البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 36  37  38  39  40 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ردود سريعة    كن أول من يقيّم

 
الأستاذ الكريم طه : ربما يكون التحفظ ممن يكتب ويستخدم اللغة وليس من اللغة نفسها ، الحق معك ، وفي الصورة التعبيرية : " ظلاً لكلبك " ، المشكلة ليست في اللفظ بل في الدلالة المعنوية وصورة الكلب التي لا تعني لنا ما تعنيه للأجنبي .
 
الأستاذ هشام : كل الشكر لك كلماتك الصادقة والمشجعة ... لدي بعض المحاولات الشعرية المتواضعة جداً ، جداً . المنافسة هنا شديدة يا أستاذ هشام وسنة الحياة : البقاء للأقوى ! وأنا أنحني لها عن طيب خاطر .
 
شكرنا البالغ لمولانا لحسن على مشاركته اللطيفة عن : النحال المنكود الحظ . أكثر ما أثارته في ذاكرتي هذه القصة هو صورة بلدة عبرين التي أعرفها كما أعرف بعض القرى المحيطة بها في جبال البترون ، وأجمل ما فيها هو شعورك وأنت تهبط الجبل باتجاه البحر فتراه يملأ بصرك وأحاسيسك وأنت تقترب منه رويداً رويداً ... 
 
الأستاذ عبد الحفيظ : شكراً لك كريم عبد الجبار بالنيابة عني وعن جواد . سلامي لندى وزكريا وتحياتي لكم جميعاً .
 

4 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
خاص بالأستاذ يحي الرفاعي    كن أول من يقيّم

 
 
آسفة كوني أفقدتك خصومتي ( مؤقتاً ) مع أنني سعيت دائماً ، بدون طائل على ما يبدو ، كي لا تكون هناك خصومة : ربما يكون " هروبي " سببه حاجتي لإعادة تنظيم أفكاري في مكان " آمن " ، رغم أن هذا الأمن نسبي جداً ....
 
أحرص على متابعة ما تكتبه وربما أكون قد حاولت التدخل فيه من بعيد لأن التدخل المباشر يعني التورط في نقاش سيشغلني عن مشروعي المتواضع هذا ،  الذي لمحت ، كما أرى ، جوانباً منه والذي اعتمدت فيه على كتاب سبق أن نوهت به هو كتاب المعالجة النفسية الدكتورة : Anne Anceline Schutzenberger 
وهو بعنوان :  
Aiie , mes Aiieux
 بما ترجمته بعبارة : " آخ من جدودي " والطبعة التي بين يدي تحمل الرقم 15 وهو صادر عن دار :
Desclee de brouwer / La meridienne
 
هذا الكتاب الذي يدرس العلاقة بين الأجيال من وجهة نظر علم النفس التحليلي . هدفه علاج الحالات المرضية الناجمة عن خلل في العلاقات الأسرية ، ويبين كيفية امتداد تأثير هذه العلاقات إلى عدة أجيال ( تطمح الدراسة إلى توسيع المعرفة بهذه العلاقات إلى خمسة أجيال متعاقبة ) ، ويبين أهمية ما هو مضمر وغير معترف به وما لا نرغب عادة بالكلام عنه ، وهذا ما يحصل عادة ، وكيفية أن هذا المسكوت عنه يشكل ، بالإضافة إلى القواعد الضمنية المسيرة والموجهة لعلاقة الأفراد في العائلة الواحدة ، يشكل سبباً " لأمراض نفسية " لها نتائج خطيرة على السلوك الفردي .
 
أحاول جاهدة فهم مضمون هذا الكتاب لأنه يساعدني في فهم آلية العلاقات التي تتشكل بين أفراد المجتمع الواحد وتتألف منها الذاكرة الجماعية . أحاول في الوقت نفسه تنظيم أفكاري وتوضيحها في هذا الإطار .
 
