البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 47  48  49  50  51 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
منزل البحيرة 00دراما إنسانية 0    كن أول من يقيّم

منزل البحيرة The Lake House .. رومانسية غرائبية تنزع لحقيقة الإنسان
 
*** الكاتب: رفقي عساف

تنحو هوليوود في السنوات الأخيرة نحو إضفاء المزيد من العمق على أفلامها، لذلك تقوم باستقطاب مخرجين أوروبيين أو اقتباس أفلام ناجحة سبق إنتاجها في أنحاء مختلفة من العالم، كما حدث في فيلم "سماء الفانيليا " لـ توم كروز المأخوذ عن الفيلم الإسباني "افتح عينيك "، ومن ثم الاستعانة بمخرج هذا الفيلم وكاتبه "أليخاندرو أمينابار" لكتابة سيناريو سماء الفانيليا
ومن ثم لكتابة وإخراج فيلم "الآخرون The Others" لـ نيكول كيدمان، أعتقد أن هذه الاستعانة تشير إلى بعض النضوب الذي اعترى السينما الهوليوودية على صعيد النص، ويعود كذلك إلى العقلية الأميركية القائمة أساساً على العولمة، وقولبة الأفكار الخلاقة في العالم في الإطار الأميركي، حيث الدولة نفسها خليط من كافة الأصول.
هذا ما نراه هنا في فيلم "منزل البحيرة The Lake House"، من إنتاج "وورنر بروذرز" حيث بنيت قصة الفيلم على فيلم كوري أنتج عام 2000 بعنوان "إل مار ي" للمخرج "هيون سيونج لي"، واستقطب لمهمة إخراجه هوليوودياً المخرج الأرجنتيني المولد "أليخاندرو أجريستي"، الفيلم رومانسي غرائبي، يروي قصة ذكية الفكرة عن علاقة حب تنشأ بين شخصين يفصل بينهما عامان من الزمن، حيث يعيش المهندس المعماري "أليكس وايلر" (كيانو ريفز) في عام 2004 في منزل البحيرة الذي بناه والده، فيما انتقلت الطبيبة "كيت فورستر" (ساندرا بولوك) التي تعيش في العام 2006 من نفس منزل البحيرة مؤخرا بعد أن أقامت فيه لفترة، ولكنها عادت وأرسلت رسالة إلى المالك الجديد المفترض ليرسل لها أية رسائل تصلها على عنوانها القديم، ولكن الرسالة تصل بشكل غريب إلى المالك القديم للمنزل قبل ذلك بعامين، ويتبادل الإثنان الرسائل ليكتشفا بسرعة فارق الزمن قبل أن يقعا في الحب.
 
"منزل البحيرة" دراما إنسانية، عن الحب والزمن، وتحمل عمقاً أبعد من السطحية الهوليوودية التي تناولته، رغم محاولة المخرج (الذكي برأيي) اللعب على هذا العمق والهروب من فخ التجارية من خلال بناء الأحداث والتي كان لا بد – بحكم الفكرة- أن تأتي بعيدةً عن المنطق التقليدي، لعب الفيلم على المفارقة التي قد تنشأ من اختلاف الزمن، ومن كون أي شيء تفعله في الماضي سيؤثر نتيجة في المستقبل، وعلى كون الذكريات هي ما صنعناه في ماضينا، يبحث "أليكس وايلر" طوال الفيلم عن أي شيء يربطه بـ "كيت فورستر" من خلال ماضيها، ويحاول أن يصنع لها ذكريات خاصة معه، وتحاول هي بدورها أن تبحث عن إشارات تركها لها، في مشاهد إنسانية تتناول برأيي تعلق الإنسان بالأمل وحاجته الحقيقية ككائن إلى "الحب".
 
ومن خلال كل هذا يحاول المخرج أن يرينا بأن هذا العالم أصغر مما نعتقد، وبأنه قائم على نفس منظومة المشاعر على اختلاف البشر وتنوعهم، ونقرأ جلياً أثر هذه العلاقة بين الحبيبين برغم المسافة بينهما والتي تأتي هنا زمانية لا مكانية، على علاقاتهما بعائلتيهما، وخصوصاً علاقة أليكس بوالده ومثله الأعلى.
 
والرابط بين الاثنين هو منزل البحيرة، والكلب، منزل البحيرة الزجاجي بما يمثله من أفق مفتوح، وعالم بعيد عن ضوضاء المدينة قريب من دفء النفس الإنسانية، والكلب الذي يرمز دائماً للوفاء، والألفة، والود، هذا المنزل الأنيق الذي صممه الوالد لزوجته، أي والدة "أليكس" المتوفاة، كرمز آخر للحب في زمن مختلف، وللوفاء لماض جميل.
 
كذلك لا يمكننا أن ننسى طريقة تناول الفيلم لعلاقة الزمن بالقدر، وتناول الفيلم لفكرة الموت وعلاقته بخيارات الناس والخطوات التي يقومون بها باتجاهه، واضطر الفيلم هنا إلى التعامل مع هذا الموضوع بعبثية ربما يراها المخرج نفس عبثية الواقع، وأراها عبثية جاءت فقط لضمان نهاية يريدها المخرج ولا غنى له عنها.
إيقاع الفيلم جاء مناسباً لقصته، وجاءت الكاميرا بسيطة دون استعراض وحتى أقل بكثير من المعتاد في سينما هوليوود، حيث تولاها مدير التصوير الكندي غير الشهير والذي عمل كثيراً للتلفزيون "آلار كيفيلو Alar Kivilo"، وساهمت موسيقى "راتشيل بورتمان Rachel Portman" التي سبق وقدمت موسيقى فيلم ابتسامة الموناليزا Monaliza Smile" في تأكيد هذا الإيقاع، المونتاج مر بلا مشاكل واستطاع بسلاسة التنقل بنا بين الزمنين دون أن نشعر وبحرفية ومن خلال تعاون المونتير الذي اعتاد أن يتعامل معه المخرج في أفلامه السابقة " أليخاندرو برودرسون Alejandro Brodersohn" و"لينزي كلينجمان Lynzee Klingman"، فكانت النتيجة مُرضية للغاية.
 
