البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 40  41  42  43  44 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
(1) هل هي: (في طابةٍ) ؟    كن أول من يقيّم


أرجو من أستاذنا إيضاحا لقصده 
كـأنّهـا فيهِ (1) طابةٌ دَحرَجوهاشيءٌ على الأرضِ كبيرٌ صغيرُ (الوزن في الصدر يشبه وزن بحر المنسرح!)
فهل هذا خطأ في الوزن أم ماذا؟
وشكرا أمير العروض .

20 - أكتوبر - 2009
التجديد الوزني في البحر السريع
لو رأى الرسول (ص) ما رأينا..    كن أول من يقيّم

تحيات طيبات لكل الأساتيذ المشاركين ؛ شاكرا لهم ما أدلوا به من فوائد جمة أفدت منها كثيرا ، من اولها إلى آخرها. ومشاركة مني حضراتهم ، أتقدم بهذه العجالة :
قوله تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلالبيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين..." يتضح منه وجوب ارتداء الملابس المحتشمة وعدم إبداء ما درجت عليه غالبية النساء في الجاهلية من كشف الرؤوس والنحور والصدور ، وهذا الحجاب المتمثل باللباس الساتر يتعلق بجميع النساء ، ولا دليل فيه على وجوب ستر الوجه  . فحلية كشف الوجه والكفين قالت به الأربعة المذاهب على ما طالعنا ، بل قالت به ثلاثة منها والرابع يقال إن له قولان! . 
قوله تعالى : "... وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب..." يتضح منه وجوب وجود ساتر يحجب بين السائل والمسؤول ، وهذا خاص بأمهات المؤمنين عليهن سلام الله ورضوانه ، ومع ذلك فقد قرأنا أن سيدتنا عائشة رضي الله عنها تعرضت لأمر جعلها تخرج من وراء الساتر، وذلك يوم الجمل ، وكذلك صفية رضي الله عنها يوم أن حوصر سيدنا عثمان ذي النورين وقتل.
البيئة الدينية التي نعيش فيها لها كبير الأثر في اتباعنا لفهم دون آخر . فالبلاد التي يفتي أكثرية العلماء فيها بوجوب ستر الوجه نجد غالب نسائها متنقبات ومنتصرات لفتوى علماء بلادهن ، والبلاد التي علماؤها يفتون بحلية كشف الوجه نجد أغلبية النساء فيها سافرات الوجوه .
بقي القول : إن أمر الربط بين النصوص القرءانية وبين الأوضاع التي نزلت فيها تلك النصوص يبقى أمرا هاما يفيدنا في كيفية تناولها وفهم ما تعنيه ، وهذا يتطلب دراسة واعية للتاريخ الإسلامي ، ماضيه وحاضره ، في مختلف نواحيه .وأقول هذا بعد ان طالعت الحديث الشريف :
" ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحدٌ من الغلس . وقالت : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها " . وقد روى نحو هذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . " .
ترى ماذا عنت السيدة عائشة والسيد عبد الله بن مسعود بقوليهما ؟ وماذا فعلت النساء حينها حتى قالا ما قالاه وهن في عهد ألصق بعهد النبي صلى الله عليه وسلم من غيره من العهود؟
 اللهم اهدنا سواء السبيل
 

1 - نوفمبر - 2009
الحجاب عادة أم عبادة؟؟؟
النقاب والافتتان    كن أول من يقيّم

تحية طيبة،
وغطاء الوجه كان على أشكال ، وقد عرفته نساء العرب قبل الإسلام . ففي " لسان العرب " نجد ما يلي :
وصص
وَصْوَصَت الجارية إذا لم يُرَ مِنْ قِناعها إِلا عيناها. أَبو زيد: النِّقاب على مارِنِ الأَنف والتَّرْصِيصُ لا يرى إِلا عيناها، وتميم تقول: هو التَّوْصِيصُ، بالواو، وقد رَصَّصت ووَصَّصت تَوْصِيصاً. قال الفراء: إذا أَدنت المرأَةُ نقابَها إِلى عينيها فتلك الوَصْوَصة، قال الجوهري: التَّوْصِيصُ في الانْتِقاب مثل التَّرْصِيص. والوَصْواصُ: البُرْقُعُ الصغير؛ قال المُثَقِّب العَبْدِي *:
ظَهَرْنَ بكِلَّة وسَدَلْنَ رَقْماً،         وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ لِلْعُيونِ
وروي:
أَرَيْنَ محاسِناً وكَنَنَّ أُخْرَى
وأَنشد ابن بري لشاعر:
يا ليتها قد لَبِسَت وَصْواصا
وبُرْقُعٌ وَصْواصٌ: ضَيّقٌ. والوَصائصُ: مضايقُ مخارج عيني البرقع.
 
