 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | على هامش حافظ الشيرازي وسعيد عقل كن أول من يقيّم
تحيتي للجميع وكل عام وانتم بخير :
ليس الخلاف أستاذ فاروق في معرفة ما إذا كان حافظ قد ناجى يار ، وكل شعراء الفارسية يناجون هذا الوليف ، فيار السعدي مثلاً كانت حبيبته ، ويار جلال الدين الرومي كان معبوده ، إنما الخلاف كان على تحديد طبيعة يار حافظ الذي كان يختلط فيه الإنساني بالإلهي . وقد اختلف دارسو حافظ في معرفة ما إذا كان يار يرمز في شعره إلى أنسان من لحم ودم أم إلى تجليات الذات الإلهية في الإنسان . وقد خلص هذا المستشرق الفرنسي المتخصص في هذا الموضوع Charles-Henri de Fouchécour إلى أنه : الإلهي الذي يتمظهر في شكله المحسوس . غير أننا لا نستطيع أن نجزم بأن سعيد عقل كان يريد رمز حافظ بالذات عندما سمَّى تلك البنت ب " يارا " لكنني أرى بأن هذا يشبه سعيد عقل جداً جداً .
أما البنت التي أحبها في صباه وتمنعت عنه وتسببت له بصدمة عاطفية قوية هي إحدى محن حياته فكانت تدعى : شاخ نبات . ويحوم حول هذا الموضوع أيضاً الكثير من الشكوك لأن حياة حافظ بقيت مجهولة في أكثر تفاصيلها .
أما شاعرنا سعيد عقل فلقد سأله يوماً أحد مقدمي البرامج التلفزيونية وكان باستضافته ( برنامج خليك بالبيت ) عن عدد النساء اللواتي قد أحبهن في حياته فأجاب : " أحبتني ثمان نساء " !
من غزليات حافظ الشيرازي :
ترجمة محمد علي شمس الدين
جوباد عزم سركوي يار خواهم كرد نفس بياد خوشش مشكبار خواهم كرد'
أحطٌم نفسي على ذكر عينيك
سريعا كريح الشمالْ سأحمل قلبي إلى عتباتِ الحبيبْ وأنثر ما كنت جّمعته في العلم والدينِ في بابهِ ليمشي عليه إذا وطئت قدماه التراب أحطم نفسي على ذكر عينيك لكنني سأجعل هذا البناءّ القديمّ لنا محكما فأين النسيم? ... فروحي دما أصبحت كالورودْ وإنٌي أقدٌمها مثلما قدمت في الأضاحي الذبيحةْ فيا 'حافظ' اخلعْ رداءّ الرياءِ الذي يجعل القلبّ هشٌا والزمِ ألحان من مغرب الشمسِ حتى الصباحْ
| 16 - أكتوبر - 2007 | يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية |
 | جلال الدين الرومي ، خزانة الأسرار     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
جلال الدين الرومي في ?المثنوي?.. ?شعر عرفاني في أصول أصول الدين? |  | | | | | | | محمد علي شمس الدين
مرت في الثلاثين من أيلول المنصرم، الذكرى الثمانمئة لميلاد الشاعر العرفاني الاسلامي العظيم، جلال الدين الرومي البلخي القونوي، الذي ولد في بلخ (من أعمال افغانستان اليوم) في العام 604هـ/ 1207م، وتوفي ودفن في قونية (تركيا) في العام 672هـ/ 1275م. وله مقامان واحد في بلخ، في الخانقاه او مدرسة الفلسفة التي استقبلت جلال الدين في دراسته الاولى، وواحد في قونية، حيث ثمة وقف يعتبر مزاراً عاماً ليس للمسلمين حسب بل لكافة شعوب الأرض، يشرف عليه أتباعه ?الجلالية? الذين عرفوا فيما بعد بالمولوية، نسبة ?لمولانا? وهو لقب جلال الدين المتداول حتى اليوم، تنبعث من أرجائه موسيقى الناي المصاحبة لقراءة أشعاره بصوت شجيّ، وتدور حلبات الرقص المولوي المستند الى دوران الراقص على نفسه، لابساً قلنسوة عالية، وثوباً فضفاضاً دائرياً، يضع يديه على صدره عند بدء رقص الدوران، ثم يفدر ذراعيه بالتدريج، متخذاً شكل طائر، داكياً رأسه قليلاً الى جهة اليسار (جهة القلب من الجسم)، ويستمر الغناء والرقص الجماعي بالدوران حتى الوصول للنشوة والتلاشي.. أما الأشعار المغناة فهي اساساً اشعار الحب الصافي والعشق الالهي، وهي ليست بعيدة عن أجمل أشعار الحب التي كتبها الشعراء في العالم. ما لفت الانتباه لهذا العام، في الذكرى الثمانمئة لميلاد الشاعر، هي تلك الإحصائيات التي جرت في الولايات المتحدة الاميركية، واظهرت ان أشعار جلال الدين الرومي هي الأكثر انتشاراً في أميركا، خاصة في صفوف الشباب والمراهقين، وأن ترجمات واسعة قدمت ترجماته للقراء، فصنعت منها بطاقات التعارف والأعياد، وأن أشهر مغنيين أميركيين معاصرين في أغاني الحب، وهما ?دمي مور? و?مادونا? يغنيان اشعار ?مولانا?... فلنعجب قليلاً او لنقل إن الخصومة بين الثقافات مستحيلة، وإن ما هدمته الآلة العسكرية الاميركية من جسور بين الثقافة الايرانية والافغانية، من جهة، والثقافة الاميركية، يعيد بناءها ناي الشاعر وصوت المغني. مثنوي لا يذكر جلال الدين الرومي إلا ويذكر معه المثنوي... بعد ذلك تأتي كتبه الأخرى: بين منثور ومنظوم: فمن منثورة ?