البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 500  501  502  503 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
شهادة الشيخ أحمد شاكر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

في موضوع بعنوان (تصحيح الكتب) بقلم المرحوم الشيخ أحمد شاكر نقلته من موقع ألوكة يقول:
ألوف من النسخ من كل كتاب، تنشر في الأسواق والمكاتب، تتناولها أيدي الناس، ليس فيها صحيح إلا قليلاً؛ يقرؤها العالم المتمكن، والمتعلم المستفيد، والعامي الجاهل وفيها أغلاط واضحة، وأغلاط مشكلة، ونقص وتحريف؛ فيضطرب العالم المتثبِّت إذا هو وقع في خطأ في موضع نظر وتأمل ويظن بما علم الظنون، ويخشى أن يكون هو المخطئ، فيراجع ويراجع، حتى يستبين له وجه الصواب؛ فإذا به أضاع وقتاً نفيساً وبذل جهداً هو إليه أحوج؛ ضحيَّة لعب من مصحح في مطبعة، أو عمد من ناشر أمِّيٍّ، يأبى إلا أن يوسد الأمر إلى غير أهله، ويأبى إلا أن يركب رأسه؛ فلا يكون مع رأيه رأي.
ويشتبه الأمر على المتعلم الناشئ، في الواضح والمشكل، وقد يثق بالكتاب بين يديه، فيحفظ بالخطأ، ويطمئن إليه، ثم يكون إقناعه بغيره عسيراً، وتصوَّر أنت حال العامي بعد ذلك!!.
وأيُّ كتب تبتلى هذا البلاء؟ كتب هي ثروة ضخمة من مجد الإسلام، ومفخرة للمسلمين، كتب الدين والعلم: التفسير والحديث، والأدب والتاريخ، وما إلى ذلك من علوم أُخر.
وفي غمرة هذا العبث تضيء قلةٌ من الكتب طبعت في مطبعة بولاق قديماً عندما كان فيها أساطين المصححين، أمثال الشيخ محمد قطة العدوي، والشيخ نصر الهوريني، وفي بعض المطابع الأهلية كمطبعة الحلبي والخانجي.
وشيء نادر عنى به بعض المستشرقين في أوروبة وغيرها من أقطار الأرض يمتاز عن كل ما طبع في مصر بالمحافظة الدقيقة - غالباً - على ما في الأصول المخطوطة التي يطبع عنها مهما اختلفت، ويذكرون ما فيها من خطأ وصواب، يضعونه تحت أنظار القارئين، فَرُبَّ خطأ في نظر مصحح الكتاب هو الصواب الموافق لما قال المؤلف، وقد يَتَبَيَّنُهُ شخص آخر عن فهم ثاقب، أو دليل ثابت.
وتمتاز طباعتهم - أيضاً - بوصف الأصول التي يطبعون عنها وصفاً جيداً، يظهر القارئ على مبلغ الثقة بها، أو الشك في صحتها؛ ليكون على صحة من أمره.
وهذه ميزة لن تجدها في شيء مما طبع في مصر قديماً بلغ ما بلغ من الصحة والإتقان؛ فها هي الطبعات الصحيحة المتقنة من نفائس الكتب المطبوعة في بولاق، أمثال: الكشاف، والفخر، والطبري، وأبي السعود، وحاشية زاده على البيضاوي، وغيرها من كتب التفسير، وأمثال البخاري، ومسلم، والترمذي، والقسطلاني، والنووي على مسلم، والأم للإمام الشافعي، وغير ذلك من كتب الحديث والفقه؛ وأمثال لسان العرب، والقاموس، والصحاح، وسيبويه، والأغاني، والمزهر، والخزانة الكبرى، والعقد الفريد، وغيرها من كتب اللغة والأدب؛ وأمثال تاريخ ابن الأثير، وخطط المقريزي، ونفح الطيب، وابن خلكان، وذيله، والجبرتي، وغيرها من كتب التاريخ والتراجم، إلى غير ذلك مما طبع من الدواوين الكبار ومصادر العلوم والفنون.
أتجد في شيء من هذا دليلاً أو إشارة إلى الأصل الذي أخذ؟!
وأقرب مثل لذلك كتاب سيبوبه طبع في باريس سنة 1881م (توافق سنتي 1298، 1299هـ) ثم طبع في بولاق في سني 1316- 1318هـ وتجد في الأولى اختلاف النسخ تفصيلاً بالحاشية، ومقدمة باللغة الفرنساوية فيها بيان الأصول التي طبع عنها، ونصَّ ما كتب عليها من تواريخ وسماعات واصطلاحات وغير ذلك حرفيَّاً باللغة العربية؛ ثم لا تجد في طبعة بولاق حرفاً واحداً من ذلك كله، ولا إشارة إلى أنها أخذت من طبعة باريس.
فكان عمل هؤلاء المستشرقين مرشداً للباحثين من المُحْدَثين.
وفي مقدمة من قلَّدهم وسار على نهجهم العلامةُ الحاج أحمد زكي باشا- رحمه الله - ثم من سار سيره، واحتذى حذوه.
ومن ذلك كانت طبعات المستشرقين نفائس تقتنى، وأعلاقاً تُدَّخَر، وتغالى الناس، وتغالينا في اقتنائها على علو ثمنها، وتعسر كثير منها على راغبيه

