البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 425  426  427  428  429 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أربعون مطية    كن أول من يقيّم

وَرَمَيتُ أَعوامي وَرائي مِثلَ ما رَمَـتِ الـمَطيُّ مَهامِهَ iiالسُفّارِ
وَرَكِـبـتُ مِنها أَربَعينَ iiمَطيَّةً لَم  تَخلو مِن عَنَتٍ وَسوءِ iiنِفارِ

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
لو تراءى لناظر    كن أول من يقيّم

اِتَّـقِ الـلَـهَ iiوَحدَهُ وَتَـحَمَّل  لَهُ iiالكُلَف
وَاِفعَلِ الخَيرَ فَالحَديـ ثُ كَـثيرٌ قَدِ اِختَلَف
لا  تَقومَنَّ في iiالمَسا جِدِ تَّرجو بِها iiالزُلَف
مُعمِلاً  بَسَطَ iiراحَتَي كَ  إِلـى نائِلٍ iiيُلَفّ
وَرُمِ الرِزقَ في iiالبِلا دِ  فَإِن رُمتَهُ iiاِزدَلَف
وَتَلافَ  الَّذي iiمَضى قَبلَ  أَن يَنزِلَ التَلَف
حَـلَفَ الدَهرُ iiجاهِداً وَهُـوَ  بَرٌّ إِذا iiحَلَف
لِـيَـبُـتَّنَّ كُلَّ iiعِقـ دٍ  إِذا نَـظمُهُ اِئتَلَف
لَـو تَـراءى لِناظِرٍ بِان في وَجهِهِ الكَلَف

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
أحلاف السوء    كن أول من يقيّم

لَـقَد رَكَزوا الأَرماحَ غَيرَ iiحَميدَةٍ فَبُعداً  لِخَيلٍ في الوَغى لَم iiتُطارِدِ
تَـداعَوا فَقالوا ناسِكٌ وَاِبنُ iiناسِكٍ وَمـا هُـوَ إِلّا مـارِدٌ وَاِبنُ iiمارِدِ
وَمـازالَ  عَرّافُ الكَواكِبِ iiذاكِراً إِمـامـاً كَـنَجمٍ في الدُجُنَّةِ iiفارِدِ
وَمـا يَـجمَعُ الأَشتاتَ إِلّا iiمُهَذَّبٌ مِـنَ القَومِ يحمي بارِداً فَوقَ بارِدِ
إِذا  نالَ ما يَرجوهُ مِن زُحَلَ الَّذي بَـدا  شُـرَّهُ لَم يَبغِهِ مِن iiعُطارِدِ
وَإِن يَـكُ فـي الدُنِّيا سَعودٌ iiفَإِنَّما تَـكـونُ  قَليلاً كَالشَذوذِ iiالشَوارِدِ
أَرى كَـدراً عَـمَّ الـمَوارِدَ iiكُلَّها فَمُت أَو تَجَرَّع مِن خَبيثِ المَوارِدِ

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
بنات الليل    كن أول من يقيّم

فَـمـا لَكَ وَالهُنودَ iiمُنَعَّماتٍ كَـأَنَّ قُـدودَهُـنَّ iiمُهَنَّداتُ
يُـفَـنِّدنَ  الحَليمَ بِغَيرِ iiلُبٍّ وَهُـنَّ وَإِن غَـلَبنَ مُفَنَّداتُ
تَـقَـلَّـدتِ  المَآثِمَ iiبِاِختِيارٍ أَوانِـسُ  بِـالفَريدِ iiمُقَلَّداتُ
إِذا  عوتِبنَ في جَنَفٍ iiوَظُلمٍ أَبَـت  إِلّا السُكوتَ iiمُبَلِّداتُ
يُغادِرنَ الجَليدَ قَرينَ iiضَعفٍ صَـوابِـرُ لِلنَوى مُتَجَلِّداتُ
لَـقَد عابَت أَحاديثَ iiالبَرايا شُكولٌ  في الزَمانِ iiمُوَلَّداتُ
أَتَـعـبَـدُ مِـن إِثامٍ iiتَتَّقيهِ ظَـوالِـمُ  بِالأَذى iiمُتَعَبِّداتُ
تُـريقُ  بِذاكَ في قَتلٍ iiدِماءً رُؤوسٌ في الحَجيجِ iiمُلَبَّداتُ
تَعالى اللَهُ لَم تَصفُ السَجايا فَـأَفـعالُ المَعاشِرِ iiمُؤيَداتُ
إِذا  مـا قيلَ حَقٌّ في iiأُناسٍ فَـأَوجُـهُـهُم لَهُ iiمُتَرَبِّداتُ
والقصيدة طيولة تقع في 54 بيتا استطرد فيها إلى معانيه فقال:
 
