البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 39  40  41  42  43 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
همهمة في محلها    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

شاكرا لكل الأساتذة المشاركين في هذا الملف الجميل مشاركاتهم ، والتي أمتعتني  كثيرا ؛ أود أن أدعو لشيخي ، د.يحيى ، بدوام السعادة الروحانية لما أنعم الله عليه من تقوى وسلامة قلب ؛ آملا عودته المباركة بعيد عيد الفطر السعيد . وأرجو أن لا تكون مشاركاتي في ملف الإسراء والمعراج قد سببت له شيئا من الضيق .
أما الذكرى ، فهذا بعض منها :
قبل ما يقرب من خمسة وثلاثين سنة ، كنت راكبا في حافلة في العاصمة الأردنية ومسافرا من مركز العاصمة إلى واحدة من الضواحي التي تبعد عن المركز بما يقرب من العشرة كيلومترات . وكون السير في العاصمة مزدحما جدا ، فإن قطع المسافة المذكورة ربما يتطلب من الحافلة ساعة من الزمن . أخرجت من جيبي مصحفا صغيرا وأخذت أتلو منه بصوت مسموع لجاري الذي يجلس بجانبي على يميني ، والذي بدا يكبرني بما لا يقل عن خمسة عشر عاما . أخذ جاري يتملل في مكانه ؛ فمرة يتجه بشقه الأيمن إلى نافذة الحافلة يتطلع صوب الطريق ، ومرة يتجه بشقه الأيسر إلي وينظر في وجهي ويطيل النظر . ظننت يومها أن جاري قد أعجب بطريقة تلاوتي ، وبحلاوة نغمها ، وبدقة التزامي أحكام التلاوة ؛ خصوصا تعمدي إتقان مخارج الحروف مع شيء من المبالغة في التفخيم والترقيق ، وتدقيقي في زمن المد ، واهتمامي بالغنة والتفنن في إخراجها من الخيشوم على أجمل ما تكون الغنات ؛ فأخذني الإعجاب بنفسي مأخذا بعيدا ؛ فنسيت نفسي وأنني في حافلة ، وأنني لست في منزلي ؛ فازددت ترنما في تلاوتي بصوت أعلى ، وأخذتني روعة تلاوة كتاب الله مأخذا روحانيا بعيد الغور ؛ ولكن ... ما وعيت إلا وجاري يضغط على زر جرس الحافلة مما يعني أنه انتهى إلى المكان الذي عليه أن ينزل من الحافلة فيه ؛ ولكنه ، وقبل أن ينزل ، أطال النظر في وجهي وهو يترنم : همممممم ، همممممم ، ترلم ترلم ؛ متمايلا برأسه يمنة ويسرة ، وعيناه أقرب إلى الغمض ، وقسمات وجهه تدل بوضوح على ضيقه مني ومن جيرتي ، ثم نزل .
لم أفكر ساعتها بمعتقد الرجل ما هو ؟ ولم أفكر إن كان مسلما أو غير مسلم.. كل ما فكرت فيه هو أنني ما كان علي أن أتصرف كما تصرفت ، في مكان حق لجميع من فيه، من المسلمين وغير المسلمين ، أن يتمتعوا بالهدوء ، فليست الحافلة تخصني وحدي ولا يشاركني فيها أحد من عباد الله ، وأن همهمة الرجل وتمتمته كانت في محلها .  وأمر آخر فكرت يومها فيه ، وهو أن الرجل الذي ذكرته ، ربما رأى في طريقتي تلك طريقة من يرغب في إظهار تدينه على الملأ أينما حل وارتحل ، وكأنه لا أحد متدينا إلا هو ، ولا أحد يتقن تلاوة كتاب الله سواه .
وإلى لقاء آخر بإذن الله .

6 - أغسطس - 2009
الذكريات تاريخ..
خدمة الباحثين بالمجان    كن أول من يقيّم

تحية طيبة ،
عشرات الآلاف من المهتمين والباحثين يفيدون من موقع الوراق فوائد جليلة ، خاصة بما يتعلق بالبحث المجاني في نصوص كتب مكتبة الوراق التراثية ، والبحث في المجالس ، ومطالعة نوادر النصوص ، وقصص الكتب ، إضافة إلى البحث في كتاب الله الكريم . وما دامت خاصية البحث متوفرة على صفحات الوراق ، فما الحاجة إلى تحميل كتبه وتنزيلها؟ علما بأن الكثير من الكتب التي يمكن تحميلها من الشبكة مصدرها الوراق نفسه . ومن المعلوم أن من يرغب بنسخ ما شاء من صفحات الكتب الوراقية يمكنه ذلك . ولا يفوتني ذكر أنني أقوم بتحميل العديد من الكتب غير المتوفرة في الوراق ، ومعظمها بالصيغة التي لا يمكنني البحث في نصوصها ، أما البحث في نصوص الوراق فلا أسرع ولا أسهل .
 

