البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 45  46  47  48  49 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
كفوا لسان المراثي إنها ترف(مقام عراق)    كن أول من يقيّم

YouTube - تميم البرغوثي

 
                                                      كفوا لسان المراثي إنها ترف(مقام عراق)

الهـــــلال
كفوا لسان المراثي إنها ترف
عن سائر الموت هذا الموت يختلف
يا من تصيحون يا ويلي.. ويا لهفي
والله لم يأت بعد الويل واللهف
ضل الكلام وضل المهتدون به
إن الصفات خيانات لما تصف
والمرء سر ووجه المرء يكتمه
تحتار هل عرفوا... أم بعد ما عرفوا
تخبرهم فترى في صمتهم خدراً
كالشيخ عزاه عن موت ابنه الخرف
إن يصبروا...لا تصدق أنهم صبروا
أو يضعفوا لا تصدق ..أنهم ضعفوا
انظر إليهم أقاموا الليل في شغلٍ
تحت هلال لغير الخوف يرتجفُ
يضمدون نخيل الله في زمن للحرب
لا السلم فيه يرفع السعف
تعانق الموت فيهم والحياة
كما تعانقت في الحروف اللام والألف.
يا هلال ...يا ابتسامة ليل عليل..
يجامل أمثالنا الزائرين
يا استدارة نونٍ بخط ابن مقلة
يقسم قارئها أنها النون في قول ربك (كن)
يتفرع من حبرها شجرٌ يثمر الخلق..يا سيدي أجمعين.
شهدت تفرع تاريخينا كغصون الخيال
وشهدت وداعته حين كان بريئاً كعين الغزال
وشهدت تيبسه كقرون الوعول
تشاركنا كل ليلٍ قصير.. وتسهر وحدك في كل ليلٍ يطول
وأنت الذي نام بين المقابر كي لا يراه المغول ببغداد...
..يا صاحبي
ثم عدت كما يصف ابن الأثير
تعانق من عاش من أهلها بعد ست أسابيع
كي تتدبر أمر المعايش..لا بد من قمرٍ يسهر الليل
حتى..وإن كان فيها مغول.
يا جليل النحول ... يا خفي الكمال..
يا رفيق الرفاق إليك السؤال
هل سألت وأنت تعد خطانا من الهجرة النبوية
حتى احتلال العراق ...هل رفقت بنا يا رفيق الرفاق ؟
فقال الهلال: أنا الاحتمال
أنا الزعم أن الإضاءة في الليل ممكنةٌ ..
دون أن تظلم النار زيتاً
ودون افتخار الدخان بلا وجه حق ٍ على العالمين.
أنا الليل حين يخالف فطرته...ويضيء
أنا الاحتمال الضئيل
أقول لكم إن شمسا ً وإن فارقت ...ما تزال هنا في زوايا السماء ...ووجهي عليها الدليل
أنا الاحتمال الخفيف الثقيل
أنا كلما أضعف الله ضوئيَ ...طالبتكم أن تروني أكثر هاتوا مناظيركم ..واستعدوا..
أنا الأمل المستغل الذي دائما يطلب المستحيل
يوقن الراصدون بأن لا صباح سيطلع مني..
لإني ضعيف.. نحيف..هزيل
ولكنهم يذهلون إذا ما أطل عليكم بوجهي صباح جديد
لم أغب كنت أحضره من مكامنه...أي نعم ..متُ حتى آتيت به
فأنا الميت الحي فيه اذكروني إذا جاء صبح
ففي كل صبح هلال شهيد
قال الهلال ينادي كل من قتلوا
الموت محتمل ضيفاً به ثقل
كذا قيامي بعد الموت محتمل
يا قائمي الليل لا خوف ..ولا وجل
أنا لكم ولد إن شئتُ.. أو سلف
قال الهلال أنا المولى.. أنا المولى
يا أهل ودي أنا مولى دمِ القتلى
تحت القنابل أتلو سورة الأعلى
ولن ترد المنايا سورة تُتلى
لكان نموت وفي أسماعنا شرف
حي المآذن تحت القصف تنتصب .. حتي الطيور التي من حولها عربُ
تطمئن الأهل إذ يجتاحها اللهب .. أنا بخير فلا خوف ولا رهب
مازلت أقصف لكن لست أنقصف
كفوا لسان المراثي إنها ترف

4 - مارس - 2008
العراق
تلخيص السماء والعالم ..    كن أول من يقيّم

لابن الوليد ابن رشد،
 
 
 
تحقيق:جمال الدين العلوي
سومع عبد السلام
صدر هذا الكتاب في عام 1983م ضمن سلسلة منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس تحت عنوان (تلخيص السماء والعالم) وهو لأبي الوليد ابن رشد الذي يعد أكبر عميد للفلسفة في العالم العربي الإسلامي. وقد قام بتقديمه وتحقيقه المرحوم الأستاذ جمال الدين العلوي.
وقد ولد ابن رشد في مدينة قرطبة عام 520 وتوفي عام 595هـ فمنزلته في تاريخ الفلسفة الإسلامية أنه كان ختاما طيبا لحلقة الفلاسفة الكبار في الإسلام وصلته بين التراث الفلسفي الإسلامي وبين النهضة الأوروبية الحديثة. وقد تولى القضاء في اشبيلية وفي قرطبة بعد ذلك بقليل لما صار أبو يعقوب خليفة اتخذه لنفسه طبيبا.
ابن رشد وأرسطو:
حصر ابن رشد جهده في مذهب أرسطو فتناول كل ما استطاع أن يحصل عليه من مؤلفات ذلك الفيلسوف ومن شروحها بدراسة عميقة ومقارنة دقيقة. وهو يلخص مذهب أرسطو ويشرحه بإيجاز تارة أخرى. فيطالعنا بشروح ملخصة أو مبسوطة حتى أنه ليستحق أن يسمى "الشارح" وهو اللقب الذي أطلقه عليه دانتي في كتابه "الكوميديا الإلهية" وقد شرح ابن رشد أرسطو ثلاثة أنواع من الشروح: شرح أكبر وشرح وسيط وشرح أصغر أي تلاخيص. في الشرح الأكبر يتناول ابن رشد كل فقرة من كتاب أرسطو ويأخذ في شرحها وتفسيرها بطريقة تفسيرية تفصيلية وبين كلام أرسطو وبين شرحه وتفسيره وهذا الشرح الأكبر يعد خاصا لابن رشد بمعنى أننا لا نجد هذا النوع عند الفلاسفة الذين سبقوه ومن أجل هذا الشرح الأكبر واهتمام فيلسوفنا به عرف ابن رشد في الغرب باسم الشارح.
أما في الشرح الأوسط فإن ابن رشد يذكر أول النص الأرسطي ثم يأخذ في شرح الباقي دون أن يميز بين ما هو خاص به وما هو خاص بفيلسوفه.
وفي التلخيص وهو النوع الثالث من الشروح فإن ابن رشد يتكلم باسمه الخاص فهو يضيف تارة ويحذف تارة أخرى(1).
تلخيص السماء والعالم:
يضم هذا الكتاب 399 صفحة ويتألف من أربع مقالات وكل مقالة تشتمل على عدة فصول وجمل ويشير ابن النديم إلى تلك المقالات ويقول: الكلام على كتاب السماء والعالم وهو أربع مقالات نقل هذا الكتاب ابن البطريق وأصلحه حنين ونقل أبو بشر متى بعض المقالة الأولى، ولتامسطيوس شرح الكتاب كله وأصلحه يحيى بن عدي. ولحنين فيه شيء وهو المسائل الست عشرة، ولابن زيد البلخى شرح صدر هذا الكتاب إلى أبي جعفر الخازن(2). المقالة الأولى تنحصر في عشر جمل، والمقالة الثانية تشتمل على أربع جمل والمقالة الثالثة تنحصر في ثماني جمل، والمقالة الرابعة والأخيرة تنحصر في ثلاث جمل.
ابن رشد وبطليموس:
نجد في كتاب (تلخيص السماء والعالم) أن ابن رشد يهاجم افتراض بطليموس أن الأرض لا توجد في الوسط تماما، بل في نقطة بعيدة عنه لاعتبارات فلكية حسابية. ذلك أنه لو كانت في غير الوسط، كما يقول بطليموس لكان ذلك لا يخلو من ثلاثة أحوال: إما أن تكون خارج المحور أو في المحور نفسه مائلة إلى حد القطبين أو تكون موجودة بالوجهين أي: أن تكون خارجة عن المحور مائلة إلى أحد القطبين. ولو كانت خارجة عن المحور لما كانت أزمنة طلوع الكواكب من الأفق الشرقي إلى وسط السماء مساوية لأزمنة انحطاطها من وسط السماء إلى المغرب. ولو كانت على المحور مائلة إلى أحد القطبين لما كانت قطعت دائرة الأفق في كل إقليم دائرة البروج بنصفين إلا حين كانت الأرض منتصبة ولو كان ذلك لما استوى الليل والنهار في سائر الأقاليم عند الاعتداليين ولو اجتمع الأمران، أي لو وجدت خارج المحور مائلة إلى أحد القطبين لما وجدت المحاولات اللازمة لهما جميعا(3).
ويتبين من هذا النص أن ابن رشد يعارض افتراضا يستند إلى اعتبارات حسابية بتصور ينطلق من أن على النظرية الفلكية أن تصور الواقع تعكس طبيعة العالم كما هو. ذلك هو الشرط الوحيد كي تكون النتائج اللازمة عليها مطابقة فعلا مع واقع المشاهدات الفلكية. يشترط كذلك ابن رشد في النظرية الفلكية أن تستعير مبادئها أو مسلماتها الأولية من مبحث الطبيعة، فصدق هذه المبادئ عنده لا يتبين في مبحث علم الفلك لذاته. والمبحث الطبيعي الحقيقي الذي يعكس في نظره صورة العالم الحقيقية هو الكوسمولوجيا الأرسطية من تعديلات ابن رشد أو هو النظرية الأرسطية في الطبيعة في أسسها العامة مع تعديل جوهره بتبسيط صورة العالم السماوي وتلخيصها من الزوائد التي أثقلها بها بطليموس وهو تعديل يقوم على افتراض ثمان كرات فقط ذات مركز واحد.
ويبدو أن ضمان صدق الصورة المقترحة من قبل ابن رشد، هو أنها كصورة كوسمولوجية نجد أساسها ومبدأها في الميتافيزيقا الأرسطية. من كل هذا نفهم شكوى ابن رشد من أن علم الفلك أو علم الهيئة غير موجود في زمانه وأن كل ما يوجد يتفق مع الحسابات الفلكية ولا يتفق مع واقع الأشياء كما هو، يعني لا يتفق وصورة العالم السماوي في كليته وطبيعته وإن اتفق مع أحداث معينة كخسوف الشمس في يوم معين. ولو ألقينا نظرة على النص المقتبس من تلخيص السماء والعالم لتأكد لنا أن مضمونه هو نفسه أو يكاد يكون نفس المضمون الذي حاول البطروجي فيما بعد أن يقدمه في كتابه علم الهيئة مع فروق بسيطة ولا عجب في ذلك فالبطروجي هو مكمل المشروع الرشدي(4).
أما الأستاذ المرحوم جمال الدين العلوي فقد قام بجهد كبير لإخراج هذا الكتاب إلى النور فهو كتاب مزود بتحقيقات دقيقة وهوامش عديدة مفيدة وفهارس كثيرة. ويتميز الكتاب بمقدمة طويلة استغرقت حوالي عشرين صفحة شرح فيها المحقق منزلة كتاب السماء والعالم من الموسوعة الأرسطية. ثم بين مؤلفات ابن رشد في العلم الطبيعي ومكانة تلخيص السماء والعالم في الفهارس القديمة ثم أنهى عمله بالحديث عن مخطوطتي ليدن وأكسفورد اللتين اعتمدهما المحقق في تحقيق الكتاب. وقد ذيل المحقق الكتاب بمعجم للمصطلحات الواردة في نص التلخيص، وهذا يقدم إحدى الخطوات الأولى في وضع معجم اللغة الفلسفية لابن رشد وهو المعجم الذي شرع المحقق في توفير أسبابه وأدواته. الواقع أن هذا العمل الذي قام به المرحوم الدكتور جمال الدين العلوي يعتبر مساهمة في إحياء التراث العربي الإسلامي الكبير الذي مازال في حاجة إلى من يمد إليه العون لينفض عنه غبار القرون الوسطى.
الهوامش:
1 - د. يبور: تاريخ الفلسفة الإسلامية، ص 255.
2 - مجلة الفيصل، العدد 94.
3 - مجلة الثقافة المغربية، العدد 7.
4 - مجلة الثقافة المغربية، العدد 7.
*******************************
عن مجلة: فكرونقد (المغربية )

