البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات وحيد الفقيهي

 3  4  5  6  7 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
متى تموت الفلسفة ومتى تحيا? (4)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

بعد تساؤله عن ماهية الفلسفة في علاقتها بالبحث عن الحقيقة المجردة والحياة والدين، يتساءل حسن حنفي:

4 ـ هل الفلسفة تفكير على العلم وتأمل في نتائجه...? ويجيب بأن الفلسفة ارتبطت دائما بالطبيعة كميدان وكموضوع أول للعلم. كانت فلسفة الطبيعة مادة للعلماء كما كان العلم مادة لفلاسفة الطبيعة. وقد ازدهرت الفلسفة الطبيعية في القرن 19 بانتصار العلم وإثر الاكتشافات العلمية الهائلة، واكتشاف علوم الحياة والطبيعة، وبعد نظرية التطور وأثرها على تصور الكون والحياة. وفي نفس القرن نشأت فلسفة علمية تختار من العلم المنهج الدقيق، كما تحولت فلسفات الطبيعة إلى أطر نظرية...وفي عالمنا العربي أصبح العلم الطبيعي منذ القرن الماضي وفي القرن العشرين أحد طرق النهضة كما أصبح تكوين فلسفة علمية أحد طرق الإصلاح...لكن في مقابل هذه الإنجازات للفلسفة الطبيعية فقدت الفلسفة استقلالها وأصبحت تجري وراء العلم، وضاع منها روح التأمل والتساؤل، وغابت منها الحيرة والظنون والافتراضات، وتحولت في كثير من الأحيان إلى مذاهب وثوقية، وحل العلم محل الفلسفة، وأصبحت الفلسفة إحدى مراحل التفكير الفلسفي بعد الدين وقبل العلم...

5 ـ وبعد استقصائه للعلاقة بين الفلسفة والدين من جهة، ثم الفلسفة والعلوم الإنسانية من جهة ثانية، ينهي حسن حنفي تحليله لماهية الفلسفة باعتبار هذه الأخيرة تحليلا للتجارب الإنسانية لمعرفة ماهيتها. وهي تجارب العصر التي تظهر من خلال وعي الأفراد والجماعات بها...ومعلوم أن حسن حنفي يطرح هذا التعريف باعتباره تعريفه الخاص للفلسفة...إذ يرى من خلاله أن الفلسفة ترتبط بالوعي الفردي والاجتماعي والتاريخي. الفلسفة هنا لا تلعب دور أجيال مضت لتعيد التاريخ إلى الوراء، ولا تلعب دور أجيال قادمة لتقفز على مراحل التاريخ، ولكن تقوم بدور جيلها الحاضر معبرة عن روح العصر ورؤية التاريخ.

ويبدو أن الهدف من هذه التعريفات التي يقدمها حسن حنفي هو تهييء القارئ معرفيا لوضع التعاريف الأربعة الأولى في حدودها التاريخية، ثم إبراز مصداقية التعريف الأخير الذي يتلاءم مع منهجه القائم على تحليل التجارب، المنهج الذي يقترب ويتشابه مع المنهج الفينومينولوجي. ومثل هذا التعريف هو الذي يضفي على الفلسفة ديمومتها وحيويتها ويبعدها عن عتبات موتها.

بعد هذا العرض لتعاريف الفلسفة يبحث حنفي عن شروط أخرى في موت وحياة الفلسفة، يمكن تلخيصها كما يلي:

1 ـ في علاقة الفلسفة بالسلطة، يعتبر حنفي أن الفلسفة تموت إذا انهزمت أمام السلطة وتخلت عن دورها في التمسك بحرية الفكر ووظيفة النقد وضرورة التغيير، وحتمية التقدم. تموت في حكم الطغاة وتنتهي في نظم الإرهاب ولو إلى حين حتى ينتصر الفكر وينتهي الطغيان. وفي الوقت الذي تموت فيه الفلسفة ظاهريا في المجتمعات التسلطية يتحول الفكر من الصوت المكتوم في النفس عند الفرد إلى الفعل الجماعي السري عند الجماعة. وينقلب من فكر المضطهدين إلى فكر المناهضين.

