 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | البحر الأبيض المتوسط كن أول من يقيّم
البحر الأبيض المتوسط: (سيد الماء، وملك الدأماء، مهد العلية القدماء) (درجت الحكمة من لججه، وخرجت العبقرية من ثبجه ونشأت بنات الشعر في جزره وخلجه) ( بدت الحقيقة للوجود من يبسه ومائه، وجرب ناهض الخيال جناحيه بين أرضه وسمائه) (العلوم نزلت مهودها من ثراه، والفنون ربيت في حجال رباه، والفلسفة ترعرعت في ظله وذراه) "بنتاءور" ولد على عبره، و"هومير" مهد بين سحره ونحره، ونحت الألياذة من صخره، و"هيرودوت" دون متونه على ظهره، و"الإسكندر" انتهى إليه بفتحه ونصره. الموسيقى دبت في أحناء هياكله، وشبت في أفياء خمائله، ثم لم يزل بها ترسل الرهبان، وترتل الأحبار والكهان حتى جاوزت الحناجر إلى المعازف، فنزلت اليراع المطرب والنحاس الهاتف؛ لم تخل ثكنة من بوق، أو طبل مدقوق؛ ولم يخل كوخ من يراع مثقوب، ولا قصر من وتر مضروب. ...إلخ (ويا أيها الأبيض الأغر سلام، وإن أنزلتنا عن صهوتك الأيام، وأبدلتنا من سلطانك الخافق الأعلام، بممالك من كلام، ودول من أماني وأحلام)! ( أين دول كانت مطالع أنوارك، ومعاصم سوارك) ( أين الفراعنة وما جدفوا من بروج مشيدة، والبطالسة وما مدوا من شرع كالصروح الممردة؟ وأين الشونات الأيوبية، والبوارج العلوية؟ هيهات! أزرى الدهر بالإسكندرية، فحجب ذلك المنار ونصب هذا الفنار) ( ذلك كان أضوأ هالة، واسطع على التمكن في الأرض دلالة، ...) (وهذا سراج بيت وزبالة زيت) (تعاقبت عليه حكومات ألقت السلاح، وألغت الإصلاح) ... (تخايل بالبحرية والوزير وتأتي قبل الماء بالزير)!
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | صفة الظبي كن أول من يقيّم
صفة الظبي: (عروس البيد، الفاتن كالغيد، بالمقلة والجيد، الفروقة الرعديد) (عينان سوادهما داج، وبياضهما عاج، وإنسانهما حائر ساج) ... (كأن قوائمه السمر الخفاف، وكأن زجاج أرماحها الأظلاف) (وإذا قام على ظلفيه، وأرهف للرياح حرتيه، وشرع في السماء روقيه، خلته دمية محراب، أو شجيرة عليها تراب).
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | أسد الحديقة كن أول من يقيّم
الأسد: (طاغية الصحراء، وجبار العراء) (ابن الصحراء البكر نحتت أجلاده من صخرها، واستوقدت بأسه من حرها، وطبعته على انقباضها وكبرها) (هامة من أضخم القمم، جلست على المنكب العمم، ولبست تاج الشهرة في الأمم) (وراء الهامة غفرة كأنها اللامة، هي اللبدة وهي عمامة أسامة) (رأس كأنه صخرة، أو كأنه أرومة يابسة نخرة) (كل ذلك في إهاب أغبر، وجلباب أكدر، كأنما صنعا من القفر أو قطعا من الصخر، أو كأنما كسيا لون الصحراء كما تكسى البوارج لون البحر) (إذا قام على برثنه فتمثال، وإذا انقض فهضب منهال) (وإذا تراءى بالسهل فدعامة، وإذا طلع من الحزن فغمامة). ثم عقد فصلا لوصفه الأسد حين يكون دمية في حديقة الحيوانات فيقول: (يا جار الجيزة وأسير الحديقة، سرت الهموم فلم ننم، أرقتني شؤون وشجون، وذكريات مما تركت السنون، وأرقك حز القيد، وضغط الحديد ... سبحان المعز بالحرية المذل بالرق؛ ما أرقك بالأسحار وكان غطيطك أرق الصحار، وفرق