6 - مارس - 2008
كتب مفقودة.. من فضلكم أرجو مساعدتكم
حوار مع عزمي بشارة:    كن أول من يقيّم

عزمي بشارة
 
لا توجد تسوية قريبة ولا تحرير قريب
حاوره: حكيم عنكر
يمثل المفكر والسياسي الفلسطيني عزمي بشارة حالة مضيئة في تاريخ النضال الفلسطيني، بل وحالة عربية غير متحجرة ضمن المنظور الواحد، وهو علاوة على ذلك يتميز بأريحية الحس النقدي، وبإمكانية أن تقيم معه حوارا عميقا دون شوفينية المواقف المتكلسة. حين ذهبت لإجراء الحوار معه وجدته في «لوبي» جالسا مع وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق يحي يخلف، وعضو المجلس الوطني في حركة فتح. بين الاثنين بون شاسع في التحليل وفي التعاطي السياسي مع الشجون الفلسطينية، لكن ذلك لم يمنع عزمي بشارة من مباشرة كل الحوارات الممكنة مع كل الأطراف الفلسطينية، ذلك هو إيمانه وتلك فرادة دعوته، في الوقت الذي لا يوجد فيه تحرير قريب ولا تسوية ممكنة على أطراف اليد. بدأنا الحوار من الأديب، وعرجنا مباشرة، على المفكر والسياسي، هنا نص الحوار معه.

