البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد عزو .

 41  42  43  44  45 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مظفر النواب (حن وآنه حن) 1    كن أول من يقيّم

حن وآنه حن
وانحبس ونة ونمتحن
مرخوص بس كت الدمع
شرط الدمع حد الجفن
جفنك جنح فراشة غض
واحجاره جفني وما غمض
يال التمشي بيا ويا النبض
روحي على روحك تنسحن
حن بويه حن
حن عمي حن
عيونك زرازير البراري
بكل فرحها بكل نشاط
جناحها بعالي السحر
والروح مني عوسجة بر
ما وصل ليها الندى
ولا جاسها بقطرة المطر
وصفولي عنك يا لنباعي تفيض
وتعليت ليلة ويّا القمر
وصفولي عنك كل مسامة تفيض منك عطر
يا لحسنك نهر
تنزل بصدري ويّا النفس
وبدمي غصبن تنعجن
وأشهق واصعدك للسما
بحسرات وبعنة حزن
حن.. حن بوي حن
شفافك ولا كولن ورد
عنابه معكودة عكد
تمتلي بكد ما تنمرد
لا هي دفو ولا هي برد
أنا بوصفها راح اجن
حن بوي حن

11 - أبريل - 2009
الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة
مظفر النواب (حن وآنه حن) 2    كن أول من يقيّم

سكتاتك تشكل خواطر بالقلب
ما لي عرف بيهم كبل
مبروم برم الخياط يا ريان
والخوصر خصر لف العقل
كل كلمة منك
نبعة البردين.. بالدلال
ما تحمل ثكل
وصفولي عنك
وردة من قداح ريش جناح
زاهي بالسحر
وصفولي عنك
شال منك غيظ بستان الورد
والنرجس الرايج سكر
حنو طواريز ولحن
وحنة حمامات السجن
حنة إلي..
وحنة إلك..
واللي يعجبه خلي يحن
حن بويه حن
آنه من أشوفك
يمتلي الماضي الجدب
زهرات بيض من الوفه
وروحي سواجي من الحنين تصير
وأتنبه وكت بيها غفه
يا محجل إن مريت بيه ردود
أرد أردود بالعشرين
من عمر الجفه
وأنصف عمر منك
فما أنصفت إلا بالهجر
والهجر منك ما كفه
حتى الهجر يا روحي
منك ما كفه
وقلبي على هجرك دوم يحن
حن.. وآنه حن
وأنحبس ونه.. ونمتحن
مجبور أرخصك على الدمع
شرط الدمع حد الجفن.

11 - أبريل - 2009
الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة
العين لا تعلو على الحاجب..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
العين  لا تعلو على iiالحاجب مـازلتُ في صفوفكم iiطالب
مازال عندي الشعر يحبو بل عـروضـه دوماً به iiراسب
مـسـتـسلماً فلأرفع iiالراية أسـتـاذنـا يـاسيننا غالب
كـالـصقر ينقضُّ iiوكالنسرِ لـكـنـه ريـحـانة iiجالب
زيـتـونة من أرضنا iiحلوةْ والـفـل  في وراقنا iiساكب
(خلوف)(يحيى)(عزَّةٌ)  iiزهر   مرحى  لكم بالشاعر iiالكاسب

14 - أبريل - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
قراءة..    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم

شكر الله للدكتور يحيى الرائع الذي يضع يده على الجرح مطبباً ما يستطيع تطبيبه من خلال قصيدة الشاعر (رزاق عزيز مسلم الحسيني) عن العراق الحبيب، ودائماً يذكرنا الدكتور العزيز ويهز أكتافنا عندما (نتناسى) ما لا يمكن أن يُنسى. وتحياتي لسراة الوراق حاضرهم وغائبهم.
القصيدة من البحر الوافر، وتتكون من (46) بيتاً، ويمكن تقسيم الأبيات إلى (5) مقاطع:
 