تُـؤَوِّدُ  مِنكَ عَقلاً في iiسُكونٍ غُـصـونُ خَواطِرٍ مُتَأَوِّداتُ
فَلا يَجلِس عَلى الصُّعَداتِ لاهٍ فَـأَنـفاسُ  الفَتى iiمُتَصَعِّداتُ
تَـمُرُّ  بِهِ حَوالِكُ فَوقَ iiبيضٍ وَخُضرٍ  في العَقيقِ iiمُسَبَّداتُ
تَـخـالَفَتِ الغَرائِزُ وَالمَعاني فَـكَـيفَ تَوافَقُ iiالمُتَجَسِّداتُ
ثم عاد فقال:
فَـمـا  بَـينَ المَقابِرِ iiنادِباتٌ وَمـا  بَينَ الشُروبِ iiمُغَرِّداتُ
قَـدَحنَ  زِنادَ شَوقٍ مِن iiزُنودٍ بِـنـارِ حُـلِـيِّـها iiمُتَوَقِّداتُ
تَـحَيَّرَتِ العُقولُ وَما iiأَساءَت دَوائِـبُ  في التُقى iiمُتَهَجِّداتُ
وَفـي  مُـهَجِ الأَنيسِ مُثَلِّثاتٌ عَـلـى  عِـلّاتِها iiوَمُوَحِداتُ
فَـما  عُذري وَعِندَ اللَهِ عِلمي إِذا  كَـذَبَـت قَوائِلُ iiمُسنِداتُ
أَتَـحمِلُني  إِلى الغُفرانِ عيسٌ عَلى  نَصِّ الوَجيفِ iiمُؤَجَّداتُ
وَلا تَخشى الخُطوبَ iiمُسَبِّحاتٌ بِـعِـزَّةِ  رَبِّـهِـنَّ iiمُمَجِّداتُ
أَرى حُسنَ الشَمائِلِ مِنكَ حَثَّت عَـلَـيـهِ الأَيمَنُ iiالمُتَوَسِّداتُ
فَـإِنَّ الـطَبعَ يَطمَحُ iiبِالمَعالي وَإِنَّ كِـلابَ شَـرِّكَ موَسداتُ

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
وحسبك من عمر أن طعن    كن أول من يقيّم

أَعِن بِجَميلٍ إِذا ما حَضَرتَ وَعِـد بِالسُكوتِ إِذا لَم iiتُعِن
هُـمُ ضَرَبوا حَيدَراً iiساجِداً وَحَسبُكَ  مِن عُمَرٍ إِذا طُعِن

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
سنبس وبنو قرة    كن أول من يقيّم

يُـؤَدِّبُكَ الدَهرُ iiبِالحادِثاتِ إِذا  كـانَ شَيخاكَ ما iiأَدَّبا
بَدَت فِتَنٌ مثل سودِ iiالغَمامِ أَلـقَت  عَلى العالَمِ الهَيدَبا
وَمِن دونِها اِختَلَفَت iiغالِبٌ وَأَبـعَـدَ عُـثمانُها iiجُندُبا
فَلا تُضحِكَنَّ اِبنَةُ السِنبِسيِّ فَأَوجَبُ  مِن ذاكَ أَن iiتَندُبا
إِذا  عـامِرٌ تَبِعَت iiصالِحاً وَزَجَّـت بَنو قُرَّةَ iiالحَردَبا
وَأَردَفَ حَـسّانُ في iiمائِحٍ مَتى هَبَطوا مُخصِباً iiأَجدَبا
وَإِن فَـرَعوا جَبَلاً iiشامِخاً فَـلَـيسَ يُعَنَّفُ أَن iiيَحدَبا
رَأَيـتُ نَظيرَ الدَبى iiكَثرَةً قَـتـيرُهُم  كَعُيونِ iiالدَبى
صالح في البيت الخامس هو صالح بن مرداس الكلابي، وكلاب التي ينتسب إليها بطن من عامر بن صعصعة، وحسان في البيت الذي يليه هو حسان بن مفرج الطائي وقد ذكرناهما في تعليق سابق، وسيأتي كلام لنا مهم عن صالح.
 وجندب في البيت الثالث أبو ذر الغفاري (ر) وبنو قرة في البيت الرابع بطن من هلال، كان رئيسهم إذ ذاك (ماضي بن مقرب بن قرة) زوج الجازية أخت (حسن بن سرحان)...  وسنبس  بطن من طي أوكل إليهم الفاطميين تأديب بني قرة بعدما انزاحوا إلى الثائر الأموي أبي ركوة عام 397هـ  انظر أخباره في (الكامل) لابن الأثير في حوادث سنة (397هـ)  وما حكاه ابن خلدون تحت عنوان (خروج أبي ركوة ببرقة والظفر به)