المجالس السبعة? وهي مواعظ وخطب، وكتاب ?فيه ما فيه? وهي أحاديث جلال الدين ومحاضراته على مريديه في المجالس الخاصة، وقد جمعها أحد أبنائه او مريديه، وترك مجموعة من الرسائل لأقاربه وأصدقائه. أما شعره، وهو الاهم، فقد كتبه على امتداد ثلاثين عاماً من حياته، ويشمل درة عقده ?المثنوي? المكتوب بالفارسية وهو منظوم على المزدوج بالعربية، اي توحيد القافية بين شطري كل بيت من أبياته المنظومة، المتحررة من القافية الموحدة، فتسمية ?المثنوي? لا تشير الى مضمون الكتاب بل الى شكل الاشعار ونمطها ويعظمه الايرانيون حتى سموه ?قرآن بهلوي? اي ?قرآن الفارسية?. للمثنوي مقدمة كتبها الشاعر بالعربية، وهو يدرك اهمية ما قام به، فيقول: ?هذا كتاب المثنوي وهو أصول أصول أصول الدين، في كشف أسرار الوصول واليقين، وهو فقه الله الأكبر وشرع الله الأزهر، وبرهان الله الأخطر، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح... وهو كنيل مصر شراب للصابرين وحسرة على آل فرعون والكافرين?. سرعان ما أصبح المثنوي، كلياً او جزئياً، كتاباً عالمياً اذ ترجم الى جميع لغات العالم الحية. لقد تركز جهد الشرقيين على ترجمته، بينما اهتم المستشرقون بالترجمة والدراسات معاً. لقد عكف المستشرق البريطاني نيكلسون، مثلا، على دراسته وترجمته لمدة خمسة وعشرين عاماً، حتى غدا مشروع حياته، فأصدره في ثمانية مجلدات، ما بين 1925 و,1945 وكان في مطلع حياته العلمية نشر مختارات مترجمة من ديوان ?شمس تبريز? سبقته ترجمة ألمانية للمثنوي في العام ,1913 وترجمات أخرى انكليزية، كما أصدر جون آربري قصصاً مترجمة من المثنوي وقدم في العام 1961 ترجمة علمية كاملة لكتاب ?فيه ما فيه?، في اطار الكتب التي تنشرها مؤسسة اليونيسكو للتعريف بآداب الامم المختلفة. لقد شاع جلال الدين الرومي بأشعاره وأمثاله وحكمه في الغرب شيوعاً كبيراً، فكتبت فيه ابحاث باللغات الاوروبية، وفي الموسوعات ودوائر المعارف، ومؤلفات بالالمانية والانكليزية اهتمت بحكمة الشرق وصوفيته، فكتب ريشتر الالماني كتابه ?الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي? في العام ,1934 ووجد جلال الدين سبيله الى الموسيقى الاوروبية فألف الموسيقار البولندي زيما نوفسكي غٍۖفًًََُّّى سيموفنيته الثالثة العام 1916 بعنوان ?اغنية الليل?، وفي الحركتين الثانية والثالثة غناء يقوم به مغن من طبقة •مَُْ، تصاحبه جوقة إنشاد. أما جهد العرب في التعرف الى المثنوي وترجمته ودراسته، فيأتي على رأسها ما قام به الدكتور محمد عبد السلام كفافي، استاذ آداب الامم الاسلامية بجامعة القاهرة، والاستاذ المنتدب بجامعة بيروت العربية، فالكتاب الذي تركه لنا، رحمه الله، بعنوان ?مثنوي جلال الدين الرومي?، شاعر الصوفية الأكبر، يتناول فيه ترجمة للمثنوي، وشرحاً لأبياته، ومقدمة مسهبة ومتقصية، أردفها بشروح ودراسات، حول جلال الدين الرومي والمثنوي بخاصة وسائر كتبه، لا تترك مزيداً لمستزيد. فكما كان الرومي مشروع حياة واستقصاء وشغف نيكلسون، فهو كذلك بالنسبة للدكتور كفافي... سيما وانه هو (اي الكفافي) استند بشكل جوهري الى نيكلسون، في بحثه واستقصائه. ومن كفافي بصورة اساسية، كمرجع لا غنى عنه لأي دارس او متأمل، ومن نيكلسون، فضلاً عن الغوص المباشر في أشعار (مولانا) تتشكل حصيلة معرفية وعرفانية شديدة الأهمية والدلالة، في العصور السابقة، كما في عصرنا بالذات. فالمثنوي من الآثار الأدبية الخالدة والعالية موضوعه الوجود بصورة عامة والإنسان والحياة بشكل خاص. سداه الحب، ولحمته الغناء والرقص المولوي... كل ذلك يأتي في قالب من الشعر العرفاني، يذكر بأشعار كبار المتصوفة المسلمين من امثال حافظ الشيرازي وفريد الدين العطار النيسابوري والجامي وابن عربي وسواهم. استمع للناي والمثنوي أثر فني قبل كل شيء. انه من اجمل وانبل ازدهارات الحضارة الاسلامية، في الشعر والكشف العرفاني. ويجسد من خلاله جلال الدين الرومي أفكاره بالامثال والحكايات، والى التأمل العميق والتحليل واستنباط الحكمة، انتبه الشاعر الى الموسيقى، من خلال العزف على الآلات الموسيقية، وادخالها الى مجالس الصوفية، وقد استعمل خمسة وخمسين وزناً مختلفاً، بعضها مهجور، وكان أحياناً يختم بمقاطع صوتية لا معنى لها ووظيفتها محض صوتية وإنشادية. يبدأ المثنوي بنشيد يحكي حكاية الناي: ?