21 - ديسمبر - 2011
غضب الجاحظ على نساخ الكتب
في معجم البلدان مادة سينيز    كن أول من يقيّم

وفي معجم البلدان ينقل ياقوت في مادة سِينيز عن ابن بشران وسماه (ابن سبران) بالسين والباء ويفهم من النص أن سينيز مسقط رأس ابن شيران وبلدة اهله وعشيرته. قال:
سِينيز: بكسر أوله وسكون ثانيه ثم نون مكسورة وياء. أخرى ثم زاي وهي في الإقليم الثالث طولها ست وسبعون درجة ونصف وربع وعرضها ثلاثون درجة ة بلد على ساحل بحر فارس أقرب إلى البصرة من سيراف وتقرب من جنابة رأيتُ به آثاراً قديمة تدلُ على عمارته وهو الآن خراب ليس به إلا قوم صعاليك، قرأتُ في تاريخ أبي محمد عبد الله بن عبد المجيد بن سبران الأهوازي قال: في سنة 321 عبر القرامطة إلى سينيز من سيف البحر وهم زهاءُ ألف رجل في جماعتهم نحو ثلاثين فارساً فأغاروا على أهلي فقتلوهم وخربوها فكان عدد من قُتل بها ألفاً ومائتين وثمانين رجلاً ولم يفلت من الناس إلا اليسير.)
وقد وقفت على ذكر لهذه المجزرة التي ذكرها ابن شيران، قال النويري في أخبار القرامطة بعد عام 319: (وأنفذ أبوطاهر سرية إلى جنابة وسينيز ومهروبان في البحر، فيها وجوه أصحابه في نحو أربعين مركباً، فوافت ساحل سينيز فصعدوا من المراكب، فحملوا على أهلها حملة واحدة فانكشف الناس عنهم، فوضعوا فيهم السيف فما لقوا أحداً إلا قتلوه من رجل وامرأة، فما نجا إلا من لحق بالجبال وسبوا النساء، فترك الناس الديار وخرجوا يريدون الهرب، فنادى أبو بكر الطرازي في الناس: لا يهرب أحد، فإنا نقاتل من ورد إلينا، وضرب بالبوق ووجه
من حبس الناس عن سلوك الطرقات وردهم إلى البلد، وجمع الناس بالمسجد الجامع ورغبهم في الجهاد وأسعفهم بماله، ورغبت المتطوعة في الاجتماع فقويت قلوب الناس، وأنفذ أبو بكر سرية من وقته من خاصة غلمانه في نحو ثلاثمائة رجل في البحر، ووجه سرية أخرى في البر، وأنفذ إلى مهروبان يخبر أنه على لقاء العدو، وسألهم الإنجاد في المراكب لمعاونة أهل جنابة على قتال القرامطة، فساروا والتقى الفريقان في البر والبحر من أهل جنابة وسينيز، ووافت قوارب مهروبان فأشعلوا النيران في القوارب، فأحرقوا بعضها وتخلص منهم نحو عشرين قارباً، وانتشبت الحرب فقتل الله منهم خلقاً كثيراً، وأسر جماعة ولحق بعضهم بالجبال، وورد على أبي بكر الطرازي من أخبره بذلك، فجمع الناس وغدا نحو الجبال، وأرسل فارساً إلى من بسينيز من أصحابه أن يلحقوا به، وأنفذ إلى جنابه ألا يتخلف عنه من فيه حراك، لتكون الوقعة بهم من كل وجه، فوافوا المنهزمين من القرامطة في بعض كهوف الجبال، وذلك في يوم الأربعاء فلما رأوا الناس قد أقبلوا نحوهم كسروا جفون
سيوفهم، وحملوا عليهم فثبتوا لهم، ولم نزل الحرب قائمة بينهم يوم الأربعاء والخميس إلى نصف النهار، ثم نادى أبو بكر الطرازى، من جاء برأس فله خمسون درهماً، فتنادى الناس بالشهادة وجدوا ونشطوا، وقتلوا خلقاً كثيراً وأخذوا جميع من بقي أسرى، وحملوا مشهرين والناس يكثرون حمد الله عز وجل والثناء عليه، ولم يفلت منهم أحد.
وكتب الناس محضراً أنفذوه إلى بغداد، وحملت الأسرى والرؤوس معه، قال الشريف:
ونسخه المحضر: "بسم الله الرحمن الرحيم" - حضر من وقع بخطه وشهادته آخر هذا الكتاب المحضر، وقد حضر عندهم ثلاثة من القرامطة - لعنهم الله - ذكر أحدهم أنه يقال له - سيار بن عمر بن سيار، والآخر ذكر أنه يقال له - علي بن محمد بن عمر، والآخر ذكر أنه يعرف
بأحمد ابن غالب بن جعفر الأحساوى، فذكروا أنهم متى نفذ رسولهم إلى صاحبهم سليمان بن الحسن القرمطي رد الحجر والشمسة وكسوة البيت وأطلق الأسارى الذين في قبضته، وهادن السلطان وارتدع عن السعي بالفساد والقطع على الحاج، ولم يحفزهم ولم يعترض عليهم، ويقول هؤلاء النفر من جملة الأسرى الذين في يد محمد بن علي الطرازى -
وهم الذين ظفر الله بهم - فمتى ما وفي سليمان بن الحسن القرمطي بما بذلوه عنه أفرج السلطان عنهم وردهم إليه، وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وأسفل ذلك خطوط أهل البلد بالشهادة).
وجدير بالذكر ان المقدسي (ت 380هـ) وهو معاصر لابن شيران وصف سينيز في كتابه (أحسن التقاسيم) بقوله: (سينيز: على نصف فرسخ من البحر فوق مهروبان لها سوق طويل يدخل إليها خور تجري فيه المراكب والجامع ناء عن السوق ودار الامارة متقابلة كثيرة القصور).