6 - أغسطس - 2009
تحميل الكتب
الذكريات المؤلمة ، هل يحسن التخلص منها؟    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

                     
طالعت في العدد 51  من مجلة العربي العلمي خبرا ينبئ باحتمال تمكن العلماء من محو الذكريات المؤلمة من ذاكرة الإنسان ، وذلك باستعمال دواء من الأدوية التي تستعمل في علاج ارتفاع ضغط الدم . والسؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه علينا بعيد هذا الاطلاع : هل من المفيد لنا أن ننسى كل ما هو مؤلم ، أو مخيف ، أو مزعج؟ أم أننا لا يمكننا الإحساس بالسعادة إلا إذا تذوقنا طعم المنغصات؟ وهل نستطيب مذاق الشهد إن لم نجن من الصاب والحنظل ما نجني؟!
وهناك من الذكريات ما هو مخجل أو مشين ، وربما يطمع أكثرنا في نسيان هذا النوع من الذكريات ؛ ولكن لنا أن نتساءل أيضا : أين موضع التوبة أو الإنابة إلى الله تعالى مما يخجل أو يشين ، إن نحن أُنسينا تلك الذكريات المخجلة المشينة؟ أليس في تذكرها عبرة وموعظة ثمينة تجعلنا نندم على ما بدر منا من سوء ، مما يحدونا إلى أن لا نعود لمثل ما كان بدر منا أبدا ؟! وفي سورة الذاريات : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " .
ومن الذكريات ما يثير لواعج الأشواق إلى حبيب فقدناه ، أو إلى صديق صدوق طال غيابه عنا ، أو إلى برهة من الزمن جميلة عشناها ، فلو محيت تلك الذكريات من أنفسنا ، فكيف يصبح معنى الحياة لدينا إذن؟ وهل يجد الأدباء والشعراء عندها ما يقولونه؟ وهل يمكن لأي منا أن يكون شاعرا تفيض مشاعره بمثل مشاعر الذي قال :
ذكريات رسفت في أدمعي وشجوني وتمشت في دمايا
والذي  قال :
ذكـريات  عبرت أفق iiخيالي بـارقا  يلمع في جنح iiالليالي
نـبـهـت  قلبيَ  من iiغفوته وجلت لي ستر أيامي الخوالي
كـيـف  أنـسـاهـا iiوقلبي لـم  يـزل يـسـكن جنبي!
وأنى للذكريات أن تطمس ! :
يا لذكراك التي عاشت بها روحي على الوهم سنينا
ذهـبت من خاطري إلا صدى يعتادني حينا iiفحينا
قصيدة فيها حكمة ومع الحكمة موعظة:
للشاعر جميل صدقي الزهاوي قصيدة ذكرتها الموسوعة الشعرية الجديدة ، فيها حكمة ومع الحكمة موعظة :
زاغـت  تزول iiالحياة فـتـنـتهي iiالحركاتُ
أهـوى الـحياة iiولكن مـا لـلـحـياة iiثبات
هـنـاك  جيل هو الـ يوم  في التراب iiرفات
تـخفى عن العين iiفيه عـظـامـه iiالنخرات
إلـى  الـبـلى سبقته الآبـاء  والامـهـات
تبكي الشبابُ على شيـ ب  فـي الحفائر باتوا
والـشيب  تبكي iiشباباً عـاشوا  قليلا  وماتوا
إلـى  سـكون iiطويل سـتـنتهي  iiالحركات
ورُب آسٍ iiلـمـيـتٍ عـيـونـه iiخضِلاتُ
يردى  الصديق iiوتبقى مـن بـعده iiالذكريات
مـهـما كبرتُ iiفعندي مـن  الـمـنايا خشاة
كـأنـما  الموت iiذئب كـأنـمـا أنـا iiشـاة
والـموت  ليس iiبقاس تـحـق  مـنه الشكاة
عـنـد  المنية إن iiجا ءت  تـنتهي iiالنكبات
 وللذكرى صنيعة محمودة يذكرنا بها الحسن بن هانيء :
سَأَشكُرُ لِلذِكرى صَنيعَتَها iiعِندي وَتَمثيلَها لي مَن أُحِبُّ عَلى البُعدِ
يُـقَـرِّبُـهُ التَذكارُ حَتّى iiكَأَنَّني أُعـايِنُهُ  في  كُلِّ أَحوالِهِ عِندي
فَـقَد كادَتِ الذِكرى تَكونُ iiكَأَنَّها مُـشـاهَدَةٌ  لَولا التَوَحُّشُ iiلِلفَقدِ
إن الخبر الذي طالعته في العربي العلمي أفاد بأن خمسين من كل مائة من الناس الذين استطلعت آراؤهم حول الدواء المذكور ، والذي يمحو الذكريات المؤلمة ، رفضوا فكرة استعماله من أصلها ، وحسنا فعلوا .