إستمع للناي كيف يقص حكايته. إنه يشكو آلام الفراق. وقد ظن كل إنسان أنه أصبح لي رفيقاً/ ولكن أحداً لم ينقب عما كمن في باطني من أسرار/ إن الناي يروي لنا حديث الطريق الذي ملأته الدماء/ ويقص علينا قصص عشق المجنون/ إن المعشوق هو الكل وأما العشاق فحجاب/ المعشوق هو الحي والعاشق ميت?. فالكتاب اذن هو كتاب في العشق الصوفي والحب الالهي، الذي هو، كما يقول الرومي ?اصطرلاب أسرار الله?، ويمتدح في مقدمة الكتاب الصوفية بأجمل المدائح: ... (يمتدح) أولي البصائر الربانيين الروحانيين السمائيين العرشيين النوريين السكوت النظار، الغُيّب الحُضّار، الملوك تحت الأطمار، أشراف القبائل، اصحاب الفضائل، أنوار الدلائل?. لا يمكننا ان نمر بالمثنوي خاصة، وبجلال الدين الرومي وآثاره وسيرته الحياتية، بعامة، من دون التملي من الأسرار. فالعرفانية التي وصل إليها بسلوك المقامات وبلوغ الأحوال، وترجمها شعراً، هي في رأي بعض الدارسين، مقام أعلى من الشعر. لذا وصف الرومي كتابه في مقدمته العربية، بأوصاف لا يوصف بها إلا كل كتاب مقدّس. فهو ?كشاف القرآن/ لا يمسه إلا المطهرون/ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه/ الله يرصده ويرقبه?. يضيف جلال الدين الرومي واصفاً سبب وضعه للمثنوي: ?بناء لاستدعاء سيدي وسندي ومعتمدي ومكان الروح في جسدي وذخيرة يومي وغدي، الشيخ قدوة العارفين وإمام أهل الهدى واليقين، مغيث الورى أمين القلوب والنهى... مفتاح خزائن العرش أمين كنوز الفرش ابو الفضائل حسام الحق والدين حسن بن محمد بن حسن المعروف بابن أخي ترك... أبو يزيد الوقت (يعني البسطامي) جنيد الزمان...?. فهذا الاستدعاء من هذا القطب لجلال الدين الرومي وكأنه مريد، استدعاء غائص في الأسرار. وهو حين يجيء حديث شمس تبريز، الذي خلب لبه وقطعه عن تلاميذه وأهله، وكتب له وباسمه ديوانه الذي يلي المثنوي قيمة، وإن كان لا يقل عنه جمالاً، وسماه ?ديوان شمس تبريز?، يذكره مبجلاً بقوله: ?حين جاء حديث شمس تبريز/ حجبت شمس الماء الرابعة وجهها?. وهو يخاطبه خطاباً شبيهاً بخطابه لحسام الدين اذ يقول له: ?يا ضياء الحق يا حسام الدين/ انك انت قائد القلب/ وانك لطرف الخيط?. والحكاية التي تروى ويشوبها الكثير من الأسرار، عن لقاء جلال الدين بشمس الدين التبريزي، وانقطاعه إليه، حكاية تكاد تكون رمزية او هي بالفعل كذلك لغرابتها. فجلال الدين الرومي الذي في مدينة بلخ في السادس من ربيع الأول 604هـ/ الثلاثين من أيلول 1207م، كما سبقت الاشارة، رافقت ولادته غارات المغول على الشرق الاسلامي فغادر والده مع عائلته بلخ خوفاً من المغول، وكان جلال الدين في الخامسة من عمره ومضى الى نيسابور حيث التقى بالشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطار الذي تنبأ بنبوغه وباركه وأعطاه نسخة من منظومته ?أسرار نامه?. ثم ذهبت الأسرة إلى بغداد فمكة، وانتقلت في البلاد الاسلامية حتى وصلت الى قونية (في تركيا) حيث استقر بهم المقام. وكانت قونية عاصمة للسلطان علاء الدين السلجوقي. ومن قونية زار دمشق حيث كان يقيم محي الدين بن عربي. تولى جلال الدين التدريس في قونية على المذهب الحنفي، والوعظ، ولم يعرف عنه نظم الشعر حتى بلوغه الاربعين، حيث حَدث حدث غيّر مجرى حياته، وذلك من خلال التقاء جلال الدين بصوفي كثير التجوال كان يدعى شمس الدين التبريزي. تم اللقاء في قونية في العام 642هـ. كان شمس الدين صوفياً متجولاً بلغ الستين من عمره، تذكر التراجم ان شمس الدين كان بائع حلوى، يبيع القطعة بفلس، دخل ذات يوم على جلال الدين وهو بين تلاميذه، وخصه وحده دون سواه بقطعة حلوى، ومضى، فتبعه جلال الدين كالمأخوذ، وأخذه الى داره، وانقطع إليه، وأهمل تلاميذه، وظلا لا يفترقان لمدة عام او عامين ولا احد يعلم ماذا تم في هذا اللقاء، فكتب التراجم لا تقدم لنا معلومات واضحة عن التبريزي فأصله غير معروف على وجه اليقين، ووصف بأنه كان شبه أمي، ولكنه كان يتمتع بالحماسة الروحية وبالأثر البالغ في السامعين. يصف جلال الدين الرومي تحوله بعد لقائه بالتبريزي في رباعية يقول فيها: ?