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
ترجمة المفجع البصري في تاريخ ابن بشران    كن أول من يقيّم

قال ياقوت:
وقال أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن بشران بن إبراهيم بن العباس بن محمد بن العباس بن محمد ابن جعفر في تاريخه قال: وفيها يعني في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة توفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله المفجع الكاتب الشاعر، وكان شاعر البصرة وأديبها، وكان يجلس في الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويقرأ عليه الشعر واللغة والمصنفات، وامتنع من الجلوس مدة لسبب لحقه من بعض من حضره فخوطب في ذلك فقال: لو استطعت أن أنسيهم أسماءهم لفعلت. وشعره مشهور، فمنه دامت الأمطار وقطعت عن الحركة:
يـا  خالق الخلق iiأجمعينا وواهـب الـمال iiوالبنينا
ورافـع  السبع فوق سبع لـم  يـستعن فيهما معينا
ومـن  إذا قال كن iiلشيء لـم تـقع النون أو iiيكونا
لا تسقنا العم صوب غيث أكـثـر من ذا فقد iiروينا
وله يخاطب أبا عبد الله البريدي وقد أعاد عليه ذكر سبب:
قل  لمن كان قد iiعفا عـن ذنوب iiالمفجع
لا تعد ذكر ما مضى مـن عـفا لم iiيقرع
وله وقد سأل بعض أصدقائه أيضاً رقعة وشعراً له يهنئه في مهرجان إلى بعضهم فقصر حتى مضى المهرجان:
إن  الـكـتاب وإن تضمن iiطيه كـنه  البلاغة كالفصح iiالأخرس
فـإذا  أعـانـتـه عناية iiحامل فـجـوابـه يـأتي بنجح منفس
وإذا  الرسول ونى وقصر iiعامداً كـان الـكتاب صحيفة iiالمتلمس
قـد فـات يوم المهرجان iiفذكره في الشعر أبرد من سخاء المفلس
فسئل عن سخاء المفلس فقال: يعد في إفلاسه بما لا يفي به عند إمكانه. قال: دخل المفجع يوماً إلى القاضي أبي القاسم علي بن محمد التنوخي فوجده يقرأ معاني الشعر على العبيسي فأنشد:
قد  قدم العجب على iiالرويس وشـارف  الـوهد أبا iiقبيس
وطـاول  البقل فروع الميس وهـبـت العنز لقرع iiالتيس
وادعـت  الروم أباً في iiقيس واختلط الناس اختلاط الحيس
إذ  قرأ القاضي حليف iiالكيس مـعاني الشعر على iiالعبيسي
وألقى ذلك إلى التنوخي وانصرف. وكان أبو عبد الله الأكفاني راويته وكتب لي بخطه من مليح شعره شيئاً كثيراً قال: ومدح أبا القاسم التنوخي فرأى منه جفاء فكتب إليه:
لـو  أعرض الناس كلهم وأبوا لـم  ينقصوا رزقي الذي iiقسما
كـان وداد فـزال iiوانـصرما وكـان عـهـد فـبان iiوانهدما
وقـد  صحبنا في عصرنا iiأمماً وقـد فـقـدنـا من قبلهم iiأمما
فما  هلكنا هزلاً ولا ساخت iiال أرض ولـم تـقطر السماء دما
فـي  الله مـن كل هالك iiخلف لا يرهب الدهر من به اعتصما
حـر  ظـنـنـا به جميل iiفما حـقـق  ظنا ولا رعى iiالذمما
فـكـان مـاذا مـا كل iiمعتمد عـلـيه يرعى الوفاء iiوالكرما
غـلطت والناس يغلطون iiوهل تـعرف  خلقاً من غلطه iiسلما؟
مـن ذا إذا أعـطى السداد iiفلم يـعـرف  بذنب ولم يزل قدما
شـلت  يدي لم جلست عن تفه أكـتب شجوى وأمتطي iiالقلما؟
يـا لـيـتني قبلها خرست iiفلم أعـمـل  لساناً ولا فتحت iiفما
يـا زلـة مـا أقـلت iiعثرتها أبـقيت على القلب والحشا ألما
مـن  راعـه بالهوان iiصاحبه فـعـاد  فـيـه فـنفسه iiظلما
وله:
أظهرت للرئم بعض وجدي وإنـمـا  الوجد ما iiسترته
وقـلـت  حبيك قد iiبراني فـقـال دعـه بـذا أمرته
