البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 479  480  481  482  483 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
المفاضلة بين قوس الرجل وقوس اليد    كن أول من يقيّم

المفاضلة بين قوس اليد وقوس الرجل: فصل من كتاب الفروسية لابن القيم، نقلته من موقع المكتبة الشاملة قال: 
وأصحاب قوس اليد يذمونها فيقولون لا ينبغي لعاقل أن يرمي بها ولا أن يعتمد عليها ويذكرون ما فيها من الغرر والعيوب والتكلف والإبطاء وشدة المؤنة بالحمل وأنها تخون وقت الكفاح ولا يتمكن المحارب بها من أكثر من سهم واحد ثم يخالطه عدوه
قالوا فصاحبها ضعيف النكاية لا يملك إلا سهما واحدا ثم هو أسير مملوك وصاحبها لا يمكنه حمل الترس مع القوس ولا الدرقة وإنما يرمي من خلف جدار السور وخلف حجر يكون مستورا به فإن رمى في براح من الأرض فلا بد له من رجلين مترسين يمسكان عليه حتى يرمي وأين من يرمي من شق في جدار السور إلى من يبرز في البراح والفضاء يرمي
(0/429)

نظره وذلك لا يرمي إلا قطعة يسيرة أمامه
وأربابها يفضلونها ويذكرون فوائدها ونكايتها في الحصون والمعاقل وتأثيرها ما لا يؤثره قوس اليد
فصل النزاع بين الطائفتين
وفصل النزاع بين الطائفتين أن قوس اليد أنفع في وقت مصافة الجيوش وملاقاة العدو في الصحراء وأما قوس الرجل فأنفع وقت حصار القلاع والحصون وأنكى من قوس اليد وقد يكون الرمي بها من داخل الحصون وأيضا إلى العدو الجامع أنفع له وأنكى فيه فلهذه موضع ولهذه موضع
وقوس اليد أعم نفعا وعلى الرمي بها أكثر الأمم وأهلها هم الرماة على الحقيقة
فصل
في أنفع القسي وأولاها بالاستعمال
أولاها وأنفعها ما كثرت نكايته وقلت آفته وخف حمله وقوي فعله فتلك القوس المحمودة لصاحبها الدافعة الأذى عن حاملها
وهذا عام في جميع السلاح فأنفعه وأفضله ما خف حمله على الأعضاء ودفع عنها الأذى
وسأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب يوما عن السلاح فقال يسأل أمير المؤمنين عما بدا له قال ما تقول في الرمح فقال أخوك
(0/430)

وربما خانك فانكسر أو انقصف قال فما تقول في الترس فقال هو المحز وعليه تدور الدوائر قال فالنبل فقال منايا تخطئ وتصيب قال فالدرع قال متعبة للراجل مشغلة للراكب وإنها لحصن حصين قال فالسيف قال هنالك ثكلتك أمك فضربه عمر رضي الله عنه بالدرة قال بل أمك لا أم لك
فصل أنفع قسي اليد
وخير قسي اليد وأنفعها ما تركبت من الخشبة والعقب والقرن والغراء وفي ذلك حكمة بليغة وصنعة شريفة رفيعة وذلك أنها منشأة على نشأة الإنسان فإن قوامه وبناءه على أربع على العظم واللحم والعروق والدم فكذا أنشئت القوس على هذه الأربع
فالخشب لها بمنزلة العظم من الإنسان
والقرن بمنزلة اللحم المشبك على جميع أعضائها
والعقب بمنزلة العروق المشتبكة على جميع أعضاء الحيوان
والغراء فيها بمنزلة الدم الذي به يلتئم جميعها
ولما كان للإنسان ظهر وبطن جعلوا لها ظهرا وبطنا وكذلك تراها تنطوي من نحو بطنها كما ينطوي الإنسان وإن كسر ظهرها
(0/431)

انكسرت من ساعتها وكذلك الإنسان
وقد ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في " تاريخه " أن جبريل نزل بالقوس على آدم فهو أول من رمى بها
وثبت في " الصحيح " أن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن كان راميا
ورمى النبي يوم أحد حتى اندقت سية قوسه
وقد ذكر عنه أنه كانت عنده ثلاث قسي قوس معقبة تدعى الروحاء وقوس شوحط تدعى البيضاء وقوس نبع تدعى الصفراء
(0/432)

ولا ريب أن القسي العربية أنفع للعرب والفارسية أنفع للعسكر اليوم وكلاهما يفضل القسي التركية لما فيها من القوة والشدة والسرعة والرطوبة وخفة الحمل وقوة الفعل ولم تكن الترك تعتاد هذه القسي الفارسية ولكن لما خالطت الفرس وعاشرتهم تعلموا منهم كثيرا من زيهم ولباسهم وحربهم ولسانهم وآلاتهم
فصل
في المفاخرة بين قوس اليد وقوس الرجل
قال قوس الرجل لقوس اليد أنا اشد منك باسا واعظم أركانا واقوى وترا وأغلظ سهما ونصلا وأبعد مرمى واشد نفوذا أنا أنفذ في الصخر الأصم وأخرق ما ينكسر فيه لك من نصل وسهم تفر الجيوش من وقع سهم واحد من سهامي وأهزمها يمينا وشمالا وأنا محجوب وراء الرامي زمجرتي كزمجرة الرعود ومنظري الكريه كمنظر الأسود لا يخاف ظهري الانكسار ولا على وتري الانقطاع ولا ترد سهامي عواصف الرياح ولا يحجبها درع ولا مغفرة ولا سابغة ولا يقوم لها شيء من السلاح فسل عني الحصون والقلاع هل يقوم غيري مقامي في المكافحة عنها والدفاع ثم سل جيوشها عن مقدمي تلك الصفوف وعمن يشيرون إليه في تلك الرجوف فهل لراميك قوة تحملي أم لك قدرة على دفع سهمي ونصلي من الذي خالطه سهمي فلم يغادره صريعا أم من الذي حل بساحته فما سلبه ثوبه والحياة سلبا سريعا فمن الذي يقوم مقامي لباسي الشديد أم أي قوس سواي ترمي بسهام الحديد هذا وإن السهم من سهامي ليوزن بالقوس من سواي وإذا أحاط العدو بالحصول خانهم
(0/433)

جميع أنواع السلاح إلا إياي فأنا والمنجنيق رضيعا لبنا وإن التقيت بالواحد من الناس وهو يحتاج إلى كثرة الأعوان ومن حاربني فما له بحربي يدان ومن نازع قوتي فقد جاهر بمخالفة العيان
قال قوس الليد
عجبا لك أيها البغيض الثقيل ومزاحمة اللطاف الرشاق والجري معها ولست هناك في ميدان السباق وقل لي متى استصحبك في الحروب العساكر متى استصحبك في الصيد صائد أو في طريق سفره المسافر أما تستحي من ثقل حملك على الأعضاء ومن تخلفك عن جيوش الإسلام يوم اللقاء فإذا وقعت العين في العين كنت عن اللقاء بمعزل وإذا نزلت أمراء جيوش السلاح منازلها فمنزلتك منها أبعد منزل لا تقاتل إلا من وراء جدار أو سور ومتى برزت إلى العدو في براح من الأرض فأنت لا شك مغلوب ومأسور هذا و إن قدر الله وأعان وبرزت إلى العدو مع الأعوان فلك سهم واحد تبطر به وقد لا تصيب وأنا أرمي عليك عدة من السهام وإن كان منها المخطئ والمصيب أنا أعين صاحبي على رميه قائما وقاعدا ولابثا وسائرا وراكبا ونازلا ولو أراد صاحبك منك ذلك لكنت بينه وبين قصده حائلا ويكفيك قبحا أن شكلك كالصليب ولهذا حمل من حمل من العلماء لعن النبي لك على ذلك كطائفة منهم عبد الملك بن حبيب
ويكفيك ذما أن المستخرج لك عدو إبراهيم الخليل بل عدو
(0/434)

الرحمن وهو نمرود بن كنعان كما ذكر ذلك مؤرخ الإسلام محمد بن جرير الطبري في تاريخه الكبير عن ابن عباس أن أول من رمى بقوس الرجل النمرود بن كنعان استخرجها حين رجم بها السماء لأنه لما صح عند أن الله في السماء صنع تابوتا وربى نسرين عظيمين في الخلقة وجعل التابوت على ظهرهما وكان التابوت له ثلاث طبقات فلما غابت الدنيا عن بصره أمر بالقوس وكانت قوسا عظيما يجذبها بحركة كاللولب لقوتها فجعل السهم فيها ورمى بها نحو السماء فغاب السهم عن بصره ساعة ثم رجع إليه مدمى لما أراد الله من خذلانه وتماديه على الكفر وعذابه بما سبق في علمه فقال قد قتلت إله السماء فحول النسرين وجعل التابوت نحو الأرض حتى هبط إلى الأرض فازاداد استكبارا وعلوا في الأرض حتى أهلكه الله عز و جل بأضعف خلقه وهي البعوضة فلو لم يكن لك مثلبة غيرها لكفى بها وكم بين قوس رمت بها الأنبياء وقوس رميت بها السماء
وأنت لا يتمكن صاحبك من حملك مع ترس ولا درقة ولا تركاش ولا شيء من أنواع السلاح ولا يمكن الجمع بينك وبين سمر العوالي وبيض الصفاح هذا وقوة الدفع فيك بحركة وصناعة وقوة الدفع مني بما أعين به صاحبي من القوة والشجاعة فصاحبك ضعيف النكاية قليل الحماية تابع لغيره مأمور محكوم عليه فافهم وصاحبي عظيم الهيبة كثير المنفعة متبوع أمير يتحاكم إليه غايتك أن تكون من بعض خدمته ومنخرطا في سلك أتباعه وحشمه وبي فتحت البلاد ودانت بالطاعة لرب
(0/435)