- في البداية دعنا نجعل لهذا الحوار ثلاثة أو أربعة مرتكزات، الكل يعرفك كرجل سياسة وكمناضل فلسطيني وكمثقف، كما أنك تقدم نفسك باعتبارك كاتبا روائيا، كيف توفق بين كل هذه الانشغالات، وهل تجد الوقت للكتابة وسط معترك الحياة الفلسطينية وواجبات المناضل، أريد منك أن ترسم للقارئ بورتريها ذاتيا عنك؟
} أنا لست كاتبا محترفا، ولكن لدي ميولات أدبية، كما أن الكثير من تجارب حياتي ومن تفاصيلها تحتاج إلى التعبير عنها بأشكال جمالية، وحتى الذي يعرف تجربتي السياسية يعرف أن هناك بعدا أدبيا وأحيانا شخصيا في تاريخ تجربتي السياسية، كما أن من يقرأ مقالاتي وكتاباتي الأسبوعية يجد أن هناك لقاء حاصلا على الدوام بين تجربتي في السياسة وبين رؤيتي الأدبية، وقد وصلت إلى مرحلة أن الكتابة الفلسفية والفكرية التي ظهرت لي في كتب لم تعد كافية للتعبير عن التعدد المعرفي وعن الحاجة، بل وعن الواقع الفلسطيني المتشابك، من هنا جاء دور الكتابة الأدبية ودور الرواية.
إنك تريد بمعنى ما أن تقول أشياء لا تستطيع أن تقولها عن طريق الأشكال التعبيرية الأخرى، ومن ثمة كان صلب اهتمامي بالرواية، وكتابتي لها.
- هل في سعيك إلى كتابة رواية فلسطينية، تحاول أن تملأ فراغا ما أو تشغل مساحة تراها فارغة في الأدب الفلسطيني اليوم؟ بمعنى هل أنت صاحب مشروع روائي؟
} أنا لا أفكر من هذه المنطلقات، ولا أريد أن أشغل مساحة ما في الأدب الفلسطيني، هذا الطموح لا يحركني، ولكني أقول إن ما أكتبه هو مشاعر وأحاسيس، وهذه المشاعر لا تجد القناة التعبيرية المناسبة لكي تخرج إلا عبر قناة الرواية، لا يمكن مثلا أن تخرج في شكل كتابة فكرية أو فلسفية، لأن هذه الأخيرة لها ميكانيزماتها الخاصة.
إن الرواية هي عمل جمالي وليست له علاقة بالتفكير العقلاني، بحيث لا يمكن القول الآن سأكتب رواية. إن الرواية بالنسبة لي هي حاجة للتعبير الجمالي عن التجربة الفلسطينية وعن تجربتي الخاصة في الحياة وفي النضال الفلسطيني.
- هل كنت تدشن استراحات ما وأنت تهرب إلى الرواية، هل مأساوية الواقع الفلسطيني كانت تدفعك إلى ارتياد لغة الحلم، والبحث عن بدائل ممكنة في عالم افتراضي؟
} أعتبر أن الكتابة الأدبية، وكتابة الرواية على وجه التحديد، قد انبثقت في فترة حساسة وصعبة من تجربتي السياسية والنضالية، وجاءت في وقت كنت أشعر فيه بالتعب وبالضيق وبالثقل الذي كنت أحمله على ظهري، من هذا المنظور أقول إن الكتابة الأدبية قد ساعدتني في الخروج من تلك الحالة. أستطيع أن أؤكد أن الكتابة الأدبية هي دواء في الأزمات، وفي عز انشغالاتي وفي كل الحالات الصعبة التي مررت بها وأنا داخل فلسطين، ونتيجة الضغوط الكبيرة التي تمارس علي من طرف الإسرائيليين، كنت في ظل كل هذا أجد الوقت لكي أكتب ثلاث أو أربع ساعات يوميا، بحيث جنبتني الكتابة مثلا أن آخذ إجازة أو أغلق الباب على نفسي أو أهرب إلى بلد أخرى، لقد كانت الرواية عالمي الذي أهرب إليه.
- أنت من فلسطينيي الداخل، إلى أي مدى ترى أن هذا الوصف ينطبق عليك بما يعنيه من حمولة سياسية وثقافية، خصوصا وأنت تعيش الآن مترحلا بين أكثر من بلد عربي؟
} بعد خروجي من فلسطين، لم أعد من فلسطينيي الداخل بمعنى الإقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن هذا الوضع لا ينقص من فلسطينيتي شيئا ولا من عروبتي، بل على العكس من ذلك يقويها، فأنا معروف عني انتمائي العروبي الواسع في المشرق العربي وبلاد المغرب. ولذلك أنا أجسر القنوات مع كل أطياف الثقافة العربية ومع الثقافة الإنسانية بشكل عام، ولقد كان للثقافة الأوروبية أثر كبير في تكويني، فأنا درست الفلسفة وعلم الأفكار في ألمانيا وهناك حضرت رسالة الدكتوراه، ولي علاقات واسعة مع الفكر العربي الإسلامي ومع كل التيارات السياسية والثقافية العربية ذات التوجه الديمقراطي.
أنا توجهي ديمقراطي، وأميل إلى استخدام كلمة الوطن العربي، كما أشعر بأني في بلدي سواء في المغرب أو في أي بلد عربي آخر. صحيح أني عشت تجربة مخصوصة في الداخل وهذا أمر أحمله معي، حتى ولو كنت في المنفى.
ثم إني لا أستعمل كلمة المنفى وأنا في الوطن العربي، فإذا كنت في المنفى وأنا في الوطن العربي فإني منفي مثل أي مغربي في وطنه أو مثل أي أردني.
- لكن هناك حاجة لدمقرطة الوطن العربي؟
} هذه حاجة يشعر بها الفلسطيني وغير الفلسطيني. فنحن كلنا في الهم شرق.
- هل أتاح لك هذا الخروج من الداخل إمكانية أخرى لتقييم الوضع الفلسطيني ومجريات القضية الفلسطينية بشكل أعمق؟
} أنا أدعي أني متورط في تقييم القضية الفلسطينية نقديا منذ فترة طويلة، ومن يقرأ كتبي خاصة كتاب «الانتفاضة والمجتمع الإسرائيلي» وكتبا أخرى يدرك أن هناك تقييما نقديا ورؤية مختلفة حتى الآن عن القضية الفلسطينية وتاريخها.
هل المسافة الحالية تعطيني زاوية أخرى للنظر؟ لم ألمس ذلك إلى حدود الآن، مازلت في نفس الأوضاع التي كنت فيها عند الاهتمام بالشأن الفلسطيني والشأن اللبناني، وعلاقة الحركات الإسلامية بالأنظمة وعلاقة الأنظمة بالحركات الإسلامية، والإصلاح الديمقراطي.
أي نفس الاهتمام ما يزال هو هو. لا شك أنه مع مضي الوقت سأصبح على مسافة من التجربة في الداخل، أما بصدد القضية الفلسطينية عموما، فأنا أحاول أن أفكر فيها بشكل نقدي، والجميع يعرف ذلك.
مؤخرا أوقفت بقرار واع مقالاتي الأسبوعية في الصحافة العربية، للتفكير ولأخذ مسافة من الأحداث الجارية، وخشيت مع الوقت أن تلتهمني الصراعات العربية-العربية وأن أغرق في التفاصيل، وأن لا أستغل الوقت المتبقي في حياتي للرؤية الشاملة، مع أني أومن دائما بأن المثقف الواثق من نفسه فكريا لا يقلل من قيمته أن يكتب مقالا أسبوعيا.
ومع ذلك فإن الأمر ليس ترفا بالنسبة إلي، لقد خشيت أن يجبرني المقال الأسبوعي على الدخول في التفاصيل كل الوقت، توقفت قليلا، لكي أتأمل أكثر، وهذا لا يعني أني لن أعود إلى كتابة مقالي الأسبوعي، لكن في هذه الفترة أريد أن أفكر أكثر بالصورة السياسية الشاملة، قبل أن أعود للكتابة ثانيا.
- على مستوى الوضع الفلسطيني، وحالة التمزق الداخلي الفلسطيني، هناك في المقابل صورة أخرى، صورة التماسك الإسرائيلي إذا جاز التعبير، كيف تحلل هذا الوضع الملتبس؟
} مسألة الوحدة الفلسطينية هي مسألة كبرى، لا يمكن الاستمرار في حركة التحرر والشعب مازال في طور بناء الحركة الوطنية، بناء الكيان الوطني ضد الاحتلال. إن مسألة الوحدة الوطنية هي مسألة مصيرية، وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى مسألة الوحدة أمامه التشتت الجغرافي والتشتت في المجتمعات والتشتت الاقتصادي الذي أصبح في الظرف الحالي يعقد عملية بناء الأمة وبناء مؤسسات الشعب الفلسطيني.
وإذا أضفنا إلى ذلك السقف السياسي الذي لا يعتبر سقفا واحدا لكل الشعب الفلسطيني نصبح أمام وضع معقد، لذلك لدي رأي أنه يجب أن نؤكد على مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية، خاصة أنه لا يوجد في الأفق حل عادل للقضية الفلسطينية يبرر لتيار يؤمن بالحل مع إسرائيل أن يشق الصف الفلسطيني ثمنا لهذا الحل.
حتى بمنطق من يريد التسوية، الانشقاق الفلسطيني يضعف من يريد التسوية، ومن يؤمن بمسألة المقاومة، الانشقاق الفلسطيني يضعف المقاومة ويفرض عليها حصارا. هذا وضع لا يجوز الاستمرار فيه، سواء لناحية مؤيدي التسوية أو لناحية مؤيدي المقاومة، إلا إذا ذهب من أيد التسوية فيها حتى النهاية غير متسائل حول مبادئ هذه التسوية أكانت عادلة أم لا، إلا إذا اقتنع البعض برأيي، وهو رأي معروف، مفاده انه لا توجد تسوية قريبة ولا تحرير قريب، ماذا نفعل؟ نحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني وكيانه، ونحاول أن نبني أنجح تيار فلسطيني دون أن نوقع اتفاقية مع إسرائيل، ودون أن نتنازل عن حقوقنا.
- هذا التوليف الذي تقترحه، هل يلقى قبولا من جانب الأطراف الفلسطينية؟
} لا، لأن الناس أسرى أمرين، هناك من هو أسير نظرة التسوية لأنه بات يستفيد من معونات وعلاقات سياسية مع الغرب أو مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل، ويعتقد أن كيانه متصل بالتسوية ويدرك أنها عملية وصيرورة حتى ولو كانت دون نتيجة، لكنه يرضى بها أن تكون عملية سياسية حتى وإن كانت دون نتيجة.
وطرف آخر ارتكب خطأ لأنه تسلم السلطة، ولذلك أقول أن دخول حماس إلى الانتخابات كان صحيحا، لكن تسلمها للسلطة كان خطأ، استلموا السلطة لفترة وتخلوا عن المقاومة، وكانت النتيجة أننا خرجنا دون مقاومة ودون سلطة، وأعتقد أن هذا خطأ ويجب التراجع عنه في أقرب مناسبة ممكنة، من أجل التوصل إلى وحدة وطنية فلسطينية في أسرع وقت ممكن، لكي تضمن كيانا فلسطينيا منضبطا في المقاومة وفي التفاوض ولا يوقع اتفاقيات مع إسرائيل فيها تفريط في الحقوق حتى ولو انتظرنا عشرين سنة أخرى، المهم أن يواصل الشعب حياته ويبني تعليمه ووجوده، وأن يعود الاهتمام بالشتات الفلسطيني، خاصة الشتات الفلسطيني في لبنان، حيث ظروف المعيشة لا تطاق، أن يعود الاهتمام بهذه الأولويات وأن لا نوقع الاتفاقات مع إسرائيل وأن نواصل الحياة، وأن نعيش.
وهذا أمر في اعتقادي يجب على الفصائل الفلسطينية أن تجلس لكي تقره.
- في هذا الإطار هل يمكن الرهان على دور فلسطينيي الداخل، وما الدور الذي يمكن أن يلعبه بشكل أو بآخر اليسار الإسرائيلي في هذا المجال؟ وكيف ترى طروحات بناء دولة مشتركة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين؟
} طرحت في سؤالك أمورا مختلفة، دعنا نفصل.
ما هو الرهان؟ لا أعتقد أن هناك رهانا، العرب في الداخل ولدوا في فلسطين ويعيشون فيها في ظل المواطنة الإسرائيلية التي فرضت عليهم، بعضهم يعشقها ويحبها وبعضهم لا يحبها. العرب في الداخل مثل كل الشعوب، يوجد فيهم ناس عملاء وفيهم ناس مخلصون، هذه مواطنة لم يختاروها، وغالبية عرب الداخل ولدوا بعد 48، هذا شعب، وهم ليسوا مجموعة يمكن المراهنة عليها، فيها وطنيون وعملاء للسلطة الإسرائيلية وفيها أحزاب انتهازية ولذلك لا يوجد رهان على العرب في إسرائيل، بل بجب أن تكون هناك علاقة، هناك من عرب الداخل من يريد أن يلعب دور الوسيط بين العرب وبين الإسرائيليين، وأن يكونوا جسر التطبيع مع إسرائيل، ومنهم نواب يطلعون في التلفزيون، ويظهرون على أساس أنهم وطنيون، هؤلاء جسر التطبيع، ولا أريدهم.
أنا أتحدث عن العرب كجماعة قومية يجب المحافظة عليها، وعلى تواصلها مع العالم العربي من أجل هويتها، لكننا نعرف أنها تناضل من أجل حقوقها في الداخل، لا لكي تلعب دورا ولكن لكي تعيش.
هل العرب في الداخل يشكلون مشكلة للكيان الصهيوني، نعم يشكلون مشكلة كبيرة إذا حافظوا على قوميتهم وأطروا نضالهم من أجل المساواة في المواطنة، والمواطنة هي فكرة متناقضة مع الفكر الصهيوني، انظروا كيف لاحقوا عزمي بشارة، لأنهم شعروا بأن مقدار الأذى أو الضرر السياسي لخطابه لا يمكنهم تحمله.
دائما يجب بناء علاقة استراتيجية فيها المحافظة على المواطنة السوية والتي تشكل الحلقة الأساسية من حلقات النضال العربي الفلسطيني، وهذا يحتاج إلى تحديد وتحليل، لا أن نترك الحبل على الغارب، ونقول اتركوا العرب لحالهم لكي يقوموا بدورهم. يجب أن إقامة علاقة واعية معهم، تقوم على الصمود، لأن مطلب المساواة مع الحفاظ على الهوية العربية يشكل مشكلة كبيرة لإسرائيل.
المسألة الثانية، المتعلقة بالرهان على اليسار الإسرائيلي، هذا الأخير موجود في المجتمع الإسرائيلي لأسبابه وليس لأسبابك، لأنه يريد الوصول إلى السلطة في إسرائيل، وعندما يصل إلى السلطة يطبق برنامجه الصهيوني.
ما هو مثلا حزب العمل في إسرائيل؟ إنه هو اليسار الإسرائيلي وهو الذي احتل فلسطين، لا يمكن أبدا أن تراهن عليه، وهو الذي احتل الضفة الغربية وقطاع غزة سنة 67 وهو الذي خاض حرب 73، وبالتالي لا يمكن الرهان عليه، لأن الصراع على السلطة في إسرائيل يتم من داخل مؤسسات الدولة وليس من خارجها، هناك بديهيات يؤمن بها هذا اليسار الإسرائيلي مثل رفض حق العودة ويهودية الدولة ورفض تقسيم القدس، ومثــل الجيش الإسرائيلي قيمة عليا وغيرها، في ظل هذا الإجماع الذي يبدأ بالجيش وينتهي بالشتات الإسرائيلي، هل يراهن على هذا؟ لا أعتقد ذلك، هذا صراع داخلي يمكن أن يراهن عليه في الإطار التكتيكي لا غير، ولكنه في حد ذاته لا يغير الوضع القائم.
*************************************************************************************************************
عن جريدة المساء المغربية .

