 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
| كراي المعيدي كن أول من يقيّم
الجمعة 9/ 8/ 1940 لقينا في رجوعنا جنازة "كراي المعيدي" ابن جورج المعيدي، وقد كان أحد تلاميذ مدرسة المطران لأول عهدنا بها، فمشيت في الجنازة إلى مقبرة اللاتين، ثم عزيت أخاه وانصرت مع المنصرفين، وقد كان عددهم قليلا جداً ولعلهم لم يخرجوا في الجنازة إلا لأنهم جيران. تذكرت أيام عز أبيه: جورج المعيدي الذي كان ترجمان "اللورد كراي" صاحب تلك الدار الفخمة التي تحولت إلى جامعة لليهود، وكان هذا اللورد وامرأته يحبان جورج هذا حبا عظيما، كان يعيش كما يعيش كبار الأغنياء، وكان متصرف القدس ورؤساء دوائر الحكومة يسألون خاطره لأنه كان يقيم لهم الولائم ويتابع إرسال الهدايا إليهم، وقد سمى ولده الذي دفناه اليوم باسم ذلك اللورد. مات اللورد، ومات الأب، ولما مات الابن لم يمش أحد في جنازته إلا جيرانه، هذه هي الدنيا. (ص 213) | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| أول درس في القرآن كن أول من يقيّم
الأثنين 26/ 8/ 1940 كان اليوم أول مرة أخذت فيها دمية وهالة أول درس في القرآن على الشيخ أمين أفندي الأنصاري .... زارني جورج خميس بعد انقطاعه أياما، فقرأنا شيئا عن سبينوزا، ترى لو لم يكن سبينوزا يهوديا، ولو لم يقطعه الكنيس في هولنده من جسم الأمة اليهودية، لو لم يكن ذلك، أعُني بما عُني به، أكتب ما كتبه ؟ | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| نعي الشيخ إسماعيل حافظ كن أول من يقيّم
السبت 31/ 8/ 1940
بلغني اليوم نعي المرحوم الأستاذ إسماعيل حافظ فأسفت كثيرا، فقد كان من كبار العلماء والأدباء والفقهاء، وقد كنت صديقا له، لا يلقاني إلا هاشا باشاً، كان يحب اجتماعاتنا ولو في القهوة، فكان إذا طالت غيبتنا عليه يفتش عنا، فإذا وجدنا في القهوة دخل إلى القهوة، وأصحاب العمائم لا يدخلون إليها ولو كانوا أميين فكيف وهو العالم الفاضل ذو المقام الرفيع، لا شك أن فلسطين كانت تفخر أن يكون الأستاذ إسماعيل حافظ من العاملين فيها، وهنا مكان لأن أسجل الفضل للحاج امين الحسيني في اختياره ليكون رئيسا للكلية الإسلامية التي انشأها في القدس، ولما ألغيت الكلية الإسلامية اختاره مستشارا في المجلس الإسلامي الأعلى ثم عضوا في محكمة الاستئناف الشرعية، ولعله راعى إلى جانب علمه وفضله، وكان منهما على جانب عظيم جانب الوطنية الصحيحة، وقد كان من أعلامها الممتازين (ص 234) | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| غارة إيطالية على تل أبيب كن أول من يقيّم
نشرت الجرائد اليوم أن غارة الطائرات الإيطالية على "تل أبيب" قد أوقعت إصابات كثيرة، بلغ القتلى نحو مئة وأربعين، وعدد الجرحى نحو هذا المقدار، وكان بين القتلى والجرحى بعض العرب من نساء وأطفال.
