البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد عزو .

 48  49  50  51  52 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
سمعاً وطاعة لكليكما..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

تحياتي للأستاذة لمياء فقد حثتني على كتابة ما يأتي، وبعد أن أنهيت كتابتي على المسودة وأردت أن أضعها في الوراق وجدت تعليق الأستاذ ياسين ولي عودة له إن شاء الله.. فمشاركاته تنعش القلب دائماً..
 
لكم أكره الحزن، أنا الذي لم تنفك حياتي تضعني في مهب ريح الأحزان، لكنني سئمت، سئمت فعلاً من رياح السموم التي لا تبقي ولا تذر، كنت في الماضي القريب حاملاً سيفي في وجه من يقف في طريق سعادتي وسعادة الآخرين من حولي، كنت مستعداً أن أشهر كل أسلحتي كي أنال ولو رائحة سعادة، آخذها من هنا وأستمتع بها، وأضعها هناك ليستمتع بها غيري، ويبقى من حولي مبتهجاً مثلي، ففرحي لا يكتمل إلا بالمحيط المزهر ذي الرائحة الزكية.. كنت متحفزاً نشيطاً صاحب نخوة لا أسكت على الضيم، ولطالما هذه أوقعتني في براثن اللوم والتقريع، وأنا كما أنا...
منذ أيام قليلة فقط خرجت من حالة الانكسار والانهزام الذي لاقيت منه ما لاقيت، بدءاً من جفاف الوراق ومروراً باستعبادي ورضوخي لما يخالف قناعاتي، وصولاً إلى غربتي التي تمسك برقبتي حد الاختناق..
قلت في نفسي إن على المرء أن يتغابى أو يضربها (طناش) في أحوال كثيرة، كي يكحل عينيه برماد الراحة والابتهاج، ويبعد عنه شبح الحزن الذي صار يدور في فلك خلايانا، ليس هذا فحسب، بل والتخلي عن النخوة العربية التي لا تأتي بخير دائماً، بل تكون تهوراً في كثير من الأحيان، فيشار بالبنان إلى صاحبها على أنه إنسان فيه لوثة..
 
بمشاركتك أستاذة لمياء عادت بي الذكرى للنكسة التي ما زلنا نتجرع مرارتها حتى ولو أنه لا دخل لنا فيها، ولا لغيرنا، لكنها الدنيا، هذه هي طبيعتها، مرة لنا ومرة علينا، لا تصفو لأحد، وتأبى إلا أن تكون مواعيدها عرقوبية، هي سحب تظللنا، تأتي وتروح، تمطر وتذهب، تحجب الشمس وتنقشع عن الشمس، مرة نتمناها، ومرة نتمنى زوالها..
(هي دائرة).. ندور في فلكها ولا زاوية نجلس فيها، لا حزينة ولا سعيدة، مرة نتعثر ومرة نقف بثبات وصلابة، هي طفل يتعلم المشي.. لا يلبث أن يقع حتى يقف من جديد على رغم ألم السقوط..
 
قلت قديماً في غير هذا الملف وربما قولي أزعج غيري، كما أزعجني أنا أيضاً قبل أن يخرج من جوفي، قلت إن الدنيا لا تقف عند أحد، وإن الوراق لا يقف عند أحد، وسواء كنت مخطئاً أم لا فها نحن ذا لمن أراد أن يستمر، صحيح أننا سنفقد النكهة الجميلة (الزهيرية) لكن عزاؤنا أنه ما زال بيننا يسمع ويرى، وهي الظروف القاهرة التي أجبرته على أن يفعل ما يود تركه، أو يترك ما يود فعله، وليس من الضروري أن ننبش وراء هذه الظروف لأننا على علم يقيني بأنه أصيل، وأبصم بالعشرة على ذلك، فلولا هذه الظروف القاهرة فإنه لا ينسى (الخبز والملح) بسهولة، وما يقال عنه يقال عن غيره..
 