8 - أغسطس - 2009
الذكريات تاريخ..
شهر المغفرة والخيرات    كن أول من يقيّم

كل عام وأنتم جميعا بخير ، وعفا الله عنكم..
أهنيء جميع القائمين على الوراق ، والسراة الأفاضل ، ومن شاركوا في هذا الملف الطيب ، بحلول شهر رمضان الكريم ، شهرالخيرات والبركات والمحبة ، وشهرالرحمة والمغفرة والعطف والود الصادق ؛ راجيا الله تعالى أن يعيده علينا جميعا ونحن في  حال أفضل من التي نحن فيها ، إنه سميع مجيب .  
 

22 - أغسطس - 2009
كل عام وأنتم بخير - رمضان كريم
الذكريات ، وحب الوطن ، والغربة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
 أخي العزيزالمتقد العاطفة ، أحمد عزو : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وصوما مقبولا ، وذنبا مغفورا ، وكذلك باقي الإخوة السراة :
أشارك الأستاذة لمياء رجاءها أن تعدل عن طلبك حذف مشاركتك الصادقة الثمينة ، والتي أوحت لي بما يلي :
لا يمكنني الجزم بأن حبنا أوطاننا صار من الذكربات ؛ ولكنني أكاد أجزم بأن البوح بهذا الحب يقترب من أن يكون من الذكريات إن لم يكن منها فعلا . فالخشية من البوح هي التي تسيطر علينا.. فقد آلت حالنا إلى أن ننسى أو نتناسى...
والغربة في بعض أشكالها ومعانيها لا تكون بالضرورة الغربة عن المكان  كما هو معلوم ، فهي ربما تكون كما قال المتنبي :
أَنـا  في أُمَّةٍ تَدارَكَها iiاللَ هُ غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ
أو كما قال الشاعر الكويتي فهد العسكر ، مثلا :
يا ناسُ قد أدمى اغترابي مـهـجتي والدار iiداري
أو كما حفظنا قديما :
 غريب الدار عليَّ جار ، زمانى قاسي وظالمنى
مشيت سواح مِسا وصباح ، أدوّر عللى راح منى
غريب الدار...
انا اللى الدهر عادانى وباعنى واشترى فيا
وخد أحبابى وادّانى بدلهم فكر وأسيّة...

البوح بحبنا أوطاننا صار من الذكريات :
كم منا اليوم يتغنى بـ :
أخي جاوز الظالمون المدى فـحق الجهاد وحق iiالفدا...
أو :
حب الوطن فرض عليا أفديه  بروحي iiوعنيا...
أو :
ياسماء الشرق طوفي بالضياء وانشري شمسك في كل iiسماء
وأحيانا نفطن بيت شوقي :
وطني  لو شغلت بالخلد iiعنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
ثم نتجادل :
هل كان شوقي مبالغا حين قال ما قال أم غير مبالغ!
 
