البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 364  365  366  367  368 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
محاكمة عمرو بن موسى التمميمي (عاتق قريش)    كن أول من يقيّم

قال أبو معشر: حدثني عون قال: كتب إلينا يزيد بن المهلب، أن أخبروني بآية بيني وبينكم حتى أخرجكم. قال: فكتب إليه عبد الله بن الحارث: كنت يوم كذا وكذا في دارنا.قال: فأخرجه وبنيه، فسكنا عمان. وأسر من بقي، وأسروا اثني عشر رجلاً من وجوه الناس عامتهم من قريش، منهم عمرو بن موسى التميمي ومحمد بن سعد بن أبي وقاص.
فبعث بهم إلى الحجاج فحبسهم عنده، وكتب إلى عبد الملك يخبره بأمرهم، وجعل يذكر في كتابه أن سعيداً قد أنكر الخروج مع هؤلاء القوم، فكتب إليه عبد الملك يأمره بضرب أعناقهم ويقول في كتابه: لم أبعثك مُشفّعاً وإنما بعثتك منفذاً مناجزاً لأهل الخلاف والمعصية. فأبرزهم الحجاج، فقال لعمرو بن موسى: يا عاتق قريش = وكان شاباً جميلاً = مالك أنت وللخروج، إنما أنت عاتق صاحب ثياب ولعب ؟
فقال له عمرو: أيها الرجل، امض لما تريد، فإنما نزلت بعهد الله وميثاقه، فإن شئت فأرسل يدي، وبرئت مني الذمة. فقال له الحجاج: كلا، حتى أقدّمك إلى النار، فضربت رقبته.

4 - مارس - 2009
دير الجماجم (شعر الفرزدق)
محاكمة محمد بن سعد بن ابي وقاص (ظل الشيطان)    كن أول من يقيّم

ثم جيء بمحمد بن سعد، فقال له:
يا ظل الشيطان، وكان رجلاً طويلاً، ألست بصاحب كل موطن؟ أنت صاحب الحرة، وصاحب يوم الزاوية، وصاحب الجماجم. فقال له: إنما نزلت بعهد الله وميثاقه، أرسل يدي وبرئت مني الذمة، قال: لا، حتى أقدمك إلى النار، ثم قال لرجل من أهل الشام. اضرب لي مفرق رأسه، فضرب، فمال نصفه هاهنا، ونصفه هاهنا، ثم قتل الباقين.