قال لي عصفوري كوكو: (لا بد من كل نفق أن يكون فيه ضوء يعطي الأمل لمن يسير داخله، حتى ولو كان هذا الضوء بعيداً، لكنه لا يلبث إلا أن يكبر كلما مشينا فيه أكثر).. قال ذلك وأكثر، أما الأكثر فهو صوت غنائه بـ(تشيكيتيتا) Chiquitita..
 شكرته على زقزقته ولحنه الذي غلب بيتهوفن والرحابنة، شكرته على الفأل الحسن الذي كان يحبه خير البرية عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، شكرته أن قدم لي تفاؤلاً يفوح منه عبق محبب جميل كألوان ريشه التي لم تتغير مع عوامل طقوسنا العجيبة، ووعدته ألا أستسلم للأوهام القاتلة..
ولا أبالغ إن قلت إنها قاتلة لأنها أوهام حكمت عليّ بالشنق حتى الموت، لكن ما لبث الحبل أن انقطع وتلاشى قبل أن توضع رقبتي فيه، وكان لا بد له أن ينقطع ويذوي لأمر جد بسيط وهو أن الحاكم بأمر الشنق كان وهماً على وهم..
شكراً لك أستاذة لمياء، على أنك لم تتركي سبيلاً للتشاؤم، وأنا أعدك بأنني لن أفعل وقد أدركت ذلك بفطنة الشاعر الذكي، أما القطعة التي طلبتُ حذفها يا أستاذ ياسين ويا أستاذة لمياء فكانت بسبب ظرف خاص لا داعي لذكره، ولا مانع عندي من بقائها مع اعتذاري عن لهجتي الشديدة حين طلبي للحذف، فما ذاك إلا من غيرتي على الحال التي وصلنا إليها.
تخلي عن سكوتك يا شاعرتنا، لكن لا ترمينا بمزيد من الأوجاع، بل طببي أوجاعنا وأوجاعك معاً، فكل منا يود لو يتخلى عن تلك الصداقة اللدودة بينه وبين الألم..
زقزقي يا لمياء كما زقزق كوكو.. وكما غنى (تشيكيتيتا)Chiquitita .

30 - أغسطس - 2009
الذكريات تاريخ..
ذكريات الأوطان..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هو كما قلت أستاذ ياسين وقولك حق: (بل إن العز والعدل حيث يتوفران في أي مكان، يكون ذلك المكان محل العيش الكريم، وإن الله سبحانه يقيم دولة الكفر إن كانت عادلة، كما حفظنا عن ابن تيمية وغيره. فهل من مكان في أوطاننا ينبت العز فيه في هذه الأيام؟!).. نأمل أن يحل العز في أوطاننا إن لم يكن في جيلنا ففي الأجيال اللاحقة..
وكلما كان الحديث عن الغربة أتذكر الأنشودة الجميلة:
غرباء ولغير الله لا نحني الجباه         غرباء وارتضيناها شعاراً للحياة
إلى أن تقول:
كم تذاكرنا زماناً يوم كنا سعداء          بكتاب الله نتلوه صباحاً ومساء
حب الأوطان يا أستاذ ياسين شيء عجيب، وكأن الأرض التي ننشأ في كنفها هي أمنا، وجُبلنا مع ترابها بمزيج لا يمكن له أن ينفصل بأي حال من الأحوال، صار كما الإسمنت بعد أن يخالط الماء، لا يمكن أن يعود لحالته الأولى، وقد تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن وطنه الأم مكة المكرمة، وكيف أخرج منها وقلبه ما زال معلقاً فيها.. فذهبت إلى موسوعة الحديث فوجدته:
(...عبدالله بن عدي بن حمراء الزهري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته واقفا بالحزورة يقول والله انك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت).
لكن في الوقت نفسه وجدت حديثاً آخر رأيته مخالفاً للأول، ربما لقصر فهم مني، أو أن هناك حديثاً أقوى من الآخر وأمتن:
(عن عائشة قالت: اختلفوا في دفن النبي صلى الله عليه وسلم حين قبض فقال أبوبكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يقبض النبي إلا في أحب الأمكنة إليه فقال ادفنوه حيث قبض).
فأحب الأمكنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة أم المدينة المنورة؟!.. أم أن النفس البشرية لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم تنازعتها عوامل التغيير فكانت مرة هذه ومرة هذه؟..
دمتم بخير جميعاً، شاكراً للجميع ومقدراً ما تجودون به مما يدخل السرور والبهجة للنفس..
وللأستاذة القديرة خولة المناصرة كل الشكر على ما تتحفنا به من دواء تجلبه من صيدليتها البديعة.