** نعنون المقطع الأول بـ(الفخر والحماس)، القصيدة تبث على التفاؤل اللطيف المحبب، وتطرد عن الأذهان شبح السوداوية الذي عشنا في كنفه على مدى سنوات من الحرب المشؤومة والاحتلال الذي لا يعرف سوى البطش، وساق لنا الحسيني أوصافاً جميلة جداً مثل: (ضوء الفجر آذن بانفلاق)، (كوني كتلة الأحزاب برداً وسلماً).. وذكر ذلك في الأبيات (من 1 إلى 10) ومنها:
أجلُّ من الردى شعب العراق يـزول الظالمون وأنت iiباقِ
كتبت على جبين الدهر سفراً سموت به إلى السبع iiالطباقِ
تظل على الردى دوماً عصياً وبـدراً لـيس يأفل iiبالمحاقِ
كانت أياماً محملة بالرعب والكوابيس والدمع الذي استحال دماً، ومع أن بصيص نور قد لاح بعد تراجع الحرب، إلا أننا لا نثق بالجالسين على الكراسي المصنوعة من عظام إخوتنا العراقيين، وما أكثر كراسي العظام..
 
** ومع رياح التفاؤل التي سادت الأبيات لا بد أن يهُبَّ معها شيء من الغبار ليذكر لنا: (ربيب الشر) و(نهبة السراق) و(جور الحكام)، وهو ما تجلى في المقطع الثاني من القصيدة (من البيت 11 إلى 16)، ومن الممكن أن يكون عنوانه: (النقمة على المستعمر وأذنابه)، ومن ذلك:
لك الخيرات يا وطن الدراري     من الحكام جوراً كم تلاقي
وهو ينسحب على الكل، من البحر إلى البحر، وسواء كانوا ممن حضر الوطن ممتطياً دبابة أمريكية أو انبثق نبتة غير مرغوب فيها في أرض طيبة، لا فرق، لم يعد للثقة مكان.
وتنتقل الكاميرا في أذهاننا عند ذكر أي بقعة تتألم في جسد أمتنا، لنتذكر صوراً لا تنفك تمسك بتلافيف أدمغتنا وتعصرها ما بين العراق ولبنان وفلسطين والصومال وموريتانيا، وغيرها، وحروبنا السابقة التي ما زادتنا إلا ألماً على رغم وهم الانتصار أحياناً.
 
** يعود الشاعر في المقطع الثالث إلى الفخر والذكريات المجيدة (من البيت 17 إلى 21).. أشياء محببة إلى النفس وهي الفخر الذي لا يبرح ذهن العربي، يفخر بأمجاده البائدة وتربُّع العرب والمسلمين على عرش الدنيا، (ويبقى كبرياؤك مشرئباً)، و(مجدك شامخاً).. ومن المفارقات المؤلمة أن يقارن العربي حاضره بماضيه، فيكون العيش داخل دوامة زهرية الألوان، لكنها تبقى في النهاية دوامة مهما كانت جميلة مزهرة ومن فخر شاعرنا:
بمجدك قامت الدنيا وضاءت وظـل النور يسطع بائتلاق
سـقيت  شعوبها أدباً iiوعلماً مدى التأريخ في كأس iiدهاق
توشحت  الحضارة iiبازدهاء وحـاطـت حولك iiكالنطاق
ورحم الله العباسيين في بغداد، والأمويين في دمشق والأندلس، وغيرهم، ورحم الله الخليفة هارون الرشيد الذي تحدى الغمامة بأن: أمطري أينما شئت فسيأتيني خراجك.. وما زلنا بانتظار عودة تلك الأيام، وما ذلك على الله بعزيز، لكن عندما نوقف الشخير، فنحن الآن لا يكاد يرانا العالم من صغرنا؟.
 