كل هذا لا يلغي إمكانية التدخل المباشر أحياناً للتعليق على بعض الأفكار المهمة : أظنني سأكتب مقالتي التالية حول مفهوم المساواة وكيفية فهمي له ، بما يرفع عني الحصانة ( مؤقتاً ) وإلى أجل مسمى .
 

8 - مايو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
حول مفهوم المساواة    كن أول من يقيّم

 
المساواة من سوي ، جذرها : سوا . سواء الشيء مثله . استوى الشيئان وتساويا : تماثلا. وإذا لحق الرجل قِرنَه في علم أو شجاعة قيل : ساواه ( لسان العرب ) وهي بمعنى عادله قيماً وقدراً ( المنجد ) .
 
مفهوم المساواة مفهوم مثالي لا وجود له في الطبيعة ، إلا ما حاول فكر الإنسان إنتاجه من صور وأفكار أوأشياء متساوية ، كالرسوم الهندسية مثلاً ، أو الأدوات والمنتجات الصناعية المتشابهة والمتساوية فيما بينها . في الطبيعة ، لا تتساوى الأشياء ولا تتشابه تماماً أبداً !
 
 
المساواة كفكرة مجردة ، عندما ترتبط بحياة البشر ، تضاف إلى العدل كصفة لصيقة بها ولا تنفصل عنها ، مع أن البشر مختلفون عن بعضهم البعض ، منذ الأزل ، مختلفون في كل شيء ولا يتساوون أبداً ، لا في الطبع ، ولا في الشكل ، ولا في القوة ، ولا في الشروط الإجتماعية .... في الحديث الشريف ، جاء على لسان النبي ( صلعم ) : " لا يزال الناس بخير ما تباينوا ( وفي رواية ما تفاضلوا ) فإذا تساووا هلكوا " . فمن أين أتت هذه الفكرة التي تقضي بأن الخير والعدل هو في المساواة ?
 
تغيرت فكرة المساواة بين البشر وتبدلت عبر العصور تدفعنا إليها رغبتان لا نستطيع دائماً تميزهما ، الأولى تأتي من الشعور بالظلم والرغبة في العدالة ، والثانية تنبع من الحسد والتنافس والرغبة في مماثلة الأقوى والأفضل ، وهي رغبات متأصلة في طبائع البشر .
 
لم تبشر اليهودية بالعدالة والمساواة لجميع أبناء البشر ، بل هي تدين بتماسكها واستمرارها إلى فكرة " شعب الله المختار " الذي اصطفاه لحمل رسالته ، لكنها وعدت بالمساواة بين بني إسرائيل وعداً تضمنته شريعة موسى عليه السلام ، وعداً يتحقق في الزمن على شكل نبؤة ، ولقد جاءت التوراة في سفر أشعيا ، الفصل الحادي عشر ، بما يلي :
 
( 1 ) ويخرج قضيب من جذر يسّى وينمي فرع من أصوله ( 2 ) ويستقر عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح العلم وتقوى الرب ( 3 ) ويتنعم بمخافة الرب ولا يقضي بحسب رؤية عينيه ولا يحكم بحسب سماع أذنيه ( 4 )  بل يقضي للمساكين بعدل ويحكم لبائسي الأرض بإنصاف ويضرب بقضيب فيه ويهلك المنافق بنفس شفتيه ( 5 ) ويكون العدل منطقه حقويه والحق حزام كشحيه ( 6 ) فيسكن الذئب مع الحمل ويربض النمر مع الجدي ويكون العجل والشبل والمعلوف معاً وصبي صغير يسوقها ............ ( 12 ) وينصب راية للأمم ويجمع المنفيين من إسرائيل ويضم المشتتين من يهوذا من أربعة أطراف الأرض ( 13 ) فيزول حسد أفرائيم وتضمحل عداوة يهوذا فلا أفرائيم يحسد يهوذا ولا يهوذا يعادي أفرائيم ....
 
