البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 37  38  39  40  41 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ترحيب    كن أول من يقيّم

لقد شوقنا أخونا الأستاذ محمد عثمان (تنباب تود) إلى مطالعة ما كتبه صديقه ، د.فضل عبد الرحيم عبد الله ؛ معلقا على قصيدة أستاذنا زهير في المرحومة (فرح بنات علي) ؛ لذا نرجو مع الأستاذ محمد عثمان أن ينضم الدكتور فضل إلى ركب الوراق ؛ مرحبين بانضمامه إلينا . أما النبذة التي كتبها الأستاذ محمد عن النوبة والنوبيين واللغة النوبية ، فنأمل أن يزيد عليها في المرات القادمة ما يشفي الغليل كي نتعرف على إخوتنا النوبيين وبلادهم ولغتهم أكثر وأكثر .
 
ونرحب كذلك بانضمام الأستاذ محمد عثمان صالح ( ميمد اسمان أروضة) إلى موقع الوراق المبارك ؛ راجين له طيب الإقامة ، ومنتظرين من حضرته كل ما هو في غاية الجودة والفائدة . وكذلك نترحم على والدته مثلما ترحمنا على والدة الأستاذ محمد عثمان ( تنباب تود) ، فرحم الله يو ملكة ، و يو بنات ، وإلى جنات الخلد .

28 - يونيو - 2009
تذكار بنات
نقاش مفيد    كن أول من يقيّم

تحية طيبة ،
النص القرءاني الكريم نص فريد ومتفرد ، لا تنقضي عجائبه ، ولا تنفد أسراره ، وذلك عند المؤمنين به كتابا أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم . فالحداثة في التعامل مع النص القراني على هذا الأساس الإيماني لا ريب أنها ضرورية ؛ ولكنها لا غنى لها عن التناول التقليدي للنص القرءاني كما كان عند الأسلاف الأوائل ، دون أن يكون هذا التناول مهيمنا في جميع الأحوال على المناهج المستحدثة. وما دام القرءان الكريم لا تنقضي عجائبه ولا يبلى من كثرة الرد كما ورد في الآثار الشريفة ، فإن الوقوف على منهج واحد في تناول نصوصه يعارض ما ورد في الأثر. فالذين يقفون بفهم النصوص عند حد معين وقف عليه بعض السابقين لا يحققون المعنى المستفاد من أن القرءان لا تنقضي عجائبه، وأنه لا يتأثر بتغير الأزمان والأحوال .
والحداثة أمرها نسبي ، فالذين تناولوا النص المقدس بالتفسير بالرأي بغير ما أثر عن السابقين من التفسير بالمأثور كان تناولهم حداثيا ، والذين جاؤوا من بعدهم زادوا في الحداثة حداثة فوقها ، وفي عصرنا بلغ بعض متدبري القرءان مبلغا يتناسب نوعا ما مع ما عليه هذا العصر من تقدم في مجالات العلم المتعددة ، ومع ما آلت إليه أحوال الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من مآل . أما المناهج الغربية ، فلو كان المسلمون في هذه الأيام هم أصحاب السبق في مجالات الحياة المختلفة ، لكان من الممكن أن لا يصل بعض مفكريهم ممن تأثروا بتلك المناهج إلى ما وصلوا إليه من مخالفة الأصول والثوابت الدينية . فالمناهج الغربية يمكن أن تعامل النص القرءاني معاملتها لأي نص أدبي تاريخي ، حافل ، بنظرها ، بالأساطير الجميلة ، وبالبراعة في الأساليب ، والبلاغة في اللغة. أما أن يكون القرءان منهج حياة ، وسبيلا مستقيما يؤدي إلى آخرة حسنة ، فهذا أمر لا يهتم به إلا المؤمنون بالدين .
وهناك حداثة في تناول النص القرءاني ( وهي عندي ذات أهمية للبحث فيها ، ويمكن أن تكون منهجا وسطا بين مناهج البحث في النص القرءاني) تبناها بعض المفكرين المسلمين المعاصرين امتازت بالجرأة على نقد المتعارف عليه من علوم القرءان وما يتعلق بها من علوم ، وهو نقد يرتكز على نصوص تراثية وردت في مختلف العلوم الدينية الإسلامية ، كعلوم الحديث وعلوم التفسير وعلوم القراءات وغيرها . ويمكننا التمثيل على هذه الحداثة بما ألفه د. محمد عابد الجابري من مؤلفات ، خاصة مؤلفه المعنون بـ " مدخل إلى القرءان الكريم " ، ففيه ارتكز الجابري على نصوص تراثية حاول أن يجلب انتباه القارئ  عن طريقها إلى إعمال العقل فيها وفي ما نشأ عنها من موروث ثقافي يتعلق بفهمنا القرءان وعلومه . على أن هذه الحداثة رغم أهميتها ، فإنها عرضة للنقد في غير صالحها ، خاصة من قبل من لا يتبنون الفلسفة الإسلامية منهجا فكريا يوفق بين الدين والفلسفة ، والذين لا يرون في العقل المجرد عن الروح طريقا للوصول إلى حقائق الدين . 
دمتم بخير
 

