البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 4  5  6  7  8 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أبدعت فناً ومعنى    كن أول من يقيّم

 

يا أستاذ زهير ، أنت تقول كلاماً رائعاً لم أسمع مثله منذ زمن طويل . كلامك يحفر في القلب ويدميه ، فالقلب فينا محتقن بالوجع . قانون الحياة لا يحمي المغفلين ولا بد أن نعي يوماً بأن كرامتنا لن تمنح لنا هبة من أحد ، وأن ثمنها غال غال ولم يعد يحتمل منا ذرة من النفاق .

أحب هذا الكلام كثيراً :

ليست  أساطير الشعوب iiرخيصة حـتـى  تـبـيع خيالها iiبخيال
والله  لا أخشى على ولدي الردى مـقـدار ما أخشى عليه iiضلالي

19 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
إلى الأستاذ زهير    كن أول من يقيّم

 

عدت اليوم بعد أن أجريت بحثاً صغيراً حول الموضوع ساعدني فيه بعض الأصدقاء الإيرانيين ، مشكورين ، لجهة الترجمة ، وتوصلت إلى التالي مما يتجاوز الموضوع :

  ـ  ليس لقرة العين أهمية تاريخية من حيث كونها شاعرة ، ولا يوجد لها أية مجموعة أو ديوان شعري .

  ـ  كل الأشعار التي نسبت إليها مأخوذة من كتاب : " ظهور الحق " من تأليف ، جناب ميرزا أسد الله مازنداراني ، وهو كتاب في العقيدة البهائية التي تنتسب إليها وكانت من مؤسسيها .

  ـ بعض المؤرخين ينفي ، أو يستبعد بأن تكون قد كتبت شيئاً في حياتها القصيرة والمضطربة بالأحداث ، منهم : مستشرق ورحالة فرنسي عاصر وشاهد أحداث تلك الفترة وكتب عنها مطولاً في مؤلف بعنوان : الفلسفة والدين في آسيا الوسطى ، وهو من ضمن مجموعة أخرى له وهو :  

Gobineau , oeuvres . Bibliotheque de la Pleiade 1983

وهو يقول صفحة 628 : "بأن قرة العين لم تؤلف شيئاً ، على حد علمي ، وحتى لو حصل ، فلن يكون شيئاً يذكر "

وهناك كاتب إيراني معروف وضع مؤلفاً عن الشعراء الإيرانيين بتلك الفترة بعنوان :

رز صبا تا نيما ، أي من صبا إلى نيما وهما شاعران . المؤلف أسمه : آرين بور . ( الب هي P)

يقول بأن الأشعار المنسوبة إلى قرة العين هي على الأرجح ليست من نظمها وأنها نسجت بطريقة مستوحاة من شاعر آخر هو : ملا محمد باقر صحبت لاري المتوفي عام 1251 هجرية . ويورد أمثالاً للمقارنة تثبت فعلاً التشابه الكبير . يبدو بأن أصحاب هذه الفرقة أرادوا تضخيم أهميتها ونسبوا لها كثيراً مما لم تقله . الأرجح أنها قالت أشياءاً بسيطة كتلك الأبيات التي كنت قد ذكرتها لها في حديثك عنها .

  ـ حتى الأشعار المنسوبة إليها لا تشبه أبداً النص الذي ورد معنا لمنذر حلاوي لا من حيث النظم ولا من حيث الأسلوب ، ولكن على الأخص لا يوجد فيها كل هذا التجريد من حيث المعنى ، ناهيك عن اللغة .

  ـ ربما يكون قد إستعار بعض المفردات التي يستخدمونها إصطلاحاً مثل : الملكوت ، الأثير ، السر العتيق .... وهو قد إستعمل لفظة : قرة العين التي أثارت في نفسك الشك . هذه مصطلحات صوفية تضفي طابعاً خاصاً ،إلا أنني لم أجد في الأشعار المترجمة أفكاراً بمستوى النصوص التي أوردتها لمنذر حلاوي .