السمار في الأكوار (وما بال زئيرك ينام عليه الطير ملء جفونه، ولا يتحرك له ليل الجيزة من سكونه؛ أصبح أقل من النباح وأذل من النياح، وكان بالأمس يرعد البطاح، ويسقط من يد البطل السلاح) (وأين أبا لبدة طلعة كانت تعقل الفرس والفارس فأصبحت يدعو العيون إليها الحارس؛ يطيف بها النشأ ولا تخيف الرشأ). (عزاء ملك البيد، ابن الفاتك الصنديد، ... وإن لم تزدني علما بالدولة كيف تزول ولا بما عند الناس للنعمة المنكوبة، والبطولة المقهورة، والأخلاق المخذولة، والعروش المثلولة، فقبلك ضاقت"أغمات" على سجينها. وأخنت" أميرجون" على قطينها وأضرت (القديسة هيلانة) برهينها) ... (عطف بقلبي على صغارك أبا الأشبال، أنهم كصغاري ولدوا في الرق وشبوا على مس هوانه، كلا النشأين مغلوب على دياره، مرزوء بالتشريك في وجاره، مغامر في صحراء الحياة بغير أظفاره) (وما أسفي والله على ظفرك المقلوم، ولا على نابك المحطوم، فإني وجدت البغي ليس يدوم) (ولست أنكر عليك شدة لم ينكرها الناس على الحضارة وهم يرون ظفرها يقطر من دم الجبل، ويرون نابها يقطر من دم الريف؛ وإنما أسفي أبا الأشبال على تلك الشخصية المتظاهرة، وتلك الروحية القاهرة؛ وعلى حضرة كأنها مجلس الحكم، ونظرة كأنها الأمر النافذ، وعلى صيحة تأتيك بالصيد مشكولاً، متهيئا من نفسه مأكولا) (أدوات زعامة، وآلات سيادة؛ مما يهاب لأفراد البشر أحيانا. ويلقي على آحاد الرجال آنا فآنا؛ فإذا هم القامة والسادة، وإذا الأمم تأتيهم منقادة) (وقد زادك الله عليهم رعية سلبت منها العقول، فاسترحت من الرأي وصراحته، والفكر وشجاعته، والمبدأ وصلابته؛ وكفيت سيوفا بينا هي لك، إذا هي عليك؛ وأقلاما مأجورها أسيرك، وطليقها أنت أسيره) (أعلمت أبا الأشبال إلى أي الآجام نقلت، وفي أي الآطام اعتقلت؛ أسمعت عن أسد نجم. في هذا الأجم، وضرغامة غاب، عن هذا الغاب. أذلت الحوادث بالأمس عرنينه، واحتلت الخطوب عرينه) (وكان أكثر من آبائك أسماء، وأطول من عشيرتك في العز سماء، وأمنع واديا وأعز ماء) (منعكم القرار بالصحراء صهيله؛ وغلبكم على أطرافها فكل ماء بها ماؤه، وكل يبس غيله؛ وكانت هذه الحرجات تحته أجمة الأغلب الهصور، وكانت نظما من قصور، لم تر أمثاله العصور) (وكانت هذه الجنات وشي دوره، وحلي قصوره، وكانت هذه العيون محاجر العين من حوره، ومعاصم ريمه ويعفوره)... (مرمر راع مسنونه بلقيس الزمان، فكشفت عن ساقيها بين يدي سليمان).
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | جمال الأمومة كن أول من يقيّم
الجمال: (أيتها الفتاة المدلة بصباها، المزهوة بحسنها، المترقبة من ورائهما لذة الحب وفيض السعادة: اذكري أن الجمال حر طليق إلا من قيدين كلاهما أجمل منه: الشرف، والعفاف، إذا انسل منهما عثر في خطاه الأولى، وذوى في إبان النضرة) (وما غير الأمومة تاج للمرأة تلبسه من مختلف الشعر ألوانا) (وحب الأمومة أشهر وسنون، وبنات وبنون، وأشغال وشئون ويبقى مع الثكل، ويتقد عند حشرجة الصدر، ولا ينطفئ إلا بانطفاء القلب) (ولذة الأمومة معنى قدسي وسر خفي، ليس منا إلا من قرأه في تلك العيون التي رعتنا في المهود صغارا، وسهرت علينا في فراش المرض كبارا).