8 - يوليو - 2009
إشكالية تطبيق المناهج الحديثة على النص القرآني
حرية القول    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

مشاركة شيخي ، د.يحيى ، أثابه الله على جهوده في إثراء هذا الموقع الكريم ، والتي عنوانها : " هل الجمهوريون من الفرق المارقة " مشاركة منقولة بطبيعة الحال ؛ لذا رأيت من واجبي أن أتتبع العديد من المواقع التي ذكرت شيئا من سيرة محمود محمد طه ؛ لأطالع الرأي الآخر الذي دار حول قصة ذلك الرجل ، حتى وجدت نصا يدعي كاتبه انه النص الحقيقي للفقرة التي وردت في مشاركة شيخي تحت البند الرابع ، وهاهو النص وقد اجتزأته من هذا الرابط :
 
" أما النص الحقيقي فهو كالآتي "وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار وداخلة الجنة، حين تستوفي كتابها في النار، وقد يطول هذا الكتاب، وقد يقصر، حسب حاجة كل نفس إلى التجربة، ولكن، لكل قدر أجل، وكل أجل إلى نفاد. والخطأ، كل الخطأ، ظن من ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً، فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود، وما هو بذاك. وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة، لا مكان فيها للحكمة، وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً" (الرسالة الثانية صفحة 104-105 )." .
ويتابع الكاتب : " وحذف الشيخ ( يعني عبد الحي يوسف) عبارة (وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً)، وإنهاء النص عند كلمة "حاقدة"، ليصل إلى غرضه المبيت، في اتهام الأستاذ ( يعني محمود طه ) بما ذكر، بالإضافة إلى دلالته على ضعف الأخلاق، والكذب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يكذب المؤمن"، إنما يدل أيضاً على عدم الأمانة العلمية، وضعف التدريب في مجال البحث العلمي، الذي يقتضي الرجوع إلى المراجع، ودقة التوثيق. وهو ما يفترض أن يكون الشيخ قد حصل فيه على درجة الدكتوراة، التي يفضل أن يوصف بها، دون أن يملك أبجديات مقدماتها!! " أ.هـ.
ومن الملاحظ أن ما اتهم به محمود طه يمكن إلصاقه أيضا بالمعتزلة ، وعلى هذا يمكن لدكتور عبد الحي يوسف أن يحكم بردة المعتزلة القدماء منهم والجدد ؛ وفقا لما ورد في المشاركة التي تتحدث عن المعتزلة  :
  أهمّ مبدأٍ معتزليٍّ سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجُدد هو ذاك الذي يزعم أنّ العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبيّة شرعية. أي أنّهم أخضعوا كلّ عقيدةٍ وكل فكرٍ للعقل البشري القاصر.
أهمّ وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي الجديد محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النّص اليقيني من الكتاب والسنة، مثل عقوبة المرتد وفرضية الجهاد والحدود وغير ذلك... فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدّد الزوجات والطلاق والإرث، إلخ...
 أما نفي محمود طه الخلود في النار فهو نفي ليس بجديد ، كما أن لمعنى الخلود أكثر من تأويل .
وأنا شخصيا، وإن كنت غير مقتنع بكل رأي صدر عن فكر محمود طه أو غيره من الآراء الخارجة عن المألوف، فإنني  من الذين يرون في المطالبة بتوفير حرية القول دون عقاب القائل ، مطالبة منطقية ، وانه لا يمكن لأحد أن ينصب نفسه قاضيا على الناس مدعيا أن فهمه نصوص الدين هو الفهم الصحيح ولا صحيح سواه ، فهذا الادعاء جعل من الفرق والمذاهب كثرة كاثرة ، كل فرقة تعادي الأخرى وتتهمها باتهامات شتى تصل إلى الاتهام بالكفر في بعض الأحيان ، كما ولا يمكن لأحد أن يهدي من يراه ضالا دون أن يكون الهدى من الله جل وعلا ، وأن الشتائم لن تؤتي نفعا في هداية المشتوم ، بل إنها ربما تزيده ضلالا .
 وبالمقابل ، فإننا نجد من يشجع على التقليد ونبذ إعمال الفكر ، ويستخدم وسائل عديدة من الترهيب والترغيب الفكري  ، وهو يمكن ان يكون غير مقتنع بما يشجع عليه اقتناعا وجدانيا ، إلا أنه يتعمد التظاهر بالاقتناع وهو يبتغي  الضرر والفساد من وراء ستار ، أو يبتغي ، على اقل تقدير ، السلامة من النقد والاتهام ، وذلك بمسايرته مجتمعه الذي يعيش فيه ؛ متعللا بان المسايرة من الحكمة ، أما الذي يصرح بافكاره على حقيقتها ، وإن كنا لا نوافقه عليها دائما ، فيظل أقل مضرة من سواه إن كان يرمي إلى المضرة .
ويحضرني هنا العديد من المقالات التي كالت لسيد قطب اتهامات شنيعة وصل بعضها إلى درجة تكفيره ، ولم يكن سيد قطب ، وفقا لمعرفتي ، إلا سلفيا في الكثير من نظراته الفكرية .
إن التكفير ليس حقا لأحد إلا لله سبحانه ، فهو جل وتعالى الخبير بخلقه ، ولا خبير سواه . وهو المنعم المتفضل ، ولا يحق لغيره أن يذم او يحمد ، وان يهدد ويتوعد ، وأن يغفر أو لا يغفر . إن كل ما يمكننا قوله لمن نراه على ضلال : " لكم دينكم ولي دين " ، وإن كنا نخشى منه عدوانا على حق من حقوقنا ، فيمكننا العمل على رد العدوان برد من نوعه ، مع كرهنا أن تسفك قطرة دم واحدة من أجل صراع فكري أو صراع على متاع الحياة الفانية وزخرفها.