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
فقل ما شئت في كلبي هراش    كن أول من يقيّم

تَـنَكَّرَ  صالِحٌ فَضِبابُ iiقَيسٍ ضـبابٌ  يَتَّقينَ مِن iiاِحتِراشِ
غَدا  الخَصمانِ يَجتَذِبانِ iiأَمراً فَقُل ما شِئتَ في كَلبَي هِراشِ
وطَـوراً  يُـنسَبونَ إِلى iiمَعَدٍّ وَطَـوراً  يُنسَبونَ إِلى أراشِ
وأراش هو أبو أنمار: أراش بن عمرو بن الغوث ابن كهلان: يعني مرة يقولون نحن من معد ومرة يقولون نحن قحطانية من أراش

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
ماخور المعرة    كن أول من يقيّم

تَـغَيَّبتُ في مَنزِلي iiبُرهَةً سَتيرَ  العُيوبِ فَقيدَ الحَسَد
فَلَمّا مَضى العُمرُ إِلّا الأَقَلَّ وَحُمَّ لِروحي فُراقُ iiالجَسَد
بُـعِثتُ شَفيعاً إِلى iiصالِحٍ وَذاكَ  مِنَ القَومِ رَأيٌ iiفَسَد
فَيَسمَعُ  مِنّي سَجعَ iiالحَمامِ وَأَسـمَعُ مِنهُ زَئيرَ iiالأَسَد
هناك عدة لزوميات تتعلق بقصة هذه اللزومية وسببها  أن امراة دخلت جامع المعرة تستنجد المصلين أن صاحب ماخور في المعرة حاول الاعتداء عليها، فهرع المصلون إلى الماخور وأحرقوه كما سيأتي وهي اللزومية التي يقول فيها:
أَتَـت  جامِعٌ يَومَ العُروبَةِ iiجامِعاً تَقُصُّ عَلى الشُهّادِ بِالمِصرِ أَمرَها
الجامع: المراة الجامعة للحسن، ويوم العروبة من أسماء يوم الجمعة:
فـلَـو لَـم يَقوموا ناصِرينَ iiلِصَوتِها لَـخِـلـتُ  سَماءَ اللَهِ تُمطِرُ iiجَمرَها
فَـهَـدّوا  بِـنـاءً كـانَ يَأوي iiفِناءَهُ فَـواجـرُ أَلـقَـت لِلفواحِشِ iiخُمرَها
وَزامِـرَةٍ  لَـيسَت مِنَ الرُبدِ iiخَضَّبَت يَـدَيـهـا وَرِجـلَـيها تُنَفِّقُ iiزَمرَها
أَلِـفـنـا بِـلادَ الـشـامِ إِلَفَ وِلادَةٍ نُـلاقـي بِها سودَ الخُطوبِ iiوَحُمرَها
فَـطَـوراً  نُـداري مِن سُبَيعَةَ iiلَيثَها وَحـيـنـاً نُصادي مِن رَبيعَةَ iiنِمرَها
أَلَـيـسَ تَـمـيمٌ غَيَّرَ الدَهرُ iiسَعدَها أَلَـيـسَ  زَبـيدٌ أَهلَكَ الدَهرُ iiعَمرَها
وَدِدتُ بِـأَنّـي فـي عِـمـايَةَ iiفارِدٌ تُـعـاشِـرُني  الأَروى فَأَكرَهُ iiقُمرَها
أَفِـرُّ مِـنَ الـطَـغوى إِلى كُلِّ iiقَفرَةٍ أُؤانِـسُ  طَـغـيـاها وَآلَفُ iiقُمرَها
فَـإِنّـي  أَرى الآفـاقَ دانَـت لِظالِمٍ يَـغُـرُّ  بَـغـاياها وَيَشرَبُ iiخَمرَها
وَلَـو  كانَتِ الدُنيا مِنَ الإِنسِ لَم iiتَكُن سِـوى مومِسٍ أَفنَت بِما ساءَ iiعُمرَها
تَـديـنُ  لِـمَـجدودٍ وَإِن باتَ iiغَيرُهُ يَـهُـزُّ  لَها بيضَ الحُروبِ iiوَسُمرَها
وَمـا الـعَـيـشُ إِلّا لُـجَّـةٌ باطِلِيَّةٌ وَمَـن  بَـلَغَ الخَمسينَ جاوَزَ iiغَمرَها
وَمـا  زالَـتِ الأَقدارُ تَترُكُ ذا iiالنُهى عَـديـماً وَتُعطي مُنيَةَ النَفسِ iiغَمرَها
إِذا يَـسَّـرَ الـلَـهُ الخُطوبَ فَكَم iiيَدٍ وَإِن قَصُرَت تَجني مِنَ الصابِ تَمرَها