لكن رسالة عيسى المسيح ، عليه السلام ، توجهت بذات الوعد إلى جميع أبناء البشر ، وجدد الله ميثاقه في " العهد الجديد " بمجيء المسيح " المخلص " الذي سيعود إلى الأرض ليملآها عدلاً ، وهي نفس الفكرة التي تبناها الإسلام عن عودة المهدي بما روى الإمام أحمد عن الإمام علي كرم الله وجهه قوله : " لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً منا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً " .
 
جذر فكرة المساواة هو مفهوم ديني تجلى بأشكال مختلفة وارتبط بمفهوم العدل الإلهي ( الذي أثار الكثير من النقاش بين الفرق الكلامية وكان المعتزلة يسمون أنفسهم بأهل العدل ) . وظل الفكر الديني يشوبه الشك حيال قدرة الإنسان على إقامة مجتمع عادل حتى ضمن أبناء الدين الواحد فربطها بالنبوة .
 
في العصور الحديثة ، استعادت الفلسفات المادية فكرة المساواة بعد أن حملت وزرها الإنسان ، فبشرت الماركسية بإقامة العدل بين أبناء البشر ، بعد القضاء على أسباب الشرور والطمع الناتجة عن النظام التنافسي الرأسمالي ، في مجتمع شيوعي ، تسود فيه المساواة التامة ، معتمدة على افتراضها الضمني بأن الإنسان يسعى بحسن نية إلى المساواة بأخيه الإنسان ، وتراجعت الفلسفات الليبرالية المعاصرة إلى حدود الوعد بتأمين توزيع أكثر عدلاً للثروات ، والسعي إلى مبدأ تكافؤ الفرص ، بما يعني المساواة في التعليم والطبابة والضمان الإجتماعي وتوفير فرص العمل ..... وكان مبدأ المساواة شعار الثورات الأكثر تأثيراً في حياتنا المعاصرة : الثورة الفرنسية ( 1789 ) ، إعلان وثيقة إستقلال الولايات المتحدة الأميركية ( 1776 ) ، وتبني الأمم المتحدة لإعلان حقوق الإنسان ( 1948 ) .
 
 في القضاء والقانون ،العدالة وحدها بقي ميزانها مرفوعاً ، متكافىء الكفتين ، وفي توازن تام .
 
تعهد القانون بإقامة العدل ، سواء كان هذا القانون وضعياً ، أم مستوحى من الشرع الإلهي . لو راقبنا ما يجري على الأرض لاستنتجنا بأن ميزان العدالة ليس متوازناً تماماً ، وأننا لسنا فعلاً متساوين أمام القانون ، سواء كان شرعياً أم مدنياً . مع هذا ، نصر على فكرة المساواة ونتمسك بها فما الذي يدفعنا إليها بهذه القوة وهذا الإصرار ?
 
أما إذا قارنا وضعنا الراهن بوضع البلدان الغربية المتقدمة صناعياً  فسنجد بأن هذه البلدان هي الأقرب حالياً إلى فكرة العدالة والمساواة من بلداننا التي تعاني من أبسط الإحترام لحقوق البشر . فما هي العدالة التي نطمح إليها وكيف نفهم المساواة ? وهل يكفي بأن نتغنى بالأخلاق نظرياً ونحن نبتعد عنها كل يوم مئات الأميال ? وهل من الممكن لنا أن نطمع يوماً بتجاوز هذا التناقض الحاصل بين الفهم المادي للمساواة وأصله الديني ودون الرجوع إلى إعادة النظر جذرياً لكيفية فهمنا وإدراكنا لمعطيات الوحي وبعدها الأخلاقي ?
 
المساواة معيار مثالي غير متحقق على الأرض لكنه كبقية المعايير الأخلاقية يشكل سقفاً لعجرفة وتسلط بني البشر واستغلالهم بعضهم لبعض .
 كلما اقتربنا من هذا المعيار الأخلاقي كلما ازددنا اقترابا من جوهر الناموس الديني والأخلاقي المسير لحياة البشر عبر التاريخ .لا يمكن للإنسان   تحقيق المساواة إلا بقدر ما يقترب من المفهوم الأصل . الله تعالى وحده يعد بالعدل ونتساوى أمامه يوم الحساب :
  
إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ 44  سورة يونس .
 