لو شئت لأرسلت إليك النصوص الشعرية التي حصلت عليها وتنسب إلى قرة العين وهي باللغة الفارسية وتخالطها بعض الأبيات باللغة العربية على طريقة حافظ وعمر الخيام .

وجاهزة لأي إستفسار ممكن .

 

 

20 - مارس - 2006
في الرد والدفاع عن رسول الله محمدصلى الله عليه وآله وسلم
نحن أمة تبلبلت    كن أول من يقيّم

 

لا اعرف كيف أحضرت هذه الحكاية إلى هنا ، لكنها في موضعها ، وأنت تذهب أسرع من السهم الذي أردت أن أطلقه .

لا أريد استباق الأمور ، لكن هذه المرأة الصادقة ، خولة بنت ثعلبة ، كانت واثقة في عدل الله ، وكانت قد شعرت بأن الميزان مختل في هذا الحكم ، حتى ولو كان من رسول الله ، لأن الظلم قد وقع ، وهذا شعرته في نفسها، ولم تحتج به إلى دليل آخر . فحاججت ، وجادلت ، واشتكت ، حتى سمع الله نداءها وأنصفها .

هو هذا الميزان الفطري ، ما أردت أن أنبش عليه لكي أجده مطموراً ، تحت ركام هائل من الأفكار والسلوك  والتصورات المعقدة . هو هذا الميزان الذي نعرف به الأشياء وهو دليلنا عندما يتبلبل العقل .

ما أحكيه لن يكون وعظاً ، وهو ليس اعترافات .... وهو يتطلب مني جهداً كبيراً ، لأنه يضطرني للكشف عن أشياء حميمة ، لم يكن باستطاعتي الحديث عنها ، لولا هذه الرغبة القوية بالمجاهرة بالحقيقة الداخلية  للإنسان ، وتفكيكها إلى عناصرها البسيطة الأولى ، لكي نعيد إليها اعتبارها ...... بها يستقيم الميزان .

 

21 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
مذكرات 4    كن أول من يقيّم

                                                

 

                   من أين الطريق ? 

 

 

 

  أزداد نحولاً يوماً بعد يوم !

 

  قصصت شعري ويا ليتني لم أفعل فأنا لم أجد طريقة مقنعة لتسريحه .

 

  " نهال" ، سوف يترشح لأمانة سرالخلية بدلاً عني ، يحاول تطبيق الرفاق من وراء ظهري، وهو لا يعلم بأن هذا آخر ما أفكر فيه .

منذ مدة طويلة تراودني فكرة ترك التنطيم ، أشك بجدوى كل ما نفعله . من الممكن قريباَ ، أن أطلب تعليق عضويتي .

 

الأسبوع الماضي ، كنت قد قرأت مقالاً ل :" جوزيف سماحة " ينتقد  فيه " برنامج الإصلاح السياسي " الذي طرحته " الحركة الوطنية " ويتهمه بأنه ذو منحى إسلامي، ولا يراعي مشكلة الأقليات المسيحية في لبنان . اقتنعت بوجهة نظره وسأطرح الموضوع للنقاش داخل الخلية . أعرف سلفاً بأن الموضوع سوف يرفع لأمانة المنطقة وربما إلى أعلى لأنه ليس على مستوى رفاق الخلية . سنحصل فيما بعد على تبريرات من نوع : بأنه يراعي  " ظروف المرحلة التاريخية " ، وبأن " حتمية العلاقة والتحالف المصيري مع المقاومة الفلسطينية يستدعي ........ " ، وأن " قاعدة التحالفات الوطنية العريضة تستلزم ........ " ، نحن مجرد مؤسسة ضمن باقي المؤسسات . كل ما نقوله أو نفعله لا نقرر فيه شيئاً ، كأننا موظفون درجة عاشرة .

