البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 41  42  43  44  45 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إغتيال مثقف عربى00000(8) هكذا تكلم نصر حا مد أبوزيد بلسان ابن عربى    كن أول من يقيّم

نظرة في توافق الأفكار بالجدل المفتوح مابين قديمها وحديثها

(لم أزل أبكي حتى ضحكت، ولم أزل أضحك حتى صرت لا أضحك، ولا أبكي- أبو يزيد البسطامي)

يحتدمُ جدل الفكر العربي في كل لحظة ما بين أصول قديمه المشرق، وأصول حاضره المعتم، ويحدث أن يصل كل منهما إلى مفترق طرق، فذلك الزمن قد خطت فيه أغلب الأفكار التنويرية إلى أمام، وقد خطت أغلب أفكار اليوم إلى الوراء، وثمة جدل عقيم، سوف تخلفه المقارنة، وكأن الأمس العربي برغم محدودية عصره.. في التقنية الحضارية، قد كان أكثر حضارة ورُقياً، وأكثر انفتاحا بحضارته الفكرية على العالم الحاضر فيه، إذ كان الفكر جدليا رائقا، ومفتوحا، ولم يك يقيم الحدّ بالقطيعة مع التمرد، بل يقيم الدليل، ويجادل الفكرة بالفكرة الأبهى، محاججاً بالدليل والقرينة، حتى بقيت الإضاءة خالدة متحدية الطمس، والنكران. وغالبا ما تفرض المصالح مطالحا والمطالح مصالحاً تغير المعاني إلى الاتجاه الذي تريده، حيث دُعِمَتْ الفرق بألف قضية، ونشرت المِلَلْ، والنِحَلْ بألف سبيل، وما عادت الخطابات قائمة لذاتها، حيث يؤرقها الاختلاف بالسيف وبقية السبل، فكلما جاءت فكرة، حتى جاءت معها الفكرة الأخرى، النقيض، وصار منهما الأثر بعد العين، (يجب أولا قبول غربة عقلية لا مناص منها للوصول إلى طراز محدد كل التحديد تاريخيا من الإدراك والتمثل والتفكير، ولابد ثانيا من ألفة ينهض بها المرء للطرائق والإشكاليات التي مازلنا نشعر بخصبها- محمد أركون ). ولان (محيي الدين بن عربي) نقطة التقاء بين التراث العالمي والتراث الإسلامي، وهذه فاصلة، تمكن النظر عبره لتراث عربي بوصفه تواصلاً حياً خلاقاً مع التراث العالمي الذي كان معروفاً ومتداولاً في عصره، سواء كان تراثاً دينياً، مسيحياً أو يهودياً، أو كان تراثاً فلسفياً فكرياً، وإصرار العصر على استخدام مصطلحات متنوعة للدلالة على مفهوم واحد، واستيعابه للتراث السابق، أو تأثيره في النهج الفكري التالي له، قد لا يحتاج إلى استدلال، وصار الثابت متحولا؛ من بعد أن تعددت المناهج السياسية إلى حدّ لا حساب له، بعدد تعدد المصالح وصار الجزء يطغي على الأصل، بوقف ما يراد منه، وتغيرت الملامح بألف قناعِ، وقد تصدى في الأزمان اجمعها من المتجادلين لبعضهم، فأضاعوا ما أضاعوه، وبقيت الأسباب هي الأسباب، (تلحق الأباعد بالأداني وتلحم الأسافل بالأعالي )، وقد كانت مهام كثيرة تتطلب القيام بها من لدن مفكرينا الجادين في البحث، لأجل استحداث القناعة التامة بان الفكر الإسلامي قد كان ولم يزل منيرا، وان رجاله الحق قد تركوا رؤية عميقة في فهم النصوص بحياد عام، وقد كتب (نصر حامد أبو زيد)، الموسوم بـ(هكذا تكلم بن عربي) محاولة جريئة غير مسبوقة لنقد مشروع نقد العقل الإسلامي، والوقوف عند ابرز شيوخ التصوف، من خلل آليات علمية اعتمدها النقد العقلاني، وتأتي أهميتها من أنها تغور بعمق الفكر وليس من خارجه، فالمؤلف وفي إطار تحليله معتمدا على عمق ثقافة إسلامية، لا يأخذها إلا الجد وتشير إلى أن أقصر الطرق الكاشفة عن معرفة عصرية، وقد تركت بجرأة عالية إشاراتها البارزة في العقل الإسلامي المعطاء للمعرفة، والرافض للتحجيم. فيشير إلى أهمية تناول شخصية (بن عربي) بالتحليل الدقيق، والإضاءة على واحد من الذين تميزوا بين علامتين؛ هما استيعاب النص الجلي الضخم للفكر النقدي من ناحية، والإلمام بتاريخ الفكر العالمي، وتشعباته، ومدارسه من ناحية أخرى، فضلا عن أنه يندرج ضمن مرحلة معينة من مراحل ومناهج الفكر العربي
الإسلامي المعاصر، موضحاَ الأسس العرفانية والبيانية المكونة لوحدات هذا الفكر،
 