أو كقوله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ 47  سورة الأنبياء .
 
إن إدراكنا الإنساني للمساوة على أنها تشابه وتماثل هو إدراك خاطىء ، فالمساواة تتضمن معنى التوازن ، والإعتدال يتضمن معنى التوازن ، الذي هو التوسط بين حالين ، المادي والروحي ، وهو يبدأ في الذات الواحدة ، فيكون الإنسان مساوياً لنفسه إي على توازن ووفاق معها ، أو لا يكون .
 
 
 
 

11 - مايو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
أنظر إلى الأقمار كيف تزول ...    كن أول من يقيّم

 
أو هي كما قال : " كأس من الدنيا تدار " ، والكل يرثي أمير الشعراء ، وكان قد رثى الكثيرين في حياته ، يعودني منها قوله في وداع حافظ ابراهيم :
 
قد  كنت اوثر أن تقول iiرثائي
 
يا  منصف الموتى من iiالأحياء
لكن سبقت ، وكل طول سلامة
 
قـدر  ، وكـل مـنية iiبقضاء
 
هي على أية حال مناسبة لاستعادة ذكرى شوقي والعودة إليه ، وكل الشكر لك أستاذي هذه الهدية الثمينة وهذه الباقة من القصائد التي لم أكن اعرف أكثرها . استوقفتني طويلاً بيعة الأمير شكيب أرسلان ، وبيعة حافظ ابراهيم ، وبيعة معروف الرصافي ، ومرثية أحمد الكاشف ، ومراثي الزهاوي ومطران ، وتعرفت على حليم دموس لأول مرة . يبقى أن نذكره ببعض الأبيات ، وهي من أجمل ما قاله في لبنان الحبيب في القصيدة التي نظمها تغزلاً بزحلة ، جارة الوادي ، والتي يقول مطلعها : شيعت أحلامي بقلب باك .......
 
لـبنان  ردتني إليك من iiالنوى
 
أقـدار سـيـر لـلحياة iiدراك
جمعت  نزيلَي ظهرها من فرقة
 
كـرة  وراء صـوالج iiالأفلاك
نـمـشي عليها فوق كل iiفجاءة
 
كـالطير  فوق مكامن iiالأشراك
ولو أن بالشوق المزار iiوجدتني
 
ملقي الرحال على ثراك iiالذاكي
بـنـت  الـبقاع وأم iiبردونيها
 
طـيبي  كجلق واسكبي iiبَرَداك
ودمـشـق  جنات النعيم iiوإنما
 
ألـفـيـت  سدة عدنهنّ iiرباك
قسماً لو انتمت الجداول iiوالربى
 
لـتـهـلل  الفردوس ثم iiنماك
مـرآك  مـرآه وعـينك iiعينه
 
لـم يـا زحـيلة لا يكون iiأباك
تـلـك الـكروم بقية من iiبابل
 
هـيـهات  نسي البابلي iiجناك
تبدي كوشي الفرْس أفتن صبغة
 
لـلـنـاظـرين إلى ألذ iiحِياك
خرزات  مسك أو عقود الكهربا
 
أودعـن كـافوراً من iiالأسلاك
فكرت  في لبن الجنان iiوخمرها
 
لـمـا  رأيت الماء مس iiطلاك
 
شكراً لك مجدداً أستاذي وكل التقدير لهذا العمل الجميل والمتقن ، وشكرنا للأستاذ ضياء الدين ظاظا ، الذي يجمع في اسمه أنصاف إسمينا ، تقديمه للموضوع وتشريفه لهذا المجلس .
 
