البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 46  47  48  49  50 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
خطة قدمكن على مسرح السوربون     ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

 
                                                                      خَطِّة قدمكن ......
 
 
لطالما دبكنا عندما كنا صغاراً في حفلات آخر السنة المدرسية على أغنيات مثل : يا حجل صنين ، ودبكة لبنان ، وبيي راح مع هالعسكر ، وعنِّي يا منجيرة عِنِّي ، ويا ظريف الطول يابو الميجانا ، ومراكبنا الع المينا ...... لكن الأغنية الأكثر حماسة للدبكة بقيت بدون شك " خطة قدمكن ع الأرض هدَّارة " . ولهذه الأغنية وقع خاص في نفسي وحكاية طريفة سأرويها لكم في هذا المجلس الطيب الريح .
 
كنت قد أتيت حديثاً إلى باريس في العام 1984 ، وكنا مجموعة من الفتيات والشبان تربطنا معرفة وبعض الصداقة ، وتجمعنا الغربة ، والحنين إلى رائحة الأرض والبلاد ، فكنا  فنفتش عنها هنا وهناك ، في صحن التبولة ، في طبخة المجدرة بالزيت ، في أغاني فيروز ووديع الصافي ، وما لم نجده أحياناً اخترعناه ، كما فعلنا في اليوم الذي قررنا فيه إنشاء فرقة للدبكة .
 
 وبحثنا طويلاً بوقتها عن مكان نتدرب فيه حتى رضيت إدارة البيت اللبناني التابع للمدينة الجامعية “Cité Universitaire “   بإعارتنا إحدى صالات الرياضة ساعتين في مساء يوم الخميس من كل أسبوع . وكان هناك في الأفق حفلاً ستقيمه جمعية " النجدة الشعبية اللبنانية " لجمع التبرعات من أجل إعمار مستشفى في جنوب لبنان ، وكنا بعيد الإجتياح الإسرائيلي الذي حصل في العام 1982 . فكانت تدريباتنا موجهة للمشاركة بهذا الحفل على أن نقدم فقرة الدبكة .
 
 ورحنا نتدرب ، أسابيع وأسابيع من التمرين كنا نعاني للوصول فيها إلى البيت اللبناني في تلك المساءات الشتوية القارسة البرودة ، تحت الثلج أحياناً لأن فصل الشتاء كان استثنائياً في تلك السنة ، وكان من الصعب تكوين الفرقة لأننا لم نكن أطفالاً ، ولا محترفين ، كنا جميعاً طلبة دراسات عليا ، ولم يكن يجمعنا سوى خيط الحنين هذا ولكل واحد فينا رأيه ومزاجه .....
 
في اليوم الموعود ، كان منظمو الحفل قد استاجروا قاعة كبيرة في الدائرة الخامسة من باريس ودفعوا لقاء ذلك ثمناً باهظاً ، وكان من شروط عقد الإيجار إخلاء القاعة في الساعة الثانية عشرة ليلاً ( كما في حكاية سندريللا ) . وبما أن " نمرتنا " كانت الأكثر تشويقاً والأكثر إنتظاراً من الحضور ، فلقد قرروا بأن نقدمها في آخر العرض لمحاولة استبقاء الجمهور حتى آخر الحفل . كنا خلال ذلك الوقت قد لبسنا الثياب الفولوكلورية التي سندبك بها  ورحنا نلم التبرعات من الحضور ، فخلقنا جواً من البهجة والفرح كان محبباً ودفع بالناس للتبرع بسخاء لأنهم شعروا بالتعاطف والألفة . ثم ، بعد أن غنَّى من غَنَّى ، ومَثَّل من مَثَّل ، وخَطَبَ من خَطَبَ ، وأكل من أكل ( كانت هناك استراحة للأكل ) جاء دورنا ، فعلا التصفيق وماجت القاعة بالترحيب ، فوقفنا صفاً واحداً بثيابنا الزاهية وشبكنا أيدينا بحماس استعداداً للحظة الحاسمة : وعلا صوت فيروز من المكبرات الكبيرة :
 
يا قمر مشغرة ، يا بدر وادي التيم
يا جبهة العالية ، وميزرة بالغيم
قولوا نشالله القمر ، يبقى مضوي وقمر
لا يطال عزّه حدا ، ولا يصيب وجّه ضيم
 
خطة قدمـــ ....... وانقطعت الكهرباء ، وكنا قد رفعنا قدمنا فقط عن الأرض ولم نكن قد خبطناها بعد !
 