وفي " الصحاح" :
وصوص
الوَصْوَصُ: ثقبٌ في السِتر ونحوه على مقدار العين يُنْظَرُ منه. والوَصْواصُ: البُرقعُ الصغيرُ.
قال المُثَقٍّبُ العبديُّ:
أَرَيْنَ مَحاسِناً وكَنَنَّ أُخْرى         وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعيونِ
وفي" جمهرة اللغة " :
وصوص
الوَصْوَصَة، وهو أن يصغِّر الرجلُ عينَه ليستثبت النظر وينظر من خلل أجفانه. ومنه سُمَي البُرْقُع الصغير العين وَصْواصاً. قال الشاعر:
غَنِينا بمَنْجول البراقع حِقْبَة         فما بالُ دهر غالَنا بالوَصاوِص
يقول إنه كان يتحدث في شبابه إلى جوارٍ شَواب يَنْجُلْن أعين براقعهن لتبدو محاسنُهن، فلما أسنَ صار يتحدَّث إلى عجائز يُوَصْوِصْنَ براقعَهنّ ليخفى تغضن وجوههنّ.
وفي رسائل الجاحظ :
فلم يزل الرِّجال يتحدثون مع النساء، في الجاهلية والإسلام، حتَّى ضُرب الحجاب على أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم خاصَّة.
ثم كانت الشرائف من النساء يقعدن للرِّجال للحديث، ولم يكن النظر من بعضهم إلى بعض عاراً في الجاهلية، ولا حراماً في الإسلام.أهـ
 
