البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 40  41  42  43  44 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تحية خاصة..    كن أول من يقيّم

أشكرك أستاذي زهير على الهدايا / المرايا التي أهديتني إياها هناك في "الأغاني"
وإليك وإلى الأستاذة ضياء هذه الباقةالشعرية الخليجية مع أطيب الأماني.......
وسلام عليكما سلام الورود ، من ابن الأكوح سفير الورد "المقال".
 
**********************************************************

29 - نوفمبر - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
آفاق ما بعد الحداثة، أم ما قبل الحداثة ؟!    كن أول من يقيّم

[تعقيب على مداخلة للدكتور عبدالله الغذامي].*
                                                             نجيب العوفي
 
الدكتور عبدالله محمد الغذامي، صاحب هذه المداخلة الشائقة والشائكة في آن، صوت طليعي ومتمرس، حملته إلينا ريح الصبا من قلب البلاد العربية، فيما يشبه المفاجأة السارة، ليشد أسماعنا إلى شدوه الأدبي والنقدي،   واجتهاده النظري والمنهجي في مجال تشريح النصوص وفقهها، منذ كتابه المتميز (الخطيئة والتكفير) إلى كتابه الأخير لا الآخـر (ثقافة الأسئلة)، مرورا بجملة تآليفه الأخر ودراساته الدورية المبثوثة هنا وهناك. هو صوت يجمع بين الثقافة  العربية الأصيلة التي نـهل من معينها القراح دون أن ينكفئ عليها، والثقافة الغربية الحديثة التي خاض غمارها دون أن ينجرف في تيارهـا أو يقع في إسارها. أي يجمع بين حد الأصالة وحد المعاصرة في توليفة سوية وبـهية، مجسدا بذلك نموذج المثقف العربي المتفتح الذي يشرع نوافذه للرياح اللواقح،  دون أن يقتلع من مكانه أو يغيب عن زمانه، حسـب المقولة الغاندية الأثيرة لدى الباحث.
هذه شهادة تقديرية وأولية لا مناص من الإفضاء بـها في حق الرجل، دون محاباة أو مَـيْن، وضعا للحق في نصابه واعترافا بالجميل لأصحابه.
ومداخلة الدكتور الغذامي الـمُـمَحْورة على (آفاق ما بعد الحداثة)، تبدو حافلة بالنقاط الخلافية والبؤر الحساسة والساخنة. وهذا دليل على جراءتـها وخصوبتها وعمـق أسئلتها. وما إِخَالُ الدكتور الغذامي إلا فاسحا صدره للرأي الآخر و"النص المضاد"[1]، وهو الحداثي بامتياز،  والمدافع عن "ثقافة الأسئلة"[2] بمَنْأى من أي تزمت أو تعنت. وفي الاختلاف رحمة كما قيل. كما أن الاختلاف في الرأي، لا يفسد للود قضية، كما قيل أيضا.
والباحث يفتتح مداخلته قائلا :
"ولسوف تكون ورقتي هذه بمثابة الأسئلة حول عنوان الورقة المقترحة، وربما أقول إنني أكتب ضد الورقة وفي مواجهة العنوان".
وبدوري ستكون ورقتي التعقيبية هذه، بمثابة الأسئلة المركبة على الأسئلة أو المرتبة عنها. ولربما قلت أنا أيضا، إنني أكتب ضد الورقة المضادة. فنحن إذن عازفان على الوتر التساؤلي ذاته، معزوفتين مختلفتين، إلى هذا الحد أو ذاك. وليس كالتساؤل والـمُـساءلة، واقْتِداح أَزْنِدَتهما، مدخلا إلى معرفة والإحاطة بالصفة. ولا يشفي غليل السؤال إلا السؤال.
وستكون أسئلتي متدرجة وفق الوتيرة التي سارت عليها أسئلة المداخلة وتنامت عبرها، وذلك من باب حذْو النعل بالنعل أولا، وحفاظا على الخيط المنهجي الناظم ثانيا.
1 ـ انطلاقا من استراتيجية التشريح والتفكيك التي يتبناها الباحث في معظم تحاليله وقراءاته، يعمد بادئ ذي بدء، إلى تفكيك العنـوان المقترح (آفاق النقد الأدبي في دول مجلس التعاون) ومجابـهة سلطته الاصطلاحية والمفهومية . وهو تفكيك يذهب إلى فك الارتباط بين حدي هذا العنوان وفصم العروة النحوية والدلالية التي تشدهما  .  يقول في هذا الصدد :
"إن أول ما سأفعله بهذا العنوان هو استبعاد كلمات (في دول مجلس التعاون) ذلك لأنـها شبه جملة وليست جملة، وكأنما هي شبه حقيقة وليست حقيقة (…) ولذا فإنني سأخلص العنوان من قيد فكري وإيديولوجي ليس له  من معنى سوى كونه سلطة اصطلاحية تفرض نفسها في لحظة غياب الأسئلة".
وهو إذ يخلص العنوان من هذا القيد الفكري والإيديولوجي، حسب تعبيره، يجهز على المرتكز الجغرافي والتاريخي لأشغال هذا الملتقى بضربة لازب،  من حيث أريد له أن يتحدد ويتحيز في الزمان والمكان واللسان، أي (في دول مجلس التعاون) ويقوم ، بدل ذلك، بتعويم وتـهويم آفاق النقد الأدبي في عراء الزمان والمكان واللسان  .  هذا من جهة. ومن جهة ثانية وتالية،  فإن الباحث إذ يخلص العنوان من قيده الفكري والإيديولوجي يقع، من حيث يحتسب أولا يحتسب، في قيد فكري وإيديولوجي آخر ومضمر. لأن نفي "الإيديولوجي" في التحليل الأخير، هو ضرب من الإيديولوجيا، مموه وملـفَّح. وقراءته لمنطوق ومفهوم العنوان، لذلك، ليست "بريئة" أو محايدة، إن لم نقل إنـها "آثمة" و"ماكرة"، بالمعنى الإيديولوجي تحديدا. ومن جهة ثالثة، فإن شبه الجملة التي أسقطها البـاحث من الاعتبار، (في دول مجلس التعاون)،  توقع العبارة الأولى (آفاق النقد الأدبي) في المحذور ذاته،  وتناوح بـها عند حدود شبه الجملة. ولا يكتمل العنوان ويستقيم أوده، إلا بالتئام حديه والتحام شقيه، كما هو منصوص عليه في الورقة المقترحة.