 فالمفكر(نصر حامد أبو زيد) يعطينا دلالات معرفية مثيرة أساسها التفسير بأسبابه، ومقتضياته وينبغي علينا أن نذكر بأنه كمفكر عربي معاصر، طاردته المحاكم بسبب خروجه على الخط المقرر من قبل فقهاء عصره، وصار مقيما في هولندا (تولد عام 1943م وحاصل على دكتوراه دراسات إسلامية من القاهرة 1972م)، وقد عرج متوقفا عند (محيي الدين بن عربي) بأكثر من كتاب، وأكثر من مقام ومقال، والرجل لم يكن متصوفا كبيرا، فحسب، وإنما كان عالما مقتدرا بين علماء عصره، وقد ترك بصمات دلالية على نهج تفكيره، فكان فيلسوفا أيضا، إذ أنتج أفكارا حاجج بها كل المفكرين الذين جايلوه، وبقيت تتلامض كالدر المكنون في أبيات الشعر الصوفية التي بقيت خالدة، إضافة إلى فتوحاته النصية الرائعة في كتابه العبقري (الفتوحات المكية)، الذي دل على أن (ابن عربي) عالما لغويا لا يمارى، ذهب إلى مقاصده بخط مستقيم، ومعانيه لم تكن تحوى على ازدواج في المعنى، إذ كان مؤمنا بعمق لما كان يتحمل وزه، (في فترات القلق والتوتر يكون التكفير هو السلاح، وفي فترات الانفتاح لا يوجد تكفير، كل الخطابات متاحة، ومتميزة بالتفاعل فيما بينها، والتيارات الظلامية هذا التعبير لا أحبذ أن استعمله، لأنه سيرد فيما بعد ليقول لي بالتيارات المنحرفة عن العقيدة، يعني هناك تبادل تهم، السلطة هي تخلقه، وكذلك السلطة تكفر، ومشكلتنا في المجتمعات العربية لا نستمع إلي الرأي الآخر ولا نتسع له، وكل فرد في الجماعة يعتبر نفسه مالكاً للحقيقة وبالتالي نحن نختلف حول المعاني ولا نختلف حول الحقيقة، لا نختلف حول وجود الله وحتى لو اختلفنا حول وجود الله فهو اختلاف بالمعنى، إن الاختلاف هو أمر طبيعي، وهو ليس جريمة، إن هذا قدرنا الإنساني أن نختلف حول المعنى )، فزمن طويل قد مضى على تلك الحقبة، بعد أن غيّرَ الكارهين اغلب الوثائق مضفين إليها نقاط الشقاق والنفاق، وعلامات فارقة من الحقد، متناسين بان الرجل المفكر سيكون بما ترك من نصوص وشروح سوف تبقى مرآة عصره، كذلك صورته لم تكن تتزعزع لأنه، آنذاك، قد جايل مفكرون قد حايثوه، وعايشوه، وتتطبعوا منه أو تطبع منهم، فبقوا هم من يحمل صورته التي تتحدى الطمس، وتقف بمثل ما كانت تأخذ دورها الطبيعي في جدلية التاريخ، والمنطق، فقد ولد (بن عربي) في الأندلس، (موريسيا) عام 1165م، وتلقى تعليمه في (إشبيلية) مع من كانوا يحيطون به، ثم مؤخرا استقر بمصر، ومات في دمشق. درس كل العلوم الكلاسيكية للإسلام من لغة وعروض ونحو وصرف وفقه إسلامي وأدب وتاريخ، الخ. منطلقا بعدئذ نحو كبريات المدن الأندلسية المغاربية بحثا عن العلم أو تكملة له. ترك (المغرب) عام 1201م، متجاوزا الخامسة والثلاثين، (لعل هذه المحنة كان لها تأثير في قرار ابن عربي مغادرة المغرب كله إلى المشرق )، ومن بعد اخذ بالمغاربة والأندلسيين ليجهر علنا توجهه الصوفي الباطني، ومهاجرا، ليجد في المشرق علوما تتوافق مع تفكيره وتوجهاته الروحية والعلمية، حطّ بـ(مصر) طويلا، ثم (سوريا)، (العراق) ف(تركيا) ولاقى الكثير من الأمراء الذين شملوه بعطاياهم وبحمايتهم لأنهم قد أعجبوا به، وبعلمه الغزير، وفهمه العميق للإسلام الحنيف، خاصة، أمراء السلاجقة، فلم يبخلوا عليه بالغالي والنفيس. وفي عام 1225م غادر من (تركيا) عائدا إلى (دمشق) لكي يستقر فيها، ويعيش حتى مات عام 1240م، أي بعد خمسة عشر عاما، وكان قد في الخامسة والسبعين أو ناهزها.. مستوعبا الفكر العربي في مرحلتيه السابقتين: العصر الذهبي والانتشار اللتين استمرتا على امتداد قرون انشغل خلالها المفكرون، آنذاك، بتحليل المجتمع في أبعاده التنظيمية وتجلياته الأدبية وبناه المختلفة بالنظر إلى المبادئ والقوانين التي ولدتها، وإزاء اتساع النصوص التي اطلع عليها وكيفية تدرج البنية المعرفية ضمن بنية أشمل هي بنية العقل الديني ساعيا لتوحيد الوعي الديني، وعهد كعالم يتعامل مع المفاهيم والمناهح غربية المنشأ والأصل متعمقا بسياقها المعرفي والحضاري، وكان يطبقها على مجال مغاير تماما لمجال انبثاقها، فالمناهج الفكرية الغربية هي مناهج منقولة غير مأصولة. بهذا المعنى يعد (ابن عربي) ممثلا للتيار الآخر من الفكر الأندلسي والعربي الإسلامي في مجمله. كان يمثل التجربة الروحية والصوفية الكبرى في تاريخ الإسلام، في حين أن (ابن رشد) كان يمثل التيار العقلاني المحض. (ولهذا السبب قال له ذات يوم، أولا: نعم، ثم أردف قائلا: لا! (بنعم) كان يقصد أنه متفق معه على أهمية العقل وضرورة استخدامه، و(بلا) كان يقصد أن العقل وحده لا يكفي للوصول إلى الحقيقة الإلهية وإنما ينبغي أن نفتحه أيضا على الخيال والإلهام والتجربة الروحانية العميقة ). وكانت هذه النقطة الحاسمة التي جعلت (ابن رشد) بعيدا عن المثيولوجيا لتقاربه مع فلسفة (أرسطو) الواقعية والمادية، (بوسع