لم يخل الفيلم كما قلت من بعض تجارية هوليوود، ولكنه جاء كذلك أعمق مما اعتدناه منها، وقريباً من أفلام جميلة قدمتها السينما الأميركية عبر تاريخها، وعلى الرغم من كونه فيلماً رومانسياً يحكي قصة حب ولكنني رأيته ينزع للإنسان، ويعود بنا إلى سينما الرومانسية التي غابت طويلاً بمعناها المجرد، ويتعامل بذكاء بل لأقل بخبث مع عنصري الزمان والمكان، ولا أعيب عليه كما يرى بعض النقاد غياب المنطق فالسينما لا تتطلب المنطق دائماً، بل هي بعينها فتنة الخيال.
 
مخرج وشاعر اردني
                 موقع جدار
 
 

16 - فبراير - 2007
فن السينما 000عربيا وعالميا000قراءة نقدية0
(ضائع فى الترجمة ) لصوفيا كوبولا    كن أول من يقيّم

 ضائع في الترجمة ' لصوفيا كوبولا*
*** الكاتب: علي سفر
جدار الضوء

العاطفة ذاتها بحروف من عالم آخر
 



يضع فيلم " ضائع في الترجمة " مشاهده أمام تساؤل عميق يتمحور حول دلالات العنوان منذ البداية , طالما و أن عوالمه كلها تنحو صوب الغرائبية التي تنبع من عوالم اليابان و مفرداتها الحضارية حيث تدور أحداث الفيلم , الذي تتألف وحداته السردية المشهدية من حدوتة بسيطة تكررت على مدى الأزمنة في السينما العالمية , فمن لقاء أثنين يعيشان حالة اغتراب على عدة مستويات تولد الحكاية .. و منها تتوالد التفاصيل بدورها .. لتشكل ألق الحدث البسيط , الذي يدفع رغم بساطته بمجمل الأسئلة إلى الواجهة ...!
 تلتقي شارلوت الشابة المتزوجة حديثاً ببوب هاريس الممثل الأمريكي القادم إلى طوكيو من أجل تصوير اعلانات للويسكي , و في غمرة حالة من الصدمة التي تشكلها عوالم المجتمع الياباني لكل منهما تتحول العلاقة البسيطة بينهما إلى شيء عميق و غير مفهوم و واضح ..! دون أن تنحو تفاصيله إلى أي بعد جنسي .. ! و لكن بالكثير من الأبعاد التي تعزز سؤال الفرد حول الواقع الذي يضعه أمام مستويين يحكمان علاقته الشخصية بالآخرين و هما هنا ( الآخر , الزوج ) و ( العالم الآخر الغريب عن الذات و هو هنا اليابان ) , فشارلوت (سكارليت جوهانسون) القادمة مع زوجها المصور الفوتوغرافي إلى طوكيو , تعيش الاغتراب المركب أمام زوجٍ تعيد اكتشافه من جديد .. لتراه غريباً عنها ضمن عالم غريب أيضاً و لكنه قابل للفهم هو عالم اليابان ..!
و كذلك يعيش طرف العلاقة الآخر بوب هاريس (بيل موراي ) غربته المركبة مع زوجته التي تلاحقه بالتفاصيل الروتينية و مع عوالم اليابان التي قدم إليها من أجل تصوير إعلانات تجارية و هو الممثل الذي يعيش أزمة منتصف العمر كما عبر عن ذاته في السياق ..
و ضمن فضاء شبه منجز مسبقاً لدى المشاهد الذي يرى الشخصيتين في الفضاء الياباني المدهش و المستفز من حيث تعدده و أتساعه , يتقابل كل من شارلوت و بوب ليدخلا في حالة من التواطؤ على وجودهما في المكان ذاته و برغبة واضحة بينهما لتخطي كل العثرات التي يمكن أن تعطل لقاءهما و بما يخفف من وطأة المسافة الشعورية و الحسية التي يعيشها كل منهما مع عوالمه , هذه المقابلة الحدثية في بناء السرد تدفع بالحراك لدى كل من الشخصيتين بشكل تقابلي أيضاً, فمنذ البداية يتولد لدى المشاهد مفهوم البؤرة التي تتعلق بها حركية كل منهما و لعل أغلب السعي و الترقب الذي يكتنف المشاهدة يكمن في محاولة الإحاطة بتلك اللحظة التي سوف تصبح فيه العلاقة بين شارلوت و بوب هاريس أمراً مقضياً... , غير أن لعبة الفيلم كله إنما تتجلى في إفلات السرد من هذه البؤرة و الإنشغال بحالة الصدمة الحضارية التي يعيشها كل من يقترب من عوالم القارة اليابانية ...
       ففي البداية يعثر بوب هاريس على تلك المسافة اللغوية الفارقة بين كثرة الكلمات الدالة على المعنى الموجز لدى اليابانيين و بين قلتها في عالم المعاني العاطفية الطافحة على مستوى العلاقة بين أثنين تتورم فيهما الغربة لتصبح اغتراباً قاتلاً.. و عبر هذا يمكن لنا تلمس المستوى الدلالي الأعمق مما يحاول الفيلم طرحه كجديد في العوالم المتشابهة لهكذا ثيمة .. , فسؤال العنوان الذي تحدثنا عنه و منذ البداية يتفرق بين معنيين يقولهما كل من شارلوت و بوب كل على طريقته و لكن المعنى الذي يجب حصوله و بشكل متوقع يضيع حقاً في الترجمة بينهما, طالما كانت لغة البشر خاضعة لسوء الفهم و لتعدد الدلالات ..!! و اللغة هاهنا لا تأخذ مساحة الحيز اللفظي فقط بل أنها تتسع لتشكل المشهدية المقترحة بين عالمين , فمن عالم الشخصيات الذاتي و المشبع بالفقر إلى الغزارة العلاماتية التي يقدمها عالم اليابان ( إمبراطورية العلامات بحسب رولان بارت ) .. تحصل المفارقة هنا طالما أن الكاميرا التي تقترحها صوفيا كوبولا تترك أسيرةً للفوضى العميقة التي تقاد عبر حراك الشخصيتين و لا يتم التحكم بمسرد دلالاتها إلا حين تغدو حركة هذه الشخصيات غارقةً في الرغبة و عوالمها.. و في المقابل لكل ما يحصل لدى المشاهد من ترقب و متابعة للحدث عبر الفوضى سالفة الذكر يطفح الفيلم برومانسية هادئة تقابل الصخب الخارجي و يعج بوقفات من النوع الذي يستدعي التوقف عند المشهدية فيه فهو يسرب للمشاهد الفكرة عبر تعزيز الحدث باللقطات العامة التي توضح المسافة بين الشخصيتين في السياق العام للحدث و لعل نفور هذه اللقطات عن فوضى الكاميرا يكرس هذه الرغبة الداخلية بالهدوء و التي تحاول كاتبة الفيلم و مخرجته أن تضعنا في إساره , و قد بدا ملفتاً حقاً مشهد شارلوت و بوب في السرير حين تأخذ حركة الكادر بالرسوخ في المبنى الكلاسيكي للحوار المصور بين الشخصيتين و في المحاولة الظاهرة لتكريس الفكرة عبر اللقطة الإسقاطية التي رسمت الحدود بين الشخصيتين المتمددتين بمشهديةٍ آسرة لا تدفع بالدلالة الجنسية و تكتفي بالترقب الذي يقود إلى فهمٍ جديد و خاص لمفهوم العلاقة بين الذوات المتقاربة ...!!
في أي اتجاه تحاول صوفيا كوبولا أن تسير بخطابها ..?
هل هو في محاولة البحث عن الزوايا الإنسانية التي يهملها فينا بحثنا عن الحياتي و اليومي في الفضاءات العالمية ( الكوزموبوليتية ) الراهنة , و التي تطغى بشدة على كل ما هو عميق و صريح على مستوى المشاعر و الأحاسيس ..?
أم هو في محاولة مقاربة مفهوم الاغتراب و بشكل شبه ميكانيكي تقابلي قد يتسم بالسذاجة حين ننظر إليه بوصفه متكرر و غير نهائي في عوالم الغرب المتسع و الشديد الصلف في الأطوار المتقدمة للعولمة ..?
لربما تبدو الإجابة على هذا السؤال كامنة بين هذين المنحيين ..!
فحين نعيد قراءة المسارات الشخصية التي رسمت من خلالها حركة الشخصيتين المحوريتين هاهنا نلمس أن ما يراد طرحه ليس منفلت عن الجملة الكبيرة التي يقولها خطاب صوفيا كوبولا و الذي يقول أن ما هو مهمل على الصعيد الشخصي يحتاج إلى فضاءات مؤهبة له كي يبعث بوصفه أسئلة عميقة تحتاج إلى أجوبة و حسم ..! و لكن ما يجعل محاولة الإجابة هذه منفلتة عن السذاجة يكمن في أن الحدث في حيز الحكاية لا يكتمل و لا ينتهي كخاتمة كلاسيكية تقليدية و معتادة , فشارلوت و بوب يذهبان كل في اتجاه و يتركان المشاهد أما السؤال العميق الذي يتماس مع أي ذاتٍ تعيش في اغترابها الشخصي ...!!
و لربما يحوز هذا الفيلم على أهميته من خلال هذه الزاوية التي تمرر الكثير من التأويلات الدالة على تعدد القراءة للفيلم تبعاً لكون ثيمته و موضوعه يقارب أمراً بشرياً خالصاً ومشبعاً بإنسانيته ...  
 