عندما اشتعلت نيران الحب في صدري/ أحرق لهيبها كل ما كان في قلبي/ فازدريت العقل الدقيق/ والمدرسة والكتّاب/ وعملت على اكتساب صناعة الشعر وتعلمت النظم?. وقد حقد التلامذة على التبريزي فسافر خلسة الى دمشق، فابتأس جلال الدين ونظم شعراً في ألم الفراق، وارسل ابنه سلطان ولد الى دمشق ليعود بشمس الدين. لكن التلاميذ هاجموا التبريزي من جديد فرحل للمرة الثانية، ثم اختفى نهائياً العام 645هـ وقيل قتل.. فنظم الرومي ديواناً بكامله سماه ?ديوان شمس تبريز? وكان يوقع القصائد باسم شمس، وفيه ألم ولوعة وشغف كبير. يقول: ?من ذا الذي قال إن شمس الروح الخالدة قد ماتت? إن هذا هو عدو الشمس عصب كلتا عينيه وصاح: ها هي الشمس تموت?. وأجمل ما في الديوان قصيدة ?أنا وأنت?، حيث ينصهر الاثنان في واحد بفعل نار الحب العظيمة. يقول: ?ما أسعد تلك اللحظة/ حين نجلس في الإيوان أنا وأنت/ نبدو نقشين وصورتين ولكننا روح واحد أنا وأنت/... سيأكل الحسد طيور الفلك/ حينما تشاهدنا نضحك جذلين على تلك الصورة أنا وأنت...?. حياة جلال الدين الرومي كشعره، حياة طافحة بالأسرار والمكابدات... عميقة، مدهشة، ملغزة، إنسانية... والحب الذي هو أساس أشعاره، قذف به في وجه المغول، والسلاجقة، وكان كنهر النيل ـ كما يقول ـ متدفقاً ومصدراً للخير والتفاؤل. وانني لم اجد لا في كتاب الدكتور كفافي ولا في كتاب نيكلسون ولا في كتابة الدكتور عبد الوهاب عزام عن جلال الدين الرومي وعلاقته بشمس تبريز، ما يقدم تفسيراً لتلك العلاقة. وقد عثرت في كتاب للدكتور مصطفى غالب بعنوان ?جلال الدين الرومي? على رأي مفاده أن النصوص الإسماعيلية تذكر ان شمس تبريز كان حجة، ولم يكن أمياً وأنه كان حداً من حدود الدعوة الاسماعيلية، ووالده كان في فارس من دعاة الدعوة النزارية... ولعل في ذلك تفسيراً تاريخياً وعقائدياً لاختفائه وربما قتله، فقد عاش الرجلان في وقت محنة الاسلام والغزو المغولي وظهور الباطنية كالإسماعيلية، وازدهار الصوفية وطرقها، كأسلوب من أساليب المدافعة ضد الظلم والاضطهاد. | عن السفير الثقافي بتاريخ 17/ 10 / 2007 | 17 - أكتوبر - 2007 | تكية جلال الدين الرومي في الوراق |
 | يخلق من الشبه أربعين كن أول من يقيّم
صحيح يا ندى ، أذكر بأنني قد شاهدت صورة " بشرى " مع أمها في إحدى الصحف التي توزع هنا مجاناً في المترو واسمها " مترو " Metro ( منذ مدة تقارب على الأسبوعين ) وتحتها صورة البنت الضائعة " مادلين ماك كين " والشبه بينهما كبير جداً وكانت المقالة بعنوان : " الأمل بالعثور على مادلين في المغرب " وحيث تروي المقالة بأن سائحة إسبانية شاهدت مادلين في المغرب . غير أنه كان من الواضح جداً بأنها خبطة صحفية وليست خبراً جاداً وإلا لكانت تلك البنت قد وصلت إلى والديها في بريطانيا قبل أن تصل الصورة إلى الجرائد لتنشرها في كل أوروبا . | 18 - أكتوبر - 2007 | نباتات بلادي |
 | على هامش حافظ الشيرازي كن أول من يقيّم
من المعروف بأن الإيرانيين يستخيرون ديوان حافظ في كل الأمور ويلقبونه ب " لسان الغيب " ، فديوانه موجود في كل بيت ، وينادي عليه الباعة على الرصيف كما ينادي بائع الكعك أو السمسمية على بضاعته ، ويتهافت الناس على شرائه ، الشباب قبل الكهول ، والصبايا قبل الشبان . وقبره في شيراز مزار تحيط به حديقة رائعة لا تكاد تخلو أبداً من الزائرين من كل الفئات والأعمار ، يأتون إليه بحب ووقار ، تسكنهم عاطفة غريبة من الإجلال والتقدير ليس لها مثيل ، ولا أظن بأن شاعراً ، على مدى التاريخ ، قد حظي بهذه المنزلة السامية في عيون شعبه ، فهو بنظرهم كأنه " سيمورغ " الذي يمثل المعبر ما بين الأرض والسماء . وهذه قصة طريفة قرأتها في إحدى المقالات التي تتحدث عن حافظ الشيرازي وتقول : بأن ست فتيات كن يتجولن في الحديقة المحيطة بقبره ، ولما بلغن مرقده سألت إحداهن : " أيتنا كان سيختارها حافظ زوجة له لو كان حياً ? " ثم قررن استخارة الديوان ، وكان أن وقعن على هذه الأبيات : شهري است بر كرشمه خوبان ز شش جهت جيزيم نيست ورنه خريدار هر ششم وترجمتها : أي: مدينة?ٌ ملأى بدلال الحسناوات من ست جهات لا مالَ لديّ والا لاشتريت الستة كلها من غزليات حافظ الشيرازي :