13 - يوليو - 2009
مذاهب
مناسبة مباركة    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله إنه هو السميع البصير" .
أشكر شيخي العزيز أبا بشار على هذه التهنئة بهذه المناسبة المباركة ؛ داعيا الله العلي القدير أن يعيدها علينا ونحن بحال أقرب إلى الله تعالى وكتابه وسنة نبيه ، إنه سميع مجيب . المسجد الأقصى المبارك يشكو شكوى مرة مما حل ويحل به من عدوان عليه وعلى ما حوله من ارض مباركة ، فعسى أن تكون هذه المناسبة الشريفة مدعاة إلى اهتمام المسلمين الفعلي بحال المسجد الأقصى التي هو فيها .
والآن إلى هذا التعليق:
ومن أنكرهُ فقد كذّبَ القرآن.
فتوى منقولة من هنا :
سؤال : هل كانت حادثةالإسراء والمعراج للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالروح فقط أم بالروح والجسد معا؟
الإجابة من المفتي الشيخ عطية صقر :
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر:
 اختلف العلماء في الإسراء والمعراج : هل كان بروح النبي -صلى الله عليه وسلم- وجسده أو كان بروحه فقط؟
والصحيح أنه كان بالروح والجسد معاً ، كما ذهب إليه جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين وذلك لما يأتي :
 1 - أن الله -تعالى- قال: { أسرى بعبده } ولفظ العبد لا يطلق في اللغة على الروح فقط، بل على الإنسان كله: روحه وجسده، كما جاء ذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم مثل قوله تعالى { أرأيت الذي ينهى عبدًا إذا صلى } [ العلق: 9 ، 10 ] وقوله { وأنه لما قام عبد الله يدعوه } [ الجن: 19 ] .
2 - أن الإسراء بالروح فقط ليس أمرًا خارقًا للعادة، بل هو أمر عادي يحصل للناس في فترة النوم حيث تكون للروح جولات بعيدة في الكرة الأرضية تقضيها بوسائل غير عادية في مدة لا تحسب بالزمن العادي لحركة الجسم، ولو كان كذلك فلا داعي لأن يجعله الله تكريمًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ويصدّر الخبر بقوله { سبحان } وما فيه من معنى العظمة والجلال الذي يقرن دائمًا بكل أمر عظيم .
 3- أن الله -تعالى- قال { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [ الإسراء: 60 ] أي امتحانًا واختبارًا لهم كيف يصدقونها، وذلك لا يكون إلا إذا تمت الرحلة بالجسد والروح معاً، فليس في إسراء الروح فقط فتنة ولا غرابة، ولذلك حين سمع المشركون خبرها كذبوا أن تتم في ليلة مع أنهم يقطعون هذه المسافة على ظهور الإبل في أيام عدة.
 4 - أن الإسراء بالروح والجسد معًا هو فعل الله - سبحانه - وليس فعل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - والعقل لا يحيل ذلك على قدرة الله، فهو على كل شيء قدير، وليس هناك ما يمنع قبول الخبر الموثوق به في حصوله بالروح والجسد معًا .
 هذا ومن قال: إن هذه الرحلة كانت بالروح فقط - استند إلى قوله تعالى { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [ الإسراء: 60 ] حيث قال : إن الرؤيا مصدر "رأى" الحُلْمية لا البصرية، فإن مصدر " رأي " البصرية هو رؤية. لكن أجيب على ذلك بأن الرؤيا والرؤية مصدران لرأى البصرية مثل: قُرْبى وقُرْبة، قال المتنبي وهو من كبار الشعراء:
  ورؤياك أحلى في الجفون من الغمض
وإن كان ابن مالك وغيره خطؤوه في ذلك، لكن ليس كلامهم حجة حتى لو كان كلام المتنبي غير حجة. وقال ابن عباس في تفسير الآية : إنها رؤية عين، كما رواه البخاري .
كما استدل القائل بأن الإسراء كان بالروح فقط بقول عائشة رضي الله عنها:
ما فُقد جسده الشريف ، لكن رد هذا بما يأتي :
1 - أن هذا الحديث ليس ثابتًا عنها؛ لأن سنده فيه انقطاع وراوٍ مجهول، وقال ابن دحية: إنه موضوع.
 2 - أنها لم تُحدّث به عن مشاهدة، بل عن سماع؛ لأنها لم تكن قد تزوجته إذ ذاك، بل لم تكن ولدت على الخلاف في زمن الإسراء متى كان .
3 - أنها كانت تقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه رؤية عين؛ وذلك لاعتقادها أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معًا، ولو كان ذلك منامًا أي بالروح فقط لم تنكره، وما دام الحديث المنسوب إلى عائشة غير صحيح فلا داعي للتحايل في تفسيره بقول بعضهم: إن معنى: ما فقد جسده الشريف، ما تركت الروح جسده الشريف والمهم أن الإسراء قد تم، وقد أخبر الله عنه في القرآن الكريم، وهذا هو القدر الواجب اعتقاده، أما أن يكون على كيفية كذا أو كذا فذلك ما لا يتحتم اعتقاده، ولكل أن يختار ما يشاء، مع اعتقاد أن الله على كل شيء قدير، وأن رؤيا الأنبياء حق باتفاق العلماء، ولا داعي للخلاف في هذه النقطة، ومن أراد الاستزادة من المعرفة فليرجع إلى كتاب " المواهب اللدنية " للقسطلاني في المقصد الخامس الخاص بالإسراء والمعراج مع شرح الزرقاني (ج 6 ص 3 وما بعدها ) .
 والله أعلم .أ.هـ

