البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات سعيد أوبيد الهرغي

 38  39  40  41  42 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
العقول الفاسدة...أو العقول المعاصرة...    كن أول من يقيّم

   ذكر ابن حزم رحمه الله مسألة اللهو والغناء والمزامير في كتاب البيوع ( مَسْأَلَة بَيْع آلات اللَّهْو): ونص كلامه رحمه الله بطوله:
مَسْأَلَة بَيْع آلات اللَّهْو:
1566 - مَسْأَلَةٌ: وَبَيْعُ الشِّطْرَنْجِ، وَالْمَزَامِيرِ، وَالْعِيدَانِ، وَالْمَعَازِفِ، وَالطَّنَابِيرِ: حَلالٌ كُلُّهُ، وَمَنْ كَسَرَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ضَمِنَهُ، إلا أَنْ يَكُونَ صُورَةً مُصَوَّرَةً فَلا ضَمَانَ عَلَى كَاسِرِهَا؛ لِمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ؛ لأَنَّهَا مَالٌ مِنْ مَالِ مَالِكِهَا - وَكَذَلِكَ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ وَابْتِيَاعُهُنَّ.
قَالَ تَعَالَى : { خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } (1)، وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ } (2)، وَقَالَ تَعَالَى : { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } (3)، وَلَمْ يَأْتِ نَصٌّ بِتَحْرِيمِ بَيْعِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَرَأَى أَبُو حَنِيفَةَ الضَّمَانَ عَلَى مَنْ كَسَرَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ.
وَاحْتَجَّ الْمَانِعُونَ بِآثَارٍ لا تَصِحُّ، أَوْ يَصِحُّ بَعْضُهَا، وَلا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهَا، وَهِيَ :  مَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِيِّ أَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الأَزْرَقِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " كُلُّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ فَبَاطِلٌ، إلا رَمْيَ الرَّجُلِ بِقَوْسِهِ، أَوْ تَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، أَوْ مُلاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ " (4).
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الأَزْرَقِ مَجْهُولٌ.
__________
(1) - سورة البقرة آية : 29.
(2) - سورة البقرة آية : 275.
(3) - سورة الأنعام آية : 119.
(4) - النسائي : الخيل (3578) ، أبو داود : الجهاد (2513) ، أحمد (4/144) ، الدارمي : الْجِهَادِ (2405).
*************************************************************************************************************
 
   وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ جَابِرٍ أَنَا أَبُو سَلامٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ لِي عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " لَيْسَ لَهْوُ الْمُؤْمِنِ إلا ثَلاثٌ " ثُمَّ ذَكَرَهُ - خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ مَجْهُولٌ.
وَمِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ أَنَا سَعِيدٌ أَنَا ابْنُ حَفْصٍ أَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ رَأَيْت جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَابِرَ بْنَ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيَّيْنِ يَرْمِيَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ " أَمَا سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ لَعِبٌ، لا يَكُونُ أَرْبَعَةً: مُلاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَعْلِيمُ الرَّجُلِ السِّبَاحَةَ ".
    هَذَا حَدِيثٌ مَغْشُوشٌ مُدَلَّسٌ دُلْسَةَ سُوءٍ؛ لأَنَّ الزُّهْرِيَّ الْمَذْكُورَ فِيهِ لَيْسَ هُوَ ابْنَ شِهَابٍ، لَكِنَّهُ رَجُلٌ زُهْرِيٌّ مَجْهُولٌ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ :  رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الْحَرَّانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ - هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ - وَهُوَ خَالُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ - عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ: رَأَيْت جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَابِرَ بْنَ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيَّيْنِ يَرْمِيَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ اللَّهِ  تَعَالَى  فَهُوَ لَهْوٌ وَلَعِبٌ، إلا أَرْبَعَةً: مُلاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمَشْيُهُ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَعْلِيمُ الرَّجُلِ السِّبَاحَةَ " فَسَقَطَ هَذَا الْخَبَرُ.
   وَرُوِّينَاهُ أَيْضًا: مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيم أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ أَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ رَأَيْت جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَابِرَ بْنَ عُبَيْدٍ، فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ لَغْوٌ وَسَهْوٌ " عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ غَيْرُ مَشْهُورٍ بِالْعَدَالَةِ، ثُمَّ لَيْسَ فِيهِ إلا أَنَّهُ سَهْوٌ وَلَغْوٌ وَلَيْسَ فِيهِ تَحْرِيمٌ.
وَرُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيِّ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمُغَنِّيَةَ وَبَيْعَهَا وَثَمَنَهَا وَتَعْلِيمَهَا وَالاسْتِمَاعَ إلَيْهَا ".
   فِيهِ: لَيْثٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي رَزِينٍ وَهُوَ مَجْهُولٌ لا يُدْرَى مَنْ هُوَ عَنْ أَخِيهِ، وَمَا أَدْرَاك مَا عَنْ أَخِيهِ هُوَ مَا يُعْرَفُ وَقَدْ سُمِّيَ، فَكَيْفَ أَخُوهُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ.
   وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ أَنَا أَبُو أَحْمَدَ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا لاحِقُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَقْدِسِيُّ - قَدِمَ مَرْوَ - أَنَا أَبُو الْمُرَجَّى ضِرَارُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَيْرٍ الْقَاضِي الْجِيلانِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ الْحِمْصِيُّ أَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إذَا عَمِلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلاءُ - فَذَكَرَ مِنْهُنَّ وَاِتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ، وَالْمِعْزَفَ فَلْيَتَوَقَّعُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ، وَمَسْخًا وَخَسْفًا " (1).
لاحِقُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَضِرَارُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْحِمْصِيُّ - مَجْهُولُونَ -.
__________
(1) - الترمذي : الْفِتَنِ (2210).
*************************************************************************************************************

28 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
تابع نص ابن حزم.    كن أول من يقيّم

وَفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ حِمْصِيٌّ مَتْرُوكٌ، تَرَكَهُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ.
   وَمِنْ طَرِيقِ قَاسِمِ بْنِ أَصْبَغَ أَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ أَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ كَيْسَانَ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ أَنَا مُعَاوِيَةُ قَالَ " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ تِسْعٍ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُنَّ الآنَ - فَذَكَرَ فِيهِنَّ :  الْغِنَاءَ، وَالنَّوْحَ ".
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ضَعِيفٌ، وَكَيْسَانُ مَجْهُولٌ.
   وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُد أَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ أَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ شَيْخٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: سَمِعْت ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " إنَّ الْغِنَاءَ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ " (1) عَنْ شَيْخٍ عَجَبٌ جِدًّا.
وَمِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْجَهْمِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ أَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ أَنَا حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُضْرَبُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْقَيْنَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ " (2).
__________
(1) - أبو داود : الْأَدَبِ (4927).
(2) - الدارمي : الْأَشْرِبَةِ (2100).
   *************************************************************************************************************
 
   مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ضَعِيفٌ، وَلَيْسَ فِيهِ: أَنَّ الْوَعِيدَ الْمَذْكُورَ إنَّمَا هُوَ عَلَى الْمَعَازِفِ، كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى اتِّخَاذِ الْقَيْنَاتِ - وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ عَلَى اسْتِحْلالِهِمْ الْخَمْرَ بِغَيْرِ اسْمِهَا، وَالدِّيَانَةُ لا تُؤْخَذُ بِالظَّنِّ.
   حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ الْحَضْرَمِيُّ الْقَاضِي أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلاصِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَعْبَانَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْغِمْرِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ بِحِمْصَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَنَا عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ - هُوَ ابْنُ نُعَيْمٍ - أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " مَنْ جَلَسَ إلَى قَيْنَةٍ فَسَمِعَ مِنْهَا صَبَّ اللَّهُ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مُرَكَّبٌ، فَضِيحَةٌ مَا عُرِفَ قَطُّ مِنْ طَرِيقِ أَنَسٍ، وَلا مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَلا مِنْ جِهَةِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَكُلُّ مَنْ دُونَ ابْنِ الْمُبَارَكِ إلَى ابْنِ شَعْبَانَ مَجْهُولُونَ.
__________
(1) - الدارمي : الْأَشْرِبَةِ (2100).
*************************************************************************************************************
 
وَابْنُ شَعْبَانَ فِي الْمَالِكِيِّينَ نَظِيرُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ قَانِعٍ فِي الْحَنَفِيِّينَ، قَدْ تَأَمَّلْنَا حَدِيثَهُمَا فَوَجَدْنَا فِيهِ الْبَلاءَ الْبَيِّنَ، وَالْكَذِبَ الْبَحْتَ، وَالْوَضْعَ اللائِحَ، وَعَظِيمَ الْفَضَائِحِ، فَإِمَّا تَغَيَّرَ ذِكْرُهُمَا، أَوْ اخْتَلَطَتْ كُتُبُهُمَا، وَإِمَّا تَعَمَّدَا الرِّوَايَةَ عَنْ كُلِّ مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ مِنْ كَذَّابٍ، وَمُغَفَّلٍ يَقْبَلُ التَّلْقِينَ.
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ - وَهُوَ ثَالِثَةُ الأَثَافِي: أَنْ يَكُونَ الْبَلاءُ مِنْ قِبَلِهِمَا - وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ، وَالصِّدْقَ، وَصَوَابَ الاخْتِيَارِ.
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَعْبَانَ قَالَ: رَوَى هَاشِمُ بْنُ نَاصِحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " مَنْ مَاتَ وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ مُغَنِّيَةٌ فَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِ ".
هَاشِمٌ، وَعُمَرُ: مَجْهُولانِ، وَمَكْحُولٌ لَمْ يَلْقَ عَائِشَةَ، وَحَدِيثٌ لا نَدْرِي لَهُ طَرِيقًا، إنَّمَا ذَكَرُوهُ هَكَذَا مُطْلَقًا، " أَنَّ اللَّهَ  تَعَالَى  نَهَى عَنْ صَوْتَيْنِ مَلْعُونَيْنِ: صَوْتِ نَائِحَةٍ، وَصَوْتِ مُغَنِّيَةٍ " وَهَذَا لا شَيْءَ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُطَرِّحِ بْنِ يَزِيدَ أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " لا يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ وَلا شِرَاؤُهُنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ وَقَدْ نَزَلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } (1) الآيَةَ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَطُّ عَقِيرَةَ صَوْتِهِ بِغِنَاءٍ إلا ارْتَدَفَهُ شَيْطَانَانِ يَضْرِبَانِهِ عَلَى صَدْرِهِ وَظَهْرِهِ حَتَّى يَسْكُتَ ".
إسْمَاعِيلُ ضَعِيفٌ، وَمُطَرِّحٌ مَجْهُولٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زُحَرَ ضَعِيفٌ، وَالْقَاسِمُ ضَعِيفٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ دِمَشْقِيٌّ مُطَّرَحٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
__________
(1) - سورة لقمان آية : 6.
 
*************************************************************************************************************
 
وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ الأَنْدَلُسِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيِّ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " لا يَحِلُّ تَعْلِيمُ الْمُغَنِّيَاتِ، وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا بَيْعُهُنَّ، وَلا اتِّخَاذُهُنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } (1) وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا رَفَعَ رَجُلٌ عَقِيرَتَهُ بِالْغِنَاءِ إلا ارْتَدَفَهُ شَيْطَانَانِ يَضْرِبَانِ بِأَرْجُلِهِمَا صَدْرَهُ وَظَهْرَهُ حَتَّى يَسْكُتَ ".
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ حَبِيبٍ أَيْضًا: أَنَا ابْنُ مَعْبَدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ تَعْلِيمَ الْمُغَنِّيَاتِ وَشِرَاءَهُنَّ، وَبَيْعَهُنَّ، وَأَكْلَ أَثْمَانِهِنَّ ".
أَمَّا الأَوَّلُ: فَعَبْدُ الْمَلِكِ هَالِكٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ضَعِيفٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ.
وَالثَّانِي: عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالْقَاسِمِ أَيْضًا، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ضَعِيفٌ.
__________
(1) - سورة لقمان آية : 6.
*************************************************************************************************************

28 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
نص ابن حزم.    كن أول من يقيّم

   وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِي إبِلٌ، أَفَأَحْدُو فِيهَا  قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَأُغَنِّي فِيهَا  قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ الْمُغَنِّيَ أُذُنَاهُ بِيَدِ شَيْطَانٍ يُرْغِمُهُ حَتَّى يَسْكُتَ ".
هَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ، وَالْعُمَرِيُّ الصَّغِيرُ - وَهُوَ ضَعِيفٌ.
   وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو دَاوُد - هُوَ سُلَيْمُ بْنُ سَالِمٍ بَصْرِيٌّ - أَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " يُمْسَخُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْهَدُونَ أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ  قَالَ: نَعَمْ، وَيُصَلُّونَ، وَيَصُومُونَ، وَيَحُجُّونَ قَالُوا: فَمَا بَالُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ: اتَّخَذُوا الْمَعَازِفَ وَالْقَيْنَاتِ، وَالدُّفُوفَ، وَيَشْرَبُونَ هَذِهِ الأَشْرِبَةَ، فَبَاتُوا عَلَى لَهْوِهِمْ، وَشَرَابِهِمْ، فَأَصْبَحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ " (1).
__________
(1) - أبو داود : اللِّبَاسِ (4039).
*************************************************************************************************************
 
 
هَذَا عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمَّ، وَلَمْ يُدْرَ مَنْ هُوَ  وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَيْضًا: أَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ أَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " تَبِيتُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى لَهْوٍ وَلَعِبٍ، وَأَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، يَكُونُ فِيهَا خَسْفٌ، وَقَذْفٌ، وَيُبْعَثُ عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَائِهِمْ رِيحٌ فَتَنْسِفُهُمْ، كَمَا نَسَفَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِاسْتِحْلالِهِمْ الْحَرَامَ، وَلُبْسِهِمْ الْحَرِيرَ، وَضَرْبِهِمْ الدُّفُوفَ، وَاِتِّخَاذِهِمْ الْقِيَانَ " (1).
وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ ضَعِيفٌ، نَعَمْ: وَسُلَيْمُ بْنُ سَالِمٍ، وَحَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو: لا أَعْرِفُهُمْ - فَسَقَطَ هَذَانِ الْخَبَرَانِ بِيَقِينٍ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمَرَنِي بِمَحْوِ الْمَعَازِفِ، وَالْمَزَامِيرِ، وَالأَوْثَانِ، وَالصُّلُبِ: لا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ، وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا تَعْلِيمُهُنَّ، وَلا التِّجَارَةُ بِهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ " (2) نَعْنِي الضَّوَارِبَ - الْقَاسِمُ ضَعِيفٌ.
__________
(1) - أحمد (5/259).
(2) - أحمد (5/268).
*************************************************************************************************************
 
 
   وَمِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: أَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلابِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غُنْمٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ - وَوَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ، وَالْمَعَازِفَ " (1).
   وَهَذَا مُنْقَطِعٌ لَمْ يَتَّصِلْ مَا بَيْنَ الْبُخَارِيِّ وَصَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ - وَلا يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ أَبَدًا، وَكُلُّ مَا فِيهِ فَمَوْضُوعٌ، وَوَاللَّهِ لَوْ أُسْنِدَ جَمِيعُهُ أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُ فَأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقِ الثِّقَاتِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَا تَرَدَّدْنَا فِي الأَخْذِ بِهِ.
وَلَوْ كَانَ مَا فِي هَذِهِ الأَخْبَارِ حَقًّا مِنْ أَنَّهُ لا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ لَوَجَبَ أَنْ يُحَدَّ مَنْ وَطِئَهُنَّ بِالشِّرَاءِ، وَأَنْ لا يَلْحَقَ بِهِ وَلَدُهُ مِنْهَا.
ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا تَحْرِيمُ مِلْكِهِنَّ، وَقَدْ تَكُونُ أَشْيَاءُ يَحْرُمُ بَيْعُهَا وَيَحِلُّ مِلْكُهَا وَتَمْلِيكُهَا كَالْمَاءِ، وَالْهِرِّ، وَالْكَلْبِ -.
هَذَا كُلُّ مَا حَضَرَنَا ذِكْرُهُ مِمَّا أُضِيفَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) - أبو داود : اللِّبَاسِ (4039).
*************************************************************************************************************
 
 
   وَأَمَّا عَمَّنْ دُونَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَرُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ  تَعَالَى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } (1) الآيَةَ، فَقَالَ: الْغِنَاءُ، وَاَلَّذِي لا إلَهَ غَيْرُهُ.
وَمِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ، قَالَ: الْغِنَاءُ، وَشِرَاءُ الْمُغَنِّيَةِ.
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ، قَالَ: الْغِنَاءُ، وَنَحْوُهُ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْكُوفِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ: وَالْمِزْمَارُ حَرَامٌ، وَالْكُوبَةُ حَرَامٌ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ.
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو وَكِيعٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُنَا يَأْخُذُونَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ يَخْرِقُونَ الدُّفُوفَ.
__________
(1) - سورة لقمان آية : 6.
*************************************************************************************************************
 
 
   وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ } (1) قَالَ: الْغِنَاءُ - وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانُ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي هَذِهِ الآيَةِ، قَالَ: هُوَ الْغِنَاءُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لا حُجَّةَ فِي هَذَا كُلِّهِ لِوُجُوهٍ :
أَحَدُهَا: أَنَّهُ لا حُجَّةَ لأَحَدٍ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ قَدْ خَالَفَ غَيْرَهُمْ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّ نَصَّ الآيَةِ يُبْطِلُ احْتِجَاجَهُمْ بِهَا؛ لأَنَّ فِيهَا { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } (2) وَهَذِهِ صِفَةٌ مَنْ فَعَلَهَا كَانَ كَافِرًا، بِلا خِلافٍ، إذَا اتَّخَذَ سَبِيلَ اللَّهِ تَعَالَى هُزُوًا.
وَلَوْ أَنَّ امْرَأً اشْتَرَى مُصْحَفًا لِيُضِلَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَتَّخِذُهَا هُزُوًا لَكَانَ كَافِرًا، فَهَذَا هُوَ الَّذِي ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى ، وَمَا ذَمَّ قَطُّ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ اشْتَرَى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيَلْتَهِيَ بِهِ وَيُرَوِّحَ نَفْسَهُ، لا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَبَطَلَ تَعَلُّقُهُمْ بِقَوْلِ كُلِّ مَنْ ذَكَرْنَا.
__________
(1) - سورة لقمان آية : 6.
(2) - سورة لقمان آية : 6.
*************************************************************************************************************
 
 
   وَكَذَلِكَ مَنْ اشْتَغَلَ عَامِدًا عَنْ الصَّلاةِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، أَوْ بِقِرَاءَةِ السُّنَنِ، أَوْ بِحَدِيثٍ يَتَحَدَّثُ بِهِ، أَوْ يَنْظُرُ فِي مَالِهِ، أَوْ بِغِنَاءٍ، أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ فَاسِقٌ، عَاصٍ لِلَّهِ  تَعَالَى ، وَمَنْ لَمْ يُضَيِّعْ شَيْئًا مِنْ الْفَرَائِضِ اشْتِغَالا بِمَا ذَكَرْنَا فَهُوَ مُحْسِنٌ.
   وَاحْتَجُّوا فَقَالُوا: مِنْ الْحَقِّ الْغِنَاءُ أَمْ مِنْ غَيْرِ الْحَقِّ، وَلا سَبِيلَ إلَى قِسْمٍ ثَالِثٍ  فَقَالُوا: وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ } (1)
__________
(1) - سورة يونس آية : 32.
*************************************************************************************************************
 
   فَجَوَابُنَا - وَبِاَللَّهِ  تَعَالَى  التَّوْفِيقُ :  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى " (1) فَمَنْ نَوَى بِاسْتِمَاعِ الْغِنَاءِ عَوْنًا عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ  تَعَالَى  فَهُوَ فَاسِقٌ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ غَيْرُ الْغِنَاءِ، وَمَنْ نَوَى بِهِ تَرْوِيحَ نَفْسِهِ لِيَقْوَى بِذَلِكَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيُنَشِّطَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ عَلَى الْبِرِّ فَهُوَ مُطِيعٌ مُحْسِنٌ، وَفِعْلُهُ هَذَا مِنْ الْحَقِّ، وَمَنْ لَمْ يَنْوِ طَاعَةً وَلا مَعْصِيَةً، فَهُوَ لَغْوٌ مَعْفُوٌّ عَنْهُ كَخُرُوجِ الإِنْسَانِ إلَى بُسْتَانِهِ مُتَنَزِّهًا، وَقُعُودِهِ عَلَى بَابِ دَارِهِ مُتَفَرِّجًا وَصِبَاغِهِ ثَوْبَهُ لازَوَرْدِيًّا أَوْ أَخْضَرَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَمَدِّ سَاقِهِ وَقَبْضِهَا وَسَائِرِ أَفْعَالِهِ - فَبَطَلَ كُلُّ مَا شَغَبُوا بِهِ بُطْلانًا مُتَيَقَّنًا - وَلِلَّهِ  تَعَالَى  الْحَمْدُ؛ وَمَا نَعْلَمُ لَهُمْ شُبْهَةً غَيْرَ مَا ذَكَرْنَا.
__________
(1) - البخاري : بدء الوحي (1) ، مسلم : الإمارة (1907) ، الترمذي : فضائل الجهاد (1647) ، النسائي : الطهارة (75) الطلاق (3437) الأيمان والنذور (3794) ، أبو داود : الطلاق (2201) ، ابن ماجه : الزهد (4227) ، أحمد (1/25 ،1/43).

28 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
الفهم السقيم...    كن أول من يقيّم

 
   العقول الفاسدة...
·        السبب في إيراد النص بطوله أن يُفهم على قصد قائله، وأن لا يُقوَّل ابن حزم بكلامٍ لم يقله.
·        وكنت أود لو أن صاحبة التعليق: " يا عقلا خشبيا " أخذت بلباب العُقول وعَقلت ما تقول، وعَقَلَت ما سطرته قبل نشره، وكنت أود لو ناقشَت الأمور نقاشا علميا بعيدا عن التهجم البين والفهم السَّقيم لكلام العلماء.
·        ولست أريد تأييد هذا القول أو ذاك، لأن الحديث الذي ساقتنا إليه صاحبة التعليق في سياق آخر...
·        وليس هناك أشد على نفسي من قولك: " فعلى جلالة عقلك يا ابن الجوزي ما أقبح تعليقك وأقبح منه من اعتقد به, فألغى في سبيل تقديس رأيك عقله وكيانه.. "
فما أقبحه من اعتراض...
فلعل الكاتبة ظنت أن ابن الجوزي مقر سكناه بضواحي باريز، أو لندن، أوفيينا، أو إحدى ولايات أمريكا...والفهم السقيم لكلام العلماء وبتره عن مجاله وتاريخه وسياقه يدل على ذلك .
   وأما الإجماع المذكور في قولك: " وأنا أذهب في شأن الحديث النبوي الشريف أبعد من هذا فإن أحاديث التحريم كلها آحاد, وقد أجمع علماء الملة الإسلامية على أن أحاديث الآحاد مبناها على الظن وليس على اليقين بخلاف المتواتر وهو قليل في كتب الحديث "
  فيحتاج إلى تأمل ودراسة بعيدا عن الأحكام المتسرعة الجاهزة...التي يتسم بها التعليق.

28 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
الإسناد العالي لأهل العصر...    كن أول من يقيّم

   والظاهر من كلام صاحبة التعليق أنها تُعاني من بعبع اسمه الحنابلة، وقد موَّهَت من خلال تعليقها حيث نسبت تحريم الغناء والمعازف مطلقا إلى السادة الحنابلة، والأمر على غير ما ذُكر، فهذه مذاهب الفقهاء الأربعة رضوان الله عليهم مدونة تناقلتها الأجيال وحُفظت في الصدور والدواوين الفقهية لسائر المذاهب.
  ولعل ما جعل الحنابلة ينالون هذا الإطراء العجيب (المعكوس طبعاً) ما تراه صاحبة التعليق من الفُتيا على وفق المذهب الحنبلي في أقطار الخليج العربي، ولا ضير في ذلك، فمازالت الفُتيا على وفق مذهب معين مما جرى به العمل من قرون عدة في مختلف الأقطار، كما هو الحال بالنسبة للمذهب المالكي في المغرب العربي، وكثير من الأقطار تتمذهب بمذهب فقهي تكون الفُتيا على وفقه.
   يقول ابن قيم الجوزية: " مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقوله فيه أغلظ الأقوال وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه.
 قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره.
 وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض " إغاثة اللهفان (1 / 277)
   فابن القيم رحمه الله يذكر أن المذهب الحنفي في تحريم سماع المعازف من أشد المذاهب وأغلظها قولاً، وإيرادي لهذا النص لتنظر صاحبة التعليق هل يُلحق بالحنابلة السادة الأحناف ؟ وهل يستحقون الأوصاف والنعوت التي نعتت به غيرهم ؟ ومن يدري...لننظر في ما يأتي:
  قال ابن تيمية في الفتاوى: ( فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ). (11/576)
وقال في منهاج السنة لنبوية: ( الأئمة الأربعة، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو، كالعود ونحوه ). (3/439)
  فعل الأئمة الأربعة يستحقون الوصف تاما غير منقوص!!!
  وسؤالي لأختي الكريمة ـ مادامت الأحكام من حيث الحِل أو الحِرمة تستند إلى الأدلة الشرعية ـ ما هو مستندها في الإباحة ؟
   هل هو أدلة شرعية ؟
  أم هو أدلة عقلية ؟
  أم هو مجرد زقزقة العصافير فوق الأغصان اليانعة، ونقيق الضفادع في السيول والأودية؟
  وخرير المياه وصوت الرعد والبرق وهدير الأمواج العاتية ؟
  أو هو " صهيل الخيل ورغاء الإبل وخوار البقر وثغاء الشياه وبغام الريم ونباح الكلاب ومواء القطط، ونواح العندليب وغناء الكروان وهديل الحمام وصياح الديك..." من مقدمة محقق كتاب: "فرح السماع برخص السماع " لمحمد الشاذلي التونسي، ص: (7).
  ولعل ذلك بمجموعه يرتقي إلى درجة الإسناد العالي الصحيح. ومن يدري! رُبَّما.

30 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
الحمد لله الذي أباح /// الحمد لله الذي حظر.    كن أول من يقيّم

  الحمد لله الذي أباح /// الحمد لله الذي حظر.
 
 والمسألة التي نحن بصددها من أكثرها بحثا عند الفقهاء من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ولست أريد أن اذكر أدلة المبيحين أو المحرمين فإن لذلك موطنه.
   ومن أراد الوقوف على موارد النزاع ومكامن الخلاف وأدلة كل فريق فعليه بالمؤلفات في ذلك فإنها كثيرة بعدد ما اختلف العلماء في المسألة.
   وأذكر هنا نبذة مختصرة من مقدمة لكتابين اشتهرا في هذا الباب، أحدهما يبيح والآخر يحرم. 
فالأول منهما: " فرح الأسماع برخص السماع " لمحمد الشاذلي التونسي (882هـ).
والثاني: " كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع " لابن حجر الهيتمي (973هـ).
  قال الأول في مقدمة كتابه: " الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء، وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء، وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء وأنسوا به في غربة السير في عالم الأشباح مع إخوانهم الأتقياء، كيف لا؟ وهو عرس للأرواح للسادة الأولياء، يريح الأرواح، ويخفف الأشباح، ويذهب الأتراح، ويأتي بالأفراح (ويؤنس الإشراق ولمعان الضياء) نحمده سبحانه وتعالى على ما فهمنا معاني، وأطلعنا على اسراره الخفية في مبانيه،...أما بعد فهذه فوائد تتعلق بإباحة السماع والغناء، سبب جمعها إنكار الجهال، ووقوع الأندال في الأبدال (وحسد أهل الأكدار من الأغيار الأحبار الأبرار) "
  وقال الثاني: " الحمد لله الذي حظر مواطن اللهو على عباده، وخلص من ريبه وشبهه المصطفين لقربه ووداده، لما امتن به عليهم فعرفهم دسائس النفوس المانعة من فهم حكمه ومراده، وكشف لهم عن تسويلات الشيطان لا سيما على قوم زعموا التصوف والعرفان، وغفلوا من قول أعظم الصديقين بعد الأنبياء والمرسلين: أبمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ؟! لما غلب عليهم من الشهوات ومحبة البطالات والسعي في جلب فسقة العامة إلى مجالسهم لينالوا من حطامهم وخسائسهم الجالبة لهم إلى القطيعة لعدم علمهم بما قاله أئمة الحقيقة والشريعة... أما بعد فإني اثناء شهر ربيع الأول سنة (958هـ) ، ثمان وخمسين وتسعمائة دعيت إلى نسيكة لبعض الأصدقاء فوقع السؤال عن فروع تتعلق بالسماع  فأغلظت في الجواب عنها فأغلظ في الجواب عنها وفي الرد على من نزل فهمه أو قلمه فيها، فقيل لي عن كتاب لبعض المصريين بلدا التونسيين محتدا المالكيين معتقدا..."
   وعلينا أن نتأمل قول الأول: ( الحمد لله الذي أباح ) وقول الثاني: (الحمد لله الذي حظر).
  ومن عنده علم فإننا متشوفون إلى معرفته حتى نكون على دراية بصحة الإضافة، فأي النسبتين يصح إضافتهما إلى الله عز وجل ؟ الإباحة أم الحظر ؟ أم هو التوقف ؟

30 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
المعلقات وسبب التسمية (مساهمة متواضعة).    كن أول من يقيّم

   اختلف في سبب تسميتها اختلافا بيناً، فمن قائل بأن السبب في ذلك التعظيم الذي لاقته هذه القصائد حيث كتبت بالذهب على الحرير وعُلقت بأستار الكعبة فقيل لها " المعلقات " ومن قائل بأن عُلوقها بأذهان الناس لشدة اعتنائهم بها من حيث الحفظ هو السبب في التسمية، وقيل بأن حماد الراوية سماها: " السُّموط "
   جاء في كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، للقرشي: " قال المفضل: هؤلاء أصحاب السبعة الطوال التي تسميها العرب السُّمُوط " ص: (98).
   وعَقَد الباب الثاني منه للمعلقات السبع، وقال في أوله: " وهذه الطبقة الأولى، وهي السموط، وهي سبع من تسع وأربعين قصيدة " ص: (113).
   قال في لسان العرب: " المُسَمَّطُ من الشِّعر أَبيات مَشْطورة يجمعها قافية واحدة وقيل المُسَمَّطُ من الشعر ما قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ في قافية مخالفة يقال قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ " مادة: (سمط).
   والسموط له علاقة بالمعلقات من حيث التسمية، فلا غرابة أن ينسى الأصل ويبقى الفرع وينتشر لسهولته.
   قال الفتيه أبو عمر أحمدُ بن محمد بن عبد ربّه، رحمه اللّه في العقد الفريد: قد مَضى قولُنا في أيام العرب ووقائعها وأخبارها، ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في فضائل الشعر ومَقاطعه ومَخارجه، إذ كان الشعر ديوانَ العرب خاصة والمنظومَ من كلامها، والمقيِّدَ لأيامها، والشاهد على أحكامها.      حتى لقد بلغ من كَلَف العرب به وتَفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تَخيَّرتها من الشعر القديم، فكتبتها بماء الذهب في القبَاطيّ المُدرجة، وعَلِّقتها بين أستار الكعبة. فمنه يقال: مذهَّبة امرئ القيس، ومُذَهَّبة زُهير. والمذَهبات سبع، وقد يقال لها المُعَلقات. قال بعضُ المحدثين يصف قصيدةً له ويُشبهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت:
بَرْزة تُذكر في الحُس ... ن من الشعر المعلق
كل حَرْف نادرٍ من ... ها له وجهٌ معشق
المعلقات:
لامرئ القَيس:
قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيب ومنزل.
ولزهير:
أمن أم أوفى دِمْنة لم تكلم
ولطَرَفة:
لِخَوْلة أطلالٌ ببرقة ثَهمد
ولعَنترة:
يا دارَ عَبلة بالجواء تكلمي
ولعمرو بن كُلْثوم
ألا هُبِّي بصحنك فاصْبحينا
وللَبيد:
عفَت الدِّيار محلها فمقامها
وللحارث بن حِلَّزة:
آذَنَتْنا ببَيْنها أسماء

11 - يناير - 2008
لماذا سميت هذه القصائد بالمعلقات ؟
المعارضة الحية...والحقيقة المرة...    كن أول من يقيّم

المعارضة في الفكر العربي...
كيان لا نعرفه...
إلا في تاريخ المعارضة المجيد لمن أُخرست منهم الألسن...
وقُطعت أجسادهم  قطعا...
وضربت ضربا مبرحا...
*******
   وبالنظر إلى تاريخ المعارضة في الفكر العربي نجد أن الأمر لا يزيد على أن يكون امتدادا للقهر والاستبداد والحيف والظلم.
********
الحقيقة المرة...
   حينما ننظر في تاريخ المعارضة، وأن بعضا منها يصل إلى درجة الإطاحة بالدول، تُم تتأسس دولة أخرى على أنقاضها، نجد الدولة الجديدة تُدمر كل ما بنته الدولة المنهارة من بناء وقلاع...بل تقتل العلماء في كثير من الأحيان...حتى علماء الطب والصيدلة...
  
فعن أي معارضة نتحدث في ظل الأوضاع التي ما يزال يعيشها عالمنا الإسلامي والعربي؟

13 - يناير - 2008
المعارضة فى الفكر العربى
أبو الحسن بن الباذش الغرناطي وأثره النحوي:     كن أول من يقيّم

- أبو الحسن بن الباذش الغرناطي وأثره النحوي / د. شريف عبد الكريم النجار
في مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها  . - مج. 14، ع. 23 (2001) . - ص. 1097-1200 .
 
   والمقال (ملخص البحث) بالكامل في موقع مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها.
 
أبو الحسن بن الباذِش الغرناطي
وأثره النحوي
 
الدكتور شريف عبد الكريم النجار
أستاذ النحو والصرف المساعد في كلية المعلمين بالإحساء
الرابط:
 

31 - يناير - 2008
من يعرف شيئا عن مؤلفات هذا العالم ؛ أبو الحسن ابن الباذش
جَ مُ ج.    كن أول من يقيّم

 
* كتاب نظم الفوائد في بيان المسائل التي وقع فيها الإختلاف بين الماتريدية والأشعرية في العقائد مع ذكر أدلة الفريقين / لعبد الرحيم بن علي الشهير بشيخ زاده . - بيروت : المطبعة الأدبية, 1317 هـ. [1928] . 
 
* نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام الجليل ناصر السنة أبي الحسن الأشعري ؛ ويليه فصل في خلافات أهل السنة و الخلافات المنقولة بين الماتريدية و الأشاعرة / تأليف وهبي سليمان غاوجي . - بيروت : دار ابن حزم, 1989 .

31 - يناير - 2008
الماتريدية
 38  39  40  41  42