2 ـ بعد مواجهة العنوان وقص أحد جناحيه للاستفراد بالأول (آفاق النقد الأدبي)، يعقد الباحث مواجهة ثانية مع مصطلح (الأدبي) ليحرره من القيود الذهبية التي ارتسف فيها عبر العصور، وينضو عنه تلك الأقماط السميكة التي حاكتها له المؤسسة الثقافية الرسمية، ويطلقه من عنان، ليحاذي ضفافا وهوامش رحيبة وخصيبة كانت تعتبر بعيدة عن الشرعية الأدبية، وكان ينظر إليها، لذلك، بتعال واستخفاف. في حين أن الـهامشي والثانوي أكثر حيوية وفاعلية من المركزي والرسمي. يقول الباحث في هذا الصدد :
"إننا نجنح إلى جعل الأدبي في الجليل والمعلن والمقبول تقليديا، وننسى الحقير والمستور والمهمش وقد يكون ذلك مقبولا لو أنه الجليل هو وحده الفاعل والمؤثر في الناس،   ولكن الأمر يصبح خطـيرا إذا ما اكتشفـنا أن المحتقر لدى المؤسسة الثقافية الرسمية هو الفاعل والمؤثر في جماهير الناس".
ولا مراء في أن الباحث يصدر في هذا الحكم، عن مفهوم حداثي وديمقراطي للأدب، ينفي التفرقة  بين الرفيع والوضعي ويلغي الحواجز الجمركية بين أشكال التعبير وأنماطه، ويهتدي ضمنيا بـهَدْي وطروحات الرومانسية   الألمانية والشكلانية الروسية من جهة، وتنظيرات ومقاربات البنيوية والسيميولوجيا من جهة ثانية. وهي اتجاهات ومنازع عملت سوية على تـهوية وتفضية مفهوم الأدب Littérature والأدبية Littérarité وجعل الأدب، كما قال موريس بلانشو "لا يقبل التفرقة بين الأنواع، ويرمي إلى تحطيم الحدود".[3]  
إلى هنا، نحن متفقون من حيث المبدأ، مع باحثنا الألمعي على أن مفهوم الأدب لم يعد مقصورا وحكرا على الجليل والسامي والرسمي، وأن خارطة نفوذه قد تراحبت واغتنت باللغات والأشكال والأنواع، وانفتحـت على الضفاف والحواف. أي أن مفهوم  حديثا للأدب بدأ يسد مسد المفهوم الكلاسيكي ويفيض عنه.
بيد أن الباحث الكريم، إذ هو يعيد الاعتبار للهامشي وينزع عنه وصمة الصغار والدونية، كان يعلي من شأنه ويرفع من وزنه على حساب الأدب الذي سماه رسميا ونخبويا ومتعاليا. يقول في سياق حجاجه وسجاله :
"… وسيكون الأدبي عندنا اجترارا نخبويا معزولا ومتعاليا تعاليا ادعائيا واهما.
وإن كان للعرب من ديوان في السابق، فلا بد أن صفحات هذا الديوان قد تبدلت وجرى طمس الشعر فيها لتحل محله فنون أخرى مازلنا غافلين عنها، ومنها الأغنية والنكتة، ومنها ممارسات المجتمع  في عاداته وأعرافه وحكاياته وطرائق معاشه في اللباس والتبادلات السلوكية، ومنها وجوه المتعة والتنفيس الجماهيري في الألعاب، خاصة ما هو طاغ منها ومهيمن مثل كرة القدم."
هنا يضعنا الباحث تجاه أحكام قيمة وصفات قادحة تغمز من قناة الأدب الرسمي ـ المكتوب، من قبيل الاجترار النخبوي المعزول والمتعالي تعاليا ادعائيا واهما. وهنا يضعنا أيضا، تجاه مفهوم فضفاض جدا وزَلِق جـدا للأدب، ينفتح به على "امبراطورية العلامات" الشاسعة، حسب تعبير رولان بارت، بما في ذلك معارض الأزياء، وموائد الطعام، وملاعب الكرة..
والأخطر من هذا، هو أن تكتسح هذه المظاهر السلوكية وهذه الفنون الشعبية المشهد الثقافي العربي، فتزيح الشعر عن سدته وهو ديوان العرب والذروة والسنام من إبداعهم الأدبي. لماذا ؟! لأن "صفحات هذا الديوان قد تبدلت وجرى طمس الشعر فيها لتحل محله فنون أخرى مازلنا غافلين عنها".
ولقد تبدلت صفحات هذا الديوان لا محالة، بفعل تعاقب الليل والنهار، لكن جذوة الشعر فيها ما تزال متوهجة ومتجددة، لا يخبو لـها ضرام. ولاشك في أن مفهوما فضفاضا وزلقا للأدب، كالذي يطرحه الباحث، لا بد من أن يفضي إلى ضرب من الخلط والالتباس بين الأدب "الرسمي" والأدب الشعبي، وبين الأدب بمفهومه العام والأدب بمفهومه الخاص.
وفي ثقافات كل الشعوب، القارئة والكاتبة، ثمة حدود مائزة بين الأدبين، وإلا اختلط الحابل بالنابل، واستوى الطالع والنازل. وكأننا بذلك، نستبدل سلطة بأخرى، نزولا عند الشعار المعروف (الجمهور عاوز كده !).
3 ـ تأسيسا على ما سبق وتتويجا له، يعقد الباحث مواجهة ثالثة مع مصطلح (النقد)، في مساق مواجهته التفكيكية للثوابت واليقينيات، لأن "تحرير مصطلح (الأدبي) من شرط الرسمي والجليل والبليغ، سوف يحرر مصطلح النقد أيضا من هذه الشروط القسرية والتقليدية". كيف ذلك ؟!
يقول الباحث "يجب تحرير النقد من الشرط البلاغي الذي يعلي من شأن المكتوب ويقلل من شأن الملفوظ ويقصر الفنيـة على الرسمي ويتعالى على الشعبي، ويكبر من الفردي ويهمل الجماعي".
ويستطرد شارحا وخالصا إلى النتيجة المبتغاة : "فإذا ما تحررت مادة النقد من جهة وأداته من جهة ثانية،  فإن ذلك سوف يكسر الجدود المفروضة ويفتح آفاق النقد على المدى الثقافي والمعرفي، ويضع النقد في حوار متفاعل مع المؤثرات القائمة فعلا في الوجود البشري".
هنا أيضا، يخضع مفهوم (النقد) لعملية تعويم إبيستمولوجية، تفيض به عن تخوم تخصصه وحقله،  لينداح طليقا عبر المدى الثقـافي والمعرفي الرحب،  حيث تتكسر الحدود والأسْيِجة المفروضة وتتفاعل المؤثرات المختلفة في الوجود البشري. ويبحر النقد، من ثم، في أرخبيل متعدد الجزر والاتجاهات.