وساد الهرج والمرج ... قاعة فيها ألوف الأشخاص غرقت في الظلام الدامس ، وحرنا وصرنا نتساءل ما الذي حصل ؟ وعرفنا بأن متعهد الصالة قطع عنا الكهرباء في الثانية عشرة ليلاً تماماً كما ينص العقد حرفياً وكما تنص حكاية سندريللا ( التي هي أجنبية ) . وبالجهد الجهيد تم إقناعه بإضائتها عشرة دقائق إضافية ريثما يخرج الناس من الظلام إلى النور ، يعني إلى الشارع  .
 
ولم ندبك ! وشعرنا بالخيبة والحسرة والحقد على متعهد الصالة الجشع ، وعلى منظمي الحفلة الذين أبقونا للآخر ولم يراعوا شروط العقد ... . وكان النقاش قد حمي بيننا وتحول إلى شبه " جدال ساخن " عندما اقترب منا أحد الشباب من أصحابنا وقال بكل هدوء :
 
ــ ما رأيكم أن تدبكوا في مكان آخر ؟
 
فأجابه واحد منا ظناً منه بأنها مزحة : " صحيح ، ما رأيكم لو نذهب لندبك في الشانزليزية ؟ "
 
وأضاف آخر : " سندبك على قوس النصر ( Arc de triomphe ) "
 
لكنه أجاب : " لا ، لا في السوربون ! والله عن جد ، هناك حفلة تقام الآن على مسرح الجامعة وأنا مسؤول عنها ، سأضمكم إلى البرنامج .......... وهيك بتعملوا دعاية للبنان ، وأنتو أصلاً لابسين وجاهزين ومتدربين ومش ناقصكن شي ، ليش ترجعوا عى البيت خسرانين ؟ " .
 
وطاوعناه من أجل الدعاية ، وذهبنا كلنا ، كل الفرقة ذهبت معه إلى شارع سان جاك ، لننزل ضيوفاً على تلك الحفلة الجامعية التي يبدو بأنها كانت مملة وكانت قد شارفت على الإنتهاء حين وصولنا ، ولما أعلن صديقنا عن المفاجأة في الكواليس لمقدم الحفلة ، رحب بنا هذا الأخير كل الترحيب ، ولم يتردد لحظة واحدة عندما رآنا متجمهرين عنده باللباس البلدي المزركش ، وكنا كالعسكر المهزوم ، فانتزع شريط الكاسيت الذي يحتوي على الأغنية من يد صديقنا ، ودفعه إلى من كان " يهندس " الصوت ، وسارع بالدخول إلى المسرح للإعلان عن وجودنا ، قبل أن نختلف مع بعضنا ونغير رأينا ، وهتف بأعلى صوته :
 
ــ والآن ، مسك الختام والمفجأة الكبرى التي خبأتها لكم في هذه السهرة ! فرقة دبكة لبنانية وصلت حديثاً من لبنان خصيصاً للإشتراك في هذه الحفلة ، وستقوم بتقديم عروض رائعة في باريس ، وسيكون لي شرف تقديمها لكم ولأول مرة في فرنسا ، وسيكون لكم سبق مشاهدة العرض الأول لهذه الفرقة ، فلا تتحركوا من مكانكم وانتبهوا جيدا لما سيحصل فأنتم على موعد مع قنبلة الموسم القادم :
 
ورفعت عنا الستارة ، ولا أدري كيف كان منظرنا ، لكن المسرح كان ضيقاً لا يتسع لنا صفاً واحداً كما كنا قد تدربنا ، فقسمنا أنفسنا إلى صفين : خلفي وأمامي ، ، ولما صدحت فيروز في مسرح السوربون " يا قمر مشغرة " صرنا ندعو الله رب العالمين بأن لا تنقطع الكهرباء........ خطة قدمكن ( قالت فيروز ) ، ولما جئنا لنخبط بقدمنا على المسرح الذي لا نعرفه ، وجدنا الأرض تحتها غير مستوية لأنهم كانوا قد مرروا في ذلك المسرح القديم الكابلات والأسلاك الكهربائية تحت الموكيت ، وكان من المستحيل أن نخبط عليها دون ان نتكعبل ونقع ، فصرنا نتقدم قليلاً او نتأخر قليلاً لنبحث عن مكان نخبط عليه بقدمنا الهدَّارة ، ولم نعد صفاً ولا صفين ، صرنا عشرة ، وتبلبلت خطانا ، وصار من في القاعة يضحكون وهم يصفقون لنا بكل حماس لتشجيعنا ظناً منهم بأننا فرقة استعراضية " على باب الله " وسوف ينقطع رزقها بعد هذه الهزيمة ، وثابرنا نحن على دبكة العميان تلك حتى نهاية الأغنية ، ونحن نحاول بأن نستهدي ، بلا طائل ، بقائد الفرقة الذي كان قد تركنا لوحدنا وانبرى يدبك لوحده في المقدمة .
 