وكل مكان ينبت العز طيب :
شطر بيت للمتنبي ردده العديد من الشعراء بعده.. بل إن العز والعدل حيث يتوفران في أي مكان ، يكون ذلك المكان محل العيش الكريم ، وإن الله سبحانه يقيم دولة الكفر إن كانت عادلة ، كما حفظنا عن ابن تيمية وغيره . فهل من مكان في أوطاننا ينبت العز فيه في هذه الأيام؟!
 الوراق اليوم :
الوراق اليوم ، وبغياب قطبي الغوث عنه ،  قد آلت مجالسه إلى الركود ، كما قالت الأستاذة لمياء ، ومال نجمه إلى الأفول ، ولم تعد تحدو سراته الرغبة في الكتابة كما كانت تحدوهم سابقا ، مع اعتقادي أن حرارة العلاقة الطيبة التي أنشأها الوراق من قبل بينهم لن تنطفيء جذوتها بإذن الله ، فالأدباء يمتازون بصدق المودة واتقاد العاطفة ، وأن أستاذنا زهير وأستاذتنا ضياء ، إن قدر لهما أن يعودا إلى الوراق كما كانا علمين كبيرين من اعلام الفكر والأدب ، فسوف يزهر الوراق من جديد ، وسف تغرد فوق أفنانه طيور الأدب بأجمل الأغاريد.. وحتى يحصل ذلك إن شاء الله ، فإن لنا في سراة الوراق عزاء وأي عزاء ؛ راجين ان تنشط هممهم نشاطا يعود على الجميع بالفائدة والخير العميم .
وأستاذنا زهير ، حفظه الله ورعاه ، أراسله في أحايين متباعدة . وكوني علمت منه كثرة انشغاله  بتحقيق الكتب والنصوص ، لا اثقل عليه بكثرة المراسلة ، ولكنني مطمئن تماما إلى أنه يحوط مواضيع الوراق بعنياته واهتمامه ، وان مشاركته في ملف التهنئة بحلول رمضان المبارك من مدة قريبة جعلته غير بعيد عنا .. روحه معنا ، وجسمه وراء ستار الانشغال بأعماله .

30 - أغسطس - 2009
الذكريات تاريخ..
نقد ذاتي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