** (الشوق والحنين) إلى الوطن كان في الجزء الثاني من القصيدة، ويشكل أيضاً المقطع الرابع (من البيت 22 إلى 41)، والشوق له وقعه الصعب وبخاصة عند قاطني المنفى، الذين فارقوا أوطانهم رغماً عنهم هروباً من آلة القتل السريع (الحروب)، أو هروباً من آلة القتل البطيء (الجوع)، أو الذين عارضوا الأنظمة وكانت هذه الأنظمة رحيمة بهم فنفتهم!!.. أما صور شاعرنا فكانت بديعة حلوة، وهذه بعض حلاوتها:
عبير الشوق أم طيب المغاني يهب  علي من أرض iiالعراق
فـيضرم بين أضلاعي iiلهيباً لـذيذاً  كالهوى فيه iiاحتراقي
أحـب الناس وجداً قد دعاني ومـلء الـقلب شوقاً iiللعناق
فخبت بي مطايا الشوق iiتعدو كـأني قد حملت على iiالبراق
وقلبي يسبق الخطوات iiنبضاً كـأنـي  والفؤاد على iiسباق
ومع ذلك فهناك خارج الأوطان لم يجد المنفي نفسه، إنما وجد شيئاً أشبه بالموت لكنه ليس موتاً، وأشبه بالحياة لكنه ليس حياة.
 
** أما المقطع الأخير (من البيت 42 إلى آخر الأبيات) فقد تحدث فيه عن (لصوص النصوص) وما لفت نظري هو ما خرج عن لحن القصيدة، ويتمثل في (عجز) البيت الأخير (كالنهاق)، جاءت شديدة، تطرق الآذان بقوة، مما أثر في إيقاع اللحن الجميل، ولا سيما بمقارنتها بما جاورها، ولنلاحظ المفارقة في وقع الكلمات بين (كالنهاق) وجمال البيت قبل الأخير حين يسمع الكون الأغاني الرقيقة، ويشم اللحن أجمل العطور منتشياً:
وإن غنيت أضحى الكون سمعاً     وشم اللحن عطراً بانتشاق
كلمات برائحة العطر والفل والياسمين، نتفاجأ بعدها في البيت الأخير:
وإن سـواي إن غنى نشـازٌ       فما شدو البلابل كالنهاق
مع احترامي لوجهة نظر الشاعر التي هي (الضرب بيد من حديد) كي لا تسول للصوص النصوص أنفسهم السرقة مرة أخرى، لكنني لو كنت مكانه -وهذا مستحيل- لأصبح البيت عندي مثل هذا البيت الذي سأخترعه، أو ما شابهه ليتناسب مع سياق ألفاظ القصيدة بشكل عام وألفاظ ما جاوره بشكل خاص:
وإن سواي إن غنى نشازٌ     ويأخذ باختلاس واستراق
 
وباختصار: القصيدة جميلة تعج بالصور البديعة من أولها إلى آخرها، وسهلة الألفاظ، فلا نكاد نجد كلمة حوشية تحتاج إلى بحث عن أصلها وفصلها ومعناها، وهو شيء محبب إلى النفس لأنها عندئذ ستكون موجهة إلى شرائح الناس كافة، ليستفيد من جمالها الجميع...
 
تعليق أخير:
مع دوران رحى الأيام الثقيلة والحروب والدماء وذكرى الأمجاد التي استحضرتْها صورة القتل والتشريد ومرارة المنفى، يتعلق كل ذلك برقبة ذلك المستعمر الأمريكي الأرعن، وهناك في البيت الأبيض الذي أثخن العراق جراحاً وأبكانا دماً، يتم حالياً الاحتفال الكبير الذي نقلته الصحف العالمية والعربية والمحطات الأجنبية والمحلية في كل مكان عن شخصية جديدة دخلت قصر الحاكم الأمريكي، ساكن جديد بشعر رائع، ذكي وعنيد وجميل وواثق، خطى خطواتها الأولى في البلاط الرئاسي أمام عدسات الصحافة دون ارتباك، إنه (بو) كلب العائلة!!..