المرء أن يطرح منظومة إن الإنتاج والتأويل المستمرين للثقافة الغربية نفسها قد افترضا الافتراض ذاته بالضبط إلى زمن موغل في القرن العشرين، حتى حين كانت المقاومة السياسية لقوة الغرب تتصاعد في العالم الهامشي ألإطرافي، وبسبب من ذلك، وبسبب مما أدى إليه يغدو ممكنا الآن أن نعيد تأويل سجل محفوظات الثقافة الغربية كما لو كان مشروخا جغرافيا بالفالق الجغرافي المنشط، وان نقوم بمنط مختلف من القراءة والتأويل- ادوارد سعيد )، وكان (ابن عربي) على يقين بأن فلسفة (ابن رشد) قد وصلت إلى الجهة الأخرى المضادة.. في وقت بات الفكر العربي الإسلامي كان بحاجة إلى تأسيس تتواشج فيه الروح بالمادة، وإلا سوف يلغى ويحارب كما لغي (ابن رشد) وهذه التأسيس رائده وزعيمه (محيي الدين بن عربي)، وعلى هذا النحو اشتهرت كتبه (الفتوحات المكية)، و(النصوص والحكم)، و(ترجمان الأشواق)، وغيرها من روائعه، فعقيدة (بن عربي) تتداخل فيها: عدة أساسيات دينية، فلسفية، وصوفية، تعتمد على نظرية وحدة الوجود. (وهي نظرية تقول ان الكون كله يصدر عن الله كما تصدر الجزئيات عن الكليات)، و(المعتزلة هي فرق أسلاميه أسسها (واصل بن عطاء الغزال) وأنضم إليه (عمرو بن عبيد) في أوائل القرن الثاني الهجري ثم انتشرت وتشعبت إلى الكثير من الفرق كالنظامية، والمردارية، والخابطية، والبشرية، والهشامية، والثمامية... إلخ، ومن أهم أفكارهم: نفي صفات الخالق (عزوجل) معتقدين بأنه لا جوهر، ولا عرض، ولا طول، ولا بذي لون، ولا طعم، ولا رائحة، ولا بذي حرارة، ولا برودة، كذلك نفي العلم والقدرة، ونفوا أن يكون الله تعالى خالقا لأفعال عبادة، كذلك دعت ما بعد الحداثة إلي إلغاء الازدواجية وأثينية المنهج الاستدلالي، كازدواجية الذات والأعراض، والمبدأ والأثر، وعدم التفريق بين الحابل والنابل، وهذا ما رفضه (أبن عربي) مع (ابن رشد)، وكذلك يرى؛ أن كل (الأديان السابقة على الإسلام لم تكن إلا مسارا طويلا للوصول إليه، وبالتالي فقد أرهصت به ومهدت له الطريق. ينتج عن ذلك أن الإسلام هو الدين الكوني الذي يشتمل على جميع الأديان، وأن محمداً (ص) هو خاتم الأنبياء والمرسلين)، وقد تنادى بأسس التسامح في الدين الإسلامي لأنه اعتبر أن (جميع الأديان تؤكد على حقيقة واحدة هي الحقيقة التي جاء بها الإسلام. وبالتالي فلماذا نكرهها أو نحتقر أتباعها? لماذا لا يتسع قلبنا لجميع مخلوقات الله?) ويؤكد المؤلف (للأسف فإن المتعصبين لم يفهموه ولم يدركوا أبعاد هذا التفكير الكوني الواسع الذي دشنه، ولذلك فقد انتقدوه بشدة، بل وكفّروه، وهنا تكمن مشكلة الفلاسفة والمفكرين الأحرار في الإسلام، فالعامة لا تستطيع فهمهم والفقهاء الصغار يكرهونهم نظرا لاتساع أفقهم العلمي والعقلي الذي يتجاوز مداركهم، وبالتالي فإنهم يتعرضون للمحاربة العنيفة باستمرار)، قائلا بما معناه؛ (ينبغي العلم بأن الفلسفة العربية الإسلامية لم تمت مع ابن رشد، وإنما استمرت في الوجود من خلال (بن عربي)، و(السهرمدي) في المشرق، والحيوية الفكرية في الأندلس ماتت بسبب الفهم المنغلق، والحرفي الأعمى للعقيدة بسبب نسيان جوهر الدين، والتركيز على القوالب الخارجية القسرية والطقوس الشكلانية الجافة، ولهذا السبب ماتت الفلسفة بعد أن ازدهرت لعدة قرون في الأندلس والمغرب الكبير)0
(وقد تحدث ابن عربي عن اللقاء الوحيد الذي جمعه بابن رشد الذي كان قد بلغ أوج مجده في نهاية عمره، هذا في حين أن ابن عربي كان لا يزال في أول شبابه. وقال بما معناه: لقد زرت أبا الوليد ابن رشد في بيته بقرطبة بناءً على رغبته في رؤيتي والاستماع إليّ)، (وما إن دخلت البيت حتى نهض ابن رشد من مجلسه وأقبل عليّ بكل ترحاب وعززني وكرمني بل وقبّلني. ثم أجلسني إلى جانبه لكي يتحدث معي ويرى ما أملكه من علم، ثم قال لي: نعم، (أي نحن متفقان)، فقلت له: نعم... وعندئذ شعر بالارتياح وبدا الانشراح على وجهه واعتقد أني من تلامذته وأتفق معه في كل شيء)،
(حكي الشيخ الأكبر أبن عربي فقال: دخلت يوماً بقرطبةَ على قاضيها أبى الوليد بن رشد ، وكان يرغب في لقائي لما سمع وبلغه ما فتح الله به علىَّ في خلوتي، فكان يُظهر التعجُّبَ مما سمع. فبعثني والدي إليه في حاجةٍ، قصداً منه حتى يجتمع بي، فإنَّه كان من أصدقائه، وأنا (آنذاك) صبىٌّ ما بقل وجهي ولا طرَّ شاربي. فعندما دخلت عليه، قام من مكانه إلىَّ محبَّةً وإعظاماً، فعانقني وقال لي: نعم، قلت له: نعم، فزاد فرحه بي لفهمي عنه، ثم استشعرتُ بما أفرحه، فقلت: لا، فانقبض، وتغير لونه وشك فيما عنده. وقال لي: كيف وجدتم الأمرَ في الكشف والفيض الإلهي، هل هو ما أعطاه لنا النظر? قلت: نعم ولا، وبين نعم ولا تطيرُ الأرواحُ من موادِّها والأعناق من أجسادها، فاصفرَّ لونُه، وقد قال الشيخ الأكبر؛ الخلاف حق حيث كان)0
 
