطعم بمثل العجلة التى تسرع بها إلى العبودية كل الشعوب منجذبة ، كما نقول ، بأقل زغبة تفتح فاها وإنه لأمر عجيب أن تراها تندفع هذا الإندفاع ، يكفى فيه مجرد زغزغتها 0 المسارح والألعاب  والمساخر  والمشاهد والمصارعون  والوحوش الغريبة والميداليات واللوحات ، هذه وغيرها من المخدرات كانت لدى الشعوب القديمة طعم عبوديتها  وثمن حريتها وأدوات الإستبداد بها 0
هذه الوسيلة وهذا المنهج وهذه المغريات هى ما تذرع بها الطغاة القدامى حتى تنام رعيتهم تحت النير 0
 
هكذا تأخذ الشعوب المخدوعة إذ تروق لها هذه الملاهى وتتسلى بلذة  باطلة تخطف أبصارها فى تعود العبودية بسذاجة تشبه سذاجة الأطفال الذين تخلب لبهم الكتب المصورة فيحاولون فك حروفها  ولكن بتخبط أكبر 0
 
واكتشف الطغاة الرومانيون اكتشافا آخر فوق هذا كله : موائد العشرات (موائد يلتف حولها أفراد الشعب كل عشرة حول مائدة ) يكثرون من الدعوة إليها فى الأعياد تمويها على  هؤلاء الرعاع الذين لاينقادون لشىء مثلما ينقادون للذة الفم والذين ما كان يستطيع أشدهم مكرا وأقربهم إلى أسماعهم أن يترك وعاء حسائه ليسترجع حرية جمهورية أفلاطون 0
 

5 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
مقال فى العبودية المختارة 00إتين دى لابويسيه (12)    كن أول من يقيّم

كان الطغاة يجودون برطل من القمح ونصف لتر من النبيذ وبدرهم وكان أمرا يدعو إلى الحسرة  أن يعلو عند ئذ الهتاف :
                        عاش الملك!
فما كان يخطر على بال هؤلاء الأغبياء أنهم كانوا يستردون جزءا مما لهم ، وحتى هذا الجزء ما كان الطاغية ليجود به عليهم لولا سبقه إلى سلبهم إياه 0
 
