 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |  | وهاك المنثور من مشكاة عبد الصبور كن أول من يقيّم
وهذه رائعة من روائع صلاح عبد الصبور وأحب معرفة رأي الأستاذ النويهي المحامي بالنقض وهل يدخل هذا الكلام في باب الحرية التي شغف بها??: يقول في ''قصيدته'' الناس في بلاد'': الناس في بلادي جارحون كالصقور غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة المطر وضحكهم يئز كاللهب في الحطب خطاهم تريد أن تسوخ في التراب ويقتلون,يسرقون, يشربون يجشأون لكنهم بشر وطيبون حين يملكون قبضتي نقود ومؤمنون بالقدر وعند باب قريتي يجلس عمي مصطفى وهو يحب المصطفى (هكذا يقولها ساخرا) يحدقون في السكون في لجة الرعب العميق, والفراغ, والسكون ما غاية الانسان من اتعابه, ما غاية الحياة أيها الاله الشمس مجتلاك والهلال مفرق الجبين وهذه الجبال الراسيات عرشك المكين وأنت نافذ القضاء أيها الاله بنى فلان, واعتلى, وشيد القلاع وأربعون غرفة ملئت بالذهب اللماع وفي مساء واهن الاصداء جاءه عزريل يحمل بين يديه دفترا صغيرا ومد عزريل عصاه بسر حرفي ''كن'' بسر لفظ كان وفي الجحيم دحرجت روح فلان يا أيها الاله كم أنت قاس موحش أيها الاله وفي ديوانه (من أحلام الفارس القديم) يقول في 'أغنية إلى الله'': نصرخ يا ربنا العظيم, يا الهنا أليس يكفي أننا موتى بلا أكفان حتى تذل زهونا وكبرياءنا'' انتهى المقصود منه من العدد الأول لمجلة الناقد الصادر سنة 1988 المكتوب على غلافها: ''شهرية تعنى بإبداع الكاتب وحرية الكتاب'' لصاحبها رياض نجيب الريس. فما رأيك يا أيها الأستاذ الكريم في هذا الكلام وأنت كما قلت في بعض كلامك أفنيت عمرك ''في دراسة الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية وعلوم القرآن?? فمن أي أبواب الحرية يدخل? وعلى أي وجه من التأويل يُخرج?? غضبت يا سيدي لما عجزنا رأي أهل المنثور, فهل من غضبة على من سب الله جل جلاله?? أمثل هذا الرجل يتخذ وليا??,'' لبئس المولى ولبئس العشير'' فلتحي الحرية, فلتحي الحرية, فلتحي الحرية, والحرية أولاً... | 5 - ديسمبر - 2006 | أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ? |  | يا رحمة الله للميداني كن أول من يقيّم الهدية التي أفتخر بها: أسد وشبلان يارحمة الله للميداني... يا رحمة الله للميداني ما كنت أحب أن أطرق هذا الباب من الأحزان, وأقلب على قلوب الأحباب مواجد يطوي النسيان- بنعمة الله- أطرافها, ويجر الدهر أذيالها إلى ما وراء الشفق, فلا يبقي منها إلا تذكارا رقيقا, وحنينا لطيفا, وصورة جميلة منشرة بين أيدي الزمن . لكنني ما استطعت...وهذا عذري إليك..وكفى به عندك ~~~~~ أردت أن أعزي بكلمة أخي زهيرا, ونفسي, والدنيا, والشام, وطلول الشام, وسفر البشام, في فقد الشريف بن الشريف- وما علمت قبل اليوم- فلم أجد إلا غصصاً تأخذ بخناقي, كتمتها بين جوانحي, و أدمعاً صادقات محرقات ملتاعات... لكن ماء العين لا يحسن يتكلم... وفي مخبوء الصدر معاني لا يقايسها لفظ, ولا يناسبها ثوب, فهي في القلب أبدا, وفي الروح دائما, لا تزايل مهدها, ولا تبدل لحدها . فهذه الكلمات هي: خيال تلك, أو ظلال خيالها... أوه يا أخي..أوه, أقولها كمِداً وجِعاً, وأحس الآن بقلبي يتقمص صدر عصفور مصفد بِغُله, على رأس جبل, يطل على العالم من خارج العالم, ومن وراء سجل الزمن, فيرى سهام المنايا تُفَوق فَوق هامِ العظماء والأدنياء, والأخلاء والخصماء, والسعداء والبؤساء, فتقطفها بلا هوادة, ولا تبقي منها أحدا.. ~~~~~ وتقف نفسي حزينة, تتأمل وتتألم من بعيد, وتستقطر الدمع لحنا كئيبا, ونشيدا غريبا.. كنا ذرات متناثرة على صفحة الوجود, فتداعت وتحزبت, ثم بِسِر (كُنْ) صارت أمشاجا وأخلاطا, ثم بسر القدرة تسلسلت إلى عالم المواليد.. وبسر الرحمة توشحنا بالعواطف والمشاعر, وبسر الحكمة تطورنا طفلا..