2 ـ  تموت الفلسفة إذا تقوقعت وتكورت على نفسها، وتحولت إلى مذهب مغلق يكون بديلا عن الواقع ذاته. بحيث أن كل ما يتفق مع المذهب يكون صحيحا وكل ما خالفه يكون باطلا. تغدو المذاهب مجموعة من الأطر الهيكلية والمقولات والتصورات تتركب فيما بينها بطريقة آلية لتعطي صورة للوجود دون مضمونه...

 (يتبع)

12 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
متى تموت الفلسفة ومتى تحيا? (5)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مساء الخير

يتابع حسن حنفي عرضه لشروط حياة وموت الفلسفة...

3 ـ تموت الفلسفة نتيجة قصر النظر وضيق الأفق والالتصاق بالموضوع إلى درجة غياب النظرة الشاملة وعدم رؤية العلاقات بين الأجزاء...، أي نتيجة رد الكل إلى أجزائه وتقليض الشيء وابتسار الواقع وتقطيعه وتفتيته إلى ذرات. ومع تكرار هذا الرد يتحول إلى عادة فكرية....هاهنا تموت الفلسفة لأنها لا تذهب إلى الأجزاء لتدرك العلاقات وتبحث عن المعاني فيما وراء الألفاظ. ...وبالعكس من ذلك تحيا الفلسفة بالنظرة الشاملة للكون وبالقدرة على بعد الرؤية وإدراك المعاني المستقلة والحقائق التي تنكشف من خلال التجربة وبالاستقلال عنها.

4 ـ تموت الفلسفة حين تصبح وظيفة العقل هي تبرير المعطيات سواء كانت دينية أو سياسية، والدفاع عنها دون أن يقوم بوظيفته الأولى في التحليل والفهم، ثم النقد. وتحيا الفلسفة عندما عندما  يقوم العقل بوظيفته في التحليل والنقد من أجل التغيير. وظيفة العقل تصبح بيان الاتساق الداخلي للموضوع أولا ثم بيان المسافة بين الواقع والمثال ثانيا، وبيان وضع المجتمع في حركة التاريخ ثالثا بين الخلف والأمام في معركة التخلف والتقدم.

5 ـ تموت الفلسفة إذا تحولت إلى جمع المعلومات دون منهج، وإلى تصنيف المعارف دون طريقة في الاستدلال. فالفلسفة أساسا منهج أو طريق وليست معرفة أو علما. ويشهد التاريخ أن الفلسفة تموت عندما يغيب المنهج، وتتحول إلى معارف موروثة يتراكم بعضها فوق بعض دون طريقة للوصول إليها. وقد ماتت مرتين: مرة في العصر الوسيط الأوروبي عندما تحولت إلى موسوعات ودوائر معارف، ومرة لدينا في تراثنا القديم عندما تحولت ايضا إلى موسوعات ضخمة تضم كل المعارف والعلوم...وبالعكس من ذلك تحيا الفلسفة بالفكر المنهجي، باعتبار أن طريقة وضع السؤال أهم من الإجابة عن السؤال.

6 ـ تموت الفلسفة إذا ما انعزلت عن الإنسان، وتنتهي الحكمة إن لم ترتبط بالعلوم الإنسانية. الفلسفة بناء إنساني يقوم بها الإنسان ليتكيف من خلالها مع الواقع...تموت الفلسفة إذا ما تحولت إلى مباحث نظرية خالصة ومجردة أو إلى علوم رياضية صورية....وتموت أيضا إذا ما أصبحت مبحثا في الوقائع المادية كما هو الحال في العلوم الطبيعية...ولكن تحيا الفلسفة إذا ما كانت تفكيرا في الإنسان واستمدت مادتها من العلوم الإنسانية....

7 ـ تموت الفلسفة عندما تكون خارج التاريخ، أو لا شأن لها بتطور الروح البشري ولا بحياة الشعوب....وتحيا عندما تفكر في تطور التاريخ وتبحث عن القوانين التي تحكم هذا التطور...فتاريخ الفلسفة هو تاريخ الروح البشري في مواجهة الواقع وعبر التاريخ.   

إن حياة الفلسفة ضرورة طالما أن الحياة تعني حرية الفكر والبحث. والغريب فعلا أن تموت الفلسفة والحياة باقية، أن تفنى الفلسفة وهناك إنسان حي عاقل.