ورغم ارتباكنا وحيرتنا ، إلا ان الموسيقى والأضواء والثياب الزاهية وصوت فيروز كلها غطت على الباقي ، ودبت الحياة في القاعة ، ودب الحماس ، وعلا التصفيق من كل جانب ، وكان ختام تلك الحفلة مجلياً ، وكانت أمسية لها ذكريات جميلة تركت أثرها في حياتنا .
 
 

25 - أكتوبر - 2007
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
ما ريدو ، ما ريدو ....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
أذكر في بداية الستينات ، وكان عمري سنتين أو أكثر بقليل ، وكنا لا نزال نسكن في البيت الذي ولدت فيه مقابل البحر وبساتين اللبمون ، وفي تلك الفترة كانت شهرة سميرة توفيق وفهد بلان تملأ الآفاق . وكان هناك سيارة للبوظة تأتي عصر كل يوم إلى حارتنا ، وكان بائع  البوظة يضع أغاني لسميرة توفيق وفهد بلان في مكبر الصوت ليعلن عن حضوره ، فكان الأولاد يركضون بحماس خلف مكبرات الصوت ، وبعضهم كان يحاول التعلق بالصندوق الخلفي لسيارة البيك - أب ولو لبضع لحظات ، وكان هذا التمرين كثير الشيوع ، ومن ضمن استعراضات الفتوة بين أولاد الحارة ، وكنت عند هذا النداء ، أركض بلهفة إلى البلكون لأشاهدهم ، ولأسمع الصوت المؤثر لسميرة توفيق يملأني رهبة وفرح :
 
لو صفوا لي الدهب
من بيروت لحلب
ما ريدو ما ريدو
هالأسمراني ما ريدو ....
 

26 - أكتوبر - 2007
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
رميت الشمع ، طفيت الورد ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كان والدي ، رحمه الله ، لا يحب عبد الحليم حافظ ، فكنا نحن لا نحبه بالتالي لأننا كنا نحب ما يحبه ونبغض ما يبغضه . وكان يشتري أسطوانات لأم كلثوم ووديع الصافي وفيروز وفريد الأطرش وناظم الغزالي . لكن أغنية " زي الهوا " كانت قد انتشرت انتشاراً مدوياً ، فكنا نسمعها في كل مكان ونحفظها رغماً عنا ، شئنا أم أبينا . وكان أخي " محمد " صغيراً جداً في تلك الفترة ولم يكن قد خضع بعد لسلطان مزاجية أبي " الإيديولوجية "  فكان يحب أغنية " زي الهوا " ويردد مع عبد الحليم ، بصوته الصغير ، ودون ان يفهم من كلماتها شيئاً :
 
رميت الشمع ، طفيت الورد يا حبيبي 
 
 

26 - أكتوبر - 2007
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
البوغانفيلي    كن أول من يقيّم

 
زهرة الوغانفيلي هي الأكثر غرابة إذا لزمت الموت . كل زهر آخر يذبل ، ويجف ، وينكمش ، ويتهرأ ، بخاصية الانفصال عن النسغ المغذي آن سقوطه ، تقادماً أو عنوة ، إلا زهر البوغانفيلي يبقى على حاله من حفظ اللون ، وثبات النسج ، كأنما هو قماش وليس نبتاً .
 
أهو استحواذ الجفاف على خياله يصيره زهراً فيه تركيب حَنُوطه ؟ زهر يخترعه النبات على صورة الآلة التي ترمم الوقت .
 
سليم بركات :
 " الأقراباذين " ( هواء قيد الدرس ) .
 