4 - مارس - 2009
دير الجماجم (شعر الفرزدق)
القبض على سعيد بن جبير وإعدامه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ذكر قتل سعيد بن جبير
قال: وذكروا أن مسلمة بن عبد الملك، كان والياً على أهل مكة، فبينما هو يخطب على المنبر، إذ أقبل خالد بن عبد الله القسري من الشام والياً عليها، فدخل المسجد؛ فلما قضى مسلمة خطبته، صعد خالد المنبر، فلما ارتقى في الدرجة الثالثة، تحت مسلمة، أخرج طوماراً مختوماً، ففضه، ثم قرأه على الناس، فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى أهل مكة، أما بعد: فإني وليت عليكم خالد بن عبد الله القسري، فاسمعوا له وأطيعوا، ولا يجعلن امرؤ على نفسه سبيلاً، فإنما هو القتل لا غير، وقد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير، والسلام.
ثم التفت إليهم خالد وقال: والذي نحلف به، ونحج إليه، لا أجده في دار أحد إلا قتلته، وهدمت داره، ودار كل من جاوره، واستبحت حرمته. وقد أجلت لكم فيه ثلاثة أيام، ثم نزل، ودعا مسلمة برواحله ولحق بالشام، فأتى رجل إلى خالد فقال له: إن سعيد بن جبير بواد من أودية مكة، مختفياً بمكان كذا، فأرسل خالد في طلبه، فأتاه الرسول، فلما نظر إليه الرسول قال: إنما أمرت بأخذك، وأتيت لأذهب بك إليه، وأعوذ بالله من ذلك، فالحق بأي بلد شئت، وأنا معك. قال له سعيد بن جبير: ألك هاهنا أهل وولد؟ قال: نعم. قال: إنهم يؤخذون وينالهم من المكروه مثل الذي كان ينالني. قال الرسول: فإني أكلهم إلى الله. فقال سعيد: لا يكون هذا. فأتى به إلى خالد فشدّه وثاقاً، وبعث به إلى الحجاج. فقال له رجل من أهل الشام: إن الحجاج قد أنذر بك وأشعر قبلك، فما عرض له، فلو جعلته فيما بينك وبين الله لكان أزكى من كل عمل يتقرب به إلى الله. فقال خالد، وقد كان ظهره إلى الكعبة قد استند إليها: والله لو علمت أن عبد الملك لا يرضى عني إلا بنقض هذا البيت حجراً حجراً لنقضته في مرضاته.
فلما قدم سعيد على الحجاج، قال له:
ما اسمك؟
قال: سعيد.
قال: ابن من؟
قال: بن جبير.
قال: بل أنت شقي بن كسير؟
قال سعيد: أمي أعلم باسمي واسم أبي.
قال الحجاج: شقيتَ وشقيَتْ أمك.
قال سعيد: الغيب يعلمه غيرك.
قال الحجاج: لأوردنك حياض الموت
قال سعيد: أصابت إذاً أمي اسمي.
فقال الحجاج: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.
قال سعيد: لو أني أعلم أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً.
قال الحجاج: فما قولك في محمد؟
قال سعيد: نبي الرحمة، ورسول رب العالمين إلى الناس كافة بالموعظة الحسنة.
فقال الحجاج: فما قولك في. الخلفاء
قال سعيد: لست عليهم بوكيل، كل امرئ بما كسب رهين.
قال الحجاج: أشتمهم أم أمدحهم؟
قال سعيد: لا أقول ما لا أعلم، إنما استحفظت أمر نفسي.
وقال الحجاج: أيهم أعجب إليك؟
قال: حالاتهم يفضل بعضهم على بعض.
قال الحجاج: صف لي قولك في علي. أفي الجنة هو، أم في النار؟
قال سعيد: لو دخلت الجنة فرأيت أهلها علمت، ولو رأيت من في النار علمت، فما سؤالك عن غيب قد حفظ بالحجاب؟
قال الحجاج: فأي رجل أنا يوم القيامة؟
فقال سعيد: أنا أهون على الله من أن يطلعني على الغيب.
قال الحجاج: أبيت أن تصدقني؟
قال سعيد: بل لم أرد أن أكذبك.
فقال الحجاج فدع عنك هذا كله، أخبرني ما لك لم تضحك قط؟