وفي كتاب : المرأة في جاهليتها وإسلامها لعبد الله عفيفي الباجوري** :
ذلك ربما اختمرت المرأة حتى إذا التقت بالجبان في طريقها كشفت عن وجهها إزراء به، وإيماء له بأنه ليس بالذي يحتشم منه. وقد حدثوا عن نساء بني الحارث ابن كعب أنهن لم يكنّ يُقَنَّعْن دون جبنائهن. وذلك الذي عناه الحارث بن حلَّزَةَ الْيَشْكُرِيُ في قوله:
عيشي بجَدٍّ لا يضرْ         كِ النَّوكُ ما أوتيت جدَّا
وضعي قناعك إن رأيـ         ـت الدهر قد أفنى مَعَدَّا
يقول إذا ذهب بمعد فضعي قناعك فليس هناك عظيم يأخذك الحياء منه كل ذلك شأن الحجاب في أمم العرب الطارئة وهم بنو إسماعيل وحَفَدَةُ قحطان الذين خلفوا على جزيرة العرب بعد أن عصف الدهر بأهلها الأولين.
أما الأمم البائدة - وهن عاد وثمود وطْسم وجَديس والعمالقة وأُخر غيرهن لا يعلمهن إلا الله – فلم يكن الحجاب معروفاً عندهن بل لقد تبرج النساء في تلكم الأيام تبرجاً أخذه الله عليهم فنهى المسلمين عن مثله في قوله تبارك أسمه: (ولا تَبرَّجْنَ تَبُّرجَ الجَاهِليَّةِ الأولى) وفي تفسير هذه الآية الكريمة يقول النيسابوري: كانت المرأة تلبس درعاً من اللؤلؤ فتمشي به وسط الطريق بين الرجال وفي كل ذلك ما ينبئنا أن طرح النقاب في تلك الحقب المتناكرة لم يكن مرجعه إلى بساطة البداوة وصفاء الملكات بل كان سبيله ما هم فيه من نعومة العيش وصفو الحياة.
على أننا لا زال نثَني القول ونكرره بأن حجاب المرأة العربية وسفورها لم يكونا في شيْ من خُلقها ولا شرفها فقد تسفر الفتاة ترفعاً وكبرياء، وتحتجب اجتنابا للريب ودفعاً لسوآت الظنون. ومن ذلك ما كان يفعل الفواجر إذا مررن بديار الحرائر. فقد كن يرخين القناع حتى يسترن عامة وجوههن. وفي مثل ذلك يقول الحارث بن كعب في وصيته يابَنَّيِ! قد أتت على ستون ومائة سنة ما صافحت يميني يمين غادر ولا قنعت نفسي بخَلَّةِ فاجر ولا صبوت بابنة عم ولا كنة، ولا طرحت عندي مومسة قناعتها.
وكما كان الحجاب في نظامه وسُنته كذلك كان مختلفاً في شكله وهيئته. فهنالك الخمار والقناع والبرقع والنصيف واللثام واللفام وأشباهها.
فأما الخمار والقناع فقريب بعضهما من بعض وكلاهما شُقَّة توضع على الرأس ثم تلاث على جزء من الوجه. ويظهر أن أصل كونهما على الرأس ثم تسدل المرأة شيئاً منها على جزء من الوجه إذا أحوجها ذلك. وشاهد ذلك قول البحتري يصف امرأة اضطرها فأرخت قناعها عَلى فمها.
عَجِلت إلى فضل القناع فآثرت         عَذَباته بمواضع التقبيل
وأما البرقع فغطاءُ سائر الوجه أو بعضه وله عينان نجلاوان على عيني المرأة وثقوب أخرى يظهر منها شيء من وجهها. ويسمى ذا الثقوب الضيقة بالوصْواص. ويغلب أن يكون ذلك للإماء. أما ذو الثقوب المنفسخة فهو المَنجول كأن عيونه عيون الحسان النجل وفي ذلك يقول الشاعر:
لهونا بمنجول البراقع حِقبه         فما بال دهر لزَّنا بالوصاوص
وأما النصيف فثوب رقيق ] تتجلل  [به المرأة فوق ثيابها، وربما قُنعت ببعضه. وإنما سمى بالنصيف لأنه نصَف بين الناس وبينها! فهو يحجز أبصارهم عنها. وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الحور العين: "ولنصيف إحداهن عنها خير من الدنيا وما فيها" ويقول النابغة في وصف المتجردة امرأة النعمان بن المنذر
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه         فتلقفته واتقتنا باليد
أما اللثام والنقاب فكلاهما قناع الوجه من طرف الأنف إلى ما دونه فإن نزل إلى الفم فهو اللفام.أ.هـ
 كلمة أراها لا بد منها عندي ، وهي تتعلق بالفتنة:
الخشية من الفتنة أمر محمود ؛ إلا أنه ربما يزيد عن حده لدى بعضنا ، وذلك حرصا منهم على سلامة تدينهم وتقواهم ، خاصة من هم في سن الشباب . ولكننا يجوزلنا ان نحتج بالخشية من الفتنة لدرجة تحول بيننا وبين القيام بواجباتنا حتى تصل حالنا ، لا سمح الله، إلى ما يقرب من حال الجد بن قيس الذي احتج بالخشية من الافتتان بالنساء الروميات وتخلف عن الجهاد في سبيل الله. قال تعالى : " ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين" .
ويا من ترى في وجه امراة حسناء فتنة ، وفي باطن قدميها فتنة ، وفي كفيها فتنة ، وفي صوتها فتنة ( حتى في تلاوة كتاب الله) ، فلا بد  انك ترى في عينيها النجلاوين تومضان من وراء نقاب فتنة أكبر وقعا ، بل وإن اظهرت عينا واحدة تجعلك تشتهي أن ترى العين الأخرى . وابعد من ذلك.. ما الذي يمنعك من الافتتان بامرأة غير جميلة الوجه على الإطلاق ومسنة ما دمت تفتتن إلى هذا الحد من الافتتان؟! وما الذي يمنعك من الافتتان بفتاة لا يظهر منها إلا ملابسها السوداء الخارجية فقط؟ ما الحل إذن؟ هل نصنع للمراة طاقية الإخفاء كي نحميك من الافتتان؟! وماذا انت فاعل في جاهلية هي كالأولى او اشد جهلا  وهي ما نعيشه في حياتنا المعاصرة هذه ؛ في وسائل الإعلام المتعددة؟
 إن الذي يحول بينك وبين الافتتان المذموم هو صدق دينك وإخلاصك في تقوى الله وطاعته ، ولا تجعل الدين يسير وفقا لهواك ورأيك وافتتانك.
وبعد،
إن تغفر اللهم تغفر جما واي عبد لك لا ألما!فاللهم غفرانك .
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (ت 36ق.هـ): الموسوعة الشعرية / الإصدار الثالث .** مكتبة موسوعة الشعر العربي www.arpoetry.com
  
 

7 - نوفمبر - 2009
الحجاب عادة أم عبادة؟؟؟
أرجو المعذرة    كن أول من يقيّم

"ولكننا يجوزلنا ان نحتج بالخشية ..." سقطت منها " لا " سهوا حين الكتابة .والصحيح : " ولكننا لا يجوز لنا..." ، وشتان ما بين معنى الجملتين !

