 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | المتدارك التام كن أول من يقيّم
لقد أصبح للمتدارك التام -عند الجوهري ومن جاء بعده- صورة واحدة يتركّب فيها بيتُه من (فاعلن) ثماني مرّات؛ أربعة في كلّ شطر: فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن=فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن ويُمثّلونَ له بأبياتٍ مفردةٍ، لا يُعرف قائلوها، وتبدو عليها الصنعةُ واضحةً، استغرقت فيها (فاعلن) جميعَ أجزاء البيت، أشهرها قولهم(): لمْ يدَعْ مَنْ مضى للّذي قدْ غَبَرْ=فضْلَ علْمٍ سوى أخْذِهِ بالأثَرْ جاءَنا عامرٌ سالِمًا صالِـحًا=بعدما كانَ ما كانَ منْ عامِـرِ ثمّ يُجيزونَ أن ترِدَ فيه (فعِلن) أو (فعْلن) بدلاً عن (فاعلن)، أينما ورَدَتْ من حشْوٍ أو عروضٍ أو ضرب! يقول الجوهري: "يجوز في كلّ جزْءٍ منه الخبن، فيبقى (فعِلن)"، "ويجوز في كلّ جزءٍ منه القطع فيبقى (فاعِلْ)"(). ومع ذلك فهم يُمثِّلون لذلك بأبياتٍ خببية، استغرقت فيها (فعِلن أو فعْلن) أو كلاهما معاً، دون (فاعلن)، جميعَ أجزاء البيت،كالذي يُنسب إلى عمرو الجنّيّ: أَشَجَاكَ تشتُّتُ شِعْبِ الحيِّ=فأنتَ لهُ أرِقٌ وَصِبُ() فعِـلن فعِـلن فعِلن فعْلن=فعِـلن فعِـلن فعِلن فعِلن وكالذي يُنسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه(): إنّ الدنيا قد غرّتْنا=واستهْوَتْنا ، واستغْوَتْنا فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن () الوافي للتبريزي، ص177. | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | المتدارك المجزوء كن أول من يقيّم
ثم يأتون للبحر بثلاثِ صورٍ مجزوءَةٍ ، تغاضى عنها كثيرون()، واعتبرها بعضهم شاذة()، يتركب البيت فيها من (فاعلن) ستّ مرات، وتتراوح أضربُها بين (فاعلن أو فاعلانْ أو فاعلاتن)، وتتحد أمثلتها المفردة في معظم كتب العروض هكذا(): 1- قفْ على دارساتِ الدِّمَنْ=بينَ أطْلالِها وابكِيَنْ فاعلن فاعلن فاعـلن=فاعـلن فاعلن فاعـلن 2- هذهِ دِمْنَةٌ أقْفرَتْ=أمْ زَبورٌ محَتْهُ الدهورْ فاعلن فاعلن فاعلن=فاعلن فاعلن فاعلانْ 3- دارُ سُعْدى بِشحْرِ عُمانِ=قدْ كَساها البِلى الْمَلَوانِ فاعلن فاعلن فعِـلاتن=فاعلن فاعلن فعِـلاتن() ويمثلون لزحافها بقوله : دَرَسَتْ باللِّوى الدِّمَنُ=وعَفا آيَها الزّمَنُ فَعِلن فاعلن فَعِـلن=فَعِلن فاعلن فَعِـلن وقوله : مَنْ يَدَعْ عيْنَهُ هَمَلاً=يُبْتَلى قلبُهُ بِحِسانْ فاعلن فاعلن فعِلن=فاعلن فاعلن فَعِلانْ وهذا أقصى ما انتهى إليه المتدارك عند العروضيين. | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | شواهده وضعت للتمثيل كن أول من يقيّم