ترجمة : إبراهيم أمين الشواربي ألم يأنِ للأحباب أن يترحموا وللناقضين العهد أن يتندموا ألم يأتهم أنباءُ من بات بعدهم وفي قلبه نار الأسى تتضرمُ فياليت قومي يعلمون بما جري على مُرتج منهم فيعفوا ويرحموا حكى الدمع مني ما الجوانح أضمرتْ فيا عجباً من صامت يتكلمُ أتى موسم النيروز واخضرت الربى ورقّق خمرٌ والندامى ترنموا بني عمنا جودوا علينا بجرعة وللفضل اسباب?ٌ بها يُتوسّمُ شهور بها الأوطار تقضى من الصبا وفي شأننا عيشُ الربيع محرم أيا من علا كلّ السلاطين سطوةً ترحّم جزاك الله فالخيرُ مغنمُ لكل من الخلان ذخرٌ ونعمةٌ وللحافظ المسكينِ فقرٌ ومغرمُ
| 18 - أكتوبر - 2007 | يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية |
 | صورة للمجموع كن أول من يقيّم
أشكر الأستاذ عبد الحفيظ نقله هذه المقالة المهمة عن كتاب : " أصوات الحرية " للأستاذ هاشم صالح والتي تلخص لنا حقبة مفصلية من تاريخ الأدب والفكر الفرنسيين ، وتعطينا صورة إجمالية لمجموع الحركة الثقافية التي كانت دائرة آنذاك في قلب المجتمع الفرنسي ، وتقاطعها مع التاريخ السياسي لفرنسا ، وتمكننا من تمييز الموقع الذي شغله شاتوبريان في عصره كشاهد عليه ، وكلاعب مشارك فيما كان يجري من أحداث وتغيرات ، ولكن وقبل كل هذا ، كأديب شاعر يمتلك طاقة حيوية منفعلة تضيء في توهجها خفايا الذات القلقة ، وتشير بحساسيتها البالغة إلى معالم الطريق التي لا تدركها إلا النفس الصادقة ، والمتوثبة دوماً نحو الأعلى .
| 19 - أكتوبر - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | ناجون كن أول من يقيّم
هذه هدية إلى ملف الوطن والزمن المتحول ، من صديقتي " أنطوانيت راديوس " أو " Mademoiselle Radius " كما يناديها الجميع ، وهي في الثامنة والتسعين من العمر .
وأنطوانيت كان لها مهنة ، اندثرت حالياً ، هي إعادة نظم عقود اللؤلؤ ، وهي لا تملك تلفزيوناً حتى اليوم ، لديها فقط جهاز راديو ترانزستور قديم يعمل على البطارية ، والكثير الكثير من الجرائد والمجلات والدوريات التي لا تتعب من إعادة قراءتها . منذ مدة ، جاءتني بهذه المقالة التي كانت قد اقتطعتها من نشرة دار بلدية مدينة " شارتر " Chartres حيث تسكن ابنة أخيها ، لأن هذه المقالة لمست وجدانها ، واستطاعت أن تعبر بكلمات بسيطة عما لم تحسن هي التعبير عنه ، ووجدت بأنني معنية أنا أيضاً بهذا الكلام ، رغم فارق السن بيننا ، لأن جيل أنطوانيت اجتاز حاجز الزمن ، بينما اجتزت أنا حاجز المكان والزمان معاً ، فللجغرافيا فوارقها كما للتاريخ فوارقه ، وأظن بأن هناك من البشر من يعيشون اليوم في زمان غير الزمن الدائر بسبب أنهم ولدوا في مكان معين . وقررت أن أنقل هذه المقالة إليكم وإلى هذا المكان بالذات الذي أردناه مرصداً للزمن المتحول :
ناجون
ولدنا قبل أن يخترعوا التلفزيون ، وقبل البنسيلين ، قبل الطعام المجلد ، وقبل النسخ الإلكتروني ، قبل البلاستيك ، والعدسات اللاصقة ، قبل الفيديو وأشرطة التسجيل الممغنطة وحتى قبل حبوب منع الحمل . أتينا إلى هذا العالم قبل أن يخترعوا الرادار وبطاقات الإتمان ، القنبلة الذرية وأشعة اللايزر ، قبل قلم الحبر الناشف وقبل الجلاية الكهربائية ، قبل برادات التجليد ، البطانيات الكهربائية ، وقبل التكييف الإصطناعي ، قبل أن يخترعوا قمصاناً لا تحتاج للكي وحتى قبل أن يمشي الإنسان على سطح القمر . ولقد تزوجنا دون أن نعيش معاً قبل الزواج ، ولم يكن هناك زوج " ربة بيت " ولا عطلة للآباء بمناسبة الولادة ولم يكن هناك فاكسات ولا بريد إلكتروني .... نحن ننتمي إلى عصر ما قبل التجمعات السكنية الحكومية وعصر ما قبل البامبرز . لم نكن قد سمعنا سابقاً عن تغييرات الذبذبات الصوتية ولا عن القلب الإصطناعي أو زراعة الأعضاء ، ولا حتى عن الآلة الكاتبة الإلكترونية ......... بالنسبة لنا ، الكومبيوتر كان قسيساً ينتمي إلى المجمع الكنسي ، والفأرة حيوان قارض يتغذى به الهر . . الصحون اللاقطة تحدثت عنها التوراة ولم تكن على سطوح المنازل والمثلي الجنس شاب يحب الفكاهة ، و" صنع في تايوان " كانت عبارة سياحية مليئة بسحر الغرابة فإذا رشحت حنفية الماء غيرنا لها الجلدة فقط ... وعندما نفكر بكل هذه التغيرات التي طرأت على حياتنا وقلبتها رأساً على عقب ، وكل هذا العالم المتحول الذي طوعناه لنتكيف معه ، نقول : لكننا كنا ، على هذا الأساس ، عرقاً قوياً إذاً ! فنحن ما زلنا ننبض بالحياة .