 

  في الماضي ، كنت قد أثرت موضوع المساعدات المالية التي تأتينا من " العراق " والتي تحولنا بفضلها إلى شيء مضحك يشبه ال " تشي غيفارا " ببدلة وربطة عنق . ورفضت المشاركة في حملة جمع التبرعات .  قالوا لي وقتها بأن  " الظروف تغيرت ، وأننا لم نعد في مرحلة التقشف وبأننا لم نعتد على ذلك بعد .... إنما جمع التبرعات هو للحفاظ على العلاقة بالجماهير ...."  ، وقالوا : " بأننا يجب أن نتحلى بالواقعية السياسية ! " ، من فينا أكثر واقعية ، الذي يدفع أم الذي يقدم الخدمات ? من يخدع من ? لا زلت أتساءل ...........

 

وجهي مليء بالبثور هذه الأيام . أجد نفسي رهيبة ومفزعة . عندي اجتماع بعد الظهر ويجب أن أراه بعد الاجتماع .......... هذه البثور تنغص علي حياتي . كيف أواجهه ? هل سأتجرأ اليوم على أن أطلب منه بعض التوضيحات ? سوف يتهرب بدون شك لكنني سوف أواجهه !

 

 

 

 

 

21 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
الرسالة الرابعة    كن أول من يقيّم

 

 

حب أم صداقة ?

 

 

  عزيزتي صفاء :

 

 

  أعود إليك اليوم ، أحاول من جديد  أن أتذكر معك ما حصل معي من مواقف  لم أصرح بها لنفسي أحياناً ، وأستعيد عملاً صعباً بدأته، وأتمنى أن أصل إلى نهايته ، لعلني أقدر ..........

 

  كانت تلك الطريق التي كنا نقطعها ذهاباً وإياباً في كل مرة ، شاهداً على حالنا المسكونة برغبات لا تجرؤ في الإفصاح عن ذاتها ... خلالها ، كنا نملأ الجو من حولنا بأحاديث تريد أن تواري ما كنا نشعر  به ، ما كنا نخجل منه ونريد أن نخفيه ............

 

  اهتمامه بي ، كان تحرياً عن أحوالي التي لم يهتم بها أحد من قبل :  أكلي ، شربي ، نومي ، جامعتي ، أساتذتي ، وحتى البثور التي كانت تظهر على وجهي أحياناً كان يراقبها :

 

" لا تعبثي بها ! اتركيها " ، كان يقول بلهجة الآمر ! .

 

  انتباه كامل لأدنى حركة ، أو كلمة ، أوأي التفاتة مني داخل السيارة . يسألني إذا كنت مرتاحة في جلستي ، إذا كان يجب أن يغلق النافذة ? إذا كانت الأغنية في المسجل على ذوقي ??? .... رهافة حركاته وحميمية تلك الكلمات التي كانت تحيطني بكل الرعاية ، كانت تغلفني بوشاح من الحرير، وهذا الاهتمام الدؤوب بكل التفاصيل كان يحتويني بدفء وترف ، خياليين ،  فأشعر كأنني أميرة في قصر من الأحلام .

 

  ثم يعود ليسألني ، لما لا يكون عندي صديق " خاص " .

 

  " لم أحب أحداً بعد !  لو حصل فسوف تكون أول من يعلم ! "

 

  مناورات ساذجة كان يفهمها بوضوح . غالباً ، كان يليها السكون ........

 

  غير أن السكون الذي كان يأتي بعدها ، كان فاضحاً ! مقاطع الصمت التي كانت تجلل ذاك السكون ،  كانت تشي بالمستور ........  مقاطع الصمت تلك  كانت ترخي معطفاً من الوقار ، ينسدل باستحياء  شديد ، فوق أنفاسنا المتلامسة بحذر . عندما ينطفىء الكلام ، تطفو الحقيقة على سطح الهواء ، كسمكة تعوم في بحر هادئ . هكذا كانت تعوم زهرة اللوتس المسكونة بالرغبة ........

 

   لقاؤنا ، كان يزهر في السكون ، يتجلى في ردائه الشفاف ، ليعلن عن حقيقته الأصلية . خلف إطار   " الصداقة " الصارم ، كانت اللوحة تخفي فضاء لا حدود له من الأحلام ...  شساعة لا يحدها خيال الصداقة . حقول من النسيم ، تجري فيها خيول بلون الفضة  ، لم يلامسها خيال الصداقة أبداً .........  