2 - ديسمبر - 2007
في سبيل النهضة
آفاق ما بعد الحداثة، أم ما قبل الحداثة ؟! "تتمة "    كن أول من يقيّم

وإذ يتحرر الأدبي من شرط الرسمي والجليل والبليغ، يتحرر معه النقدي أيضا وبالنتيجة، من الشرط البلاغي الذي يعلي من شأنه المكتوب. والشرط البلاغي بالضبط، هو الذي يخصص ويميز اللغة الأدبية عما سواها من اللغات،  سواء بمقاييس البلاغة القديمة أم الجديدة،  أي علم الأسلـوب أو الأسلوبية. واللغة الأدبية الفصيحة أو "الرسمية" حد تعبير الباحث، كانـت وما تزال هي موضوع النقد الأدبي ومادة اشتغاله كخطاب واصف أو قول على قول، وإلا لما علقت ولصفت به صفة "الأدبي" بحال.  والتحـرر من الشرط البلاغي والشرط الكتابي في وضع حساس وفسيفسائي كوضعنا، هو في آخر المطاف،  تحرر من شرط اللغة العربية ذاتـها التي من أخص خصائصها البلاغة والشعرية، تجريان منها مجرى النُّـسغ. وهذه اللغة هي مساك الـهوية العربية، وهي طوق نجاتنا المتبقى في خضم هذا اليم الكوني اللُّـجّى الفاغر أشداقه للابتلاع والاقتلاع.
وليس هذا النفث صادرا عن تلك النـزعة المتحجرة الأرثوذوكسية أو الإيديولوجية التي يشجبها الباحث على امتداد كتاباته، بقدر ما هو صادر عن جدل التحدي والاستجـابة،  والالتحام والانقسـام،  والبقاء والفناء. وهذا من قبيل البدهيات والمسلمات،  والثوابت واليقينيات، التي لا يختلف فيها، فيما أظن، اثنان عربيان، ولا يصح في الأفهام شيء، إذا احتاج النهـار إلى دليل.
4 ـ نأتي هذا إلى بيت قصيد المداخلة و"مربط الفرس" فيها، وهي الحداثة وآفاق ما بعد الحداثة، وفق صيغة العنوان.
والدكتور الغذامي، للتذكير، هو أحد فرسان الحداثة البواسل والقلائل، الذين حملوها هما وسؤالا أكثر مما حـملوها يافطـة وشعارا، على امتداد رحلته الأدبية الدؤوب. ومداخلته هذه تنصب في صميم همومـه وشواغله، وتزودنا بجديد من عنده، حول مسالة الحداثة وما بعدها. يقول في هذا الصدد :
"نحن في مرحلة (الـما بعد) : ما بعد الحداثة، ما بعد البنيوية، ما بعد الكولونيالية، ما بعد العصر الصناعي.
وهي مرحلة تكشف عن حالة الانكسار المعرفي، ومن ثم هي (حالة) انتقال وبحث عن إجابات جديدة لأسئلة جديدة وقديمة لم تعد الحداثة كافية للإجابة عنها".
وما سأقوم به هنا بالضبط وبإيجاز، هو (مواجهة طغيان المصطلح)، مصطلح الحداثة، (وذلك بتشريح هذا المتسلط وإغراقه بالأسئلة)، حسب تعبير ومسلك الباحث نفسه.
وأول ما يستدعي التشريح والمساءلة في الفقرة الآنفة، هو هذا الضمير النحوي الجمعي (نحن في مرحلة ما بعد الحداثة). ترى على من يعود وينسحب على وجه التحديد؟ 
نحن هنا إزاء احتمالين :
فإذا كان الباحث يتحدث من موقع المركزية الغربية بقطبيها الأوروبي والأمريكي، والأمر ليس كذلك، فإن ما قاله صحيح تماما. لأن هذه المركزية تعيش فعلا وقولا، ما بعد الحداثة، وما بعد البنيوية، وما بعد الكولونيالية (!)، وما بعد العصر الصناعي. وهي مرحلة تكشف عن حالة الانكسار المعرفي. وخطاب الغرب وواقعه شاهدان على ذلك.
وإذا كان الباحث يتحدث من موقع المحيط العربي الغارق في مشاكل الـهوية والمصير، والأمر كذلك، فإن قول الباحث يبدو مجانفا للواقع، أو على الأقل يحمل هذا الواقع، ما لا يحتمل، ويرى فيه ما لا يمتلك. لأن هذا الواقع، ببساطة، ما يزال يتحسس خطاه نحو عالم الحداثة ويَشْـرَئِبُّ صوْبـَها، من خلال تجربة النهوض والسقوط، والإقدام والإحجام.
ولقد أتى علينا حين من الدهر ليس بقصير، كانت فيه مقولة (الحداثة) هي المعزوفة الأثيرة والجهيرة التي تتردد على الألسن والأقلام وما تكف عن الترداد، من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج..  ولكن للأسف، خرجنا من المزاد بلا زاد. وفي ظني أن الجدل الذي ثار نقعه حول إشكالية الحداثة والاشتجار الفكري والنقدي والإبداعي حول أسئلتها، في سياقنا العربي، هما على حد تعبير لويس بورخيس "كالعراك الذي يجري بين أصلعين من أجل مشط !".
لماذا ؟!
لأن (الحداثة)، كانت واحدة من المقولات التي ارتحلت إلينا من الشط الآخر، دون أن نقوم بتكييفها وتمثلها وتبْـيِـئتها، حد تعبير إدوار سعيد ولأن التربة لم تكن مهيأة لغراسها والبـُنى التحتية لم تكن ملائمة لاستقبالـها.   أي أننا، وخلافا لما ذهب إليه الباحث، لم نجز بعد العصر الصناعي، ولم نتخط لحظة البنيوية ولا الحداثة، ولم نتخلص من ربقة الكولونيالية، ولم نصل إلى حالة الانكسار المعرفي. أي أننا، بعبارة، لم نجد بعد أجوبة شافية لأسئلتنا القديمة المزمنة. الشيء الذي يجعل حداثتنا في نـهاية التحليل، حداثة لُـوغوسية، نظرية وفوقية، أكثر مما هي حداثة أميريقية وقاعدية. والشيء الذي يدعونا تاليا، إلى التفرقة والتمييز بين الحداثة Modernité والعصرية Modernisme وفق مقاربة هنري لفيقر.