فشيخا..ثم إلى عالم الذرات مرة أخرى, ثم إلى الله مرجعنا وذلك قوله:(وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) ~~~~~ ...يظهر الموت في دقائق, ليقطع عنا أعمالنا, ويخرم آمالنا, وييتم أيامنا..يجمعنا ليفرقنا..ويضحك السِن لِيُرمِد العين...ثم ينتفض فيختفي تاركاً في نفوسنا صدى ضحكاته وسخريته... ألا كلما حَضرَ الأجلُ نفائس النفوس, وخوالد الأرواح, حضرتني حرقةُ أحزاني وآلامي, وتداعت من الأطراف تشق لها طريقاً إلى القلب, فتحيك له براقعََ اللوعة, وتقيم فيه للأحزان الخالدة, مآتمَ بنوائحها, وجنائزَ بمشيعيها.. ~~~~~ ذهب ساكن الميدان, ولم يبرح ساكنا في الأبدان, وانقضى سببه, وبقي أدبه... انصرف ضاحكاً من ميادين الخادعة إلى معاهد الريحان, وخرج من ضيق العاجلة إلى سعة الغيب, حيث لا حدود للنفس سارحة, و لا قيود على الروح سائحة, ولا عهود على الجسد ثاويا راقدا .. ذهب.. وإني لأجد له من اللاعة ما يجده المرء لأهله, وإن من النفوس الطيبة من يسكن الثرى جثمانها وهي على وجه الأرض تَهِف: تحملها قلوب الأحبة, وتطير بها أجنحة السعادة في الروابي والحقول, وبين المروج المطرزة بالأزاهر والرياحين...ويصعد بها الملأ راضية مرضية, إلى مسارح القدس, ومرابع الأنس.. ~~~~~ هنا.. في القلب أجد ريح البشام, وهنا..في القلب تمشت أقدامك لا حول قبور الشام, و هنا.. في القلب نقش على شاهداته: يا زمان الحب, قد ولى الشــباب وتوارى العمر كالظل الضــئيل وامحى الماضي, كسطر من كتاب خطه الوهم على الطرس البلـيل فإنا لله وإنا إليه راجعون, وإنا إلى ربنا لمنقلبون, اللهم اكتبه في المحسنين, واجعل كتابه في عليين, واخلفه في عقبه في الغابرين, اللهم لا تحرمنا أجره, ولا تفتنا بعده, واغفر لنا وله.آمين, آمين. عظم الله أجرك أيها الحبيب. | 3 - أبريل - 2007 | ويرحم الله والدي |  | عليك سلام الله يا أم زهير كن أول من يقيّم
بعد الاستئناس من صاحبة المجلس, والثناء عليها, والشكر لها, وهي أهل لكل فضل, شاملة لكل خير, متحلية بكل أدب.
أستاذنا الحبيب
أيها العزيز:
أرفع بين يدي الكلمة: هذه التحيات الطيبات الزكيات إلى الكريمة أم الكرام , ولؤلؤة الشام أم زهير, مقام الوالدة, أمتع الله بها, وأنالنا من بركات أنفاسها.
والحق أن أم زهير وإن كانت غائبة عن مجالسنا بأصل كيانها, فرجع صداها وطيف خيالها نحسه ونستشعره, وذي كلماتها وأنغامها وأشعارها حللا منشرة بين يدي المجالس في أظرف أشكالها وأجمل معارضها. إذ هي الأصل الثابت في الغرس, وفرعها السماوي يميد ملاحة ويتمدد ويتبسط ما شاء في كل نفس, وما أحسبه إلا نفحة من حب, أو مسحة من جمال, أو نشوة من شعر, قال لها الله كوني فكانته, فهو كالربيع جمالا وشبابا وظلالا..وفرحا لا ينتهي.
أما عن البيت الأخير من القصيدة فلما قرأته جعلت أتعجب كل العجب, فلعل سره يدخل في باب المكاشفة والفراسة, ولتعلمن نبأه بعد حين.
أما عن الصورة: فأقول: على الرأس والعين, تَرَقبْها قريبا..
~~~~~~~
وأما بعد, فإنه يتموج في نفسي شيء منذ أمد, و يتوثب إلي, ولا يكاد يستقر, ولا يزال يستعر حتى لكأنه جمرة تتلذع فيغلي بها الدم في رأسي, فإن شئت قلت فكرة متوجعة, وإن أردت قلت دمعة حزينة تئن تحت زفرات, فإن أبيت قلت حرقة تقيم بين الضلوع...