15 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
شكراً لكم..    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم

السلام عليكم.. وللجميع مني أحلى سلام وتحية.. والله إن كلامك حلو المذاق يا دكتور يحيى، ومن حلاوته كدت أصدق نفسي، ما أنا سوى سهم في جعبتك، لكن من كرم أخلاقك وفيض تواضعك قلَبتَ الموازين، فالقبلة على الجبين هي (فقط) من الصغير إلى الكبير، ومن الطالب إلى الأستاذ، ومني إليك. ولأبوهشام العزيز جداً كل الشكر على كلماته العليلة التي تنعش الروح، وجزاك الله ألف خير، واسمح لي أن أستعير استعارتك من قول الزركلي رحمه الله في آخر أبياته:
إن الغريبَ معذَّبٌ أبداً                إن حلَّ لم ينعم وإن ظعنا
هذا الكلام الحق، لا يتعلق فقط بغريب الوطن، بل هو بغريب الدين أقوى وأشد وطأة، أن ترى مجتمعك يرزح تحت نير الشهوات قبل نير الاحتلال، شيء صعب ويجعل الأشواك تمشي مع دمك لتوخز شرايينك، هي بالضبط تلك الشهوات التي تحدث عنها الشيخ يحيى وكانت سبباً لما نحن فيه، لكن الأمر يمضي بسلام بحمدالله ونقاومه بتلك الطمأنينة، بعدما سمعنا ووعينا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)، ولكن هذا الزمان ربما أفضل مما سيأتي، فما زال الخير في الأمة على رغم كل ذلك، وأمر الغرباء هو شيء نسبي، نحس به نعم، لكن ربما يكون أكثر إيلاماً فيما بعد، من يدري.
وفي سنة الكون ما تزال الأمة -أي أمة- متسيِّدة على غيرها ما أقامت عدل الله في الأرض، وقديماً في الحجاز والشام والأندلس وبغداد، تسيَّدنا الأمم، وعندما بدأ الظلم والجور والإسراف والتبذير، سُحبت منا السيادة لأننا لم نكن أهلاً لها، وهذا ما حصل في الأمم الأخرى أيضاً من الروم إلى الفرس قديماً، ومن الدول الغربية والشرقية حديثاً، وهو ما سيحصل لاحقاً أيضاً حتى تقوم الساعة.

17 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
من قصيدة (القدس) لعبدالرحمن عشماوي    ( من قبل 13 أعضاء )    قيّم