6 - مارس - 2008
تكريم إسرائيل وعقاب غزة!!!!
خاص بالسعدي..    كن أول من يقيّم

 
صباح الخير ، يا أيها البهي ..
كـذاك مـن يـجزم في iiشأنه يـعـثـر  فـي قامته iiالعاليه
 
 
* شكرا لك ، تذكرني إطلالاتك دائما ببقية الصحب ، بتلك الكوكبة
 
من النوارس التي هجرت هذه المرافئ بعد أن كانت قد هاجرت
 
إليها يوما حبا والتزاما...
 
 * أبدا لم نكن افتراضيين ، بل حقيقيين نكتب قراءاتنا ، نتواصل
 
ونتفاعل بكل صدق و حميمية .. والأهم من هذا وذاك كنا متواضعين
 
نعرف (بالفطرة أو بالفطنة التي لم تذهبها البطنة ) أن بين السعي
 
و المنجز مسافة  شاسعة من التواضع الذي لا يتحقق إلا بالانفصال
 
(ولو قليلا) عن ذواتنا .. وإلا انتهينا إلى تصديق كل ما اعتدناه
 
من توهماتنا.....***************************م.ت
 
 
 

10 - مارس - 2008
تعيين أول امرأة مأذونة شرعية
ليست خيانة..    كن أول من يقيّم

تحية لكم أساتذتنا الكرام .
 
سأنضم إلى هيئة الدفاع ولو من باب "انصر أخاك.." فأورد هذه المشاركة ( المقتبسة من موضوع :الفينومينولوجيا وفن
 
التأويل . بقلم : محمد شوقي الزين ) كإضافة وإسناد لما ورد في مداخلة الأستاذ ياسين الشيخ سليمان القيمة .
                                     
                                                    ********************
!!"Herméneutique" (بالإغريقية herméneutikè) تتضمن في اشتقاقها اللغوي كلمة "technè" التي تحيل إلى "الفن" بمعنى الاستعمال التقني لآليات ووسائل لغوية ومنطقية وتصويرية ورمزية واستعارية. وبما أن "الفن" كآلية لا ينفك عن الغائية (téléologie =finalité) فإن الهدف الذي لأجله تجند هذه الوسائل والآليات هو "الكشف" عن حقيقة شيء ما. وتنطبق جملة هذه الوسائل على النصوص قصد تحليلها وتفسيرها وإبراز القيم التي تختزنها والمعايير والغايات التي تحيل إليها. وعليه، تعني "herméneutique" "فن" تأويل وتفسير وترجمة النصوص": "التأويل هو فن"(12) بمعنى طريقة الاشتغال على النصوص بتبيان بنيتها الداخلية والوصفية ووظيفتها المعيارية والمعرفية؛ والبحث عن حقائق مضمرة في النصوص وربما المطموسة لاعتبارات تاريخية وإيديولوجية هو ما يجعل فن التأويل يلتمس البدايات الأولى والمصادر الأصلية لكل تأسيس معرفي وبرهاني وجدلي: "والفهم عندما يعمل لا يلغو فقط، أي لا يقول رموزا، وإنما هو يؤول. أي أنه يبحث عما هو أول في الشيء، عما هو الأس والأصل" نفس الدلالة يمنحها "لسان العرب" لابن منظور: "التأويل المرجع والمصير مأخوذ من آل يؤول إلى كذا أي صار إليه": نجد في اشتقاقات كلمة "تأويل" الآل بمعنى عمد الشيء الذي يستند عليه والآل بمعنى السراب... والقيمة الدلالية والأنطولوجية التي يمكن أن نمنحها إلى (الآل = السراب) هو أن الأصل الذي تؤول إليه الأشياء والذي يبحث عنه التأويل هو تأسيس متعدد الأوجه أو هو حقل تجوبه جملة العلاقات الاختلافية والاستعارية دون إرجاع الأشياء إلى قيم متعالية أو أصل مطلق، بحيث يصبح المعنى المكتشف مجرد دلالات نسبية وعلاقات وإحالات متبادلة....
 