* حصل الفيلم على جائزة أوسكار لأحسن سيناريو نالتها مخرجته صوفيا كوبولا. عام 2004
شاعر ومخرج تلفزيوني سوري
 موقع جدار

16 - فبراير - 2007
فن السينما 000عربيا وعالميا000قراءة نقدية0
سلاما أيها العالم 000للشاعر الأمريكى الأشهر / والت ويتمان000مهداة لأستاذنا /عبد الحفيظ    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

والت ويتمان
 
إسم كبير وشاعر إنسانى  أكبر وشهرة تملأ الآفاق 00
 
علامة فارقة فى الشعر العالمى 00
بشاعرية متدفقة وعاطفة جياشة ساهم فى تغيير مسار الشعر الأمريكى والعالمى 00
ولد فى يوم 31/5/1819وتوفى فى يوم 26/3/1892م
فى جنازته00 تُليت آيات من القرآن الكريم والكتاب المقدس ونصوص من كونفوشيوس وبوذا 00
 
عاش فى خضم تكوين الأمبراطورية الأمريكية الصاعدة00
ورأى سقوط  حلم نابليون بونابارت فى إقتدائه بفتوحات وغزوات الأسكندر الأكبر 0
ورأى الأمبراطورية التى لاتغرب عنها الشمس ،وصاحب مبدعيها 00والتقى مع أشهرها آنذاك أوسكار وايلد 00أثناء زيارته لأمريكا ،وقال عنه قولة مشهورة :
(لقد بدا فى نظرى كصبى عظيم  كبير فخيم ،إنه منطلق ،ومريح ،رجولى ،ولاأفهم لماذا يكتبون عنه تلك الأمور التى تسخر من حياته )0
 
كان حالما بالإنسان الكامل فى رقته وكرامته ومروئته وحريته والمساواة بين البشر 0
كان شغوفا بالحياة وبالكد والكدح والإنغماس فى إستيلاد فجر جديد لحياة حرة كريمة 0
 
أوراق العشب 00
درته الخالدة ومن ذخائر الآداب العالمية على مر العصور 0
يقول عنها :
((إن أوراق العشب هى نتاج طبيعتى الإنفعالية وصفاتى الشخصية الأخرى ،وهى محاولة من أولها لآخرها  لوضع شخص (إنسان )هو أنا فى النصف الثاتى من القرن التاسع عشر من أمريكا  على السجل ،بكامل الحرية والشمول والصدق 000)
 
ومن قصيدته الرائعة (سلاما أيها العالم ) أٌقدم هذه السطور :
 
كل فرد منا حتمى الوجود
كل فرد منا لاحدود له
حق الحياة  له  على هذه الأرض ،كل واحد وكل واحدة ، 
كل فرد من حقه تحقبق أهدافه الأزلية الأرضية
كل منا هنا مقدس مثله مثل الآخرين 0
لقد طافت روحى بتعاطف وعزم حول الأرض كلها 0
لقد بحثت عن أقرانى وعن أحبائى  ووجدتهم حاضرين لى فى كل أرض ،
وأومن أن رابطة ألهية قد ساوتنى بهم 0
 