ويتضح من جميع أمثلة البحر، وتعليقاتِهم عليه، أنّ ما هو مستخدمٌ فعلاً، وما أشاروا إلى قِدَمِهِ وصحّته، لا يخرج عن (فعِلن و فعْلن) دونَ (فاعلن) أبدًا، كالذي نُسِبَ إلى الجنّيّ، أو إلى علي بن أبي طالب، أو إلى أبي العتاهية، أو إلى الخليل ذاته، أو إلى من جاء بعدهم، يقول الجوهري(): "وشعْر عمروٍ الجنّي مخبون" كلّه. ويقول ابن القطاع عنه(): "استعمل مخبوناً". ويقول الزمخشري(): "غيرَ أنه جاءَ مخبوناً أو مقطوعاً"! في حين يبقى ما جاءَ على (فاعلن) أمثلةً مفردةً مصنوعةً، غير منسوبةٍ لأحد، وُضِعتْ للتمثيل. وهي لا تخرجُ عن (فاعلن) وبديلها (فعِلن) دون (فعْلن) أبدًا. ولم يقدر صانعوا هذه الأمثلة على إيراد شاهدٍ مصنوعٍ واحد يخلط ما بين (فاعلن و فعْلن) على الإطلاق. | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | وزنان متمايزان كن أول من يقيّم
إنّهما في واقع الأمر وزنان منفصلان، متمايزان، خلَطَ بينهما العروضيون دون الشعراء، على الرغم من شعورهم الأكيد بالاختلاف والتباين. فقد نبَّهَ معظمُهم إلى أن تحوّل (فاعلن) إلى (فعْلن) هو مما يُخالف أصولَ القواعد الخليلية، وأنّ ذلك حالةٌ شاذّةٌ يختصُّ بِها هذا البحر دونَ سواه!! بل لقد حكَمَ معظمهم بشذوذ هذا البحر سالِمَ التفاعيل، وصحّته معتلاًّ!! ونبّهَ آخرون إلى أنه لا يستعمل إلاّ مخبوناً أو مقطوعاً كما رأينا. يقول العروضي(): "إنّ هذا الوزنَ قد لحِقَهُ فسادٌ في نفس بنائه، أوجَبَ [على الخليل] ردّه، وذلكَ أنه يجيءُ في حشْوِ أبياته (فعْلن) ساكنَ العين، ومثل هذا لا يقع إلاّ في الضرب... فأما في حشو البيت فغير جائز، وما عُلِمَ في شيءٍ من أشعار العرب"، مخالفًا بذلك سائرَ أنواع الشعر كما يقول، ومشيرًا إلى أنه "لو كانَ يجيءُ على بناءٍ تامّ ، فيكون كلّه (فاعلن فاعلن)، أو يجيء [على] (فعِلن)" لَما خالَفَ أنواعَ الشعر الأخرى "ولكنه قلَّ ما يجيء منه بيت إلاّ وأنتَ تجدُ فيه (فعْلن)". ولعلَّ في إطلاقِهِ اسمَ (الغريب) عليه إشارة واضحةٌ إلى استغرابه من هذه المخالفة(). | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | إشارات القدماء إلى الانفصال كن أول من يقيّم
كما أن في إشارات المعرّي العروضية، ما يؤكد أنه كان يشعر بانفصال الوزنين، وإن لم يقل ذلك صراحة. يقول(): "وقد ينقلب [المتقارب] إلى وزنٍ آخر [دون تسميته] لَمْ تستعمله العرب، مثل قوله: أنتِ ياقوتةٌ عندنا في الرّضا=غيرُ مَقْلِيَّةٍ عندنا في الغضَبْ يقول: "فهذا وزنٌ مهملٌ لَم تستعمله العرب". ولكنه عندما أشار إلى الخبب قال(): "الوزنُ الذي يُسمّى ركض الخيل، وزنٌ ركيك"، "ضَعُفَ وهجَرَتْهُ الفحول في الجاهلية والإسلام، وربما تكلّفه بعض الشعراء كما قال: أوَقفْتَ على طَلَلٍ طرَباً=فشَجاكَ وأحزَنَكَ الطّلَلُ ويقول الزنجاني(): "وأنشدوا في تمامِهِ: يا بَني عامِرٍ قدْ تجمّعْتُمُ=ثمَّ لمْ تدفعوا[الضَّيْمَ] إذْ قمْتُمُ ولعلّه مصنوع؛ فإنّ العرب لم تستعمله تامّاً، بل جميعُ أجزائه يجيءُ إمّا على (فعِلن) مخبوناً... وإمّا على (فعْلن) مقطوعاً... أو يجيءُ بعضُ أجزائه مخبوناً، وبعضُها مقطوعاً"!! | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | من ابن الفرخان حتى مستجير كن أول من يقيّم
