تحية طيبة للأستاذ جوزف..أريد فقط أن أنبهه إلى أن النص الكامل لكتاب في الشعر الجاهلي , قد نشر أيضا في مجلة القاهرة..العدد 149 أبريل 1995 و نشر معه قرار النيابة بحفظ القضية و كان كاتبه آنذاك رئيس النيابة محمد نور.. كما يحوي العدد دراسة تعكس الجو الديمقراطي الذي كان سائدا أيام أن أثيرت القضية

جاء في الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري " الفرق بين العام و السنة أن العام جمع أيام و السنة جمع شهور ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الرنج قيل عام الرنج و لما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج و يجوز أن يقال العام يفيد كونه وقتا لشيء و السنة لا تفيد ذلك و لهذا يقال عام الفيل ولا يقال سنة الفيل و يقال في التاريخ سنة مائة و سنة خمسين و لا يقال عام مائة و عام خمسين إذ ليس وقتا لشيء مما ذكر من هذا العدد و مع هذا فإن العام هو السنة و السنة هي العام و إن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه كما أن الكل هو الجمع و الجمع هو الكل و ان كان الكل احاطة بالأبعاض و الجمع إحاطة بالأجزاء " الفروق اللغوية تح حسام الدين القدسي دار الكتب العلمية 1981 ص224 

الأخت رحاب..تحيتي و سلامي إليك..و بعد..فأنا أهنِّؤك على اختيار مسألة القضاء و القدر موضوعا لرسالتك..و ذاك لأني لا أرى للبحث العلمي حدودا..و بالتالي فكل موضوع - كيفما كان - قابل أن يصبح بؤرة تفيض بالمعني و بالغنى الدلالي و المعرفي..لكن هذا المطلب قد يؤود الباحث المبتدئ و يضنيه..غير أن سموّ الهمة و الثقة في النفس , يذللان كل صعب و يهوّنان كل خطب..أستاذة رحاب.. لا يخفى عليك أن مبحث القضاء و القدر يشكل جزءا من عقيدة الجبر إلى جانب مباحث أخرى كخلق الله للخير و الشر ثم الإشقاء و الإسعاد ثم التوفيق و الخذلان..و مسألة القضاء و القدر تتصل بخلق الأفعال..و هي مسألة تناولتها كل الفرق الإسلامية بحسب مواقفها ( و الكتابات في هذا الشأن كثيرة ).و القضاء هو الأساس و القدر هو البناء.. الأول هو الخطة و الثاني تحقيقها..الأول هو الممكنات و الثاني هو التحققات..الأول هو الإجمال و الثاني هو التفصيل..و لا أثقل عليك..لكن كيف السبيل الى خوض هذا الغمار..لا شك أن التخصيص مفيد في هذا الباب..ماذا لو اقتصرت على دراسة الإشكالية انطلاقا من مؤلف معين..أقترح عليك مؤلف ابن خمير السبتي ( الأشعري ) و هو حديث العهد بالطبع..و لا شك أنه يحوي إضافات يمكن أن تشكل ثراء نوعيا لبحثك..و أنا في انتظار تعقيبك..نور الدين.

الأديبة الشابة..نووف..قرأت هذه الأقصوصة.. فأحسست بروح خلّاقة تتخللها..ثم ألزمت نفسي أن أتبيّن مبعث هذا الإحساس..فإذا بالإطار العام يشدني إليه شدا..إنه إطار العلاقة بين المرأة و الكتابة..إن المرأة هنا بلا اسم..بل إنها لا تعرّف حتى بوظيفتها ككاتبة..إنها فقط تستيقظ لتتحقق أثر الزمن..و الزمن غول المرأة كما يقال ( زمن المرأة هو زمن خصوبتها ) و لتتوحّد في عزلتها..معزّية نفسها بامتددادها الشيئيّ (كتب ) عوض امتدادها الطبيعيّ ( أبناء )..و أود هنا طرح التساؤل..هل لشيء ما أن يقوم  مقام الوظيفة الطبيعية للمرأة ( الحب و الإنجاب ) ? هل تصلح الكتابة بديلا..? هل الكتابة عند المرأة هروب  ? لكن ممّ ?..و شكرا لك ..نووف..على ما سمحت به أقصوصتك من نقاش.. 