مـا كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ iiأبانوا
فـلـقـد  يَـذوبُ بما يقولُ iiلسانُ
لـغـة الـوفـاءِ شـريفةٌ iiكلماتُها فـيـهـا عن الحبِّ الأصيلِ iiبَيانُ
......................
والـقـدس  أرمـلةٌ يلفِّعها iiالأسى وتُـمـيـت  بهجةَ قلبها iiالأحزانُ
شـلاَّلُ أَدْمُـعِـهـا عـلى iiدفَقاته ثـار الـبـخـار فغامت iiالأَجفانُ
حـسـنـاءُ  صبَّحها العدوُّ iiبمدفعٍ تَـهـوي عـلـى طلقاته iiالأركانُ
أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ شـمَّـاءَ ضـاق بصبرها العُدوانُ
لْـقَـى إلـيـهـا السَّامريُّ بعجله وبـذاتِ أَنـواطٍ زَهَـا الـشَّيْطَانُ
نَـسـي  المكابرُ أنَّ عِجْلَ iiضلالِه سـيـذوب حـيـن َتَمُّسه iiالنيرانُ
حـسـناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، iiودارُها مـهـدومـةٌ، ورضـيعُها iiعُريانُ
وضَـجـيج  غاراتِ العدوِّ يَزيدها فَـزَعـاً تَـضَاعف عنده iiالَخَفقانُ
بـالأمـسِ  ودَّعـها ابنُها iiوحَليلُها وابـنُ اْخـتـهـا وصديقُه iiحسَّانُ
والـيـوم  صـبَّحتِ المدافعُ حَيَّها بـلـهـيـبـها،  فتفرَّق iiالجيرانُ
بـاتـت بـلا زوجٍ ولا اِبـنٍ ولا جـارٍ يَـصـون جوارَها iiويُصَانُ
يـا ويـحَـهـا مَلَكتْ كنوزاً iiجَمَّة وتَـبـيـت يعصر قلبَها iiالِحرْمانُ
تَـسـتطعم  الجارَ الفقيرَ iiعشاءَها ومـتـى سـيُطعم غيرَه iiالُجوْعَانُ
صـارتْ مـحطَّمةَ الرَّجاء، iiوإنَّما بـرجـائـه يـتـقـوَّت iiالإِنسانُ
يـا قـدسُ يـا حسناءُ طال فراقُنا وتـلاعـبـتْ  بـقلوبنا iiالأَشجانُ
مـن  أيـن نأتي، والحواجزُ iiبيننا ضَـعْـفٌ وفُـرْقَـةُ أُمَّةٍ iiوهَوانُ؟
مـن  أيـن نـأتي، والعدوُّ iiبخيله وبـرَجْـلـهِ،  مـتـحفِّزٌ يَقْظَانُ؟
ويَـدُ  الـعُـروبـةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ لـلـمـعـتـدي  وإشارةٌ iiوبَنانُ؟
ودُعـاةُ كـلِّ تـقُّـدمٍ قد iiأصبحوا مـتـأخـريـن، ثـيـابُهم أَدْرَانُ
مـتـحـدِّثـون  يُثَرْثِرُون iiأشدُّهم وعـيـاً صـريـعٌ للهوى حَيْرانُ
رفـعـوا  شـعـارَ تقدُّمٍ، iiودليلُهم لِـيـنـيـنُ  أو مِيشيلُ أو iiكاهانُ
ومـن  الـتـقـدُّم ما يكون iiتخلُّفاً لـمَّـا  يـكـون شعارَه iiالعصيانُ
أيـن  الـذيـن تـلثَّموا بوعودهم أيـن  الـذيـن تـودَّدوا iiوأَلانوا؟
لـمـا  تزاحمت الحوائجُ iiأصبحوا كـرؤى الـسَّراب تضمَّها iiالقيعانُ
كـرؤى الـسَّرابِ، فما يؤمِّل iiتائهٌ مـنـهـا، ومـاذا يطلب الظمآنُ؟
يـا  قدس، وانتفض الخليلُ iiوغَزَّةٌ والـضِّـفـتـان  وتاقت iiالجولانُ
وتـلـفَّت  الأقصى، وفي iiنظراته أَلَـمٌ وفـي سـاحـاتـه iiغَـلَيانُ
يـا  قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم iiيزلْ لـلـجـرح فـيـها جَذْوةٌ iiودُخانُ
يـا  قدس، وانكسرتْ على أهدابها نَـظَـراتُـهـا  وتراخت iiالأَجفانُ
يـا  قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي قـمـرٌ يـدنِّـس وجهَه iiاستيطانُ
ورأيـتُ طـوفانَ الأسى iiيجتاحُها ولـقـد  يكون من الأسى الطوفانُ
كـادت تـفارق مَنْ تحبُّ iiويختفي عـن  نـاظريها العطف iiوالتَّحنانُ
لـولا نَـسـائـمُ من عطاءِ iiأحبَّةٍ رسـمـوا الـوفاءَ ببذلهم iiوأعانوا
سَـعِـدَتْ بما بذلوا، وفوقَ iiلسانها نَـبَـتَ الـدُّعاءُ وأَوْرَقَ iiالشُّكرانُ
...........
يـا  قُـدسُ صبراً فانتصاركِ iiقادمٌ والـلِّـصُّ  يـا بَـلَدَ الفداءِ iiجَبَانُ
حَـجَرُ  الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ iiعلى ثـغـر  الشُّموخ فأصغت iiالأكوانُ
يـاقدسُ،  وانبثق الضياء iiوغرَّدتْ أَطـيـارُهـا وتـأنَّـقَ الـبستانُ
يـا قـدس، والتفتتْ إِليَّ iiوأقسمتْ وبـربـنـا  لا تـحـنَثُ iiالأَيمانُ
والـلّـهِ لن يجتازَ بي بحرَ iiالأسى إلاَّ قــلـوبٌ زادُهـا iiالـقـرآنُ