ذلك أن العصرية "هي الوعي الذي تكونه عن نفسها العصور والحقب والأجيال المتتالية. فالعصرية بذلك تتمثل في ظاهرات الوعي وفي العصور وإسقاطات الذات، وفي التمجيدات المصنوعة من أوهام كثيرة ونفاذ محدود إلى لب الأمور".
أما الحداثة فهي "تفكير بادئ وتخطيط أولي تتفاوت جذريته، للنقد والنقد الذاتي. إنـها محاولة للمعرفة… إننا ندرك الحداثة داخل مجموعة  من النصوص والوثائق تحمل بصمة عصرها، ولكنها مع ذلك، تتعدى الدعوة إلى الموضة والجديد".[4]
ونحن، كعرب، نعيش العصرية Modernisme باعتبارنا أبناء لـهذا العصر، نتنفس هواءه ونساوق تياره وأنواءه. ونعيش الحداثة Modernité كمقولة ثقافية تطوف بالذهن وأشواق حرَّى تخالج الوجدان. أي نعيشها كمناخ للوقت L’air de temps حسب التعبير الفرنسي، ليس إلا.
ومن ثم، فإن السؤال الأساس الذي يواجهنا ويبادهنا في تصوري، ليس هو سؤال (ما بعد الحداثة)، بل هو سؤال (الحداثة) ذاتـها.
هل ثمة حداثة عربية فعلا، وسط طوفان الحداثة  الغربية الكاسح؟!
إن السؤال بصيغته هذه، يتضمن قلقه ومأزقه، كما يتضمن إحساسا ضاغطا بضرورة إعادة النظر في مقولة الحداثة،  والتشريح النقدي لحقائقها وأوهامها، والرصد اليقظ لأسئلة ما بعد الحداثة، كما تتجلى أساسا عند الآخر، في الغرب، مع الإصغاء العميق لخوالج الذات ومواجعهـا، وذلك لأجل الخروج العربي من أفق ما قبل الحداثة، والدخول الفعلي في أفق الحداثة، بعد استكمال العدة والعتاد وتـهيئ التربة للغرس والحصاد، كيـلا تتحول الحداثة، كما قال جان بودريار، إلى مجرد بلاغة "تنتشر وسط التباس تام داخل مجتمعات العالم الثالث، لتعوض عن التأخر الحقيقي وعن غياب التنمية".[5]
والحداثة، كما نعلم، هي قرينة وثمرة العلم الحديث في أعلى مستوياته وآخر ابتكاراته. وفي عرض بولين ماري روزيفو، الذي استنـد إليه الباحث لرصد ونقد حالة الانكسار المعرفي الذي تسبب في النقلة من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، تشكل مقولة (العلم الحديث) اللازمة المتكررة في النقاط الخمس التي تعرضها الباحثة كمفاصل لنقد الحداثة ومداخل لما بعد الحداثة. والعلم الحديث بالضبط، في عالمنا العربي، هو ذلك المفقود المنشـود. هو ذلك الذي يأتي ولا يأتي.
فكيف تُـرى، تكون حداثة بدون علم حديث ؟! لكن للسؤال، عند باحثنا الكريم الدكتور الغذامي، صيغة أخرى. يقول في ختام مداخلتـه: "والسؤال الآن :
هل نستسلم للغرب في نقلاته السريعة… أم نتوقف عند الحداثة لنشبع نـهمنا منها أولا ثم ندخل ـ بعد ذلك ـ في حفلة الترف الفكـري الغربي ؟!".
ويأتي الجواب من عنده، حاسما كالتالي :
"إننا نحن اليوم في غمار عصر (ما بعد الحداثة). إننا فيه، في داخله وفي روحه وفي لغته، ولا معنى لطرح أسئلة زائفة لا تقوى على تقرير شـيء. والأجدر بنا هو أن نحث الخطى في مجاراة مخلصة للعصر وأن نزيـد من خطانا ونضاعف منها، فلعل ذلك يساعدنا على الوصول إلى الصفـوف الأولى في سباق الفكر والمعرفة".
وأعتقد أن مسلكا كهذا، سيجعلنا دوما في الصفوف الخلفية، من حيث نريد الـهروب إلى الأمام.  لأن "المجاراة" غير "المباراة". والمباراة هنا وإن تمت، غير متكافئة وغير عادلة. ولأننا ببساطة جارحة لنرجسيـة الذات، نعيش على هامش الحداثة، لا في غمارها وداخلها وروحها ولغتهـا.   ولا يخفف من هذا الواقع المر قـول الباحث، بعدئذ، إننا "نستطيع أن نستغل ظروف التغيير لصالحنا"، فهو من قبيل الطموح النبيل والتمني الجميل.
وما كل ما يتمنى المرء يدركه  
                          تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ونستطرد مع المتنبي العظيم، فنقول بلسانه الحكيم :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
                          إن السفينة لا تجري على اليبس.
والسؤال مرة أخرى وأخيرة، هو كيف ننقل سفينة حداثتنا من اليبس إلى الماء، وكيف نقيها خطر الأمواج والأنواء ؟!
وتحية شكر وتقدير للباحث المقتدر الدكتور عبدالله محمد الغذامي، الذي استثار لدينا هذه الشجون الفكرية، وأغرانا بهذا الشغب النقدي، مستحضرين، كمسك ختام، تلك القولة المأثورة لابن تيمية في تعقيبه على ابن حزم "وأبو محمد كبير عندنا، ولكن الحق أكبر منه".
 