قال: لم أر شيئاً يضحكني، وكيف يضحك مخلوق من طين، والطين تأكله النار، ومنقلبه إلى الجزاء، واليوم يصبح ويمسي في الابتلاء.
قال الحجاج: فأنا أضحك.
فقال سعيد: كذلك خلقنا الله أطواراً.
قال الحجاج: هل رأيت شيئاً من اللهو؟
قال: لا أعلمه.
فدعا الحجاج بالعود والناي. قال: فلما ضرب العود، ونفخ في الناي بكى سعيد.
قال الحجاج: ما يبكيك؟
قال: يا حجاج ذكرتني أمراً عظيماً، والله لا شبعت ولا رويت ولا اكتسيت، ولا زلت حزيناً لما رأيت.
قال الحجاج: وما كنت رأيت هذا اللهو؟
فقال سعيد: بل هذا والله الحزن يا حجاج، أما هذه النفخة، فذكرتني يوم النفخ في الصور، وأما هذا المصران فمن نفس ستحشر معك إلى الحساب، وأما هذا العود فنبت بحق، وقطع لغير حقّ.
فقال الحجاج: أنا قاتلك.
قال سعيد: قد فرغ من تسبب في موتي.
قال الحجاج: أنا أحب إلى الله منك.
قال سعيد: لا يقدم أحد على ربه حتى يعرف منزلته منه، والله بالغيب أعلم.
قال الحجاج: كيف لا أقدم على ربي في مقامي هذا، وأنا مع إمام الجماعة، وأنت مع إمام الفرقة والفتنة؟
قال سعيد: ما أنا بخارج عن الجماعة، ولا أنا براض عن الفتنة، ولكن قضاء الرب نافذ لا مرد له.
قال الحجاج: كيف ترى ما نجمع لأمير المؤمنين؟
قال سعيد: لم أر،
فدعا الحجاج بالذهب والفضة، والكسوة والجوهر، فوضع بين يديه.
قال سعيد: هذا حسن إن قمت بشرطه
قال الحجاج: وما شرطه؟
قال: أن تشتري له بما تجمع الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، وإلا فإن كل مرضعة تذهل عما أرضعت، ويضع كل ذي حمل حمله، ولا ينفعه إلا ما طاب منه. قال الحجاج: فترى طيباً؟
قال: برأيك جمعته، وأنت أعلم بطيبه.
قال الحجاج: أتحب أن لك شيئاً منه؟
قال: لا أحب ما لا يحب الله.
قال الحجاج: ويلك.
قال سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة فأدخل النار.
قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه.
قال: إني أشهدك يا حجاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أستحفظكهن يا حجاج حتى ألقاك.
فلما أدبر ضحك.
قال الحجاج: ما يضحكك يا سعيد؟
قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلم الله عليك
قال الحجاج: إنما أقتل من شق عصا الجماعة ومال إلى الفرقة التي نهى الله عنها،
اضربوا عنقه.
قال سعيد: حتى أصلي ركعتين، فاستقبل القبلة وهو يقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.
قال الحجاج: اصرفوه عن القبلة إلى قبلة النصارى، الذين تفرقوا واختلفوا بغياً بينهم، فإنه من حزبهم،
فصرف عن القبلة. فقال سعيد: "فأينما تولوا فثم وجه الله" الكافي بالسرائر..
قال الحجاج: لم نوكل بالسرائر، وإنما وكلنا بالظواهر.
قال سعيد: اللهم لا تترك له ظلمي، واطلبه بدمي، واجعلني آخر قتيل يقتل من أمة محمد.
فضربت عنقه، ثم قال الحجاج: هاتوا من بقي من الخوارج، فقرب إليه جماعة فأمر بضرب أعناقهم، وقال: ما أخاف إلا دعاء من هو في ذمة الجماعة من المظلومين، فأما أمثال هؤلاء فإنهم ظالمون حين خرجوا عن جمهور المسلمين، وقائد سبيل المتوسمين.
وقال قائل: إن الحجاج لم يفرغ من قتله حتى خولط في عقله، وجعل يصيح قيودنا، يعني القيود التي كانت في رجل سعيد بن جبير، ويقول: متى كان الحجاج يسأل عن القيود أو يعبأ بها؟ وهذا يمكن القول فيه لأهل الأهواء في الفتح والإغلاق.  (تم النقل من كتاب الإمامة والسياسة)