17 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
الرعاة والنار لـ(محمد بن راشد آل مكتوم)    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

طعم الفرات مرْ
من حيث ما تدفقت مياهه وحيث ما يمرْ
والوطن المجروح من جراحه يساق نحو قبرْ
وللعراق دمعه وشمعه وليس سراً أن للعراق سرْ
تمزقت أشلاؤه.. وماؤه نهر يشق نهرْ
أعرب نحن؟.. أعرب نحن؟
وفي عراقنا للموت نصل غدرْ
أعرب نحن؟.. أعرب نحن؟
ومن عراقنا الأنباء لا تسرْ

والحرب في قانونها كر يليه فرْ
والغدر في قانونه أن يستحيل نصرْ
وبيت أقطاب الرحى.. الدمار يستمرْ
والمشهد الأسود لن يقطعه صبحاً أذان فجرْ

يا أيها الطامع في عراقنا هلا وجدت عذرْ
يا أيها الوالغ في دمائنا إن الصدور كثرْ
يا أيها الجاهل ما أسمائنا إن الجباه سمرْ
ذاك الجراد في عراقنا للناس يوم قهرْ
بلا دليل هاجموا وللشعوب صبرْ
وللقوي لو طغى نهاية وللظلام عمرْ

قد علم التاريخ من يقرأه أن لا يدوم قهرْ
وعلم التاريخ من يكتبه أن الحروف حمرْ
عراق.. يا منارة المجد الذي استقرْ
نحتاج في تاريخنا يوماً كيوم بدرْ
يعُلّم الجاثم فوق صدرنا أن العراق حرْ

18 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
سرقة وتصحيف.... وغباء..    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

سلامي الحار لجميع السراة الأكارم.. وتحياتي الشاسعة الواسعة للأستاذ الشيخ ياسين صاحب الحرف البديع المختلف..
في كثير من الأحيان يسرق السارق بحمق وغباء، فمثلاً أحد أصدقائي قام بعمل تحقيق صحفي جميل ومتقن وسلمه لإدارة التحرير، وفي اليوم التالي نُشر التحقيق باسم شخص آخر يعمل في الصحيفة نفسها!!.. وصحفي آخر قام بإرسال مقال فيه حوار مع أحد المشاهير، وبينما كنت أقرأ الحوار قبل النشر علمت أنه قد أخذه من صحيفة أخرى؛ فمن غباء السارق لم يقرأ الحوار أصلاً بل سرقه كاملاً بأن قصه من مصدره، وترك اسم الصحيفة الأخرى يرتع فيه!!.
وفي أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي جاء شيء من هذا ومنه: باب في ذكر المغفلين من رواة الحديث والمصحفين:
* قال أبوبكر بن أبي أويس: بينا عبد الله بن زياد يحدث انتهى إلى حديث شهر بن حوشب فقال: حدثني شهر بن خوشب، فقلت: من هذا؟ فقال: رجل من أهل خراسان، اسمه من أسماء العجم، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب. فعلمنا أنه يأخذ من الكتب.
* وعن عوام بن إسماعيل قال: جاء حبيب كاتب مالك يقرأ على سفيان بن عيينة، فقال: حدثكم المسعودي عن جراب التيمي، فقال سفيان: ليس هو جراب إنما هو خوات. وقرأ عليه: حدثكم أيوب عن ابن شيرين. فقال: ليس كذلك إنما هو سيرين.
* حدثنا إسحاق قال: كنا عند جرير، فأتاه رجل وقال: يا أبا عبدالله تقرأ علي هذا الحديث، فقال: وما هو؟ قال: حدثنا خربز عن رقبة، قال: ويحك أنا جرير.
* قال أبو نعيم: كتب عبد الملك إلى أبي بكر بن حزم أن احص من قبلك من المخنثين، فصحف الكاتب فقرأ بالخاء فخصاهم. فقال بعض المخنثين: اليوم استحققنا هذا الاسم.
* حدثنا يحيى بن بكير قال: جاء رجل إلى البشير بن سعد فقال: كيف حدثك نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي نشرت في أبيه القصة؟ فقال الليث: ويحك!!.. إنما هو في الذي يشرب في آنية الفضة.

