ابن منظور الصوفي صاحب الزاوية كن أول من يقيّم
ويستوقفنا في خطط المقريزي ما حكاه في التعريف بزاوية ابن منظور قال: هذه الزاوية خارج القاهرة بخط الدكة بجوار المقس، عُرفت بالشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن منظور بن يس بن خليفة بن عبد الرحمن أبو عبد الله الكتانيّ العسقلانيّ الشافعيّ الصوفيّ، الإمام الزاهد، كانت له معارف واتباع ومريدون ومعرفة بالحديث، حدّث عن أبي الفتوح الجلالئ وروي عنه الدمياطيّ وا!دواداريّ وعحّة من الناس، ونظر في الفقه واشتهر بالفضيلة، وكانت له ثروة وصدقات. ومولده في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ووفاته بزاويته في ليلة الثاني والعشرين من شهر رجب الفرد، سنة ست وتسعين وستمائة *، وكانت هذه الزاوية أوّلاَ تُعرف بزاوية شمس الدين بن كرا البغداديّ. انتهى ما حكاه المقريزي وقد ترجم الصفدي له في الوافي فقال: محمد بن أحمد بن منظور الأمام الزاهد أبو عبد الله الكناني المصري العسقلاني. شيخ صالح عارف له مريدون وأتباع وزاوية بالمقس، حدث عن أبي الفتوح الجلاجلي وروى عنه الدمياطي والدواداري وكان فقيها فاضلا وله جدة وصدقة، توفي سنة ست وسبعين وست ماية) وترجم له اليونيني في (ذيل مرآة الزمان) فقال: محمد بن أحمد بن منظور بن عبد الله. مولده في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وخمس مائة، كان له زاوية بظاهر المقس بالديار المصرية، وبها جماعة من الفقراء مقيمون على الدوام وهو متكفل بأمرهم وخدمتهم والإقامة بهم، وكذلك يخدم من يرد عليه من المسافرين والزوار. ويعمل في كل سنة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ويغرم عليها جملة كثيرة ويجتمع فيه خلق كثير عظيم، وكان يكتسب بعمل الحرير وغيره، ولا يقبل بر أحد إلا أن يكون صاحبه، فيقبله على سبيل الهدية. وكان له جدة كبيرة وصدقة وبر، ويتكلم في زاويته على طريق الوعاظ، وعنده فضيلة، وتعبد كبير، ولكثير من الناس به عقيدة حسنة، وكان موضعاً لذلك. و توفي إلى رحمة الله تعالى بزاويته ليلة الاثنين ثاني وعشرين شهر رجب، ودفن من الغد بالقرافة الصغرى رحمه الله تعالى. ومن العجب أنني كنت أجتمع به في السنة الخالية، وتحادثنا فشرع يتبرم بسكنى الديار المصرية، ويقول: وددت لو كنت بالشام - مقر الأنبياء - لأموت به. فقلت له: ما يمنعك من النقل إلى الشام؟ فقال لي: هنا معشوق لا أقدر على مفارقته ولا البعد عنه. فقلت: من هو؟ قال: الشيخ شمس الدين بن الشيخ العماد. فاتفق موت الشيخ شمس الدين رحمه الله في أوائل هذه السنة. وموت الفقيه ابن منظور رحمه الله في هذا التاريخ بينهما ستة أشهر جمع الله بينهما في دار كرامته ــــــــــــــ * كذا في نشرة الوراق وهذ التاريخ خطأ والصواب ان وفاته سنة (676) |