ذلك أنني نظرت نظرة في شعرك وأدبك, ثم أخرى في محلك من الناس وموضعك من الحياة, فقلت: إما أن الشعر غير الشعر, والطباع غير الطباع, وإما أن الناس لا تقرأ أو أنها تقرأ ولا تفهم, أو أنها تفهم بلا ذوق أو أنها تفعل كل ذلك لكن لا يغمرها الطرب ولا يهزها الوجد ولا يهيجها الشجو, أو أنها حظوظ الدنيا وقسمة التقادير...أو هي الدنيا نفسها تكيد أبناءها بأبنائها فتعطي اللئيم وتمنع الكريم.
ومد لي الفكر سببا إلى الخيال, وصور لي الخيال أن لو بعث الله شوقي من رقدته, على صورته أميرا حصيفا مكتمل الأداة, تام النزعة, ثقف الصنعة, وافر الشاعرية, و على هيئته التي كان عليها أيام كان سمعَ مصر وبصرَها, وقام فينا ينشر شعره, ويبث نظمه, وينفض على مسامع العرب روائعه وبدائعه, وجعل يختلف إلى نوادي الأدب, ومجالس السمار, ويقصد أبواب الجرائد والصحف,ويذهب ويجيء, ويغدو ويروح, أتراه بالغاً معنا عُشرَ ما بلغه مع قومه?? لا والله, والحق أن شوقي لو تأخر قليلا عن زمنه يوشك أن يكون خاملَ الذكر لا يدري به أحد.
فالنهضة العامة التي دبت في صدر القرن العشرين إلى النصف منه- وجعلت من الشرق نارا يتوقد لهيبها, ويستطير شررها, حتى أبرقت بشوقي, وأرعدت بالرافعي, وتدفقت بالأفغاني والنورسي, وتدافعت بعبده ورضا, وارتجت بقاسم وعلال وجبران...- قعدت بها عزائم الخلف الخامل, وجنى عليها نبت سوء انتشى مدامة الكسل, وخمرة الخمول والملل, وتلاشى في بقايا الأيام, واضمحل على عتبة الزمن, وانقلب عجوزا تتصبى وتتقتل أمام شباب الأمم.
إنني متبرم من شرق عجوز مسيخ, لا يبرم إلا عاد يفسخ برمه, ولا يحكم إلا ارتد ينقض غزله, يقتل أول ما يقتل النابغين من نشئه, فيطرحهم على حواشي الطرقات, وأبواب الكهوف المظلمة , ويستبقي الخاملين والغافلين يقيم بهم أوتاده المائلة, ويشد بهم أعماده الداثرة.
وأنت ترى الصحافة العربية إلى أين انحدرت بها الغثاثة في الأسلوب والركاكة في العبارة, فجنت على فنية الأدب, والجمال الأدبي الذي هو وجه من وجوه الوطن الجميل, وركن في ثقافته, وانزلقت بالذائقة الأدبية- للجماهير المتأدبة فضلا عن غيرها- في مهاوي مقبوحة, فصارت عرضة لغائلة البلادة الفكرية والأدبية جميعا, وأعظم بهما بلاء طوفانيا إذا نزل أقام وإذا أقام أطال.
ويرحم الله زمانا, كان فيه الرجل من العامة إذا سنحت له فرصة فألف توليفا جاء على هيئة تاريخ عبد الواحد المراكشي-الذي لم يألف صاحبه سواه- مادة وبيانا, ولو لم يرغب إليه في ذلك لما عرف أحد عبد الواحد, ومثله ممن لم يرغب إليهم كثير.
وإني لآسف لهذه الحال, وإن مكانتك في الناس يا أستاذ وموضعك في الحياة هي مكانة الأدب فيهم وموضعه عندهم.
أما إذا سبح بنا الخيال فعكسنا معك ما طردنا مع شوقي فتلك أيام من الدهر يعلم الله أمجادها.