من يلتقط اليوم الدرهم ويأكل حتى التخمة مسبحا بحمد تيبريوس ونيرون  وبسخاء عطائهما لاينبس بحرف يزيد عما ينبس به الحجر  ولاتصدق عنه خلجة تزيد عما يصدر عن الجذع المقطوع حين يرغم غدا  على أن يترك أملاكه لجشع هؤلاء الأباطرة  المفخمين  وأطفاله لشهواتهم ، لا بل دمه نفسه لقسوتهم 0
ذلك كان شأن الشعب الجاهل دائما : مفتوح الذراعين مستسلما للذة التى كانت الأمانة تقتضى بالإمساك عنها ، فاقد الإحساس بالغبن  والألم  اللذين كانت الأمانة تستدعى الشعور بهما 0
إنى لا أرى اليوم  أحدا يسمع حديثا عن نيرون إلا ارتعد لمجرد ذكر اسم هذا المسخ الكريه ، هذا الوباء الشنيع القذر الذى لوث العالم أجمع ، ومع هذا فلاسبيل إلى إنكار أن هذا السفاح ،هذا الجلاد ، هذا الوحش الضارى  حين مات ميتة لاتقل خزيا عن حياته  قد أثار بموته هذا  حزن الشعب الرومانى النبيل  الذى راح يتذكر ألعابه وولائمه حتى أوشك على الحداد –هذا ماكتبه كورنيليوس تاسيت ، وهو مؤلف جاد محقق فى طليعة من يوثق بهم0
 ولا أظننا سنعجب لذلك كثيرا إذا تذكرنا ما صنعه هذا الشعب من قبل حين مات يوليوس قيصر الذى استهان بالقوانين وبالحرية معا  والذى لا أرى فى شخصه مزية ما لأن انسانيته التى كثر الحديث عنها فى كل معرض ومقام كانت أبلغ ضررا من قسوة الوحوش الضارية ، فالحقيقة هى أن هذه الحلاوة المسمومة هى التى سكرت طعم العبودية لدى الشعب الرومانى ، ولكنه ما إن مات حتى شرع هذا الشعب ولماتزل ولائمه بفمه وعطاياه بذاكرته فى تكريمه وتكديس المقاعد المنتشرة فى الميدان العام ليوقد منها النار التى تحوله ترابا  ثم بنى له نصبا تذكريا ملقبا إياه بأبى الشعب (هذا ما جاء بعالية النصب ) وأبدى له من مظاهر التشريف ميتا مالم يكن ينبغى إبداؤه لحى إلا إذا أردنا أن نستثنى قاتليه 0 ثم لقب وكيل الشعب ،هذا أيضا لم ينس الأباطرة الرومان التلقب به الواحد بعد الآخر لما كان لهذه الوظيفة من الحرمة والقداسة ثم لأن القانون اقتضاها  للدفاع عن الشعب وحمايته فى ظل الدولة 0
بذا أرادوا اكتساب ثقة الشعب كأنما كان هم هذا الأخير هو سماع الاسم لا الشعور بنتائجه 0 وما يحسن عنهم صنعا طغاة اليوم الذين لا يرتكبون شرا مهما عظم دون أن يسبقوه بكلام منمق عن خير الجماعة  وعن الأمن العام : لأنك تعلم حق العلم ، يا لونجا ، ثبت الصيغ المحفوظة التى يريدون بها تغذية فصاحتهم وإن جانبت الفصاحة غالبيتهم لنفورها من وقاحتهم 0
كان ملوك آشورومن بعدهم ملوك ميديا لا يظهرون علانية إلا بعد وقت متأخر بقدر المستطاع ليتركوا الجمهور فى شك أهم بشر أم شىء يزيد  وليسلموا لهذه الأحلام أناسا لا ينشط خيالهم إلا حيث يعجزون عن الحكم على الأشياء عيانا 0
 
هكذا عاشت فى ظل الأمبراطوية الآشورية شعوب متعددة ألفت خدمة السيد الغامض وخدمته طائعة بمقدار جهلها  أى سيد يسودها ، لا بل هى كانت لاتكاد تعلم  إن كان لمثل هذا السيد وجود فخشيت جميعها بعين الاعتقاد واحدا لم يره أحد قط0
كذلك ملوك مصر الأوائل كانوا لايظهرون علانية إلا وقد حملوا على رؤوسهم حينا قطا وحينا فرعا وحينا نارا ، تقنعوا بها وتبرجوا كالمشعوذين  وبذا أثاروا بغرابة المنظر المهابة والإعجاب فى نفوس رعاياهم ، وكان أجدر بالناس لولا فرط حمقهم وعبوديتهم  ألا يروا فى هذا كله ، على ما أعتقد ، إلا مدعاة للهو والضحك 0
 
إنه لأمر يدعو إلى الرثاء أن نسمع بأى الوسائل تذرع الطغاة  حتى بؤسسوا طغيانهم وإلى أى الحيل التجأوا دون أن تتخلف الكثرة الجاهلة فى كل زمان عن ملاقاتهم  فلا يرمون شبكة إليها إلا ارتموا فيها وخلا تغريرهم بها من المشقة حتى أنهم إنما ينجحون فى خداعها أكبر النجاح حين يسخرون منها أكبر السخرية 0
 

5 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
لماذا ينتحر الشعراء ?????????    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين
GMT 8:45:00 2007 الخميس 5 أبريل
إيلاف