تحياتي لحضراتكم أيها الوراقيون الأحباب ،
زادني الله أنسا بكم ، ونفعني بما تصوغه أقلامكم المتفننة الصادقة ، فشكرا لكم أي شكر .. ورحم الله جدة أختنا الأستاذة لمياء التي لها معها ذكريات جميلة دون ريب..
المقارنة التي عقدها أخي الأستاذ العزيز أحمد عزو بين الشعوب العربية وغيرها من الشعوب المتقدمة جعلتني أتذكر الحكاية التالية ، التي سمعتها من صديق نقلا عن الذي حصلت معه :
فلسطيني يقطن في العاصمة البريطانية ، وله جار إنكليزي لم تتعد العلاقة بينهما أكثر من صباح الخير ومساء الخير.. في أحد الأيام يلاحظ الفلسطيني رسما لوردة على بوابة حديقة منزله ، فيسر لمنظرها الجميل .. في مساء اليوم نفسه إذا بالجار الإنكليزي ومعه زوجه وابنه الفتى يقدمون إليه في زيارة هي الأولى التي يقومون بها لذلك الجار الفلسطيني ، وقد صنعوا كعكعة بيتية وجلبوها معهم هدية..
قال الإنكليزي لجاره الفلسطيني : جئنا نعتذر عما فعله ابننا حين رسم وردة على بوابة حديقة منزلكم..
قال الفلسطيني : لا داعي للاعتذار ، فانا مسرور جدا بما فعله ابنكم ، فقد رسم وردة جميلة تسر الخاطر وتبهج الناظر..
قال الإنكليزي : حسنا.. ولكن علينا أن نعيد لون البوابة كما كان ، وها نحن قد أحضرنا معنا علبة من الدهان بنفس لون البوابة..
قال الفلسطيني مندهشا : أرجوكم! قلت لكم إنني مسرور من صنيع ابنكم ، وأرغب في أن تبقى صورة الوردة على البوابة كما هي ، فلا داعي لأن تضيعوا مني سروري وبهجتي..
قال الإنكليزي : يا سيدي ، لا بد من إعادة لون البوابة الأصلي  ، ثم إن رغبت في أن يرسم ابننا لك وردة ، فاطلب منه ذلك ، أما وقد رسم ابننا الوردة دون إذن منك ، فعلينا أن نصحح خطأ ابننا أولا ؛ ليتعلم أن عليه أن لا يقوم بما قام به دون إذن..
حكاية أخرى :
ابن صديقي الذي حكى لي الحكاية الأولى ، هو نفسه قص على أبيه مايلي :
عندما كنت اعمل في ألمانيا رغبت مرة بالفرجة على واحد من فروع مصانع شركة مرسيدس للسيارات ، فذهبت إلى ذلك الفرع وصرت أتحدث إلى عامل هناك خلال قيامه بعمله ؛ ولكن ذلك العامل لم يعرني أي انتباه وظل يقوم بعمله متجاهلا وجودي..
في البرهة التي يتناول فيها عمال المصنع وجبة غذائية سريعة إذا بذلك العامل يتقدم نحوي قائلا : كنت تسألني أسئلة خلال قيامي بعملي ، ولم أتمكن من إجابتك ، فأنا لا أضيع وقت العمل سدى ، أما الآن ، فاسأل ما بدا لك..
وقصة أخرى حدثني إياها ابن صديقي نفسه قال :
عملت في شركة ألمانية تقوم ببناء الشقق وبيعها جاهزة.. في نهاية يوم من أيام تشطيب الشقق بالدهان  ،لاحظ المهندس المسئول أن اثر إبهام أحد العمال يبدو على واجهة غرفة من الغرف ، فجن جنونه ، واتصل برئيس العمال طالبا منه أن يحضر عماله بعدتهم وعديدهم لطمس أثر ذلك الإبهام على الرغم من انتهاء مدة العمل في ذلك اليوم ، وحضر العمال وقاموا بدهان الواجهة ( المبهّمة ) كاملة مرة أخرى..
قلت لمحدثي : هل حصل بينك وبين المسئول أمر لنا ولك فيه عبرة ، فقال : بلى ..
لاحظ المسئول أن الملف الذي أضع فيه أوراقي فيه ورقة خارج طرفها من بين دفتي الملف قليلا ، فقد كنت تسرعت في تثبيتها في الملف وهي مائلة.. قال المسئول : إنني أعجب من مهندس مثلك أن يرضى بأن تكون أوراق ملفه على هذا الشكل ! اعتذرت ، وقمت بتصحيح وضع الورقة المائلة .
أقول : على الرغم من ان لدينا عادات حسنة لا ينكرها منكر إلا اننا ، ولشديد الأسف ، أخذنا بتناسي تلك العادات شيئا فشيئا ، فكل جيل من اجيالنا يتقلب من حال حسنة إلى حال أقل حسنا إن لم تكن إلى السوء أقرب..
 قصة جرت أحداثها أمامي :
في دائرة حكومية في بلد من البلدان العربية تعج بمئات المراجعين ما وعيت إلا رجلا قد تخطى الصفوف الطويلة التي ينتظر أصحابها دورهم منذ الصباح الباكر ، وربما منذ أيام ، ويتجه مسرعا نحو الموظف الذي يتسلم المعاملات ؛ مقدما أوراق معاملته.. رحب به الموظف ترحيبا جميلا وختم أوراقه بسرعة وتسلمها.. صاح رجل مسن من الواقفين في الطوابير وقد أعياه طول الانتظار: إيش هذا! فيه كارت غوار هون؟! أجاب الموظف : نعم نعم ، إذا معك كارت غوار هاته!
ونقد ذاتي آخر :
في حفلات الأعراس عندنا كثيرا ما تقام تلك الحفلات في الشارع العام ، فيضطر أصحاب السيارات إلى سلوك طرق بعيدة للوصول إلى مساكنهم ، فعيب عليهم أن يتوقف الاحتفال ولو للحظة من أجل أن يمروا  . والأدهى من ذلك هو أن يكون في البلدة بيت عزاء أو أكثر ، بينما مضخمات الصوت الضخمة تصدح بالعتابا والميجنا وغيرهما إلى ما بعد منتصف الليل ، ناهيك عن المفرقعات التي تفوق في فرقعتها قصف الرعود في كوانين ، بل وتفوق هدير الطائرات الحربية الإسرائيلة وهي تخترق حاجز الصوت فوق رؤوسنا ... كان الناس فيما مضى يخجلون من الاحتفال بالأعراس فيوقفونها إذا دروا ان شخصا ما من اهل البلدة قد توفي ، أما اليوم فصار المطلوب من أهل المتوفى أن يؤجلوا إعلان الوفاة حتى تنتهي الأفراح والليالي الملاح..
اكتفي بهذا القدر من القصص والحكايات التي لا شك عندي ان لديكم منها الكثير ، وانتهي إلى القول : اللهم لا حول ولا قوة إلا بك .
 