30 - أغسطس - 2009
الذكريات تاريخ..
مرحباً وأهلاً..    كن أول من يقيّم

أرحب بالضيف الجديد على الملف القديم، الأستاذ أحمد الريحاني أجمل ترحيب وأحلاه..
لا شك أن التفاؤل جميل لذيذ، مطلوب مرغوب محبوب، وهو ما حثنا عليه ديننا، ومنه عدم القنوت من رحمة الله، وفتح باب التوبة إلى ما قبل محطة الغرغرة، ومنه أن أفضل الخلق كان يحب الفأل الحسن.
كل ذلك كي لا نترك للأوهام سبيلاً في السيطرة على أنفسنا وتكبيلها بسلاسل من حديد لا تنفك إلا بالموت أو ما يشبه الموت.
أنا بالنسبة إلي أحب ذلك وأتبناه وأعيشه، لكن هنالك كثير من الأمور التي تجعلني أراجع أشياء من دفاتر أمتنا، وحين المراجعة أتراجع قليلاً عن الفأل بمحيطه الواسع كي لا أغرق به، فنحن العرب لا نحسن السباحة بالمحيطات، وقد وصلنا بفضل انتكاساتنا وسوء تدبيرنا إلى ذيل القائمة العالمية بجدارة، وحازت حكوماتنا قصب السبق في التنكيل بـ(الغلابة) من البشر، وتفننوا في ذلك وأبدعوا، والنتيجة: العرب في ذيل القائمة في التأليف والقراءة والترجمة، وفي الاختراعات، وفي التعليم، وفي الصحة، وفي الحريات، وفي البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية... والأهم من كل ذلك هو العدل الذي قال عنه شيخنا الأستاذ ياسين: (إن الله سبحانه يقيم دولة الكفر إن كانت عادلة)، وهذا ما آمنت به قديماً وحديثاً وما زلت، والشواهد أمامنا أكثر من أن تحصى.
وخلال مشاهدتي لبرنامج (خواطر) منذ أيام يقدمه الشاب الجميل أحمد الشقيري، لكم تأسفت على أحوالنا من خلال مقارنات بسيطة جداً بين مجتمعاتنا العربية بشكل عام، ودولة صغيرة مثل اليابان، طبعاً صغيرة بمساحاتها لكنها تسيطر على العالم منذ عقود في كثير من النواحي، ولا داعي للكلام عن كيفية خروجها خاسرة من حرب إبادة وقنبلة نووية وغير ذلك..
كانت المقارنة في الصعود إلى الحافلة وفي النزول، في الطوابير اليابانية والطوابير العربية، في محطات الوقود وكيف أن العامل في المحطة لا بد أن يلقي السلام على كل داخل وخارج، وكيف يضع منديلين على السيارة، الأول عند فتحة البنزين والثاني عند احتكاك خرطوم البنزين – النازل من السقف- بالسيارة كي لا يخدشها، كان يقارن معاملة الناس هناك وهنا، وكيف أن سائق سيارة الأجرة يحب عمله ويفتخر به ولا أحد من الناس ينظر إليه إلا نظرة احترام وتقدير، وكيف أن عاملاً لسيارة أجرة في أحد البلاد العربية يعمل 12 ساعة باليوم ودون عطلة أسبوعية تحفظ له جسده المنهك وكرامته المهدرة..
كل ذلك مجرد أمثلة، ومثلها الملايين من دون مبالغة..
ماذا أقول بعد؟!.. والله إن الغصة كبيرة، وكبيرة جداً، والحمد لله على كل حال.