العباد وأصحابي هم الملوك والأمراء والأجناد وأصحابك حراس القلاع وأصحابي أرباب الأخبار العظيمة والأقطاع
فيا عجبا لك كيف يستوي راكب أتان وراكب حصان وكيف يستوي القوس الشريفة المؤيدة المنصورة التي شهد رسول الله لجنسها بالنصر والتأييد والقوس التي نهاية أمرها أن تكون في مثل الخدم والعبيد
سهامي تخرج متتابعات متواصلات متماطرات سهم في أثر سهم وإصابة في أثر إصابة فترى سهامي كوابل انهل من صوب الغمام وهي ترد متتابعة يتلو بعضها بعضا تسوق النفوس إلى الحمام
فصاحبي مثل الأسد في بسالته مهيب حيثما توجهت ركائبه مخوف معظم حيثما استقبلت مضاربه لأن قوتي معه وشدتي في يده فحيث أراد كيد عدوه تمكن منه ولا يتقيه بشيء من السلاح لقوته وشدته وسرعته لأنه لا يعرف من أين يتقيه ولا من أين يأتيه
وأي فضيلة أشرف وأي مكانة أعلى وأي حرمة أشد من رجل من المسلمين قد أحكم صناعة الرمى بي فركب جواده وسدد سهامه وأقام إلى الصفوف عيانا فأثخنهم بالجراح والحتوف من قاتله قتله ومن اتبعه صرعه لا ينجي الفار منه فراره ولا ينفع الشجاع البطل منه إقباله وإدباره
وإنما مال من مال عني من أرباب قوس الرجل لأنهم وجدوها أقرب تناولا إليهم وأسهل مؤنة وأخف عليهم فعدلوا لذلك إليها وعولوا بعجزهم عني عليها وسهل ذلك عليهم أنهم لم يكن لهم دربة على
(0/436)

الخيل فتدعوهم إلى قسي اليد داعية الاضطرار وإنما كانت حروبهم في قرى محصنة أو من وراء جدار
فاسمع الآن جملة من عيوبك المتكاثرة ثم اقصد إلى المساجلة والمفاخرة
فمنها أن شكلك كواحد الصلبان وثقلك كنصف حجر الطحان وبين السهمين من سهامك برهة من الزمان لا تبرز لعدوك في الفضاء ولا تلقاه بالعراء
ومنها أن الماء إذا أصابك بمطر أو غيره وابتل به وترك لم يمكن صاحبك من الرمي بك ألبتة بل تصير كالقطعة من الخشبة اليابسة
وأيضا فقوس الرجل قوته في أول أمره ثم يضعف عن الأول الثاني والثالث عن الثاني والرابع عن الثالث وهلم جرى حتى تفنى قوته وصلابته ويتحلل ثبوته إلى أن يصير الوتر عمالا على المجرى فإن رمي به لم يوصل إلى شيء وربما قتل الرامي به وإن حله وفتل الوتر كما يفعل بعضهم اعتراه في الثاني ما اعتراه في الأول فلا تزال القوس في ضعف وخور فإن فتل الوتر ثانية ضعفت جدا وربما بطلت قوتها ربما انكسرت فتدعوه الضرورة إلى قوس غيرها أو يجلس خاسرا فكم بين من يرمي نهاره كله بقوس اليد لا يتغير لها سهم ولا ينحل لها قوة ويكون آخر سهم كأول سهم وبين من يرمي بقوس إنما سلطانها في أول سهم ثم هي أمير في الثاني ثم تفتت في الثالث ثم تتردى في الرابع ثم هي في الخامس بمنزلة الرجل الضعيف
ويكفي من عيوبك أن الوتر منك ربما كان على وجه المجرى
(0/437)

فرجع السهم إلى وجه الرامي فيقتله وربما كان فوق السهم فيه ضيق عن الوتر فينبذ به القوس إلى ناحية أخرى غير المرمى فيقتل من كان قريبا منه وربما كانت الجوزة عالية جدا فينبذ الوتر السهم إلى ناحية أخرى أو إلى وجه الرامي فيقتله ولقد شوهد بعض رماة هذا القوس وقد مال قوسه وألقى فيها سهمه وهو يريد أن يضرب سبعا ضاريا كان يؤذي الناس فلما فوق نحو السبع رجع السهم إلى وجهه فضربه ضربة في عينه فاحتبس فيها وكان إخراجه من عينه بعد الجهد الشديد والمشقة العظيمة قد سالت على وجنته فآلى الرجل على نفسه أن لا يرمي بهذه القوس أبدا
وأما ما يسمع لك من القعقة والجعجعة فهي التي غرت جهال الناس بمنافع قوس الرجل ومصالحها فإنهم إذا سمعوا صوت تلك القعاقع وشاهدوا هول تلك الجعاجع ظنوها لقوتك وشدة بأسك أو لقوة الرامي بك ولسان الحال يقول أسمع جعجعة ولا أرى طحنا وأشاهد قعقعة ولا أرى فعلا
هذا وجميع قوتك وشدتها إنما تذهب في المجرى بمحل الوتر
(0/438)

له إذ الوتر ليس مواريا لموضع القضيب إنما الوتر على وجه المجرى والقضيب في نصفها فزالت قوة القوس من السهم وحصلت جميع القوة في المجرى وقد حدد حذاق هذا الرمي ما يصل من القوة إلى السهم فوجدوا ربع القوة فما ظنك بربع القوة مع الخطر والغرر
ويكفي في التفضيل أن أول من رمى بك نمرود بن كنعان كما تقدم وأول من رمى بي آدم أبو البشر كما حكاه محمد بن جرير الطبري في تاريخه إن الله سبحانه لما أمر آم بالزارعة حين أهبط إلى الأرض من الجنة فزرع أرسل الله إليه طائرين يأكلان ما زرع ويخرجان ما بذر فشكا ذلك إلى الله عز و جل فأهبط عليه جبريل وبيده قوس ووتر وسهمان فقال يا جبريل ما هذا واعطاه القوس قال هذه قوة من الله وأعطاه الوتر وقال هذه شدة من الله ثم اعطاه السهمين فقال يا جبريل ما هذه فقال هذه نكاية الله وعلمه الرمي بها فرمى بهما الطائرين فقتلهما وسر بذلك
ثم صار علم الرمي إلى إبراهيم الخليل ثم إلى ولده إسماعيل وقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال لنفر من أسلم ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وقد تقدم أن النبي رمى يوم أحد
(0/439)

عن قوسه حتى اندقت سيتها ورمى بي خيار الخلق بعد الرسل وهم أصحاب
وأنت قد عرفت أصلك وفصلك ومن رمى بك وعدة أي قوم أنت فإن معول طائفة الإفرنج عليك وهم قوم لا قدم لهم في الفروسية وإنما غالب حربهم بالصناعات والآلات كما أن غالب حرب كثير من الترك بالكيد والخديعة المكر وبذلك استولوا على كثير من البلاد ودوخوا به العباد

28 - نوفمبر - 2010
كتاب الإفادة والتبصير لكل رام مبتدئ أو مهير
أيام لا تنسى    كن أول من يقيّم