وَلَـولا  أُصـولٌ فـي الجِيادِ iiكَوامِنٌ لَـمـا آبَـتِ الفُرسانُ تَحمَدُ iiضَمرَها
القصة كما رواها ابن العديم: 
وقال ابن النديم في (بغية الطلب) يشرح قصة اللزومية: (أخبرنا أبو اسحق ابراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرني أبي أبو اليسر قال: أخبرني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله قال: كان ظهر بمعرة النعمان منكر في زمن صالح بن مرداس، فعمد شيوخ البلد إلى انكار ذلك المنكر، فأفضى إلى أن قتلوا الضامن بها، وأهرقوا الخمر، وخافوا فجمعهم إلى حلب واعتقلهم بها، وكان فيهم بعض بني سليمان، فجاء الجماعة إلى الشيخ أبي العلاء وقالوا له: ان الأمر قد عظم وليس له غيرك، فسار إلى حلب ليشفع فيهم، فدخل إلى بين يدي صالح، ولم يعرفه صالح، ثم قال له: السلام عليك أيها الأمير: (الأمير أبقاه الله كالسيف القاطع، لان وسطه، وخشن جانباه، وكالنهار الماتع قاظ، وسطه، وطاب جانباه، خذ العفو واأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين، فقال له: أنت أبو العلاء؟ فقال: أنا ذاك، فرفعه إلى جانبه، وقضى شغله وأطلق له من كان من المحبسين من أهل
المعرة، فعمل فيه- قال لي: قال لي أبي: قال لي جدي: وأنشدنيها لنفسه:
ولما مضى العمر إلا الأقل وحان لروحي فراق الجسد
بـعثت رسولاً إلى iiصالح وذاك مـن القوم رأي فسد
فـيسمع مني هديل iiالحمام وأسـع مـنه زئير iiالأسد
فـلا يـعجبني هذا iiالنفاق فـكم  محنة نفقت ما iiكسد
وقرأت هذه الحكاية في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري، وذكر أن اجتماع أبي العلاء بصالح كان بظاهر معرة النعمان قال: سنة سبع عشرة وأربعمائة فيها: صاحت امرأة في الجامع يوم الجمعة، وذكرت أن صاحب الماخور أراد أن يغصبها نفسها، فنفر كل من في الجامع إلا القاضي والمشايخ، وهدموا الماخور، وأخذوا خشبه ونهبوه، وكان أسد الدولة صالح في نواحي صيدا.
ثم قال: سنة ثماني عشرة وأربعمائة فيها: وصل أسد الدولة صالح بن مرداس إلى حلب وأمر باعتقال مشايخ المعرة وأماثلها، فاعتقل سبعون رجلا في مجلس الحصن سبعين يوما،وذلك بعد عيد الفطر بأيام، وكان أسد الدولة غير مؤثر لذلك، وإنما غلب تاذرس على رأيه وكان يوهمه أنه يقيم عليهم الهيبة، ولقد بلغنا أنه خاطبه في ذلك فقال له: أقتل المهذب وأبا المجد بسبب ماخور، ما أفعل وقد بلغني أنه دعي لهم في آمد وميافارقين، وقطع عليهم ألف دينار، واستدعى الشيخ أبا العلاء بن عبد الله بن سليمان رحمه الله بظاهر معرة النعمان
قال ابن العديم: (وبلغني في غير هذه الرواية أنه قال بيتين حين أطلق صالح أهل المعرة:
نجى المعرة من براثن iiصالح ربٌ يـداوي كل داء iiمعضل
ما كان لي فيها جناح بعوضة الـلّـه  ألحفهم جناح iiتفضل