وفي رواية أخرى (وكان قد سمع بالإلهام الذي حباني الله به في عزلتي الروحية. وقد أبدى دهشته مما سمعه عني، ولهذا السبب فإن والدي الذي كان صديقه الحميم أرسلني إليه في أحد الأيام لكي يراني ويعرف من أنا بالضبط. ولذلك استدركت قائلا: لا، فاغتمّ وبان الحزن على وجهه وتغير، وبدا وكأنه يشك في تفكيره، والعقيدة الفلسفية التي توصل إليها، وعندئذ سألني: ما هو الحل الذي توصلت إليه عن طريق الإشراق والإلهام الرباني? وهل هو متوافق مع ما نتوصل إليه نحن عن طريق الفلسفة أو الفكر البرهاني? فأجبته: نعم، ولا، وذلك لأنه بين النعم والـ لا، فإن الروح تنطلق حرة خارج مشروطية المادة والأعناق تنفصل عن أجسادها، وعندئذ اصفرّ وجه (ابن رشد) ورأيته يرتجف وهو يتمتم قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والواقع أنه فهم مقصدي العميق وما أشير إليه وعرف أنه يتجاوز فلسفته العقلانية المنطقية أو يفترق عنها بعد أن يهضمها ويستوعبها)، ومقارنة ما بين تاريخ ميلاد (بن عربي وبن رشد) نستنتج بأنه يصغر (ابن رشد) بأربعين سنة أي قد كان أحد تلامذته الذين استفادوا من علمه وعقلانيته البرهانية، وفلسفته ومن الذين خرجوا عليه تجاوزا إلى الفكر الصوفي، كون منهج الإسلاميات التطبيقية هو الوجه الآخر المشرق، (ثم رجعت إلى صاحبي وهو ينظرني بباب المسجد، فتحدثت معه ساعة، وقلت له: من هذا الرجل الذي صلى في الهواء? وما ذكرت له ما اتفق لي معه قبل ذلك، فقال لي: هذا الخضر )، ومن ناحية ثانية يشير (نصر حامد أبو زيد) إلى خطورة المنهجية التعددية التي اعتمدها وأنها قد تكون محفوفة بالمزالق اذ قد تنتهي بالباحث إلى التناقض لأنه يجمع بين فلسفات مختلفة اختلافا بنيويا وأصوليا، ومن ذلك ما يشير إليه من وقوع (المؤلف) في هذا النوع من الخطأ عندما جمع بين افكار (فوكو وهابرماس)، بعقلانية منفتحة ومتعددة وفهم متقدم للإنسان، مؤلفاته الأخرى: (النص السلطة والحقيقة)، (مفهوم النص)، (فلسفة التأويل)، (نقد الخطاب الديني)، لم نجده إلا عند المتأخرين من رواد ما بعد الحداثة مثل (فوكو)،(دريدا)، (محمد أركون)، ومن الجدير بذكره؛ في عام 1995 قضت محكمة استئناف القاهرة باعتبار (نصر حامد أبو زيد) مرتدا عن الإسلام والتفريق بينه وبين زوجته السيدة (ابتهال يونس) وذلك لأنه لا يجوز لها كمسلمة الزواج من كافر حيث اعتبرت هيئة المحكمة كتابات المذكور أهانه للعقيدة الإسلامية. (إن اله العولمة قادر على إعادة إنتاج نفسه في أشكال وصيغ وملامح لا تخلو من جاذبية- أبو زيد )، و(هاجت الأرض من شرقها إلى غربها وانتفضت كل الهيئات والمنظمات العالمية والعربية والمصرية المعنية والغير معنية وكل القيادات العلمانية الليبرالية، والاشتراكية مع كل القوى التقدمية التعبوية الراديكالية ذات الرؤى المشتركة نحو هدف نهوضي توحدي ثابت ضد كل قوى الشر التي تريد أن تعود بهذا الوطن إلى عصور الجاهلية وأطروحاتها المظلمة)، وفي آب لعام 1996 أيدت محكمة النقض بالقاهرة الحكم السابق الصادر من محكمة الاستئناف، وأصبح الحكم لا رجعة فيه، (الرجل ينكر الوجود العيني للملائكة والجن والشياطين والسحر والحسد ويعتبرها مجرد ألفاظ مرتبطة بواقع ثقافي معين (خرافات وأساطير)، واعتبروه كـ(ابن رشد) يدعو إلى اعتبار القرآن الكريم نصاً تاريخيا وينبغي فهم نصوصه في إطارها التاريخي والاجتماعي واتهموه بأنه يدعو الدولة إلى إصدار قوانين تمنع تعدد الزوجات، ويطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الطلاق وفي الميراث، (يطالب باعتبار شهادة الرجل تساوي شهادة المرأة)، فالرجل يقرأ فلسفة (ابن عربي) في جوانبها الوجودية والمعرفية، وفق مفاهيم جدلية بماهية النص الديني، ودوره المعرفي، وله تمكن العارف في مفهوم اللغة بمستوياتها المتعددة كوسيط يتجلى عبره النص، كذلك (بن رشد)، (بن عربي) قد كانا من المناصرين للمرأة، وقالا ما قاله (أبو زيد) بين ظاهر الوجود وباطنه، (ويرى ضرورة النفاد من الظاهر الحسي المتعين إلى الباطن الروحي العميق في رحلة تأويلية لا يقوم بها إلا الإنسان لأنه الكون الجامع الذي اجتمعت فيه حقائق الوجود وحقائق الألوهة في الوقت نفسه)، فالعلاقة علاقة توافق، وتواصل الأفكار بالجدل المفتوح مابين قديمها وحديثها، تستوجب القراءة المتأنية وإعادتها على مدى أيامنا القادمة.
 