 

13 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
كسر الخاطر .. لهن الانحناءة العاشقة     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
بعضهن سيشتري هذا المساء قوارير عطر
وينام على أرائك من ريش اليمام
بعضهن سيشتري ربع خبزة
وينام على حصير
بعضهن سيتأمل المغيب اليوم بين أحضان غارقة في التوله
من على شرفة بعيدة في البر
وبعضهن سيتأمل شقوق اليد اليمنى ويعفي اليسرى من عمل
إضافي حتى لا تتشقق أكثر
بعضهن سينام تحت سقف ايطالي
وبعضهن سينام تحت عتبة الفقر
بعهن ستشوي سمكا من بحور إجة
وبعضهن ستشوي طرف كبدها للاطفال
بعضهن سيرسم طائرة
وضيعة
ومشمشا من بلّور لطفله
والبعض الآخر سيرسم آخر ابتسامة قبل الموت بفعل السعال
بعضهن سترسل ايس ايميس بلغات الكون كلها
وبعضهن سترسل طلبا للدواء بدون مال
بعضهن سينزوي في ركن" البراكة"
ويبكي حظ الدنيا معه
وبعضهن سينزوي في
أول طائرة ذاهبة الى ...الصين
حيث تكثر أعشاب الحب
بعضهن سيعد نقوده التي تبقت من آخر الصفقات
وبعضهن سيعد ما تبقى من عمره في الفقر المدقع.
بعضهن سيلعب رياضات متنوعة من أجل إصلاح العمود الفقري
وبعضهن سيلعب الرياضة الوحيدة التي يجيد: الفقر العمودي.
بعضهن سيذهب الى خبيرات التصفيف والتجميل والماكياج
وبعضهن سيقف أمام السجن في انتظار الابن الثالث الذي يدخل الزنزانة
بعضهن سيعيش العيد
وبعضهن سيعيش فقط بالكاد.
ومع ذلك لابد من أن نقول للمغربيات، ثامن مارس سعيد أيتها السيدات، ولا بد أن نتعلم كيف ننحني من أجل تعظيم السيدات اللواتي يصنعننا في كل يوم.
لابد أن نقبل اليد في تمرين حضاري على تكريمكن أيتها السيدات.
 
عبد الحميد جماهري
ج . الاتحاد الاشتراكي المغربية .
*

14 - مارس - 2008
تعيين أول امرأة مأذونة شرعية
كتاب السيدة فيروز ..    كن أول من يقيّم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( إعداد - تحقيق - تصميم -  وتنفيذ ) الفنان الليبي : فتحي العريبي - 2007
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لتنشيط الصفحات والصور أو الأيقونات علي اختلافها : أضغط علي مفتاح : F5  أو  علي أيقونة : تحديث - Refresh من القائمة الرئيسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحنا والقمر جيران .. بيته خلف تلالنا .. بيطلع من قبالنا .. يسمع الألحان .. عارف مواعيدنا .. تارك بقرميدنا .. أحمل الألوان .. ويا ما سهرنا معه .. بليل الهوي .. مع النهدات .. ويا ما .. عل مطلعه .. شرحنا الحب وحكايات .. نحنا والقمر جيران .. لما طل وزارنا .. ع قناطر دارنا .. رشرش المرجان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




العرض المناسب  -  Window Size 800 by 600 pixels 




  
 

فهرس محتويات الكتاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 السيرة الفنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ديوان أشعار المجموعات الغنائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأغاني المتميزة   20 أغنية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كشف بالمهرجانات والمسرحيات
وأفلامها السينمائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صور من حافظتها الخاصة 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 
 
  


العودة للصفحة الرئيسية بمجلة كراسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها إلي : عش الحمامة - قاعة كبار الضيوف - الملاحق الثقافية - ذاكرة بنغازي - سجل الزوار - للاتصال بنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
غلاف الكتاب



" أضغط علي الصورة لتكبيرها "

كتاب فيروز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملامح من سيرتها الفنية
وديوان نصوص أغانيها
ومختارات من شدوها المائي وصورها النادرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراسة تسجيلية مصورة
بقلم وتحقيق : فتحي العريبي

فنان وكاتب تشكيلي ليبي
رئيس تحرير مجلة : كراسي
fabigraph@yahoo.com
www.kraassi.com

هاتف نقال : 925764526 - 00218 : Mobile
 هاتف أرضي :
00218.61.2230185 : Tell  
ص.ب. 486 P.O.Box 
بنغازي - ليبيا 
 

الكتاب
مجاز من قبل إدارة المطبوعات في بنغازي
بموجب الرسالة رقم م ط / 896 / 71 / 2003
المؤرخة في 16 / 1
/ 2003

ومسجل تحت رقم 5380/ 2003 بدار الكتب الوطنية - بنغازي
المركز البيليوغرافى الوطني
وحدة الإيداع القانوني
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور هذه الصفحات إلا بإذن كتابي من المؤلف فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية  .
 

 
مواقع أخري جديرة بالتصفح
وللدخول إليها يشترط أن تكون متواصلا مع شبكة الإنترنت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صممت ونفذت بمرسم عش الحمامة
- بنغازي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

^ ^ الانتقال إلي أعلي الصفحة ^ ^


15 - مارس - 2008
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
في القدس..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هديتي لكل الأساتذة الأفاضل المشاركين في الملف .
أرجو أن تروقكم ..
 
مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها

فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت

وتلفَّت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش
أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتىً سواك
وهي الغزالة في المدى
حكم الزمان ببينها
مازلت تركض خلفها
مذ ودعتك بعينها
فارفق بنفسك ساعة
إني أراك وهنت
في القدس من في القدس إلا أنت

يا كاتب التاريخ مهلاً
فالمدينة دهرها دهران
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه
وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم
يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها
فاسأل هناك الخلق يدللك الجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين
في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدْبا على أشباهه فوق القباب
تطورت ما بينهم عبر السنين
علاقة الأبِ بالبنين
في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن
في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق
فوقه - يا دام عزك- قبة ذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة
ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
إذا ما أمّة من بعد خطبة جمعة
مدت بأيديها
وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا ونحميها
ونحملها على أكتافنا حملا
إذا جارت على أقمارها الأزمان

في القدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان
ونوافذ تعلو المساجد والكنائس
أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان
فهو يقول: "لا بل هكذا".
فتقول: "لا بل هكذا".
حتى إذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات
لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن

في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراء النهر
باعوه بسوق نخاسة في أصفهان
لتاجر من أهل بغداد
أتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى
فأعطاه لقافلة أتت مصرا
فأصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطان

في القدس رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت
وتقول لي إذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"...
وتفوح من بعد انحسار الغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها
والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
أو لمست بناية
لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة في الجو.
ريح براءة
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.
ريح طفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين

في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مروا من هنا
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا
أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض
فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهُلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك
فيها كل من وطأ الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت
العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا
نائيا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآة اليمين
تغيرت ألوانها في الشمس من قبل الغياب
إذ فاجأتني بسمة
لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت:
"يا أيها الباكي وراء السور.. أحمق أنت؟
أجننت.. لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..


تم نقل كلمات القصيدة من موضوع بعنوان قصيدة في القدس / للشاعر تميم البرغوثي من منتديات أقصانا.

 نقلاعن موقع المدون:
الإسم : حلا .... 7ala
البلد : الاردن

18 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
يا الشادلي يا بلحسن.    كن أول من يقيّم

تحية مغاربية .
 