14 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
صالح وأبو العلاء    كن أول من يقيّم

نفهم من الرواية التي حكاها ابن العديم أن ذلك اللقاء كان أول عهد أبي العلاء بصالح، إذ أن صالحا لم يعرفه ثم سأله: أنت أبو العلاء ؟ ...إلخ) ولكن في (سقط الزند) قصائد لا تزال غفلا، لم يبين أحد من الدارسين ممدوح أبي العلاء فيها، وقد تبين لي أن صالح بن مرداس هو المخاطب بواحدة منها، وأن أبا العلاء اضطر بعد مقتل صالح إلى طمس كل ما يتصل بصالح فيها، وهي قصيدته: (لولا تحية بعض الأربع الدرس)
فالقصيدة بلا مقدمة ولا تعريف، ولكننا نقف فيها على عدة شواهد يمكن الاستدلال بها على أنها في مدح صالح، فالقصيدة في مدح أمير حلب، ومناداته فيها بقوله: (أبا فلان) هي على وزن (أبا علي) وهي كنية صالح، وقوله فيها (يدعوك العدا أسدا) هو لقب صالح (أسد الدولة) فإذا صح أن هذه القصيدة في مدح صالح يكون مقتل صالح هو السبب الأكبر في قرار أبي العلاء أن يقضي ما تبقى من حياته وحيدا فريدا، ويدعونا ذلك إلى إعادة النظر في أخبار أبي العلاء، وأما القصيدة فهي:
لـولا تـحِيّةُ بعضِ الأربُعِ iiالدُّرُسِ مـا  هابَ حَدُّ لِساني حادثَ الحَبَسِ
لأنْـسَـيَـنّـكِ إنْ طالَ الزمانُ بنا وكـمْ حَـبـيبٍ تَمادى عهدُه iiفنُسي
يـا شاكيَ النُّوَبِ انْهَضْ طالباً iiحَلَباً نُهوضَ  مُضْنىً لحَسْمِ الداء iiملتمِسِ
واخْـلَـعْ حِذاءكَ إن حاذيْتَها iiوَرَعاً كـفِـعْلِ موسى كليمِ اللهِ في iiالقُدُسِ
واحـمِلْ  إلى خيرِ والٍ من iiرعِيّتِهِ أزكـى التحيّاتِ لم تُمْزَجْ ولم iiتُمَسِ
مُـقـبِّـلِ الـرّمْحِ حبّاً للطّعانِ iiبه كـأنـمـا  هوَ مَجْموعٌ من iiاللَّعَسِ
وأثْـبَتِ الناسِ قلْباً في ظَلامِ iiسُرًى ولا رَبِـيـئَـةَ إلا مِـسْمَعُ iiالفَرَسِ
قِـسْـنـا الأمـورَ فلمّا نال iiرُتْبَتَه مِـن  الـسّـعـادةِ سَلّمْنا ولم نَقِسِ
يا  فارسَ الخيلِ يدْعوكَ العِدى أسَداً ما  استُنقِذتْ من يديه عُنْقُ iiمُفترَسِ
أرى  جـبينَكَ هذي الشمسَ iiخالِقُها وقـد أنـارتْ بـنُورٍ عنه iiمُنْعكِسِ
ألانَ فـالْـهُ عـن الهَيْجاءِ iiمُغْتَبِطاً طـالَ امتِراؤكَ خِلْفَيْ نابِها الضَّبِسِ
ما رَبّةُ الغَيْلِ أُختُ الظّبْي فُزْتَ iiبها بل ربّةُ الغيلِ أُختُ الضَّيغَمِ الشرِسِ
أبـا فُـلانٍ دعـاكَ اللهُ iiمُـقْـتَدِراً أخـا  المكارِمِ وابنَ الصارِمِ الخَلِسِ
 ولا يمنع في هذه الحالة أن تكون في سقط الزند قصائد أخرى في مدح صالح، وأولى هذه القصائد بالترشيح قصيدتان، الأولى قصيدته التي مطلعها:
تُثْني عليكَ البلادُ أنّكَ لا         تأخذُ مِن رِفْدِها وتَرْفِدُها
وجاء في مقدمتها: (وقال مادحا بعض الأمراء معرضا بمدح كاتبه)
والثانية: القصيدة التي أولها:
إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ         نافِذ الأمرِ في جميعِ الأمورِ
وجاء في مقدمتها: (وقال وقد تزوج من كتب القطعة إليه وكان في داره جماعة من غلمانه فنقلهم منها عند دخول الحرم إليها)
وللأسف فإن (سقط الزند) غير منشور في الوراق. لذلك سأضطر إلى نشر القصيدتين في التعليق التالي.