 

3 - نوفمبر - 2007
نباتات بلادي
أسئلة محيرة    كن أول من يقيّم

أول سؤال يتبادر إلى ذهني أستاذ أحمد ، بعد التحية والشكر الجزيل ، هو معرفة ما إذا كنت مطمئناً إلى المخطوط الذي قمت بترجمته من الإيطالية ، وإذا كنت تعتقد بوجود نص إسباني ، غير النص الموجود حالياً في المكتبة الوطنية بمدريد والذي فهمنا بأنه مترجم عن النسخة الإيطالية ، ترجمت منه النسخة الإيطالية ؟ فالكنيسة الكاثوليكية تعترف بوجود إنجيل بارنبا بدليل أنه ورد في قائمة الكتب الممنوعة ( المحرفة ) التي أصدرها البابا جلاسيوس الذي ترأس الكرسي البابوي في العام 492 ، لكن المشكلة هي في إثبات أن النص الذي بين يدينا هو النص الصحيح لإنجيل بارنبا .

4 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
الياسمين البلدي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
هذا النص ، وهذه الصور الجميلة ، هي لشاعرتنا وأديبتنا الغرة : لمياء بن غربية ، ياسمينة الوراق :
 
 
 
تمنحنا الطبيعة في فصل الخريف أحيانا صورا تعطي معنى للنضرة وللصمود، وسط اجواء من الصقيع والزمهرير الطاغي، فتكسبنا مشاعر لا حصر لها لا تزيدنا إلا إعجابا بروعة الخلق ،ولا يسعنا إلا أن نقول سبحان الله موجد الجمال وباعثه في الجماد...استيقظت اليوم إثر سقوط شعاع من أشعة الشمس المنكسرة على وجهي ، فدب في الأمل بعد أن لفت الغمامات السماء زمنا، وفتحت نافذتي لأرى الكون المغرد المشع بالأنوار والأزهار التي راحت تشدو معانقة الأثير ، فذكرت نباتاتي الفتية وأوراقها الناعمة الندية التي باتت تشكو جفاف الهواء..وعدت إليكم من حديقتي المتواضعة الصغيرة ببعض الصور ...
 
 
منذ صغري أحببت الأزهار الناعمة الهادئة ،وتيمت بالورود ذات الأشواك الجارحة ، ورأيت فيها صورة الفتاة في خدرها ، ناعمة في حيائها ،عنيدة في إبائها، حرة عربية صادقة وعذبة ...شذاها سالب للألباب ، وعلاها شموخ بتواضع العظام ، فكانت تلك رؤيتي الوحيدة لها ، بعيدا عن التطلع لقطفها بقسوة وطمع ، وسلب ريحها بأنانية وجشع ، فكانت الأزهار روح النقاء في الوجود التي لا أمد يدي لانتزاعها وإنما لحملها على حواشي الى أغلى الناس وأحبهم الي ...ومنذ ذلك الزمن ،ترسخ في قلبي هوى أزهار الياسمين البيضاء التي كنت كثيرا ما أرى جدتي رحمها الله حانية عليها ، وواضعة إياها على وسادتها التي تفوح بالعطر الزكي...ومنذ ذلك الحين ، منذ صباي، بدأت قصتي مع الياسمين الذي أهديه الى كل قلب حنون وإلى كل ام والى كل شاعر مرهف الاحساس...الى كل إنسان عرف معنى الانسانية والحياة...
 
وكل الشكر والمودة لك يا لمياء ، وأما شكرك لنا ، فلقد احتفظت به في صفحة الصور وفي قلبي ذاكرتني ، فلا تسألي عنه إلا هناك .
 
 

5 - نوفمبر - 2007
نباتات بلادي
البخور والذهب والمر    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 
كل التحية لك والسلام أستاذ احمد : كنت بالأمس أقرأ ما تكتبه بكل الدهشة التي عادة ما تعتريني أمام ما هو جميل وجميل ، وكانت الفقرات تتساقط بين يدي بسخاء فأتلقفها بسعادة توازي تلك الدهشة ، لأنني كنت أقرأ في نفس الوقت الذي كنت ترسل فيه فقرات موضوعك ، ثم أسارع لتلقي فقرة أخرى ، مرة بعد مرة ، حتى تملكني شعور بأنني أشهد ولادة حدث عظيم ، ثم لما بحثت عن البخور والذهب والمر ولم اجدها عندي ، وقعت عليها في هذه الأبيات :  
 