(انتهى)

20 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الليل...    كن أول من يقيّم

شكرا حفيظ على الموال الميكري...وصلني في عمق الليل الذي ابتليت بعشقه. الليل يفضحني. لكن ما عندي منو سيرة.

الفلسفة لا تأتي إلا مساء. وأنا أعشقها ليلا.

مع مودتي

20 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
ضرورة الفلسفة    كن أول من يقيّم

مساء الخير...

تحية تقدير للأخ فادي...

كنت أود أن أناقش بعض أفكارك منذ مدة حسب وعد ألزمت نفسي به. لكني بعض الإكراهات فرضت تأجيل المشاركة والكتابة. إلا أن أفكارك الأخيرك جعلتني أستعجل الفرصة لأشكرك أولا على متابعتك لهذا الملف وعلى مناقشتك للموضوع الذي طرحته والذي لم يكن سوى عبارة عن تلخيص لأفكار أستاذنا الدكتور حسن حنفي، وهي أفكار إنما كان الغرض من عرضها إبراز وجهات نظر من لهم باع في التنظير لشؤون الفكر وواقع الأمة.

في مداخلة سابقة كنتُ قد طرحت جملة من الأسئلة تروم دفع الإخوة إلى تقييم تجربة حوارنا ومناقشتنا حول هذا الموضوع. وكنت أخي فادي مبادرا في التفاعل. لكني استغربت من بعض إجاباتك التي لم أجد له لها توضيحا أو تفسيرا.

- الغرابة الأولى: أنت تربط بين وضع اجتماعي راهن وبين ما تسميه ب" الفيلسوف المنتظر" أو المهدي (المنتظر)، مثلما تربط بين هذا النتظر وبين قرب يوم القيامة ...وأنا أقول لا وجود لفيلسوف منتظر أو حتى لمهدي منتظر. الشخص المنتظر هو تعبير عن رغبة انتظار حل طوباوي بعد فشل الإنسان في حل مشاكله.

- الغرابة الثانية: أنت تشبه حاجتنا إلى الفلسفة بحاجة المريض إلى طبيب حائر عاجز لضعف علمه. وأنا أقول أن حاجتنا إلى الفلسفة يجب أن تكون مثلها مثل حاجة المريض إلى طبيب نفسي قادر على استنطاق المسكوت وكشف الفضيحة وتحويل المكبوت إلى منطقة الوعي.

- الغرابة الثالثة: أنت وضعت أصبعك على موطن الداء عندما أشرت إلى ظواهر سائدة بيننا كالتعصب للراي الوحيد والدوغمائية والتعالم، ولكنك في نفس الوقت تشبه تباين مقارباتنا بقطبي المغنطيس.

- الغرابة الرابعة: أنت تعتبر مشاركينا في هذا الموضوع بالمصارعين الشرسين الذين يودون إثبات وجودهم، وكأنك توجه المشاركين الجدد بعدم غوض المغامرة والبقاء في وضعية المتفرجين. لكنك في نفس الوقت ـ وهذه مفارقة ـ تعتبر أن ما أنجزناه هو صداتنا التي عمرت لمدة اشهر طويلة.

ـ الغرابة الخامسة: أنت تعتبر أن الفلسفة لا ينبغي أن ترسخ صوت "الأنا" داخلنا. وأنا أقول بأنه لولا الفلسفة لما كان هناك كوجيطو ديكارتي. إن أصل الحداثة هو الوعي بالأنا كذات حرة مفكرة واعية بذاتها. 

الغرابة الكبرى: هي التي أعلنتها في مداخلتك الأخيرة التي صرحت فيها بأنك (لا تؤمن بوجود فيلسوف واحد حتى الآن منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا). وأمام عجزي عن الفهم لا أملك إلا أن أستغيث بالعزيز النويهي كي يرجع الزمن إلى الوراء ويعيد طرح السؤال بصيغة أخرى تجعلنا أقرب إلى العزيز فادي الذي أكن له كل الاحترام.

20 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
وقع النبأ    كن أول من يقيّم

صباح الخير...

لم يكن صباحي عاديا هذا اليوم. تخيلت عبدالرؤوف وهو في بهو المحكمة يبحث بين الجنبات والزوايا عن مصدر الصوت. وتخيلت زهيرا يستجمع كل زاده الشعري ليكتب تلك القصيدة التي لم يكتبها بعد. تخيلت السعدي ينافسه في شق البحر العاتي. تخيلت حفيظا مع تلامذته في ثوب البياض ينشدون قصيد الفرح. تخيلت فاديا يرحب بوفد الحكمة الأبدية. وتخيلت ضياء تبعث فينا ألوان قزح....