إلى الأخت سمية..تحية مباركة  و بعد..أعتذر إليك إذ لا أستطيع موافاتك ببحوث منشورة على الانترنيت..خاصة و أن ما ينشر على الشبكة مما يتصل بالأدب الأندلسي  قليل لا ينقع الغلّة و لا يبلّ الصدى..هذا و إني أشير عليك بجرد أعلام النثر في هذه الفترة..ثم حصر نصوصهم..و حبذا لو تم الإقتصار على نمزذج واحد  ليتم تحليل نتاجه مضمونا و شكلا..و أمامك الشخصيات الأدبية التالية...1- يوسف بن سليمان الكاتب - أبو عبد الله محمد بن عبد الرؤوف - الخلفاء أنفسهم - يزيد بن طلحة...2 -ابن برد الأكبر - عبد الملك بن إدريس الجزيري - ابن دراج القسطلي - ابن شهيد - ابنا حزم - الحنّاط - ابن حيّان المؤرخ - ابن زيدون...

الحقيقة أن النصر الأندلسي خلال عهد الخلافة الأموية لم يحظ بالكثير من عناية الباحثين بالنظر إلى قلة النماذج النثرية التي تعود إلى هذه الفترة..و بالنظر أيضا إلى صورة المحاكاة الظاهرة للنثر العباسي الذي كان يعيش أزهى عصوره..و على كل حال فأنا أشير إلى المؤلفات التالية..1 -النثر الاندلسي من بداية عهد الخليفة الناصر إلى نهاية المرابطين لعبد العزيز بن عبد الله العواد...2 -تاريخ الادب الاندلسي عصر سية قرطبة لإحسان عباس...3 -الادب الاندلسي من الفتح إلى سقوط غرناطة لمنجد مصطفى بهجت...4 -أدب الرسائل في الاندلس في القرن الخامس الهجري لفايز فلاح القيسي...5 -ملامح التجديد في النثر الاندلسي خلال القرن الخامس الهجري لمحمد أحمد السيوفي...هذا وغير هذه العناوين كثير ككتابات..احمد هيكل-عبد المنعم خفاجة-جودت الركابي-مصطفى الشكعة..إلا أنها تدخل في باب التأريخ للأدب..و بالتالي لا تتوفر على البعد التحليلي العميق للظواهر الادبية... 

أختي رحاب..نوّر الله قلبك بصدق معرفته..و أشكرك مرة أخرى على اختيارك الجيد..و إن كنت أتمنى أن يشمل بحثك عناصر التقريب بين تصورات أهل السنة و الجماعة و ضمنهم الاشاعرة و الماتريدية..و ذلك بالوقوف على منشإ الخلاف.. أي تصورهم للغة و أخذهم بالحقيقة أو بالمجاز..وعلى أيّ  فقد يكون بحثك توثيقا آخر لآصرة الإسلام بين أفراد المسلمين...و في انتظار إطلالة جديدة لك...أريدك أن تشاركيني قراءة هذه الأبيات  إذ ليست عن مناط بحثك ببعيدة...

شكرا جزيلا على فتح هذا الملف الشطرنجي..و الحقيقة أني كنت دائما مشدودا إلى هذه اللعبة منذ قرأت كتاب..لعبة الشطرنج في ماضيها الإسلامي المطبوع سنة 1969 للمؤلف احمد الشرقاوي اقبال ( صاحب معجم المعاجم  المطبوع بدار الغرب الإسلامي ) وقد حوى هذا الكتاب إلمامات شتى بهذه اللعبة السنيّة كالقول في أوليتها - ظهورها عند المسلمين - سبب وضع الشطرنج - الشطرنج بين الحلال و الحرام - الشطرنجات التي عرفها المسلمون - محاولات ابتداع الشطرنج - آداب اللعب به - الخطة و التدبير في لعبه - أبطاله و هواته من ذوي الأقدار - الشطرنج في الأدبيات - الشطرنج في الحساب - الشطرنج في التعبير(المنام) - الشطرنج في المكتبة العربية...و قد استجدت كثيرا قول ابن شرف القيرواني و هو يصف هذه اللعبة " حرب سجال , و خيل عجال , و فرسان و رجال , قريبة الآجال , سريعة العودة المجال , تستغرق الفكرة , و تسلب اللب استلاب السكرة , و تترك الانسان و ما أراد , أساء أو أجاد , إلا أنها تدني مجلس الصعلوك من أشرف الملوك , حتى لا يكون بينهما في أقرب بقعة , إلا عرض الرقعة...لعب أصولي , و غريب صولي , فخر لجلجي , و لعب لجلاجي , مظفر الفئة , يراها عن مائة , بيوته حصينة , و شياهه مصونة , دوابه مجتمعه , و سباعه مختبعه , جيد النظر , شديد الحذر , لا يبقي و لا يذر..."