أنت أيتها الأبخرة الضبابية ،أرى أننى صعدت منك ،
وفىصحبتك00 رحلت إلى قارات قصية ،وهبطت هناك لأسباب عدة
أرى أننى قد هببت معك أيتها الرياح ؛
وأنت أيتها المياه ،لقد داعبت كل الشواطىء معك ،
لقد جريت فى كل نهر أومضيق يجرى فى العالم
ووقفت فى محاور الجزر وعلى كل الصخور التليدة ،
كى اهتف من هناك ؛
سلاما أيها العالم !
مامن مدن يخترقها النور والدفء إلا وأنا أخترقها بنفسى أيضا ،
وما من جزر تطير إليها الطيور بأجنحتها إلا وأنا أطير إليها بجناحيًا 0
 
 

16 - فبراير - 2007
من روائع الشعر العالمى
قصة قصيرة من الأدب الكولومبيى000للروائى العالمى 00ماركيز    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                                 أجمل غريق فى العالم
 
 
ظنّه الأطفال لمّا رأوه ، أول مرة ، أنه سفينة من سفن الأعداء. كان مثلَ رعنٍ أسود في البحرِ يقترب منهم شيئا فشيئا. لاحظ الصبيةُ أنه لا يحمل راية ولا صاريًا فظنوا حينئذٍ أنه حوتٌ كبير، ولكن حين وصل إلى ترابِ الشاطيء وحوّلوا عنه طحالبَ السرجسِ و أليافَ المدوز و الأسماكَ التّي كانت تغطيهِ تبيّن لهم أنّه غريق.
شرعَ الصبيةُ يلعبون بتلك الجثة يوارونها في الترابِ حينًا ويخرجونها حينًا حتّى إذا مرّ عليهم رجلٌ ورأى ما يفعلون نَهَرهم وسعى إلي القريةِ ينبه أهلها بما حدث.
أحسّ الرجالُ الذين حملوا الميّتَ إلى أول بيتٍ في القرية أنه أثقل من الموتى الآخرين ، أحسّوا كأنهم يحملون جثّةَ حصانٍ وقالوا في ذات أنفسهم :
“ربما نتج ذلك عن بقاء الغريق فترة طويلة تحت البحرِ فدخل الماءُ حتى نخاع عظامه.”
عندما طرح الرجالُ الجثةَ على الأرضِ وجدوا أنّها أطولُ من قامة كلّ الرجال ، كان رأس الميتِ ملتصقًا بجدار الغرفة فيما اقتربت قدماه من الجدارِ المقابلِ ، وتساءل أحد الرجال عمّا لو كان ذلك ناتجًا عن أن بعض الغرقى تطول قاماتُهم بعد الموت.
كان الميتُ يحمل رائحةَ البحر ، وكانت تغطيه طبقةٌ من الطين و الأسماك. لم يكن من الضرورة تنظيف الوجه ليعرف الرجال أن الغريق ليس من قريتِهم ، فقريتهم صغيرة لا تحوي سوى عشرين من البيوت الخشبية الصغيرة ، و كانت القرية نادرةَ التربة مما جعل النسوة يخشين أن تحمل الريحُ الأطفال ومنع ذلك الرجالَ من زرع ِ الأزهار ، أمّا الموتى فكانوا نادرين لم يجد لهم الأحياءُ مكانًا لدفنهم فكانوا يلقون بهم من أعلى الجرف..
كان بحرُهم لطيفًا ، هادئًا و كريمًا يأكلون منه. لم يكن رجالُ القرية بكثيرين حيث كانت القوارب السبعةُ التي في حوزتهم تكفي لحملهم جميعًا ، لذلك كفى أن ينظروا إلى أنفسهم ليعلموا أنه لا ينقص منهم أحد..
في مساءِ ذلك اليوم لم يخرج الرجال للصيدِ في البحر. ذهبوا جميعًا يبحثون في القرى القريبة عن المفقودين فيما بقتِ النسوة في القريةِ للعناية بالغريق …أخذن يمسحن الوحلَ عن جسده بالألياف ويمسحن عن شعره الطحالب البحرية ويقشّرن ما لصق بجلده بالسكاكين..
لاحظت النسوة أن الطحالب التي كانت تغطي الجثة تنتمي إلي فصيلة تعيش في أعماقِ المحيطِ البعيدة ، كانت ملابسه ممزقة وكأنه كان يسبح في متاهةٍ من المرجان. ولاحظت النسوة أيضا أن الغريقَ كان قد قابل مَلَكي الموتِ في فخرٍ و اعتزاز فوجهه لا يحمل وحشةَ غرقى البحرِ ولا بؤس غرقى الأنهار. وعندما انتهت النسوة من تنظيف الميّت وإعداده انقطعت أنفاسهن ، فهن لم يرين من قبل رجلاً في مثل هذا الجمال و الهيبة..
لم تجد نساء القرية للجثة، بسبب الطولِ المفرطِ ، سريرًا ولا طاولة قادرة على حملها أثناء الليل. لم تدخل رِجْلا الميتِ في أكبرِ السراويل و لا جسدُه في أكبرِ القمصان ، ولم تجد النسوة للميّت حذاءً يغطي قدميه بعد أن جربوا أكبر الأحذية.
فقدت النسوة ألبابَهن أمام هذا الجسدِ الهائلِ فشرعن في تفصيل سروالا من قماشِ الأشرعة و كذلك قميصًا من “الأورغندي” الشفاف فذلك يليق بميّتٍ في مثل هذه الهيبة و الجمال..
جلست النسوة حول الغريق في شكلِ دائرةٍ بين أصابع كل واحدةٍ منهن إبرة وأخذت في خياطة الملابس ، كن ينظرن بإعجاب إلى الجثة بين الحين و الحين؛ بدا لهن أنه لم يسبق للريح ِ أن عصفت في مثل هذه الشدة من قبل ولا لبحر “الكاراييب” أن كان مضطربًا مثل ذلك المساء. قالت إحداهن ” أن لذلك علاقة بالميّت” ، وقالت أخرى ” لو عاش هذا الرجل في قريتنا لاشك أنه بنى أكبر البيوت وأكثرهن متانة ، لاشك أنه بنى بيتًا بأبواب واسعة وسقفٍ عالٍ وأرضيةٍ صلبة ولاشك أنه صنع لنفسه سريرًا من الحديد و الفولاذ ، لو كان صيادًا فلاشك أنه يكفيه أن ينادى الأسماك بأسمائها لتأتى إليه. ، لاشك أنه عمل بقوة لحفر بئرٍ ولأخرج من الصخور ماءً ولنجح في إنبات الزهر على الأجراف”..
أخذت كل واحدة منهن تقارنه بزوجها ، كان ذلك فرصة ثمينة للشكوى والقول أن أزواجهن من أكبر المساكين..
دخلت النسوة في متاهات الخيال.
قالت أكبرهن:” للميّت وجه أحد يمكن أن يسمّى إستبان”. كان هذا صحيحًا..كفي للأخريات أن ينظرن إليه لفهم أنه لا يمكن أن يحمل اسمًا آخر ، أمّا الأكثر عنادًا والأكثر شبابا فقد واصلت أوهامها بأن غريقًا ممدّدًا بجانب الأزهار وذا حذاء لامع لايمكن إلا أن يحمل اسمًا رومنطقيًا مثل “لوتارو”.
في الواقع ما قالته أكبرهن كان صحيحًا فلقد كان شكل الميت بلباسه مزريًا حيث كان السروال غير جيد التفصيل فظهر قصيرًا و ضيقًا ، حيث لم تحسن النسوة القياس وكانت الأزرار قد تقطعت وكأن قلب الميت قد عاد للخفقان بقوة..