4 - مارس - 2009
دير الجماجم (شعر الفرزدق)
تائية ابن النطاح    كن أول من يقيّم

وصلتنا تائية ابن النطاح عن طريق (طبقات ابن المعتز) وهي أطول قصيدة وصلتنا من شعره، وأكثرها فائدة، وسوف أنشرها في بطاقتين لطولها، وقد قدم لها ابن المعتز بقوله:
ومن قلائد وأمهات قصائده قوله:
ولـيـلـة جـمع لم أبت ناسياً iiلكم وحـيـن  أفاض الناس من iiعرفات
ولم تنسنيك البيض بالخيف من iiمنيّ وقـد  رحـن أرسالاً إلى iiالجمرات
فـطـوفـن  بـالبيت العتيق iiلياليا وزرن فـنـاء الـبـيت العرصات
كـأن  الـدمى أشربن درعاً iiأوانس بـدون لـنـا فـي العز iiوالحبرات
يـغـيب الدجى ما لم يغبن iiويختفي إذا  كـن مـنـه الـدهر iiمختفيات
جـمـعـن جـمالاً في كمال iiمبرز وسـددن  سـلـطانا على النظرات
فـزودنـي شـوقـاً إليك، iiوحسرة عـلـيـك إلى ما بي من الحسرات
ذهـبـت بـديـباج الجمال iiووشيه وصـرن  بـمـا خـلفت محتفيات
تـطـاول لـيلي بالحجاز ولم iiأزل ولـيـلـي قـصـير آمن الغدوات
فـيـا حـبـذا بر العراق iiوبحرها ومـا  يـجـتـنى فيه من الثمرات
كـفى حزناً ما تحمل الأرض iiدونها لـنـا  مـن ذرا الأجيال iiوالفلوات
أبـا مـريـم قـيلوا بعسفان iiساعة وروحـوا عـلى اسم الله iiوالبركات
ومـروا عـلـى قبر النبي وأكثروا عـلـيـه مـن التسليم iiوالصلوات
وتـلـقـاء مـجدٍ فاستحثوا iiركابكم ولا  تـغـفلوا فالحبس في iiالغفلات
إذا الـغـمـرات استقبلتنا iiوأمعنت فـفي خوضها المنجى من iiالغمرات
تـجـاهـل  عـبد الله والعلم iiظنه عـلـى  عـالم بالمرءذي الجهلات
ألـست الخليع الجامع الرأس iiوالذي يـرد  الـصـبا عودا على iiالبدآت
ومـا  زال لـي إلفاً وأنساً iiوصاحباً أخـاً  دون إخـوانـي وأهل iiثقاتي
تـنـاجـت  بـما في قلبه iiعصيبة يـمـر لـهـا حـر على iiاللهوات
نـديـم  مـلـوك يـحملون iiتدللي حـنـيـنـاً إلـى الفتيان iiوالفتيات
مـتـى  تـشتمل بكر على iiبدارها أبـت  واثـقـاً بـالجود iiوالنجدات
وفـي أسـد والـنـمر أبناء iiقاسط أمـان  مـن الأيـام iiوالـغـيرات
وإن  ذوي الإقـدام والصبر iiوالنهي لإخـوانـنـا  ذهـل على iiاللزبات
وإن  تـشـتـمل قيس عليّ وتغلب أبـت  واثـقـاً بـالمال iiوالثروات
وكـم مـن مـقام في ضبيعة iiمعمر يـضـاف إلى الأشراف والسروات
وفــي أكـلـب تـلاد iiوطـارف بـعـيـد  مـن التقصير iiوالتبرات
ومـا  الـفتك إلا في ربيعة iiوالغنى وذب عـن الأحـسـاب والحرمات
وقـاد زمـام الـجـاهـلـية iiمنهم مـنـاجـيـب سباقون في الجلبات
وقـادوا  جـيـوشـاً أولا بعد iiأول أقـر  لـهـا عـاد بـكـثـر iiأداة
مـفـاتـيـح أبـواب الندى iiبأكفنا فـسـؤالـنـا  يـدعون iiبالشهوات
ذا هـلـك الـبـكـري كان iiتراثه سـنـان وسـيفٌ قاضب iiالشفرات
ولـم  يدعوا من مال كسرى iiوجنده عـلى الأرض شيئاً بعد طول iiبيات
إذا  لـم يـسلطنا القضاء على العدا مـنـوا وابـتلوا من خوفنا iiبخفات
وكـل  قـتـيـل من ربيعة iiينتمي إلـى حـسب صعب المناكب iiعات
وأول  مـا اختطوا اليمامة iiواحتووا قـصـوراً  وأنـهـاراً خلال نبات
وعاجت على البحرين منهم iiعصابة حـمـتـهـا  بـأعلام لها iiوسمات
وهـم  مـنعوا ما بين حلوان iiغيرة إلى الدرب درب الروم ذي الشرقات
يتبع:

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
تتمة التائية (في مدح أبي دلف العجلي)    كن أول من يقيّم

