وخيانة في قراءة المواقف أيضا... كن أول من يقيّم
استغربت كثيرا من طريقة عرض هذا الموضوع، وقد رجعت إلى المقالة المشار إليها والموسومة ب: "هل تم التستر على خيانة 'ابن خلدون'؟" لكاتبها: د.حسين سرمك حسن. ووجدته يستعرض بعض الكتابات حول ابن خلدون، وكيف أنه يأخذ عليها التستر على ابن خلدون في قصته مع "تيمور لينك" خلال الغزو التتري. وقد اكتفى الباحث بذكر بعض النصوص المقتطفة من كلام ابن خلدون رحمه الله، ليستدل بها على خيانةٍ ينسبها لابن خلدون خان بها أمته. وهو أمر غير مُسَلم، فكيف يُنسب لابن خلدون الخيانة وهو الذي كتب ما كتب بيده وبنانه؟ وأظن الباحث لو ذكر السؤال بوجه آخر لكان موفقا في التعبير ـ وإن كنت لا أوافقه في ذلك أيضا ـ كأن يقول: لماذا ذكر ابن خلدون خيانته لأمته ؟ وكيف استطاع أن يُسطر بيده هذه الخيانة ؟ وأظن الذين يتحدث عنهم الباحث من أهل العقل والحداثة والفضل والكبرياء لن يستطيعو أن يكتبو عن واقعنا الحاضر مثل ما كتب ابن خلدون عن مكاتباته ومشاهداته ومجالساته ورحلاته ومغامراته.... والبحث التاريخي يستلزم الوقوف عند الكثير من المصادر المعتمدة في البحث التاريخي، بالإضافة إلى الإلمام ببعض العلوم المساعدة، والإلمام بتاريخ العصر الذي نود أن ندرسه، وأشير إلى كتاب جيد في بابه يستحثنا على كيفية التعامل مع المصادر في علم التاريخ: للدكتور أسد رستم، وسمه ب: مصطلح التاريخ: بحث في نقد الأصول وتحري الحقائق التاريخية وإيضاحها وعرضها وفيما يقابل ذلك في علم الحديث. وللحديث بقية. وتحيتي. |