*************************************************************
محمد الأحمد 00موقع الحوار المتمدن0العدد1762  يوم 12/12/2006م

12 - ديسمبر - 2006
من يقتل الغذامي تقربا لله?
ضحكتك 000للشاعر الشيلى / بابلو نيرودا0000إهداء للغائبة الحاضرة أستاذتنا /سلوى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

              ضحكتك
 
 
 
امنعى عنى الخبز إذا أردت
امنعى عنى الهواء
ولكن
لا تمنعى عنى ضحكتك
لا تمنعى عنى الوردة
الرماح التى التى تنتشر منها ،
المياه
التى تنجبس فجأة فى فرحتك ،
الموجة الفضية المباغتة
التى تولد منك 0
 
إن صراعى مرير
ومرات كثيرة
أعود  متعب العينين
من رؤية الدنيا التى لاتتغير
ولكن ،حين أدخل
تنطلق ضحكتك  إلى الأعالى
باحثة عنى
وتفتح لى
أبواب الحياة كلها 0
 
 
يا حبيبتى
فى أحلك الأوقات
تتناثر ضحكتك
فإذا رأيت فجأة
دمائى تخضب حجارة الطريق
فاضحكى
أن ضحكتك
ستهب يدى
سيفا مسلولا 0 
 
وفى الخريف
بالقرب من البحر
لابد  لضحكتك
أن ترفع شلالات من الزبد0
 
وفى الربيع ياحبيبتى
أحب ضحكتك
لأنها كالزهرة التى أرتقبها ،
الزهرة الزرقاء
زهرة وطنى المرنانة 0
 
اضحكى من الليل
من النهار ،من القمر
اضحكى من شوارع الجزيرة المتلفة
اضحكى من هذا الفتى الذى يحبك
ولكن
حين أفتح عينى وأغمضها
وحين تذهب خطاى
وحين تعود خطاى
 
امنعى عنى الخبز والهواء
النور والربيع
ولكن
لا تمنعى عنى ضحكتك
إذ أنى عند ذاك  موتا أموت
 

12 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
مختارات شعرية (1) للشاعرة الفنلندية/إديث سوديرجران    كن أول من يقيّم

    أنشودة القبور الثلاثة
 
كانت تنشدُ في الفناء الندي، ساعة الغروب:
أينعت شُجيرات وردية فوق ثلاثة قبور هذا الصيف.
في القبر الأول يرقُدُ رجلٌ
ينامُ عميقاً...
وفي الثاني، ترقُدُ امرأةٌ بملامحَ حزينة.
تمسكُ وردة؛
أما القبر الثالث، فهو لشبحٍ حزين.
هناك يجلسُ ملاكٌ كئيبٌ، منشداً،
لاغفران للخطيئة.
 
