إنا لله وإنا إليه راجعون كن أول من يقيّم
تتبعت هنا محاورة ماتعة ، ببالغ الاهتمام والعناية ، ووجدت ذاكرتي تسبح في بحر من الأعوام التي شهدتُ خلالها بعض هذه المحاولات التي قالوا عن هدفها : التيسير ، التجديد ، التبسيط ولما أتيت إلى منتهى القول الدال على نتائج المناقشة ، ذرفت دمعة حزن على ما وصل إليه مستوى اللغة المقروءة والمسموعة من انهيار ، وقلت : كانت الشكوى من صعوبة درس اللغة ، ولغة المجتمع تتمتع بقدر من الحياة ، فكنا نسعى إلى التيسير و...و... واليوم ماتت لغة المجتمع وصرنا في حاجة إلى قدر من الحياة . فإنا لله وإنا إليه راجعون . إن مشكلة اليوم تختلف كثيرا عن مشكلة الأمس ؛ مشكلة اليوم صورتها أبشع فاللغة التي سميتها لغة المجتمع كنت أعني بها : - لغة الإذاعة المسموعة والمرئية بجميع فروعها - لغة الدرس النحوي في مراكز التعليم - لغة المناقشة بين المتخصصين في المجال اللغوي وجميعها مغموسة في اللحن وضياع المخارج وقلة الرصيد اللغوي ، وأذكر أن إحدى القنوات الفضائية عرضت ندوة حول مشكلة الضعف اللغوي ، شارك فيها كبار أساتذة اللغة العربية بالجامعات ، وفي الندوة بعض أعضاء مجمع اللغة العربية في أحد الأقطار ، فكان الأمر المؤسف أن كل حواراتهم كانت بالعامية ، وتتفلت على ألسنتهم بعض العبارات الذاهبة الإعراب . وشهدت مناقشات رسائل ماجستير ودكتوراه في العربية دار أكثرها بالعامية ، وندرت الأغنية التي تنعم بألفاظ قويمة ، ونشهد خطب الجمعة في بلدان عربية متعددة ولا تخلو خطبة من لحن يتكرر ، فالأمر فوق ما نتصور وقد اتسع الخرق على الراقع . والحل المقترح : تلقين الناشئة نماذج مشروحة من الكلام البليغ : ( القرآن الكريم - الحديث النبوي - الشعر - الأمثال - الخطب ,,,,, ) ، وتأجيل الدرس النحوي إلى أن تتنبه السليقة , ثم البدء بتعليم القواعد الوظيفية التي بها يُؤَدَّى الكلام صحيحا ، وعدم تمزيقها على سنوات الدراسة . وفي المراحلة التالية تدرس هذه القواعد بشيء من التوسع ، وهكذا حتى مرحلة التخصص . والسؤال الأهم هنا ؛ مَن هذا المعلم الذي سيتولى هذه المهمة ؟ إنها مأساة أمة . |