كـتـابٌ لـلـخلود به مثولُ وأوراقٌ  بـأسـطرها iiخيولُ
ولـيـس  أداء محترف قدير فـحسبُ  وإنما الهدف iiالنبيل
وصرح من صروح العلم سام تـجـسـد فيه تاريخٌ iiطويل
وأمضى  ما رأى وجها iiلوجه بـأحـمد إيبش القلم iiالأصيل
بـحوث  هنّ من ذهبٍ غديرٌ يـصـفق فيه برنابا iiالرسول
وأحـسب كان جدك من iiقديم فـشـاء  الله فـي يده iiتؤول
تـهـنئه  الملائكُ في iiعلاها بـسفرك  ما كتبت وما iiتقول
ومـا تخلو السماء يكون iiفيها بـطـارقـة  وأحبار iiعدول
شـهود  ما نظرت إلى iiشهود بـصـائرهم بكتب الله iiحول
وقـيـمة  ما كتب أجل iiقدرا وأرفـع أن يـقـيمها iiجهول
 
وقلت بأنني سأكتفي  بما قاله الأستاذ زهير وكيف أزيد ؟
 
أما إسكلة بيروت فهو تعبير جديد على مسمعي لأننا تعودنا في طرابلس أن نطلق اسم الإسكلة على بلدة الميناء ، ولم أك أعرف بأن اللفظة إيطالية ، وقبلها يونانية ، وان عسقلان في فلسطين يجب أن تكون بالأساس : إسكلة . وهل أصلها أكادي ؟
 
يقول جاك جومية : jacques Jomier  في مقالة منشورة له على الأنترنت وكانت قد نشرت في صحيفة : Esprit & Vie, 109e année. n° 22, 18 novembre 1999 بأن المخطوط الأصلي الذي كتب بالإسبانية لأول مرة ، قد نوه عنه في مخطوط أخر موجود في مكتبة مدريد الوطنية تحت الرقم : (ms9653, f° 178) . ودون ان يذكر اسم هذا المخطوط أو طبيعته ، فهل أنت على علم به ؟ وهذه المقالة التي اتحدث عنها أجدها بالغة الأهمية لأنها تمثل وجهة النظر الرسمية للكنيسة الكاثوليكية الفرنسية وقد لاحظت بأن كل المقالات الأخرى التي كتبت بالعربية تعتمد عليها . فما رأيك ؟
 

6 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
حكاية الصندوق    كن أول من يقيّم

 
صباح الخير أستاذ أحمد : من الصعب علي الإحاطة بكل أبعاد موضوعك الهام وبكل تفاصيله ، ويبقى منه الجانب الأهم وهو الإنجيل نفسه وما يتركه لدينا من انطباعات لدى قراءته ، فإنجيل بارنبا بنسخته المترجمة السابقة لا يبدو متماسكاً ، وكنت قد أشرت إلى هذا في حديثك عنه أكثر من مرة ، فالدليل الأول على صحة أي فكرة يكمن في تماسكها المنطقي وقبل أي دليل آخر .
 
سأحاول إعادة تلخيص بعض الأمور وأرجو أن تصحح ما يمكن لي أن أرتكبه من الأخطاء :
 
تعتبر الكنيسة القديس بارنبا أحد تلامذة المسيح (وعددهم 72 ) ، ويعرف على انه من أصحاب القديس بولس ومن ثم القديس مرقس وبأنه أسس الكنيسة المسيحية في قبرص ( موطنه الأصلي ) ويحتفل بعيده في الحادي عشر من حزيران في كل عام . ولقد تأسس في إيطاليا ( ميلانو ) ديراً باسم الآباء البرنابيين ، أسسه الأب أنطوان - ماري زكريا في العام 1530 وهو من أتباع بولس . إنما لم تعترف الكنيسة وذلك منذ عهد البابا جيلاسيوس ( 492 أي قبل الإسلام ) بالإنجيل المنسوب إلي بارنبا بل تعتبره مزيفاً وكان من الكتب الممنوعة .
 
سنسمع عن هذا الإنجيل لأول مرة مجدداً في العصر الحديث من المستشرق الإنكليزي الذي ترجم القرآن الكريم : جورج سال في العام 1734 وفي مقدمته لهذه الترجمة وكان قد قرأ النسخة الإسبانية والتي تقول مقدمتها أيضاً بأنها مترجمة عن الإيطالية . هذه النسخة ( الإسبانية ) سوف تظهر للمرة الأولى في مكتبة سيدني في أستراليا العام 1976 بنقص هائل يعادل ثمانين فصلاً ( من الفصل 120 وحتى 200 من مجموع 220 فصل ) . بينما كانت قد ظهرت ترجمة لإنجيل بارنبا في العام 1907 من قبل لونسديل ولورا راك ( في أكسفورد وكانت للرد على مسلمي الهند وبالخصوص مؤلف لرحمة الله خليل القيراناوي ظهر في اواخر القرن التاسع عشر ويتحدث فيه عن إنجيل بارنبا ) تبعتها للحال الترجمة العربية على يد خليل سعادة في العام 1908 .
 