أستنكر العدوان، وقع عليّ أو على غيري، ولكني أعتبر أن هذه الحرب في الحقيقة هي حرب بين الألمان واليهود، وقد زج اليهود فيها الإنكليز والإفرنسيين فهم أساس الشر، فإذا وقعت عليهم هذه المصائب فهي بعض ما يقع على غيرهم (ص 243)
الأحد 1/9/ 1940 بعد الظهر زارني الشيخ سلامة زريقات من أهل الكرك، وقد كان متعهدا للأمير عبد الله في سفراته كلها، وبحكم عمله هذا خالط رجال الحركة الوطنية في مصر وسوريا والعراق والحجاز (ص 234) | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| حنا بك القسوس كن أول من يقيّم
(الخميس 10/10/ 1940 زارني فتى من شرق الأردن اسمه متري عودات، يحمل إلي رسالة من يعقوب عودات "البدوي الملثم" ونسخة من كتاب بعنوان (فجيعتي الكبرى) وضعه الدكتور حنا بك القسوس في امرأته، وقد طبع هذا الكتاب سنة 1937م فيكون هو السابق إلى هذا العمل، نشر فيه صورها وشيئا من تاريخ حياتها، وشيئا من رسائلها، قرأته فوجدت أننا كنا نتشابه في كل شيء من قبيل توارد الخواطر، وفي مواقف كثيرة منه لم أتمالك دمعي .... لم أزل نهاري أردد قول الشاعر *: | أَمسيت حُزناً وصارَ قُربُك لي | | بُـعـداً وصارَ اللِقاءُ iiهِجرانا | | انَّـا الـى الـلَهِ راجِعونَ لَقَد | | أَصـبـحَ حُزني عليك iiأَلوانا | | حُـزنُ اشتياقٍ وَحُزن iiمَرزِئَةٍ | | اذا انـقَضَى عادَ كالذي iiكانا | __ * الأبيات من شعر العتبي محمد بن عبيد الله الأموي (ت228هـ) | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| رأي العرب في المسألة اليهودية كن أول من يقيّم
الثلاثاء 29/10/1940 زار قنصلية أمريكا قنصلُ أمريكا في العراق فطاف به قنصل القدس (أي قنصل أمريكا في القدس وهو المستر ودزورث) يعرفه بموظفي قنصليته، فجاء إلى "سري" فعرف القنصل به وقال له فيما قاله: إن سريا يعرف باللغة الإنكليزية احسن مني ومنك) الجمعة 29/10/1940 زرت قنصل أمريكا المستر (ودزورث) لأول مرة، وقد ضربنا موعدا للزيارة، ابتدأنا الحديث بأن اثنى على معرفة سري باللغة الإنكليزية، وقال: حين كنت أستاذا في الجامعة الأمريكية في بيروت جئت إلى فلسطين وجلت في سوريا، كان يورني كثيرون يعرضون علي مساعدتهم، فكنت أعرفهم انهم من خريجي الجامعة لأن لغتهم الإنكليزية كسرة محطمة، وأما سري فلو لقيته لحسبته أمريكيا أو إنكليزيا لأن لغته الإنكليزية جيدة ....... قال لي: ما رأي العرب الآن في المسألة اليهودية ؟ فقلت إن العرب لا يكرهون شيئا كما يكرهون الوطن القومي. مر على اليهود دوران: في الدور الأول كانو يجيئون إلى هذه البلاد ليموتوا فلم يعترض العرب، وفي الدور الثاني جعلوا يجيئون ليعيشوا فلم يعترض العرب وأما الآن فإنهم يحاولون أن يجئوا ليملكوا، أي ليبنوا وجودهم على أنقاضنا، فمن يقبل ذلك؟ لقد جربنا اليهود وعرفناهم، كما جربهم غيرنا وعرفوهم، فرأينا أن وجودهم في بلادنا خطر علنا، وهناك قصصتُ عليه حوادث تصور اليهود بصورهم الحقيقية....إلخ | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| إله التوراة وإله الإنجيل كن أول من يقيّم