 
* مداخلة ساهم بـها الغذامي في ملتقي خاص بالنقد الأدبي في الخليج.
1 ـ عنوان كتاب للدكتور الغذامي.
2 ـ عنوان كتاب آخر له.
3 ـ عن، الأدب والغرابة، لعبدالفتاح كيليطو، ط. 1 ـ 1982، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت. ص 19.
4 ـ اعتبارات نظرية لتحديد مفهوم الحداثة، لمحمد برادة، مجلة فصولـ المجلد الرابع ـ العدد الثالث، 1984. وملاحظة هنري لوفيقر، مستقاة من كتابه السجالي / مدخل إلى الحداثة.
Introduction a la modernité, p. 169.
5 ـ المصدر السابق، ص 16.

2 - ديسمبر - 2007
في سبيل النهضة
صبرا وشاتيلا..    كن أول من يقيّم

لقطات مع بلبل الغيوان ، الفنان "بوجمعة "
بداية السبعينيات .
(من المسرح إلى الغناء )
 
 
أشهرالمجموعات الغنائية المغربية
ناس الغيوان و  جيل جيلالة
في أغنية صبرا وشاتيلا..

10 - ديسمبر - 2007
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
الشعر وسؤال العقل:    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

.. - إذا كانت وظيفة العقل كما حددتها الفلسفات المتعددة تتمثل إلى حد ما في تخليص الإنسان من التشيؤ، وتحريره من قيود التناهي الحسي، ومن البعد الجزئي للظاهرة، الملموسة، وذلك بوضع الوجود الحسي الملموس موضع التساؤل والشك، ومن ثم يحدث التغيير الذي يمليه تفكير العقل، وهو تغيير في الأغوار الأكثر عتامة وولوج الاستضاءة والإنارة، إذا كان الأمر كذلك حسب هذه الفرضية، فأين تتمثل وظيفة الشعر الجوهرية؟ إن الشعر - وهو يلامس الحكمة كالعقل - يخلص الإنسان بدوره من التشيؤ الملموس، لكنه يتجاوز العقل في تحرير الكائن من التناهي المعقول، ومن سيطرة العقل على الوعي الباطن، وعي إنتاج التخييل الكثيف، ويحد من سلطته في قمع نوازع التحرر الذاتي، محفزا إرادة الإبداع على الخلق الذي ينحرف عن المثال والنموذج والنظام. وهو بذلك يكشف في الظاهرة المعقولة عن جانبها الأكثر إعتاما، داعيا في الآن ذاته إلى وجود لا متناه يحمل سيمياء التعددية التخييلية حيث الأشياء تكشف عن ذاتها بالخروج عن دائرة المألوف المعقول، وهو ما يعني تخلص من ما يسميه فلاسفة النظرية النقدية - العقل الأداتي أو العقلانية التقنية - ذات البعد الوحيد حسب تعبير هربرت ماركوز.
وهذا ما دفع أدورنو وهو رائد للمدرسة النقدية لفرنكفورت إلى الالتماس في الشعر منطقة نجاة من التناهي العقلي، ومن تسلط الذات العاقلة على الطبيعة، ليتحقق الوعد بالسعادة والحقيقة الذاتية غير المزيفة، تلك الحقيقة الأصيلة التي تعبر عن جوهر الكينونة، فلابد للشاعر حسب أدورنو من أن يكتب وهو ممتلئ بالواقع التاريخي، وأن يتحسس الصوت الذي يتراوح فيه العذاب والحلم الذي يضعه نصب عينه، ولابد أن يغوص في ذاتيته الفردية ليتمكن من تجاوز هذه الذاتية، ويشارك مشاركة موضوعية في لغة المجموع وفيما هو إنساني ولم يتشوه بعد، ولا يتم ذلك إلا بالتعبير الأصيل عن الواقع الاجتماعي الممزق، وهو واقع متطرف في العقلانية الفاسدة التي لا يتم درؤها إلا بتطرف - بواسطة الفن - في اللاعقلانية والإمعان في التجريد، والبعد عن الطبيعة للاقتراب من الطبيعة(1).
وهذا ما يعني تجاوزا للعقل الذي يقف عند حدود تفسير العالم، وتفعيلا لفاعلية الشعر باعتبارها اختيارا ثوريا - بالمعنى الإبداعي - يهدف إلى تغيير العالم، تغييرا جوهريا يكشف طاقات الوجود الكامنة.