ايلاف من القاهرة: تصدر بعد أيام عن "دار النهار" و"الدار العربية للعلوم" أنطولوجيا أعدّتها وقدّمت لها واختارت نصوصها وترجمتها الشاعرة اللبنانية جمانة حداد، وتتناول مئة وخمسين شاعراً انتحروا في القرن العشرين. الأنطولوجيا في عنوان "سيجيء الموت وستكون له عيناك" (وهي جملة مستلّة من قصيدة للشاعر الايطالي المنتحر تشيزاري باڤيزي وتضمّ 122 شاعرا و28 شاعرة من 48 بلداً مختلفاً، ومن جهات العالم الأربع. تطلّب إنجاز هذا العمل الموسوعي الضخم، الذي يقارب الستمئة صفحة بين تقديم وترجمة وملاحق واحصاءات وخلاصات، أربعة أعوام من البحوث والاختيارات والترجمات الحثيثة من جانب حداد، والاطلاع على أكثر من سبعين مرجعاً ومصدراً مختلفاً بين كتب شعرية وأنطولوجيات ودراسات. أهمية هذه الأنطولوجيا تكمن أيضاً في أن معظم قصائدها تتمحور حول تيمة الموت، وفي أنها متعددة اللغة، تتقابل فيها الترجمات العربية مع النصوص المنقولة في غالبيتها عن لغاتها الأصلية (وهي الفرنسية والانكليزية والاسبانية والايطالية والبرتغالية والألمانية)، وفي بعض الأحيان عن لغة وسيطة، هي إما الفرنسية وإما الانكليزية. يُذكر أن أنطولوجيا الشعراء المنتحرين ستوزّع في الأسواق اللبنانية كما في مختلف العواصم العربية، وسيعقد حولها احتفال ضخم في بيروت في الخريف المقبل.
ومن كلام الناشر عنها:
"هذا الكتاب هو كتابٌ أنطولوجيّ مستفزّ وعدوانيّ بسبب "هويته" الانتحارية. يرى الى الشعراء المنتحرين في القرن العشرين بعينٍ شعريّة وترجميّة، علميّة، ومعرفيّة، ومدقِّقة، وصارمة، وليّنة، وعارفة، وذكيّة، ونزيهة، ومتمرّسة بجوهر الشعر وبالترجمات الواثقة من مرجعياتها ومعاييرها اللغوية، ومن معادلاتها ودلالاتها وتأويلاتها الشعرية.
وهو كتابٌ عالِمٌ، من الصفحة الأولى الى صفحته الأخيرة. لكنْ مُسكِرٌ. وخاطفٌ. ومستولٍ. وصافعٌ. ومدوِّخٌ. وجالِدٌ. ومقلِقٌ. ومخيفٌ. وموحشٌ. ومعذِّب. ومتوحّشٌ. وطاردٌ للنوم ومهشِّلٌ لسكينة الروح. وخصوصاً مسالِمٌ وفاتحٌ لشهية المعرفة والاستزادة. 
وهو كتابٌ يصعق قارئه ويصيبه بالدوار، وإن يكن قارئاً "حديدياً"، متماسكاً، ويقف على أرض ثابتة.
وهو ذو أنياب. ومفترس. إذ لا يتخلّى عن قارئه إلاّ ملتهَماً وأشلاءً منتشية.
لكن، ليس الانتحار ما "يدمّر" المتلقّي العارف، في هذا الكتاب، ويجعله يصاب. فهذه بداهةٌ "عاطفية" لا تنطلي على المتمرسين بالشعر وترجمته. ذلك أن "الدمار الروحيّ" الذي ينطوي عليه لا يستدرّ الشفقة بقدر ما يستدرّ الحريق الأدبي، وبقدر ما يفتح الدروب، دروب العين والقلب والتأمل والرؤية، الى طعنات الشعر النجلاء، وترجماتها، والى جهنّم الذات الشعرية وتلبّداتها.