وأمـا  بـنـو عـيسى فماه iiديارهم إلـى  مـا حـوت جو من iiالقريات
بـنـو حـرة أدت أسـوداً iiضوارياً عـلـى  الـحرب وهابين iiللبدرات
عـلـى  أعـظـم بالرايحان iiودايه مـقـدسـة تـحـت التراب iiرفات
قـفـا  واسـألاها إن أجابت iiوجربا أبـا  دلـف فـي شـأنها iiالحسنات
فتى- ما أقل السيف والرمح- مخرج عـداه  مـن الـدنـيـا بغير iiبيات
هـو الفاضل المنصور والراية iiالتي أدارت  عـلـى الأعداء كأس iiممات
أذاق  الـردى جلويه في خيل iiفارس ونـصـراً  فصاروا أعظما iiنخرات
ومـا اعـتورت فرسان قحطان iiقبله عـلـى  أحـد في السر iiوالجهرات
عـدت  خـيله حمر النحور iiوخيلهم مـخـضـبـة  الأكـفال والربلات
وصـبـح  صـبحاً عسقلان بعسكر بـكـى  مـنه أهل الروم iiبالعبرات
سـعى  غير وان عن عقيل وما سلا ولـم  يـعـد عن حرمان iiفالسلوات
فـبـيـتـهـم بـالنار حتى iiتفرقوا عـلـى الـحصن بالقتلى أشد iiبيات
وجـاس  تـخـومات البلاد iiمصمماً عـلـى أهـلـها بالخيل iiوالغزوات
نـفى  الكرد عن شعبي نهاوند iiبعدما سـقـى فـرض الـقربان بالرفقات
وأورد  مـاء البشر بالبيض iiفارتوت وعـلّ  رمـاحـا مـن دم نـهلات
ولـم يـثـنه عن شهرزور iiمصيفها وورد أجـاج الـشـرب غير iiفرات
ومـن  هـمـذان قـارعـته iiكتيبة فـآبـت بـطـيـر النحس النكبات
وبـالـحـرشان استنزل القوم iiوحده يـخـرون  لـلأذقـان iiوالـجبهات
ولـم  يـنـج منه طالب قبل iiطالب وقـد أوسـعا في الطعن هاك iiوهات
بـديـن  أمـيـر الـمؤمنين ورأيه نـديـن ونـنـفـي الشك iiالشبهات
فـكـل قـبـيـل من معد iiوغيرها يـرى  قـاسـماً نوراً لدى الظلمات
ولـو لـم يـكـن موت لكان iiمكانه أبـو  دلـف يـأتـي على النسمات
أبـا  دلـف أوقـعت عشرين iiوقعة وأفـنيت  أهل الأرض في iiالسنوات
تركت  طريق الموت بالسيف iiعامراً تـخـرقـه  الـقـتـلى بغير iiوفاة
صـبـرت لأن الـصبر منك iiسجية عـلـى غدرات الدهر ذي iiالغدرات
إلى  أن رفعت السيف والرمح iiبعدما سـمـوت فـنـلت النجم بالسموات
ولـبـيـت هـارون الخليفة إذ iiدعا فـألـفـيـتـه  في الله خير iiموات
فـأمـنـت  سـربـاً خائفاً iiورددته وألـفـت عـجـلاً بعد طول شتات
أعـدت  الـلحا فوق العصا فجمعتها وقـد  صـيروا عجم العصا عبرات
وألـبـسـت نـعماك الفقير iiوغيره وأتـبـعـت  بـراً واصلاً بصلات
فـعـزك  مـقـرون بـعلم iiوسؤدد وجـودك  مـقـرون بصدق iiعدات
ومـا  افـتـقدت منك القبائل iiساعة جـواداً يـبـذ الـرمح حلف iiهبات
ومـالـك ظـللتنا منك بالخير iiنعمة جـعـلـت لـهـا أمـثالها iiأخوات
بسطت  الغنى والفتك والخير iiوالندى بــشـدة  إقـدام وحـسـن iiأنـاة
أبـو دلـف أفـنـى صفاتي iiمديحه وإنـي لـيكفي الناس بعض iiصفاتي
بـه  ارتـد ملك كاد يودي iiوأسبغت عـلـى آل عـيسى أفضل iiالنعمات
بـنـي قـاسـم مـجداً رفيعاً iiبيوته وشـاد  بـيـوت الـمجد iiبالعزمات
وأشـبـه  عـيـسى في نداه وبأسه وفـي  حـبّـه الإفضال iiوالصدقات
وأشـبـه إدريـس الـذي حد iiسيفه تـشـب بـه الـنيران في iiالفلوات
كـأن جـيـاد الـمقليين في iiالوغى جـهـنـم  ذات الـغـيظ iiالزفرات
أبـوه عـمـيـر قـاد أبـناء iiوائل إلـى  الـعـز الـكـشاف للكربات
بـنـو دلـف بـالفضل أولى iiلأنهم مـعـادن  أيـقـان بـمـا هو iiآت
كـأن غـمـام الـعـز حشو iiأكفهم إذا طـبـق الآفـاق بـالديمات (1)
إذا زرتـهـم فـي كل عام iiتباشروا ولـم  يـغـفلوا الإلطاف iiوالنفحات
فـكم أصلحوا حالي وأسنوا iiجوائزي وأجـروا  عـلـى الـبذل والنفقات
وإنـي عـلى ما في يدي من iiحبائهم كـمـعـن ومـثلي طلحة iiالطلحات
فـمـنـيـة قـومـي أن أخلد iiفيهم ومـنـيـة أعـدائـي نـفاد iiحياتي
أنـا  الشاعر المملي على ألف iiكاتب ويـسـبـق  إمـلائي سريع iiفرات
فَـأُبـدي  وَلا أروي لِـخَلقِ iiقَصيدَةٍ وَأحـسَـبُ إِبـلـيساً لِحُسنِ iiرواتي
__________
1- علق ابن المعتز على البيت بقوله: (هذا البيت أقرت الشعراء قاطبة أنه لا يكون وراءه حسن ولا جودة معنى، على أن القصيدة كلها نمط واحد دونه الديباج).