 

  ما أبعد هذا عن الصداقة ، عزيزتي !

 

  ما أبعد الصداقة عما كنا فيه من هذيان الروح ! من خفقان يشبه قرع الطبول . من تحفز ، يشبه هبوب العاصفة . الفضاء من حولنا كان اضطراباً أحمق . توتر كان يغلفنا ويتململ فينا متصاعداً ليكون من حولنا ملاذاً هشاً لأحاسيسنا ، ملاذاً يشبه فقاعة الصابون ........... المدى من حولنا كان يشتعل بشرر خفيف ، يومض ثم يخبو في الخفاء ........... غيمة من ندف ذلك الوجد المكنون كانت تطفو برفق فوق سماء عالمنا .. تتأرجح  بخفة الوجد المتصاعد ، فتنأى قليلاً ثم تعود ، ودون أن تبتعد كثيراً عن مصدر الدفء المهيمن .

 

  هذا الفضاء الساحر ، عزيزتي ، كان جنتي وناري . كنت بأمس الحاجة إليه ، كنت بأمس الحاجة إلى هذه اللحظات ، أكتشف فيها نفسي  .............هذا المزيج من الحنان الدافق ، والتألق الحسي ، كان بالنسبة لي ، انبعاثاً ، لروحي ولجسدي ، من سُبات عميق . هذه الأوقات ، كنت أعيشها كأنها انبلاج الصبح في أسطورة حياتي . كنت فيها أتمرد على ذلك الثقل الذي يجذبني إلى الأرض لأطفو على مسامات جلدي ، هنيهات ،  وربما خرجت منها أحياناً ، هنيهات ،  لألامس شفافية لحظات من الوجود ، آسرة .............

 

  شيء من الأبوة في كلامه ، كان يشعرني بأنني مسيجة بألف وردة . وذلك الارتجاج العنيف من الداخل ، والذي يهز الروح ، يغربل الأحاسيس وينخلها ثم يرمي شرارة وجد في القش المنثور من حولها ليشعل شموسها السخية كلها ، لتزهر فيها ألف أقحوانة ...........

 

  كيف أضع كل هذا في خانة الصداقة ? وأية صداقة هذه التي سوف تقلب كيانك وتجعلك عبدة لها ومملوكة من أطراف أهدابك وحتى مضغة القلب الذي لم يعد يعرف الاستكانة ? أي نفاق هذا بأن ندعي أنها صداقة ? ما أبعد الصداقة ، صديقتي ، عن ذلك الذي كنا فيه .

 

  هذا الوضع ، سوف يتسبب لي بجرح مؤلم لأن كل واحد فينا ، ورغم ما كنا فيه من عشق مؤكد ، ظل محتفظاً بمشاعره لنفسه ، منكراً لها تجاه الآخر ......... يبدو بأننا كنا نشعر بأنها كانت عيباً كبيراً وجب التستر عليه ، حتى من أنفسنا ?

 

هذا ما سأحدثك فيه في رسالتي القادمة ، حتى ذلك أتمنى لك يوماً هادئاً وإلى اللقاء .

 

 

 

 

 

21 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
شماس يدق بالناقوس    كن أول من يقيّم

 

مطرزة أخرى رائعة أعجب لو لم تتربع في متحف الشعر .

24 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
إلى الأخ يحي    كن أول من يقيّم

 

  صباح الخير :

لا أعرف إذا كان لزوماً علي بأن اشكرك ، رغم ما في كلامك من حراب ، لأنك عكرت ماء اليقين . لا خوف علينا من حرابك فهي لا تقصدنا وإنما تضيق ذرعاً بضعفنا وترددنا .

هذه المساحة ، هي للثقافة . يعني لها إطار محدد واهتمامات محددة بهذا الإطار . الشعر هو أحد اهتماتها الرئيسة ولقد كان الشعر دائماً في قلب إهتمامات حياتنا الثقافية .