Jean Borreye
Chartres
| 19 - أكتوبر - 2007 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | آخِرية الجواهري ، أولية سعيد عقل     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
هذا نص للأديب والشاعر سليم بركات مأخوذ من مؤلف له بعنوان " الأقراباذين " هو مجموعة مقالات صنفها على أنها ( مقالات في علوم النظر ) وأصدرها في العام 1999 في ستوكهولم ( السويد ) ، اخترت منها لهذا الملف مقالة بعنوان : " ذبح الزمن في المفردات " لما وجدته في قوله من إنصاف للشاعر سعيد عقل وتحديد دقيق لموقعه في خارطة الشعر الحديث :
تعطيل السيرورة :
" الآخِر " في اللغة ، يدل على نقيض الأول . وهو ، في الدورة الإقليدية للشكل المحيط ، نهاية البداية ومبتدأها ، بنازع الكمال الذي في الدائرة ، حيث كل اتصال في الخط المتواشج نقطة افتراض تتساوى فيها ، وتتطابق ، الأولية والآخِرية ، بالمقدار ذاته في حقيقتيهما . لكن الآخِرية ، في الحساب الزمني ، تعطيل للدورة ، وتثبيت للفراغ العدم . عودة اللاكون . ختام مطلق . لا احتمال . لا ممكن بعد . وقد شاءت الرسالات نفي هذه القطيعة بين الأولية والآخِرية في سياقهما الزمني ، فابتكرت وعد الخلود من الجلالة على تثبيت الآخِرية أولية مطلقة ، أي : إحداث كون ثان بعد القطيعة مع الزمن لا دورة فيه ، بل سراح بلا نهاية في أحوال على وجوه بلا نهاية .
وعد الخلود إنقاذ للآخِرية من فظاظة وحشة المعنى ، الذي مَرَّغ العقل في طحين المتاهة ، على عتبة نظره في الممكنات المستغلقة للكيانية بعد الموت . لكنها آخِرية لا ينتظم فيها أي من قوانين أوليتها . فما تكوَّن حياً ، وتحصَّل عنصراً ، في مبتدأ النشأة ، يأخذ سيرورة من قوام آخر ، علته ليست من الجوهر الحي لطبيعته في النماء والاستحالة بكيموسات الأرض غذاءاً ، وكيموسات الحركة الفلكية انتقالاً من طور إلى طور في المراقي الضرورية لصعود الجسوم ، العقول ، والطبائع صحة وسقماً ، إلى أفولها الحتمي ، إن سيرورة الآخِرية ، وعد الخلود ، ابتكار لنفي الزمني مع إبقاء خصائص المعاني تجسيماً وتجريداً . ففي التجسيم خلوص إلى البذل الحسي متعة ، أو عذاباً . وفي التجريد إقامة بالمعنى على سعادة من تماس النفس مع غيبها العذب ، أو إقامة بالمعنى على شقاء من تماس النفي مع غيبها المعذِّب .
أن كان هذان هما موقعا " الآخِرية " في الهندستين الزمنية ، والغيبية ، فما حالها موقعاً في كلمات الإنشاء العربي ، تلويناً للصفات المكانية بصفات الإطلاق ؟ . ففي كل حقبة ، أو عقد ، أو ربع قرن ، ينحو القول العربي بالأزمنية إلى الزمنية ، على دارج رحابته السهلة في قود الكلام إلى مصرعه استخفافاً به . ومن " مصكوكاته " هذه إن " فلاناً " هو آخر " عملاق " . آخر العظماء . آخر مفكر ، آخر عالم . إلى آخر آخر ما يسمَّى تفخيماً على قياس الخروج بالمعنيِّ من السيرورة الحافظة لنشآت الأنواع إلى قدسية الوثن ، من غير مطابقة لهذه اللازمنية مع وعد الغيب الحافظ للكيان الإنساني الحي في ديمومة التحقق . والواضح أن المتعاقدين على إطلاق الصفات السخية هذه هم خليط من المتدين حتى العدمي ، ومن المعطِّل إلى المشرك ، ومن العلماني إلى شقيقه السلفي ، ومن الأصولي إلى المحدث .