وله قصيدته ذا الأشباه، وسميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه: (إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظر إلى هذا المقبل). فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فأورد المفجع ذلك في قصيدته وفيها مناقب كثيرة وأولها:
أيـهـا  الـلائـمي لحبي iiعليا قـم ذمـيـماً إلى الجحيم iiخزيا
أبـخـير الأنام عرضت لا زل ت  مـذوداً عـن الهدى iiمزويا
أشـبـه  الأنـبياء كهلاً iiوزولاً وفـطـيـمـاً  وراضعاً iiوغذيا
كـان فـي عـلمه كآدم إذ iiعل م  شـرح الأسـمـاء iiوالمكنيا
وكـنوح نجى من الهلك من iiس يـر فـي الفلك إذ علا iiالجوديا
وجـفـا فـي رضـا الإله iiأباه واجـتـواه  وعـده iiأجـنـبيا
كـاعـتزال الخليل آزر في iiال لـه  وهـجـرانـه أبـاه iiمليا
ودعـا  قـومـه فـآمـن لوط أقـرب الـناس منه رحماً وريا
وعــلـي لـم دعـاه iiأخـوه سـبـق  الـحاضرين iiوالبدويا
ولـه  مـن أبيه ذي الأيد iiإسما عـيـل شبه ما كان عني iiخفيا
إنـه  عـاون الخليل على الكع بـة  إذ شـاد ركـنـها iiالمبنيا
ولـقد  عاون الوصي حبيب ال لـه إذ يـغـسلان منها iiالصفيا
رام حمل النبي كي يقطع الأص نـام  من سطحها المثول iiالحبيا
فـحـنـاه ثـقـل النبوة iiحتى كـاد  يـنـآد تـحـتـه iiمثنيا
فـارتـقـى  منكب النبي iiعلى صـنـوه  مـا أجل ذا المرتقيا
فـأماط الأوثان عن ظاهر iiالكع بـة  يـنفي الرجاس عنها iiنفيا
ولـو أن الوصي حاول مس ال نـجـم  بـالكف لم تجده قصيا
أفـهـل تـعـرفون غير iiعلي وابـنـه اسـترحل النبي iiمطيا
وشعر أبي عبد الله المفجع كثير حسن. وكان يوماً بالأهواز جالساً مع جماعة فاجتاز به غلام لموسى بن الطيب نديم أبي عبد الله البريدي يقال له طريف وهو أمرد مليح فسأل المفجع عنه فقيل: هذا غلام نديم البريدي فقال:
اجتاز بي اليوم في الطريق فتى يـخـتال  في مورق من iiالبان
فـقـلت  من ذا؟ فقال لي iiخبر بـالأمـر  هـذا غلام iiصفعان
ولأبي عبد الله في جماعة من كبار أهل الأهواز مدائح كثيرة وأهاج، وله قصيدة في أبي عبد الله بن درستوريه يرثيه فيها وهو حي يقول فيها ويلقبه بدهن الآجر:
مات دهن الآجر فاخضرت الأر ض وكـادت جـبالها لا iiتزول
ويصف أشياء كثيرة فيها.
قال: وكان المفجع يكثر عند والدي ويطيل المقام عنده، وكنت أراه عنده وأنا صبي بالأهواز، وله إليه مراسلات وله فيه مدح كثيرة كنت جمعتها فضاعت أيام دخول ابن أبي ليلى الأهواز ونهب رزناماتها، وكان منها قصيدة بخطه عندي يقول فيها:
لو قيل للجود من مولاك قال نعم؟ عـبد المجيد المغيريّ بن iiبشران
وأذكر له من قصيدة أخرى:
يا  من أطال يدي إذ هاضني iiزمني وصرت في المصر مجفوا ومطرحا
أنـقـذتـنـي من أناس عند iiدينهم قـتـل الأديب إذا ما علمه iiاتضحا
قال: وكانت وفاته قبل وفاة والدي بأيام يسيرة، ومات والدي في يوم السبت لعشرة خلون من شعبان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وفيها مات الخروري الشاعر. ومن ملحه المشهورة قوله لإنسان أهدى إليه طبقاً فيه قصب السكر والأترنج والنارنج وأراه أبا سعد غلامه:
إن شيطانك في الظر ف لـشـيطان مريد
فـلـهـذا  أنت iiفيه تـبـتـدي  ثم iiتعيد
قـد أتـتنا تحفة iiمن ك على الحسن iiتزيد
طـبـق فـيه iiقدود ونـهـود  iiوخـدود