        هامْلِتْ
 
ما الذي يتمناهُ قلبي الفاني؛ قلبي الفاني هادئ،
قلبي الفاني لا يتمنى شيئاً?.
هنا تتمدُّد الأرضُ برمتها. أنتَ تدور بعيداً، ترتعد
عصا ساحر مسَّت هذه الأرض، فأضحتْ رماداً.
وهناك، حيثُ أجلسُ فوق الخراب،
أعرفُ أنّكَ آتٍ، في لحظةٍ ما،
أعرفُ أنّكّ تنتظرُ خلفَ بابٍ مُغلّق،
وأنا بقربكَ، ويمكنكَ أن تُناولني يدك.
لا خيارَ لديَّ،
يا صدقُ، أتبعُكَ ولو ذهبت إلى أرض الضباب.
يا صدقُ، ياصدقُ، أتُقيم في قاعة الموتى، بين الأفاعي والرماد?
يا صدقُ، أتُقيمُ هناك، حيث كل ما أبغض?
يا صدقُ، هلْ تضيء دربك قناديلُ الأسى?.
 
          اكتِشاف
 
حُبُّكَ يحجُبُ نجمَتي
وفي حياتي يبزغُ القمر.
يدي في يدك لا تستكين.
يدُكَ في تلهُّفٍ،
ويدي في اشتياق.
خريف

12 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
مختارات شعرية (2) للشاعرة الفنلندية/ إديث سوديرجران    كن أول من يقيّم

             خريف
الأشجارُ العاريةُ حول بيتكَ، تنتصِبُ
طليقةً، بلا نهاية، بين الريح والسماء،
الأشجارُ العارية على الشاطئ، تتدلى
وتنعكِسُ على الماء.
ثمّةَ طِفلٌ يلهو، في ضباب الخريف الرمادي
وفتاةٌ تتمشى، في يدها الأزهار،
وعند الأُفُق،
تتحلّقُ طيورٌ فضّية بيضاء.
 
            القمر
كمْ مُدهِشٌ، لا يوصَف، كل ما هو ميّـت:
ورقُ الشجر الميت، والإنسانُ الميت
وقرصُ القمر.
والأزهارُ جميعها، تعرف السر
والغابةُ تكتمه،
ودوران القمر حول أرضنا،
هو مسار الموت
والقمر يحوكُ نسيجه المدهش،
الذي تعشقهُ الأزهار.
والقمرُ ينسجُ شِباكَ أخيلتهِ
حول كل من يحيا.
ومنجل القمر يُطِيحُ بأزهارنا
في أواخر ليالي الخريف،
وكلّ الزهور تنتظر قُبلة القمر
بشوقٍ لانهائي.
 
            ربيعٌ شمَاليّ
كُلُّ آمالي تَبدَّدتْ كما يتبدّدُ الثّلج،
كُلُّ أحلامي انسابت، كانسياب الماء
وكُلُّ ما أحببتُ، قد بقيَ ليْ،
سماءٌ زرقاء، وبضعَ نجومٍ واهِنة.
الريحُ تتحرك بهدوء بين الأشجار
الخَواءُ يستكينُ. المياهُ هادِئة.
الشجرةُ العتيقةُ تنتصِبُ يقظى وتتأمَّلْ
الغيمةَ البيضاءَ التي قَبّلها في الحُلُمِ.
 
          مِرآةُ البئر
قالَ القَدَرُ: بيضاءَ ستعيشين، أو حمراءَ ستموتين!
لكِنَّ قلبي، قرّر: حمراء، سأعيش.
أعيشُ الآنَ في بلدٍ، كلّ شئ فيه مُلكُكَ،
الموتُ لايخطو أبداً هذه المملكة
طيلة النهار أجلسُ، وذراعي ترتخي فوقَ رخام البئر،
وحينما أُسألْ، إن كانت السعادة هنا،
أهزُّ برأسي وأبتسم:
السعادةُ بعيدةٌ، فتاةٌ تجلسُ وتدرزُ لحافَ طفلٍ هناك،
السعادةُ بعيدةٌ، فتى يسيرُ في الغابة كي يبني له كوخٌ هناك.
هنا تُزهِرُ وردة حمراء حول آبار لايسبر غورها
هنا الأيام البديعة تعكس معالمها الباسمة
والأزهار الهائلة تفقدُ أحلى أوراقها...

12 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
مختارات شعرية (3) للشاعرة الفنلندية/ إديث سوديرجران    كن أول من يقيّم

       العروس
ضيُّقٌ مداري وحلقة أفكاري
تدورُ حول إصبعي.
ثمّةَ شيءٌ متّقِدٌّ في عمق كل الأشياء الغريبة من حولي،
مثل الأريج الواهن في السوسن.
ألف تفاحة تتدلى في بستان أبي،
مستديرةٌ وناضجةٌ في ذاتها،
وحياتي الغامضة غدَت أيضاً،
مُشكّلة ومُدوّرة، وممتلئة، ومستوية، وسهلة.
مداري ضيُّقٌ، وحلقة أفكاري
نحو جميع الرياح الأربع
ما من طائرٍ ضالٍ يحطُّ في زاوية ملاذي،
ما من سنونو أسود يجلب الأشتياق،
ما من نورسٍِ أبيض يُنذر بالعاصفة...
في ظل الصخور، يقف طيشي حذرا،
مستعداً للفرار عند أقل إشارة ودنو وقع خطى.
ناءٍ، وصامت هو، عالمي البهيج.
لي بوّابة جهة الرياح الأربع.
لي بوابة ذهبية جهة الشرق، لعشق لن يجئ،
لي بوابة على النهار، وأخرى على الحزن،
ولي بوابة على الموت، مشرعة هي دوماً
.
 