15 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
القصيدتان المشار إليهما في التعليق السابق    كن أول من يقيّم

والقصيدتان كما أسلفنا من (سقط الزند) ربما يكون صالح بن مرداس الكلابي العامري هو المخاطب بهما، وجاء في مقدمة الأولى: (وقال مادحا بعض الأمراء معرضا بمدح كاتبه):
تُـثْـني  عليكَ البلادُ أنّكَ iiلا تـأخـذُ  مِن رِفْدِها iiوتَرْفِدُها
مَنِ ارْتَعَتْ خيْلُه الرّياضَ iiبها وكان حوْضَ الصّفاء iiموْردُها
فـفي نَبات الرّؤوس iiتَسْرَحُها أنـتَ  وماء الجُسوم iiتُوردها
خـيْـلُكَ  طولَ الزّمان iiقائلةٌ أمَـا لِـذا غـايَـةٌ iiفيقْصدُها
كـم  بـمَكَرّ الظّعان iiتَحْبِسُها وكـم  وراء الـعَدُوّ iiتطْرُدُها
أعْـيُـنُـها لم تَزَلْ iiحَوافِرُها تَـكْـحَـلُـها والغُبارُ iiإثْمِدُها
إنّ لـهـا أُسْـوَةً إذا iiجَزِعَتْ فـي بِيضكَ الخالِياتِ iiأغْمُدها
لا رَقَـدَتْ مُـقْلَةُ الجَبان iiولا مَـتّـعَـهـا بالكَرى مُسَهِّدُها
فـالنّفْسُ  تَبْغي الحياةَ iiجاهِدةً وفـي  يَـمِين المَليكِ iiمِقْوَدها
فـلا اقـتِحامُ الشّجاعِ iiمُهْلِكُها ولا  تَـوَقّـي الجَبَانِ iiمُخْلِدها
لـكلّ  نفْسٍ من الرّدى iiسبَبٌ لا يـوْمُـهـا بَعْدَهُ ولا iiغَدُها
قُلْ  لعدُوّ الأميرِ يا غَرَضَ الدْ دَهْـرِ  ومن حَتْفُ نفْسِه iiدَدُها
هـذا  هوَ المَوْتُ كيْفَ iiتَغْلِبُه وفضْلُه الشمسُ كيْفَ iiتَجْحَدُها
سُـيُـوفُه  تَعْشَقُ الرّقابَ iiفما يُـنْـجَزُ حتى اللّقاء iiمَوْعِدُها
تَـكـادُ  مِن قبْلِ أن iiيُجَرّدَها يَـعْـتَـنِقُ الدّارِعِينَ iiمُغْمَدُها
يُرْوي  الظُّبى والرّماحُ iiناهِلةٌ مُـتّـصلٌ في الوَغَى iiتأوّدُها
كـأنّـهـا  شِـجْعَةٌ بها زَمَعٌ أو ذاتُ جُبْنٍ فالخوْفُ يُرْعِدُها
جـاءتْـكَ  لَـيْـلِـيّةٌ شَآمِيَةٌ كـأنـهـا بـالعِراقِ iiموْلِدُها
قـائِـلُها  فاضلٌ وأفْضَلُ iiمِن قـائِـلِـهـا الألْمَعِيُّ iiمُنْشِدُها
كـاتِـبُـكَ المُزْدَهي iiبمنْطِقِه صَـهْـوَةُ (1) حتى يَخِرّ جَلْمَدُها
أسْـهَبَ  في وَصْفِه عُلاكَ لنا حـتى  خشينا النّفوسَ تعْبُدُها
زَفَّ  عَـروسـاً حُـلِيُّها iiكَلِمٌ تُـنْـجِـدُهُ تـارةً iiويُـنْجِدُها
قـاضـيَـةً حَـقّهُ لديْكَ iiوما يُـنـسَـبُ إلاّ إليكَ iiسُودَدُها
وقال وقد تزوج من كتب القطعة إليه وكان في داره جماعة من غلمانه فنقلهم منها عند دخول الحرم إليها
إبْـقَ فـي نِـعْمَةٍ بَقاءَ iiالدّهورِ نـافِـذَ الأمرِ في جميعِ iiالأمورِ
خاضِعاتٍ  لكَ الكواكبُ iiتَخْتصْ ص  مَـوالِـيكَ بالمحَلّ iiالأثيرِ
لا  يُـؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا iiالحا سِـدِ  حـتـى تُـشِيرَ iiبالتّأثيرِ
وتَـهَـنَّ النُّعْمى السّنيّةَ iiوالْبَسْ حُـلَـلَ المَجْدِ والفَعَالِ iiالخَطيرِ
وتـمَـتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ iiجَا ءتْكَ  في رَونْقِ الزّمانِ iiالنّضيرِ
خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ يـا أتَتْ في أوَانِ خيرِ iiالشهورِ
كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ غـيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ iiفَقِيرِ
لـم  يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ iiليَسْتَنْ زِلَ  إلاّ أعْـلـى بناتِ iiالقُصورِ
رَحَـلَـتْ  من فِنائِهِ شُهُبُ iiالغِلْ مـانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ iiمُنيرِ
كـانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به iiالشم سُ  تَـنَـادَتْ نُـجومُه iiبالمَسيرِ
يـا لـهـا نِـعْـمَةً وليسَ iiببِدْعٍ أن  تَـحُوزَ الشّموسُ رِقَّ iiالبُدورِ
دُرّةٌ  مـن ذُراكَ تَـسْـكُنُ iiبحْراً وكـذا  الـدّرّ ساكنٌ في iiالبُحورِ
أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُ ال صّـبْـحُ ما فيه من ضِياءٍ iiونُورِ
قـد  أتـاكَ الـرّبيعُ يَفعلُ ما iiتأ مُـرُهُ  فِـعْـلَ عـبدكَ iiالمأمورِ
وكـسا  الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا iiمَوْ لاهُ دونَ الـمُلوكِ خُضْرَ iiالحريرِ
فـهْيَ  تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ iiخَضْ راءَ  تُـغْـدى بـلُـؤْلُؤٍ iiمَنْشُورِ
وغـدَتْ  كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي iiالرّقْ صَ بـثـوْبٍ من النّباتِ iiقَصيرِ
ظَـلّ لـلنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا iiال أمْـرَ  عِـيدٌ سمّوه عِيدَ iiالسرورِ
إنْ  يـكُـنْ عِـيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ فـالـهِـلالُ المُنيرُ وَجْهُ iiالأميرِ
راقَـهُـمْ  مَـنْظَراً وهَابوهُ iiخَوْفاً فـهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء iiالصّدورِ
سَـرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ iiحتى جـازَهُـم  عـامِداً لأهْلِ iiالقُبورِ
رَدَّ  أرواحَـهُـمْ فلولا حِذارُ iiاللهِ قـامُـوا  مـن قبْلِ يومِ iiالنّشورِ
لا تَـسَلْ عن عِداكَ أين iiاسْتَقَرّوا لَـحِـقَ الـقَوْمُ باللّطيفِ iiالخَبيرِ
حَـلَـبٌ  لـلَـوليّ جَنْةُ عَدْنٍ وهْـيَ  لـلغادرينَ نارُ iiسعيرِ
والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ ِه مـنها قَدْرُ الصّغيرِ iiالصغيرِ
فـقُـويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ وحَـصَـاةٌ مـنها تَطِيرُ iiثَبِير
1- صهوة: اسم جبل، حسب ما ورد في (ضوء السقط) وقد تبين لي أثناء مراجعة (ضوء السقط) المنشور في الموسوعة أنه ليس من تأليف أبي العلاء

15 - يونيو - 2010
نداء أبي العلاء
 425  426  427  428  429