 

14 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
هذا امتحان صعب للذاكرة    كن أول من يقيّم

 
مساء الخير أستاذي وتحيتي لكم جميعاً :
 
كنت أقرأ بالأمس على مواقع الأنترنيت قصائد أحمد شوقي التي عرفتها ( والتي لم أعرفها أيضاً ) بغية استعادة الذاكرة ، وكلام شوقي الذي نردده أحياناً ودون أن نعرف مصدره ، كما نردد المتنبي تماماً . ولأنني كنت أبحث أيضاً عن القصيدة التي كتبت قطعة منها ، وغنت فيروز قطعة منها ، وهي الأبيات التي غناها عبد الوهاب ونور الهدى أيضاً ( كما أذكر ) ....... ولأن الذاكرة أوهى من السراب ، ولأن مكتبتي فقيرة وليس فيها ديوان واحد لشوقي ولا حتى قصيدة ، لجأت إلى الأنترنت ورحت أقرأ : ومن جملة ما قرأته بالأمس ، القصيدة العذبة التي نشرها الأستاذ زهير اليوم بمطلعها الذي يغني ، والذي يرمي إلى خيالك بصورة ، ويستولي عليك من أول جملة : السحر من سود العيون لقيته .....
 
وبما أنني تلميذة نجيبة ، بذاكرة ضعيفة ( ولا علاقة للسن بهذا يا أستاذ زهير بدليل أن مولانا لحسن يعرف ذلك جيداً وسيشهد في صفي ) ، فلقد عدت إلى هذه القصيدة ، وفهمت بالمقارنة بأن الأستاذ زهير قد أصلح من حال البيت الذي يرد دائماً في كل الطبعات ( أو النسخ ) التي صادفتها على الشكل التالي :
 
أقبلت أبكي العلم حول رسومهم
 
ثـم  انـثنيت إلى البيان بكيته
 
فأصبح البيت كما ورد في نسخة الأستاذ زهير على الشكل التالي :
 
أقبلت أبكي العلم حول رسومهم ثـم  انـثنيت إلى العلا iiفبكيته
 
فكيف توصلت إليه  ?
 
ولي عودة للمعلومات الجغرافية التي وردت في نشرة الأبياري للتعليق عليها في وقت آخر ودمتم بخير .
 

15 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
ختامها مسك .....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
أود في عودة سريعة أن أشكر أستاذنا وشاعرنا على هذا الملف الشيق والممتع الذي أعادنا إلى أجواء عصر ساد فيه جيل من الأدباء والشعراء ، وعشناه في طفولتنا وشبابنا ، على أنه الجيل المؤسس ، بكل ما اعتراه من منافسة وبغض وحب وتناقضات ....... ولعل الشهادة التي أوردها الأستاذ طه عن محب الدين الخطيب كافية للتدليل على تأثر جيله وكل من تلاه بثلة الأدباء والشعراء هذه التي شكلت بداية علاقة جديدة لنا بالفكر والأدب .
 
لو كان علي بأن أختار ، لأخترت مرثية الأخطل الصغير ، لأنه يجمع فيها ما بين سمو الشعر ، ورقة العاطفة ، ونبل الصداقة ، وروعة الوصف لما كان يعتريه من كل هذا :
 
شـوقـي أتـذكـر إذ (عاليه) موعدنا
 
نـمـنـا ومـا نـام دهر عن iiمقادره
وإذ  طـلـعـت عـلينا أصفرا iiوجلا
 
كـالـنـجـم  خلف رقيق من iiستائره
ونـحـن حـولـك عكاف على iiصنم
 
فـي الـجـاهلية ماضي بطش iiقاهره
وأنـت تـحـت يـد الآسـي iiورأفته
 
وبـيـن كـل ضـعيف القلب iiخائره
سـألـتـنـيـه رثاء: خذه من iiكبدي
 
لا  يـؤخـذ الـشيء إلا من iiمصادره
 
وكان قد أتى على ذكر طرابلس ـ الفيحاء في أحد الأبيات عندما قال :
 