| 4 - أبريل - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |  | سبعة رجال كن أول من يقيّم
مولانا وحبيبنا الحسن بنلفقيه أدام الله تمكينه: منذ أمس وأنا مشغول الفكر بما سوف أستقبلك به , فمقامك والله عندي كبير جدا, فجعلت أكد الذهن وأشحذ الخاطر, فبرقت لي فكرة من الماضي لها بك صلة, ذلك أنني في رمضان المدبر غبت عن المجالس عشرة أيام كاملة '' انظر تعليقي المترجم( بخاب ظن الشيخ ابليس)'', في تلك الأيام العشر عكفت على قراءة (اشارات الايجاز) لسيدي بديع الزمان النورسي رضي الله عنه, وأنا أقدر كل كلمة في ذلك التأليف النوراني حق قدرها ''انظر تعليقي الموسوم (بالنقش الغريب)'' , فأتى على ذكر (العدد سبعة) في عرض تفسيره لقول الحق: ''هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم.'' فأخطر الله ببالي أحاديثك عن (العدد سبعة) واهتمامك به, فقيدت في كناشة رقم الصفحة الذي ورد فيها المراد, على أن أنقله لك في المجالس إذا أقفلت, لكني ذهلت عن ذلك ونسيته,وها أنا ذا أنقله اليوم, والقصد من كل ذلك إدخال الفرحة على قلبك مولاي(مد الله في عمرك). قال بديع الزمان في (الاشارات) ص 242 ما نصه: "...على أن السبع والسبعين والسبع مائة في أساليب العرب لمعنى الكثرة. والحاصل: أن الصانع جل جلاله خلق من 'مادة الأثير' سبع سموات فسواها ونظمها بنظام عجييب دقيق وزرع فيها النجوم وخالف بين طبقاتها. اعلم: أنك إذا تفكرت في وسعة خطابات القرآن ومعانيه ومراعاته لافهام عامة الطبقات من أدنى العوام إلى أخص الخواص ترى أمرا عجيبا. مثلا: من الناس من يفهم من ( سبع سموات) طبقات الهواء النسيمية, ومنهم من يفهم منه الكرات النسيمية المحيطة بأرضنا هذه وأخواتها ذوات ذوي الحياة. ومنهم من يفهم منه السيارات السبع المرئية للجمهور, ومنهم من يفهم منه طبقات سبع أثيرية في المنظومة الشمسية, ومنهم من يفهم منه سبع منظومات شموسية أوليها منظومة شمسنا هذه, ومنهم من يفهم منه انقسام الأثير في التشكل إلى طبقات سبعة كما مر آنفا, ومنهم من يرى جميع ما يرى مما زين بمصابيح الشموس والنجوم الثوابت سماء واحدة, هي السماء الدنيا وفوقها ست سموات أخر لا ترى, ومنهم من لا يرى انحصار سبع سموات في عالم الشهادة فقط بل يتصورها في طبقات الخلقة في العوالم الدنيوية والأخروية والغيبية. فكل يستفيض بقدر استعداده من فيض القرآن, ويأخذ حصته من مائدته فيشتمل على كل هذه المفاهيم...'' ثم قال في الصفحة 244:''..وأما سبع فيتضمن الكثرة والمناسبة مع الصفات السبع ومع الأدوار السبعة في تشكلات الأرض.'' " أما جامع الفناء فإن لي صديقا يساكنني يحدثني بأخبارها, ويزودني بصورها, كلما آب من الديار الحبيبة. 1: سبعة رجال هم رمز لسبعة أولياء كانوا يسكنون الحمراء يعتقد العامة بولايتهم وكفايتهم. | 6 - أبريل - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |  | شكر وثناء كن أول من يقيّم
بخ بخ .. أشكر لسيدي الأستاذ عبد الحفيظ ولابنته النجيبة ندى هديتهما الفنية الجميلة التي جسدت اللحمة العربية والأواصر الأخوية بين أبناء هذا الشرق العظيم الذي تملأ أقطاره غرب آسيا وشمال إفريقيا, وأهفوا إلى يوم تجتمع فيه شخوصنا حقيقة, فنراكم ونسمعكم ونضاحككم من غير حائل. وإن كنا قد وجدنا بعض السلوان في صوركم التي ازدان بها الوراق وأهله. | 6 - أبريل - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |  | منع النسوان من الكتابة (1)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