رأي الكنيسة في أصل هذا الإنجيل : تتحدث الكنيسة عن عملية " إختلاق " قام بها مسلمو الأندلس الذين كانوا ( برأي الكنيسة ) يظهرون التنصر ويبطنون الولاء للإسلام : القصة بدأت في العام 1588 ( بعد إستعادة الإندلس من المسلمين ) عندما قاموا بهدم مئذنة أحد الجوامع بحجة أنها تعيق بناء كنيسة كبيرة في قرطبة ،  فعثروا تحتها على صندوق يحتوي على بقايا وثائق وكتابات جرى الإعتقاد بوقتها بأنها تعود إلى عهد الرسل وتاريخ الدعوة المسيحية في إسبانيا . وظهر للنور من بينها حينها كتاب محفور على صفائح رصاصية مكتوب باللغتين العربية والقشتالية من المفترض أنه عائد لعهد الرسل . عندها اضطرت السلطة الكنسية لدعوة مجموعة من الموريكيين ( المشكوك بانتمائهم إذاً من قبل الكنيسة ) لترجمة هذه الوثائق ، وأن البعض يتساءل ما إذا كان هؤلاء قد ترجموها بما يوافق هواهم ؟
 
هذه الصفائح كانت تحمل اسم " الإنجيل الصحيح " وهو إنجيل بارنبا ، وتروي قصة هذا الإنجيل وكيفية قدومه إلى اوروبا . ( ومن هنا تعتقد الكنيسة بأنه قد ترجم للمرة الأولى إلى الإسبانية وليس إلى الإيطالية لأنه من ترجمه للمرة الأولى هم موريكيو إسبانية ) . غير ان قصة العثور عليه في مكتبة البابا سكستين الخامس جرى اختلاقها لإضفاء صفة الشرعية عليه .
 
طبعاً هذا الكلام ( المنطقي ) يدين نفسه . فلما لا تكون ترجمة هذا الكتاب صحيحة ؟ وهناك طبعاً دلائل تقدمها الكنيسة على عدم صحته لا مجال للتوسع بشرحها الآن كي لا نضيع ، لكنها غير متماسكة كلية .
 
سأترك هذا الموضوع معلقاً هنا لنرى رأي الأستاذ أحمد ونستمع إلى تعليقاته مع الإشارة إلى ان مصدر هذه المعلومات هو مقالة الأب جومييه .
 
 

8 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
كما الأعمدة ، سعيد عقل    كن أول من يقيّم

 
كل التحية والشكر لك استاذنا القدير . كنت على يقين بأنك لا تزال تبحث عن يارا ، وكنت أسلي هذا الملف الجميل أحياناً ببعض التعليقات التي تلامس موضوعه من قريب أو من بعيد . أما سعيد عقل فهو من جبالنا الشامخة ، تماماً كما الباروك وصنين وجبال الأربعين ، وهذا ما سيبقى منه للبنان وللشعر ، شموخ فكره وعبقريته ، لكن الحرب أفقدتنا الذاكرة وجعلتنا ننسى أحياناً بأنه إنسان ، وجعلته ينسى حقائق راسخة كهذه الحقيقة لأنه أيضاً إنسان . كنت قد كتبت تعليقاً في ملف الوطن والزمن المتحول ( صفحة 43 ) حول موضوع سعيد عقل وآرائه في السياسة بعنوان : " أصلي وأصل شكسبير " أنصحك بقراءته للفكاهة ، لكن سعيد عقل هو شاعر عظيم يتجاوز بكثير حدود الزمن الذي نعيشه ويحلق فوقه كنسر السماء :

                                                من شاعرُ ؟
 
 
 
لا مـذ بَـكـيـتُك، لكِنْ ، قَبلُ ، مُذ iسكَتَت
 
يَـراَعـةٌ  لـكَ ، قَـلَّ الـهَـمُّ في iiالغُصُنِ
غَـصَـصـتُ  بـالدَّمع ، هل فَرّتْ iiبَلابٍلُنا
 