مـا  لـلـمـلاعـب في لبنان iiمقفرة
 
ولـلـمـنـاهـل  عطلا من iiحرائره
ولـلـمـآذن  فـي الـفـيحاء iiكاسفة
 
كـخـاشـع  الـسر في داجي iiمقابره
 
أما قصيدة شوقي في طرابلس فهي مسك الختام ، والمفاجأة السعيدة في هذا الملف الزاخر بالمفاجآت . لا شك عندي بأن أمير الشعراء قد زار طرابلس ، وعرف أرضها وبحرها وشمسها ، وعرف تاريخها ، لكي يتمكن من كتابة هذا الشعر الخالد :
 
الـيـس البحر كان لها iiغديرا
 
وكـانـت  فلكنا البجع الرتاعا
غـمـرنـا بالحضارة iiساحليه
 
فـمـا عيّا بحائطها iiاضطلاعا
تـوارثـنـاه أبـلـج iiعبقريا
 
ذلـول الـمتن منبسطا iiوساعا
تـرى حـافاته انفجرت iiعيونا
 
ورفـت  مـن جوانبه iiضياعا
فـمـا زدنا الكتاب الفخم حرفا
 
ولا  زدنا العصور الزهر ساعا
 
شكري لك أستاذي ، وشكري لكل الأصدقاء الذين ساهموا ( وسيساهمون لا زال ربما ) بإثراء هذا الملف المنير ، الحافل بكل ما هو مفيد ، وكل ملف وأنتم بخير .
 
 

18 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
كلمات سريعة    كن أول من يقيّم

 
شكري وامتناني لأستاذي ومولاي لحسن على الرابط الذي استوحيت منه وصفة جديدة ( أقول استوحيت لأنني لا أطبق أبداً وصفة ما بحذافيرها ولا بد أن أتدخل بتعديل أو إضافة ) هي العسلية ، وأعطت نوعاً من الحلوى لذيذة ، يشبه الكاتوه ، لكنه لا يشبه خبز العسل .
 
الأستاذ الدمنهوري ، الأديب والشاعر الفذ : أرى في كتابتك جمالاً وحذاقة تبعث على الدهشة . ما كتبته في هذا الملف هو عين المطلوب . أتأخر بالتعليق وأطير من فوق الكلام لأنني لا أجد الوقت الكافي للتبصر والتفكير ، لكن الموضوع عميق وذو دلالات قوية ، علينا التفكر في التحولات التي طرأت على المجتمع المصري منذ بداية القرن الفائت وأبرزها ثورة 23 يوليو التي غيرت البنية الإقتصادية التقليدية للمجتمع المصري وتبعاتها من تحولات طالت الإجتماعي والفكري والنفسي والأخلاقي ..... " إنه الإقتصاد يا عزيزي " كما يقول الإنكليز .
 
أتمنى أن لا تبخل علينا بكتابات أخرى ، وشكراً لك .
 

18 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الشاعر الأخير    كن أول من يقيّم

 
صباح الخير وتحياتي لكم جميعاً وأخص منها بالذكر الأستاذ عبد الحفيظ ونداه .
 
شكري الكبير لأستاذنا وشاعرنا الذي أخشى بأن يكون الشاعر الأخير . قرأت هذه القصيدة مرات ومرات ، وفي كل مرة كان يصيبني فيها شرر كلماتها ، كان يضيء في نفسي ركناً من المعنى ، وطيفاً من جمال . في زمن الجنون والخراب الذي نعيشه في حاضرنا ، لم يبق لنا من ملاذ غير الشعر ، وأخشى أن يكون الملاذ الأخير :
 
وتـريـن لبنان الجريح iiوطفلة
 
تـمشى  على الألغام iiوالأشواك
ما  ضاع أكبر من صباح حديقة
 
ومـن  الـورود تدوسها iiقدماك
بـدمي  حرير يديك حين iiيلمها
 
أشلاء  أعزل في القتال iiوشاكي
خـرجـوا وكل سيوفهم iiمثلومة
 
وخـرجت من ألمي إلى iiنجواك
 
عدت وفي جعبتي ترجمة قمت بها لإحدى " مشاهدات " فيكتور هوغو ( Choses vues ) . وكان هوغو قد كتب مشاهداته تلك على شكل يوميات لم تنشر إلا بعد موته بزمن طويل يقارب على الخمسة عشر عاماً . لا أدري ما هو السبب الذي جعلني أشعر اليوم بأن هذه الحكاية تناديني ، لأنها لمعت في رأسي ربما عند قراءتي لها وكأنها المصباح ، أو ربما لأنني لا أريد أن أصدق ما يجري وما يقال وأشعر دائماً بأن الآتي أعظم ???
 