في الذهنية العربية: نقض لثقافة دخيلة على ضوء حديث الشفا قال ابن حزم: ''وما أعلم علة تمكن هذا الطبع من النساء إلا أنهن متفرغات البال من كل شيء إلا من الجماع ودواعيه، والغزل وأسبابه، والتآلف ووجوهه لاشغل لهن غيره ولا خلقن لسواه. والرجال مقتسمون في كسب المال وصحبة السلطان وطلب العلم وحياطة العيال ومكابدة الأسفار والصيد وضروب الصناعات ومباشرة الحروب وملاقاة الفتن وتحمل المخاوف وعمارة الأرض، وهذا كله متحيف للفراغ، صارف عن طريق البطل وقرأت في سير ملوك السودان أن الملك منهم يوكل ثقة له بنسائه يلقى عليهن ضريبة من غزل الصوف يشتغلن بها أبد الدهر؛ لأنهم يقولون: إن المرأة إذا بقيت بغير شغل إنما تشوق إلى الرجال، وتحن إلى النكاح.''اه إن جمهرة من فقهاء الديانة وعلماء الملة الاسلامية, يتكلمون أحيانا بلسان الهواجس النفسية والمؤثرات الاجتماعية, لا بلسان الشرع الحنيف, والهدي النبوي, فابن حزم في نظرته للمرأة وتصوره لماهيتها وبنيتها الفكرية والنفسية والسلوكية- يتبع رأي طائفة من الفقهاء والأدباء والشعراء لا ترى للمرأة فضل عقل ولا علم, ولا تقر لها برشد ولا حلم. كما قال شاعرهم: ما للنساء وللكتا بة والعمالة والخطابة هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة فأي فرق بين هذا الذي لا يرى في المرأة إلا جسدا له خوار, وروحا متفرغا من كل شيء, إلا من الجماع ودواعيه, والغزل وأسبابه, والتآلف ووجوهه, لا شغل لهن غيره و لا خلقن لسواه. وبين هؤلاء الماديين العصريين, من أنصار التفسخ النسوي, الذين يتاجرون بمفاتن الكواعب والشواب الملاح?- اللهم حسن نية أولئك الفضلاء وصفاء طويتهم. وقع في روح المعاني لشيخ العراق الألوسي ما نصه: ''والحكمة في أنه تعالى جعل نصيب الاناث من المال أقل من نصيب الذكور نقصان عقلهن, ودينهن, كما جاء في الخبر أن احتياجهن إلى المال أقل, لأن أزواجهن ينفقون عليهن, وشهوتهن أكثر, فقد يصير المال سببا لكثرة فجورهن, ومما اشتهر: إن الشباب والفراغ والجد مفسدة للمرء أي مفسدة وهذا الكلام فيه نظر وينقصه التحرير, وقد فنده و كر عليه هدما الشيخ الأجل محمد رشيد رضا في تفسير المنار قال: وما ذكره بعض المفسرين(يريد الالوسي نفسه) في بيان الحكمة من نقص عقولهن وغلبة شهوتهن المفضية إلى الانفاق في الوجوه المنكرة فهو قول منكر شنيع, وضعف عقولهن لا يقتضي نقص نصيبهن, بل ربما يقال إنه يقتضي زيادته كضعف أبدانهن لقلة حيلتهن في الكسب, وعجزهن عن الكثير منه, ولذلك روى بعض السلف أن الميراث جاء على خلاف القياس المعقول, وما أرى الرواية صحيحة كما أن معناها غير صحيح لما علمت من الحكمة التي بيناها. وأما ما يزعمون من كون شهوتهن أقوى من شهوة الرجال, وما بنوه عليه من إفضائه إلى كثرة إنفاق المال, فهو باطل بني على باطل, وإننا نعلم بالاختبار أن الرجال هم الذين ينفقون الكثير من أموالهم في سبيل إرضاء شهواتهم, وقلما نسمع امرأة أنفقت شيئا من مالها في مثل ذلك, فهن يأخذن ولا يعطين, والرجال هم الذين يبذلون, لأنهم أقوى شهوة, وأشد ضراوة. نعم إن النساء يملن إلى الإسراف في الزينة, وهي تستلزم نفقات كثيرة, والشرع ينهى عن الإسراف فلا تكون أحكامه مبنية عليه, ولكن علم بالاختبار أنهن كثيرا ما يرجحن الاقتصاد إذا كان أمر النفقة موكولا إليهن, فإن كانت من الوالد أو الزوج فلا يكاد إسرافهن يقف عند حد, ولهذا نرى بعض الرجال المقتصدين يكلون أمر النفقة في بيوتهم إلى أزواجهم فتقل النفقة ويتوفر منها ما لم يكن يتوفر من قبل.'' انتهى المراد منه. فبين الالوسي ورضا وهما عالمان جليلان-مسافة في نظرتهما للمرأة وانصافها كالتي بين مصر والعراق, ولرضا مواقف معروفة, وتواليف مشهورة, في بيان محل المرأة في الاسلام ورفعه من خسيستها, وتغيير نظرة الأمم الجاهلية لها. ولا ينكر للغرب هنا فضله في إظهار قدرات المرأة العقلية والفكرية وتفوقها في كراسي العلم واتقانها لما تزاوله من ذلك اتقان الرجل, ولا شك أن ذلك كان له أثره في فكر الفقيه العصري, الذي تحرر من أغلال لا نسب بينها وبين الوحي المطهر. وذكر صاحب نور النبراس أنه وقع في عهده بدمشق أن فقيها سئل هل يجوز أن يتعلم النساء الكتابة فأجابه لا يجوز تعليمهن الكتابة. قال الحافظ برهان الدين الحلبي وغفل هذا المفتي عن الحديث الذي في سنن أبي داوود في الطب وقد سكت عليه أبو داوود فهو صالح عنده ثم ذكر حديث الشفا هذا.''