2 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
شق في الحائط..    كن أول من يقيّم

النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر، وتعمل طول الحياة عملاً واحداً لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها، تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير، وأن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك، وهي معذورة في هذا التصور؛ فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.
أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط، والحائط لإحدى الغرف، والغرفة في إحدى الشقق، والشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة، والعمارة واحدة من عمارات في حي، والحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة، والقاهرة عاصمة جمهورية، وهذه بدورها مجرد قطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا، ومثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية، والكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية، والمجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس، وغيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى، تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلاً، وكل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا، وهي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم، ومن فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يدبر كل هذه الأكوان ويهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.
كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة، ومع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سجناء محصورين، كل واحد مغلق داخل شق نفسه، يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار، ويدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية، تبدأ وتنتهي عند الحصول على كسرة خبز ومضاجعة امرأة ثم لا شيء وراء ذلك، برغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم وخيال واختراع وأدوات وحيلة وذكاء، وبرغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.
أكثر الناس بالرغم من ذلك قواقع وسلاحف ونمل، كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبئ داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد والأضغان والأطماع والمآرب.
نرى الذي يموت من الغيرة، وقد نسي أن العالم مليء بالنساء، ونسي أن هناك غير النساء عشرات اللذات والأهداف الأخرى الجميلة، ولكنه سجن نفسه بجهله وغبائه داخل امرأة واحدة وداخل جحر نملة واحدة، التصق بها كما يلتصق بقطرة عسل لا يعرف لنفسه فكاكاً.. ونرى آخر مغلولاً داخل رغبة أكالة في الانتقام والثأر، يصحو وينام ويقوم في قمقم من الكوابيس، لا يعرف لنفسه خلاصاً ولا يفكر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه ويشرب دمه.. ونرى آخر قد تكوّم تحت الأغطية وغاب في محاولة حيوانية لاستدرار اللذة مثل قرد الجبلاية الذي يمارس العادة السرية أمام أنثاه!.. ونرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية وأغلق على نفسه زنزانة من الكآبة واليأس والخمول!.. ونرى آخر قد أسر نفسه داخل موقف الرفض والسخط والتبرم والضيق بكل شيء.
ولكن العالم واسع فسيح!. وإمكانيات العمل والسعادة لا حد لها وفرص الاكتشاف لكل ما هو جديد ومذهل ومدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية.. وقد مشى الإنسان على تراب القمر، ونزلت السفن على كوكب الزهرة، وارتحلت الكاميرات التلفزيونية إلى المريخ.
فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثاً عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر؟.. ولماذا يسرق الناس بعضهم بعضاً، ولماذا تغتصب الأمم بعضها بعضاً والخيرات حولها بلا حدود والأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها؟.. ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه، كريم لا يكف عن العطاء؟.. لماذا لا نخرج من جحورنا، ونكسر قوقعاتنا ونطل برءوسنا لنتفرج على الدنيا، ونتأمل؟.. لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى، ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة وما وراءها، ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب ومصيرنا أن نعود إلى غيبه المغيب؟.. لماذا ننسى أن لنا أجنحة فلا نجرِّب أن نطير ونكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن، ونغوص في الوحل ونغرق في الطين ونسلم قيادتنا للخنزير في داخلنا؟.. لماذا نسلم أنفسنا للعادة والآلية والروتين المكرور وننسى أننا أحرار فعلاً.. لماذا أكثرنا نمل وصراصير؟.
(مصطفى محمود/ الروح والجسد)

3 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
اللهم ارحمها.. آمين.. آمين.. آمين..    كن أول من يقيّم