ولعلّ أول من فصَل المتداركَ عن الخبب -من القدماء كما مرّ- كان ابن الفرخان (-560هـ)، الذي جعلَ الخببَ جنساً قائماً بذاته، يقوم على (فعِلن) لا غير، والمتداركَ جنساً قائماً بذاته، يقوم على (فاعلن) لا غير، وإن لم يذكره باسمه! في حين رفض القرطاجنّي (-684هـ) أن يكون للمتدارك وجودٌ أصْلاً، لِما فيه من تنافرٍ وثقل، ببناء وزنه "على أجزاءَ كلُّها يقع الثقيل [يقصد الوتد] في نِهايته، والخفيف في صدره". فكأنه يميل إلى كون المتدارك الذي على (فاعلن) بحرًا مهملاً. بينما أقرّ (الخبَبَ) بحراً قائماً بذاته، ولا علاقة له بالمتدارك، مقترحاً تقطيعَه على (مُتَفاعِلَتُن ///ه///ه)،كما رأينا(). ولم يجد عمل ابن الفرخان، ولا اقتراح القرطاجني صدى أو استجابةً مناسبة ممن جاءَ بعدهما، حتى جاء العصر الحديث، وزاد اهتمام الشعراء بِهذين البحرين، فبدأت أصوات العروضيين والشعراء تُنادي مرّةً أخرى بفصل الخبب عن المتدارك. فأشار د.النويهي إلى أن المتداركَ "ينقسمُ إلى قسمين عظيمين، يكادُ كلّ منهما أن يكونَ بحرًا مستقلاًّ"(). كما أشارَ د.أبو ديب إلى أنّ "ثَمّةَ تشكلاً إيقاعيّاً في الشعر العربي قد تتألف الوحدة الإيقاعية فيه من نواتين من النوع (فا)، [يعني فعْلن]، وقد تكون جميع وحداته من هذا الشكل، أو يكون عددٌ منها من الشكل (///ه). [و] بِهذه الطريقة نُميِّز هذا التشكل عن المتدارك [الذي على فاعلن]"(). ويقول عبد الحميد الراضي عن المتدارك: "وهو بحرٌ رتيبٌ هادئٌ حينَ تسْلَمُ أجزاؤه ويأتي على (فاعلن فاعلن ...)، ويكاد يكون حينئذٍ نوعاً خاصّاً لا صلةَ له بالمُحْدَثِ المخبون أو المقطوع الأجزاء" والذي يُحدِثُ "شيئًا من التدفّقِ والصّخب". "وهذا الفرق بين النوعين من الوضوح بحيث لا يمكن أن يستسيغَ الذوقُ بيتًا يختلفُ شطراه بين هذا النوع وذاك"(). وفي حديثه عن المتدارك، يتساءل عبد الصاحب المختار متعجّباً: "وأينَ هذا الوزن من دقّ الناقوس أو الخبب". وهو يصرّح في مكانٍ آخر بعدم وجود علاقةٍ ما بين المتدارك والخبب(). وبعد أن لاحظَ د.علي يونس عدم اجتماع (فعْلن) مع (فاعلن) في المتدارك قال: "فالأحرى أن نجعلَ الوزنَ المبنيَّ على (فعِلن و فعْلن) مستقلاًّ عن الوزن المكوّن من (فاعلن)"(). ولعلَّ د.مستجير هو أول المحدثين الذينَ فصلوا -عمليًّا- بين هذين الوزنين، حيث أكّد خطأَ مَنْ ظنّ أن الخبب تحويرٌ للمتدارك، وإنما "لكلِّ بحرٍ هويته الموسيقية"، "والفارق بينهما واسع". ولذلك فقد عرَضَ للمتدارك أولاً بحراً خليليّاً يتساوق مع البحور الأخرى في تشكله وزحافه وعلله، ثم عرَضَ للخبب بحراً غير خليليّ، وحْدَتُهُ السبب وليس التفعيلة(). | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | هل عرف الخليل المتدارك؟ كن أول من يقيّم