7 - نوفمبر - 2009
الحجاب عادة أم عبادة؟؟؟
فائدة    كن أول من يقيّم

والافتتان يمكن ان ينبع من التصور والخيال دون ان ننظر إلى امراة متبرجة ، أو محجبة ، او لا ننظر . ومن الأدب الكبير لابن المقفع ، نشرة الوراق ، أقتطف ما يلي :
حاذر الغرام بالنساء
اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء.
ومن البلاء على المغرمِ بهن أنهُ لا ينفكّ يأجمُ (1) ما عندهُ وتطمحُ عيناهُ إلى ما ليسَ عندهُ منهن.إنما النساء أشباهٌ. وما يتزينُ في العيونِ والقلوبِ من فضلِ مجهولاتهن على معروفاتهن باطلٌ وخدعةٌ. بل كثيرٌ مما يرغبِ عنهُ الراغبُ مما عندهُ أفضلُ مما تتوقُ إليهِ نفسهُ منهن. وإنما المرتغبُ عما في رحلهِ منهن إلى ما في رحالٍ الناسِ كالمرتغبِ عن طعامِ بيتهِ إلى ما في بيوتٍ الناسِ: بل النساءُ بالنساء أشبهُ من الطعامِ بالطعامِ، وما في رحالٍ الناسِ من الأطعمةِ أشد تفاضلاً وتفاوتاً مما في رحالهم من النساء.
ومن العجبِ أن الرجلُ الذي لا بأس بليةٍ ]بلبه[ ورأيهِ يرى المرأةَ من بعيدٍ متلفقةً ]متلفعة[ في ثيابها، فيصور لها في قلبهِ الحسن والجمالَ حتى تعلقَ بها نفسهُ من غير رؤيةٍ ولا خبرِ مخبر، ثم لعلهُ يهجمُ منها على أقبحِ القبحِ وأدم الدمامةِ، فلا يعظهُ ذلكَ ولا يقطعهُ عن أمثالها. ولا يزالُ مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبقَ في الأرضِ غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظن أن لها شأناً غير شأنِ ما ذاقَ. وهذا هو الحمقُ والشقاء والسفهُ.
ومن لم يحمِ نفسهُ ويظلفها ويحلئها (2)عن الطعامِ والشرابِ والنساء في بعض ساعاتِ شهوتهِ وقدرتهِ، كانَ أيسرَ ما يُصيبهُ من وبالِ ذلكَ انقطاعُ تلكَ اللذاتِ عنهُ بخمودٍ نارِ شهوتهِ وضعفِ حواملِ جسدهِ. قل من تجدهُ إلا مخادعاً لنفسهِ في أمرِ جسدهِ عند الطعامِ والشرابِ والحمية والدواء، وفي أمرِ مروءتهِ عندَ الأهواء والشهواتِ، وفي أمرٍ دينهِ عندَ الريبةِ والشبهةِ والطمعِ.أ.هـ
 
ترى كم في كلام ابن المقفع من الحق؟ يبدو لي أن كل ما قاله ابن المقفع في هذا الباب حق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أجم الطعامَ كرهه من المداومة عليه ،  وأجِمَ النساء كذلك أي كرههن
(2) يظلفها : يمنعها عما لا خير فيه. ويحلـِئـُها : يصدها ويمنعها.
 