تحية طيبة مجددا أستاذنا الأكرم ياسين الشيخ سليمان:
كنت أتحين الفرصة لنشر هذه القصة، لأنها غير منشورة في كل الكتب المتاحة بنصوصها على الشبكة.. لذلك وجدت صعوبة في تبييض اوراقها باستثناء التراجم في الهامش فهي من كتب منشورة في الموسوعة، فإذا لمحتم خطأ مطبعيا فأرجو أن تشيروا إليه لأقوم بتصحيحه لاحقا.
وكنت لما تذاكرت مع صديقي الأستاذ عبد الله السريحي بقصة ابن النابلسي قال لي: ما هذا بشيء أمام بطشة المطهر (المتوكل على الله الزيدي) ابن الإمام يحيى شرف الدين بخولان وفتكته الكبرى بجيش الدولة العامرية في مَوْكل. وهو جبل شرق جنوب ذمار من أعمال محافظة البيضاء.
 ثم تركني وعاد ومعه كتاب (روح الروح فيما حدث بعد المائة التاسعة من الفتن والفتوح) لمؤلفه عيسى بن لطف الله ابن المطهر ابن يحيى شرف الدين، وقبل أن يعطيني الكتاب كتب عليه: وفاة المؤلف سنة (1048هـ) ووفاة المطهر بن يحيى سنة (980هـ) ووفاة يحيى شرف الدين سنة (965هـ)
وأعطاني الكتاب لأقرأ فيه (ص80) : (وفي هذه السنة لما استقر في صنعاء ظهر من خولان الخلاف وطلب النزال والمصاف، وخرجوا عن طاعة الإمام ونكثوا ذلك الذمام، وسعوا في الأرض فسادا، وأخافوا أغوارا وأنجادا، ودخلوا في قوله تعالى (وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) فكتب إليهم المطهر ابن الإمام كتابا بقول فيه: (إن رهائنكم الذين في القصر على شفير التلاف، مقرونين بتمام ذلك الخلاف، فإن أصررتم على العصيان وصممتم على الطغيان أجرينا فيهم حكم الله، وإن عدتم عما نهيتم عنه ودخلتم في طاعة إمامكم ومنفذ أحكامكم عفونا عن سيئاتكم واغتفرنا خطاياكم) فلما أبلغهم الرسول الكتاب أجابوه بغير الصواب، فعند ذلك أمر المطهر برهائنهم وكانوا زهاء ثمانين نفرا في سن التكليف فقطعت أيديهم وأرجلهم. ولما بلغ ذلك أهلهم سقط في أيديهم واجتمعوا في ناديهم، وصح لهم أن في ذلك العارض بروقا مقلقة وصواعق محرقة، فتحزبوا وحشدوا، واعدوا واعتدوا. وقد كان قبل قطع رهائنهم والتوجه إلى مساكنهم انبرى أشرارهم والمردة من فجارهم إلى باب اليمن =أحد أبواب صنعاء= وقد أظلم الليل وجنّ ،فأضرب فيه شهابا وأذكى فيه التهابا. فقطن له الحماة، فحمق مسعاه وتبعوه في سواده =أي سواد جِزْيَز جنوب صنعاء= فاختفى في بعض وهاده.
وتوجه ذلك الأسد في العد والعدد فاجتمعوا لقتاله وراموا مفاجاة نزاله. فجرت بينهم حروب أفضت عن هزيمتهم وانحلال عزيمتهم. فأخذ بلادهم وفتح أغوارهم وأنجادهم ودمّر ديارهم وقطع أعنابهم وأشجارهم، وتركها خاوية على عروشها كاسفة بقطع غروسها.
ولما استأصل بالمغروس والمعمور تركها خاوية بما ظلموا (هل نجازي إلا الكفور) ولما تيقنوا ألا مانع ولا رادع ولا دافع ولا مناصر ولا مدافع سلموا الأمر إليه، ودخلوا فيما حكم به لديه.
فقبض من شياطينهم ثلاثمائة نفر أو يزيدون وأودعهم السجون، وامر بهم بقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، فذعر من بقي وخاف، ونسأل من الله خفي الألطاف.
ثم إنه عرفهم ألا أمان لهم ولا سكون، ولا يدعهم يغرسون ولا يعرشون حتى ياتوه بمحرّق الباب ولو كان في السحاب.
فطلبوه طلب المعدم الدرهمَ والجريح المرهمَ، فوجدوا المريد على بركة ماء في أقصى وَدْيَد =قرية شرق مدينة خمر من مدن ذيبين واعمال محافظة عمران=
فحملوه إلى المطهر فأمر بأن يحمل غلى صنعاء فتسمر في الباب كفاه حتى تدركه الوفاة .... ولما فتح نجران وخمدت نار الطغيان وانطمست آثار الشقاق والعصيان، ولم يبق في الجهات الشامية شجن من الأشجان خرج من صعدة يوم سابع ربيع الاخر من السنة المذكورة ووصل الجِراف =قرية شمال صنعاء= يوم الخميس 14 ربيع الآخر ثم دخل محروس صنعاء بكرة يوم الجمعة منتصف الشهر ..وقد كان ولده المطهر تخلف عنه في تلك الجهات لأمر رىه واقتضاه ولما أراد الله فتح بقية البلاد اليمينة والجهات العامرية تحرك عامر بن داود بن طاهر، لفناء بقية ذلك الملك الذاهب والعز الغارب، لزواله واتضاع حاله.
وكان عنده وزير سوء: الشريف يحيى السراجي: وهو ممن باع الهدى بالضلالة ونكث عهود الإمام لا أبا له.
وكان منه أن حسّن لعامر بن داود ما حسّن، فهلك المُحسِّن والمحسَّن. وذلك لما طالت إقامة الإمام في تلك الجهات الشامية وتعقبه المرض الحادث في العسكر بنجران ظن أن عود الإمام وولده المطهر دونه القارضان.
فسهّل لعامر قصد بلاد الإمام وإنفاذ أمره فيها والأحكام.
فعمل في عامر كلامه وأسكر مدامه.
فتجهز الشريف يحيى السراجي المشير بالمسير، وصحبه علي بن محمد البغدادي الملقب بالشرامي، وكان عين دولة عامر، القائم فيها والآمر.
فعاثت الجيوش العامرية في أطراف البلاد الإمامية، وعاب من عاب من ولاة الحصون، مثل الدارم وهيوه وغيرها، وانتهى السراجي المذكور إلى (دَمْت) وتخلف عنه الشرامي.
فلما بلغ الإمام الخبر أرسل الرسل إلى المطهر وهو بنجران في سكون وأمان.
فجمع زهاء ألف ناقة من ذوات القوة والطاقة، فأركب عليها عساكره وصاحب باكره، وتوجه لا يلوي على شيء ولا يأوي إلى فيء، حتى صبّح القوم بمَوْكَل  وقد أناخ الشريف السراجي بها الكلكل. وذلك يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة، فما شعر الشقي إلا والسيوف عليه مظلة وغمامها مستهلة.
وكان مستبعدا وصول المطهر من نجران كما يستبعد الزبرقان =القمر= فأخذهم المطهر في ذلك الحين، وساء صباح المنذَرين.
ولما ظفروا بالشريف أسيرا وأتوا به حسيرا أمر بضرب عنقه في الحال وأذاقه الوبال.
وكانت الأسرى ألفين وثلاثمائة. والرؤوس التي قطعت حال دخل عليهم المطهر ثلاثمائة.
فأمر المطهر وهو راكب بضرب أعناق ألف من الأسرى
واستبقى ألفا وثلاثمائة
ولقد حدثني من شهد ذلك الموقف أنه لما أمر المطهر بضرب أعناق الأسرى وهو راكب على بغلته وهم يأتون بالأسرى أفواجا.
فقتل كل زمرة وحدها حتى غطى الدم حواف بغلته.
 
ثم حمل كل أسير رأسا ووجه بهم إلى والده إلى محروس صنعاء.
فدخلوا بالأسرى والرؤوس إلى صنعاء في العشر الوسطى من جمادى الأولى، وكان لوصولهم على هذه الصفة إلى صنعاء موقع عظيم وباس جسيم.
ثم إنهم وجهوا بالرؤوس والأسارى إلى مدينة صعدة إلى عند الفقيه عماد الدين يحيى بن إبراهيم النصيري وكان واليا على تلك البلاد من قبل الإمام.
فلما وصلت الرؤوس والأسارى إلى صعدة ذلت النفوس وانقاد النافر الشموس.
وللسيد العلامة المطهر بن تاج الدين الحمزي قصيدة رائقة ومنظومة فائقة أثيت بعضها وأضربت عن أكثرها اختصارا وإيجازا كان أولها:
يـا  وطـيـة وطئ الإله iiبمَوكل انجت  على حزب الضلال iiبكلكل
طـحـنتهم  طحن الرحى iiبثفالها أو  طحن طود هد أرضا من iiعل
كـانـت  على يد فخر آل iiمحمد عـن  امـر واسط عقده iiالمتوكل
قـاد  الـكتائب من جميع iiجهاتها حـمـراء بـين مجفف iiومسربل
وانصب من نجران من كثب على أهـل الـضلالة انصباب iiالأجدل
فـتـصـادم الجيشان في iiأرجائه نـاهـيك  من حول هنالك iiأحول
مازال  يزحف في قساورة iiالوعى ذاك  الـنـهـار على أقبّ iiهيكل
مـن كـل ندب للحروب iiمجرب وافٍ أخـي ثـقـة انوف iiأفضل
ودخـان  نـفـط لـلقتام ممازجا أذكـر وأطـيب من دخان iiالمندل
وكـان  مـعـترك المنايا iiعندهم مـلقى الأحبة في الدخول وحومل
جـتـى أحـان الله أعداء iiالهدى يـحـنـون  بـين مجدّل ومكبّل
مـتـحـملين  رؤوس قتلاهم iiفيا لـشـقـاوة  المحمول iiوالمتحمل

30 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
هوامش    كن أول من يقيّم

هوامش تابعة للتعليق السابق
ترجم العصامي  في (سمط النجوم العوالي) للإمام يحيى شرف الدين فقال:
ثم كانت دعوة الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين ابن الإمام المهدي أحمد ابن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى بن أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهم - حادي عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة، وكان أول ظهوره بجهات المغرب من جهات صنعاء، وما ساعدته القبائل لقوة سلطان اليمن إذ ذاك عامر بن عبد الوهاب.
فلما انقضت دولته باستيلاء الشراكسة، وتملكهم أرض اليمن كانت بصنعاء طائفة من الشراكسة فكاتب أهل صنعاء الإمام شرف الدين المذكور، وتكفلوا له بإدراك ذلك سنة أربع وعشرين وتسعمائة.
وفي شوال قصد صنعاء فلما وصل إليها مال إليه أهلها، وأخرج من كان فيها من الجند المصري بالأمان، ودخل صنعاء، ودانت له البلاد إلى أن كانت وفاته سنة خمس وستين وتسعمائة في دولة السلطان سليمان خان بن سليم خان. ثم قام الهادي ..إلخ
** وترجم الشوكاني في (البدر الطالع) للمطهر فقال:
السيد المطهر ابن الإمام شرف الدين بن شمس الدين ابن الإمام المهدي أحمد بن يحيى:
الأمير الكبير ملك اليمن وابن ائمتها المشهور بالشجاعة والحزم والإقدام والمهابة والسياسة والكياسة والرياسة، كان من أعظم الأمراء مع والده الإمام وكان قد حلت هيبته بقلوب أهل اليمن قاطبة وقلوب من يرد إليها من الأتراك والجراكسة، فسعى بعض أعداء الإمام بينه وبين ولده هذا الهمام بما أوجب تكدر خاطر كل واحد منهما على الآخر وتزايدت الوحشة حتى ألقي إلى المطهر أن والده الإمام يريد القبض عليه بعد صلاة الجمعة في قربة القابل وكان بلوغ ذلك إليه وهو في المسجد مع والده منتظرا للصلاة فأرسل إلى جماعة من أعيان أصحابه فما كملت الصلاة إلا وقد حضروا فخرج عقب الصلاة إلى الجبل ودار بينه بين أخيه شمس الدين كلام طويل فلم يتم أمر فكان آخر الأمر أنه ذهب المطهر إلى حصن ثلا مغاضبا، ورجع الإمام إلى الجراف، ثم آل الأمر إلى أن وقع بين صاحب الترجمة وبين أخيه شمس الدين مصاف، وتفاقم الأمر حتى غزا بطائفة من أصحابه إلى الجراف للقبض على والده فدفع الله عنه. وكان آخر الأمر أن الإمام أعطى ولده صاحب الترجمة جميع ما شرطه لنفسه واستولى على كثير من معاقل اليمن ومدائنها لاسيما بعد موت والده في تاريخه المتقدم، فإنه كاد يستولي على اليمن بأسره وجرت بينه وبين الأتراك خطوب وحروب نال منهم ونالوا منه، وكانت ملاحم عظيمة لاسيما بينه وبين الباشا سنان وقد استوفى ذلك قطب الدين الحنفي في (البرق اليماني) وبالجملة فصاحب الترجمة من أكابر الملوك وأعاظم السلاطين بالديار اليمنية وله ماجريات في الشجاعة وحسن السياسة، وجودة الرأي وسفك الدماء، لم يتفق إلا للنادر من الملوك الأكابر وتوفي سنة 980 ثمانين وتسعمائة وقد أهمل ذكره صاحب مطلع البدور.
 