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
قمة الإبداع    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

وقد بلغ ابن النطاح قمة الإبداع في قوله يرثي صديقه معقل بن عيسى
وحدّث عنه بعض من قال iiإنه رأت عينه فيما ترى عين حالم
كأن الذي يبكي على قبر iiمعقل ولـم يره يبكي على قبر iiحاتم
قال أبو الفرج الأصبهاني:
كان معقل بن عيسى صديقاً لبكر بن النطاح، وكان بكر فاتكاً صعلوكاً، فكان لا يزال قد أحدث حادثة في عمل أبي دلف، أو جنى جناية، فيهم به فيقوم دونه معقل حتى يتخلصه، فمات معقل فقال بكر بن النطاح يرثيه بقوله:
وحدث عنه بعض من قال iiإنه رأت عينه فيما ترى عين حالم
كأن الذي يبكي على قبر iiمعقل ولـم يره يبكي على قبر iiحاتم

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
رثاء مالك الخزاعي    كن أول من يقيّم

لبكر قصائد جمة في مدح مالك بن علي الخزاعي، اختلطت بعضها بقصائد له في مدح مالك بن طوق،
قال أبو الفرج (وكان مالك بن علي الخزاعي  يتولى طريق خراسان، وصار إليه بكر بن النطاح بعد وفاة أبي دلف ومدحه، فأحسن تقبله وجعله في جنده، وأسنى له الرزق، فكان معه، إلى أن قتله الشراة بحلوان، فرثاه بكر بعدة قصائد هي من غرر شعره وعيونه) 
أي امرئ خضب الخوارج ثوبه بـدم عـشـية راح من iiحلوان
يـا  حفرة ضمت محاسن iiمالك مـا  فيك من كرم ومن iiإحسان
لهفي على البطل المعرض iiخده وجـبـيـنـه  لأسنة iiالفرسان
خـرق الـكـتيبة معلماً iiمتنكباً والـمـرهـفات عليه iiكالنيران
ذهـبـت بشاشة كل شيء بعده فـالأرض  موحشة بلا iiعمران
هـدم الشراة غداة مصرع iiمالك شـرف  الـعلا ومكارم iiالبنيان
قتلوا فتى العرب الذي كانت iiبه تقوى على اللزبات في iiالأزمان
حـرمـوا معدّاً ما لديه وأوقعوا عـصـبية  في قلب كل iiيماني
تـركوه  في رهج العجاج iiكأنه أسـد  يـصـول بساعد iiوبنان
هوت  الجدود عن السعود iiلفقده وتـمـسكت  بالنحس والدبران
لا يـبعدن أخو خزاعة إذ iiثوى مـسـتشهداً في طاعة iiالرحمن
عـز الـغـواة بـه وذلت iiأمة مـحـبـوة بـحـقائق الإيمان
وبـكـاه مصحفه وصدر iiقناته والـمـسلمون  ودولة iiالسلطان
وغـدت  تـعقَّرُ خيله وتقسمت أدراعـه وسـوابـغ iiالأبـدان
أفـتحمد  الدنيا وقد ذهبت iiبمن كـان  الـمجير لنا من الحدثان

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
قم فجئنا بكوكب    كن أول من يقيّم