بعد منتصف الليل هدأت الريحُ ، وسكت البحرُ ، وساد الصمتُ كل شيء . أتفقت النسوة عندها أن الغريق قد يحمل بالفعل اسم إستبان ، ولم تسُدْ الحسرة أية واحدة منهن: اللاتي ألبسن الميّتَ واللاتي سرحن شعره واللاتي قطعن أظافره وغسلن لحيته. لم تشعر واحدة منهن بالندم عندما تركن الجثة ممدّدة على الأرض ، وعندما ذهبت كل واحدة إلى بيتها فكرن كم كان الغريق مسكينًا وكم ظلت مشكلات كبر حجمه تطارده حتى بعد الموت ، لاشك أنه كان ينحني في كل مرة يدخل فيها عبر الأبواب .. لاشك أنه كان يبقي واقفا عند كل زيارة ، هكذا كالغبي، قبل أن تجد ربة البيت له كرسيا يتحمله…ولاشك أن ربةَ البيتِ كانت تتضرع للربّ في كل مرة ألا يتهشم الكرسي. وكان في كل مرة يرد عليها إستبان في ابتسامةٍ تعكس شعوره بالرضا لبقائه واقفا ..لاشك أنه ملّ من تكرر مثل هذه الأحداث ، ولاشك أيضا أن الناس كانوا يقولون له “ابق وأشرب القهوة معنا” ثم بعد أن يذهب معتذرا يتهامسون: “حمدا لله لقد ذهب هذا الأبله”.
هذا ما فكرت فيه النسوة فيما بعد عطفًا على الغريق..

في الفجر، غطت النسوة وجه الميّت خوفًا عليه من أشعة الشمسِ عندما رأين الضعف على وجهه. لقد رأين الغريق ضعيفًا مثل أزواجهن فسقطت أدمع من أعينهن رأفة ورحمة ، وشرعت أصغرهن في النواح فزاد الإحساس بأن الغريق يشبه إستبان أكثر فأكثر..
وزاد البكاء حتى أصبح الغريق أكبر المساكين على وجه الأرض..
عندما عاد الرجال بعد أن تأكدوا من أن الغريق ليس من القرى المجاورة امتزجت السعادة بالدموع على وجوه النسوة.
قالت النسوة: “الحمد لله ، ليس الميت من القرى المجاورة إذا فهو لنا!”..
أعتقد الرجال أن ذلك مجرد رياء من طرف النسوة ، لقد أنهكهم التعب وكان كل همّهم هو التخلص من هذا الدخيل قبل أن تقسو الشمس وقبل أن تشعل الريح نارها. أعدّ الرجال نقالة من بقايا شراع وبعض الأعشاب التي كانوا قد ثبّتوها بألياف البحر لتتحمّل ثقل الغريق حتى الجرف وأرادوا أن يلفّوا حول رِجلي الجثّة مرساة لتنزل دون عائق إلى الأعماق حيث الأسماك العمياء وحيث يموت الغواصون بالنشوة ، لفوا المرساة حتى لا تتمكن التيارات الضالة من العودة به إلى سطح البحر مثلما حدث مع بعض الموتى الآخرين. ولكن كلّما تعجّل الرجال فيما يبغون كلّما وجدت النسوة وسيلة لضياع الوقت حيث تكاثر الزحام حول الجثة ؛ بعض من النسوة يحاول أن يلبس الميّت “الكتفيّة” حول كتفه اليمين لجلب الحظ حاول بعضٌ آخر أن يضع بوصلة حول رسغه الأيسر، وبعد صراع لغويّ وجسديّ رهيب بين النسوة شرع الرجال ينهرون ويصرخون :” مالهذه الوشايات والفوضى، ماذا تعلقن? ألا تعلمن أن أسماك القرش تنتظر الجثّة بفارغ الصبر? ما هذه الفوضى، أليس هذا إلا جثّة?”..
بعدها رفعت امرأة الغطاء عن وجه الميّت فانقطعت أنفاس الرجال دهشة: “إنه إستبان!” لا داعي لتكرار ذلك لقد تعرفوا عليه. من يكون غيره، هل يظن أحد أن الغريق يمكن أن يكون السير والتر روليك على سبيل المثال? لو كان ذلك ممكنا فلاشك أنهم سيتخيلون لكنته الأمريكية وسيتخيلون ببغاء فوق كتفه وبندقية قديمة بين يديه يطلق بها النار على أكلة البشر..
لكن الجثة التي أمامهم غير ذلك، إنها من نوع فريد!
إنه إستبان يمتد أمامهم مثل سمكةِ السردين حافي القدمين مرتديًا سروال طفلٍ رضيع ، ثم هذه الأظافر التي لا تُقطع إلا بسكين. بدا الخجل على وجه الغريق ، ما ذنبه المسكين إذا كان طويلاً وثقيلاً وعلى هذا القدر من الجمال? لاشك أنه اختار مكانًا آخر للغرق لو عرف ما كان في انتظاره. قال أحد الرجال: “لو كنت محله لربطت عنقي بمرساة قبل أن اقفز من الجرف.. لا شك أنني سأكون قد خلصتكم من كل هذه المتاعب ومن جثتي المزعجة هذه.”

