القهر المنظم     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
التدين ليس مجرد تأدية شعائر أو الجهر بالإيمان ،ولكن ما وقر فى القلب وصدقه العمل 0 تربيت فى مجتمع ريفى منغلق ، الدين فيه شعائر وخرافات وطقوس وشعوذة ، أسميه التدين الشعبى ، الجن والشياطين والملائكة يتحكمون فى الحياة وحفلات الزار وحفلا ت الذكر ، المتصوفة وأدعياء التصوف والمنتسبين زورا أو حقيقة لأهل البيت النبوى الشريف ، أساطير ما من أسانيد تؤكدها ، بل تسبح فى خيالات مريضة 000 ذهبت إلى الكتاب فى سن الثالثة لأحفظ القرآن وأتعلم الأبجدية 00 القرية تعوم فى ظلام دامس ، والعقول غارقة فى الخرافة 0 لولا والدى يرحمه الله ومكتبته ، ما كنت أنا 0 لولا رفضه لمجتمعه والبحث عن الحق والعدل والحرية ومقاومة الجهل والفقر والمرض ، وتمرده على السكون العطن ، والعجز الأبدى ، ربما كان مصيرى كمصير الألا ف ، مجرد ترس فى آلة دوارة ليل نهار 0 زرع فى طريقى البحث الجدى لمعنى الحياة وطعم الدنيا 0 وجدت كتبا وفكرا وتحديا لواقع مرير ، بل وجدت لسانا بتارا لا يخشى ولايهاب ولايتلجلج0 لم يكن الدين لديه مجرد شعائر وحركات ومظاهر كاذبة ، وإنما سلوكا عمليا ناضجا ، ملابس المرأة محكومة بالواقع وبالظروف المناخية والعملية ، كنا فلاحين نزرع الأرض ونرعى البهائم ونجنى المحاصيل ، الحياة جادة ومجدية ،لم أتصور يوما أن يثور النقاش على الملابس أو على تغطية الشعر وموضة الملابس الإسلامية والطعام الإسلامى والعصيرالإسلامى والشورت الإسلامى والمايوه الإسلامى والبقالة الإسلامية والطب الإسلامى والجزارة الإسلامية 0000000ألخ كنا عمليين نحفر فى الصخر لا فرق بين رجل وامرأة وطفل وطفلة وشاب وشابة ، رحلة كفاح لا تتوقف 0 وسارت مركب الحياة تتهادى عبر خضم الطوفان البشرى الجرار ، نزع ونقلع ونبنى ونشيد ونتعلم ، سيمفونية خضراء مثمرة 0 الصلاة فى أى مكان تتواجد فيه ، والعودة إلى العمل بجد وهمة ونشاط0 كانت الحياة هى السعى على الرزق ومحاولة تغيير الواقع الآسن ،وحتى هذه اللحظة ،الكثير من المشروعات البيئية والصحية بالقرية ، مجهودات شخصية ، وكأننا نعيش فى المريخ 000 من المدهش والمثير للتساؤل على الأقل بداخلى ، لماذا يكثر الحديث عن الصلاة والصيام والحج والزكاة وشعر المرأة والنقاب والحجاب ولحى الرجال وتقصير الملابس والإكثار من بناء المساجد ، حتى لتصبح متجاورة ومتلاصقة ، وارتفاع أصوات الميكروفونات صاخبة عالية النبرة بأصوات جشة ، تدعو للصلاة وتتداخل الأصوات ، وكأن هذه الأصوات الكثيرة المدمرة بصخبها للأذن والصداع ، تنادى على الطرشان!!!!!!!!!!!!!!!! على فكرة منزلنا يقع فى وسط ثلاثة مساجد فى مساحة لاتتجاوز 2000متر مربع ، ويوم صلاة الجمعة تتدخل كلمات الخطباء مرعبة مرعدة متوعدة وناقمة وساخطة على الضلال والكفر والغواية والنار المثوى والمستقر ، وبجوار أجمل مسجد، مقلب زبالة تفوح منه الروائح العطرة ، وأسراب الذباب لا تكف عن الهبوط والطيران ، شيىء يجنن ، فعلا أمة فقدت عقلها ،تمييزها بين الصح والخطأ والأخذ بالقشور والإرتكان إلى ثقافة البلاهة والسطحية وانتشار قصصات من كتب التراث ، عذاب القبر وأنواعه ، الثعبان الأعور ، قصتى مع الجن الأصفر ، زواجى من جنية ، السيف المصقول لمحاربة الغول ، 00000 ومن أنكى الأمور وأشدها سخفا ،انتشار المكتبات التى تقوم بطبع كتب التراث المعجونة بالخرافة والتفاهة من أمثال (نور الأبصار فى مناقب أهل البيت الأطهار والصحابة الأخيار )كتاب لا يقل سخفا عن خرافات شعب الله المختار وقصص الشياطين0 قلت لنفسى ولماذا لا تزور هذه المكتبة علك تجد كتابا قيما ??? وذهبت ووجدت كتبا مجلدة ومطبوعة طبعات فاخرة والكتاب يصل ثمنه عشرات الجنيهات ،وبيع العطور والبخور وجلابيب الرجال والنساء والمسابح والسجاجيد وأشرطة الكاسيت لنساء يصرخن ويلطمن على نساء المسلمين اللواتى ضللن الطريق ويتعطرن ويسرن فى الطرق (أتحدى أن تتعطر إمرأة وتسير ويفوح منها عطرا )الشوارع مكتظة وعوادم السيارات ومقالب الزبالة المتناثرة هنا وهناك 0 أشرطة كاسيت لرجال يلعنون النساء ويطالبون بوأدهن وألا تخرج للشوارع إنها فتنة 000 مجتمع مشغول بالمرأة إلى أقصى درجة حتى ليصير وسواسا قهريا 0000مجتمع مأزوم ،مجتمع يتساقط إعياءا ومرضا وقهرا وحمقا ،مجتمع القرون الأولى 0 أتصور أن القهر الذى يقع على المرأة هو قهر منظم ،وعبر العصور والتمسك بأقوال وآيات وأحاديث فى غير موضعها ،سمعت من بنت جامعية ،عندما كنت أحاضرهم فى لقاء فكرى وثقافى ،وأطالب بإعتلاء النساء منصة القضاء وتقلد الوظائف القيادية (رؤساء المدن والقرى والوزارات 0000)وتقفز هذه البنت صاخبة منكرة مطلبى ،كيف والرسول يقول (ما أفلح قوم ولووا أمرهم إمرأة ) وأن المرأة ناقصة عقل ودين وأن المرأة للبيت 000إلخ 00وحدث شغب بين الشباب والفتيات وتصاعد الخلاف وانقسموا انقساما ملحوظا وكنت أشاهد صامتا ومتعجبا ،هذا هو المستقبل الذى ننتظره !!!!!!!!!!!!!!!!! |