وهكذا يُصبحُ يقيناً أن دعوى وجوده في الشعر العربي كان يُقصد به (الخبب) الذي على (فعْلن و فعِلن)، لا(المتدارك) الذي على (فاعلن وفعِلن)، وأن الحديثَ عن المتدارك إنما يُقصد به الخبب لا غير، وأن الخلْطَ بينهما إنما هو من صنع العروضيين لا الشعراء. بل إن ما كُتِبَ حديثاً على (فاعلن فاعلن)، لم يخلط فيه الشعراء بين هذين الوزنين المتمايزين. وأما قول العروضي: "لمْ يُرَ الخليلُ ذكَرَ هذا الباب البتّة "()، أو قول الجوهري: "والخليل لم يعدّ المتدارك في البحور"()، أو قول ابن القطاع: "ولم يُجِزْهُ الخليل، ودفعَهُ مرّةً واحدة"()، أو قول الشنتريني: "وليسَ عند الخليل شعرًا، ويُروى أنه نصَّ على طرحه"()، فلا ينفي أن يكون الخليلُ قد أخرجَ من المتقارب بحراً مهملاً، كما فَهِمَ بعضهم، ولكنه يؤكد أنه عرَفَ الشعرَ الخبَبِيّ الذي نسبوه -خطلاً فيما بعد- إلى هذا البحر المهمل، وربما كتَبَ عليه، ولكنه لم يُجِزْهُ، ودفعَهُ مرةً واحدةً، ويروى أنه نصّ على طرحه. فإذا صحَّ ما يُنسبُ إلى الخليل من شعرٍ خَبَبِيٍّ، وأنه طَرَحَه ولم يعدّه شعرًا، عرَفْنا إلى أي حدٍّ كانت أذن الخليل مرهفةً، فلم تخلط بين إيقاعين متمايزين، كما فعل لاحقوه، فاعتبر ما سمّوه بالمتداركِ بحرًا مهملاً، بينما لم يستطعْ أن يضبطَ قواعدَ الخبب، لقلّته أولاً، ولِشموسِه وتأبيه على جميعِ القواعد والأصول التي انتظمت عليها بحوره الشعرية الأخرى ثانياً، فطرَحَه، وأعرضَ عنه، تاركاً حبلَه على غاربه. فلمّا أفضى (الخبَبُ) إلى أيدي العروضيين بعده، حاولوا أن يجدوا له مُبَرِّرَ وجوده، ولكن على أساسٍ من العروض الخليلي ذاته، دون أن يتفهّموا سبَبَ سكوت الخليل عنه، فتاهوا فيه ومعه عشرةَ قرونٍ من الزمان! | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | خصائص المتدارك ومفتاحه الجديد كن أول من يقيّم
وكما رأينا، يختلف (الخبب) كلَّ الاختلاف عن بحور الشعر الأخرى، حيث يتأبّى على جميع قواعد العروض المعروفة، ولا يخضع لأيٍّ منها. فهو بحرٌ: 1 - يخلو من الأوتاد تماماً. 2 - يمكن أن تتجاور فيه الفواصل الثلاثية ( ///ه ///ه ..) بلا حدود. 3 - يمكن أن تتجاور فيه الأسباب ( /ه /ه /ه /ه ..) بلا حدود. 4 - يمكن أن تنتثر فيه الفواصل والأسباب بلا انتظامٍ ولا قاعدة. 5 - يمكن أن تجتمعَ فيه أكثر من أربعة متحرّكات متتالية، فتظهرَ فيه الفواصل الخماسية (/////ه) أو السباعية ( ///////ه ) ... في حين يتساوق (المتدارك) مع خصائص البحور الخليلية الأخرى، فهو بحرٌ وتديٌّ، تضمّ تفعيلته (فاعلن /ه //ه) وتداً ثابتاً، لا يجوز عليه أي زحافٍ أو تبديل، يسبقه سببٌ وحيد يقبل الزحاف بسقوط ساكنه، لتتحول (فاعلن) بذلك إلى (فعِلن ///ه) لا غير، دون أن يستغرقَ البديلُ كلَّ أجزاء البيت. وهو كغيره من البحور؛ يمتلك صوَراً تامّةً عديدةً، وأخرى مجزوءةً أو منهوكةً أو مشطورة أو حتى موحّدة التفعيلة. وكغيره من المهملات الخليلية الأخرى؛ يتمثل في المتدارك الكثير من ملامح النثرية، وخاصةً