vidéo                     لسماع الأغنية يرجى النقر على إحدى الصورتين .
 المولد النبوي والمغاربة : جذور تاريخية
عبد العزيز أيت سي
إن الباحث في التاريخ الثقافي والاجتماعي للمولد النبوي الشريف بالمغرب الأقصى يتبين له بجلاء ما كان لعلماء المغرب وأولياء الأمر فيه من دور رائد، تأصيلا وتقعيدا وتنزيلا، وشرحا وتحليلا، وبيانا وتفصيلا، وتنكشف له مظاهر الاحتفال وتقاليده الاجتماعية الأصيلة، والتي درجت عليها الشعوب الإسلامية عموما، والمغاربة خصوصا، حتى أصبحت من تراثها الشعبي، لما ترمز إليه من أبعاد دينية واجتماعية وثقافية.
وتتنوع مظاهر الاحتفال هاته بين الليالي الدينية القائمة على تدارس القرآن وتلاوة الأذكار والصلوات وقراءة الأمداح النبوية، وسرد السيرة النبوية والشمائل المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ومجالس العلم والمواكب الدينية.
وقد أفرز الاهتمام بهذه الذكرى أدبا جديدا ورائعا عرف ب «الموالد النبوية» أو «المولديات» سواء في النثر أو في الشعر، والتي كانت تقرأ أو تنشد سواء في شهر المولد النبوي (ربيع الأول) أو في مناسبات مختلفة. وقد أصبح تراث «الموالد» النبوية مجالا غزيرا وواسعاً يستقطب الباحثين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وقد ذكر عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني في تقديمهما لكتاب والدهما محمد الباقر الكتاني «روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات» خمسين كتابا تتعلق بالمولد النبوي، واقتصرا فيها على كتب المغاربة فقط.1
وترجع بدايات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمغرب إلى منتصف القرن السابع للهجرة عندما استحدثت أسرة العزفيين التي كان رجالها من أعلام مدينة سبتة ورؤسائها عادة الاحتفال بالمولد النبوي، وألف كبيرهم يومئذ أبو العباس أحمد بن محمد العزفي المتوفى عام 639 هـ على عهد الخليفة الموحدي المرتضى كتاب «الدر المنظم في مولد النبي المعظم» الذي أكمله ابنه الرئيس أبو القاسم المتوفى عام 677هـ.
ولا بأس على أهل المغرب أن يتخذوا يوم مولد الرسول عيدا لهم، فقد تولى علماؤهم النظر في مشروعيته، ووجدوا له وجها مقبولا، فهذا أبو العباس العزفي يشير في مقدمة كتابه إلى الأسباب التي حفزته على الدعوة إلى استحداث الاحتفال بالمولد النبوي، فيصف في حسرة وأسى مشاركة مسلمي سبتة والأندلس للمسيحيين في احتفالاتهم بعيد النيروز يوم فاتح يناير، والمهرجان أو العنصرة يوم 24 يونيو، وميلاد المسيح عليه السلام يوم 25 دجنبر. وأبرز أهمية الاحتفال بحدث المولد وانعكاساته الإيجابية.
ومع إقرار المؤلف بأن عمل الاحتفال بمولد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بدعة لم يكن على عهد السلف الصالح رضوان الله عليهم، فإنه يجعله من البدع المستحسنة استنادا لقول عمر رضي الله عنه في الاجتماع على تراويح رمضان نعمت البدعة هذه، ويخرجه على حديث أنس رضي الله عنه في عيدي الفطر والنحر. وذلك لأنه أراد بهذا العمل أيضا صرف المسلمين ولا سيما الصبيان عن الاحتفال بالأعياد المعظمة في الأديان الأخرى، حتى لا ينشأوا على تعظيم تلك الأديان...2
وكتاب العزفي ليس هو الوحيد الذي وضعه علماؤنا في الموضوع، فإن لأبي الخطاب بن دحية السبتي أيضا كتاب «التنوير في مولد السراج المنير»، ألفه للملك أبي سعيد التركماني صاحب إربل، لما قدم عليه فوجده يحتفل بالمولد الشريف، كما يفعل أهل بلده سبتة.3
ولقد كان تبني أعلام سبتة للاحتفال بالمولد النبوي نابعا من طبيعة المغاربة الذين شبّوا على اعتناق المالكية والتعلق بالحضرة النبوية، وكذا رفضهم لبعض الآراء المذهبية التي كانت في تلك الفترة، وفي ذلك ما ينسجم مع صنيع القاضي عياض في العهد المرابطي ـ وما العهد ببعيد ـ الذي ألف كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى».
وواصل العلماء الانتصار لهذا العمل مظهرين فائدته العظمى، وجدواه على التعبئة الوجدانية للأمة وربطها بأمجادها، ومن الذين تناولوه بالنظر الفقهي العارف بالله، الإمام ابن عباد الرندي، شارح الحكم العطائية، فقد تعرض للموضوع في إحدى فتاواه، وبسطه بسطا جميلا، قال: « الذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسم من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب أمر مباح لا ينكر، قياسا على غيره من أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر والجحود، ينكر على قائله، لأنه مقت وجحود. وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة وترده الآراء المستقيمة...». ثم ذكر حكاية وقعت له مع الولي الصالح الشيخ سيدي ابن عاشر السلاوي، حيث كان ابن عباد خارجا في يوم المولد فوجد الشيخ ابن عاشر مع جماعة من أصحابه فاستدعوه لأكل الطعام، فاعتذر ابن عباد بأنه صائم، فنظر إليه سيدي ابن عاشر نظرة منكرة، وقال له: إن هذا اليوم يوم فرح وسرور، فلا يستقيم فيه الصيام لأنه يوم عيد. قال ابن عباد رحمه الله: « فتأملت كلامه فوجدته حقا، وكأني كنت نائما فأيقظني من النوم».4
وهذا الخطيب أبو عبد الله ابن مرزوق ينحو نفس المنحى، إذ يقول في كتابه: جنا الجنتين في شرف الليلتين :»سمعت شيخنا الإمام أبا موسى بن الإمام رحمة الله عليه وعلى غيره من مشيخة المغرب، يحدثون فيما أحدث من ليالي المولد في المغرب، وما وضعه العزفي في ذلك، واختاره وتبعه في ذلك ولده الفقيه أبو القاسم وهما عن الأيمة، فاستصوبوه واستحسنوا ما قصده فيها والقيام بها، وقد كان نقل عن بعض علماء المغرب إنكاره، والأظهر في ذلك عندي ما قاله بعض الفضلاء من علماء المغرب أيضا وقد وقع الكلام في ذلك فقال ما معناه: لا شك أن المسلك الذي سلكه العزفي مسلك حسن».5
وفي موضوع مشروعية الاحتفال بالمولد - أيضا- ما نقله الشيخ بنيس في شرحه على همزية الإمام البوصيري، أن ليلة المولد ويومها عيد وموسم، يتعين أن يعظم ويحترم، ويعمل فيه ما يدل على التعظيم والاحترام، وهو ما اختاره الحافظان العراقي والسيوطي.
وقد تولع الخليفة الموحدي المرتضى بهذا الاحتفال، وأصبح «يقوم بليلة المولد خير قيام، ويفيض فيها الخير والإنعام» حتى وقف في حضرته ذات يوم الأديب الأندلسي أحمد بن الصباغ الجذامي منشدا إحدى روائعه بمناسبة المولد النبوي فقال في مطلعها: 6
تنعم بذكر الهاشــــــمــــي محمــــد *** ففي ذكره العيش المهنأ والأنـــسُ
أيا شــــاديا يشدو بأمداح أحمـــــــد *** سماعك طيب ليس يعقبُه نكـْــــس
فكررْ رعــاك الله ذكـــرَ محمـــــــد *** فقد لذت الأرواح وارتاحت النفس
وطاب نعيم العيش واتصل المنـــى *** وأقبلت الأفـراح وارتفــع اللبـــس
له جمـع الله المعانــي بأســـــرهـــا *** فظاهره نــور وبـــاطنه قـــــــدس
فكل لـــه عـرس بذكـــــر حبيبـــــه *** ونحن بذكر الهاشميِّ لنا عـــــرس
وما يزال أحد أبيات هذه القصيدة حتى الآن بمثابة لازمة يتملى بترجيعها المسمعون والمنشدون في حلقاتهم، وهو قوله:
وقوفا على الأقــــدام في حق سيــــد *** تعظمه الأمــلاك والجن والإنــــس
وقد عرف هذا الأمر ازدهارا كبيرا على العهد المريني ثم الوطاسي من بعده، فكان الملوك أنفسهم يرأسون مهرجانات المولد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، كما أصدر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني المتوفى سنة 691 هـ أمرا بوجوب إحياء ليلة المولد النبوي واعتبارها عيدا رسميا كعيدي الفطر والأضحى، «وأصبح ملوك الأندلس يحتفلون في الصنيع والدعوة وإنشاد الشعر اقتداء بملوك المغرب» على حد ما قاله ابن خلدون.7 وقد أضاف أبو سعيد المريني الاحتفال باليوم السابع من العيد، وإلى ذلك يشير أبو العباس أحمد بن عبد المنان المتوفى عام 792 هـ في قصيدة يخاطب بها أبا عنان فيقول:8