ب - إن القاسم المشترك بين الشعر والعقل هو محبة الحكمة، ولكن الاختلاف بينهما يكمن في منهج القراءة الحكيمة. فالعقل يدرك الحكمة من زاوية السلطة، بسيطرته على الحواس، والوعي الباطن، والطبيعة، واعتباره الواقع انعكاسا للعقل/اللوغوس، فنظام الكون يجري على نسق العقل إلى درجة أن هيجل في مثاليته المطلقة يعتبر أن " كلّ ما هو واقعي، فهو عقلي، وكل ما هو عقلي فهو واقعي" فنحن إذن إزاء تأويل عقلي للوجود. لكنه تأويل تماثلي يقوم على أساس تقني سيمتري.
أما الشعر فهو ينحو منحى تأويليا فائضا، فحب الحكمة ليس إلا قراءة لا متناهية لوجود لا متناه، ومن ثم يغدو فهم العالم سبيلا لتجريب كينونة المتخيل، هذا التجريب الذي يبدأ من تكسير حدود الواقع الحسي والواقع المعقول أيضا ليلج اختبار الاستحالة. وكما يرى جورج باتاي، فالإمكانية العقلية ليست هي البعد الوحيد لوجودنا، فقد يتاح لنا أن نعيش كل حدث يخصنا في علاقة مزدوجة، مرة نعيشه كشيء نفهمه، ندركه، نتحمله، ونسيطر عليه بربطه في النهاية بقيمة الوحدة، مرة أخرى نعيشه كشيء يخفى عن كل استعمال، وعن كل غاية بل يفلت من قدرتنا على تجربته، لكننا لا نستطيع نحن أن نفلت من تجرته. كما لو أن الاستحالة - تلك التي فيها لا يعود بإمكاننا أن نتمكن منها - كانت تنتظرنا وراء كل ما نعيشه ونفكر فيه ونقوله"(2).
فالشعر حسب هذا المنظور هيرمينوطيقا تتأول العالم باعتباره انكشافا للتجربة/الحد كما يسميها موريس بلانشو حيث تتجاوز هذه التجربة/الحد المتعذر بلوغه، وهي تتاح للإنسان عندما لا تعود القدرة فيه هي البعد الوحيد الأخير(3). إن التجربة هنا انفتاح مشرع على اللامحتمل، على فائض الشيء، وإن شئنا على اللاشيء ذاته، وعلى محاولة جوهرته. وهو ما يعني اقترابا وتماسا بالتجربة الصوفية، تلك التي تحرر الأنا من قيود التناهي الحسي والعقلي، وتدفع بها تجاه مغامرة الوجود ذات الأبعاد اللامتناهية، المفتوحة على احتمالات تختبر طاقات الخلق الكامنة، وهي طاقات الهوس بإزاحة المواضعات، بل نفيها، واستبدالها بالمفارقات التي تكشف التعارضات الجوهرية التي تشكل لعبة التوتر الحيوية، حيث يلعب الكائن في العالم دوره في الخرق الجوهري لأبنية العالم، والكشف عن إضاءات الكينونة.
إذن فالشعر من هذا المنظور تحفيز دائم على المشاكسة المؤزمة لنسق العقل [الأداتي ]، وهي مشاكسة ومكاشفة في آن واحد، فالمكاشفة تجل للمفارقة الحيوية، والمشاكسة تجل آخر للاختراق والخلخلة وتأزيمها للعقل يتم باغتصاب قانون اللغة وتدمير قواعد التواصل اللساني، ومن ثم لا تصبح الكلمات دالة على العالم الوضعي، ولكنها تغدو دالة على الأشياء ذاتها، وهي في كامل عريها ووحشيتها، وهو عري إغراء ولذة، وانكشاف وافتضاض، وهذا ما سبق أن عبر عنه أبو تمام، واصفا إحدى قصائده:
إنسية وحشية كثرت بها
حركات أهل الأرض وهي سكون
ويقول أيضا:
والشعر فرج ليست خصيصته
طول الليالي إلا لمفترعه(4).
وهو افتراع لعذرية الوجود، تحقيقا لانتعاش الكائن في العالم الذي يصبو للإقامة الجوهرية...
...........................................................
*عبد العزيز بومسهولي 
( الشعر وأسئلة الوجود)
 

13 - ديسمبر - 2007
بين الدين والفلسفة
مسألة الإيقاع في الشعر الحديث ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 مسألة الإيقاع في الشعر الحديث   مفاهيم وأسئلة. محمد العمري
 
 
*مجلة فكر و نقد .