 

8 - نوفمبر - 2009
الحجاب عادة أم عبادة؟؟؟
كرة القدم وإلهاء الشعوب    كن أول من يقيّم

فهل وصلنا -نحن عرب الألفية الثالثة- إلى هذه الحالة التي أشار إليها رسولنا الخاتم، صلى الله عليه وسلم؟
 
أجمل تحية لأخينا وأستاذنا ، د.صبري أبو حسين ، وبارك الله مسعاه ، وشكرا له على موضوعه المفيد ، والذي فتح لدي أبوابا عديدة من الفكر ؛ لذا فلن أجيب على قدر السؤال وحسب :
لو أننا سألنا الملايين  من عشاق لعبة كرة القدم إن كانوا يرونها مما نحقر من الأعمال، فهل تراهم يجيبون بالإيجاب؟! أغلب الظن أنهم سوف يرتقون بهذه اللعبة إلى مصاف الأعمال الجليلة ؛ متناسين مضارها أو متجاهلين ما ينتج لدينا منها من مساوئ . ومن بين هؤلاء مسئولون كبار من رؤساء دول ورؤساء وزراء ومن دونهم ، والذين عادة ما يرعون هذه اللعبة عندما تجرى في بلدانهم .
إن الاحتفاء بلعبة كرة القدم إلى هذا الحد العجيب، وعلى أعلى المستويات من الاحتفاء، لهو مظهر واحد من بين مظاهر لا تحصى من اللهو غير الموجه لصالح مسيرة الأجيال المتعاقبة التي من المفترض أن يكون سيرها في السبيل التي تنهض بها نحو مستقبل زاهر . فهناك من الألعاب غير لعبة الكرة ما يحظى باهتمام الشباب لدرجة إهمال واجباتهم الحقيقية ، كانتشار اللعب بالموبايلات وما تحفل به من برامج ضارة ، والعاب الكومبيوتر ، والأفلام السينمائية التجارية المسفة والتي تشجع على ارتكاب الجرائم ، والمسلسلات الرديئة ، واللعب بالمراسلات عبر البرد الإلكترونية ، والمحادثات العبثية عبر الماسنجرات ، إلى غير هذه الألعاب التي وجد الشيطان له فيها مراحا لم يكن ليحلم به في سالف الأيام .
ومن الملاحظ أن غالب الأمم والشعوب التي تهتم برياضة كرة القدم اهتماما بالغا تكون قضاياها السياسية والاقتصادية بالغة التعقيد والخطورة ويصعب عليها حلها ؛ فتركبها المشاكل والهموم ، فتلجأ إلى دفن همومها في هذه اللعبة لتعزي نفسها عما هي فيه . ويقال إن الانكليز هم من اخترعوا هذه اللعبة حين كانوا في ذروة أمجادهم وبذخهم وفراغ رؤوسهم من همّ كونهم الآن قد تراجعوا عن تصدر الأمم ، أما اليوم ، فهم ليسوا في رأس قائمة الأمم ذات الشهرة في هذه الرياضة الكروية ، وكذلك الأمريكان ، وكذلك اليهود الذين امتلكوا الطاقة النووية من زمان . أما الشعوب  التي مشاكلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أكبر من أن تحصى ، فنجدها على رأس قائمة المبدعين في مجال لعب الكرة ، مثل البرازيل والأرجنتين ، وكذلك بعض الشعوب العربية الفاشلة سياسيا وعسكريا رغم أن الأموال لا تنقصها ، وقس عليها شعوبا إفريقية وآسيوية أخرى .
لقد كان الأحرى بنا ، نحن العرب والمسلمين، أن نتصدى لما يعترينا من نكوص عن اللحاق بركب التقدم العلمي والاقتصادي، وبالتالي العسكري، قبل أن نحاول أن نكون بارعين في لعب كرة القدم ولو كلفنا ذلك مهما كلفنا .
ومن العجيب أن الشعوب المحتلة من قبل الأجانب نراها تجتهد أيما اجتهاد في تحصيل نجاح ولو كان ضئيلا على صعيد الرياضة الكروية . فهذه فلسطين وهذه العراق رغم ما حل ويحل بهما من مصائب نراهما تعنيان بكرة القدم عناية ظاهرة . فحين كان الإنكليز منتدبين على فلسطين ، وكانت فلسطين تموج بالأحداث الخطيرة كهجرة اليهود إليها من اجل اغتصابها ، وقيام ثورة القسام واستمرارها إلى ما بعد استشهاده ، بزغ مع ذلك نجم الفلسطينيين الكروي حينذاك لدرجة أن شاركوا بالتصفيات على كأس العالم! والفلسطينيون الآن ، وهم يعانون ما يعانون ، في غزة والضفة والشتات ، نراهم يولون لعبة الكرة هذه عنايتهم .
أليس واضحا إذن سعي الأنظمة الدولية القوية ومن يتبعها من أنظمة تسير في ركابها إلى إلهاء الشعوب عن مصالحها وعن محاولة حل مشكلاتها بمخدرات قوية الأثر ، وأقوى ما فيها مخدر لعبة كرة القدم ، التي تتخذ مظهرا رياضيا حضاريا خادعا !
يتبع