وموسم جــل قدرا باعتنـــــاك بــــــه *** راقت لياليه وازدانـــت سوابعــــه
كما أصبح توقيف العمل يوم المولد النبوي تقليدا متبعا في العهد المريني، وإلى ذلك يشير ملك بن المرحل إذ يقول مستعرضا بعض مراسيم الاحتفال بهذه المناسبة:9
فحــــق لنــــا أن نعتنـــي بــــــولاده *** ونجعل ذلك اليوم خير المواســـــم
وأن نصــــل الأرحام فيــــه تقربــــا *** ونغدو له من مفطــرين وصائـــــم
ونترك فيـــه الشغـــل إلا بطاعـــــــة *** ومــا ليس فيـه مـن ملام ولائــــــم
وسرعان ما انتقل الاحتفال بالمولد النبوي إلى الأوساط الشعبية فكانت الحفلات تقام في الزوايا وحتى في المنازل، وإلى ذلك يشير ابن الدراج في كتابه «الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع» فيذكر أن أكثر ما يتغنى به أهل فاس بهذه المناسبة تتصل موضوعاته بمدح الرسول وتشويق النفوس إلى زيارة البيت الحرام ومواقعه، وإلى المدينة المنورة ومعالمها 10، كما يشير إلى ذلك الرحالة أبو علي الحسن الوزان الفاسي في كتابه «وصف إفريقيا» فيذكر أن التلاميذ يقيمون احتفالا بالمولد النبوي، ويأتي المعلم بمنشدين يتغنون بالأمداح النبوية طول الليل.
وسوف يبلغ هذا الاحتفال قمة اكتماله في عهد الشرفاء السعديين، وذلك عندما اتخذ المنصور السعدي من عيد المولد النبوي أكبر احتفال رسمي للدولة والأمة، فكان يقيم في قصره بمراكش الحفلات الفخيمة، يزينها بالشموع الموقدة، وإنشاد القصائد والمولديات. وقد أفاض في هذا الموضوع أكثر من مؤرخ، منهم أبو الحسن التمجرُوتي المتوفى عام 1003 هـ الذي يقول في رحلته المسماة «النفحة المسكية في السفارة التركية» واصفا احتفال المنصور في مراكش عام 998 هـ: «وأنشدوا القصائد ومقطعات في مدح النبي المكرم وفضل مولده العظيم، ونظموا في ذلك الدر المنظوم، وبالغوا في ذلك وأطنبوا... وانبسطوا بألسنة فصاح ونغمات ملاح وطرائق حسنة، وفنون من الأوزان المستحسنة، فأصغت الآذان عند ذلك بحسن الاستماع إلى محاسن السماع». ومن هؤلاء أيضا أحمد بن القاضي المكناسي الذي نوه في كتابه «المنتقى المقصور على محاسن الخليفة المنصور» بما كان يصنعه بهذه المناسبة.
أما عبد العزيز الفشتالي مؤرخ الدولة السعدية فقد أتى بما يذهل الألباب في كتابه «مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا» إذ يقول: «والرسم الذي جرى به العمل... أنه إذا طلعت طلائع ربيع الأول... توجهت العناية الشريفة إلى الاحتفال له بما يربي على الوصف... فيصيّر الرقاع إلى الفقراء أرباب الذكر على رسم الصوفية من المؤذنين النعارين في السحر بالأذان.. حتى إذا كانت ليلة الميلاد الكريم.. تلاحقت الوفود من مشايخ الذكر والإنشاد... وحضرت الآلة الملوكية... فارتفعت أصوات الآلة وقرعت الطبول، وضج الناس بالتهليل والتكبير والصلاة على النبي الكريم... وتقدم أهل الذكر والإنشاد يقدمهم مشايخهم... واندفع القوم لترجيع الأصوات بمنظومات على أساليب مخصوصة في مدائح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يخصها اصطلاح العزف بالمولديات نسبة إلى المولد النبوي الكريم، قد لحنوها بألحان تخلب النفوس والأرواح، وترق لها الإطلاع، وتبعث في الصدور الخشوع، وتقشعر لها جلود الذين يخشون ربهم، ويتفننون في ألحانها على حسب تفننها في النظم. فإذا أخذت النفوس حظها من الاستمتاع بألحان المولديات الكريمات تقدم أهل الذكر المزمزمون بالرقيق من كلام الشيخ أبي الحسن الششتُري رضي الله عنه وكلام القوم من المتصوفة أهل الرقائق. كل ذلك تتخلله نوبات المنشدين للبيت من نفيس الشعر».11
وفي عهد الدولة العلوية اتسع نطاق الاحتفال، وأصبحت تقام ليلة عيد المولد وليلة سابعه في مختلف الزوايا والأضرحة وبعض المساجد والبيوتات، حيث تنشد الأمداح النبوية الشريفة، كما تتلى قصة المولد النبوي الكريم. وكان المغاربة عموما يتلون قصة المولد النبوي للبرزنجي مخللة بتصلية المدني.12
وورد في كتاب «مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن» أن الشيخ أبا المحاسن رضي الله عنه كان يطعم الناس في ذلك اليوم، ... ويحضر خلق من المساكين لا يحصون، فيأكلون ويحملون ما أمكن؛ يصنع ذلك في اليوم الثاني عشر وفي سابعه أيضا، وهو اليوم الثامن عشر على ما جرت به العادة في فاس.
ولقد أصبح من مظاهر هذا الاحتفال، أن يقام على المستوى الرسمي احتفال يرأسه سلطان البلاد ويرعاه بنفسه، وتلتئم حول حضرته جموع من المسمعين الوافدين من مختلف حواضر المملكة. وما زالت هذه السنة دَيْدَنَ ملوك الدولة، دأبوا على إحيائها وتوارثوها خلفا عن سلف تأكيدا لحب المغاربة قاطبة لجدهم صلى الله عليه وسلم وتشبثهم بآل بيته الطاهرين.
أما على المستوى الشعبي، فتجدر الإشارة إلى احتفال أهل سلا، والذي أصبع يعرف بموكب الشموع في إشارة إلى أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت نورا وهداية للجميع، وقد ارتبط هذا الاحتفال بالولي الصالح الفقيه مولاي عبد الله بن حسون، والذي كان معروف القدر والمكانة عند المولى أحمد المنصور الذهبي الذي أقطعه البقعة التي اختط بها زاويته ودار سكناه. فكان رضي الله عنه مولعا بعمل المولد النبوي، عظيم الاحتفال به حيث كان يرأس هذا الاحتفال وكذا الاحتفالات التي كانت تقام بزاويته طيلة أسبوع تخليدا لذكرى الرسول الكريم. فكان يحتفل للمولد غاية الاحتفال وكان يأتيه لحضور موسمه عنده بزاويته من حواضر البلاد وبواديها العلماء والأولياء وشيوخ الزوايا وأهل السماع.
ولا زالت جل الزوايا في كل المدن والمناطق المغربية تحتفل بالمولد النبوي، وتقيم له المواسم وتحيي له ليالي الذكر والمديح.
ولابد من الإشارة - في هذا السياق -- إلى الحفل الديني البودشيشي الكبير الذي دأبت على إحيائه الطريقة القادرية البودشيشية باعتباره - حاليا - من أكبر الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة، وذلك بما يعرفه من توافد عدد كبير من المريدين والذاكرين والزائرين، ذكورا وإناثا، مغاربة وأجانب من جنسيات عربية وأوربية وأمريكية وأسيوية وافريقية حيث يقدر عددهم بحوالي المائة ألف، وكذلك بما يميز برنامجه الذي يجمع بين التعبد والتعلم، وذلك ما خلق اهتماما داخليا وخارجيا بهذه الطريقة، وفضولا إعلاميا بشتى أنواعه حول منهجها التربوي الصوفي.
لقد كان للسلف الصالح من العلماء العاملين والأولياء العارفين بهذا البلد، اختيارات موفقة في العقيدة والعبادات والسلوك، واجتهادات صائبة سنوا بها لقومهم سننا حسنة، وقتهم شر الفرقة والتشرذم، وجعلتهم كتلة متراصة، وجسما واحدا.
وبقدر ما كان للعلماء من حرص على ربط اجتهاداتهم بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح، بقدر ما رعت الأمة كل الرعاية اختيارات علمائها، وعضت عليها بالنواجذ، ووقفت في وجه الخارجين عن ميثاق الجماعة واختيارات الأمة تحت ذرائع وشبه وأباطيل، دحضها العلماء وفندوها. لقد اجتهد السلف في قضايا لم تكن في العهد النبوي، وأوجدوا لها حلولا، ولم يقفوا متفرجين، كما يريد بعض الخلف اليوم للفكر أن يتوقف عن كل حركة لحل ما يستجد من المشاكل على ضوء أصول الشرع ومقاصده.
(*) باحث في التاريخ المعاصر