أنا أعجز عن تفسير هذا الفرح داخلي...فشلتُ تماما في وقف هذا الانفعال... وفي وقف مسيل المآقي. أشعر بداخلي سمفونية تعزف على إيقاع يحيى. كم أقدر هذا الرجل.

 

25 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
حول موت وحياة الفسفة    كن أول من يقيّم

أنوه بالعمق الفكري في مداخلات العزيز يحيى. لم يكن من الممكن إلا أن أحترم هذا العمق بتمثل أفكاره والتريث في التعليق عليها. لقد قال ديكارت ما معناه أنه من الأفضل السير بطيئا ضمانا للوصول من العدو سريعا مع عدم الوصول. فليعذر أخي يحيى هذا السير البطيء نحوه...

من الواضح ـ لدى كل من له إلمام بسيط بكتابات حسن حنفي ـ أن صاحبنا يشتغل على ثلاث واجهات: واجهة التراث العربي الإسلامي (الموقف من الذات) وواجهة الفكر الغربي (الموقف من الآخر) ثم واجهة الموقف من الواقع. عندما تحدث حنفي عن حياة وموت الفلسفة كان يستحضر هذه الواجهات الثلاث سواء في تحديده المنهجي أو في مقاربته لشروط حياة وموت الفلسفة. والأطروحة التي يدافع عنها حنفي تقوم في اعتبار الفلسفة موقفا يتأسس على الشعور المتفاعل مع الماضي والحاضر والآخر. لذلك إذا تأملنا في تحديده وبسطه لشروط حياة وموت الفلسفة نجده يقف على جملة من المحطات التاريخية العربية والغربية التي عرفت فيها الفلسفة نكبات وانتكاسات أو قفزات وإشراقات، في اللحظة اليونانية واللحظة العربية الإسلامية واللحظة الغربية.

لنتخذ من أطروحة حنفي معيارا نسبيا لقياس درجة غياب وحضور الفلسفة بيننا.

في تقديري الشخصي إن حياة الفلسفة لا تتحدد إلا في طبيعة مسارها واستمرارها التاريخي. ولعل ذلك هو الفرق بين حياة الفلسفة وحياة العلم. حياة العلم توجد على الطرف الننقيض من موته. أما حياة الفلسفة فتوجد في موتها. في العلم توجد قطائع إبيستمولوجية هي التي تجعل من تاريخيه تاريخ أخطائه، وبالتالي تجعل التراث العلمي الذي تم القطع معه في رفوف التاريخ. ...دون أن تكون له قيمة. أما الفلسفة فلا توجد فيها قطائع بالمعنى الإبيستمولوجي. حياة الفلسفة هي استئناف دائم لتاريخها. هذا هو الذي يجعل أفلاطون أو س فيلسوف حيا دائما. وتجعله دوما قابلا للقراءة المتجددة. في العلم هناك دائما نقطة اللاعودة. أما في الفلسفة هناك دائما منظومات مرجعية مفتوحة قابلة لتعدد القراءات...جاك ديريدا اليوم يفتح ويدشن قراءات جديدة لنصوص قديمة...قراءات تكشف عن أصالة في النص وفي القراءة على السواء...هذا مثال يبين أن حياة الفلسفة تحتاج طرفين: فلسفة قابلة للحياة...وقارئا قادرا على بعثها من جديد...هل نتوفر على هذين الشرطين?

7 - يوليو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
بأية لغة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مساء الخير ....

كثيرة هي المراجع المتوفرة عن علم النفس التربوي....وعن الموضوعات التي ترتبط بهذا الفرع السيكولوجي. لكن بأية لغة تريدها???

7 - يوليو - 2006
كتب علم النفس التربوي
لبنة أخرى    كن أول من يقيّم

مساء الخير

أتصور أن مشروع المجلة سيكون لبنة أخرى في صرح الوراق...ستكون إلى جانب مجالس الوراق منبرا جديدا للتواصل مع فئات أخرى من المثقفين والقراء. مزيدا من النقاش والمقترحات حتى تتطور وتتبلور الفكرة...وتنتقل إلى مشروع ثم إلى واقع....أتصور أنها آتية....  