أما النقاش الفلسفي ، فهو حوار الهدف منه تبادل بعض الخبرات ووجهات النظر ، في محاولة للفهم ، أو تعميق الفهم . من السذاجة برأيي ، الإعتقاد بإمكانية التوصل لقناعات مشتركة . هذا واضح منذ البداية ولن يفيد الصراخ في هذا الموضوع لأن المنطلقات ، أي المسلمات ، متباينة ولن تؤدي إلا إلى نتائج متباينة .

إن ما قلته وتقوله يا أخ يحي ، هو بنظري ثمين ، ولا أظن بأنني وحيدة في هذا الرأي . إنما أفكارك التي تكتبها لا زالت معزولة عن بعضها البعض ، وما تظنه الرابط الحقيقي بينها ، أي معطيات الوحي ، ليس هو الرابط فعلاً ،  فمساحة الوحي تتجاوز بكثير قدرة الإنسان على اللجوء إليها كحدود عقلية ، لأن عقلنا يسبح في فضاءها لكنه لا يحدها . هذا الربط ، لن يكون إلا ذاتياً وبالخبرة أكثر منه بالدراسة . إن الإطار الذي حددته لكي يمثل نزعة الخير فينا ضيق ، ولا يتسع للجميع . أذكر بأنك قلت مرة في إحدى مداخلاتك بأنه لا جدوى من الإمتحان إذا كنا نمتلك الجواب سلفاً .... لو كنا نمتلك الجواب لما أتى بنا أبونا الكبير ، آدم عليه السلام ، بنا إلى هذا الجحيم .

أعتذر عن كلمة مختصرة في موضوع كبير . وكنت أرغب أيضاً بالتعليق على مداخلات الأستاذ وحيد الهامة ، إلا ان الوقت داهمني وسأعود في وقت آخر .   

25 - مارس - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
مذكرات 5    كن أول من يقيّم

 

 

 

في حصار الواقع                       

  

  في الليل ، تجتاحني الكوابيس . في المساء ، أراقب أبي وهو ينهار في كل يوم . يعد أرقام الخسارة ويذوي بظلها . أتشاجر معه أحياناً ، أهزه ، أحاول إيقاظه ، أرسل إليه نداءات استغاثة لا يسمعها وهو بالكاد يجاوبني . هو يبتعد عنا في كل يوم مسافة ............... 

 

   في النهار ، أرى أمي ، في كل يوم ، تتحايل على الواقع لتخرج منه ما نأكله لنقتات به في نهارنا . هي أيضاً تبتعد ، تقترب منا بقدر الواجب ، ثم تبتعد . ترمي إلينا بحبوب نتلقفها بسرعة بمناقيرنا الشرهة ، ثم تعود إلى نفسها لتغلق محارتها على خوف أعمق من المحيط .............

 

   أتشاجر مع أخواتي على فستان استعارته مني إحداهن دون استئذان ، وأحياناً على مطرح على الكنبة بقرب التلفزيون ......... الجو كئيب ، الجو مقلق ، وأنا عصفور في الريح ......

 

 

26 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
الرسالة الخامسة    كن أول من يقيّم

 

 

 معنى السعادة ?

 

 

 

 

   صديقتي العزيزة :

 

   تحية وسلاماً يظللان يومك الذي أتمناه لك جميلاً وهادئاً .

 

  كانت تلك العاطفة المهولة تسكنني بمكر واستبداد ، ولم أك أستطيع حيالها شيئاً . كانت حياتي تسير على وقع الانتظار المضني ، وترقب الأيام والساعات ، والشمس والمطر ، والأحوال الأمنية ، وتوقع رنين التلفون ، وتصيد الفرص واقتناصها ، حتى ولو كلفني ذلك ساعات ، بل نهارات من العناء في ترتيبها وتغليفها بالبراقع لكي تظهر كانها ، " طبيعية وبالصدفة " .............

