من الأمثال الضائعة كن أول من يقيّم
بحثت قليلاً حول هذه الأمثال التي تحدثت عنها أستاذي : وأول ما لفت نظري منها كان المعنى الذي يقول :"ما من شيء يهين المرء مثل كونه موضع سلطة شخص آخر" .لأنني تذكرت ما كانت تقوله جدتي في هذه الحالة : " الله لا يحوج عبد لعبد " أو " الله لا يحَكِّم عبد بعبد " . ومعنى العبد هنا : العبودية لله ، لكن اللفظ يحمل دلالة واضحة وهي أن الظلم والتسلط هي من أخلاق العبيد .
أما المثل الذي معناه : "مر أمام عدوك عندما تكون جائعا وليس عندما تكون عريانا" فأظنه المثل الذي يقول : " مر على عدوك جوعان ولا تمر عريان " والمقصود منه عدم إظهار الضعف أمام العدو ، فالجوع لا نراه لأنه في البطن ، أما العري فهو ظاهر للعيان . وفي هذا المثل أيضاً دلالة على أهمية الظهور أمام الناس بالمظهر اللائق لكي نحظى بالاحترام . أما القول : " من الأفضل الموت بكبرياء على أن تعيش في الذل " فلقد قيل فيه الكثير من الأمثال يحضرني منها ، وأظنه المثل المقصود : " بخمسة آس ولا شماتة الناس " . والمقصود بالآس النبتة الخضراء التي نضعها على قبور الموتى ولا يستعمل إلا لهذه الغاية : تشكيل القبور . فيكون القصد واضحاً وهو أن الموت أهون من شماتة الخلق . والمعنى الرابع : "كن قانعا بورقة خس ولا تذل نفسك" من الممكن أن يكون المقصود به المثل القائل : " خس زراع ولا تبيع من أرضك دراع " ، وهو مثل يدلل على تمسك الفلاح بأرضه وأنه يفضل بأن يأكل الخس طوال السنة على أن يبيع أرضه فبيع الأرض فيه مذلة للفلاح . والمعنى " احلق بفأس ولا تجعل شخصا يتفضل عليك " فهو واضح في المثل الذي يقول : " احلق بالفاس ولا تعتاز الناس " وهو يشبه بمعناه المثل القائل : " توب العيارة ما بيدفي " والمقصود منه عدم التذلل بالطلب إلى الآخرين والاعتماد على النفس . أما الباقي فلم أجده ولو توصلت لمعرفته فسأكتبت فيه تعليقاً أخراً .
|