18 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
تعقيبان..    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

* على حسب علمي أن بحور الشعر هي ستة عشر بحراً، وكنت قد حفظتها أيام الدراسة ونسيت أغلبها للأسف، لكن وجدت بعدها أن أمير العروض شيخنا عمر قد زادها في كتابه البديع (كن شاعراً) إلى عشرين بحراً، فقلت: لا بأس سأراجع محفوظاتي القديمة وأزيدها أربعة بحور، شيء سهل، ومرة أخرى أتفاجأ بسؤال الدكتور يحيى العزيز عن بحور غريبة عجيبة، وانتظرت الإجابة من أمير العروض إلى أن أتت تتهادى مفصلة مفصفصة –بسم الله ما شاء الله-، وتبين فعلاً أنها بحور مثلها مثل سابقاتها، مع أنها مهملة لكنها موجودة، فأصبت بشيء من الإحباط، لكنه إحباط جميل، فقد عرفت شيئاً كنت أجهله، وهذا رائع بحد ذاته، وأصبح عدد البحور الآن نحو ثلاثين بحراً بعد إضافة (المستطيل والممتد والمتوفر والمتئد والمنسرد والمطرد والمعتمد وفرعي الدوبيت: الفريد والعميد)!!.. والله أعلم ما تخفي لنا الأيام!!.. لكن مع ذلك لن أخاف حتى ولو ظهر لي محيطات فيما بعد وليس بحوراً!!..
* أما عن تعقيبي عن البحر السريع سالف الذكر، فهو مثال لما ذكره أمير العروض، ويتمثل في القالب الرئيس للبحر (مستفعلن مستفعلن فاعلن) وهي أبيات من أجمل ما قرأت، وكاتبها: الدكتور الأمير عمر خلوف، لم يحب أن يذكرها لكنني أنا أحب:
سـألـتـه  عنها فلمّا iiنطقْ أجـاب جـلَّ الله فيما iiخلقْ
جـبـينها الوضَّاء يا iiحسنه يـلـوحُ مثل الفجرِ لما بثقْ
فـي عـيـنها بحرٌ له هدأةٌ في عُمقهِ كم يُستطابُ الغرقْ
يـختصرُ البحرُ على iiشطِّها تـاريـخَـه منتهياً iiبالحدقْ
أنـفـاسُها  يا طيب iiأنفاسِها ألا يَـشي بروحها ذا iiالورقْ
يـا  طـيبها تذوبُ من رقَّةٍ فما  لقلبي في هَواها iiاحترَقْ

19 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
أنا والغربة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