في شكله التام. ولكنّ تركيبَه البسيط، بتفعيلته الخماسية القصيرة المتكررة، ميَّزَهُ قليلاً عن المهملات الأخرى، فاستُخْدِمت بعضُ صوره -المجزوءَةِ خاصّةً- في العصرين العباسيّ والأندلسيّ، واستخدمه المحدثون في القليل من قصائدهم العمودية، والكثير جدّاً من شعر التفعيلة. وضبطاً لوزنه، وتيسيراً لحفظه، فقد وضعنا له مفتاحه الجديد التالي: دُورِكَتْ في البحورِ لَنا فاعِلُ= فاعِلنْ فاعلن فاعلن فاعِلُ | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |
 | ما أسهل التفريق بين الخبب والمتدارك! كن أول من يقيّم
أخي الفاضل زكريا.. أشكرك جزيل الشكر على إضافتك وتعليقك، وأشكر أستاذنا الكريم د.صبري أبو حسين على مجهوداته وكرمه وفضله.. وجواباً على سؤالك المفيد أقول: في جميع بحور الشعر العربي يرد الزحاف جنباً إلى جنب التفعيلة الأصيلة، ويندر أن يشمل الزحاف جميع تفاعيل البيت الشعري، فإن حصل ذلك فلن يستمر ليشمل البيت التالي.. ولذلك فإن موقع البيت المزاحف كلياً من الأبيات الأخرى سيحدد بحره بكل تأكيد.. فإذا كان البيت مفرداً، وهو مخبون التفاعيل، أو مقطوعها، فيحمل على الأصل؛ أعني: الخبب لا غير. ويشبه هذا؛ البيت الذي يأتي وجميع تفاعيله على (مستفعلن)، حيث يُحمل على الرجز مالم ترد قرينة تدخله في حظيرة الكامل. وأشير إلى أنني بدأتُ نشر موضوع البحر المتدارك، على نافذة منفصلة، يمكن الرجوع إليها الآن. أرحب بك وبتعليقاتك وتعليقات جميع الأخوة الأفاضل الذين يقرؤون الموضوع . | 15 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر الخبب |
 | سيدي د.صبري أبو حسين كن أول من يقيّم
سيدي د.صبري أبو حسين حفظه الله ورعاه أرحب بك وبتعليقاتك الثرية المثرية للموضوع، وأقول: ليس المفتاح سوى مدخل لحفظ الوزن، وقد وجدت مفاتيح عدة لبحور الشعر، ولكن يبدو لي والله أعلم أن مفاتيح الحلّي كانت الأنسب والأشهر، وذلك لما حملته من روحه الشاعرة، وكفايتها في التعريف بذلك الوزن.. وقد جاءت مفاتيح الحلي مصرّعة جميعها، مما سهّل على المتلقي حفظها. ولذلك فأرى أن في مفتاحكم الجميل عيب فقدانه التصريع، وهو أمر مهم في انتشاره وقدرته على حفظ الوزن.. ومع ذلك فالمفتاح عندي ليس بتلك الأهمية التي للدراسة النظرية التأصيلية إذا ما كتب لها القبول والانتشار.. أما عن استفساركم الآخر، فقد جاء في ثنايا البحث قولي: وكغيره من المهملات الخليلية الأخرى؛ يتمثل في المتدارك الكثير من ملامح النثرية، وخاصةً في شكله التام. ولكنّ تركيبَه البسيط، بتفعيلته الخماسية القصيرة المتكررة، ميَّزَهُ قليلاً عن المهملات الأخرى، فاستُخْدِمت بعضُ صوره -المجزوءَةِ خاصّةً- في العصرين العباسيّ والأندلسيّ، واستخدمه المحدثون في القليل من قصائدهم العمودية، والكثير جدّاً من شعر التفعيلة. وسأوافيكم بالأمثلة إن شاء الله. تحياتي | 16 - مارس - 2009 | بحور لم يؤصلها الخليل - بحر المتدارك |