يتبين من الفتوى المذكورة أن من يقول بأن واقعة الإسراء والمعراج كانت بالروح دون الجسد لن يكون من المكذبين بالقرءان الكريم ، ولو كان كذلك لكان من الكفار المرتدين ؛ ولكنه اجتهد متأولا معاني الآيات بأدلة تغاير أدلة غيره .
 ونحن ، وإن كان معظمنا على رأي الجمهور في هذه الواقعة العظيمة ، فإننا لا يمكننا القطع بأي الأدلة هي الصحيحة ، وندع الخلاف في ما لا جدوى من الخلاف فيه كما ورد في الفتوى التي نقلتها .
ولقد رأيت أن من المناسب هنا أن اذكر ما طالعته قبل أيام في موضوع " التكفير" مما قاله الإمام الشوكاني رحمه الله ، في " الروضة الندية... " ، وكرره في " السيل الجرار..." قال : " وأما قول بعض أهل العلم أن المتأول كالمرتد ، فهنا تسكب العبرات ، ويناح على الإسلام وأهله بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر ، لا لسنة ولا لقرآن ، ولا لبيان من الله ولا لبرهان" .
 
 

21 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
الخلاف في الكيفية لا يكفر احدا    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

   حادثة الإسراء والمعراج لا تكفي مئات الصفحات للكتابة فيها ؛ لذا يمكن القول ، وبإيجاز :
لا أحد من المؤمنين بالله تعالى وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر يقول إن بعد كلام الله كلام . وكلمة " بعبده " لم يغفل عنها الذين روي عنهم القول بان الإسراء كان بالروح ( على افتراض أن الروح يقصد بها النفس )، ومنهم من السلف ،على ما ذكرته الروايات ، السيدة عائشة ، ومعاوية ، والحسن البصري ، غفر الله لهم ورضي عنهم . المهم في الأمر أن هناك خلافا . ولو كانت كيفية الإسراء معلومة بشكل قاطع الدلالة لما اختلف في كيفيتها اثنان ؛ لذا فإن القول بالراجح عند الجمهور من الروايات التي ذكرت أن الإسراء كان بالروح والجسد لا يعني أن من يخالفها مكذب بالقرءان الكريم . أما الذي ينكر حادثة الإسراء من أصلها ، فإنه بذلك ينكر آية من آيات القرءان ، وهذا الذي يمكن الحكم عليه بأنه يكذب القرءان .
   ((وأما من أنكر الإسراء بالجسم؛ فهو لا يكفر؛ لأنه قال به بعض السَّلف؛ قالوا‏:‏ إنَّ الإسراء بالرُّوح فقط، يقظة لا منامًا‏.‏ وإن كان هذا القول مرجوحًا وضعيفًا، لكن من أخذ به؛ فإنه يكون مُخطئًا، ولا يكفر بذلك‏.‏)) (من فتوى منسوبة للشيخ صالح بن فوزان ) .
ولو أنكر مسلم أن عصا موسى عليه السلام انقلبت إلى حية تسعى عندما أمر الله تعالى عبده موسى عليه السلام بإلقائها ، لكان مكذبا بما أنزل الله من القرءان ؛ ولكن إن اختلف الناس في كيفية حدوث ذلك الانقلاب ( لو كان هناك داع للبحث في تلك الكيفية) فإن اختلافهم لا يجعل منهم مكذبين بالقرءان أبدا . المهم هو البحث في دواعي الاختلاف في ما هو غيبي ، وما هي الحاجة إليه .
   رأي متواضع :
الخلاف في كيفية الإسراء وما يشبهه من أمور غيبية يمكن أن يكون ناتجا من الخلاف حول التشبيه الذي يمكن أن يؤدي إلى التجسيم ، و المجاز الذي يمكن أن يؤدي إلى التعطيل . فالذي يقول ، مثلا : إن لله تعالى يدا ولكننا لا نعرف هيئتها يتعارض قوله مع من يقول : إن يد الله تعالى هي مقدرته وسيطرته وهيمنته . وواقعة الإسراء ، سواء كانت بالروح والجسد ، أو بالروح وحدها ، وكانت في اليقظة او كانت في المنام ، فهي حادثة فيها من الإعجاز ما فيها ولا يُنقص من إعجازها الخلاف في كيفيتها . وليس غريبا أن تجد من يقول : إن الإسراء حدث مرتين ؛ في المنام مرة ، وفي اليقظة مرة أخرى . أقول هذا بعد أن طالعت في إحدى المواقع ما يلي :
" وذهبت طائفة ثالثة منهم شيخنا القاضي أبو بكر [ بن العربي ] رحمه الله إلى تصديق المقالتين وتصحيح الحديثين وأن الإسراء كان مرتين إحداهما : كان في نومه وتوطئة له وتيسيرا عليه كما كان بدء نبوته الرؤيا الصادقة ليسهل عليه أمر النبوة فإنه عظيم تضعف عنه القوى البشرية وكذلك الإسراء سهله عليه بالرؤيا ، لأن هوله عظيم فجاءه في اليقظة على توطئة وتقدمة رفقا من الله بعبده وتسهيلا عليه ورأيت المهلب في شرح البخاري قد حكى هذا القول عن طائفة من العلماء وأنهم قالوا : كان الإسراء مرتين مرة في نومه ومرة في يقظته ببدنه - صلى الله عليه وسلم – " . والله تعالى اعلم .
   " بعبده " :
ما يهمنا من معنى " بعبده " هو مقام العبودية ، وما أعظمه من مقام!! فالعبد من المفترض فيه طاعته سيده دون نقاش ولا جدال ، وهذا ما كان عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الله مولاه جل جلاله . ويشبه الخلاف في كيفية حادثة الإسراء الخلاف في كيفية وفاة سيدنا عيسى عليه السلام ومعناها .
 
 

22 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
القديم والجديد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