*** وترجم الحيمي  في (طيب السمر)  للمؤلف فقال:
السيَّد عيسى بن لطف الله بن المطهَّر بن شَرَفِ الدين هذا ممن قرب عهدُه، وكاد أن لا يخرج عن أهل العصر عدُّه، فلم أستحسن اطِّراح ذكرِه، ولم أسمح بعدم إيراد شيء من بنات فكره، فأقول:
هو ماجد استدرك من الفضل ما قارب فوتا، وأحيا ميّت المعالي ولا غرو فعيسى عُرِف بإحياء الموتَى. (((إلى أن قال بع صفختين من الإطراء))
وأما في علم التَّاريخ، فصاحب اليد الطُّولَى، التي تقصر عندها الشَّماريخ، وله فيه كتاب "رَوْح الرُّوح، فيما جرى بعد المائة التاسعة من الفتح والفتوح"، وقد طالعته في خِلْوَة، وذُقت له عبارة حِلْوَة، وكان يَعْتزي إلى الأتراك، وينصب من الاتصال بهم لطَيْر الثَّروة الأشراك، وبعناية بعضهم ألَّف كتابه المسمَّى ب"الأنفاس اليمنية"، وبأنامل سطوره تناول من دوح الأمل ثمراته الجنية، فظلَّ في نعمةٍ أبرد من صبا العَشيّة، وجَرَت له الإرادة على مقتضى المشية، فأصبحت أيَّامه أيام العروس، وأوقاته أصيل القلوب وسَحَر النفوس،
 
فمن نفثات قَلَمِه، وسحر بيانه وَكَلِمِه، ما رثى به قتيلاً، أخذ في المعركة أخذاً وبيلاً، وكان إذ ذاك غلاماً جميلاً، فهو بدْرٌ في الشَّفق من دمه غاب، وغزال افترسته من الأتراك أسود غاب، وهو قوله (ثم ساق القصيدة فمن شاء فلينظرها) في الموسوعة وأولها: حُيّيت يا ساجي الأجفان حييتَا ) وفيها قوله:
في فِتيَةٍ من كماة الترك ما تركت للرَّعد  في حالةٍ صوتاً ولا iiصيتَا
قـومٌ إذا قـوبـلوا كانوا iiملائكةً حـسناً وإن قوتلوا كانوا iiعفاريتا

30 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
رسالة من الأب أنستاس إلى محمود شكري الآلوسي    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذنا الأغر ياسين الشيخ سليمان، نشرت هذه الرسالة قبل قليل في نوادر النصوص، وآثرت أن اعيد نشرها في ملفكم الأثير هذا لأن فيها أيضا عبرة لأولي الأبصار، وسأعقبها بترجمة ملخصة للأب انستاس من كتاب السامرائي، وعسى ان تجدوا فيها سلوانا
______
بيروت في 15/ تشرين الثاني/ 1908
إلى شيخ الأئمة وقائد الأمة بالفكر الصائب والعقل الثاقب سيدي صاحب الفضيلة والمناقب محمود شكري أفندي الآلوسي  أفرغ الله عليه شآبيب كرمه من علو عرشه القدسي:
 ما وقع بيدي رسالة من بغداد سيدة البلاد إلا وفاحت مطاويها رائحة عطرت ما لمستها من الأياد، فعلمت أن من طيها ألوكة قادمة من فخر الأسياد، فما خاب أملي وما كذبني ظني في ما عنّ لي.
أما من جهة عودتي فلا تكون قبل خمسة أشهر لأن الرئيس الأكبر الذي بيده الأمر والنهي قلدني قضاء مهمة تاريخية تتعلق بمنشأ طريقتنا في سابق العهد، فلبيت أمره وها أناذا قد شرعت منذ نيف وشهر.
ولسوء الطالع ما بلغتني تلك الرسالة المعطرة بعطر الكمال إلا بعد خروجي من دار السعادة، ولذا جاءتني إلى بيروت متأخرة، ومع ذلك فإن العمّ الذي رأيته في مجلس المعارف لم يذخر وسيلة إلا وسهل لي الدخول في مكتبة "كوبرلي" أما سائر المكاتب فلم أستطع الدخول فيها لأن الأيام كانت أيام رمضان، والجوامع والمكاتب كلها مغلقة وإن كانت الجوامع مفتوحة للصلاة فقط. ومع هذا كله فقد وجدت في الأستانة ما عوض عن الغربة والابتعاد عن مثل شخصكم الجليل.
إن حالة "ماسنيون" قد تحسنت بالكلية، وهو الآن ينشئ المقالات في مجلة الإسلام الفرنسوية، ويهيئ تأليف كتاب في موضوع إسلامي. وقد زالت منه أعراض الأمراض والجميع منه راض، وحينما أعود إلى الوطن أفصل لكم الأحوال والرحلة إذ القلم لا يفي بوصف ما بنا قد ألمّ من المشقة والألم.
إن التفاصيل التي أوردتموها بخصوص إعلان الدستور أفادتني ويا ليت كانت مطولة لأقف على بعض الحقائق، فقد شاع في الأستانة أن بعض رعاع المسلمين قد ذبحوا نفراً من اليهود، وكنت أحب أن أقف على هذه الحقيقة من لسانكم الناطق بالصدق وإن شاء الله تجيبوني عن هذا السؤال عند جوابكم على هذه الرقعة المرقعة.
توجهت في الأستانة مع جميل صدقي الزهاوي وفهمي منشئ "الزوراء" سابقا وفي بيروت تواجهدت مع الدكتور نظام الدين بك، وقيل لي إن ابن الشيخلي جاء إلى بيروت، ومنها إلى الأستانة، وقد جاءني إلى محلي هنا في بيروت فلم يجدني وكان مستعجلا فذهب راكبا بالباخرة إلى دار السعادة.
وإني لأفرغ كل ما في وسعي في البحث عن كتاب "الديارات" و"الكنائس"، ولعلي أقع عليهما، والله الموفق إلى كل خير.
سلامي وتحياتي إلى الودادية إلى أبناء العم كل واحد باسمه، وحرسكم الله ذخرا وفخرا.
كتبه
الأب انستاس ماري الكرملي
(صح: من طيي هذه الرسالة مغلف مكتوب
عليه عنواني حتى لا تتكلفوا وتبعثوا بالرسالة إلى
الدير في بغداد، بل رأسا إلى إدارة البريد العثماني
بدون زيادة شيء، ولكم الفضل والمنة)
عن كتاب الأب أنستاس ماري الكرملي وآراؤه اللغوية للدكتور إبراهيم السامرائي (منشورات معد البحوث والدراسات العربية) 1969م (ص120)