كان فيكتور هوغو (1802 _ 1885 ) قد عاش في فترة تاريخية شديدة الإضطراب ، كالتي نعيشها اليوم ، تقلبت فيها فرنسا بين النظام الجمهوري والنظام والملكي والأمبراطوري مرات عديدة ، وكان المجتمع الفرنسي لا يزال يعيش إرهاصات الثورة فكان منقسماً على نفسه وشديد التقلب . وكان فيكتور هيغو إبن هذه الإرهاصات وشاهداً عليها لما تضمنه أدبه من حس إنساني ومن تحليل وتصوير العين الثاقبة التي يمتلكها لأحوال ووقائع ذلك العصر ، فكان قريباً من تلك الأحداث ، فاعلاً ومنفعلاً بها ، خصوصاً وأنه تقلب في مناصب سياسية عديدة فكان نائباً وسفيراً أكثر من مرة ، ولدى كتابته لهذه الحكاية التي سوف أوردها ، كان عضواً في ما يسمى ( Chambre de pairs ) التي أنشأها الملك لويس الثامن عشر على مثال مجلس اللوردات في إنكلترا ........ كان هوغو ملكياً بأفكار إنسانية تقربه من الجمهوريين ، وكان معادياً شرساً للإمبراطورية وخصوصاً نابليون الثالث مع أنه إبن أحد جنرالات إمبراطورية نابليون الأول . لكن الثابت عنده هو أنه وقف دائماً ضد الظلم وغياب العدل ، وعرف كيف ينصت للضعفاء والمحرومين فكان كل أدبه الذي تركه شاهداً عليه .
 

26 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
Victor Hugo : Choses vues    كن أول من يقيّم

هذا هو النص ، بالفرنسية ، الذي سترد ترجمته في الفقرة اللاحقة وهو لفيكتور هوغو من كتاب " مشاهدات " 
 
Hier,22 février, j'allais à la Chambre des pairs. Il faisait beau et très froid, malgré le soleil de midi. Je vis venir rue de Tournon un homme que deux soldats emmenaient. Cet homme était blond, pâle, maigre, hagard; trente ans à peu près, un pantalon de grosse toile, les pieds nus et écorchés dans des sabots avec des linges sanglants roulés autour des chevilles pour tenir lieu de bas; une blouse courte, souillée de boue derrière le dos, ce qui indiquait qu'il couchait habituellement sur le pavé; la tète nue et hérissée. Il avait sous le bras un pain. Le peuple disait autour de lui qu'il avait volé ce pain et que c'était à cause de cela qu'on l'emmenait. En passant devant la caserne de gendarmerie, un des soldats y entre, et l'homme resta à la porte, gardé par l'autre soldat.
Une voiture était arrêtée devant la porte de la caserne. C'était une berline armoriée portant aux lanternes une couronne ducale, attelée de deux chevaux gris, deux laquais en guêtres derrière. Les glaces étaient levées, mais on distinguait l'intérieur tapissé de damas bouton d'or. Le regard de l'homme fixé sur cette voiture attira le mien. Il y avait dans la voiture une femme en chapeau rose, en robe de velours noir, fraÎche, blanche, belle, éblouissante, qui riait et jouait avec un charmant petit enfant de seize mois enfoui sous les rubans, les dentelles et les fourrures. Cette femme ne voyait pas l'homme terrible qui la regardait. Je demeurai pensif.
Cet homme n'était plus pour moi un homme, c'était le spectre de la misère, c'était l'apparition, difforme, lugubre, en plein jour, en plein soleil, d'une révolution encore plongée dans les ténèbres, mais qui vient. Autrefois le pauvre coudoyait le riche, ce spectre rencontrait cette gloire: mais on ne se regardait pas. On passait. Cela pouvait durer ainsi longtemps. Du moment où cet homme s'aperçoit que cette femme existe, tandis que cette femme ne s'aperçoit pas que cet homme est là, la catastrophe est inévitable.
 