قد تكون علاقتنا بالمنفى مؤقتة، ولكن هذا في مظهرها، المنفى كسر لا يجبر، حالة شفافة مثل البلور الذي إذا انكسر تبدد في شكل نقاط صغيرة يصعب رتقها. لم أكن مهيأ للمنفى ولهذا كان الكسر صعباً، كنت دائماً أرى نفسي ابن أرض أحبها ولا يمكنها إلا أن تحبني. المثالية القاتلة. ولكن كان عليَّ أن أنسى ذلك كله لأتمكن من الكتابة عن شيء آخر غير الاندثار، الحب، والمقاومة.
يكفيني أحياناً شروق الشمس وسقوط المطر والمشي على أقدامي والنظر بعيني وامتلاك الحواس مجتمعة لأدرك أن الدنيا ما تزال بخير، لكن للأسف إننا نرتبط أحياناً بمصائر أكبر من ذواتنا ولهذا نشعر بالألم والخيبة التي تغلف حياتنا ولغتنا. المنفى قسوة تمارس في صمت.
قد نسخر من ذلك ولكننا نكف ونتأمل الوضع عندما ندرك أن وراء تلك الكلمة الصغيرة التي اسمها منفى يختبئ إرث بشري ثقيل ومر، مخترق بالأشواق والفقدان ومؤثث بالسعادات الصغيرة غير المرئية. ولهذا، فكلما سمعت كلمة منفى ينتابني إحساس غريب بالبياض، وهذا السؤال المرتبك والهش: ما معنى المنفى بالنسبة لفنان منفاه الأول هو عتاده ولغته التي يكتب بها كما يقول رولان بارث؟ هو في المنفى من حيث هو كاتب؟ اللغة تصنع عالماً موازياً يعج بتفاصيل الحياة التي نحس بانتماءاتها لنا ولكنها لا تنتمي في نهاية المطاف إلا إلى اللغة ونظامها الصارم. إذن أين يتجلى هذا المعنى العميق الذي تتبطنه هذه الكلمة المولدة للخوف ولمختلف الاهتزازات الداخلية؟ هل المنفى هو افتقاد الأرض التي شيد عليها الفنان ذاكرته وأشواقه؟ فكم من أرض يملك الكاتب إذاً: أرض الطفولة التي يفقدها في سن مبكر ولا تستعيدها إلا الكتابة بشهواتها المختلفة وخيالها الذي يهزنا بمتعته كلما توغلنا فيه؟ أليس فعل الكتابة عن المكان هو اعتراف ضمني بالفقدان؟.
هل هي أرض الشباب، التي سرعان ما تنطفئ داخل مجتمعات تحاسبك في مشاعرك وفي تنفسك لأنه لا يشبه تنفس الآخرين وخرج عن نظام المجموعة الذي يجب أن لا تخترق، إذ ليس لك، في نظام الهيمنة والسيطرة أن تحب، أن تتحرك كما تشتهي، أي أن لا تكون أنت ولكنك تكون الآخر الذي يشتهي أن يرى صورته المقهورة والمتخلفة فيك مما يضطرك إلى ترك أرضك والذهاب بعيداً نحو أرض أخرى، وربما كانت الكتابة والفن هي وطنك الموازي؟ هل المنفى إذاً هو الارتحال عن أرضك، التي ليست هي أرضك الأولى، باتجاه أرض أخرى يفترض أن تمنحك الأمان والمحبة وبعضاً من الراحة والحرية خصوصاً، لأن التنقل لو اختزل في الرغبة في العيش والاستمرار في الحياة، يفقد معانيه العميقة والحية، فالمشكلة ليست في الحفاظ على النوع لأنه آيل إلى الزوال ويحمل موته ضمن رصيده الجيني الثابت؟ عن أي شيء يبحث الكاتب إذاً وهو يغسل يديه من وطن ورثته له التربة وخطابات الأهل والساسة المحنكون؟ عن وطن الحياة الكريمة؟ عن وطن العيش الحر، حيث يمشي ولا يلتفت وراءه كلما سمع وقعاً خشناً لأحذية لم يتعود سماعها؟ عن وطن الكتابة الذي ينشئ فيه كل حياته الموازية الجميلة؟ وإذاً ما هي الخسارات اللاحقة المتولدة عن هذا الترحيل القسري من أرضه الصغيرة التي نبت في حدائقها كأية زهرة باتجاه توطين ليس دائماً فعلاً هيناً؟
وماذا يمنح له هذا التنقل من اكتشافات جديدة يحافظ بها على الاستمرارية بمعناها الوجودي وليس البيولوجي فقط؟ منفاي كذلك في تعقد الأسئلة الوجودية التي أشعر بنفسي معنياً بها بقوة، لأن بها كلها رائحة ما من حياتي الصغيرة التي لا أراني بدونها. المنفى كالمرض، لا يأتي دفعة واحدة، يتربى في الأعماق إلى أن يصير قنبلة موقوتة تنفجر حين تشاء، ربما كان أقرب مرض له هو السرطان الذي يدمر الداخل بلا ضجيج.
 
المصدر: (واسيني الأعرج/ باريس) مجلة المعرفة

20 - أبريل - 2009
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 41  42  43  44  45