1 - ديسمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
الأب أنستاس ماري الكرملي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ولد بطرس ميخائيل الماريني البغدادي  المشهور باسمه الكنسي "الأب أنستاس ماري الكرملي" في بغداد في آب 1866 من أب لبناني وأم بغدادية، وتعلم وهو صغير في مدرسة الآباء الكرمليين في بغداد، ولما ناهز الثامنة عشرة صار في سلك مدرسيها، ثم انتقل إلى (كلية الآباء اليسوعيين) ببيروت سنة 1886 فكان مدرسا للغة العربية، ثم قصد بلجيكا 1887 فانتمى إلى الرهبانية الكرملية في دير (شفرمون) قرب مدينة (لييج) وفيها عرف باسم أنستاس ماري الكرملي. وغادر بلجيكا إلى فرنسا سنة 1889 لتلقي العلوم العالية في الفلسفة واللاهوت في مونبلية وفي سنة 1894 رسم قسيسا باسم أنستاس ماري الكرملي، وغادر فرنسا إلى أسبانيا، وعاد منها إلى العراق فاضطلع بإدارة مدرسة الآباء الكرمليين طوال أربع سنوات وكان يعلم فيها العربية والفرنسية، وأصدر مجلة (لغة العرب) شهرية العدد الأول في رجب 1339 تموز 1911م ونفاه العثمانيون إلى مدينة قيصري في الأناضول بسبب ما كان من دعوته لاستعمال العربية والإشادة بها في مجلته الشهيرة (لغة العرب) فلبث هناك سنة وستة أشهر (1914 – 1916)  ثم استأنف إصدارها سنة 1926 فاستمرت إلى 1936 ومجموعها تسع مجلدات ولما عاد إلى بغداد  في عهد الاحتلال الإنجليزي أصدر جريدة العرب (جريدة سياسية أخبارية أدبية عمرانية) استمرت أربع سنوات الأعداد 1- 872 4 تموز 1917 إلى 31 أيار 1920 كان يصدرها يوميا ولم يذكر اسمه فيها وكان يكتب فيها جماعة من شبان العرب من مسلمين ونصارى وقام برحلات عدة إلى مصر وسورية ولبنان والأردن وأقطار أوروبية عدة، وجعلته حكومة الاحتلال البريطاني من أعضاء مجلس المعارف وأصدر مجلة (دار السلام) سنة 1917 (نصف شهرية) وكان من أعضاء مجمع المشرقيات الألماني والمجمع العلمي العربي في دمشق والمجمع اللغوي في مصر، ومن الأعضاء المؤسسين للجنة الترجمة والنشر التي تأسست في العراق وكانت الأصل الذي قام عليه المجمع العلمي العراقي وتوفي ببغداد يوم 7/1/ 1947م ولكوركيس عواد كتاب في سيرته سماه (الأب أنستاس ماري الكرملي). وكان ينشر بحوثه الدينية بأسماء مستعارة بلغت زهاء أربعين اسما، منها:
ابن الخضرة في مجلة العرب، وابن العصر في (المباحث) و(أبو الخير فهر بن الطائي) في (المقتطف) وأمكح في المقتطف وهي الأحرف الأولى من أنستاس ماري الكرملي الحافي، وتطلق الحافي على الراهب الكرملي لأن من رسم هذه الرهبنة ألا يلبسوا جوارب ولا احذية بل ينتعلوا خفا ساذجا.
وباسم بطرس ميخائيل في مجلة جزويت و(ب م م) في مجلته لغة العرب وبعيث الخضري في (صوت الحق) و(المسرة) و(المشرق) وهو تعريب اسم أنستاس و(البغدادي) و(الجابري) و(الجزويتي) و(الخضري)
وساتسنا في (الزهور والمسرة والمقتبس والمقتطف وهو مقلوب أنستاس.
و(عصام الدين أبو يوسف) في المقتطف، ويعقوب العكاري وفهر الجابري في (الزهراء: لمحب الدين الخطيب) و(المقتطف) و(الهلال) وكلدة في (مجلة المعلمين) و(المقتطف) والماروني والماريني ومبتدئ ومتطفل ومحب الفجر ومحقق وعراقي بغدادي وباحث ومستفيد ومستهل  ومعتدل ومنتهل  ونقيب بتشديد القاف، وربما كتب بأسماء تلاميذ له معروفين مثل (نجيب شيحا) و(أبكار أبكيان) في أواخر القرن 19  انظر (الأب أنستاس ماري الكرملي وآراؤه اللغوية للدكتور إبراهيم السامرائي: ص22) قال: وكانت مكتبته تملأ خمس غرف من الطابق الثاني من مبنى دير  الآباء الكرمليين القديم وتضم نحو عشرين ألف مجلد واحاقت بها نكبة هائلة عام 1917 حين نهبت وتشتت جانب كبير منها شذر مذر، واستطاع أن يستعيد بعضا منها بالشراء أو بالاسترجاع وكتب عن هذه الكارثة في جريدة العرب الصادرة يوم 25 إيلول و1 و2 تشرين الأول سنة 1917م وارتأى الدير إهداء المكتبة بعد موته إلى (مكتبة المتحف العراقي) سنة 1949 واختصوا متحف الموصل الذي كان مؤسسا حديثا ب( 5600) كتابا منها، ومجموع الكتب في المكتبة 1335 مخطوطة و6000 مطبوعة وانظر معلومات مهمة عن هذه المخطوطات في مقالات نشرها كوركيس عواد في مجلة سومر 7 (1951) (ص 278 – 283) بعنوان مخطوطات الكرملي ببغدادـ وكذل في المقالات التي وصف فيها (فهرست مخطوطات المتحف العراقي) المخطوطات التاريخية: سومر 13: 1957 ص40 -82 والمخطوطات الأدبية سومر 14: 1958 ص 127 -1959 ومخطوطات الطب والصيدلة والبيطرة: سومر 15: (1959 ص 25 – 52) أم الكتب الدينية النصرانية والكتب الإفرنجية وبعض المطبوعات العربية الحديثة ذوات الترجمة الإفرنجية وبعض مؤلفات الأب أنستاس الخطية ولاسيما معجمه (المساعد) فقد احتفظ بها الدير. نقل السامرائي هذه المعلومات من كتاب كوركيس عواد (الأب أنستاس ماري الكرملي) وكان يعقد مجلسه الأسبوعي يوم الجمعة من كل أسبوع. قال المؤلف: وقد ترددت سنوات إلى مجلسه امتدت من عام 1936 إلى 1946 فكنت ألتقي هناك بجماعة من الأفاضل..لعل من الخير للتاريخ أن أسرد أسماء من أتذكر منهم وقد رتبتها على السياق الهجائي:
إبراهيم حلمي العمر/ إبراهيم الدروبي/ الدكتور إبراهيم عاكف الآلوسي/ الدكتور إبراهيم المعلوف/ أحمد ناجي القيسي/ جلال حنفي/ جواد الدجيلي/ الدكتور حنا خياط/ خضر العباسي/ الدكتور داود الجلبي/ رزوق شفو/ رزوق عيسى/ رزوق غنام/ رفائيل بابو إسحاق/ رفائيل بطي/ روبين سوميخ/ سليم إسحاق/ سليمان الدخيل/ طه الراوي/ عباس العزاوي/ عبد الرحمن أمين/ عبد الرحمن البناء/ عبد الرزاق الحسني/ عبد الصاحب الملائكة/ عبد القادر البراك/ عبد المجيد النعيمي/ الملا عبود الكرخي/ عزت الكرخي/ عزيز ثابت/ علي الخطيب/ علي غالب العزاوي/ كاظم الدجيلي/ كمال عثمان/ كوركيس عواد/ محمد رضا الشبيبي/ محمد فاتح توفيق/ الدكتور محمود الجليلي/ محمود العبطة/ مشكور الأسدي/ الدكتور مصطفى جواد/ معروف جياووك/ منذر زبوني/ مهدي مقلد/ ميخائيل عواد/ مير بصري/ الدكتور هاشم الوتري/ يعقوب سركيس/ يوسف غنيمة/ يوسف مسكوني. وهناك آخرون كانوا يترددون إلى مجلس الأب ولم نهتد إلى معرفة أسمائهم معرفةأكيدة (ص32).
ثم أورد السامرائي (ص 34) جدولا بمظان (94)  بحثا أو مقالا في الصحف، منها بحث عن قبيلة الصليب في مجلة المشرق (1: 1898 ص 673 – 681) واليزيدية في المشرق 2: (1899) على ثماني حلقات، والكلم اليونانية في اللغة العربية: المشرق 2: 1899 و1900م في سبع حلقات، والمقامات النصرانية لابن ماري (المشرق 3: 1900 ص 591) وكتاب جليل في الموسيقى: المشرق (4: 1901 ص 476 وهو الرسالة الفتحية لمحمد بن عبد الحميد اللاذقي.
و(تفكهة الأذهان في تعريف ثلاثة أديان) المشرق 4: 1901 ص 577 وتضم التعريف بالصالية =من فرق الإسلام الباطنية= تعريفهم موطنهم لغتهم ديانتهم صناعتهم، والباجوران: تعريفهم ومحل وجودهم ولغتهم ودينهم وبعض من شعائرهم وصناعتهم/ والشبك: تعريفهم وموطنهم ولغتهم وحياتهم وعوائدهم وصناعتهم، وقد نشرت المقالة في ثلاثة أجزاء
(إطلاع الحضر على أطلاع النوَر) (المشرق: 5: 1902 ص 673 و740 و780 و834) في كل ما يتعلق بالنور =الغجر=
و(الخيل العراب عند العرب والأعراب) (المشرق: 7: 1904) ص 345
والكويت: 7: 1904 ص 449 و507 في معنى الكويت وموقعها
واشتقاق اسم الدويدارية (المشرق 8: 1905) وأدوات الطرب عند الأندلسيين: (المقتبس 1: 1906 ص 435 بتوقيع أحد قراء المقتبس. ومدارس الزوراء (مجلة المشرق 10: 1907 ص 385 و440 تناول فيه تاريخ زهاء عشرين مدرسة) ودير الزور: أسماؤها ومعانيها قديما وحديثا (المشرق 10: 1907 ص 488 وعليه تعليق للأب هنري لامانس 10/ 491) وأنواع الأرز المعروفة في العراق (لغة العرب 1: 1912 ص 374) ونقد كتاب (دفع الهجنة في ارتضاخ اللكنة للرصافي (لغة العرب: 3: 1913 ص 239) واليعاسيب في المقتطف 42: 1914 ص 220  بتوقيع أمكح، و(الدواخل والكواسع في العربية) (لغة العرب 8: 1930 ص 15) بلا توقيع
و(الألفاظ اليافثية والهندأوربية في العربية) (لغة العرب 8: 1930 ص 403) ومعجم أسماء النبات لأحمد عيسى بك (لغة العرب 9: 1931 ص 321) و(لماذا أرى اللاتينية من العربية) (الهلال 43 : 1935 ص 415) و
قال ومقالاته في الصحف تربو على (1300) مقالة، ثم أورد مسرد مؤلفاته وهي كثيرة ومشهورة وأهمها (ذيل لسان العرب) قضى في تاليفه زهاء خمسين سنة، وسماه (المساعد) و(ثبت الكتب الخطية المحفوظة في خزانة مبعث الآباء الكرمليين ببغداد) مخطوط في ثلاثة مجلدات تقع في أكثر من ١٠٠٠ صفحة. وصف فيه ١٥٠٠ مخطوط.
و "الشفاء من داء الإنشاء": ألفه سنة 1883 باسمه القديم المعلم بطرس ميخائيل الماريني البغدادي
عن كتاب الأب أنستاس ماري الكرملي وآراؤه اللغوية للدكتور إبراهيم السامرائي (منشورات معد البحوث والدراسات العربية) 1969م