أشكر أخي وأستاذي العزيز عبد الحفيظ شكرا جزيلا على ما أفيده من مشاركاته الذكية العظيمة الفائدة ، وشكرا جزيلا له أيضا على صورتي المحاطة بالنجوم الخفاقة المتلألئة بالحب ؛ راجيا أن أستحق أصغر نجمة من تلك النجوم الجميلة . هذه الصورة ، يمكن أن يتوهم الذي يشاهدها أول مرة ، ولم يسبق له أن طالع أسلوبي المتواضع في الكتابة  ، أنني أنا الذي كتبت المقالة العميقة الغور في أهدافها ومعانيها ، والتي تلي الصورة مباشرة ، قبل ان يطالع نهاية المقالة ، الدالة على مصدرها. والمقالة جاءت بما يفيد فائدة ملموسة في موضوع تأويل النصوص ، وفي الخلاف الفكري الأبدي حولها ، فلكاتبها ولناقلها جزيل الشكر والعرفان بالجميل ، هذا ، وإني لأرجو أن تكون هذه المقالة التي تفضلتم بإطلاعنا عليها يا أستاذنا عبد الحفيظ ، مدعاة إلى النقاش الحر ، والبعيد عن التعصب المذهبي أو الفقهي ، بل والتعصب العقائدي أيضا .
وما دمنا جميعنا ذوي نوايا حسنة إن شاء الله ( لا أظن أن من بيننا حنفي متعصب من الذين شككوا ، في ماضي الزمان ، في إيمان من يقول : أنا مؤمن إن شاء الله) فلن نتبع التأويل المغرض الرامي إلى زرع الفتنة ، فإنما هو زيغ وليس خطأ ، كما ورد في المقالة .
وعلى ذكر الاختلاف في الرأي أقول : من منا لم يختلف حتى مع نفسه في آرائه السابقة ، وربما يظل يختلف معها في آرائه اللاحقة حتى يتوفاه الله ويريحه! ويذكرني هذا بما طالعته في مجالس الوراق  من مشاركة لأستاذنا زهير ظاظا قال فيها بالنص :
"... ثم إن جودت سعيد في إحدى زوايا شخصيته ظاهرة خطيرة يجب أن لا ندعها تمر هكذا، وهي موضوع (جودت سعيد القديم وجودت سعيد الجديد) و(سعيد النورسي القديم وسعيد النورسي الجديد) و(رشيد رضا القديم ورشيد رضا الجديد) وهكذا فإن معظم النابغين يمرون في مراحل تتفاوت في الانسلاخ والتجدد. وأذكر هنا أنني في أول مرة التقيت فيها جودت شكوت له ما أعاني من رسالة ابن عربي إلى الفخر الرازي، فقلت له أسالك يا أستاذ عما يؤرقني من هذه الرسالة، وهو قول ابن عربي مخاطبا الفخر الرازي: (بلغني أنك كنت في مجلس مع أصحابك فبكيت، فسئلت عن سبب بكائك فقلت مسألة كنت اعتقدتها من سنين والآن تبين لي بطلانها. فقيل لك: فمكانك مكان الشاكر على ما أظهر الله لك من الحق وليس الشاكي، فقلت: ما على هذا أبكي، وإنما أبكي على هذا الذي تبين لي أنه حق أن يصير باطلا بعد سنين) فقال لي: (هذا دليل الحياة وإذا كان ابن عربي يلوم الفخر الرازي على كلمته فابن عربي ميت والرازي هو الحي.)... وصراحة لم ترق لي كلمة جودت هذه، وكتمتها غصة في قلبي، ولكنني الآن أقول كما قال، بعد مضي (21) سنة على صدمتي بها. " أ.هـ