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
قطعة من ترجمة نفطويه    كن أول من يقيّم

قال ياقوت:
وقال ابن بشران أبو محمد عبيد الله في تاريخه.
ومن شعر نفطويه:
الـجـد  أنفع من عقل iiوتأديب إن الـزمـان ليأتي iiبالأعاجيب
كم من أديب يزال الدهر يقصده بالنائبات  ذوات الكره iiوالحوب
وامرئ  غير ذي دين ولا iiأدب مـعـمر  بين تأهيل iiوترحيب
ما الرزق من حيلة يحتالها فطن لـكنه من عطاء غير iiمحسوب
قال: وكان كثير النوادر، ومن نوادره، قيل لبهلول في كم يوسوس الإنسان، فقال: ذاك إلى صبيان المحلة، قال: وقيل لبعض الشيعة، معاوية خالك، فقال لا أدري، أمي نصرانية، والأمر إليه.

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
ترجمة الجويمي    كن أول من يقيّم

قال ياقوت
وقرأت في التاريخ الذي ألفه أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن بشران الأهوازي قال: وفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة مات أبو أحمد حجر بن أحمد الجويمي وكان من أهل الفضل بجويم بنواحي فارس، وقد خلف القراء بها فمدحه جماعة من الشعراء وقصده من انتفع به، ولأبي بكر بن دريد فيه مدائح منها:
نـهـنـه  بوادر دمعك iiالمهراق أي ائـتـلاف لـم ير ع بفراق؟
حجر بن أحمد فارع الشرف الذي خـضـعت  لعزته طلى الأعناق
قـبـل  أنـامـلـه فلسن iiأناملاً لـكـنـهـن مـفـاتح iiالأرزاق
وانـظـر إلى النور الذي لو iiأنه لـلـبـدر  لم يطبع برين iiمحاق

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
ترجمة الرامهرمزي    كن أول من يقيّم

 قال ياقوت
وقال أبو محمدٍ عبيد الله بن أبي القاسم عبد المجيد ابن بشران الخوزستاني: وفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائةٍ مات أبو الحسن علي بن عيسى الصائغ الرامهرمزي الشاعر، وقد كان شخص إلى ابراهيم المسمعي، ثم عدل إلى دركٍ بسيراف، فخرج مع دركٍ في هيجٍ كان من العامة بها، وقد رموه بالمقاليع فأصاب علي بن عيسى حجر فهلك، وكان شاعراً عالماً. فمن شعره:
سـهادى  غير iiمفقود ونـومي غير iiموجود
وجريُ الدمع في الخد كـنظم الدر في الجيد
لـفعل الشيب في اللم مـة لا لـلخرد iiالغيد
لـقد صار بي الشيب إلـى  لـومٍ iiوتـفنيد
ومـا المرء إذا iiشاب لـديـهـن iiبـمودود
وهي طويلة مدح فيها أهل البيت وكان لهم مداحاً.