1 - ديسمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
خواطر متفرقة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هذا الباب هو آخر أبواب (أسواق الذهب) رأيت أن أفتتح به هذه المختارات:
 
من بغى بسلاح الحق بغي عليه بسلاح الباطل
 
قبِّح الدَين نطق ففضح وسكت ففدح
 
يستريح النائم من قيود الحياة كما يتروح السجين ساعة في فناء السجن
ما نبه على الفضل الكاذب، مثل الثناء الكاذب
 
نخوة الكلب من الراعي، ومنعة الديك من السطح
 
إذا بالغ الناس استعاروا للهر شوارب النمر
 
قضاء السماء بقضاء الأرض اختلط، وهذا معصوم، وهذا عرضة للغلط
 
الفضائل حلائل، والرذائل خلائل
 
هلكت أمة تحيا بفرد وتموت بفرد
 
في الغمر تستوي الأعماق
 
فراش المتعب وطئ، وطعام الجائع هنيء
 
تغطي الشهرة على العيوب كالشمس غطى نورها على نارها
 
للرياسات أذناب، فلا يكن ذنبك كذنب الطاووس فيذهب ببهائك كله لنفسه، ولا كذنب الفأر فينقطع عنك عند العسل، ولا كذنب النجم فيصبغك بنحسه
 
من عجز عف، ومن يئس كف، ومن جاع أسف
 
الأمم بنيان الهمم: الصالحون يبنون أنفسهم، والمصلحون يبنون الجماعات
 
المدرسة تعلم ولا تحلم، والحياة تحلم ولا تعلم
 
المتحيز لا يميز
 
عاش العالم فمات، ونفق الجاهل كالسائمات
 
الخاصة أذوق لحكمة البيان، والعامة أذوق لحكمة الألحان
 
المال عرضة للآفات فلا تتعجلوها بالسرف
 
ولد البخيل مرحوم، وولد المبذر محروم
 
الثقيل جبل إذا تلطف سقط
 
يد القاتل حمراء تنم عليه في الدنيا وتشهد عليه في الآخرة
 
آس ثم انصح
 
ربما تقتضيك الشجاعة أن تجبن ساعة
 
الخير فيه ثوابه وإن أبطأ، والشر فيه عقابه وقلما أخطأ
 
الخير تنفحك جوازيه، والشر تلفحك نوازيه
 
عليك أن تلبس الناس على أخلاقها، وليس عليك ترقيع أخلاقها
 
العتاب رفاء الود
 
لا سلطان على الذوق فيما يحب ويكره
 
ذنب الطاووس رفع له رأسا، وذنب النجم جر له نحسا
 
الغني مع الفقير في كبد، إذا منعه حسد وإذا أعطاه حقد
 
النصح ثقيل فلا تجعله جدلا، ولا ترسله جبلا
 
الروح اللطيفة تستشف، والنفس الشريفة تستشرف، والضمير النقي مرآة، لو التمس فيها المرء وجه الغيب لرآه
 
رب قارض للأعراض، وعرضه بين شقي المقراض
 
الحكمة قوام الخير الخاص ودعامة الخير العام
 
البصائر كالبصائر: إذا توجهت في وجه ثم لم تتحول عنه رجعت حولى
 
أكثر الفضائل اصطلاح، وجوهرها كلها الصلاح
 
الذليل بغير قيد متقيد، كالكلب لو لم يسد بحث عن سيد
 
تحسن المرأة نصف عليمة، ويقبح الرجل نصف جاهل
 
من أثرى أو ساد، فلا يعدم الحساد
 
إذا خدع الطبيب المريض أعان الدواء، وإذا خدع المريض الطبيب أعان الداء
 
العامة أذناب من يمسح رؤوسهم
 
يهدم الصدر الضيق ما يبني العقل الواسع
 
العاقل من ذكر الموت ولم ينس الحياة
 
يستأذن الموت على العاقل، ويدفع الباب على الغافل
 
قد يداويك من المرض اتقاؤه، ولا ينجيك من الموت إلا لقاؤه
 
الغلط إذا أدرك تبدد، وإذا ترك تعدد
 
المسيح بكر الحكمة
 
على كتب السماء تهجى الحكمة الحكماء
 
كل غائب يسلى إلا الثكلى
 
قلما طار اسم الشاعر في حياته فوقع بعد مماته
 
إذا كثر الشعراء قل الشعر
 
أكثر الشعراء هتافا بشعره أقلهم رواية
 
الحقيقة ثقيلة فاستعيروا لحقائق العلم خفة البيان
 
ما أروع البيض الرعابيب مثل رواعي المشيب
 
تحمل المليحة ثكل الجمال كما يحمل البخيل ثكل المال
 
الشباب أعراس الجمال، والمشيب مآتمه
 
عند الكمال يبتدئ الجمال
 
للجمال حين يزول جلالة الملك المعزول
 
العلماء أشباه إلا من زاد في العلم حرفا
 
السقي بعد الغرس، والتربية قبل الدرس
 
اجتنب التفريط والإفراط، تستغن عن بقراط
 
بغض الكبر إلى النفس الكبيرة، وحببت الصغائر إلى النفس الصغيرة
 
يا أخا العزلة أنت لو طرت عن الناس ما وقعت إلا عليهم
 
من استقام استدام
 
الكسل فالج النفس
 
الوقت مصارع لا يزال بك حتى يصيرك أجلادا رثة، ولا يدعك إلا وأنت جثة
 
في شهوة النفس شقوة الجسد
 
العادة شهوة لازمة قاهرة
 
تهرم القلوب كما تهرم الأبدان، إلا قلوب الشعراء والشجعان
 
الشعر فكر وأسلوب وخيال لعوب وروح موهوب
 
من ذهب يستقصي سرائر النفوس لم يرجع
 
رب استحياء تحته رياء
 
من عرف نفسه بعد جهل وجدها، ومن جهل نفسه بعد معرفة فقدها
 
من ظن أنه يرضى أبدا يوشك أن لا يرضي أحدا
 
من ذهب بنفسه فقدها، ومن ذهب بولده ضيعه
 
السجون إذا امتلأت انفجرت
 
للنفس على كل ما عملت علل من هواها
 
ربما منعتك الحقوق الكلام وألجمت العهود فاك بلجام
 
البلشفية قيصرية. لها جبروت الملك وسرفه، وليس لها جلاله ولا شرفه
 
الوقت عدو مجتهد، لا يدافعه إلا مجتهد
 
الولد: ثقل إذا فسد، ثكل إذا فقد.
 
لو لم يرقص الدينار في النار، ما رقص على الأظفار
 
قيد الحديد عسر، وقيد الحرير لا ينكسر، لعن الله القيد كله
 
لا يقع الملق إلا في نفس غرير أو مغرور
 
قادة الثورة مقودون بها، كالجلاميد تقدمت السيل تحسبها تقوده وهي به مندفعة
 
الثورة جنون طرفاه عقل
 
من استقل بنفسه استوحش، ومن استقل برأيه ضل
 
خطة العاقل في رأسه، وخطة الجاهل في نفسه
 
عادة السوء شهد آخره علقم، وورد في أصوله أرقم
 
الحظ  طير يقع غير مستأذن، ويطير غير مؤذن
 
من أحب المال تعب بجمعه، ومن أحبه المال تعب بتبديده
 
أبى الله أن يتساوى عباده إلا في النوم والموت
 
الأمية شلل الأمم، الناس معها مقعدون وإن خيل إليك أنهم يعدون
 
الرأي المسير إن قعدت عنه تغير
 
العامة تدع صاحبها عند باب التاريخ
 
الحق ملك وإن ملك، عزيز وإن أهين، ديان وإن دين
 
صبر الحازم تجلد وصبر العاجز تبلد
 
القدم إلى جاري المقدور، أسرع من الماء إلى الحدور
 
الماضي يسل عليك يوما
 
اخدع من شئت إلا التاريخ
 
ما مات الحق في قوم وفيهم رجل حي
 
أصدقاء السياسة أعداء عند الرياسة
 
خيل العقول تجري في وجوه المنفعة، وخيل النفوس في وجوه المضرة
 
التاجر في حانوته بين يدي الرازق، فلا ينازع ولا ينازق
 
من لم يتحرك جمد، ومن جمد همد
 
محاسن وجه الدار الخميلة، ومحاسن وجه البلد الفنون الجميلة.
 
