| مـا كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ iiأبانوا | | فـلـقـد يَـذوبُ بما يقولُ iiلسانُ |
| لـغـة الـوفـاءِ شـريفةٌ iiكلماتُها | | فـيـهـا عن الحبِّ الأصيلِ iiبَيانُ |
| ...................... |
| والـقـدس أرمـلةٌ يلفِّعها iiالأسى | | وتُـمـيـت بهجةَ قلبها iiالأحزانُ |
| شـلاَّلُ أَدْمُـعِـهـا عـلى iiدفَقاته | | ثـار الـبـخـار فغامت iiالأَجفانُ |
| حـسـنـاءُ صبَّحها العدوُّ iiبمدفعٍ | | تَـهـوي عـلـى طلقاته iiالأركانُ |
| أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ | | شـمَّـاءَ ضـاق بصبرها العُدوانُ |
| لْـقَـى إلـيـهـا السَّامريُّ بعجله | | وبـذاتِ أَنـواطٍ زَهَـا الـشَّيْطَانُ |
| نَـسـي المكابرُ أنَّ عِجْلَ iiضلالِه | | سـيـذوب حـيـن َتَمُّسه iiالنيرانُ |
| حـسـناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، iiودارُها | | مـهـدومـةٌ، ورضـيعُها iiعُريانُ |
| وضَـجـيج غاراتِ العدوِّ يَزيدها | | فَـزَعـاً تَـضَاعف عنده iiالَخَفقانُ |
| بـالأمـسِ ودَّعـها ابنُها iiوحَليلُها | | وابـنُ اْخـتـهـا وصديقُه iiحسَّانُ |
| والـيـوم صـبَّحتِ المدافعُ حَيَّها | | بـلـهـيـبـها، فتفرَّق iiالجيرانُ |
| بـاتـت بـلا زوجٍ ولا اِبـنٍ ولا | | جـارٍ يَـصـون جوارَها iiويُصَانُ |
| يـا ويـحَـهـا مَلَكتْ كنوزاً iiجَمَّة | | وتَـبـيـت يعصر قلبَها iiالِحرْمانُ |
| تَـسـتطعم الجارَ الفقيرَ iiعشاءَها | | ومـتـى سـيُطعم غيرَه iiالُجوْعَانُ |
| صـارتْ مـحطَّمةَ الرَّجاء، iiوإنَّما | | بـرجـائـه يـتـقـوَّت iiالإِنسانُ |
| يـا قـدسُ يـا حسناءُ طال فراقُنا | | وتـلاعـبـتْ بـقلوبنا iiالأَشجانُ |
| مـن أيـن نأتي، والحواجزُ iiبيننا | | ضَـعْـفٌ وفُـرْقَـةُ أُمَّةٍ iiوهَوانُ؟ |
| مـن أيـن نـأتي، والعدوُّ iiبخيله | | وبـرَجْـلـهِ، مـتـحفِّزٌ يَقْظَانُ؟ |
| ويَـدُ الـعُـروبـةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ | | لـلـمـعـتـدي وإشارةٌ iiوبَنانُ؟ |
| ودُعـاةُ كـلِّ تـقُّـدمٍ قد iiأصبحوا | | مـتـأخـريـن، ثـيـابُهم أَدْرَانُ |
| مـتـحـدِّثـون يُثَرْثِرُون iiأشدُّهم | | وعـيـاً صـريـعٌ للهوى حَيْرانُ |
| رفـعـوا شـعـارَ تقدُّمٍ، iiودليلُهم | | لِـيـنـيـنُ أو مِيشيلُ أو iiكاهانُ |
| ومـن الـتـقـدُّم ما يكون iiتخلُّفاً | | لـمَّـا يـكـون شعارَه iiالعصيانُ |
| أيـن الـذيـن تـلثَّموا بوعودهم | | أيـن الـذيـن تـودَّدوا iiوأَلانوا؟ |
| لـمـا تزاحمت الحوائجُ iiأصبحوا | | كـرؤى الـسَّراب تضمَّها iiالقيعانُ |
| كـرؤى الـسَّرابِ، فما يؤمِّل iiتائهٌ | | مـنـهـا، ومـاذا يطلب الظمآنُ؟ |
| يـا قدس، وانتفض الخليلُ iiوغَزَّةٌ | | والـضِّـفـتـان وتاقت iiالجولانُ |
| وتـلـفَّت الأقصى، وفي iiنظراته | | أَلَـمٌ وفـي سـاحـاتـه iiغَـلَيانُ |
| يـا قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم iiيزلْ | | لـلـجـرح فـيـها جَذْوةٌ iiودُخانُ |
| يـا قدس، وانكسرتْ على أهدابها | | نَـظَـراتُـهـا وتراخت iiالأَجفانُ |
| يـا قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي | | قـمـرٌ يـدنِّـس وجهَه iiاستيطانُ |
| ورأيـتُ طـوفانَ الأسى iiيجتاحُها | | ولـقـد يكون من الأسى الطوفانُ |
| كـادت تـفارق مَنْ تحبُّ iiويختفي | | عـن نـاظريها العطف iiوالتَّحنانُ |
| لـولا نَـسـائـمُ من عطاءِ iiأحبَّةٍ | | رسـمـوا الـوفاءَ ببذلهم iiوأعانوا |
| سَـعِـدَتْ بما بذلوا، وفوقَ iiلسانها | | نَـبَـتَ الـدُّعاءُ وأَوْرَقَ iiالشُّكرانُ |
| ........... |
| يـا قُـدسُ صبراً فانتصاركِ iiقادمٌ | | والـلِّـصُّ يـا بَـلَدَ الفداءِ iiجَبَانُ |
| حَـجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ iiعلى | | ثـغـر الشُّموخ فأصغت iiالأكوانُ |
| يـاقدسُ، وانبثق الضياء iiوغرَّدتْ | | أَطـيـارُهـا وتـأنَّـقَ الـبستانُ |
| يـا قـدس، والتفتتْ إِليَّ iiوأقسمتْ | | وبـربـنـا لا تـحـنَثُ iiالأَيمانُ |
| والـلّـهِ لن يجتازَ بي بحرَ iiالأسى | | إلاَّ قــلـوبٌ زادُهـا iiالـقـرآنُ |