انتهى فلا أدري ما مستند هذا الفقيه الذي يفتي في دين الله بمثل هذا الكلام الشنيع الذي لا خطم له ولا أزمة, ولولا مراقبة أحوال عصره وتحكم التقليد لقلنا هي الجراءة بعينها. حديث الشفا: أما حديث الشفا الذي أشار إليه البرهان الحلبي فهي رواية تفنن أنصار الطائفة المذكورة في تأولها على أقبح مخارجها, وعدلها عن وجهها, بكلام بارد, وحجج ساقطة, في سبيل نصرة هذا الرأي الذي ابتدعوه من قبل أنفسهم. فقد خرج أبو داوود عن الشفا قالت:'' دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة '' وهذا فيه دلالة على أنه تعلم النساء الكتابة جائز شرعا, غير مكروه كما قرره الخطابي, وكذا ابن القيم في الزاد, ومثله في الأزهار شرح المصابيح للعلامة الأردبيلي, وابن طرخان في الأحكام النبوية, والمجد ابن تيمية في المنتقى وغيرهم. أجوبة المانعين على الحديث وردها: -1حمل المحدث الحنفي ملا علي القاري في المرقاة الحديث على نساء السلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان. وهذا تكلف ظاهر, واستنباط ناقص, وخطأه في هذا الإمام الجليل شمس الحق العظيم آبادي في عون المعبود, وله رسالة جليلة نفيسة فصل فيها الكلام في هذه المسألة سماها '' عقود الجمان في جواز الكتابة للنسوان'' وأجاب فيها عن كلام القاري وغيره من المانعين جوابا شافيا. -2 استدلالهم بالنطيحة والمتردية من الروايات: استدل جمع منهم على عدم جواز الكتابة للنساء بروايات ضعيفة واهية, كحديث: '' لاتسكنوهن الغرف ولاتعلموهن الكتابة'' جاء في التراتيب الإدارية- لفخر المغاربة العلامة عبد الحي الكتاني, وهو كتاب عجاب وبحر زاخر جمع نفائس المعلومات وفرائد النقول-, ما يلي: '' ... وفي وسيط الواحدي, أول سورة النور, ما يدل على عدم الإستحباب هل هو صحيح أو ضعيف, فأجاب بقوله: هو صحيح, فقد روى الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رفعته: لا تنزلوهن الغرف, ولا تعلموهن الكتابة, يعني النساء وعلموهن الغزل وسورة النور لما فيها من الأحكام الكثيرة المتعلقة بهن المؤدي حفظها وعلمها إلى غاية حفظهن عن كل فتنة وريبة كما هو ظاهر, وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن مسعود رفعه: مر لقمان على جارية في الكتاب فقال لمن يصقل السيف أي حتى يذبح به وحينئذ فيكون فيه إشارة إلى علة النهي عن الكتابة وهي أن المرأة إذا تعلمتها توصلت بها إلى أغراضها الفاسدة, واعلم أن النهي عن تعليم النساء للكتابة لا ينافي طلب تعليمهن القرآن والعلوم والآداب لأن هذه مصالح عامة من غير خشية مفاسد تتولد عليها بخلاف الكتابة.(???) فإن قلت أخرج أبو داوود عن الشفا وذكر حديث الترجمة-أي حديث رقية النملة- وفيه علميها الرقية كما علمتها الكتابة وهذا يدل على تعليم النساء الكتابة قلت ليس فيه دلالة على طلب تعليمهن الكتابة, وإنما فيه دليل على جواز تعليمهن الكتابة ونحن نقول به وإنما غاية الأمر فيه أن النهي عنه تنزيه لما تقرر من المفاسد المترتبة عليه.'' اه والحديث المذكور ورد بألفاظ متقاربة وطرق متعددة لا تخلوا كل واحدة منها كذاب, وقد أوردها صاحب عون المعبود وعلق عليها بقوله:'' فهذه روايات كلها ضعيفة جدا بل باطلة لا يصح الإحتجاج بها بحال والله أعلم.'' اه وقد حاول الشوكاني في نيل الأوطار التوفيق بين هذا الحديث (حديث الحاكم الذي مر) وحديث الشفا عند أبي داود بقوله: '' فالنهي عن تعليمهن الكتابة في هذا الحديث محمول على من تخشى من تعليمهن الفتنة''اه قلت: وهذا بعيد لأنه لا معنى لتخصيص النساء بهذا دون الرجال,ذلك أن فتنة الكتابة إنما هي متعلقة بمعدن الكاتب وفكره, لا بجنسه, فإن طابت الفطرة طابت ثمارها وإن خبثت خبثت نتاجها. | 8 - أبريل - 2007 | منع النسوان من الكتابة |  | منع النسوان من الكتابة (2) كن أول من يقيّم