           الفجر الباكر
بعض من النجوم المتبقية، تخفتُ.
إني أراها عبر نافذتي. السماءُ شاحبة،
المرء بالكاد يلمح النهار يبزغ عن بعد.
السكونُ يسُودُ ويغطي البحيرة،
والهمس يكمن بين الشجر.
تنصتُ حديقتي العتيقة شبه غافية
لأنفاس الليل التي تهفهف عبر الطريق.
 
     رغبة
من كل عالمنا المشمس
أتمنى فقط مقعد في حديقة
هناك حيث قطة تتشمس،
هناك كنتُ سأجلس
مع رسالة في صدري،
رسالة قصيرة فريدة.
هكذا يبدو لي حلمي....
               روحي
لا يمكنُ لروحي أن تبوح أو تُميّزَ الحقائق،
يمكنها فقط أن تبكي وتضحك وتلوي يديها،
لا يمكن لروحي أن تتذكر وتُفنّد
لا يمكن لروحي أن تتأمل وتحسم.
حينما كنت طفلة رأيتُ البحر: كان أزرق،
وفي صباي صادفتُ وردة: حمراء كانت.
والآن يجلس بقربي أحد الغرباء: إنّه بلا لون،
لكني لستُ أشدَّ خوفاً منه، من خوف العذراء من التنين.
حمراء وبيضاء، كانت هي العذراء، عندما أقبلَ الفارس،
لكن، لدي سحنات داكنة تحت عيني.
 
             أسود أو أبيض
الأنهارُ تجري تحت الجسور،
الأزهارُ تُورِقُ على الطرُقات،
حفيف الغابات يفترشُ الأرضَ.
ليس ثمّة ما هو أعلى أو أدنى بالنسبة لي،
أسود أو أبيض،
منذُ رأيت إمرأة بفستانها الأبيض
بين أحضان حبيبي.
 
          في الغابات الفسيحة
في الغابات الفسيحة، مشيتُ طويلاً شاردة،
أبحثُ عن حكاياتٍ سمِعْتُها في طفولتي.
عبر الجبال الشاهقة، مشيت طويلاً شاردة،
أبحثُ عن قصور الأحلام، التي شيدها شبابي.
في حديقة حبيبي، لم أمضِ شاردة.
كان هناك الوقواق المرحُ، أشواقي تاقت إليه
.
 
        بحيرة الغابة
كنتُ لوحدي على الشاطئ المشمس
لبحيرة الغابة الشاحبة الزرقة،
هامت في السماء سحابة وحيدة،
وفي الماء جزيرة وحيدة،
وحلاوة الصيف الناضج تقطرُ
كاللآلئ من كل شجرة
وفي قلبي المشرع
كانت تنز قطرةٌ مرهفةٌ.

12 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
غرباء00000!! للشاعر الفلسطينى / سميح القاسم    كن أول من يقيّم

 
 
 
 
 
              
و بكينا.. يوم غنّى الآخرون
و لجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
و لأنّا ضعفاء
و لأنّا غرباء
نحن نبكي و نصلي
يوم يلهو و يغنّي الآخرون
***
و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
و بقينا غرباء
و بكينا يوم غنى الآخرون
***
سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين
ثم عاد الآخرون
و رحلنا.. يوم عاد الآخرون
فإلى أين?.. و حتامَ سنبقى تائهين
و سنبقى غرباء ?!

13 - ديسمبر - 2006
أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ?
شدو البلبل المحزون0000مهداة لأستاذتنا / ضياء    كن أول من يقيّم

          عطشى إليك
 
عطشى إليك يطاردنى فى الليالى الجائعة 0
يد مرتعدة حمراء تصعد حتى تبلغ حياتك 0
عطش نشوان ، عطش مجنون ،
عطش الغابة يجتاحها الجفاف
عطش المعدن المتوهج
عطش الجذورالنهمة 0
حتام أنتظرك إذن
فى الأصائل ، حين لا تتجه عيناك
مرتحلة فى تجاه عينىَ  ?
 
إنك مليئة بكل الظلال التى تترصدنى
تتبعيننى كما تتبع الكواكب الليل 0
لقد ولدتنى أمى مليئا بالأسئلة الصعبة
وأجبتنى عنها كلها
أنت مليئة بالأصوات
أنت المرساة البيضاء
التى تسقط فوق البحر الذى  نعبره 0
فلتكن هناك أرض لى لا تغطيها آثارك
دونما عينيك المرتحلتين ،فى الليل ،إلى هناك 0
 
ولهذا فأنت العطش
 وكان من واجبى أن أرويه
فكيف لى ألا أحبك
إذا كان حبك من أجل ذاك الإرواء 0
وإذا كان هذا هو الرباط
فكيف لى أن أقطعه 00كيف  ??
 
حتى عظامى عطشى إلى عظامك 0
عطشى إليك ،عطشى إليك0
إكليل غار مرعب وحلو
عطشى إليك يعضنى فى الليالى كالكلب
عيناى عطشى إليك
فلأى شىء كانت عيناك?
روحى مشتعلة بتلك الجمرات التى تحبك
وجسدى حريق متوهج عليه أن يحرق جسدك 0
من العطش 0العطش المتناهى 0
عطشى إليك يبحث عن عطشك ،
 ويفنى فيه
كما تفنى المياه فى النيران 0
 

15 - ديسمبر - 2006
الحرية
فى انتظار التشريف    كن أول من يقيّم

والله العظيم 0000الوز والبط والرومى والفراخ  _ ياأستاذ / يحيى _ فى انتظارك طوال أيام الأسبوع ليلا ونهار ا 0
 
لكن من منا يمتلك الحقيقة ???
 
