عام 1922 تسفيتاييفا تلحق بزوجها سيرغي أيفرون لتبدأ مرحلة الشتات في حياتها: برلين، براغ، باريس.. وقد عاشت هناك فقيرة لدرجة اضطرت أن تطلب يوماً من صديقتها التشيكية آنا تيسكوفا أن ترسل لها فستاناً لائقاً إلى باريس من أجل حضور سهرة أدبية!.
وقد تميزت فترة إقامتها في الخارج بعلاقة متوترة مع المهاجرين الروس، حيث كان للسادة النقاد في المهجر موقف عدائي تجاه أفضل إبداعها الشعري ومنه آخر مجموعاتها وهي على قيد الحياة ?بعد روسيا? 1922 ـ ,1928 ,1925 وكذلك ?قصيدة الجبل? و?قصيدة النهاية? .1926 ومن ثم تراجيديا حول موضوعات قديمة ـ ?أريادنا? ,1927 والتي تم نشرها تحت عنوان ?تيسيوس2? و?فيدرا?.
نهاية الدرب
عام ,1937 وبعد أن أصبح جاسوساً للمخابرات السوفياتية طمعاً في العودة إلى الاتحاد السوفياتي، هرب سيرغي أيفرون من باريس إلى موسكو، تلاحقه تهمة التورط في عملية اغتيال سياسي. بعد زوجها وابنتها اريادنا ( آلّي) عادت مارينا تسفيتاييفا عام 1939 إلى الوطن مع ابنها غيورغي (مور) حيث كان ينتظرها مصير مرير. إذ رغم أنهم لم يعتقلوا مارينا تسفيتاييفا ولم يقوموا بقتلها، إلا أنهم قاموا بإذاقتها أقسى أنواع العذاب النفسي.. ففي نفس عام 1939 تم اعتقال كل من الزوج والابنة. ليتم إعدام س. أيفرون في عام ,1941 ولتمضي ابنتها أريادنا 15 سنة من الاضطهاد قبل أن تتم إعادة الاعتبار إليها عام .1955 أما مارينا تسفيتاييفا ذاتها فلم تتمكن من إيجاد لا بيت ولا عمل، ولم يسمح بطباعة أشعارها.
... ثم جاءت الحرب الوطنية العظمى. وعندما جاء بوريس باسترناك ( شاعر وأديب روسي صاحب رواية دكتور زيفاغو ) ليودِّع مارينا تسفيتاييفا قبل سفرها في رحلة الإخلاء فقد قدم لها ذلك الحبل ? الغامض?: حاولت تسفيتاييفا أن تعمل في غسل الصحون في مطعم بيت الأدباء في مدينة تشيستوبِل حيث انتهت رحلة إجلائها.. لكن مجلس زوجات الأدباء رفض ذلك خشية أن تكون.. جاسوسة ألمانية. ثم سافرت إلى إيلابوغ، حيث راحت تغسل.. ثياب الشرطي المحلي!
ولما بلغ الشعور بالمهانة حداً لا يطاق ?اكتشفت? تسفيتاييفا على الأرجح سرّ الحبل الذي أعطاها إياه باسترناك. فانتحرت شنقاً بمساعدته لتفك بذلك لغزه التراجيدي.
دفنت تسفيتاييفا في مقبرة مدينة إيلابوغ في تتارستان في 2 أيلول من عام ,.1941 :
الكبرياء والحياء
الكبرياء والحياء ـ أختان توأمان،
من المهد، بوفاق، نهضتا.
? القِ الجبين إلى الوراء ! ? ـ أوصتِ الكبرياء.
? غُضِّ الطرفَ ? ـ هَمَسَ الحياء.
هكذا أنا أعيش ـ
خافضةً العينين.
مُلقيةً للخلف الجبين ـ حَياءٌ وكبرياء.
عن السفير الثقافي بتاريخ 24/ 08 / 2007