الأربعاء 30/ 10/ 1940 كانت وظية الدين في اول أمره خدمة اغراض الطبيعة فإن اليونان والهنود عبدوا الغريزة الجنسية ولكن الدين لم يزل يتطور إلى أن أصبحت وظيته القضاء على الغريزة الجنسية. إذا قابلت بين اليهودية والنصرانية وجدت أن إله التوراة هو إله الطبيعة وأن إله الإنجيل هو إله العقل، يقول إله التوراة (أكثروا واملأوا الأرض وليكن نسلكم كنجوم السماء أو كرمل البحر) وبعبارة أخرى إن إله التوراة إله تناسل، ويقول الإنجيل "لا يزوجون ولا يتزوجون" ويقول إله التوراة "عين بعين وسن بسن" ويقول إله الإنجيل "من ضربك على خدك الأيمن حول له الأيسر" فإله التوراة إله الطبيعة التي تغضب تعتدي أو تنتقم، وإله الإنجيل: إله العقل الذي يكبح جماح الطبيعة ويعالج الغضب بالعفو، فإذا كانت الطبيعة تخاف من دين فإنما تخاف من إله الإنجيل. ومما يضاف إلى ذلك أن إله التوراة هو إله العالم، هو رب الجنود، وملك الملوك، وليس في التوراة نص على أن هناك عالما آخر، وقد كان الصدوقيون يهزأون بمن يعتقد أن هناك عالما آخر يقوم البشر إليه، كما فعلوا بالمسيح. وأما إله الإنجيل فهو إله العالم الآخر حيث لا يزوجون ولا يتزوجون، فالنصرانية هي ثورة على الطبيعة، لم ينقطع البشر عن الزواج والتناسل كما انقطعوا في عهد النصرانية | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| أبو الطيب كن أول من يقيّم
الجمعة 1/11/ 1940
لقد بلغ المتنبي الذروة العليا من العقل فهو عندي أعظم فيلسوف، وما أصدق قوله:
أَلا لا أَرِي الأَحداثَ حَمداً وَلا ذمّا فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما
قلت أنا زهير: البيت من قصيدة في رثاء المتنبي جدته لأمه، وكان قد بعث برسالة إليها يبشرها بقدومه الكوفة فلما قراتها ماتت من الفرح، وفي القصيدة قوله:
أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ فَماتَت سُروراً بي فمُتُّ بِها غَمّا
وألفتُ النظر هنا إلى كثرة ما يستشهد به السكاكيني من شعر المتنبي في يومياته، وكان في فاتحة حياته قد تكنى بأبي الطيب ، يقول في كتابه: (ﻛﺬا أﻧﺎ ﻳﺎ دﻧﻴﺎ): (ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ (أي: هو وإسعاف النشاشيبي وحنا العيسى) ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﻣﺴﺘﻤﺮ. وﻛﺎن إﺳﻌﺎف مولعا ﺑﺒﺪﻳﻊ اﻟﺰﻣﺎن ﻳﻨﺴﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮاﻟﻪ، وﻛﻨﺖ أﻧﺎ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﺄﺑﻲ اﻟﻄﻴﺐ، وﻛﺎن ﺣﻨﺎ اﻟﻌﻴﺴﻰ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﺎﻷﺻﻤﻌﻲ، ﻓﺘﻮزﻋﻨﺎ ﻛﻨﻰ ﻫﺆﻻء اﻟﺜﻼﺛﺔ: أﻣﺎ إﺳﻌﺎف ﻓﻜﻨﻴﻨﺎﻩ أﺑﺎ اﻟﻔﻀﻞ، وأﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻜﺎن ﻧﺼﻴﺒﻲ ﻛﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ وﻫﻲ أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ، وأﻣﺎ ﺣﻨﺎ اﻟﻌﻴﺴﻰ ﻓﻜﻨﻴﻨﺎﻩ أﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ، وﻫﻲ ﻛﻨﻴﺔ اﻷﺻﻤﻌﻲ) | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| مراثي سلطانة كن أول من يقيّم
السبت 23/11/ 1940 لم ازل كل نهاري أردد قصائدي في سيدتي أم سري: | قفا نبك من ذكرى أذابت حشاشتي | | ولا تـبخلا بالدمع فالدمع iiحاجتي | إلخ | أسعفاني بالبكاء | | ودعا كل iiعزاء | إلخ | لك الويل يا سنتي الماضية | | لـك الويل من سنة iiجانية | إلخ | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |
| طه حسين ورأيه في مقتل المتنبي كن أول من يقيّم
السبت 30/11/ 1940 زارني الأستاذ عادل جبر والأستاذ جورج خميس والأستاذ خري الجوهرية .... ثم انتقلنا إلى الكلام عن المتنبي فإن الأستاذ جورج قال: سمعت بالأمس محاضرة للدكتور طه حسين في الراديو: وخلاصة رأيه أن المتنبي كان قرمطيا فلما ذهب إلى مصر فأثرى فيها ترك القرمطية، فلما كان في البادية خرج عليه القرامطة لأنهم علموا أن معه ثروة طائلة فقتلوه، إما ليغنموا ثروته وإما انتقاما منه لأنه ترك مذهبهم، وأن الدكتور طه حسين يرجح الرأي الثاني. (ص 295) | 4 - مارس - 2010 | يوميات المرحوم خليل السكاكيني |