أتمنى من فيلسوفنا_ أقولها بحب وتقدير_ أن يحدثنا عن مفهوم الوحى
معلوماتى المتواضعة تقول :
(أن جبريل صلى الله عليه وسلم إنما ألقى عليه المعنى ، وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب ، وأن أهل السماء يقرأونه بالعربية ، ثم أنزل بعد ذلك ) الزركشى : البرهان فى علوم القرآن ، الجزء الأول ص330
 
المدعو (أبوزيد ) أ000   صديقى وأنت أيضا   صديقى 0
 
شكرا لأستاذنا شيخ شيوخ الوراق / الحسن 0
وشكرا لأستاذتنا أم الرضا 00نريده شروقا يدوم 0

15 - ديسمبر - 2006
من يقتل الغذامي تقربا لله?
الفهم البشرى للوحى الإلهى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

               الفهم البشرى للوحى الإلهى
 
هناك حقيقة لا مراء فيها ،  أن القرآن الكريم عند الله سبحانه وتعالى فى ملكوته ،ثم تنزل وصيغ فى قوالب اللغة العربية لكى يفهمه البشر (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )الزخرف 3، ويصبح الفهم البشرى المذكور فى عشرات الآيات ،هو الغاية العظمى والحكمة الكبرى للإرسال والتنزيل حتى ينتفع به البشر  فى حياتهم ودنياهم ومعاشهم 0
 
ومن الثابت بصريح النص القرآنى أن إدراك الشريعة لا يمكن أن يتم إلا فى إطار الفهم البشرى للوحى الإلهى، مقاصده وغاياته0  من ثم تنهار الحجج التى تفرق بين التشريع الإلهى والقانون الوضعى  فى الإطار الإسلامى  لأن الوحى لا يمكن أن يصبح تشريعا تطبيقيا وعمليا يؤخذ به إلا عن طريق الفهم البشرى 0
 
وإذا كان الفهم البشرى لمقاصد وغايات الوحى الإلهى لا يتم إلا فى إطاره التاريخى والمنظور المعرفى والتجربة العملية للبشر الذي يتصدون  للفهم وتطبيق الوحى الإلهى  ،فعندما يقرأ المسلم حكما من أحكام القرآن أو السنة ،فإنه لا يعى المعنى من التشريع الإلهى إلا انه كان نتيجة تفاعل بين الوحى الإلهى المطلق والفهم البشرى المحدود فى إطاره التاريخى المعين، وهناك الكثير من الشواهد التى تؤكد ذلك  ، التدرج فى المواريث ، وشرب الخمر ، والزنا 0و 000و000
 
 وأسباب النزول من شرائط الفهم البشرى للوحى الإلهى  وهوعلم شريف لا ينفك مرتبط بالوحى الإلهى ومقاصده وغاياته0
وإذا كان الثابت بداهة  أن فهم المسلمين للمصادر الإلهية للتشريع الإسلامى لابد وأن يختلف باختلاف الزمان والمكان 0 
 
إذن لا يمكن إلا الرضوخ للفهم البشرى لمقاصد وغايات الوحى الإلهى فى التطبيق العملى فى إطاره التاريخى ( المكان والزمان )وحتى ينتفع به البشر فى أمور دنياهم 0
 
 إذا كان الأمر كما سلف تبيانه  ، فمن أين يأتى القول بتقييد الشريعة الإسلامية بفهم المسلمين الأوائل لها الذين عاشوا فى إطار تاريخى يختلف جذريا عن الإطار التاريخى الذى نعيشه اليوم ?????
 
************************************
أخى يحيى  000أنا أحبك 0نعم ، لكننى حر فى إختيار أصدقائى 0 0000 مش كده ولا إيه0000
وفى انتظار تشريفكم مهما طال الوقت00
 
 
 
 

16 - ديسمبر - 2006
من يقتل الغذامي تقربا لله?
الفهم البشرى للوحى الإلهى0000مرة ثانية وأخيرة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

حق الفهم للوحى الإلهى أصبح حكرا على طبقة الصفوة ومرتعا خصبا لتأويلاتهم وتفاسيرهم  0
صاروا كهنوت العصر الحديث والقربان منهم هو الجنة الموعودة 0
 
حق الفهم للوحى الإلهى قاصر على طبقة الصفوة المتطهرين ،وما عداهم أنجاس مناكيد 0
 
لست أدرى سبب هذا التمايز لهؤلاء الأدعياء باحتكار المعرفة ودلالات الوحى الإلهى000لابد أننا _فى مخيلتهم _نتمتع بطفولة فكرية ومراهقة عقلية والوصاية علينا واجبة 000
 
إن إهدار الواقع والإطاحة به والثبات والجمودالفكرى عند لحظة تاريخية معينة والإنسحاب بها لتشمل زمنا مغايرا وأمورا مستجدة ،هو مخالفة صريحة لطبائع الأحداث، فسنة الحياة التغيير 0
 

17 - ديسمبر - 2006
من يقتل الغذامي تقربا لله?
 41  42  43  44  45