طوال قراءتي لأحرف المبدعة لمياء ولمساتها السحرية على ذكريات الجدة ولا ينفك عن ذهني ذكرى قصيدة شوقي: (لي جدة ترأف بي) التي عارضها الأستاذ زهير بأبيات جميلة، (الديوان ص 591).. و(مجلس الرواية والقصة في الصفحة الثانية من ملف: تمتمات) الله يرحم أيام زمان يا تمتمات.. صارت من الذكرى أيضاً، الذكرى التي لا تُنسى في بدايات تعرفي بالسادة الوراقين، تحياتي وحبي للجميع، وهذا أبونواس يشاطرني الرأي:
سَقى اللَهُ أَيّاماً وَلا هَجرَ بَينَنا       وَعودُ الصِبا يَهتَزُّ بِالوَرَقِ النَضرِ
شكراً أستاذة لمياء، شكراً أستاذ زهير..

3 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
هدية..    كن أول من يقيّم

وهذه الهدية الحلوة المرة للأستاذة لمياء، تمنيت أن أغسل مرارتها كي يختفي طعمها الموجع، لكنني لم أستطع، كان عجزي أكبر من عزمي، فأتت هكذا، وهي للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، ذكرتها سابقاً في ملف (الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة) وأعيدها هنا لمناسبة الموضوع:
 
في العالم العربي تعيش
كما قط ساكن تحت عربية
عينيه ما تشوفش م الدنيا دي حاجة إلا الجزم
في العالم العربي تعيش
كما بهلوان السيرك تحتك بهلوان دايس عليه
وفوق دماغك بهلوان دايس عليك
والكل واقف محترم
في العالم العربي تعيش
مباراة بقى لها ألف عام..
لعيبة تجري يمين شمال..    
والكورة طول الوقت في إدين الحكم..          
في العالم العربي تقول للبنت حبيتك..
وتبقى البنت بتحبك.. وبتموت فيك..
تناولك بالألم                   
في العالم العربي تعيش
تشتم في طعم المية والطعمية
والقهوة وروادها.. وفي مراتك وأولادها
وحر وزحمة الأتوبيس.. وفي اللي بيعمله إبليس.. وفي التفليس.. ولو سألوك تقول:
الحمد لله.. ربنا يديمها نعم                    
في العالم العربي تعيش كما دمعة في عيون الكريم المحنة تطردها يرجعها الكرم
في العالم العربي تعيش تلميذ في حوش المدرسة
من غير فطار.. عينه على الشارع وبيحيي العلم      
في العالم العربي تعيش، بتبص في الساعة وخايف نشرة الأخبار تفوت
علشان تشوف ع الشاشة ناس        
في العالم العربي..
تموت..

4 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
ما أحلاك يا زهير..    كن أول من يقيّم

الأستاذة سلوى والأستاذ زهير.. (المعتّقان الأصيلان).. أحببت أن أرحب بكما في هذا الملف المتواضع، والحمدلله على السلامة، والبيت بيتكم طبعاً..
وأحب أن أطمئن شاعرنا وأخانا الكريم الأستاذ زهير ظاظا أنني تركت المشاكل ونبت لي عقل!!.. ولا أريد بعد اليوم أن أحرج أحداً أو يحرجني أحد، الباب مفتوح كما تعلم فمن أتى يا مرحبا.. ومن أبى يا مرحبا.. وإن شعرتَ يا أستاذ بشيء بسببي سابقاً أو لاحقاً فهذا عن غير قصد مني فاغفر لأخيك الصغير الذي كنت تحمله في ملعب كرة السلة ليضع الكرة في موضعها!!..
كل ما أقوله أنني أفتقدكم جداً، جميعكم أفتقدكم، وهذا من حقي الذي ضمنته القوانين والأعراف الإنسانية.. والحمد لله أن هذه القوانين لا تخضع لعصا السلطان أو حدود الزمان والمكان..
تحياتي وسلامي لحضراتكم.. أساتذة وأستاذات.. وشوقي للمزيد مما تتركه أيديكم الجميلة من زخرفة داخل ذاكرتي وحب يسري بدمي.

