مقالة سجعية . نظم     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
( مَقَالَةٌ سَجْعٌيَّةٌ ) بِسْمِ اللهْ . اَلْحَمْدُ للهْ . وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهْ . أَمَّا بَعْدُ . فَإِنَّ الشَّاعِرَ عِندَ انتِيَابِ الضَّرُورَهْ . يَلْجَأُ إِلَى ارْتِكَابِ الضَّرُورَهْ . رِعَايَةً لِلْوَزْنِ وَالْقَافِيَهْ . أَن يَّعْتَلَّ مُزَاحَفًا أَوْ تَشِذَّ جَافِيَهْ . وَخَيْرٌ مِنْهُمَا - لَوْ يَعْلَمُ ! - : السَّتْرُ وَالْعَافِيَهْ . بَيْدَ أَنَّ الْعَاهَةَ - كَمَا قِيلَ - تَدْفَعُ عَنِ الْعَاهَهْ . وَهَذَا فِي الشِّعْرِ الْمَحُوكِ عَلَى الارْتِجَالِ وَالْبَدَاهَهْ . فَبِحَسْبِهِ أَن يَّنتَاشَ مِن لُّجَّةِ الْبَحْرِ أَشْلاءَ رَمَثِهْ . أَمَّا إِذَا فَسَحَ الزَّمَانُ لَهُ صَدْرًا لِّيَمِيزَ جِدَّ الشِّعْرِ عَنْ عَبَثِهْ . وَيُطَهِّرَ بِجَحِيمِ التَّهْذِيبِ نُضَارَهُ مِنْ خَبَثِهْ . فَإِنَّ صَدْرَ الْعُذْرَ لَتَخْتَلِفُ عَلَيْهِ أَضَالِعُهُ ضِيقَا . تَبَرُّمًا بِمَا أَفْسَدَ مِن نِّظَامِ الْمُوسِيقَا . وَلإِن كَانَتْ فِي عِلاجِ الشِّعْرِ فِئَةٌ صَابِرَهْ . فَكَمْ شَاعِرٍ مَعْدُودٍ فِي الْجَبَابِرَهْ ! . لا يُطَامِنُ مِنْ غُلَوَاءِ تَعَدِّيهْ . سَوَاءٌ عِندَهُ الرَّوِيَّةُ وَالْبَدِيهْ . يَهْجُمُ لا يُبَالِي كَيْفَ احْتَطَبَ وَضَمَّ . إِلا أَنَّ الإِقْوَاءَ عَيْبٌ كَاللَّحْمِ عَلَى الْوَضَمْ . فَكَيْفَ اجْتَرَأَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفُحُولِ مَنِ اجْتَرَأْ ؟! . وَتَبَدَّى لِلصِّمَةِ تُصْمِيهِ مَا اتَّقَى وَلا دَرَأْ . وَأَتَى بِالْمُنكَرِ الَّّذِي يَزْرِيهِ عَلَيْهِ مَن لا كَتَبَ وَلا قَرَأْ . بَلْ ظَلَّ سَادِرًا فِي غَيِّهِ لا يَجِدُ نُضَارُهُ لِتَطْهِيرِ الْخَبَثِ قَيْنَهْ . وَآلَ مَبْلَغُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ لَدَيْهِ أَنِ انتَفَعَ بِغِنَاءِ قَيْنَهْ . أَكَذَا الأَمْرُ أَنَّ الْفَحْلَ اسْتَخْذَى بَأْوَهْ . أَمْ : إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعُنْدَأْوَهْ ؟! . --------------- ( نَظْمٌ ) إِيضَاحٌ / النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِي ï إِقْوَاؤُهُ كَانَ عَلَى بَيَانِ ، وَمَا أَتَاهُ مِنْ قَبِيلِ السَّهْوِ ، ï وَلا انحِرَافٍ عَنْ سَبِيلِ النَّحْوِ ، لَكِنَّهُ أَرَادَ فِيهِ الرَّوْمَـ ا ، ï بِهِ إِلَى كَسْرٍ وَّضَمٍّ أَوْمَا = لَدَى انقِطَاعِ الْقَوْلِ ؛ كَالْقَوَافِي ، ï وَقَالَ فِيهِ السَّلْسَبِيلُ الشَّافِي* : (( وَالرَّوْمُ خَفْضُ الصَّوْتِ بِالْمُحَرَّكِ ، ï يَسْمَعُهُ كُلُّ قَرِيبٍ مُّدْرِكِ . )) ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الاخْتِلاسَـ ا ï مَجَازًا ؛ اذْ جَامَعَهُ قِيَاسَا = فِي نُطْقِ بَعْضِ -لا جَمِيعِ- الْحَرَكَهْ، ï وَضَبْطُ الاصْطِلاحِ أَوْلَى؛ فَاتْرُكَـ ـهْ، وَرُمْ بِالاخْتِلاسِ أَوْسَاطَ الْكَلِمْ ، ï وَالرَّوْمُ فِي الآخِرِ وَقْفًا قَدْ عُلِمْ ، فَبَيْنَ الاِدِّغَامِ وَالإِظْهَارِ ، ï وَالرَّوْمُ بَيْنَ الْجَهْرِ وَالإِسْرَارِ . قَالُوا : وَيَوْمَ غَضِبَ النُّعْمَانُ ، ïوَفَرَّ عَنْهُ الأَمْنُ وَالأَمَانُ ، جَاسَ خِلالَ الأَرْضِ أَيَّ جَوْسِ ! ، ï وَحَلَّ أَرْضَ خَزْرَجٍ وَّأَوْسِ ، وَرُبَّمَا فِي رِحْلَةٍ سِوَاهَا ، ï وَاهًا لِّكُلِّ الْغُرَبَاءِ وَاهًا ! ، وَهُمْ أُولُوا الْوَلُوعِ بِالأَنْغَامِ ï فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَفِي الإِسْلامِ ، لَمْ يَرْتَضُوا إِقْوَاءَهُ ؛ فَأَوْعَزُوا ï إِلَى مُغَنِّيَتِهِمْ : تَرْتَجِزُ ، فَانطَلَقَت تَّسْجَعُ كَالْحَمَامَهْ ï بِبَعْضِ أَشْعَارِ أَبِي أُمَامَهْ ، وَبِمَقَا / طِعِ الْمَقَا / لِ تَصْدَحُ ، ï وَبِحَوَا / فِرِ الْقَوَا / فِي تَقْدَحُ ،** فَبَانَ مَا كَانَ مِنَ الإِقْوَاءِ ï كَالدَّاءِ مُحْتَاجًا إِلَى الدَّوَاءِ ، وَلَمْ يَكُن مِّنَ الأَدَاءِ اللُّغَوِي ï لَدَيْهِمُ = الرَّوْمُ ؛ فَظُنَّ أَنْ غَوِي ، لِيَتَفَصَّى ؛ إِذْ رَأَى التَّوَرُّطَـ ا = ï تَدَارَكَ الأَمْرَ الَّذِي قَدْ فَرَطَـ ا ، مَعَ عُلُوِّ قَدْرِهِ مَا اسْتَنكَفَـ ا ï إِصْلاحَهُ ، وَلا عَلَى الْغَيِّ انكَفَا ، لَوْ أَنَّهُ أَخْطَأَ أَغْضَى خَجَلا ï وَهُوَ فِي سُوقِ عُكَاظَ ابْنُ جَلا . وَ(( ابْنُ جَلا )) مَعَ (( جَرِيرٍ )) فَتَحَـ ا ï نُونًا ، وَّنُونًا كَسَرَا ؛ فَافْتَضَحَـ ا ، وَالرَّأْيُ : أَنَّ الأَمْرَ فِي السَّمَاعِ ï لِلْجَاءِ مَبْنِيًّا عَلَى اتِّسَاعِ ، وَيلْزَمُ الإِعْرَابَ أَن يُّمَحِّصَـ ا ، ï وَأَن يَّمِيزَ بَيْنَ دُرٍّ وَحَصَى ، شَوَاهِدُ الْبِنَاءِ ذَاتُ بَابِ ï أَوْسَعَ مِنْ شَوَاهِدِ الإِعْرَابِ ، وَالْكَسْرُ فِي نُونِ الْجَمِيعِ جَاءِ ï رِوَايَةً كَالْفَتْحِ فِي الْبِنَاءِ . يُؤْنِسُ فِي سَلامَةِ التَّحْرِيرِ ï لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ التَّقْرِيرِ ؛ : أَن لَّيْسَ إِلا فِي الْقَوَافِي الْمُطْلَقَا*** ï إِقْوَاؤُهُمْ ، وَعَنْ سِوَاهَا ذُو تُقَى ؛ إِذْ لا يَجِيءُ الرَّوْمُ إِلا فِيهَا ، ï لَوْلا كَذَا ؛= الإِقْوَاءُ فِيهَا فِيهَـ ا ، وَإِنْ أَتَى : غَلِّطْ ، وَلا تَلْتَمِسَا**** ï عُذْرًا ، أَعُذْرًا مِنكَ كُلَّ مَنْ أَسَا ؟! . ---------------- ( هامش 1 ) نظم في التجويد لعثمان بن سليمان مراد آغا غفر الله له ( ت 1960 ) . ( هامش 2 ) جناسٌ مذيَّل أو يُسَمَّى : سجع الأجزاء ( التفاعيل ) . ( هامش 3 ) ألف أصيلة منقلبة عن تاء التأنيث . ( هامش 4 ) ألف أصيلة منقلبة عن نون التوكيد المخففة . |