أمر الاختلاف إذن ، حتى اختلاف الواحد منا مع نفسه ، أمر ليس بعجيب او غريب ، بل إنه دليل على الحياة ، وعلى التجدد المستمر فيها ، لا على الركود المقيت الرهيب الذي لا طائل تحته سوى الجمود والتقليد . وهو دليل على نعمة الله تعالى علينا بأن وهبنا هذه الإمكانية الفكرية المتجددة ، التي لا بد أن توصلنا إلى معرفة شيء من حكمة الله سبحانه في خلقه ، وما طبعهم عليه من الشوق إلى البحث كل يوم عن علم جديد ، كل ذلك يضاف إلى ما هو اهم لمصلحة الإنسان واخطر ، ألا وهو التاكيد على قصور قدرة الإنسان مهما بلغ من العلم حيال بعض من قدرة خالقه التي لا تحد بحدود . وبهذا يكون الإنسان أكثر خبرة بخالقه واوسع علما .
يتبع...

24 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
نادرة من نوادر النصوص    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

نادرة من نوادر النصوص
ومن نوادر النصوص التي يعدها أستاذنا زهير ظاظا فوائد فكرية جليلة أقتطف منها نادرة بعنوان : شكوى أبي حيان من رجال الدين في عصره ، ومما جاء فيها : قال أبو حيان التوحيدي في كتابه (البصائر والذخائر: نشرة الوراق ص 77):...  لا جرم اتسع الخرق على الراقع، واشتبه الأمر على المستبصر، وخاست بضائع العلماء، وعاد الأمر إلى الهزل المقوى بجد، والباطل المزين بحق، وذهب التقى، وسقط الورع، وهجر التورع والتحرج، وصار الجواب في كل مسألة دقت أو جلت، أو اتضحت أو أشكلت، لا أو نعم.
 كأنهم لا يعلمون أنهم لا يعلمون كل شيء، ولا يحيطون بكل شيء، وأن الدين مشروع على التسليم والتعظيم والعمل الصالح، واعتقاد ما عري من الرأي المنقوض والعقل المنقوص، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُجب في كل شيء، ولا أثار ما لم يكن مأموراً بإثارته، وأنه أمر بالكف والسكوت إلا فيما عم نفعه، وشملت عائدته، وأمنت عاقبته، بذلك بُعث، وعليه حُثَّ وحَث.
إلى الله عز وجل أشكو عصرنا وعلماءنا، وطالبي العلم منا، فإنه قد دب فيهم داء الحمية، واستولى عليهم فساد العصبية، حتى صار الغي متبوعاً، والرشد مقموعاً، والهوى معبوداً، والحق منبوذاً، كل يزخرف بالحيلة ولا ينُِصف، ويموه عليه بالخداع ولا يَعرف....إلخ " .أ.هـ
ولن اعلق على هذه النادرة التي اقتطفتها من نوادر النصوص في الوراق ؛ فهي تعبر عن نفسها بنفسها ، وعما لها من علاقة بموضوعنا .
يتبع...