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
قطعة من ترجمة جعفر ابن قدامة    كن أول من يقيّم

قال ياقوت:
وقال أبو محمد عبيد الله بن أبي القاسم، عبد المجيد ابن بشران الأهوازي في تاريخه: مات أبو القاسم جعفر ابن قدامة، بن زياد يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة، سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال ابن بشران: وفي سنة عشرة وثلاثمائة، أخرج علي بن عيسى الوزير إلى اليمن منفياً، فقال أبو القاسم، جعفر بن قدامة الكاتب في ذلك:
أصـبح  الملك واهي الأرجاء وأمـور  الورى بغير iiاستواء
منذ نادت نوى علي بن عيسى واسـتـمرت  به إلى iiصنعاء
فـوحـق  الذي يميت ويحيي وهـو الله مـالـك iiالأشـياء
لـقـد اخـتـل بعده كل iiأمر واسـتـبـانت  كآبة iiالأعداء
ثـم  صاروا بعد العداوة iiوالل ه  جـميعاً في صورة iiالأولياء
يـتـألـون  كـلهم في iiعلي إنـه  قـد خـلا من iiالنظراء
ومن شعره أيضاً:
تسمّع مت قبلك بعض iiقولي ولا  تـتـسـللن مني iiلواذا
إذا أسقمت بالهجران جسمي ومت  بغصتي فيكون iiماذا؟

28 - ديسمبر - 2011
تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)
نورتم مجالسنا    كن أول من يقيّم

الحمد لله على السلامة أستاذنا وحبيبنا الدكتور مروان عطية، وشكرا على كلماتكم الطيبة العطرة... كنت منشغل البال على أخباركم والحمد لله فقد اطمأننت الآن على سلامتكم بارك الله بكم وأحاطكم بعنايته، وأرجو لو توصلتم إلى ترجمة لشبل بن تكين =الذي أفردت له ملفا خاصا في مجلس عالم الكتب= أن تتكرموا بها علينا ، وحياك الله وبياك

5 - يناير - 2012
غضب الجاحظ على نساخ الكتب
روابط عن الفقيد    كن أول من يقيّم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

22 - فبراير - 2012
طفل خورفكان
وداعاً أيها الموجة (إلى أحمد راشد ثاني)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

سامر أبو هواش
 
الطريق جميلة من خورفكان إلى دبي. في البداية يلوح لنا المحيط، ثم يختفي لتحلّ محله الجبال والوديان. عبد الحليم حافظ يغنّي: "أنا كل ما قول التوبة". بين دمعة وأخرى يحلّل لنا أحد الأصدقاء ما حاول بليغ حمدي فعله في هذه اللازمة اللحنية أو تلك. لا أريد لهذه الجبال أن تنتهي. ولا الأغنية. مؤلم أن يكون اليوم التالي جميلاً إلى هذا الحدّ، مسالماً إلى هذا الحدّ، دافئاً ومضيئاً: "وحشاني عيونو السودا... ومدوّبني الحنين".
الطريق بين الجبال تصعد وتهبط، وعرة أحياناً، وناعمة أحياناً أخرى، كلازمات الأغنية. أحتاج إليك لكي تحلّل لي هذه الجبال. أحاول أن أتذكّر قصيدة عامية لك أمضينا سهرات وسهرات وأنا أطلب منك كلّ مرة أن تعيدها عليّ، وكلّ مرة كنت تعيدها بشغف أكبر ونفس مختلف: لا أتذكّر سوى بدايتها ونهايتها، الباقي يظلّ ضائعاً في تلك الأماسي الضائعة: "أربع حمايم ع راس الجبل راحوا... تعبوا... ومن كتر التعب طاحوا".
وهل تذكر كم غنينا "سرّ حبي" لأبي بكر سالم؟ وذلك الانتباه في كلّ تفاصيل جسدك، ولا سيما في عينيك، وأنت تعيد المقاطع المفضّلة عندك فيها: "لا تعذّبني وإلا سرت وتركت المكلا... لك إذا ما فيك معروف".
 
 
***
بالأمس واريناك الثرى.
كان ليلٌ وبرد. وكان إكرامك دفنك.
وكم كنتَ تحبّ الليل وتكره البرد. "نحن أبناء الصيف والحرّ، إذا هبّت نسمة علينا نمرض"، كنت تقول لي، ثم تختم: "إنه برد الصحراء!"، وكأنّها حقيقة راسخة، ومؤسفة في حدّ ذاتها، "متى سينتهي هذا الشتاء؟".
 
