الأستاذ د.يحيى والأوزان المهملة..     ( من قبل 8 أعضاء ) قيّم
أستاذي الكبير د.يحيى حفظه الله تعالى ورعاه إنه لشرفٌ كبير أن تخصني بالسؤال، وفي موقعنا أساتذة أجلاّء، أتشرف بالتتلمذ على أيديهم، هم أطول مني باعاً في معالجة مسائل العروض، كالأستاذ زهير (صاحب موسوعة العروض) والأستاذ سليمان أبو ستة (صاحب: في نظرية العروض)، والأستاذ ياسين (صاحب النظرات الصائبة في العروض).. وإني وإن بادرت الإجابة قبلهم، فأمَلاً أن أكون تلميذاً مبادِراً إلى إجابة أستاذه.. فلعلّي أصيب. أولاً: من المعلوم أستاذي أن (المجزوء) من البحور هو ما أسقِطَ من تامّه تفعيلة واحدة من كل شطر. فإذا كان البحر التام ثلاثي التفعيلة في الشطر أصبح ثنائي التفعيلة (الوافر والكامل والرجز والرمل والخفيف). وإذا كان البحر التام رباعي التفعيلة في الشطر أصبح ثلاثي التفعيلة (البسيط والمتقارب والمتدارك). والمنهوك ما سقط منه تفعيلتان من كل شطر. ولا يصح (الجَزْءُ) ولا (النّهْكُ) في السريع لسبب وجيه جدّاً: فوزن السريع كما هو معلوم يساوي: (مستفعلن مستفعلن فاعلن). و(فاعلن) هي ما يميز السريع عن الرجز: (مستفعلن مستفعلن مستفعلن). فإذا جُزِئ السريع أو نُهِك دخَلَ في حظيرة الرجز كما هو واضح. ثانياً: أما ما سألتم عنه أستاذي من الأوزان، فهي في معظمها أوزان خليلية (مهملة=غير مستعملة)، نتجت عن طريقة الخليل في فك دوائره الخمس، وأطلق المتأخرون عليها هذه الأسماء!! المستطيل: مقلوب الطويل، ووزنه: مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن=مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن ومثاله المصنوع: لقد هاجَ اشتياقي غريرُ الطرف أحورْ=أُديرَ الصدْغُ منهُ على مسكٍ وعنبرْ الممتد: مقلوب المديد، ووزنه: فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن=فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ومثاله المصنوع: صاد قلبي غزالٌ أحورٌ ذو دلالِ=كلما زدتُ حبًّا زاد مني نفورا المتوفر: ووزنه: فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلن=فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلن ومثاله المصنوع: ما وقوفُكَ بالرّكائبِ في الطلَلْ=ما سؤالكَ عن حبيبِكَ؟ قد رحلْ المتئد: مقلوب المجتث، ووزنه: فاعلاتن فاعلاتن مستفعِ لن= فاعلاتن فاعلاتن مستفعِ لن ومثاله المصنوع: ما لِسلمى في البرايا من مُشبِهٍ=لا ولا البدرُ المنيرُ المستكملُ المنسرد: ووزنه: مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن= مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن ومثاله المصنوع: لقد ناديتَ أقواماً حين جاؤوا=وما بالسمع من وقرٍ لو أجابوا المطرد: مقلوب سابقه، ووزنه: فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن= فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن ومثاله المصنوع: ما على مستهامٍ ريعَ بالصدِّ=فاشتكى ثمّ أبكاني من الوجدِ وقد أضيف إلى هذه الأوزان المهملة – توهّماً - : الوسيم: ووزنه عندهم: فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن = فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن وهو ذات الممتد كما هو واضح. المعتمد: ووزنه عندهم: فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلاتكْ = فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلاتكْ وواضح أنه ذات المتوفّر. أما الفريد: (مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلُ فعولْ) مرتين والعميد: (مفعولُ مفاعيلن مفاعيلن فعْ) مرتين فهما صورتان من صور البحر الدوبيتي، بتفعيله الفارسي، كما أثبت ذلك في كتابي: الدوبيت. ثالثاً: أما الحماق والقوما والحجازي فهي من فنون الشعر العامي الذي يشبه الزجل في كثير من مقوماته، وقد تختلف فيه الأوزان.. * * * وكأني بك أستاذي تسأل عن هذه الأوزان ومرجعك إليها كتاب الدكتور محمود فاخوري: (سفينة الشعراء)!! والذي كان أول كتاب عروضي أقرأ فيه أوائل السبعينات الميلادية. |