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | الكاتب العمومي كن أول من يقيّم
الكاتب العمومي: (تمثال من الجهل العام صنعته القرون والأجيال، حفاره عبث الحاكم، وطينته غفلة المحكوم، وهو الأمية على قارعة الطريق، لا يجمعه والحضارة مكان). | 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | وهم الحياة كن أول من يقيّم
الحياة توهم، عشنا بالوهم الزمن الرغد، وعشنا بالوهم الزمن النكد؛ طاف بنا الوهم على السعادة أحيانا، ومر بنا على الشقاء آنا فآنا؛ وبالوهم عادينا وبالوهم والينا، وبالوهم مرضنا، وبالوهم تداوينا؛ حتى إذا جاءت سكرة الموت كان ذلك أول العهد بالحقيقة. | 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | العلم: الراية كن أول من يقيّم
العلَم: (شبح الوطن المنظور، وماضيه المنشور) (منديل طالما رفع على أيدي الآباء فكفكفوا به دمع الحزن، وتلقوا فيه دمع الفرح، ضحكوا وراءه كثيرا في نصيبين وقعدوا حوله في عرس، وبكوا حوله كثيرا في التل الكبير) (فيا أيها العلم الأخضر...الموسوم بالحضارة من عهد خوفو ومينا، المحلى بالفتح من زمن ابن العاص والوقائع بين يدي إبراهيم، ... لا زالت الأجيال تتلقاك يمينا، ولا نشرت إلا في حق؛ ولا طويت إلا على حق)
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | السجع كن أول من يقيّم
السجع : (السجع شعر العربية الثاني، وقواف مرنة ريضة خصت بها الفصحى، يستريح إليها الشاعر المطبوع، ويرسل فيها الكاتب المتفنن خياله، ويسلو بها أحيانا عما فاته من القدرة على صياغة الشعر) (وقد ظلم العربية رجال قبحوا السجع وعدوه عيبا فيها، وخلطوا الجميل المتفرد بالقبيح المرذول منه: يوضع عنوانا لكتاب، أو دلالة على باب، أو حشوا في السياسة، أو ثرثرة في المقالات العلمية؛ فيا نشء العربية؛ إن لغتكم لسرية مثرية؛ ولن يضيرها عائب ينكر حلاوة الفواصل في الكتاب الكريم، ولا سجع الحمام في الحديث الشريف، ولا كل مأثور خالد من كلام السلف الصالح). | 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | النقد كن أول من يقيّم
النقد: (فن قديم كريم وتالد من رأس مال الحضارة في علوم الأدب وفنونه توارثه الأواخر عن الأوائل فأخذته حضارتهم فحسنته على عاداتها، وضخمت كتابه ووسعت أبوابه وهذبت أصوله ووضعت قيوده، حتى صار من دعائم الصحافة وأضحى ظل التأليف ومعرض العبقريات ومرآة آثارها في مسائل الأدب وشتى مطالبه) والناقد (ربما ارتد معوله إليه كما يرتد سلاح البغي إلى صاحبه فهدمه على المكان، والناس يرون وهو لا يرى من سكرة الغرور، ومن نقد على غضب أسخط الحق، ومن نقد على حقد احترق وإن ظن أنه حرق، ومن نقد على حسد لم يخف بغيه على أحد، ومن نقد على حب حابى وجمح به التشيع).
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |
 | مغنية كن أول من يقيّم
الساقية: (أصوات السواقي في سماء الليل وعلى فضاء الريف، أم تنعيم الملائكة في الأراغيل؟ أم خوار الثور خرج من الأرض وقد أخذه الضجر، وناء قرناه بذنوب البشر؟ فيا قينة الأجيال، ما هذه الدموع الفواجر التي لم تغرف من شئون ولم ترسلها محاجر؟ وما هذه الضلوع الهاتفة بالشكوى، الصارخة من البلوى، وما عرفت الهوى، ولا باتت ليلة على الجوى؟ حدثينا عن القرون الأولى، قرون خوفو ومينا...)
| 4 - ديسمبر - 2010 | ذهب شوقي |