من الأكيد ، في التعاقبات المتنامية أو الارتجاعية للسيرورات ، ، أن كل " آخِر " إنما ينفيه " آخِر " لاحق ، يبذه في مقام مكنه علماً وأدباً ، أو ينسخه ويكرره . فالمجدد سيعقبه مجدد قطعاً ، والمقلد سيعقبه مقلد ، والمحافظ سيعقبه محافظ ، والطاغية سيعقبه طاغية ، والكريم سيعقبه كريم ، والعبقري سيعقبه عبقري ، على نحو لا تتفق ألفاظ " الآخِرية " في تدبير أي توافق لها مع المعنى . وفي أيامنا هذه ، كان لوفاة الشاعر التقليدي محمد مهدي الجواهري استدرار عَرِم من مخازن اللازمانية ( مع رجاء أن لا أثير حفيظة أحد ) . ولربما كان في مقدورنا فهم فخامة اللوعة في الرثاء العراقي ، من النفس المجرحة راهناً ، غربةً من جهة ، وحنيناً إلى تاريخية شعرية هي صلتها بالعراق المهدور ، من جهة أخرى . إنما توصيفات " الآخِرية " تستوجب ، بالرغم من افتقارها إلى الجواز منطقاً ، خلاء الظرف الموجب للآخِرية من غريم ، أو مزاحم . فماذا سنقول في عملاق مجدد مثل سعيد عقل ، أوصل البيت التقليدي للعمود إلى رفاهية يحسده عليها المتنبي حقاً ، ويتشهَّاها أبو تمام ؟ آخر ماذا ؟ آخِر من ؟
لقد افتتح أحمد شوقي مطلعاً للعمود الشعري على معطى العالم الجديد ، وساقه سعيد عقل الكبير . الذي توافق هو والعرب معاً في الجناية على مأثرته المدهشة . إلى غنائم المعاني . وبينهما ظل عدد آخر ، من بدوي الجبل ، وأبي شبكة ، إلى الجواهري ( باختلافهم ، رقة في الجبل ، وطرافة في أبي شبكة ، واتباعية صارمة في الجواهري ) أوفياء لرهافة التقليد . غير أن أكثر الشعراء وفاء للإرث لفظاً ونسقاً في الإنشاء ، من امرىء القيس حتى أبي فراس ، هو الجواهري ، الذي حدَّث العصر من منبر في الخط المواجه للعالم من خلف ستمائة عام ، في الأرجح ، ولم يقترب من هذا القرن إلا باسمه الشخصي ، وإقامته . فأين حظه من " الآخِرية " في ظل العمود الحي ببأس سعيد عقل ؟ وأين " آخِرية " أي قادم آخر في حمى السباق إلى اتباعية تبدو أشرس من أي وقت مضى ، في أحوال النثر ، والشعر ، والوعي ، والقتل أيضاً ؟
| 22 - أكتوبر - 2007 | يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية |
 | ألعينيك ؟ : سعيد عقل كن أول من يقيّم
ألـعـيـنـيـكِ تأنّى iiوخَطَرْ |
|
يفرش الضوءَ على التلّ القمرْ؟ |
ضـاحكاً للغصن، مرتاحاً iiإلى |
|
ضـفّـة النهرِ، رفيقاً iiبالحجر |
عـلَّ عـيـنـيـكِ إذا آنستا |
|
أثـراً مـنـه، عرا الليلَ iiخَدَر |
ضـوؤه، إمـا تـلـفّـتِّ iiدَدٌ |
|
وريـاحـيـنُ فُـرادى iiوزُمَر |
يـغـلب النسرينُ والفلُّ iiعسى |
|
تـطـمـئـنّين إلى عطرٍ نَدَر |
مـن تُرى أنتِ، إذا بُحتِ iiبما |
|
خـبّأتْ عيناكِ من سِرّ iiالقدر؟ |
حُـلْـمُ أيِّ الـجِـنّ؟ يا أغنيةً |
|
عاش من وعدٍ بها سِحرُ iiالوتر
|
ألـعـيـنـيـكِ ؟
نـسجُ أجفانكِ من خيط iiالسُّهى |
|
كـلُّ جَـفنٍ ظلّ دهراً iiيُنتظَر |
ولـكِ «الـنَّيْسانُ»، ما أنتِ iiلهُ |
|
هـو مَلهىً منكِ أو مرمى iiنظر |
قـبـلَ مـا كُوِّنْتِ في iiأشواقنا |
|
سـكـرتْ مما سيعروها iiالفِكَر |
قُـبـلةٌ في الظنّ، حُسنٌ iiمغلقٌ |
|
مُـشتَهىً ضُمَّ إلى الصدر iiوَفَر |
وقـعُ عـيـنيكِ على iiنجمتنا |
|
قـصّـةٌ تُـحكَى وبثٌّ iiوسَمَر |
قـالتا: «ننظُرُ» فاحلولى الندى |
|
واستراح الظلّ، والنورُ iiانهمر
|
مـفـردٌ لـحظُكِ إن iiسرَّحتِهِ |
|
طـار بالأرض جناحٌ من زهر |
وإذا هُـدبُـكِ جـاراه iiالمدى |
|
راحَ كَـونٌ تِـلـوَ كونٍ iiيُبتَكَر
| | 22 - أكتوبر - 2007 | يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية |
 | جزء من جواب كن أول من يقيّم
الأستاذ الكريم زياد : كل التحية لك والمودة البيت الذي يقول : وكان ما كان مما لست أذكره .... هو لابن المعتز ، لكنه اشتهر بسبب أن الغزالي ذكره في المنقذ من الضلال للتعبير عن احوال الصوفية ودون التوسع في شرحها خشية الوقوع في الزلل ، وذكره أيضاً في : سر العالمين والتقريب ما بين الدارين . | 23 - أكتوبر - 2007 | لمن هذه الأبيات أرجوكم???????????? |
 | إميـلي نصرالله كن أول من يقيّم
«ما حدث في جزر تامايا» ([) لإميلي نصر الله