24 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
النزاع والشقاق ينتجان من التعصب والجهل    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
إنني ، ولعدة أيام ، أحاول كتابة موضوع يتعلق بالتكفير وأضراره البليغة ، التي أصابت أمة المسلمين بنكبات الفرقة والتفرق عبر تاريخها الطويل ، ووجدت خلال مطالعاتي أن للتكفير بسبب الاختلاف في الأفهام والآراء بين المؤمنين بالدين نصيب كبير . ولو نظر المختلفون إلى هذا الاختلاف على انه أمر طبيعي ، لما آلت أحوالهم إلى ما آلت إليه من الفرقة والشحناء . وأما الخلاف بمعنى النزاع والشقاق فلن يكون اختلاف الأفهام سببا لصنعه على الإطلاق ؛ وإنما السبب في النزاع والشقاق الجهل أو التعصب أو هما معا . كل ما قلته لتوي وجدت معناه في المقالة التي قدمها الأستاذ عبد الحفيظ واضحا .
والجهل دواؤه متيسر ، فبالعلم والتعلم شفاء ، وبالتفكر والتدبر دواء وأي دواء ، أما التعصب ، أعاذنا الله منه ، فيمكن أن يؤدي إلى حياة مريرة ، فيها من الكراهية والتباغض بين الناس ما فيها ، بل ويمكن أن يؤدي التعصب إلى الكفر والجحود . فالجاحد يكذب بالحق وهو يعلم انه الحق ، ولا يكذب به نتيجة عدم اقتناع به . وفي القرءان الكريم نقرأ من سورة الأنعام : " ...فإنهم لا يكذبونك ؛ ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون" ، وفيه أيضا من سورة الحجر : " ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ، لقالوا إنما سُكرت أبصارنا ، بل نحن قوم مسحورون " .
أتدري أيها الكريم القارئ مقالتي هذه أن الإمام الغزالي لم يقل بكفر أغلب النصارى في زمنه ، وانه عذر أبناء غير المسلمين الذين رباهم أهلوهم  على الاعتقاد منذ صباهم بأن محمدا كان كذابا ، فلم يحكم بكفرهم ! والغزالي رحمه الله وصفوه بحجة الإسلام ، ومنهم من عده مجددا للمائة الخامسة من الإسلام ، وكان من الإيمان المتين بالله ورسوله بمنزلة عظيمة ، بحيث لو قالوا له إن الجمل يطير ، لقال : إن الله على كل شيء قدير . ومع ذلك لم يجد إليه التعصب مسلكا يسلكه . وربما كان من أسباب انغلاق سبيل التعصب لدى الغزالي أنه هو  نفسه عانى من تكفير بعض الأشاعرة إياه دون وجه حق ، وانه هو نفسه ربما رأى في نفسه تسرعا في إطلاق  بعض الأحكام على غيره من مخالفيه في سابق أيامه ، خاصة من الفلاسفة المسلمين . ولمن يريد التفصيل ، عليه بكتاب الغزالي : " الفيصل في التفرقة بين الإسلام والزندقة " ، أو يمكنه الاطلاع على كتاب بعنوان : " ما لا يجوز الخلاف فيه بين المسلمين " للمرحوم الشيخ عبد الجليل عيسى ، ليجد في نهايته خلاصة كلام الإمام الغزالي في كتابه " الفيصل..الخ" .
يتبع...