طُـرّاً ، فـمـا مـن شَـجِيٍّ ، بعدُ ، أو iiلَسِنِ
أنـا  الَّـذي قـال : يـا شِعْرُ ، آُبكٍهِ iiوأجِدْ
 
مِـن  قَـبـلِ مـا كان لا ، يا شِعرُ لم iiتَكُنِ
 
مِـنَ الـيـنـابيعِ ، من عَينَيَّ صَوتُكَ ، iiمِن
 
ضَـوْع الـبَـنَـفـسجِ ، أضلاعٌ له iiوحِنِي
سِـرُّ  الـرَّنـيـنِ ، وهَـلْ إلاَّكَ iiيَفضَحُهُ ؟
 
يـا  نَـاقِـرَ الـعُودِ ، منه العُودُ في iiشَجَنِ !
والـكـونُ ،  قُـلْهُ رنِينَ الشِّعر ، قُلْهُ iiصَدىً
 
لِـكَـفِّ  رَبِّـكَ إذ طَـنَّـت عـلى الزَّمنِ
مـا  الـعُمرُ ؟ ما نَحنُ ؟ ما هذي التي iiكَتَبت
 
قَـوسَ الـغَـمـام ِ وغُـنجَ الزَّنبَقِ iiالغَرِنِ ؟
تَـشَـظَّـيـاتُ نُـجُـومٍ عـن يَدٍ iiفَجَرتْ
 
حُـبَـيْـبـةَ  الـشَّيءِ ، وَجهُ اللهِ منهُ iiدُنِي
فَـنَـحـنُ  هَـذونَ ، لـمـاَّ نبقَ في iiسَفرٍ
 
عـلـى  الـرَّنـيـنِ ، نُجُوماً رُحَّل iiالسُّفُنِ
 
حَـبَـبـتُ فـيـك الـبَلِيلَ البَثَّ ، لا iiيَبِساً
 
لِـلَّـيـل غَـنَّـى ، وغَنّوا للضُّحَى iiالخَشِنِ
مـن  لا يـضِـجَّ ، ويُـبـقِ الآهَ سـيِّـدةً
 
عـلـى الـكَـلامِ ، يُـؤَخ ِالطَّيرَ في iiالفَنَنِ
نَـسـجُ الـتَّـنَـهُّـد لكنْ لا يُهَلهِلُهُ
 
سهلٌ فـفـي خَـيـطِـهِ مـن شـمـخةِ iiالقُنَنِ
ضَـوءٌ خَصِصْتُ به ، بَعْضُ الَّذي iiاحتفظَت
 
بـبـعـضِـه  الشَّمسُ إذ هَلّت على iiعَدَنِ
 
مـن شـاعـرُ ؟ مَـن تَـظَلُّ الرِّيحُ iiدارَتَهُ
 
َتـرْمـي  بـأَبـراجـها في الأُفْقِ لم iiتُشَنِ
حِـجـارُهـا  شَـرَفٌ ! فـاسـمَعْ iiتَنَفُّسها
 
بـالـنُّـبـلِ ، قُـلتَ : بهِ قَبْلَ الجَمال iiعُني
أكـيـدةً مِـنْ هُـنـا ، مـن مـقلَعٍ وقَعَت
 
عـلـيـه  رَيّـا غُـصُـون الأرْزة iiاللُّدُنِ
اللهُ نَـحـنُ ! أمـا نَـحـيـا iiلأغـنـيـةٍ
 
نَـشـوَى بـهـا لَـفْتَةُ العِقبان من الوُكُنِ ؟
إن شَـدّنـا الـبَـحْـرُ ، لا ملآن، بَعْدُ ، iiبنا
 
نُـفـرِغـهُ  مِـنهُ أَنِ أسْكُنْ أو بنا أنسَكِنِ !
جِـبـالُـنـا هـيَ نَـحنُ: الرِّيحُ iiتَضرِبُها
 
نَـقْـوَى ومـا يُـعطِ قَصْفُ الرَّعدِ نَخَتزِنِ
عِـشـنـا هُـنـا لا نُـهَـمُّ ، الفَقرُ مَرَّ بِنا
 
ومَـرَّ مَـنْ شِـبـرُ أرضٍ غَـرَّهُ فَفَنِي …
لـلـفِـقـرِ  قُـلنا : أستَرِح، للمُستبدِّ : iiأشِحْ
 
غـداً عـلـى الـرَّملِ لا يَبقى سِوَى iiالدِّمَنِ
 
غَـنَّـيـنَ، غَـنّـيـن يا كاساتُ ، قُلُنَ iiلَهُ :
 