13 - ديسمبر - 2007
تصعيب تدريس العروض والقافية
الهــذيان..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الهــذيان
 
الراحلة: ملكية مستظرف (المغـرب)

قبلني فوق شفتي المتشققتين وقال: 
قبلة أبوية ... انت مثل ابنتي.
مررت بلساني على شفتي, شيء لزج يسيل منهما ...دم ..لعاب؟ لاأعرف.
نور قوي مسلط على عيني...أحاول أن أفتحهما...لاأستطيع. رأسي مثقلة...أحاول ثانية...أعاود اغلاقهما...أين أنا بالضبط؟
الرجل قال لي بعد أن قضم شفتي:
قبلة أبوية ...أنت مثل ابنتي.
لكن أبي لا يقبلني في فمي...بل لم يقبلني أبدا, ربما فعل ذلك عندما كنت رضيعة.هل أبي يقبل أمي؟ أغمض عيني, أضغط عليهما بقوة, أتخيله...جلابية رمادية...بلغة صفراء معفرة بالتراب, وعمامة ضخمة كصحن هوائي...أمي تقف قبالته.أحاول أن أتخيلها نحيفة ترتدي قفطانا قرمزيا ومنديلا صغيرا تطل منه خصلات شعرها الأسود, تتخلله شعيرات بيضاء. كانت والدتي عندما تغضب تصرخ فينا"شيبتوني قبل الوقت".
ينحني والدي بقامته الفارعة, يضع يديه حول خصر أمي...و تختفي الصورة, كما تختفي الصور من تلفازنا القديم.يتجمع غضب والدي في قبضة يده ويلكم الجهاز فتعود الصورة...يضحك بانتصار"العصا لمن عصى".
أين أنا؟هل أنا هناك؟ و من يكون هذا الذي قضم شفتي و ندما ضبطته قال :قبلة أبوية.
مررت بلساني على شفتي,علق به مذاق كالبلاستيك المحروق.
صلاح عندما يقبلني, أتمنى أن يفعل ذلك الى ما لانهاية.كنت أحب طعم قبلاته..مذاق السجائر والخمرة الرديئة. عندما أقلع عن التدخين والشرب, لم أعد أستسيغ قبلاته, أشمه ,أبحث عن تلك الرائحة التي أدمنتها و لاأجدها... تنزوي الرغبة بعيدا, أنفلت من بين يديه يغضب و يصرخ في وجهي:
- لقد تغيرت. هل تحبين شخصا غيري؟
-هل لديك سيجارة و خمرة رديئة؟
بهت:
-هل أصبحت تد...خنين؟
-لا بل أنت...ستدخن كل يوم قبل موعد الحب...وستمضمض بهذه الخمرة ...لقد أدمنت هذه الرائحة..
ضحك حتى دمعت عيناه:
- صدري أصبح كقفص يسكنه طائر الجاوش... انك تقودينني رأسا الى مستشفى الأمراض السرطانية..
أين أنا؟ هل يمكن أن أكون هناك؟
هل سيأتي من يسألني من هو ربك؟ ما هو دينك؟ من هو نبيك؟
من يملك الاجابة السحرية سيقضي بقية حياته/مماته في...
أحد البرامج التي تبثها احدى القنوات اليتيمة تقول اذا كنت تملك الاجابة على أسئلتنا... اتصل الان وقد يحالفك الحظ وتفوز بسفر الى...
أين أنا؟
مسجاة على ظهري...احدى يدي بها ابر كثيرة, لا أستطيع الحركة, رأسي تؤلمني, أنجح في تحريك يدي اليمنى, لا انها اليسرى...أتحسس جسمي تحت الغطاء ,هل هو الكفن؟
ألمس نهدي, أجفل...تبدو كفلفلة مقلية مرتخية بشكل مقزز.عندما مر شهر على لقائي بصلاح, شهر أو اسبوع...ربما هي ساعات فقط, قال لي:
-أريد أن ألمس نهديك.
فاجأني بطلبه.
-أحس أن نهديك غير حقيقيين...انهما منتفختان بشكل غريب, هل هما نهداك أم ان السوتيان محشو بقطعة اسفنج؟ هل يمكنني ان ألمسهما؟
ضحكت يومها و تمنعت قليلا و قلت له:
-اليوم تريد ان تتاكد من نهدي...غدا من فخذي..وماذا بعد؟لن ننتهي أبدا.
أحب جسده الذي يشبه قطعة خشب متفحم,ألتصق به أكثر, أذوب في حرارة شفتيه, يكسر ضلوعي بذراعيه...هل صحيح أن لديه ضلعة زائدة؟
عندما قلت لزوجي :أشتهيك.
قال:أنت عديمة التربية...ألا تخجلين؟
في الغد قا لي زوجي: أشتهيك.
قلت له :انت عديم التربية ...ألا تخجل؟
ضحك ببلادة وقال :هذا حقي000منحني اياه ديني و أجدادي.
عندما أرغمني على الحب ,استسلمت و أنا متخشبة.صرخ في وجهي :هل انا متزوج من صنم؟
عندما تأوهت بين ذراعيه و تلويت وتمتمت بكلمات ساخنة, صرخ في وجهي:من علمك هذا؟ من لمسك قبلي؟
صلاح لم يكن يهتم بطرح اسئلة بليدة,لم يكن يجيز أشياء و يحرم أخرى حسب مزاجه.
صرخت,صرخت, و صرخت...خرجت من المنزل وأنا أصرخ...كنت أجري في الطرقات و أنا أصرخ ...سمعت صرير عجلة..وجسمي يرتطم بعنف على الاسفلت,لم أعد أصرخ.
أين أنا؟
جاءت والدتي, وضعت يدها على رأسي , وأخذت تتمتم ببعض السور القرآنية.
-أين أنا؟
-أنت هنا في المستشفى.
-أمي, لقد قبلني, كانت عيناه بلون الكبد المريض, وعندما ضبطته قال أنت مثل ابنتي.كان يرتدي لباسا أبيض.ممرض؟ طبيب؟ أم جزار؟ هل نحن في محل جزارة يا أمي؟
- نامي يا ابنتي انك تهذين.
.......................................