 

  لم أك أعرف كيف أواري كل تلك العاطفة . كنت أريد منه ، على الأقل ، اعترافاً صريحاً بأن ما بيننا يتجاوز إطار الصداقة من بعيد . كنت أرغب في أن يعلن لي شوقه واشتياقه الصريح ،   ربما كان ذلك كافياً في لحظتها ، لإعادة التوازن إلى ميزان روحي الذي كان مختل الكفتين .  ورحت أنتظر ....... سنتين قضيتهما في ترقب كلمات لم تأت أبداً . لم أكن أتوقع منه أن يعلن لي " الحب الكبير " ، كنت أدرك بأن هكذا تصريح ثمنه فادح ولن يقوى عليه . لكن ، أن  يعترف ب " الخاص " في علاقتنا ، وبهذا الرابط الذي يجمعنا ويتجاوز إرادتنا إلى ما هو أقوى ......... كنت أظن أنه لا زال يكابر وبأن الأيام القادمة سوف تنصفني .......... وظللت أنتظر ، بصبر كبير . كنت أترك للأمل متسعاً بيننا دون أن أجرؤ أبداً على المواجهة أو طرح الأسئلة المحرجة . صبرت كثيراً على هذا وحيرني فيها سؤال : إذا لم يك ذلك حباً ، فكيف يكون الحب إذاً ?

 

  أذكر أنه كان يحلو له بأن يمازحني أحياناً قائلاً :

 

  ـ  " لا تحبيني ! " .

 

  كان يجد في ذلك ربما مناسبة لإفهامي بأنه غير قادر على التورط عاطفياً . من جهتي كنت أجد كلماته مهينة ولم يك بإمكاني أن أرد عليها .

 

  هكذا ، عزيزتي ، عذبتني طويلاً كل تلك التساؤلات التي جهلت فيها معنى الحب في قاموسه ......... حتى اقتنعت بأنني غبية وبأنني لا أفهم هذه الأشياء ........ جربت أن أتعلم ، أن أدرب نفسي على معان جديدة للحياة والسعادة ، بدون فائدة . رويداً ، رويداً فهمت أن الخروج من حلمي ذي الأبراج العالية ، والدخول إلى عالم " الرؤية الواقعية " لن يكون   مجانياً ، فهل سأقوى على دفع الثمن ?

 

  ـ " أتمناك سعيدة ، سيرة " .......... كان يردد . 

 

  كيف ? كنت أسأل نفسي وأنا لا أرى السعادة إلا معه ومن خلاله ....... كيف يتمناني سعيدة وهو يبخل علي بالأمان الذي أبحث عنه ?

 

  حتى سمعته يوماً آخر يقول لي :

 

  " لو كان الأمر بيدي ، لجعلتك سعيدة ! أنت لا زلت تجهلين معنى السعادة . لو كنت على غير ما أنت عليه لجعلتك سعيدة ، كنت تعلمت مني أشياء كثيرة ......... الجنس مهم ، بل هو  أهم ما في الحياة ......... تعالي لعندي بعد أن تتزوجي لأشرح لك ما أقول ... "

 

  كنت أستمع إليه كالبلهاء ، كيف يمكنني بأن أعود إليه بعد أن أتزوج ? كنت أشعر بالإهانة وأن شيئاً في هذا المنطق يستعصي علي فأصمت .

 

  وفي مرة أخرى ، أضاف :

 

  " هناك تفاصيل لا يعرفها كل الناس ، حتى المتزوجون من سنين ، أغلب الرجال لا يفهم جسد المرأة ، لا يمكنني أن أشرح لك ، ............ أتمنى لك أن تتزوجي واحداً يعرف كيف يسعدك " .

 

  كنت أصغي كالمشدوهة . حقيقة ، لم أكن أعي ما يقول . كأن هذا الكلام كان يأتيني من عالم آخرغيرالعالم الذي كنت أعيش فيه . السعادة ? لم أكن أحلم بأكثر من أن يضمني إلى دفء صدره لكي أشعر بالسعادة . هكذا كنت أعتقد !

 

  ستقولين : " بلهاء " ? . من أين يأتي البله ، عزيزتي ? أليس من الأفكار المتناقضة التي نراكمها فوق بعضها دون وعي منا بتناقضها ? أوليس من الأحاسيس التي لم تورق إلا في الخيال ? من أن تضعي ثقتك المطلقة بفكرة ، برغبة ، بشخص ، بأي شيء خارج عن ذاتك السحيقة ! ........... لكنني كنت بلهاء ، بدون شك ! عمياء ، ربما ? وربما كنت مجرد عاشقة ..............