24 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
ليس في تبادل التهم إلا الضرر    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 ومما يؤسف له أشد الأسف أن تحفل الشبكة العنكبوتية بالنزاع والشقاق بين الفرق والجماعات المتعددة من المسلمين ، خاصة بين الشيعة والسنة ، وكأن ماضينا المؤلم لم نتعظ من مجرياته بأية موعظة ، ولم نستخلص من أحداثه العبرة تلو العبرة ، وكأن جماعات المسلمين جاءت كل جماعة من كوكب آخر . وحتى في الجماعة الواحدة يبيض النزاع ويفرخ ، وينمو ويتكاثر ، لنكون دائما في واد ، وتكون الأمم من غيرنا في واد آخر ؛ واد كان غير ذي زرع ، فإذا به ، باستعمار الأرض واجتناء ما أودع الله تعالى فيها من رزق لا ينضب  ، يموج بالزرع والضرع ، وإذا به يعج بالقوة والمنعة ، وإذا بصاحبه يختال علينا بالسيادة والجبروت ، وإذا به إن يمنعنا رغيف العيش نمت جوعا! أما وادينا نحن ، فما أجف عيونه ! وما أيبس أغصانه! أزهاره بعد إيناعها صوحت! ، وجنباته بعد اخضرارها أقفرت !، وبقاعه غدت موئلا للسراب من دون بقاع عباد الله أو عبيده! ثم ، ومع كل ذلك بغض وكره متبادلان! ، وشماتة متبادلة ما بعدها شماتة !، ونزاع وشقاق ليس بعدهما نزاع وشقاق!!  فهل ديننا سبب كوارثنا ! حاشا وكلا ، وهل اختلافاتنا الفكرية هي السبب! كلا بالطبع ، بل إن العاقل المؤمن بالله إيمانا صادقا يجب أن لا يضيره حتى كفر الكافرين ، ولا يوهن من عزيمته كيد الكائدين ما دام إيمانه مترعا بالثقة بالله ، فكيف له أن يعيب أخاه لاختلاف فكري متأصل في طبيعة الإنسان ، وهو وإياه على أساس من الاعتقاد بالله ورسله واليوم الآخر متين!! إنه التعصب المقيت دون شك ، الذي يولد ما يولد من نفور وتباغض ينتج عنه العناد من طرف أو أكثر من طرف .
ويخطر لي الآن تساؤل أراه مشروعا : من الذي أجاز للمكفر تكفير غيره ، أو تضليله في مسائل تحتمل اختلاف الرأي ، ولا تمس أصل المعتقدات من بعيد أو من قريب؟! هل جبله الله من طينة غير طينة بني آدم؟! هل لديه عقل صنعه الله على عينه ، بينما عقول غيره تركها الله تصنع نفسها بنفسها؟! أم هو نبي أنبأه الله علم الأولين والآخرين؟!
الإسراء والمعراج مرة أخرى :
لست أدري والله المنفعة التي تعود علينا من التهم  بتكذيب القرءان ، بما يخص الإسراء بالروح ، او بالروح والجسم ، وهل كان ذلك في اليقظة او في المنام ، أو حدث مرتين أو مرة واحدة ؟! إذا كان هناك من منفعة ، فلن تكون التهم جالبة لها أبدا ، فالمنفعة يمكن أن تجنى من الحوار الخالي من التهم بأنواعها ، والهادف إلى استجلاء هذه الحادثة العظيمة وآثارها على نبي الإسلام ، وعلى المسلمين في كل عصر ، وأخص المسلمين المعاصرين ، والأقصى ، مسرى النبي الأكرم ، يعاني ما يعاني من احتلال وعدوان . بل إن الاختلاف في كون الإسراء بالجسم والروح ، أو بالروح وحدها ، فيه حث  وتشجيع على التفكر في قدرة الله تعالى وعظمته . والذي يتيقن لديه أن الإسراء بالجسم والروح فيه دلالة على عظمة الله أكثر ، فليدل بدلوه  حتى نرتوي من مائه العذب ، ونعب من يقينه عبا بعد عب   ، وليبين لنا الحكمة التي يراها فيه ساطعة مشرقة . والذي يعتبر الإسراء كان بالروح وحدها ، فليتفضل ويبين لنا ما ضللنا عن معرفته من أن الإسراء بالروح أكبر وأعظم أثرا وأشد وقعا على نفوسنا في تبيان عظمة الله جل وعلا وقدرته .
وأخيرا : لنا الحق في الاختلاف ، وليس لنا الحق في النزاع والشقاق . فالإنسان نفسه له الحرية في أن يؤمن او  يكفر ، ولا يتولى أمره إلا خالقه. والمسلم من باب أولى له الحرية في النقاش والحوار بالتي هي أحسن ، والله يتولى سريرة كل منا وإعلانه .
بارك الله فيكم .
 
 
 

24 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
كل الكتب فيها شيء من الأخطاء حاشا كتاب الله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الحكم بصحة مؤلفات محمد رضا المصري  للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي  :
 
السؤال: ما هي صحة الكتب التالية للكاتب محمد رضا : (محمد رسول الله)، و(أبو بكر الصديق) ، و(سيرة عمر) ، (وسيرة عثمان) ، و(سيرة علي )؟
الجواب: بالنسبة لهذه الكتب كلها يؤخذ منها ويرد، ولا يمكن أن يحكم على كتاب بأن كل ما فيه خطأ وباطل، ولا أنه صواب؛ لأن الشافعي رحمه الله حين ألف الرسالة سلمها إلى الربيع بن سليمان المرادي ، فقال: يا ربيع خذ هذا الكتاب على خطأ كثير فيه، قال: قلت: يا أبا عبد الله ! أصلحه لنا، قال: كيف وقد قال الله تعالى: لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82] أبى الله العصمة إلا لكتابه، وكل الكتب غير كتاب الله لابد أن يكون فيها شيء من الأخطاء.
 

26 - يوليو - 2009
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً........
 37  38  39  40  41