أعد سكان القرية أكبر جنازة يمكن تخيلها لغريقٍ دون هوية. رجعت بعض النسوة اللاتي كن قد ذهبن لإحضار الزهور من القرى المجاورة برفقة أخريات للتأكد من صحة ما سمعن.
عندما تأكدت نساء القرى المجاورة من شكل الغريق ذهبن لإحضار زهور أخرى ورفيقات أخريات حتى ازدحم المكان بالزهور وبالنساء..
في اللحظات الأخيرة تألّم سكانُ القرية من إرسال الغريق إلي البحر مثل اليتيم فاختاروا له أمًا وأبًا من بين خيرتهم وسرعان ما أعلن آخرون أنهم أخوته وآخرون أنهم أعمامه حتى تحول كل سكّان القرية إلى أقارب، وبينما كان الناس يتنافسون في نقل الجثمان فوق أكتافهم عبر المنحدر العسير المؤدّي إلى الجرف لاحظ سكان القرية ضيق شوارعهم وجفاف أرضهم ودناءة أفكارهم مقارنة بجمالِ هذا الغريق.
ألقى الرجال بالجثة عبر الجرف دون مرساة لكي تعود إليهم كيفما تشاء ومسكوا أنفاسهم في تلك اللحظة التي نزل فيها الميت إلى الأعماق ، أحسوا أنهم فقدوا أحد سكّان قريتهم وعرفوا، منذ تلك اللحظة، أن ثمة أشياء كثيرة لابد أن تتغير في قريتهم..
عرفوا أن بيوتهم تحتاج إلى أبواب عالية وأسقف أكثر صلابة ليتمكن شبح إستبان من التجول في القرية ومن دخول بيوتها دون أن تضرب جبهته أعمدة السقف ودون أن يوشوش أحد قائلاً لقد مات الأبله..

منذ ذلك اليوم قرر سكّان القرية دهن بيوتهم بألوان زاهية احترامًا لذكرى إستبان.. سوف ينهكون ظهورهم في حفر الآبار في الصخور وفي زرع الأزهار عبر الأجراف لكي يستيقظ بحارةُ السفنِ المارةِ في فجرِ السنواتِ القادمةِ علي رائحةِ الحدائق ولكي يضطر القبطان للنزول من أعلى السفينةِ حاملاً اسطرلابه ونجمتَه القطبية و يقول مشيرًا إلي الجبلِ الذي ينشر زهورَه الورديةَ نحو الأفق وفي كلّ لغاتِ العالم:
“أنظروا إلى هناك حيث هدوء الريح ِ وحيث ضوء الشمس.
هناك هي قرية إستبان!”.
* * *
 
 

ترجمة: د. محمد قصيبات
جابرييل جارسيا ماركيز  روائي وقاص معاصر من كولومبيا حائز على نوبل للآداب
 
 
 

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
قصة قصيرة من الأدب الإنجلبزى 00عبودية الكراكيب    كن أول من يقيّم

                          عبودية الكراكيب
 
 
هل تستطيع أن تفكر في شخصٍ ما في حياتك والذي إذا ظهر أمامك وتحدثت معه سيجعل جسدك يشعر بعدم الارتياح ?
من هو الشخص الذي اذاتحدثت معه سيجعلك تشعر وكأن المكان ليس كافياً لكل منكما ... ربما لا يتذكر عقلك الواعي هؤلاء الأشخاص ... ولكن عقلك الباطن دائماً يحتفظ بذكراهم بداخله ،إن احتفاظك بمثل هذه العلاقات غير المريحة في حياتك يهبط من مستويات طاقتك بالتدريج.

.. ترى كم من نوعية تلك العلاقات في حياة كل واحدٍ منا?
كم من الأشخاص لنا معهم علاقات، من أي نوعٍ كانت، لكن أرواحنا ترفض وجودهم في حياتنا ? كم من الأشخاص يثقلون علينا بذكراهم? ولماذا يضطر الإنسان من الأساس إلى التعامل مع أشخاص لا يود معرفتهم أصلاً ?
هل هى الحياة العصرية بكل مفرداتها السخيفة التي تفرض نفسها علينا ? وكيف يمكن الفرار من ذلك?
 كيف يمكن لشاب فى عصرنا القاسى أن يعيش دون "كراكيب" في روحه?

وإذا افترضنا أننا قمنا بعملية استبعاد لكل من نعرفهم لكننا لا نريد أن نعرفهم ، من المفترض
وقتها أن يتبقى لنا الأصدقاء والأحباء .. لكن ..كيف ذلك في زمن يغادر فيه الأصدقاء بلا رجعة إلى بلادٍ بعيدة وربما تصبح أنت نفسك من"كراكيبهم " التي ما عادوا يرغبون فيها ؛إذ تذكرهم بأوقاتٍ مؤلمة فى بلادٍ رفضتهم..!

وحينها لن يتبقى لك سوى الحزن .. والحزن وحده ..

كيف ستمنعه عن نفسك ?!
فأنت يمكن أن تمنع نفسك عن سلوكٍ ما بشكلٍ عقلاني ..
لكن كيف يمكن أن تمنع الحزن عنك ?!
ستمشى في الشوارع ذاتها لكن الوجوه لن تكون هي نفسها .. ربما أنك لا تعرف الناس جميعهم في محيطك لكنك على الأقل تألف وجوههم .. لكنك في تلك اللحظة حتى لن تجد وجوهاً تألفها ..! ستفتح مذكرة أرقام الهاتف خاصتك ..فتشعر بأنها صارت غريبةً عنك : يوماً ما كان فيها أرقام تقرأها لست في حاجة للاتصال بها ..لكنك تعرف أنك تستطيع الاتصال حين تريد ذلك ربما تختلق سبباً ما وتتصل لمجرد أنك ستحادث شخصاً ما يعرفك .. وسيقول لك "أهلاً" ربما يقولها ببرود .. لكن حتى هذا لن يكون موجوداً..