10 - يوليو - 2006
انشاء مجلة أدبية بحتة لسراة الوراق
سياق الصراع وشروط الحوار    كن أول من يقيّم

مساء الخير...

شكرا للعزيزين جوزيف والنويهي على مبادرتهما التفاعل مع هذا الموضوع الذي يكتسي أهمية لا تنكر اليوم.

إذا كان الأخ جوزيف قد طرح بدءا مسألة الفرق بين مفهومي الحضارة والثقافة فإن مسار النقاش في هذا الموضوع من شأنه أن يفتح نافذة قاموسية ودلالية للحديث عن هذين المفهومين. لكني أود أن أرجع إلى جوهر المشكل زاعما أن الأخ جوزيف طرح جانبا منه ولم يطرحه كقضية. وفي تقديري أن ما طرحه حول تشييء الإنسان وضياع إنسانيته كقيمة إنما هو مظهر من مظاهر التقدم الحضاري عامة والصناعي خاصة في المجتمع الغربي. هذا التركيز الجزئي للمشكل يفرض العودة إلى سياقه. نعرف جميعا أن دعوة صراع الحضارات بدأت سنة 1993 مع مقال هتنجتن في مجلة "فورين أفيرز" بعنوان "صدام الحضارات"...ومنذ هذه اللحظة انتفض مجموعة من الأكاديميين لجعل الإسلام هو العدو المقبل للغرب الراسمالي بعد انهيار شبخ الخطر الأحمر...وتفاعل مع هذه الدعوة أصحاب القرار في مراكز عديدة. لكن في مواجهة هذه الدعوة قام ثلة من الأكاديميين في الطرف الآخر بالتنبيه إلى الطابع الاختزالي التبسيطي لهذا الطرح الذي لم يفعل سوى أنه استبدل نموذج الحرب الباردة وإسقاطه على فترة وعالم ما بعد الحرب الباردة، وكان النموذج الجاهز ـ وهو جاهز في المخيال الغربي ـ هو العالم الإسلامي الذي يختلف في تركيبته وطبيتعه عن النموذج المنهار. وقد أوضح هاليداي في مؤلفه "أسطورة المواجهة بين الإسلام والغرب" أن أطروحة الصراع والعداء للإسلام إنما هو توظيف لمنظومات إيديولوجية سادت من قبل تناهض العالم الإسلامي بلباس جديد.

أما الأخ عبدالرؤوف فقد طرح مسألة شروط الحوار مع الغرب. ومع تعاطفي مع تجربته الأليمة واتفاقي مع ما طرحه إلا أنه بودي أن أضيف بأن الحوار مع الغرب علاوة على انه لا يقوم على الندية فإنه يتم عادة بمبادرة من الغرب نفسه، ويخضع لتوجيهاته. إن الغرب يتوفر على مؤسسات ذات طابع استراتيجي تمكنه من معرفة جوانب دقيقة عن العالم الإسلامي....فهل يتوفر العالم الإسلامي على مثل هذه المعرفة العميقة بالغرب حتى يتحقق هذا التكافؤ وهذه الندية في الحوار??? ثم إن هذا الحوار يوجه ويركز عادة على مجالات محددة يسهل معها فرض تنازلات على الطرف الضعيف. هنا أعتقد يكمن جوهر الإشكال...ألا يمكن أن نفترض أن الضعف ثم التشتت الداخلي الذي ينخر جسم العالم الإسلامي هو الذي يحول دون هذه الندية وهذا التكافؤ في الحوار???    

12 - يوليو - 2006
صراع حضارات أم حوار ثقافات....??
شكرا للوراق    كن أول من يقيّم

مساء الخير...
أحيي الأخ عبدالحفيظ على روحه الراقية في العمل الجدي الهادف...كانت مفاجأة سارة وأنا أقرأ خبر لقائك بالصديق أشباب...الذي أقدر فيه روح التطوع من أجل خدمة الطفولة والشباب وقضايا التنمية والثقافة...شكرا لك وشكرا للوراق على هذه الجسور التي برزت بفضل أسرار الحكمة والفلسفة...

13 - يوليو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
 3  4  5  6  7