وأنت ترى هذا المعنى-أعني اعتقاد أن المرأة مادة النقائص والمعايب وممدة الرجل بذلك- هو معنى دائر في أذهان الناس في الأمم الجاهلية قبل الإسلام وبعده إلى هلم جرا,والإسلام بريء من هذه الدسيسة الفكرية, وميثاقه القرآني الذي أنصف المرأة نهاية الانصاف شاهد على ذلك. فلا بد من فتح طريق لتمييز المنزل عن المؤول, ولسان الشريعة المحكمة الهادية عن حال الهيئة الإجتماعية المحتملة, التي تعبر عنها ألسن الفقهاء, وأقلام المفتين والعلماء, والتي لا تخلو من الخلل والغلط, الذي يفضي إلى حجب كثير من حقائق الدين النيرة.فتأمل رجع الكلام إلى حديث الشفا عند أبي داود: - 3 وفهم بعضهم أن في الحديث تحضيضا على تعليم الرقية وانكارا للكتابة أي أفلا علمتها ما ينفعها من الاجتناب من عصيان الزوج كما علمتها ما يضرها من الكتابة'' اه. وهذا تعسف شنيع في تناول ألفاظ الحديث, وذكره يكفي في بيان بطلانه. -4 وجازف بعضهم فزعم أن الحديث يناقض دعائم العقيدة ومبادئ التوحيد, قال عبد الحي الكتاني: '' ورده- أي الحديث- بعض أذكياء المغاربة بأنه من الخرافات التي كان ينهى عنها فكيف يأمر بها''.اه قلت: وليس ثمة نفحة من ذكاء, والحديث صحيح سندا ومتنا وهاك بيان ذلك: قال في العون: وهذا حديث سكت عنه المنذري ثم ابن القيم في تعليقات السنن, ورجال اسناده رجال الصحيح إلا ابراهيم بن مهدي البغدادي المصيصي وهو ثقة. وأخرجه أحمد في مسنده والحاكم وصححه ''اه وذكر له طرقا أخرى يتقوى بها فانظرها فيه. أما متنه فسليم المعنى: فرقية النملة كلام كانت نساء العرب تستعمله يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع ورقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال للعروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي الرجل. فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة والتأديب لها تعريضا لأنه ألقى إليها سرا فأفشته على ما شهد به التنزيل في قوله تعالى:وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا'' الآية. قاله الشوكاني ومثله في التراتيب. وفي النهاية:'' النحلة قروح تخرج في الجنب, قيل إن هذا من لغز الكلام ومزاحه, كقوله للعجوز لا تدخل العجز الجنة. وذلك أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر و لا ينفع .''اه وكيفما دار الأمر فجواز تعلم النساء الكتابة لا يحتاج إلى دليل شرعي لأن أقل درجاته أن يكون من المباحات, وإلا فيلزم إذا طلبنا الدليل لتعلم النساء الكتابة أن نطلبه للرجال أيضا, إذ لم تفرق الشريعة بين الجنسين في ذلك, ومن زعم غير ذلك, فعليه أن يأتينا ببرهان... وهيهات, هيهات. العلم في شرعة الاسلام مشترك ليس حكرا على جنس فيحويه 1- العهدة فيما نسب إلى أبي ثناء الألوسي في المخطوط على (مجلة النساء), وإن كنت لا أستبعد أن يصدر عنه مثل ذلك, وقد نقلنا له رأيا مشابها في تفسيره روح المعاني. | 8 - أبريل - 2007 | منع النسوان من الكتابة |  | سقط القناع كن أول من يقيّم
وما أنس لا أنس لحظة قراءة تعليقكم. شاعرنا المجيد, أيها العزيز: لما قرأت تعليقكم ضحكت حتى أمسكت بطني بيدي, وجعلت أتصبب وأترنح, والحق أن تعليقكم غمرني بإحساس لا أقدر على وصفه لأنه شيء فوق الوصف, ولا تكاد تحيط به العبارة, و لا تحده الأمكنة, فقد تجسد أمامي صدق مودتكم وخلوص محبتكم, ولو كشف لك عما في صدري من الحب لكم والمودة لشخصكم لعجبت. هذا, و إنني في حرج من هذه الصورة بعد أن وضعني تعليقكم تحت الأضواء الكاشفة, ويعلم الله أنني مركوز في طبعي التواري بالحجاب, ولولا معزة الوالدة الغالية على قلبي, وسمو قدرها في نفسي, لماطلت في طلبك وابتغيت لدفعه الحيلة بعد الحيلة. لكنا صرنا في حكم الأسرة الواحدة لمت شعثها ليالي الوراق, بشيوخها وكهولها وشبابها وصبيانها. والصورة إنما تجمع في نفسها معاني صاحبها لتلقيها في نفس رائيها كما هي, وهي كما تحبس التاريخ في لحظة زمنية, فهي تحرر الخيال, وتفسح للطبع, وتلتمس الألفة بين الأرواح. سلامي الحار للوالدة الموقرة وبارك الله لنا في أنفاسها الطيبة, وروحها المرحة إلى أبعد الحدود. أما تاريخ الصورة فهو قريب جدا (أشهر معدودات), لكن الزمان ما له من بديع سواك. | 8 - أبريل - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |  | لكم لبنانكم ولي لبناني(1) كن أول من يقيّم