أنطولوجيا جامعة مانعة، وليست للنزهة والترفيه "الاكزوتيكي" في عالم الشعراء الانتحاري. تنطوي على ترجمات لقصائد مهلكة من فرط رؤيويتها، وعلى مقدمة دراسية ونبذ ومعارف ومقابسات ومقارنات وتحليلات، شعرية ولغوية ونفسية، وطبية. ذلك ان القارىء الذي يقرع بابها و"يقع في مطبّها"، يجد نفسه تحت سقف عمارة "انتحارية"، خالصة، وخالية من الثغر والنقائص. فكأنها حصيلة عملٍ جماعيّ مضنٍ ودؤوب لفريقٍ متكامل من الباحثين والدارسين والمترجمين، من العالم أجمع، في حين أنها صنيع الشاعرة والمترجمة جمانة حداد وحدها".
الشعراء المنتحرون المئة والخمسون الذين تشملهم أنطولوجيا جمانة حداد
(بحسب سنة الانتحار، من الأقدم الى الأحدث)
وولف فون كالكرويث، ألمانيا، 1906
يغيا دميرجيباشيان، أرمينيا، 1908
جون ديفدسون، اسكتلندا، 1909
بيريكليس يانوبولوس، اليونان، 1910
مانويل لارنجيرا، البرتغال، 1912
ليون دوبيل، فرنسا، 1913
بيو يافوروف، بلغاريا، 1914
جورج تراكل، النمسا، 1914
ماريو دي ساو كارنيرو، البرتغال، 1916
أرتور كرافان، سويسرا، 1918
جاك فاشيه، فرنسا، 1919
سرغي يسينين، روسيا، 1925
جورج سترلينغ، الولايات المتحدة، 1926
فرنشيسكو غايتا، ايطاليا، 1927
شارلوت ميو، بريطانيا، 1928
فرنثسكو لوبيث ميرينو، الأرجنتين، 1928
كوستاس كاريوتاكيس، اليونان، 1928
جاك ريغو، فرنسا، 1929
هاري كروسبي، الولايات المتحدة، 1929
شونغيتو إيكوتا، اليابان، 1930
أحمد العاصي، مصر، 1930
فلاديمير ماياكوفسكي، روسيا، 1930
فلوربيلا إسبانكا، البرتغال، 1930
كانيكو ميسوزو، اليابان، 1930
خوسيه أنطونيو راموس سوكريه، فنزويلا، 1930
فاشل ليندساي، الولايات المتحدة، 1931
هارت كراين، الولايات المتحدة، 1932
سارة تيسدايل، الولايات المتحدة، 1933
ريمون روسيل، فرنسا، 1933
جوليان تورما، فرنسا، 1933
رينه كروفيل، فرنسا، 1935
أوجين ماريه، جنوب أفريقيا، 1936
جان جوزف رابياريفولو، مدغشقر، 1937
أتيلا يوجف، المجر، 1937
ليوبولدو لوغونس، الأرجنتين، 1938
ألفونسينا ستورني، الأرجنتين، 1938
أنطونيا بوتسي، ايطاليا، 1938
فخري أبو السعود، مصر، 1940
مارينا تسفيتاييفا، روسيا، 1941
كارين بوي، أسوج، 1941
يوخين كليبير، المانيا، 1942
خورخي كويستا، المكسيك، 1942
كايل رايس، الولايات المتحدة، 1943
نابوليو لاباتيوتيس، اليونان، 1944
جارل هيمر، فنلندا، 1944
منير رمزي، مصر، 1945
يوهانس فاريس، استونيا، 1946
إيلاري فورونكا، رومانيا، 1946
لويس دي مونتالفور، البرتغال، 1947
ادمون هنري كريزينيل،  سويسرا، 1948
تشيزاري بافيزي، ايطاليا، 1950
جون غولد فليتشر، الولايات المتحدة، 1950
هارا تاميكي، اليابان، 1951
قسطنطين بيبل، تشيكيا، 1951
تادوز بوروفسكي، بولونيا، 1951
هيرثا كريفتنر، النمسا، 1951
تور يونسون، النروج، 1951
ربيعة بيرقدار، تركيا، 1955
ويلدون كيز، الولايات المتحدة، 1955
ليسيك يوجف سيرافينوفيتش، بولونيا، 1956
أندره فريديريك، فرنسا، 1957
مالكولم لاوري، بريطانيا، 1957
روجيه أرنو ريفيير، فرنسا، 1959
جان بيار دوبريه، فرنسا، 1959
عبد الباسط الصوفي، سوريا، 1960
جيرالد نوفو، فرنسا، 1960
إيليز كوين، الولايات المتحدة، 1962
كارلوس أوبريغون، كولومبيا، 1963
سيلفيا بلاث، الولايات المتحدة، 1963