مـاتَـت  لـنـا الخَمرُ والعُنقُودُ في iiحَزَنِ
الـحُـبُّ  خَـمَّـشَ خَـدّاًً ، وأشتَكَى iiوبَكَى
 
وأسـتَـوحَـشَ  الـقَـمَرُ الرَّاني فلم iiيَرِنِ
تَــمُـرُّ بـالأذُنِ الآهـاتُ iiتَـسـأَلُـهـا
 
أنَـحـنُ مِـنْ بَـعـدِهِ الآهـاتُ iiلِـلأُذُنِ ؟
غـنِّـيـن غَـنـنـيِّن ، قُلنَ المجَدُ في iiيُتمٍُ
 
شِـعـرٌ بـلا الـمَـجُـدِ راياتٌ بلا iiوَطَنِ
مَـنْ لـلـعُـلَـى ؟ للصَّداراتِ العُلَى ؟ iiأبدا
 
تَـبْـقَـى  الـكَرامَةُ بين الناسِ في iiغَبَنِ ؟
غَـنيِّنَ غَنيِّنَ .. صَوتي ضاعَ .. باتَ iiصدًى
 
كـالـحِـصـنِ دُكَّ وظَلََّتْ هَيبَةُ iiالحُصُنِ !
 
إنِّـي  لأجـرَحُ ، يـا كـاسـاتُ ، يا iiدِيَمِي
 
أن يَـشـمَـتَ الـمَـوتُ بالباقِينَ كالزِّيَنِ !
حـقـاً ،  سَـيَـغـدُو كَـدُملُوجٍ iiبمِعصَمها
 
حَـسـنـاءُ لـولاهُ لـم تُـشـرِقْ ولم iiتَكنِ
عَـتَْـبـتُ ،  ربـي، عليكَ !.. الشَِعرُ iiسَيِدُهُ
 
مـاتَ ! اأمُـرِ الـمَـوتَ لا يَقهَرْ ولا iiيَجِنِ
أأبَـى  عـلـيـه انـا تُـبـلِـى iiأصابِعُه
 
ُ مَـنْ عـنْ أصـابِعهِ السِّحر أنَجنىَ iiفجُنِي
غَـنيِّنَ غَنيِِّنَ… يا كاساتُ ، يَذبُحُكُنْi
 
نَ الشوق غَـنـيّـنَ .. إنَّ الـشَّوقَ منه iiضُنِي
ألُـوذ بـالـقَـبـرِ ، مـا ادري iiأأعـرِفُهُ ؟
 
أمَـا  مَـحَـت نَـقـشَـتَيهِ دَمعَةُ iiالمُزُنِ ؟
أثـورُ ! آخُـذُ بـالـصُّـلـبانِ مِنْ غَضَبٍ
 
أرُدُّهُـنَّ واغـوَى أسْـيُـفـاً وقُـنِـي …
يـمُـرُ فـي خاطري رَهطُ الرِّجال iiمَضَوا
 
ومـا  مَـضَـوا ، تُـرَّكـاً لي إرثَ iiمُؤتَمِنِ
لِـهـهـنـالِـكِ هُـم سَـيـفٌ ، أنـا لِهُنا
 
أفِـي بـمـجـدٍ ، وبـي صَرحُ الوَفاءِ بُنِي
«رُدّي جَمالَكِ» ، يا دنيا ، أقُولُ مع 
 
الأبطال«غُـرِّي سِـوايَ» الـيـوم ، وأدَّهِني ii!..
هُـم  يَـدنَـقُـون ، وهَـمِّي النَّارُ iiأُشعِلُها
 
مِـنْ  كِسرِ عَظمي ، وإن يَنْفَد فَمِنْ iiكَفَني …
مـا الـمـالُ ؟… قَولَة «لا»… واللهُ iiألبَسُهُ
 
بـهِ غَـنِـيـتُ وغَـيْـري بالتُّرابِ iiغَنِى
 
سعيد عقل ، من ديوان : كما الأعمدة
 

8 - نوفمبر - 2007
يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية
شكر وتحية للدكتور يحيى مصري    كن أول من يقيّم

 
كل الشكر والتحية والتقدير لك أستاذنا ، كلماتك الودودة ، وعطاؤك الذي لا ينضب . أدامك الله وأسعد أوقاتك ، آمين !

10 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
 46  47  48  49  50