 
 
 
 
 
 
على الرغم من ان لدينا عادات حسنة لا ينكرها منكر إلا اننا ولشديد الأسف أخذنا بتناسي تلك العادات شيئا فشيئا ، فكل جيل من اجيالنا يتقلب من حال حسنة إلى حال أقل حسنا إن لم تكن إلى السوء أقرب..

4 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
من ذكرياتي مع والدي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
  أحيي جميع المشاركين الأعزاء ؛ مسرورا بما اخبرنا به أستاذنا زهير من ان الأستاذة النجيبة لمياء نجمة الوراق قد اتمت حفظ القرءان الكريم غيبا ، فهنيئا لها وجعلها الله مثالا يحتذى في العلم والتقوى .
كان والدي رحمه الله ( توفي منذ عشرين عاما) معجبا بالإمام أحمد ابن حنبل أيما إعجاب ؛ رادا هذا الإعجاب إلى تقوى الإمام بالدرجة الأولى قبل علمه ، مع إعجابه بباقي الأئمة . وكثيرا ما كان يردد أمامي وأنا فتى هذين البيتين المنسوبين للإمام الشافعي :
قـالوا  يزورك أحمد iiوتزوره قلت  الفضائل لا تفارق منزله
إن زارنـي فبفضله أو iiزرته فلفضله فالفضل في الحالين له
وكان يعيد على مسامعي ما قيل عن عدد النصارى الذين أسلموا يوم وفاة الإمام ، وكم حمل بعيرٍ من الكتب كان الإمام يحفظها عن ظهر قلب ، وأن المحبرة لم تفارق الإمام حتى المقبرة ، وفوق ذلك كله الفتنة التي حصلت للإمام أيام المأمون والمعتصم والواثق ، وما جرى له خلالها من ضرب بالسياط وحبس بلغت مدته ثمانية وعشرين شهرا دون أن يتنازل عن التمسك بأن القرءان الكريم كلام الله غير مخلوق.. تمسك أملاه عليه ما يعرفه عن عصر الصحابة رضوان الله عليهم ، الذي خلا من مثل هذه الأمور الفلسفية .
كنت أتساءل أمام والدي : مسند الإمام أحمد يقال إن فيه أحاديث ضعيفة وربما موضوعة ، وكذلك يقال عن إحياء علوم الدين للغزالي كذلك ، فكيف لنا الوثوق بمثل هذين الكتابين؟! أجاب والدي : يا بني ، تدوين الحديث وروايته مجهود بشري معرض للخطأ والصواب ونوازع النفس البشرية ؛ ولكن التقوى أقوى . فكن تقيا ولا عليك من أخطاء التدوين بالغة ما بلغت . ثم يكمل : الحلال بين والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات...
كان والدي يخشى الخوض في خلافات العلماء السابقين ، ويهتم بإجلالهم وتعطير سيرهم حتى أولئك العلماء الذين خالفوا أهل السنة والجماعة كالمعتزلة مثلا ؛ محسنا الظن بالعلماء ، وأن مقاصدهم كانت خيرا اجتهدوا من أجله ما وسعهم الجهد.. أما نياتهم على حقيقتها ، فكان يدعها لله عز وجل .
قلت له مرة : هل صحيح أن الحنابلة أيام النزاع بين أصحاب المذاهب كانوا يحرضون العميان من أتباعهم على الهجوم على أصحاب المذاهب الأخرى في مساجدهم مزودين إياهم بالعصي؟ كان يضحك طويلا وهو يقص علي بعض الحكايات القديمة التي كانت تتعلق بالتعصب المذهبي ، ثم يتلو :  " تلك أمة قد خلت ، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ، ولا تسألون عما كانوا يعملون " .
وتمضي السنون وأنا غير راض عن طريقة والدي في التفكير العلمي وتمسكه فقط بالتقوى ، فلم أتوصل إلى نتيجة تريح حالي المرهقة مما أطالعه من خلافات العلماء القدماء في مختلف أنواع العلوم ، ثم ، وبعد وفاة والدي ببضع سنين ، توصلت إلى أن الأخطاء البشرية لا تنتهي ، وان ما أراه صوابا يمكن أن يكون خطأ ، وان ما أراه خطأ ربما يكون صوابا ، فما الذي أجنيه من وراء تمسكي برأييى ؟! هل أجني الإعجاب بنفسي للحظات يمكن ان أنتهي بعدها إلى أن إعجابي لم يكن في محله فأخجل من تسرعي بالثقة بنفسي ؟! هل انتفع عند ربي بفلسفتي وتنطعي والظن باني توصلت إلى الحق؟! أقول الآن : كل ذلك لم ينفعني بشيء ، ولم ينفعني بعون الله إلا السعي إلى تحصيل  التقوى سعي الظاميء إلى الماء العذب الزلال .
رحم الله أمواتنا وغفر لهم  ولنا .
 