***
 
الوجوه تحملق في تلك الحفرة الأعمق من كلّ الحفر.
نعرف أنها لن تقول شيئاً، ومع ذلك بقينا نحملق. بعضنا حاول أن يقترب أكثر، أن يقف على أطراف الحفرة. ليرى فحسب؟ بدونا كمن نقف حول سرير مرضك؟ كأننا نعوّض لحظات وداع لم نعشها. لحظات يكون بمقدورك أن تقول فيها شيئاً، ولو بإيماءة أو نظرة. "ألا يبدو أطول قامة؟"، يقول أحد الأصدقاء. "كانت تعلو وجهه ابتسامة الرضى"، يقول آخر. "أساطير"، يحسم ثالث. ونتوقّف قبل أن نفرط في التعليق على هذا النصّ، نصّ الموت، الأكثر امتناعاً على التعليق بين كلّ النصوص، المقفل على المناورات الكلامية والعاطفية. الأكثر نهائية وحسماً. كيف نعلّق فقط على نقطة في آخر الجملة. نقطة كبيرة إلى درجة أنها، في تلك اللحظات، تبدو أنها تمحو كلّ ما سبقها. وكل ما يمكن أن يأتي بعدها.
 
***
 
واريناك الثرى. كأننا نقول: خبّأناك عن الحياة.
 
***
 
لا أذكر أننا تكلمنا كثيراً على الموت. يروي لي صديق جالسك في مكانك المفضّل للكتابة وللقاء نوع آخر من المجالسين والأصدقاء، ذلك "الكوفي شوب" في فندق الدانا، أنك ذات مرة كدت تجلس على أحد الكراسي فبادرك قائلاً: "لا تجلس على هذا الكرسيّ، فمنذ عام كان يجلس عليه أحدهم وتوفي، ثم جلس عليه آخر بعد شهرين عليه وتوفيّ، وتبعه ثالث بعد بضعة أشهر". أتخيّل رنة ضحكتك بعد هذه "السالفة". أن ترى الموت في كرسيّ مجاور يعني ببساطة أن تقصيه إلى أبعد نقطة ممكنة التي هي أقرب نقطة ممكنة. يكفي ألا نجلس على كرسيّ معين لنراوغ الموت، لنجعله حكاية، طرفة، "سالفة" تروى لا أكثر، ثم يصرف كإبعاد فكرة مزعجة بإيماة يد.
لا أذكر كذلك أننا تكلمنا كثيراً بشأن الحياة، بالمعنى المباشر أو التأملي أو الفلسفي أو حتى بمعنى التذمّر والشكوى. لكنك كنت تكرّر كثيراً حلمك بالتقاعد، "خلاص كافي... يتقاعد المرء... يجلس ويكتب..."، كنت تقول، فالتقاعد من الوظيفة هو بداية أخرى لحياة الكتابة.
أما "الثقافة"، أيضاً بمعناها المباشر أو "الثقيل" الوطأة، فلماماً ما تكلمنا عليها. كنت تحبّ الحكايات، االطرف أو النوادر، وإذا حضرت "الثقافة" بيننا فمن هذه الزاوية فحسب. "هل تعرف ماذا حصل مع الكاتب الفلاني حين جاء إلى هنا؟ هذا يا سيدي...". وتبدأ بسرد "سالفة" لابدّ من أن يليها الوافر من الضحك، أو أن تقترب منه على الأقلّ، جنباً إلى جنب التعليق المرير الساخر أحياناً على وضاعة بعض المشتغلين بالثقافة العربية. السخرية كبلسم ضدّ كلّ شيء، ولاسيما ضدّ أن نصدّق ما نقوله نحن أنفسنا عن أنفسنا، أو الآخرين، أو الكتابة أو الحياة.
 