إلى الأستاذة الحكيمة: كتب جبران خليل جبران يوما: ''لكم لبنانكم ولي لبناني: لكم لبنانكم ومعضلاته, ولي لبناني وجماله لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع, ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني. لكم لبنانكم فاقنعوا به, ولي لبناني وأنا لا أقنع بغير المجرد المطلق. لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام, أما لبناني فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو ازرقاق السماء. لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي, أما لبناني فأودية هادئة سحرية تتموج في جنباتها رنات الأجراس وأغاني السواقي. لبنانكم صراع بين رجل جاء من المغرب(1) ورجل جاء من الجنوب, أما لبناني فصلاة مجنحة ترفرف صباحا عندما يقود الرعاة قطعانهم إلى المروج وتتصاعد مساء عندما يعود الفلاحون من الحقول والكروم. لبنانكم حكومة ذات رؤوس لا عداد لها(2), أما لبناني فجبل رهيب وديع جالس بين البحر والسهول جلوس الشاعر بين الأبدية والأبدية. لبنانكم حيلة يستخدمها الثعلب عندما يلتقي الضبع والضبع حينما يجتمع بالذئب, أما لبناني فتذكارات تعيد على مسمعي أهازيج الفتيات في الليالي المقمرة وأغاني الصبايا بين البيادر والمعاصر. لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين وقائد جيش, أما لبناني فمعبد أدخله بالروح عندما أمل النظر إلى وجه هذه المدينة السائرة على الدواليب. لبنانكم رجلان: رجل يؤدي المكوس ورجل يقبضها, أما لبناني فرجل فرد متكئ على ساعده في ظلال الأرز وهو منصرف عن كل شيء سوى الله ونور الشمس. لبنانكم مرافئ وبريد وتجارة, أما لبناني ففكرة بعيدة وعاطفة مشتعلة وكلمة علوية تهمسها الأرض في أذن الفضاء..'' عن البدائع والطرائف لجبران. 1- أحسبه الأمير عبد القادر (سقا الله ثراه), أما الذي جاء من الجنوب فلم أعرفه. 2- وكأن جبران يعيش بيننا, فأنت لا تدري من يحكم لبنان, أحكومة بيروت أم حكومة ضاحيتها أم أم أم..?? هي والله حكومة ذات رؤوس أو قل هي حكومات..والله يتولاك يا لبنان.أسفي | 11 - أبريل - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |  | حول جبران كن أول من يقيّم جبران أستاذنا عبد الحفيظ دام تمكينه: رجعت إلى تعليق الأستاذة المراد في كلامك وهذا نصه: [أذكر في هذا السياق أيضاً ، تغير المعطيات التي نحكم من خلالها على أديب أو نص أدبي ما . أذكر مثلاً أنني كنت مولعة في صباي بجبران خليل جبران ، بينما أرى أفكاره اليوم بمنتهى السذاجة والبدائية ، هذا إذا أحسنا الظن فيها.] وأفهم من هذا الكلام أنها تستخف أفكاره المتعلقة ببعض الاعتقادات الكونية والاهية لا عاطفة الحب والجمال و(الرومانسية) في أدبه, ولعلنا نستحضر هنا اعتقاده بالتقمص ووحدة الوحود والتناسخ الروحي وهي فكرة ملكت عليه روحه وتسلطت على عقله فلا يكاد يخلو منها مقال له أو رواية أو شعر من( الموسقى) إلى (التائه) وظلت تلاحقه من: بشري(في شمال لبنان) إلى نيويورك.ولا جرم أنها فكرة لا أساس لها من برهان, ولا عماد لها من علم, وإنما هي محض توهم ومطلق خيال, يفزع إليها الانسان الحائر المتشكك إذا لذعته جمرات الوحشة الروحية, ولسعه التفكر في متناهيات بدنه, ومصير روحه المجهول لديه. بيد أنني لا أوافق الأستاذة على تعميم السذاجة والبدائية على جميع ما كتبه جبران, فتواليفه وأشعاره مشحونة برائع الخيال, و صميم الحكمة, ومبتكرات التشبيهات, وتفثات النبوغ, وبدائع الأقوال المأثورة التي صارت بعده أمثالا سائرة وحكما ذائعة. فإن كان غير ذلك فالأمر في غايته عائد إلى أذواق الأفراد وطبائع الآحاد. وأختتم هذه الكلمة بالشكر لأخينا الأستاذ الأفضل زياد عبد الدائم والثناء عليه. وفي ترقب فرصة لمفاوضته الحديث والأخذ فيه معه. | 12 - أبريل - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
|