 

26 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ترجمة النص إلى العربية : Victor Hugo , Choses vues    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

 
بالأمس ، في الثاني والعشرين من شهر شباط 1846 ، كنت متوجهاً إلى مقر المجلس التمثيلي . كان الطقس جميلاً وشديد البرودة رغم شمس الظهيرة . شاهدت آتياً من شارع " تورنون " رجلاً يسوقه جنديان : كان ذلك الرجل أشقراللون ، شاحباً ، في الثلاثين من عمره تقريباً ، وتبدو عليه ملامح الذعر . كان يرتدي بنطالاً خشناً ، وكانت قدماه العاريتان المليئتان بالندوب تنتعلان حذاء خشبياً بينما خيوط من الدم كانت تلتف حول عقبيه عوضاً عن الجواربكان يرتدي سترة قصيرة قد تلطخ ظهرها بالوحل مما يدل على أنه عادة ما يفترش أرض الشارع . رأسه كانت عارية ومشعثة . كان يحمل تحت إبطه رغيفاً من الخبز . جموع الناس التي تجمهرت من حوله كانت تردد بأنه قد سرق هذا الرغيف وأنه السبب الذي ألقي عليه القبض من أجله . عند مرورهم أمام ثكنة الدرك ، توجه أحد الجنديين إلى الداخل بينما بقي ذلك الرجل واقفاً أمام الباب بحراسة الجندي الآخر .
 
بالقرب من الثكنة ، كان هناك عربة متوقفة أمام الباب . كانت عربة فخمة تحمل وسام النبلاء وتحمل مصابيحها شارة التاج الدوقية ، يجرها حصانان رماديان وينتصب على ناصيتها الخلفية خادمان بحالة من التأهب . كان زجاج النوافذ مرفوعاً إنما كان بإمكاننا أن نتميز فرشها المذهب ببطانته المدمقسة . نظرة ذلك الرجل المشدودة بقوة نحو تلك العربة استرعت انتباهي : في الداخل ، كان هناك امرأة بقبعة زهرية اللون ، وفستان من المخمل الأسود ، بيضاء ، جميلة ، نضرة ، مبهرة للنظر ، كانت تمازح وتلاعب طفلاً رائعاً في السنة والنصف من العمر غارق في الفراء والحرير والدانتيلا .
 
لم تكن تلك المرأة ترى ذلك الرجل الرهيب الذي كان ينظر إليها .
 
لبثت في مكاني متفكراً .
 
هذا الرجل ، لم يكن بنظري رجلاً ، بل كان شبح البؤس . كان الظهور العلني ، المشوش ، والكئيب ، في ضوء الشمس ، وفي وضح النهار ، لثورة لا تزال حتى اليوم غارقة في مجاهل الظلمات ، لكنها آتية . في الماضي ، كان الفقير يمر بالقرب من الغني فيتلامسا ، كان شبح البؤس هذا يصادف ذات العزة تلك : ودون أن ينظر واحدهما إلى الآخر . كانا يتابعان طريقيهما . كان من الممكن أن يدوم الأمر طويلاً على هذا النحو . إنما ، ومنذ اللحظة التي بدأ فيها هذا الرجل يفطن لوجود تلك المرأة ، وفي الوقت الذي لا تعلم فيه تلك المرأة بأن هذا الرجل موجود هنا ، فإن الكارثة واقعة لا محال .
 

26 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 36  37  38  39  40