فهل الاحتفاظ بـ "كراكيب الروح" .. هو أفضل من تلك الوحدة ?
0000ربما!

 

* كارين كينج ستون، كاتبة انجليزية حقق كتابها (عبودية الكراكيب) 1998 نجاحاً كبيراً، ولدت بإنجلترا ولكنها انتقلت للعيش في بالي بإندونيسيا منذ عام 1990 حيث تقضي هناك 6 أشهر من كل عام وتسافر للغرب لتقضي بقية العام.
* (عبودية الكراكيب) كارين كينج ستون 1998 / الترجمة لمروة هاشم صدرت عن دار شرقيات
 
 
 

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
فى إنتظار كم 000الحرب والسلام ترجمة الخراط    كن أول من يقيّم

هذه الترجمة موجودة  ضمن سلسلة كانت تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب باسم أدب الحرب 0
وتم نشرها على عدة أجزاء 00
وأظن أن بعض أجزائها موجودة بمكتبات الهيئة  والمعرض الدائم  الكائن على كورنيش النيل بالقاهرة 0
والكتاب موجود لدى النسخة الخاصة بى 00
ممكن الإتصال على بريدى الألكترونى 00والعمل _إن شاء الله وبعونه _على توفير نسخة لهذا العمل الخالد 0

27 - فبراير - 2007
ابحث عن رواية الحرب و السلام لليو تولستوي و بالتحديد ترجمة ادوارد الخراط
قداسة الماضى وماضى القداسة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

كان ياما كان فى سالف العصر والآوان 00كان فيه دولة  إسمها (بابل )  صاحبة حضارة وتقدم ورقى وعلم وأدب وشعر ودين وفقه وفلسفة وسياسة  وعلماء  ورجال دين ومذاهب فكرية متعددة000فيها  كل ما تشتهى الأنفس وتسر به الأعين ويطيب به الأفئدة 00وتمتلأ بالقصور الفخيمة  ومعاهد العلم الفسيحة والمعابد الشامخة ورجالات الكلمة الرنانة التى لاترد 000
 
ودارت الأيام وتوالت السنون  وتعاقبت الفصول  0000وبابل تسود وتسيطر وتأمر وتنهى 00ويخشاها المتربصون  0
 
وفى آخريات إزدهارها وغروب شمس مجدها 00اعتلى سرير العرش ملك  إسمه نابونيدوس (555-539قبل الميلاد ) وفى زمن هذا الملك آخر ملوك بابل  وقبل سقوطها النهائى على أيدى الفرس ،شاعت بين شعوب بابل مشاعر الإحباط والتشاؤم واليأس وتفشت الأمراض النفسية والعقلية والعصبية  المستعصية على الشفاء وانكسرت الهمم وتحطمت النفوس تحت ضغوط الهزائم المتوالية واستشرت المظالم والسرقات وانتهز اللصوص الفرصة وعاثوا فى البلاد فسادا وتخريبا وتدميرا ،وعم الجوع والفقر سماء القرى والمدن والنجوع 00وصرخ الناس  وثاروا وتظاهروا واحتجوا على الخراب الذى يحل بالبلاد والعباد والذى يأكل الأخضر واليابس ، وساد الإعتقاد بين الشعب أن دولتهم آخذة فى التحلل والانهيار والتآكل وإنها تغرق فى مستنقع عفن لافكاك منه وأنها بلا قيمة تٌذكر ،  وأن الدول الكبرى تتحين الفرص للإنقضاض والافتراس وتقطيع الأوصال وتمزيق الشمل والسحق والمحق والإبادة 0
 
ولم يتفتق عن عبقرية الملك الشمس  إزاء مايحدث أمامه  إلا العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح_ طبَب الله ثراهم وخلَد ذكرهم فى الآفاق_ ، وإحياء سنن الماضى التليد وأمجاد الزمن العريق ورجالاته المفكرين والفلاسفة والعلماء الذين لن تجود الحياة بأمثالهم مهما طال الزمان وامتد 0
 
وشرع الملك العبقرى فى استعادة بعض مظاهر الحضارة البابلية إبان تفوقها وتقدمها ورقيها ،ولم يجد إلا الدعوة العاجلة الفورية فى تنظيم حملات واسعة النطاق وتكليف رجالاته المفكرين والفلاسفة والأدباء والشعراء والمهندسين فى البحث الدقيق عن مواقع المعابد القديمة فى شتى أنحاء البلاد ،وصولا إلى إكتشاف أصولها المعمارية وما تحتويه من تصميمات رائعة خالدة لامثيل لها لا فى الحاضر ولا المستقبل ، والعمل على البناء عليها بذات المواصفات الخالدة حتى تصبح  نسخا طبق الأصل لهذه المعابد المندثرة 00
 
نعم 000لقد أفلست جعبة الملك المغوار وأيده الساسة والفلاسفة ورجالاته العظام الكرام 00وكانت كل جهوده المضنية تؤكد بما لايدع مجالا للشك أو الريب فقدان الثقة بالنفس والشلل المزمن ونفاد القدرة على الإبداع لحل مشكلات الناس والوقوف أمام جحافل المتربصين 0
 
نعم 000كان تقديس الماضى  والإنشغال به والنأى عن الحاضر ومشكلاته والعجز عن إيجاد الحلول  سببا وجيها لتآكل الدولة وجعلها مضغة سائغة سهلة فى فم المتربصين 0
  وانهزمت بابل تحت سنابك الجيوش الفارسية الجرارة ،شر هزيمة، ولم تقم لها دولة حتى تاريخه 00سوى دمعة رقراقة وحسرة بالقلب وذكرى غابرة ترفرف فى سماء الذاكرة المثقوبة 0
 
 

28 - فبراير - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
أسطورة بابل و البابليون الجدد    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

وشاءت السماء أن يكون البابليون أهون على أنفسهم من غاصبيهم ، فتركوا النضال وهربوا من الكفاح وهابوا السلاح وأخذتهم مفاخر العيش الرغيد وتكنيز الدينارات والدراهم وتكويم الذهب والياقوت واللؤلؤ والمرجان وعشق االنساءوالولدان ولبس الحرير والديباج واستحسان الموائد والأطعمة  وأضحى الحوار بينهم سجالا ،وصارت الكلمات نيرانا ، وتبدت بينهم العداوة والبغضاء ،وفشلت المفاوضات الودية ،الظاهرة منها والسرية، فشلا ذريعا وأصبح شعارهم الرسمى والأبدى والسرمدى (إتفق البابليون الجدد على ألا يتفقوا )فالإختلاف رحمة واقعية وهبة سماوية ومعونة لاترد 0
 