18 - نوفمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
إيقاع العداوة والبغضاء    كن أول من يقيّم

قبيل إدماج مشاركتي الأولى لم اكن منتبها أن دكتور صبري قد أضاف مشاركات أخرى ، وقد أبقيت مشاركاتي على حالها .
 
وإيقاع العداوة والبغضاء وقتل الأنفس بين أهل الوطن الواحد أولا ، وبين الأشقاء ثانيا ( مثل مصر والجزائر) بسبب هذه اللعبة لهو إيقاع واضح كل الوضوح ، بل إن من شبابنا العربي من يتعصب لفريق كرة قدم أجنبي ضد فريق أجنبي آخر لدرجة أن يعادي الواحد منهم أخاه في سبيل إشباع شهوة تعصبه لهذه اللعبة التي صارت الأندية الكروية تحصل من ورائها على مبالغ مالية تفوق الحصر . فالنادي يبيع اللاعب لناد آخر بعشرات الملايين من الدولارات أو اليوروهات كما هو معلوم، واللاعب يعرض نفسه للبيع إلى أندية أكبر همها الفوز ولو كان اللاعب المشترى من غير شعبها أو جنسها . أليس هذا عجيبا !! هي تجارة رابحة إذن ؛ ولكن هذا الربح في معظمه يكون على حساب فراغ جيوب أبناء الشعوب المتأخرة عن ركب التقدم من المال ، وفراغ نفوسهم من العزم على السعي إلى التحضر والرقي . أما القلة من الناس الذين ينظرون إلى هذه اللعبة نظرة رياضية خالصة، تخلو من المغالاة والتعصب والمتاجرة، فليس في أيديهم ضبط شؤونها على ما يبدو .
 
يتبع

18 - نوفمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
الفتوى الشرعية وكرة القدم    كن أول من يقيّم

 
غالب الفتاوى تتمحور حول كشف الفخذ ( وفي كشف الفخذ خلاف يتراوح بين التحريم والتحليل) لدى اللاعبين ، وأن اللعب ربما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويمكن ان يسبب النزاع بين الناس، فإذا انتفى كشف الفخذ والصد عن الصلاة وانتفى النزاع والشقاق أجازت الفتاوي اللعب بالكرة . أما التطرق إلى المساويء العديدة الناتجة من اتخاذنا هذه اللعبة بالشكل الذي هي عليه لتحقيق الأهداف التي يسعى لها مروجوها على المستوى العالمي من صد الشعوب عن القيام بواجباتها، كالسعي إلى تقدمها وازدهارها وتحريرها من مخالب الدول الاستعمارية، فلم أجد من الفتاوى من تعبأ بها . وحينما نجد بعض الدعاة والوعاظ يتحمسون لهذه اللعبة تحمسا شديدا ، بل وإن منهم من يمارسها ويشجع الشباب على ممارستها بحجة أن الرياضة تقوي الأجسام وتروح عن النفوس المكدودة ، نرى الشباب المتدين وقد اقبل عليها إقبالا عظيما ، مع العلم أن المباريات الرياضية منها ما يتم خلال أوقات الصلاة ، ويستبعد أداء الصلاة لوقتها بسبب اللعب . فالفتوى والحال هذه تشبه قول من يقول لك : يجوز لك الغطس في الماء شريطة أن لا تبتل ملابسك .
المفتي إذن يفتي بما يراه حقا وصوابا بما يتعلق بظواهر المشكلة الكروية أكثر من بواطنها، مع أن تلك الظواهر لا علاقة وثيقة لها بما يحدث من جراء هذه اللعبة بمجرياتها العالمية من مضار جسيمة .
يتبع 

18 - نوفمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
أين يكمن الحل    كن أول من يقيّم