اقتـران الفاخـر بالفاجـع |  | | | | | | | علي شلق مدخل لا بد منه: أن تكتب ما تعي، ويكتبك وعي آخر، له زمن فوق المدار لامرين: الأول انك حبّرت قلمك ليسجل انطباعك عن مقروء ادبي في زمن مألوف فهذا له زمنه وأسلوبه، والثاني ان يأخذك الأثر الفني من أفق الجمال الى رفرف الجلال فأنت حملت العبارة من قبل وأنت الآن تحـــملك رياح الرهبة الى زمن آخر، يجتاز المرموز، الى الملـــغوز، فتجد جناحي الموهـــبة يحملانك الى رفرف فردوسي يعسر على زخمك ان تتخلى عن عجائبه. للسيدة اميلي نصر الله ما يزيد على الستة والثلاثين مؤلفا في آفاق مختلفة حديثها الراهن عن أسرة لبنانية معروفة، شأنها شأن الكثيرين من أبناء هذا الوطن المحدود، ينفتح على عالم الازمنة في مطافات غير محدودة. من هؤلاء أسرة ابو مراد، ربانها الشيخ ابراهيم منطلقا بذويه من «حورة السنديان» قريته، تحيط به الاسرة من الجنسين وخاصة يوسف ومايــك. والمميز فيهم سعد الصهر الماكر، أحبه عمه وزوجه ابنته، وأشركه في ثروته بالمساواة. ربان السفين اللــــبناني يتوطن جزيرة تامايا، ويصادق ملكها، ويغنم الكثير. فيمــــجد المال، والســياسة، وصداقة الحكام، ومد المدى الفسيح في الاجتماع، والدهاء في نيل المراتب العليا لدى الحكام. اما الشعب الملون، الكادح فهو يدرج في دروب الكدح والتعب في سبيل لقمة العيش، والذل يهبط عليهم مريرا، والمنال صعبا عسيرا. هذه الحوادث والأحداث تجري في الاميركتين، وأفريقيا ومعظم مدن العالم، يصنعها البشري منه، وترتد اليه. من لبنان، من قرية «جورة السنديان» عبر البحار مصحوبا بعائلته ابراهيم ابو مراد «واستقر في جزيرة تامايا» فزرع جذوره، وطاقته في تلك الجزيرة، ومد براعته في الألفة والألاف الى حكامها، منهمرا بالهــــدايا، والمؤانسة حتــــى ان الملـــكة في هــذه الجزيرة رغبت في سكن قصرها الفخم جارة لآل مراد. انهمرت الثروة، وامتدت مسافات الأطيان والاملاك، الى درجة عالية. ذات مدى فسيح. وتكاتف الرصيد في المصارف راسما غنى متمادي الاخضرار، والازدهار، واصبح للسيد «أبو مراد» جاه سلطان طويل عريض. وفي مدى النصر الجمهوري. من أفراد العائلة شاب حاد الذكاء واسع الحيلة اسمه «سعد» دخل جوانية قلب عمه فعشقه العم وأشركه في تجارته وماله. فلعب سعد دور الذكي الداهية، فأخذ يكيد للخلصاء الأوفياء لعمه أبي زوجته، وشريكه، فاستبد، «والعاجز من لا يستبد». وبدلا من ان يسود العائلة اللبنانية المهاجرة سلام، وتوافق وطيب رخاء خيم عليها القلق والرعب. وظفر سعد بكل ما جمع عمه من الاموال، الباذخة. وهرب بها سرا الى لبنان، فتملك جاها عريضا بالمال، والسطوة، والرخاء، تاركا وراءه عمه المفجوع، وولدي عمه «مايك ويوسف» في حالة من يسقط في هوة الموت بالتدريج وذلك بسبب السم الذي بثه لهما سعد في منزلهما. ولم يكتف بذلك بل بعث من اغتال سند ابراهيم «شون( الخادم الحارس الوفي الامين لعمه. هذه الحوادث الاحداث بلبلت أمر العائلة فقضى ربها ابراهيم صريعا، وتمزق شمل العائلة، ولعب القدر لعبة المفاجأة والحدث. وكما يقول الملاحون: «ينبت عصف الريح من تحت المجذاف» فإن السياسة تبدلت في الجزيرة، وانهار الثوار، وتمكنت الملكية في كرسيها فنجت العائلة اللبنانية تلك من الاندثار والهلاك وألقى الانتربول يده على المجرم الخائن «سعد» الصهر الوفي، والقريب الابعد...! أسلوب الرواية ـ براعة عرض للحوادث والاحداث، بأسلوب كلاسي واضح، وبراعة قلم فنان صناع تجريه اديبة ساطعة في العرض ورسم الهيكل الروائي ببراعة: ـ بتوالي المفاجآت ـ باقتران الفاخر بالفاجع ـ باضافة جدار لماع براق، متين الحبكة، مشرق الاناقات يغري بقراءة الرواية بنهم، وشوق، وحبور مقرون باشمئزاز من نهايتها، ذات العقدة الجهنمية. وإن كان لها قدر حلها بعد فوات الأوان. ـ ما أضافته الاديبة الساطعة السيرة اميلي الى مؤلفاتها التي ترجم معظمها الى لغات عدة من لغات العالم المعاصر، بزيادة توافرها على الترجمة، وسطوع كوكبها في العصر لبنانيا وعربيا، وعالميا. ـ اقتـــران الدعابة بالرصــانة، كما في الغـيث على المحل الذابـــل! ختاما أرسم صدى عبد القاهر الجرجاني: «أشعر الناس من انت في مناخه حتى يتبدل الأفق». ورواية السيدة نصر الله قريبة من الشعر الملحمي لما فيها من صراع، ومن المسرحي لما ضجت به من حوار وتراكم حوادث وأحداث الى مفاجآت عدة يصير فيها قدر الانسان لعبة المصير الفاجع!
([) عنوان رواية جديدة للسيدة الساطعة. اميلي نصر الله. بعد امتداد ابداعها الأدبي متجاوزا العادي الى الخارق، بدءا بطيور ايلول، الى «جزر مايا» ابداعا، وترجمة، ودراسات وقصصا للاطفال . | * عن السفير اللبنانية هذا الصباح 24/10/2007 | 24 - أكتوبر - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |