الخلاف مع الكنيسة كن أول من يقيّم
الأربعاء 1/1/ 1941
عندي مذكرت صغيرة لسنوات عديدة من سنة 1905 فصاعدا، وقد رأيت أن أعيد نسخها في يومياتي هذه، وسأبتدئ اليوم بنسخ مذكرات (1910/1911/1912)
السبت 1/1/ 1910
إني وإن كنت مثقلا بالدين، صفر اليدين لا أكاد أملك ما يسد رمقي، أشعر بقوة حيوية أستطيع معها أن اهزأ بالدنيا: صحتي جيدة، همتي عالية، أتلهب نشاطا، إن سفري إلى أمريكا وتشربي مذهب نيتشة الفيلسوف الألماني وغيره من الفلاسفة والصعوبات التي لقيتها، كل ذلك أحدث في انقلابا لم أعهده قبل سنة.
الجمعة 12/1/1912
انتظرنا الكهنة فلم يحضر أحد، وأخيرا فهمنا أنهم لا يريدون ان يحضروا لأن سلطانة لا تحل لي، لأن بيننا خمسة وجوه (قرابة) كما يقولون، ولأنه لا يجوز الزواج في هذه الأيام أيام الصيام، فذهب يعقوب ابن خالتي وعيسى العيسى إلى بيت صهري الخوري جريس دبيكه ليقنعاه بالمجيء فلم يجئ،
السبت 13/1/ 1912
ثم أرسلنا ندعو الخوري سويتري ابن عمة سلطانة فلم يحضر، فلم أشك أنهم معتصبون علي لغرض وهو: أن يأخذوني إلى البطريرك لأقبل يده واعده بفتح الكنائس وأطلب منه مطرانا ليكللني في كنيسة ماريعقوب، فثار ثائري وأورت عيوني شررا، ثم انصرفنا خائبين، وأرسلنا برقية إلى يوسف العيسى ليسأل الكهنة عندهم هل يكللوني، فأجاب نعم فركبنا سلطانة وميليا وأديب وكاتينكو وعيسى العيسى وأنا إلى يافا فكللني الكهنة في مساء هذا النهار في بيت عيسى، وكان عيسى إشبيني ..إلخ (لا أزال إلى اليوم أستغرب كيف أضرب الخوريان: الدبيكة وهو زوج أختي، وسوتيري وهو ابن عمة سلطانة عن القيام بحفلة الإكليل، أسجل غضبي عليهما واحتقاري لهما)
الاثنين 15/1/ 1912
حدثت نفسي أن أنفصل عن الكنيسة الأرثوذكسية لأسباب:
1- لانحطاطها وفساد رؤاسها وأبنائها بحيث صرت أخجل أن أنتمي إليها
2- لأني أصبحت أعتقد أن التعب في سبيل إصلاحها لا يجدي فتيلا
ولكن قسرت نفسي على البقاء فيها لأسباب:
1- لأن الدين أصبح في نظري خرافة توارثناها خلفا عن سلف، كل الكنائس عندي سواء
2- لأئلا أحقق ظن الرهبان: لأنهم لم يزالوا منذ قمنا بنهضتنا يشيعون أني لست أرثوذكسيا تنفيرا للقلوب عني، وليحرجوني فيخرجوني فيرتاحوا مني
3- لأنه كان يجب ان أنفصل قبل اليوم أو بعده، لئلا يقال إني لم أخرج من الكنيسة إلا مكرها
لهذه الأسباب وغيرها آثرت البقاء ولو إلى وقت قصير، لأعالج هذه النهضة للمرة الأخيرة، فإن نجحت فذلك ما كنت أرمي إليه، وإلا فإني في سعة من العذر، ولم تكن حادثة زواجي إلا لتزيدني تمسكا بمبادئي وكرهاً للإكليروس فلينتظروا |