 
لا يمكن للنهي وحده عن اقتراف المضارّ، والصادر من علماء الوعظ والإرشاد الديني ، ولا للتوعية الفردية لأفراد الشعوب أن تؤتي أكلها كما نرغب ونشتهي . فالأمر أبعد من ذلك بكثير . إننا شعوب مهزومة ثقافيا وعسكريا ، ولسنا نحن الذين نؤثر في اتجاه سير أبنائنا وبناتنا وأحفادنا في حاضرهم وفي مستقبلهم؛ وإنما الأقوياء هم الذين يؤثرون . فما دام الضعف بأنواعه يحل لدينا مرحبا به ، وما دامت حرية القول مغيبة ومسلوبة ، والصدق في الأعمال وخلوصها من المصالح الفردية معدوما على المستوى الجماعي ؛ فلا تضحية ولا إيثار ، ولا نبذ للعصبية المقيتة ، دينية أو اجتماعية ، إلا بالكلام الفارغ من المضمون الفعال ، ولا ارتقاء بمستويات العلم والتعلم إلى ما يجب ان تكون عليه ، فهل ننتظر تغييرا إلى الأفضل؟! الإجابة عندي عكس ذلك تماما . فالدين الحنيف نفسه إن اتخذناه فقط كتاريخ مجيد نفخر به ، فلا يمكن للمنشئين من أولادنا الاقتناع بصلاحيته لحاضرنا رغم تمسكهم به تمسكا عاطفيا ووراثيا كدين من الله تعالى اتبعه آباؤنا قبلنا ، ذلك أن تطبيق الدين على المستوى الجماعي غير متحقق على صعيد الواقع مهما اتخذنا من المظاهر الدينية التعبدية دليلا على تديننا . والفتاوى ، ولو كانت على أعلى المستويات الوظيفية الدينية ، لن يكون لها ذلك التأثير الملموس إن ظلت كلاما في كلام ، فأين يكمن الحل إذن!
إن الحل يكمن في حرية الفكر ، فهي التي يجب ان تكون لها الصدارة . ومع حرية الفكر الحث على التعلم والتعليم والتوعية .
يتبع

18 - نوفمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
التوعية على ماذا    كن أول من يقيّم

 
التوعية عندي تتمثل بأمر واحد لا غير ، وهي أن يعي الناس أن عليهم تحصيل العلم بكل وسيلة ممكنة توفرها الدولة أو يسعى إليها الفرد بجهوده الخاصة أو تسعى إليها المجامع العلمية بشتى أنواعها ، وكل ذلك تحت إشراف دقيق ومنظم تدعمه وتعززه الدولة . وهذه التوعية أول ما تعنى به هو حث المتعلم على أن يكوّن لنفسه رأيا في الذي يحصله من علم . ورأيه يمكن أن يكون متفقا مع ما يتعلمه أو يمكن أن يكون مخالفا له ، أو بين بين ، دون أن يكون لأحد السلطة على ذلك الرأي بالتغيير أو بالتبديل دون اقتناع من صاحبه . أما أن يكون المتعلم مقلدا غيره تقليدا أعمى يدفعه إلى ذلك الجهل والتعصب ، أو القهر والتسلط الفكري ، فهذه من كبريات المصائب الثقافية التي ابتلي بها كثيرون من بيننا ، وهي سبب رئيسي لما وقعنا فيه من تخلف لا يخفى ضرره البالغ على احد . إن التعليم الحقيقي المفيد هو ذلك التعليم الذي يعنى أكثر ما يعنى بتعويد المتعلم على البحث والتنقيب ، والمقارنة والموازنة ، واستخلاص الفوائد والعبر ، ثم الاستدلال على السبل السليمة التي يجب السير فيها لمصلحة الأمة في كل ناحية من نواحي مصالحها .
وعليّ أن أفرق بين التقليد والاتباع . فمن يتبع فهما لغيره وهو على بصيرة من ذلك الاتباع لا يعتبر مقلدا . المهم أن يكون لكل منا رأيه النابع من معين قناعاته والمبني على سعة الاطلاع وعلى حسن استخدام العقل مع البعد عن الهوى بعدا كاملا . هذا الرأي الحر هو وحده ، بعون من الله تعالى ، هو الذي يصل بنا إلى سبيل النهوض والتقدم نحو الأفضل ، وهو الذي يجعلنا نطمئن إلى أن اولادنا سوف يعتمد عليهم في التمييز بين النافع والضار .
يتبع

18 - نوفمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
 40  41  42  43  44