8 - سبتمبر - 2009
الذكريات تاريخ..
كل عام وانتم بخير    كن أول من يقيّم

شكرا لك يا دكتور محمد ، وجزاك الله خيرا.. وشكرا على مباركة استاذنا زهير المعبرة..
أعاد الله علينا جميعا العيد السعيد باليمن والبركة ، وكل عام وسراة الوراق ومرتاديه بخير . 

23 - سبتمبر - 2009
عيدكم مبارك
شكرا على هذا الموضوع    كن أول من يقيّم

السلام عليكم ورحمة الله ،
أستاذنا وشاعرنا الغالي عمر خلوف ،
بارك الله نفسك الطيبة ، وعلومك الصحيحة النافعة ، التي اعتدتُ  الاستفادة منها منذ زمن بعيد ، وشكرا لك على هذا الموضوع المفيد .
ضروب بحر الخفيف الخليلية الخمس ، التي تفضلت بذكرها ، جعلتني أتساءل عن " فالاتن = مفعولن " التي يمكن أن تكون ضربا لبعض أبيات بحر الخفيف ، وهل هي شكل سادس أم لا؟ وإذا لم تكن شكلا سادسا فماذا نعدها؟ وهل التشعيث الذي يقع على " فاعلاتن " في بحر الخفيف لا يجعل منها ضربا منفردا؟ إن تساؤلي ربما يعود لجهلي بالأسس التي تقوم عليها أشكال البحور المتعددة .
ومن الطريف ذكره أنني ، وقبيل دخولي إلى الوراق الآن ، كنت أطالع قصيدة من بحر الخفيف للشاعر الشهير محمود حسن إسماعيل ، وهذه أبيات منها :
قلتُ : والنار في دمي كيف تهدا = إن حجبتِ الضياء من قسماتك
 إنّ زادي من الحياة وميضٌ = رشفته العيون من بسماتك
إن رنوتِ موجةُ نور = أشرقت في الجَنان من نظراتك (يبدو لي أن صدر هذا البيت مختل الوزن جراء أخطاء الطباعة )
كم طغى البؤس عابثا بشبابي = فقبستُ النعيم من وجناتك
وزيادة في الطرافة ، فقد ألفيت هذه القصيدة وقد نحلها أحد كتبة الشبكة نفسه دون أن يكلف نفسه أي عناء سوى عناء تبديل عنوان القصيدة .
 

6 - أكتوبر - 2009
التجديد الوزني في البحر الخفيف
بين الحسد والغبطة والغيرة    كن أول من يقيّم