6 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
عيد سعيد    كن أول من يقيّم

كل عام والجميع بألف خير وصحة وعافية، وتقبل الله منكم صيامكم وقيامكم، وأعاده على الأمة الإسلامية وقد صارت بحال أفضل..
أقدم اعتذاري على التأخير فقد كنت على سفر، وقد أمضيت عيداً جميلاً جداً جداً بين الأهل والأحباب، فأنا لم أشهد عيداً في دمشق منذ تسع سنوات، والآن جاء هذا العيد ليكون عيداً برائحة الياسمين وبعبق الأحبة..
كل عام وأنتم بخير مرة ثانية..

26 - سبتمبر - 2009
عيدكم مبارك
أين أنت؟!..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مرحباً وألف أهلاً بأبي هشام العزيز، لقد طال غيابك يا صديقي ولا نعلم لذلك سبباً!.. فقط نريد الاطمئنان عليك..

26 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
رائحة الحب والألفة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

وفي ذلك البيت العبق برائحة الحب والألفة والفقد نشأنا، تسعة أطفال وأمهم، وسيد البيت بدأ مشواره ثم سكت مودعاً.. الأخ الأكبر في الصف الثاني الثانوي، والأصغر عمره ستة شهور، وبينهما بنين وبنات لكل طلبات وحاجيات لا يعلمها إلا ربنا، وهذه العجوز التي لم تكن عجوزاً حينها.
كبرنا وتعلمنا واجتزنا العواصف بقدرة قادر على رغم النكسات، يحملنا ساعدا امرأة لا تشبه النساء إلا قليلاً.. فتحت تلك الأم كفيها، وضمت أصابعها، ورفعت يديها المرتعشتين إلى خالق السموات والأرض، رازق البشر والحيوان والشجر، ملهم القوة للضعيف، وجابر كسر المكسور, أن يعينها على التركة الثقيلة التي أورثها إياها أبي، ذلك الذي لا أعرف منه سوى اسمه، وأحاديث عن ذكريات جميلة، ترافقها توأمها الحزينة، وهذه الصورة المعلقة على الجدار، تحملها الأيدي اليتيمة كل حين لتنفض عنها مزيج غبار الزمن والتعب، ثم تعود إلى مكانها بخليط الوهم والحقيقة، وهو ينظر لنا ويحنو علينا ويشتاق إلينا كما نشتاق إليه.
وعلى مدى سنوات الصغر.. شيء أفتقده ولا أدري كنهه، لا ألمسه ولا أشمه ولا أراه، أتذوقه فقط، مرارة تدور في فلك كل خلية من خلاياي.
طفلاً ضعيفاً أرى نفسي، يرفع رفاقي رؤوسهم بعيون الثقة والجرأة والظهر المسنود بذي شاربين، وأنا كما أنا، لا أرفع رأسي كثيراً، وإن رفعته لا يدوم طويلاً، وإن دام أتعب بإرهاق وإرهاب.
وعلى مدى سنوات الكبر.. أحمد الله مليون مرة، أن اجتاز الصغار صغرهم إلى بر الأمان والأماني، والشهادات العليا، وإلى البيوت العامرة، وإلى المنارة التي بنتها الأم داخل البيت، وأولئك الأحفاد الذين يملؤون الأمكنة شغباً ولعباً.. ويتجدد البيت العبق برائحة الألفة بهم.. تنظر العجوز إليهم حاملة عصاها، ليس عليهم، بل على كل من تسول له نفسه أن يزعجهم..
وفي ذلك الركن من حديقة الدار.. ما زالت شجرة الياسمين.. تربض ساكنة.. هادئة.. مطمئنة.. تكبر كل عام.. وتزداد فروعها الخضراء كل عام.. وتزهر ورودها البيضاء كل عام.

28 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
 48  49  50  51  52