تركوا الغاصبين يمرحون فى طول البلاد وعرضها ، ينهبون ويدمرون ويقتلون ويحرقون ويهتكون ويعربدون ويمزقون ويفعلون بالبلاد والعباد ما يشاءون دون رقيب أو حسيب 0
لم يكتفوا برفع شعارهم الأبدى السرمدى الرسمى  (إتفقوا على ألا يتفقوا ) بل تفجرت بعقولهم النيرة شعارات أخرى خالدة  خلود نهرى دجلة والفرات0
 (ما لنا قدرة على القتال )
 (دع الملك للمالك )
(يارب ياحارس إهزم لنا بنى فارس )
( قدر ومكتوب على الجبين ولابد أن تراه العين )
(بجاه سميرأميس خذ حقنا من الأعداء المناحيس )
 
وتكونت فرق العديد تطوف فى مدن وقرى ونجوع وعزب   بابل_ مهتوكة العرض  مستباحة الروح _، تردد الشعارات الخالدة وتدعو الناس إلى الإلتزام بالدعاء على الأعداء الغاصبين وتقديم القرابين فى المعابد والتماس العون من الكهان الأطهار الأشراف الواصلين الذين باركتهم الآلهة ،ومنحتهم الرفعة والجاه والكلمات النورانية الشعشعانية والدعوات المستجابة الشافية من الأمراض التى ينشرها ذوو الأغراض فى قتال الأعداء ومحاربة الجبناء وتطهير البلاد من دنس الغرباء0
 
وأنكفأ البابليون الجدد ذوو القرائح الفذة والأقلام الحكيمة ينقبون عن عصور النهضة وعن الأفذاذ الخالدين وقراطيسهم المغموسة بالحكمة والفلسفة والمملؤة بالكهانة والشعوذة والسحر والإستغفال ،وانتشر الخطاطون إنتشار النار فى الهشيم ينقلون تراث الأماجد العباقرة وكثرت المجلدات والمخطوطات والدراسات الخطيرة بأقلام أحفاد أفذاذ أسطورة بابل الغاربة  تتوافق مع المرحلة الحاسمة فى تاريخ بابل المهزومة والمنكسرة والمحتلة 0
(قوة الإعتقاد فى تراث الأجداد )
 (كنوز العرفان فى محاربة الجان )
(ورد الحديقة فى معرفة الحقيقة )
(قتال الأشرار المنكرين للعباقرة الأخيار )
(طريق المهالك لمن دعا بالسنابك)
 
 
 
 
 

2 - مارس - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
البقاء لله    كن أول من يقيّم

البقاء لله
 
أخى الأعز /زهير ظاظا
نشاطركم الأحزان فى وفاة والدكم المرحوم بإذن الله عز وجل ويجعل مثواه الجنة 0
وللأسرة الكريمة الصبر والسلوان 0
 
 إنا لله وإنا إليه راجعون

2 - مارس - 2007
ويرحم الله والدي
جروح القلب والكلام المعسول    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

ومر حين من الدهر لم تكن بابل  شيئا مذكورا ، وأعتقد الفرس أنهم سيطروا سيطرة كاملة على الشعب البابلى وأنهم خنقوا الأرواح الثائرة وقصموا الرقاب الباسقة وقضوا قضاءا مبرما على كل أمل فى الحرية ،لكن النار تحت الرماد  تتأجج 0
 
استطاع الفرس أن يهدموا الأجساد البابلية ويبيدوا صلابة المقاومة ويستميلوا النفوس الذليلة التى تهوى طعم الثريد وامتطاء العبيد  وصنعوا منهم قادة وزعماء وكهان معابد يدينون بالولاء للغاصب المدنس لتراب الوطن ،بل أنشأوا جوقة القول المنظوم وفتحوا لهم القصور الشاهقة وحببوا إليهم المتع والشهوات  ودسوا لهم بالحسناوات الفاتنات العاريات والصبايا الحوريات والولدان الأقمار 0
 
ثار الوطنيون الذين رأووا الوطن يداس والعرض يٌنتهك والحرمات تستباح والأموال عطايا للخائنين 00وتكونت الجمعيات العلنية والسرية للمقاومة ،هبت الثورات فى كل شبر تقتل وتدمر وتسحق أعداء الوطن الذين يمتلكون النار والحديد ومستحدثات الإبادة فقد كانوا أصحاب تقدم وحضارة 0
 
وجن جنون الفرس الأوغاد وقد وجدوا أن الإستمالة لن تجدى فتيلا وأن السكوت يعنى الهزيمة فأجمعوا جمعهم وشددوا من حصارهم وسعوا فى أرض بابل تقتيلا وحرقا وتعذيبا وتدميرا ،وسقط الألوف رجالا ونساءا وشيوخا وأطفالا  وامتزجت دماؤهم الطاهرة بتراب الوطن و أحمرًت مياه البحر 0
 
لم يثبت فى يقين البابليين أن جروح القلب تداويها الألفاظ المعسولة بل السعى نحو التغيير والتحرير والتعمير  والوقوف فى وجه ليل يطول ويتمادى فى غيه وضلاله وطغيانه 00
 
وانقسم البابليون الجدد طرائق عدة ورفعوا شعارات ثورية( لاحل إلا العودة للنبع الصافى ) و أن مايحدث لنا هو ابتعادنا عن معبد الإله ماردوك والتنكر لتعاليمه وعصيان أوامره ونواهيه والخروج عليها عيانا جهارا 00الأمر الذى شغف عقول الفرس وأيدوه تأييدا عظيما  بل وأجزلوا لهم العطايا والنفحات وغض البصر عن الهفوات مادامت بمنأى عن السياسات0
 
واتحد الوطنيون وانحازوا لطبقات الشعب البابلى المعدمين 00والفرس لهم بالمرصاد  ذبحا وتشريدا وسحقا وتكفيرا وسحلا 00
 
 
 
 
 

3 - مارس - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
 47  48  49  50  51