كنت قد نويت المشاركة ثاني يوم من اطلاعي على هذا الموضوع ؛ ولكن حال بيني وبينها  خلل في مستعرض المواقع فاستبدلته بمستعرض آخر. وهذه مشاركتي :
أما أنا فأغبط الأستاذ سعيد على ما آتاه الله من حسن الخلق وسعة العلم ، ومن صادق النظرة وإصابة الفكرة ، ولا أحسده بالطبع ، كما أغبط الأساتذة القائمين على الوراق ، وسراته ومرتاديه جميعا .
وأما الغبطة كما هو معلوم ، فليست من الحسد في شيء ، فالفرق بينهما بين :
قال أبو هلال العسكري في معجم الفروق اللغوية:
" الفرق بين الغبط والحسد: أن الغبط هو أن تتمنى أن يكون مثل حال المغبوط  لك من غير أن تريد زوالها عنه، والحسد أن تتمنى أن تكون حاله لك دونه، فلهذا ذم الحسد ولم يذم الغبط، فأما ما روي أنه عليه السلام سئل فقيل له : أيضر الغبط ؟  فقال: نعم ، كما يضر العصا الخبط. فإنه أراد أن تترك مالك فيه سعة ؛ لئلا تدخل في المكروه . وهذا مثل قولهم : ليس الزهد في الحرام ؛ إنما الزهد في الحلال، والاغتباط الفرح ." .
وفي خزانة البغدادي الأدبية :
" يقال: غبطت الرجل أغبطه غبطاً من باب ضرب، والاسم الغبطة بالكسر، إذا اشتهيت أن يكون لي مثل ما له، وأن يدوم عليه ما هو فيه.
وحسدته أحسده حسداً، إذا اشتهيت أن يكون لي ما له، وأن يزول عنه ما هو فيه." .
طرفتان من " ربيع الأخيار ونصوص الأخبار" للزمخشري :
" تكلم رجل عند عبد الله بن عباس فأكثر الخطأ، فدعا بغلام له فأعتقه، فقال له الرجل: ما سبب هذا الشكر؟ فقال: أن لم يجعلني مثلك.
شهد سلمي الموسوس عند جعفر بن سليمان على رجل فقال: هو أصلحك الله ناصبي، رافضي، قدري، مجبر، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان. فقال له جعفر: لا أدري على أي شيء أحسدك أعلى علمك بالمقالات أم على معرفتك بالأنساب؟ قال: أصلح الله الأمير ما أخرجتُ من الكتّاب حتى حذقت هذا
كله." .
العين والحسد :
الحسد عاطفة إنسانية مذمومة ويبعد أن تكون ذات شكل مادي . وربما المقصود بالعين غير ذاتها التي وظيفتها النظر إلى الأجسام لتراها ، فالأعمى يمكن أن يكون حسودا أيضا . وإذا كانت العين نفسها هي المقصودة لذاتها، فعلى سبيل التغليب ، فالمبصرون أكثر عددا بكثير من غير المبصرين . والله تعالى أعلم ، ووقانا من شر الحاسدين إذا حسدوا ، فشرهم لا تطاق عواقبه .
بين الحسد والغيرة :
بما أن الحسد عاطفة إنسانية سيئة جدا وينتج عنها أضرار متعددة ، فإن الواجب على العاقل أن يهذب نفسه الأمارة بالسوء ، ويقذف بالحسد بعيدا ، أو يحوله إلى غيرة على أقل تقدير . فالغيرة ربما تحث صاحبها على الرقي بمستواه الأخلاقي والمادي ؛ ليكون لديه ما لدى المغير منه من علم مفيد ، أو مال حلال ، أو خلق حسن ، وربما هذا الحث يجعله يبز غيره في امتلاك الصفات الحسنة والمنافع الدنيوية الطيبة . 
وهذا ما جد على مشاركتي :
تعقيب على مشاركة الأستاذ الفاضل طماح :
"ولكن أليس من الغريب أن هذا الداء منتشر بين العرب في حين أنا لا نسمع بذلك بين غيرهم؟!"
 وبما أن أحد أسباب تولد الحسد في النفوس هو التمايز الطبقي المبني على غير الحق ، فإن تقلص الفوارق الطبقية ، الاجتماعية منها والمادية على وجه الخصوص ، بين أفراد الشعوب في الدول المتقدمة يقلص كثيرا من وجود داء الحسد بينها  ( وهذا ما نبهتني إليه مشاركة أخينا الفاضل ، د.سامي زهران ) . فالحسد لدى أفراد تلك الشعوب موجود ؛ ولكن بصورة أقل . ونجده بين قادة الدول ، والأحزاب السياسية متوفرا ؛ مضافا إليه الكراهية والحقد ، وصنع الدسائس والمؤامرات ؛ احتجاجا بالمصالح ، ودون التفات إلى الأخلاق الحسنة . 
ولا ريب في أن التوجه الحق نحو الإيمان الديني ، بصدق وإخلاص ، يساعد كثيرا في التخلص من جميع الأدواء ؛ ولكن ذلك يتطلب منا فهما مستقيما لنصوص الدين دون تدخل من المصالح والأهواء . والنصوص منها ما يحتمل دلالات تبدو متباينة بين مطالع لها وآخر ؛ ولكن فهم ما طبعت عليه النفس الإنسانية في أصل جبلتها لا يختلف فيه اثنان صادقان . فلا يستحسن الكذب ، ولا يُذم الصدق ، ولا يستحسن الاستيلاء على حقوق الغير ، ولا يذم إعطاء كل ذي حق حقه . وكذلك لا يستحسن الحسد ، ولا تحبذ الكراهية إلا ما يكرهه الله تعالى .
بارك الله فيكم 

20 - أكتوبر - 2009
الإنفلونزا الحقيقية
 39  40  41  42  43