هوامش
1 محمد الباقر الكتاني، روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات، تقديم: عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني، مطبعة الأمنية بالرباط، 1395هـ/1975م، ص.16- 30.
2 عبد الله كنون، النبوغ المغربي في الأدب العربي، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت 1961، ج.1، ص.132.
3 المصدر السابق.
4 أبو العباس أحمد الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، 1401هـ/1981م، ج.11، ص.278-279.
5 م.س، ج.11، ص.280.
6 ديوان ابن الصباغ الجذامي، مخ. خ. ع. بالرباط.
7 التعريف بابن خلدون، تصح. محمد بن تاويت الطنجي، ص. 8.
8 فتح الله البناني، كتاب فتح الله في مولد خير خلق الله، ص. 161.
9 ابن الأحمر، نثير الجمان، ص. 324 ـ 326.
10 ابن الدراج،الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع، تحقيق: محمد بنشقرون.
11 الفشتالي، مناهل الصفا، تحقيق: عبد الكريم كريم، ص.236 ـ 238.
12 آسية الهاشمي البلغيثي، المجالس العلمية السلطانية على عهد الدولة العلوية، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مطبعة فضالة، 1416هـ/1996م، ج.1، ص.214.

         عن جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية .
Ajouter la vidéo au Pense-bête
                                     
Ajouter la vidéo au Pense-bête                                                    
                                   

23 - مارس - 2008
صوت من تونس:
في ضيافة الزاوية ..    كن أول من يقيّم

حمزة شيخ الطريقة البودشيشية وعلي اليسار أحد مريدي الزاوية البودشيشية
مداغ: ادريس الكنبوري

وقف رجل مسن في حوالي الثمانين من العمر أمام باب شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، حمزة البودشيشي، بمعية أشخاص آخرين قدموا من مكان بعيد لزيارة الشيخ، في انتظار السماح لهم برؤيته، في الوقت الذي كان فيه الحارس المرابط قرب الباب ينهي إلى علمهم بأن الزيارة غير مسموح بها لأحد إلا في الغد، أي أمس الخميس. تلقى الرجل المسن، الذي كان يضع على عنقه سبحة من العاج، مكالمة هاتفية يبدو أنها من قريب له، ضغط على الأوكي وقال: «نحن أمام باب سيدي حمزة رضي الله عنه وأرضاه، نريد رؤيته، نسألك الدعاء»، بعد ذلك جلس الرجل غير بعيد عن الباب متعبا من الانتظار، دون أن يفقد الأمل في السماح له أخيرا بالدخول على الشيخ والسلام عليه.
هذا الزائر الغريب واحد من عشرات الآلاف الذين بدؤا أول أمس الأربعاء التقاطر على مقر الزاوية البودشيشية بقرية مداغ، أو ميداغ باللهجة المحلية، على بعد سبعة كيلومترات من مدينة بركان، حيث يظلون هناك ثلاثة أيام حتى انتهاء حفلات المولد النبوي التي تقام فيها الأذكار والصلوات بحضور شيخ الطريقة إلى وقت متأخر من الليل.
ومنذ أول أمس الأربعاء، بدأت وفود الطريقة القادرية في الحج إلى مقر الزاوية، يمثلون مختلف مناطق المغرب وجهات مختلفة من العالم، بعضهم على متن سيارات خاصة والكثيرون في حافلات خصصت لهذا الغرض، تحمل كل واحدة منها لافتة باسم الوفد والمدينة التي جاء منها. وفي الطريق بين مداغ وبركان لم تنقطع طوابير الحافلات طيلة أمس الخميس، حيث انتظم العديد من رجال الأمن في نقاط أمنية اعتاد عليها سكان المنطقة الشرقية هذه الأيام، والسبب كما يقول البعض هنا، هو قرب المنطقة من الحدود الجزائرية والتصدي لأي محاولة للمساس بالوضع الأمني.
ويبدو أن المسؤولين عن الزاوية البودشيشية استعدوا قبل وقت طويل للجماهير الغفيرة التي ستحج إلى مقرها المجاور لقرية صغيرة تنتعش فيها الحركة التجارية مع كل موسم إحياء للمولد النبوي بالزاوية، ففي المناطق المحيطة بها رسم مربد بالجير الأبيض لعشرات الحافلات لتأخذ مكانها بانتظام، بينما يلاحظ وجود رجال أمن ورجال للقوات المساعدة لتنظيم حركة المرور والحيلولة دون حدوث أي اختناق.
وبخلاف العام الماضي، بدا مقر الزاوية هذا العام أكثر اتساعا واستعدادا لاستقبال عشرات الآلاف من فقراء الطريقة، وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر الزاوية الأم، حيث مسكن الشيخ حمزة، ينتصب بناء ضخم لا زالت الأوراش مستمرة فيه منذ أربع سنوات، تاريخ بدء العمل فيه، ويرد منير القادري البودشيشي، حفيد الشيخ حمزة الذي يلاحقه المريدون أينما حل وارتحل لتقبيل كتفه أو كفيه، بأن السبب في تأخر البناء هو ضعف ميزانية الزاوية، لكنه يأمل في أن يكتمل بناؤه في العام المقبل، لأن الزاوية مقبلة على برنامج عمل جديد للتوسع والانطلاق. تصل مساحة البناء إلى حوالي 7000 متر مربع، ويتكون من طابقين، الطابق الأرضي سيكون عبارة عن مسجد، وهو المكان الذي احتضن في العام الماضي حفلات المولد، مثل هذا العام، بينما سيكون الطابق الثاني عبارة عن معهد أو جامعة صوفية يتلقى فيها أتباع الزاوية العلوم الشرعية وتعاليم التصوف والطريقة البودشيشية. ويقول أحد مقدمي الطريقة إن البناء الجديد مؤشر على توسع الطريقة البودشيشية التي أصبح الكثير من الناس يقبلون عليها في الأعوام الأخيرة، لأن القاعة الرئيسية في المقر الأم لم تعد تستوعب فقراء الطريقة، لذلك تم الشروع في بناء المسجد الذي تتجاوز مساحته تلك القاعة بأربعة أضعاف، وتوقع نفس المتحدث أن يزداد عدد المريدين الذين يزورون الزاوية هذا العام بنسبة 30 في المائة.
ومع التوسع الذي باتت تشهده الطريقة البودشيشية فإن المسؤولين فيها باتوا يدركون أهمية الانفتاح على الإعلام للتعريف بخطابها الصوفي الداعي إلى المحبة والإخاء والسلام. وقال أحد مسؤولي الطريقة، راغبا في عدم الكشف عن اسمه، إن هذا التوسع مرده التطور الحاصل في المغرب، وزوال ما أسماه بالنقاط السوداء عندما كانت الدولة لا ترحب بالزوايا الصوفية بسبب الإرث السياسي لأحزاب الحركة الوطنية التي كان تحارب الزوايا بعد مرحلة الاستقلال، وربط نفس المسؤول الإشعاع الجديد للطريقة البودشيشية والزوايا الصوفية بشكل عام بتراخي الأحزاب السياسية وطغيان الماديات على الإنسان والبحث عن ملاذ روحي آمن. ويقول أحد المريدين القدماء للطريقة إنه لا يزال يتذكر وقائع المواجهات بين أتباع الطريقة ورجال الأمن في مقر الزاوية في السبعينات، عندما كانت السلطة تسعى لمحاربة الطريقة. وقال جيرار برونون، وهو فرنسي مقيم بالرباط حيث يدير مقاولة اقتصادية وانتمى إلى الطريقة قبل خمس سنوات بعد اعتناقه الإسلام وأصبح يسمى جواد: «الطريقة أنقذتني من الضياع، وسيدي حمزة أنار لي الطريق»، ويركز جواد، الذي يهتم بالعلاقة بين الاقتصاد والقيم الروحية، على ضرورة الترقي الروحي للفرد للعودة إلى ما يسميه بالأصول الأولى لعلم الاقتصاد التي كانت أبعد ما تكون عن الرأسمالية المتوحشة اليوم، ويقول إن التربية الروحية يمكنها أن تهزم الرأسمالية وتعيد الاعتبار للإنسان بعدما أصبح مجرد رقم في المعادلات الاقتصادية الحديثة التي يمثل فيها الربح أعلى قيمة.
لكن ربما كانت مفاجأة احتفالات الزاوية البودشيشية بالمولد النبوي هذا العام هي حضور مغني الراب الفرنسي ذي الأصل الكونغولي، عبد المالك، الذي انتمى إلى الطريقة قبل سنوات قليلة وألف كتابا عن تجربته كمنحرف في ضواحي باريس عنوانه «بارك الله فرنسا»، وأنجب مولودا سماه حمزة، على اسم شيخ الطريقة. وقال عبد المالك، الذي كان يدعى ريجيس فاييت ميكانو قبل إسلامه، في حوار مع «المساء» ينشر لاحقا، إن التصوف هو الحل الوحيد لمعضلات الشباب المسلم في أوروبا، وإنه بعد دخوله الطريقة أصبح يركز على الغناء والموسيقى لترويج التعاليم الصوفية في العالم، حيث أقام حفلات في فرنسا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة لاقت ترحيبا واسعا.
......................
عن المساء المغربية

23 - مارس - 2008
صوت من تونس:
 45  46  47  48  49