خلقت المرأة تنبل بالجمال، فإن فاتها التمست ما ينبل به الرجال
 
عجبت من الصدر يسع الحادث الجليل، ويضيق بحديث الثقيل
 
الحكمة مصباح يهديك حتى في وضح الصباح
 
حببت إلى الشيوخ أحاديث الشباب: حنين الرجل في علته إلى أيام صحته
 
خدع العقل الأمم، ويخدع الهوى العقل
 
رب حسن سمت أتى الرجال من الصمت
 
حب القلوب يزول، ويبقي حب العقول
 
مجد السياسة عرضه للأحداث، وقد ينهدم على أهله في الأجداث
 
إذا طال البنيان عن أسه انهدم من نفسه
 
سلطان الفضيلة أعز من سلطان العشق. سل عذرة عن العفاف كيف قتلها، وسل الأديرة عمن دخلها؟
 
من فقد الضمير لم يجد مس التحقير
 
ارحم نفسك من الحقد فإنه عطب، نار وأنت الحطب
 
كل نار طاهرة مطهرة إلا نار الحقد
 
كاد صفح الوالد يسبق ذنب الولد
 
لو حطمت السن المرأة ما حطمت مرآتها
 
إنما المرء مروءته
 
لا رعد مع صحو، ولا كوعيد العاجز لغو
 
القمل في لبدة الأسد وهو مطلق: أعز من الأسد وهو وراء الحديد
 
الحق المسلح أسد عرينه، والحق الأعزل أسد زينة
 
لا يبحث عن القتلى والقتال دائر
 
الحق كبير فلا تصغروه بالصغائر
 
من حمل نوائب الحق حمل الأمانة كلها
 
العالم في كل زمان بلد، المال فيه أمير آخر الأبد
 
الأعمى من يرى بغير عينه، والأصم من يسمع بغير أذنه
 
التواضع المتكلف زهر مصطنع، لا في العيون نضر ولا قي الأنوف عطر
 
كل بنيان يهدم من رأسه، وبنيان الأوهام يهدم من أسه
 
يؤذي العاقل المفتون، كما يؤذي المجنون
 
الحكمة أن تحسن قولا وفعلا
 
زواج العشق ورد ساعة، وزواج المال ورد صناعة؛ والبركة في زواج موفق يكون لعمارة البلد، وفي سبيل الولد
 
ثلاثة مسخرون لثلاثة آخر الأبد: الفقير للغني، والضعيف للقوي، والبليد للذكي
 
قلما رفعت رجلا نفسه فوضع، وقلما وضعت رجلا نفسه فرفع
 
من ساء خلقه اجتمع عليه نكد الدنيا
 
ضيق الرزق من ضيق الخلق
 
نسج القلوب من شهوات
 
دود الحرير أخرق، هلك تاركا للناس خير ما لبسوا فما تركوا له منه كفنا؛ والنحل حكيم طعم من كل الثمرات ثم أطعم
 
الشباب ملاوة كلها حلاوة
 
لا أعلم لك منصفا إلا عملك، إذا أحسنته جملك وإذا أتقنته كملك
 
إذا رأيت ساعيا مجتهدا تمطله الأسباب، وتطاوله الغايات فاعلم أن حظه قاعد
 
القوي من قوي على نفسه
 
العقول الكبار درر كبار، لا تخلو واحدة من خدش يظهره الخلق أو يخفيه
 
جلائل الرغائب مخبوءة في كبار الهمم
 
يتقي الناس بعضهم بعضا في الصغائر، ولا يتقون الله في الكبائر
 
من علم من نفسه الكرم ربأ بها عن مواقف اللؤم
 
كفى بزوال الألم لذة، وكفى بفطام اللذة ألما
 
من لم يكن في عنان لذة أو تحت مهماز ألم، فليس على ميدان الحياة
 
من عاش وعاشر أمل محبا أو مل محبوبا
 
الجماعات مطايا أهل المطامع تبلغهم إلى منازل الشهرة
 
في الثورة لا يقبل الرأي من أهل المشورة على أصالة رأيهم وصدق نصيحتهم، ولكن على أسمائهم في الألسنة وموقعهم في القلوب
 
 
الناس في الألم والموت سواء، لم تسلم من الدمع جفون ولم يمتنع على الصديد مدفون.
 
الفتيات نائمات فإذا تزوجن انتبهن، والفتيان سكارى فإذا تزوجوا صحوا
 
شبح الفقر غاد رائح على اثنين: زوج المضيعة، وامرأة المقامر
 
باني نفسه لا يبالي ما هدم
 
رب باك كضاحك المزن، دمع ولا حزن
 
من قعد به المال لم يقم به شيء
 
ثورة النفوس تقطع الحبال، وثورة العقول تقلع الجبال
 
المقعد خير من القاعد، والكسيح خير من الكسلان
 
إذا صدقت النية فكل مذهب جميل، وكل رأي أصيل
 
عجز المغتاب أن يكون سبعا، فرضي لنفسه أن يكون ضبعا
 
رأي الجماعات بعضه من بعض، وكله من الفرد كموج البحر بعضه من بعض وكله من الريح
 
من رفع شراع العلم بلغ ساحل الحياة وهو في أول اللجة
 
الجميل إلى الجميل يميل، والحكمة تحب الفن الجميل
 
مثل الشاعر لم يرزق الحكمة؛ كالمغني: صناعة لا صوت
 
العاقل يكلم أناسا ببعض عقله، وأناسا بعقله كله
 
ذكروا للبخل مائة علة، لا أعرف منها غير الجبلة
 
الاعتراف أوجه الشفعاء
 
اعتراف الخاطئات استبسال، وفرار من الاسترسال، فانتشلوهن بعفوكم من الهوة، وأحيطوا ضعفهن من حلمكم بقوة
 
الحكمة في أفواه العلماء، وعلى شفاه الدهماء؛ كالدر يكون في قاع البحور، ويكون في نواعم النحور، وكشعاع الشمس يقع على الوحل كما يقع على الزهر
 
الموت أول المخاوف وآخرها
 
من نقض موثقه، نفض عنه الثقة
 
إذا ذهبت الأمم بقيت الرمم
 
إذا زاد تواضع الكبراء كان تلطفا في الكبر
 
لا يزال الشعر عاطلا حتى تزينه الحكمة، ولا تزال الحكمة شاردة حتى يؤويها بيت من الشعر
 
الوقف من حرص النفوس ويراد به المال لا البنون
 
بين الحلم والخور جسر أدق من الصراط
 
ثلاثة لثلاثة بالمرصاد: الموت للحياة، والشقاء للذكاء، والحسد للفضل
 
خف اليائس فإنه لا يخاف
 
كبر الصغير قبيح كتواضعه، كلاهما في غير موضعه
 
حظ النفس من الحرص حظ المقاتل من السلاح، إذا زاد عن حاجته تخبل، وناء بما حمل، وإذا قصر عنها تقهقر وانخذل
 
اثنان في النار دنيا وأخرى: الحاقد والحاسد
 
الدين السمح في الرجل السمح  والجنس الكريم في الرجل الكريم، فأحبب من ليس من دينك تحبب دينك إليه وأكرم من ليس من جنسك يكرم جنسك عليه
 
آفة النصح أن يكون جدالا، وأذاه أن يكون جهارا
 
في الدنيا مزيد من العقل للعاقل، ومتمادي في الجهل للجاهل
 
اثنان معاديهما في خسر: القوي المغلب، والرجل المحبب
 
شرف الكبراء كالورد في إبان غضاضته: إذا نزعت منه ورقة انحل وانتثر، وانتقد جميعه على الأثر
 
تجمع اللغات على اختلافها الحكمة، كما تجمع شتى المعازف النغمة
 
لا يكن تلطفك مذالا، ولا تحببك ابتذالا فإن الطفيليين أعذب الناس كلاما، وأكثرهم ابتساما
 
أساطين البيان أربعة: شاعر سار بيته، ومصور نطق زيته، وموسيقي بكى وتره، ومثال ضحك حجره
 
من الأمهات تبنى الأمم
 
الأمية في العقلاء شكائم و تتأسى بها البهائم
 
الشباب من الموت خطوة أو ما فوقها، والمشيب من الموت خطوة أو ما دونها
 
الطير لا يقرب أفقا فسد فضاؤه، والحرية تهرب من بلد اختل قضاؤه
 
إذا ضغط على قاضي الأرض في بلد ضغط عليه قاضي السماء
 
شورى من الحجاج وزياد، خير من الفرد ولو كان عمر
 
خذ من مال الناس ما شئت فإن وارثك راده إليهم
 
ليس العلم لك بسفر، حتى يكون لك فيه سطر، وليس الأدب لك كتابا، حتى تزيد فيه بابا
 
الإنسان لولا العقل عجماء، ولولا القلب صخرة صماء
 
من وضع نفسه قصر عن فضيلة التواضع
 
المرء كلف بما ألف
 
المغرور من يظن الناس لا يستغنون عنه؛ والمخدوع من يظن أحدا من الناس لا يستغني الناس عنه
 
من أخل بنفسه في السر أخلت به في العلانية
 
إذا رأيت المرأة لا تدع صلاتها فلا تثق بها كل الثقة، وإذا رأيتها لا تضع مرآتها فلا تتهمها كل الاتهام
 
العاقل لا يثق حتى يجرب، ولا يتهم حتى يتبين
 
ثقة العاطفة شهر، وثقة العقل دهر
 
الثقة وثاق الأحرار
 
الثقة مراتب، فلا ترفع لعليا مراتبها إلا الشريك في المر، المعين على الضر، الأمين على السر
 
من أحسن الثقة بنفسه، فليثق بعدها بمن شاء
 
الوقت آلة الرزق إذا استعمل، وآفة الرزق إذا أهمل
 
يا عدو الزواج: لو كنت العزب القدسي عيسى ابن مريم ما استطعت أن تقطع له، أو تعطل له سنة
 
ليس للدنيا ببعل من خطبها بلا عمل، وصحبها بلا أمل
 
الحق نبي قليل التبع، والباطل مشعوذ كثير الشيع
 
جئني بالنمر العاقل، أجئك بالمستبد العادل
 
لو طلب إلى الناس أن يحذفوا اللغو وفضول القول من كلامهم، لكاد السكوت في مجالسهم يحل محل الكلام. ولو طلب إليهم أن ينفقوا مكاتبهم من تافه الكتب وعقيمها وألا يدخروا فيها إلا القيم العبقري من الأسفار، لما بقي لهم من كل ألف رف إلا رف.
 

4 - ديسمبر - 2010
ذهب شوقي
خاطرة بعنوان الوطن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

خاطرة في (الوطن) وفيها قوله:
(فيا عجبا كيف يجحد الأوطان الجاحد، أو يزعم أن الأرض كلها وطن واحد؛ قضية تضحك النمل في قراها، والنحل في خلاياها؛ وتستبهم على الطير في أوكارها، وعلى السباع في أحجارها وينبئك عنها السمك إذ اتخذ من البحر وطنا شائعا، فولد مهدورا وعاش ضائعا، صغاره طرائد، وكباره موائد، ويتصيد بعضه بعضا إن أبطأ الصائد)
 
 ثم عدد مفاخر مصر فقال: (وفيها سيف"علي" ومغارسه،  وقناة"إسماعيل" ومدارسه، وفيها القصائد البارودية، وليس فيها الخطب النديمية؛ تلك لقربها من كلام الحكمة، وهذى لبعدها عن الإتقان والحشمة ...
 
فإذا أتت السنون، ودارت على الرجال المنون، ولحقت بالمشايع الشيع، وذهب المتبوع والتبع؛ ونامت الحرابي عن الشموس، وحيل بين النار وبين المجوس؛ انفتح كتاب الوطن من نفسه وإذا الحسنات ثم على الصدق محصاة، فلا الحصاة درة ولا الدرة حصاة. ..
 
وليس أحد أولى بالوطن من أحد، فما"باستور" والشفاء في مصله، ولا"كمال" والحياة في نصله: أولى بأصل الوطن وفصله؛ من الأجير المحسن إلى عياله، الكاسب على أطفاله، الفادي الوطن بأشباله، وهم رأس ماله ...
 
فيا جيل المستقبل، وقبيل الغد المؤمل؛ حاربوا الأمية فإنها كسح الأمم وسرطانها؛ والثغرة التي تؤتى منها أوطانها ظلمات يعربد فيها خفاش الاستبداد، وقبور كل ما فيها لضبعه غنيمة وزاد؛  واعلموا أن أنصاف الجهال: لا الجهل دفعوا، ولا بقليل العلم انتفعوا؛ وبنو الوطن الواحد إخوة وإن ذهب كل فريق بكتاب، ووصلت كل طائفة من باب؛ واتبع أناس الإنجيل، وأناس اتبعوا التنزيل؛
 وكل بلاد تسوسها حكومة فاضلة، وتقيدها القوانين
العادلة، وتعمرها جماعة عاقلة عاملة، إنما يفرق فيها بين الوطن الذي هو الحياة وشئونها، والدنيا وشجونها، والحكومة نظمها وقانونها، والمملكة سهولها وحزونها، والدولة أطرافها
وحصونها؛ وبين الدين الذي هو السماء الرفيعة، والذروة المنيعة؛ ولاية الضمائر وسياسة السرائر.
فاطبع اللهم كنانتك على هذا الغرار، وأعدها كما بدأتها محلة الأبرار. واجعل أبناءنا أحرارا ولا تجعلهم أنصاف أحرار.
ربنا وأنزلهم على أحكام العقول وقضايا الأخلاق، ولا تخلهم من العواطف، وإن كن عواصف؛ ولا تكلهم للأهواء فإنها هواء؛ وخذهم بروح العصر وسنة الزمان، واجعلهم حفظة العرش وحرسة البرلمان.
 

4 - ديسمبر - 2010
ذهب شوقي
قبر الجندي المجهول    كن أول من يقيّم

ذلك الغفل في الرمم صار نارا على iiعلم
ولا يعلم إلا الله ألرعديد، أم لصنديد؟ ولبطل مشوق، أم لمكره مسوق؟ ولشيطان استعماري، أم هي لربي حواري؟ ولمغمور من سواد الجند، أم لمأثور من بيض الهند؟ وهل كانت لبدة أسامة، أم كانت جلدة النعامة؟ وهل هي هيكل المتنبي أم وعاء أبي دلامة.
لو كان لعيسى ضريح، لقلت قبر المسيح، كل جريح إليه يستريح، يقف به المحزون المتهالك، يقول هذا كله قبر مالك"؛ وكأن كل أخت حوله الخنساء، وتحت ذلك الحجر صخر؛ وكل أم ذات النطاقين أسماء، وعبد الله في ذلك القبر
ذهب رحمه الله لا عن ولد يرمينا بجنادل أبيه، ولا أخ يسحب علينا أكفان أخيه، وكفانا تجني الشيعة، وإدلال الصنيعة، وكل حرباء يتسلق الناس شجرا إلى الشمس، يعبدها على مناكبهم من المهد إلى الرمس.

4 - ديسمبر - 2010
ذهب شوقي
قناة السويس    كن أول من يقيّم

وفيها قوله يصف خروجه من مصر منفيا:
إن للنفي لروعة، وإن للنأي للوعة، وقد جرت أحكام القضاء، بأن نعبر هذا الماء؛ حين الشر مضطرم، واليأس محتدم، والعدو منتقم، والخصم محتكم، وحين الشامت جذلان مبتسم، يهزأ بالدمع وإن لم ينسجم، نفانا حكام عجم، أعوان العدوان والظلم، خلفناهم يفرحون بذهب اللجم، ويمرحون في أرسان يسمونها الحكم.
ضربونا بسيف لم يطبعوه، ولم يملكوا أن يرفعوه أو يضعوه، سامحهم في حقوق الأفراد، وسامحوه في حقوق البلاد،
رويدكم : تلك التنائف، من تاريخكم صحائف؛ وهذه القفار، كتب منه وأسفار؛ وهذا المجاز هو حقيقة السيادة ووثيقة الشقاء أو السعادة؛ خيط الرقبة، من اغتصبه اختص بالغلبة، ووقف للأعقاب
عقبة؛ ولو سكت لنطقت العبر، وأين العيان من الخبر
.
جيش غيرنا فرسانه وقواده، ونحن بعرانه وعلينا أزواده؛ ديك على غير جداره، خلاله الجو فصاح؛ وكلب في غير داره، انفرد وراء الدار بالنباح.
القناة وما أدراكما ما القناة؟ حظ البلاد الأغبر، من التقاء الأبيض والأحمر؛ بيد أنها أحلام الأول ...وما إسماعيل إلا قيصر، لو أنه وفق، والإسكندر لو لم يخفق؛ ترك لكم عز الغد، وكنز الأبد، والمنجم الأحد والوقف الذي إن فات الوالد فلن يفوت الولد
 
ثم يعدد من مشى على رمال مصر من الأنبياء وأولهم إبراهيم محطم الأصنام وباني البيت الحرم، ثم يوسف يرسف في القيد من كيد إلى كيد، ثم موسى أول من اقتحم على الفرد جبروته وهتك على المستبد طاغوته قال: (وعلى هذه الأرض مشت السماء الطاهرة، والنيرة الزاهرة، والآية المتظاهرة؛ أم الكلمة، وطريدة الظلمة؛ سرحوا في عرضها فأخرجوها من أرضها، فضربت في طول الأرض وعرضها؛ يوسف حاديها، وجبريل هاديها، والقدس ناديها، والطهارة أرجاء واديها؛ وعلى ذراعها مصباح الحكمة، وجناح الرحمة، والإصباح من الظلمة ... فيا لك من دار، لعبت على عرصاتها الأقدار، ناويت موسى، القريب؛ وآويت عيسى، الغريب، نبوت بالنبي وحبوت الأمن عيسى وهو صبي، عذرك لا تنضى إليه المطي فإنما غضبت لابنك القبطي)
ثم سرد الحملات الشهيرة على مصر التي (ملأت هذه الفجاج وكأنها حركات الأمواج ثم تدفقت تكتسح الديار باغية السيف طاغية النار) وتريا ابن العاص والصحابة، مروا من هذه الأرجاء مر السحابة؛ يفتحون للحق، ويفتكون بالرق ... وتريا صلاح الدين يخفى كالبدر ويبدو، ويروح كالغيث ويغدو. ... وتريا إبراهيم بن علي مشهور الجراز، موفور الجهاز، ملك سوريا وضبط الحجاز.
ثم انظرا اليوم تريا القناة في يد القوم إن أمنوا ركزوها، وإن خافوا هزوها.

4 - ديسمبر - 2010
ذهب شوقي
الحرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

وفيه قوله يصف الحرية: الحميراء الغالية فتنة القرون الخالية، بنت العلم إذا عم والخلق إذا تم، الجهل يئدها والصغائر تفسدها( تكبيرة الوجود، في أذن المولود) (العزيز من ولد بين سحرها ونحرها، وتعلق بصدرها، ولعب على كتفها وحجرها) ( ضجيعة موسى في التابوت، وجارته في دار الطاغوت، والعصا التي توكأ عليها، والنار التي عشا إليها) (جبلة المسيح وإنجيله، الذي حاربه جيله) (ظعينة محمد عن نفسه وقومه (1)... عن أمسه، ويومه) و(روح بيانه ومنحدر السور على لسانه) (لا يستعظم فيها قربان، ولو كان الخليفة عثمان بن عفان)
تولد (بين الدم المطلول، والسيف المسلول، والنظم المحلول) (مولود حمله قرون، ووضعه سنون وحداثته أشغال وشئون)( فرحم الله كل من وطأ ومهد، وهيأ وتعهد  استشهد قبل أن يشهد)
"فيا ليلى" أين قيسك المعول؟ ومجنونك الأول؟ حائط الحق الأطول، وفارس الحقيقة الأجول؛ أين مصطفى؟ زين الشباب، وريحان الأحباب. وأول من دفع الباب، وأبرز الناب، وزأر دون الغاب؟.)
_______
(1) العبارة مضطربة يرجى ممن عنده نسخة مطبوعة أن يصححها لنا

4 - ديسمبر - 2010
ذهب شوقي
 479  480  481  482  483