جان بيار شلونيغر، سويسرا، 1964
راندال جاريل، الولايات المتحدة، 1965
انغريد جونكر، جنوب أفريقيا، 1965
فرنسيس جوك، سويسرا، 1965
كان ايرين، تركيا، 1967
روجيه ميليو، فرنسا، 1968
جان فيليب سالابرويّ، فرنسا، 1969
خوسيه ماريا أرغويداس، البيرو، 1969
فيليب أبو، فرنسا، 1969
بول سيلان، رومانيا، 1970
كلود غوفرو، كندا،1971
لو ولش، الولايات المتحدة، 1971
توركاتو بيريرا نيتو، البرازيل، 1972
جون بيريمان، الولايات المتحدة، 1972
اليخاندرا بيثارنيك، الأرجنتين، 1972
غبريال فيرّاتير، اسبانيا، 1972
يون ميراندي، اسبانيا، 1972
ابراهيم زاير، العراق، 1972
برايان ستانلي جونسون، بريطانيا، 1973
اينغبورغ باخمان، النمسا، 1973
تيسير سبول، الأردن، 1973
خايمي تورّيس بوديه، المكسيك، 1974
آن سكستون، الولايات المتحدة، 1974
ألفونسو كوستافريدا، اسبانيا، 1974
صوفي بودولسكي، بلجيكا، 1974
هكتور مورينا، الارجنتين، 1975
فيرونيكا فوريست تومسون، بريطانيا، 1975
أنطوان مشحور، لبنان، 1975
ينز بيورنيبو، النروج، 1976
توفا ديتلفسون، الدانمارك، 1976
اندره بران، فرنسا، 1976
كريستيان ديف، فرنسا، 1977
ماري هيلين مارتان، فرنسا، 1977
لويس ارنانديث كاماريرو، البيرو، 1977
ايلي سيغل، لاتفيا، 1978
فرانك ستانفورد، الولايات المتحدة، 1978
هاري مارتنسن، اسوج، 1978
دانييل كولوبير، فرنسا، 1978
ادوارد ستاشورا، بولونيا، 1979
خوستو اليخو، اسبانيا، 1979
ألكسيس ترايانوس، اليونان، 1980
خليل حاوي، لبنان، 1982
إلهامي سيساك، تركيا، 1983
فابريس غرافورو، فرنسا، 1982
آنا كريستينا سيزار، البرازيل، 1983
ريتشارد براوتيغان، الولايات المتحدة، 1984
بيبي سالفيا، ايطاليا، 1985
مايكل سترونغه، الدانمارك، 1986
قاسم جبارة، العراق، 1987
نيلغون مارمارا، تركيا، 1987
عبدالله بو خالفة، الجزائر، 1988
صفية كتّو، الجزائر، 1989
هاي تسي، الصين، 1989
عبد الرحيم أبو ذكري، السودان، 1989
رينالدو أريناس، كوبا، 1990
جو بولتون، الولايات المتحدة، 1990
يوليا درونينا، روسيا، 1991
ستيفن برنشتاين، الولايات المتحدة، 1991
متين أكاس، تركيا، 1992
غو تشنغ، الصين، 1993
بيدرو كاسارييغو، اسبانيا، 1993
كمال تاستكين، تركيا، 1994
غيراسيم لوكا، رومانيا، 1994
سويسال ايكنسي، تركيا، 1994
فاروق اسميرة، الجزائر، 1994
تور اولفن، النروج، 1995
يوهان فيدينغ، استونيا، 1995
أميليا روسيللي، ايطاليا، 1996
كريم حوماري، المغرب، 1997
تييري ميتز، فرنسا، 1997
ألبرت فاس، المجر، 1998
خوسيه أوغوستين غويتيسولو، اسبانيا، 1999
خافيير إيخيا، اسبانيا، 1999
حسين ألقتلي، تركيا، 2002
نظير اكالين، تركيا، 2002
سوميكو ياغاوا، اليابان، 2002
ريتيكا فازيراني، الهند، 2003
أوزجه ديريك، تركيا، 2004
شاهير فيلاس غوغريه، الهند، 2005
ليوناردو أليشان، أرمينيا، 2005
مصطفى محمد، سوريا، 2006
 

6 - أبريل - 2007
من روائع الشعر العالمى
 50  51  52  53  54