16 - ديسمبر - 2007
القصة القصيرة
جائزة العويس..    كن أول من يقيّم

بنيس وجعيط وخوري والشاروني وكيليطو ينالون جائزة العويس



فاز خمسة من المبدعين العرب بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها العاشرة وهم محمد بنيس من المغرب وإلياس خوري من لبنان ويوسف الشاروني من مصر
وعبد الفتاح كيليطو من المغرب وهشام جعيط من تونس.
أعلن ذلك عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في بيان صحفي وقال ان لجنة التحكيم منحت جوائز هذه الدورة لعام 2006-2007 لهؤلاء المبدعين والمفكرين من بين (1107) مفكرين وأدباء ونقاد هم إجمالي عدد المتقدمين والمرشحين للجائزة في دورتها العاشرة.
وأضاف أن لجنة التحكيم قررت منح محمد بنيس جائزة الشعر لتجسيده حيوية الشعر العربي وأصالته ولتميز كتابته الشعرية بقيمة فنية عالية ولتجذرها في الثقافة العربية وانتهالها في الوقت نفسه من الثقافات الإنسانية ضمن رؤية حداثية.
أما في حقل القصة والرواية والمسرحية فقررت اللجنة منح الجائزة لكل من الروائي إلياس خوري، والقاص يوسف الشاروني ورأت اللجنة أن إلياس خوري من الروائيين العرب الذين يتخذون من الرواية وسيلة للمتعة والمعرفة معا كما أنه ذو قدرة على رصد تحولات مجتمعه وعصره من خلال شكل يوظف السرد التراثي والحديث.
أما يوسف الشاروني فهو من رواد التجديد في القصة العربية الحديثة كما أنه نجح في رصد توترات الواقع وأزمة الإنسان المعاصر في أعمال فنية تتجاوز ظاهر الأشياء إلى جوهرها.
وأضاف الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية في بيانه الصحفي أن جائزة الدراسات الأدبية والنقد منحتها لجنة التحكيم للناقد عبد الفتاح كيليطو الذي يعد من بين النقاد العرب البارزين من خلال تمثله النظريات النقدية الحديثة وأسهم في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي
والعجائبي العربي مما فتح للنقد أفقا من الحيوية والتأمل.
وفي مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية منحت لجنة التحكيم الجائزة لـ هشام جعيط الذي يمثل إنتاجه نقلة نوعية على صعيد البحث العلمي التاريخي فهو فضلا ً عن موسوعيته وقدرته على نقل التأليف العربي إلى المستوى الكوني يتمتع نتاجه بالأصالة والإبداع معا وتتميز أعماله
بتأثيرها البالغ في تصويب نظرة العالم إلى الإسلام وتبديد الصور النمطية التي رسخت في مخيال الاستشراق.
وقال الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أن عدد المتقدمين والمرشحين الإجمالي لهذه الدورة بلغ (194) في حقل الشعر و(254) في حقل القصة والرواية والمسرحية و(201) في حقل الدراسات الأدبية والنقدية و(325) في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية.
وعن جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة قال عبد الحميد أحمد أنه سوف يتم الإعلان عنها قريبا حيث يبحث مجلس الأمناء حاليا اختيار المرشح الفائز من بين (133) مرشحا وان حفل توزيع الجائزة سيقام في شهر اذار (مارس) من العام المقبل 2008 بالتزامن مع احتفالات المؤسسة بمرور عشرين عاما على إطلاق جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية.
يذكر أن قيمة الجائزة تبلغ 600 ألف دولار أمريكي بواقع 120 ألف دولار لكل حقل من حقولها.


       عن: ألف ياء
عن المرساة .
 

16 - ديسمبر - 2007
مسابقة المتسابقين
غاب القمر..    كن أول من يقيّم

الأستاذ هشام ، صباح الخير، وشكرا على الإطراء هناك في م . القصة القصيرة .
لعلك توافقني الرأي أن الأغاني والأفلام والمسلسلات و.. لعبت وتلعب دورا
فعالا و حاسما في تشكيل الوجدان القومي العربي المشترك .... قد تحتاج الفكرة
إلي مزبد من التفصيل ، كما أن لتساؤلك : لماذا "لسنا معروفين " بما فيه الكفاية
عندكم في المشرق ، محاولة الإجابة عنه قد تثيربعض الحساسيات لندعها جانبا،
خصوصا وأننا لا نحسن كثيرا كيفية تدبير الاختلافات ..
 
*سأقترح هذه المرة أغنية "قمة في الرومانسية " أهديها لك ود.عمر والأخت
مها / وأخيرا وليس اخرا شادية العرب سابقا    .                          ..........................................
 

03:59

 
                                     غاب القمر (شادية)    
غاب القمر يابن عمي...يالا روحني
لاالنسمه آخر الليل...بتفوت وتجرحني




والصوت دبل فالخلا...والليل ماعادله دليل
نعس الفضا..واتملا..قلبي بنجوم الليل
طار النسيم..بالشوق..لما كلمتك
لمس النسيم توبي..بهمس غنيوتك
غاب القمر يابن عمي..يالا روحني




الليل ووحدي...ووحدك...سايبين هوانا وحيد
فين الحواديت..وفين سهراتنا تحت الضي
خزفي من الضلمه تتوهني وانت بعيد
بعد القمر ياحبيبي ماغاب ماقالنا جاي
طار النسيم بالشوق لما كلمتك...
لمس النسيم توبي ..بهمس غنيوتك
غاب القمر يابن عمي...يالا روحني


ضحك الهوا حواليك واتمايلت النجمه
ملس على شعري..ورماه عليك حكايه
مشوارنا همسه ...وضحكه شارده في الفضا
مشوارنا خطوة...وعمرها مابتنقضى
بعت القمر مرسال...بعت للنجوم موال
وخطوتك وانت جنبي شئ يفرحني
غاب القمر يابن عمي...يالا روحني
 

17 - ديسمبر - 2007
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
القنب الهندي - تحقيق -    كن أول من يقيّم

 من إنجاز القناة 2 المغربية.
 
 

19 - ديسمبر - 2007
نباتات بلادي
 40  41  42  43  44