***
 
أما حين نتكلم على الشعر فالأمر مختلف تماماً. تصمت. تسمع باهتمام تام. تلتمع عيناك، وفي بعض الأحيان يكون قلبك ممتلئاً بما كتبت توّاً فلا تطيق صبراً وتسارع إلى قراءته بنفسك، لأنك لا تحبّ تلك اللحظات الثقيلة التي ينكبّ فيها الآخر بصمت على أوراقك، بينما أنت تنتظر فحسب. لا تطلب في الغالب مديحاً أو نقداً أو ما شابه. في مثل هذه الحالات يبدو وكأنك تبوح بسرّ شخصي، أو تروي حكاية أخرى. ربما مغامرة. وتريد أن تعرف وقع ذلك على من يقرأ أو يستمع. تلك اللحظات تكاد لا تنفصل عن لحظة كتابة القصيدة نفسها. عن فرحة كتابتها بالأحرى. بعد ذلك، في اليوم التالي أو اللقاء التالي، لا تأتي البتة على ذكر تلك القصيدة، ولا في أيّ يوم آخر. تضعها في مكان ما وتحاول أن تنساها قبل أن تقرّر في يوم ما أنه آن أوان العودة إليها وإجراء ما يلزم من تعديلات عليها، ربطاً بنصّ أكبر وأكثر اكتمالاً تعمل عليه ويشكّل شاغلك الحالي.
 
***
بالأمس، أيها الصديق، أكرمناك بدفنك.
فجأة، في طريق العودة، تصدمني الفكرة، الإحساس: إننا في اليوم الأول لموتك. ألا يشبه هذا قولنا: إنه اليوم الأول من حياة فلان أو فلانة. أليس من روزنامة للموت كما للحياة. اليوم الأول: شيء يمكن أن تلمسه، تحيط به، تحدّده، قبل أن يغدو الموت كتلة صمّاء من الأيام المتراكمة. ومع ذلك لا يختلف مثل هذا الموت عن المجزرة. قاصف، قاس، وعبثيّ كالمجزرة تماماً. حين يرحل فجأة قريب منك، حين تدفن فجأة قريباً منك، تشعر أنك شاركت بدفن جماعي، ويغدو مكان دفنك أشبه بمقبرة جماعية. كم كنتَ كثيراً يا أحمد!
 
 
***
 
كثير كنت كالأمواج، لا كالموج. أسألك يوماً وأنا أقرأ مخطوط أحد آخر أعمالك: "لماذا تجمع موجة على أمواج؟ لمَ لا تجمعها على موج؟"، تبتسم بظفر وفرح سريين: "لقد تقصّدت ذلك... أمواج تمنحني ذلك الإحساس بالوفرة والاتساع... كلمة موج ضيقة ومقفلة... أعرف أنها تبدو ثقيلة في بعض المواضع، لكنني أريدها كذلك... أمواج أجمل من موج". لم أفهم ذلك الإحساس بالوفرة والشساعة والاتساع في كلمة "أمواج" إلا هناك في خورفكان. هناك حيث المحيط لا البحر، لكنني لا أحسبك كنت تحبّ كلمة محيط، ربما لأنه أكثر شساعة ووحشية ومجهولاً مما يحتمل قلبك أو نظرك. كان دائماً البحر، كاحتضان، ودائماً أمواج البحر، كاحتضان لا ينتهي.
 
***
 
أما أنت يا صديقي فلم تكن إلا موجة مفردة، يتيمة، وحيدة، حنونة ودائمة الحنين، مادة ذراعها وقلبها إلى تلك الأمواج المتبدّدة، الغائبة، الراحلة، وإلى تلك الجبال المقضومة بذلك الإحساس الفاجع بالغياب. كان قاسياً أحياناً ذلك اليأس المتسرّب منك، لا من الحياة، بل من أوهام الحياة التي نصنعها بأنفسنا ونغذّيها بأوهام أخرى حتى نضيّع أثر الأوهام الأصلية. كان قاسياً وضوحك، صرامة نظرتك إلى الحياة وإلى الكتابة التي غدت في النهاية كلّ شيء لأنه الزمن الذي تعرفه أفضل مني والذي لن ينتظر. ثمة قصيدة على الطاولة، ثمة نصّ، ثمة حلم بنص وقصيدة، ثمة انتظار لحلم بنص وقصيدة. لا تملك الموجة ترف الانتظار أو التأجيل. قصير وعابر هو عمر الموجة،. لعلها كانت الحقيقة الأكثر نصوعاً بالنسبة إليك، وأنت تقفز من نصّ إلى نصّ ومن قصيدة إلى أخرى.
 
***
 
الأشجار ليست عارية. من بعيد يختفي جذع شجرة وأغصانها. تبدو الوريقات معلّقة وحدها في الهواء. عبد الحليم حافظ يغني. "ولا قادر طول غيبتكو يا بوي... يشرب من بحر تاني يا عين". تلك الوريقات ستظلّ معلقة هكذا في الهواء. ربما تطير. ربما تتحول طيوراً على الشرفات. ربما تسقط، لكنها لن تبلغ الأرض يوماً.

28 - فبراير - 2012
طفل خورفكان
 500  501  502  503