 

  وفي ذات مرة قال لي باضطراب ظاهر :

 

  ـ  " أحلم بأن أراك ممددة أمامي وعارية تماماً ! " .

 

  ـ " أنا ? " ، قلت مندهشة ........  استغربت ذوقه ، ولم أفهم !

 

 أحلم بأن يطوقني بذراعيه بقوة ، بأن ينقض علي كما ينقض الأخطبوط على فريسته ، وأن ينغرس في جسمي كله فنختلط معاً ونصبح شيئاً واحداً وإلى الأبد .

 

  لكن ، من كان يتجرأ بوقتها على قول هذا ?

 

  هكذا عزيزتي ، صرت أرى ولا أرى . أفهم ولا أفهم . كل شيء كان واضحاً ومفهوماً ومع ذلك ظللت أتمرد وأعاند على الحقيقة .

رغبتي التي كانت تجذبني إليه كانت تحاول تخدير عقلي .. شيء ما في صدري كان يحبه ولا يقوى على التخلي عنه .. شيء ما في صدري كان يرفض هذا المنطق ويتمرد عليه ..............

 

  سأعود إليك صفاء ، غداً أعود إليك لأصف لك كيف وصلنا إلى ذروة هذا التناقض فانتظريني .

 

إلى اللقاء .

26 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
إلى الأخ يحي 2    كن أول من يقيّم

 

صباح الخير مرة أخرى :

أشكرك قبل كل شيء لأنك وفرتني في تعليقاتك اللاذعة ( وهذه كنت قد لاحظتها بنفسي ) ورحمتني من لسانك ( اللي متبري منك ) .

اختلفنا وسوف نختلف حتماً في الرأي ، لأننا مختلفان في الجوهر ، فالكائنات تختلف في جوهرها وهذه علة وجودها . أنا أفكر ، وأنت تفكر ، والثالث ، والرابع ، كل يفكر انطلاقاً من ذاته . لا يوجد فكر في المجتمع ، أو بين المجموعة ، حتى تلك التي تظن أنها متجانسة . الفكر حالة الذات الفردية ولا يصدر إلا عنها . المجتمع يتبنى أو يرضخ لفكرة معينة تناسبه ، في زمن ما ، وهذه علاقة سلطة  وليست موقفاً فكرياً ولا حتى أخلاقياً . المجتمع انتهازي أكثر مما تتصور ، وجبان أيضاً ، والمجموعة كذلك .

إذاً كيف تقوم العلاقة ?

هناك نوعان ممكنان : الأول وهو الأكثر شيوعاً ، هو علاقة التسلط ، علاقة الأقوى بالأضعف ، وهي العلاقة السائدة بين البشر والمجتمعات . والثاني : وهو علاقة التكافؤ ، وهي نادرة ، ولا يمكن لها ان تحصل إلا في جو من الاحترام القائم على اعتراف كل طرف بقيمة الطرف الآخر ( إذا كان له قيمة فعلية ) وبأهمية وجوده كطرف محاور .

في الحالة الأولى ، الحوار غير ممكن لأن تسلط فكرة على باقي الأفكار يلغي وجود هذه الأخيرة . في الحالة الثانية ، تبادل الخبرات ممكن ، لكن أيضاً ما ذكرته أنت من محاولة ترتيب الأفكار وصقلها من خلال مواجهتها مع الفكرة المضادة .

لو شئت ، لراجعت هذا الملف في محاولة مني لإبراز بعض مما قلته من أفكار جادة وقيمة ـ بنظري ـ ، وسأسألك بالمناسبة عن بعض الأمور التي سكت عنها بوقتها ، أتذكر الآن مثلاً : قضية الدوران حول الكعبة وقولك بأنها فقه ?

لا أعرف الإسكندرية لكني أحب كثيراً أغنية غناها الشيخ إمام عنها وتقول : يا اسكندرية ، بحرك عجايب !

 

27 - مارس - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
 4  5  6  7  8