وفي الكامل للمبرد:
قال بكر بن النطاح في كلمة يمدح فيها مالك بن علي الخزاعي:
عرضت عليها ما أرادت من المنى لـترضى، فقالت قم فجئنا iiبكوكب
فـقـلـت لـهـا هذا التعنت iiكله كـمـن  يتشهى لحم عنقاء مغرب
فـلو  أنني أصبحت في جود مالك وعـزتـه مـا نـال ذلك iiمطلبي
فـتـى  شـقـيت أمواله iiبسماحه كـمـا  شقيت قيس بأسياف تغلب
قلت أنا زهير: وقد استدرك شيوخ الأدب على المبرد أن القصيدة في مالك بن طوق وليس في مالك بن علي الخزاعي قال ابن سعد الخير في (القرط على الكامل)
وقوله قال أبو بكر بن النطاح يمدح فيها مالك بن علي الخزاعي. الصحيح أن هذا الشعر في مالك بن طوق من بني تغلب.
وصرح الحاتمي في (حلية المحاضرة) أن القصيدة في مدح مالك بن طوق قال:
(أو يستطرد من مدح إلى ذم كقول بكر بن النطاح يمدح مالك بن طوق) ثم ساق القصيدة. وكذا الحصري في (زهر الآداب)
وقال ابن رشيق في العمدة:
قال الحاتمي: وقد يقع من هذا الاستطراد ما يخرج به من ذم إلى مدح، كقول زهير:
إن البخيل ملوم حيث كان ول كـن الجواد على علاته iiهرم
فسمى الخروج استطراداً كما تراه اتساعاً، وأنشد في الخروج بالاستطراد من مدح إلى ذم قول بكر بن النطاح يمدح مالك بن طوق:
عرضت عليها ما أرادت من المنى لترضى، فقالت: قم فجئني iiبكوكب
فـقـلـت  لـها: هذا التعنت iiكله كـمـن  يتشهى لحم عنقاء مغرب
سـلـي كـل أمـر يستقيم iiطلابه ولا تـسـألي يا در في كل مذهب
فـأقسم  لو أصبحت في عز iiمالك وقـدرتـه أعيى بما رمت iiمطلبي
فـتـى شـقـيـت أمواله iiبعفاته كـمـا  شقيت قيس بأرماح iiتغلب
فهذا مليح: أوله خروجه، وآخره استطراد، وملاحته أن مالكاً من بني تغلب فصار الاستطراد زيادة في مدحه، وزعم قوم أنه يمدح مالك بن علي الخزاعي.
وعلق ابن ابي إصبع في (التحبير) على البيت الأخير بقوله:
وهذا أبدع استطراد سمعته في عمري، فإنه قد جمع أحسن قسم وأبدع تخلص، وأرشق استطراد، وتضمن مدح الممدوح بالكرم، وقبيلته بالشجاعة والظفر، وهجاء أعدائهم بالضعف والخور، وهذا لم يتفق لمن قبله ولا لمن بعده إلى وقتنا هذا.

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
قصائده في حبيبته درة    كن أول من يقيّم

قال أبو الفرج حدثني جعفر بن قدامة، قال: حدثني ميمون بن هارون، قال:
كان بكر بن النطاح يهوى جارية من جواري القيان وتهواه، وكانت لبعض الهاشميين، يقال لها درة، وهو يذكرها في شعره كثيراً، وكان يجتمع معها في منزل رجل من الجند من أصحاب أبي دلف يقال له: الفرز، فسعى به إلى مولاها، وأعلمه أنه قد أفسدها وواطأها على أن تهرب معه إلى الجبل، فمنعه من لقائها وحجبه عنها، إلى أن خرج إلى الكرج مع أبي دلف، فقال بكر بن النطاح في ذلك:

أهل  دار بين الرصافة والجس ر أطالوا غيظي بطول الصدود
عـذبـونـي ببعدهم ابتلوا iiقل بـي بـحزنين : طارف iiوتليد
مـا تـهـب الشمال إلا iiتنفس ت وقـال الفؤاد للعين: iiجودي
قل عنهم صبري ولم iiيرحموني فـتـحـيرت كالطريد iiالشريد
وكـلـتني  الأيام فيك إلى نف سـي  فأعييت وانتهى iiمجهود
وقال فيها أيضاً وفيه غناء من الرمل الطنبوري:
العين تبدي الحب iiوالبغضا وتـظهر  الإبرام iiوالنقضا
درة ما أنصفتني في iiالهوى ولا رحمت الجسد iiالمنضى
مرت بنا في قرطق أخضر يـعشق منها بعضها iiبعضا
غـضبى ولا والله يا iiأهلها لا أشرب البارد أو iiترضى
كيف أطاعتكم بهجري iiوقد جـعـلت خدي لها أرضا!
وقال فيها أيضاً وفيه رمل طنبوري:
صـدت فـأمـسى لقاؤها iiحلماً واسـتـبدل الطرف بالدموع iiدما
وسـلـطـت حـبها على iiكبدي فـأبـدلـتـنـي بـصحة iiسقما
وصـرت فـرداً أبـكي iiلفرقتها وأقـرع الـسـن بـعـدها iiندما
شـق  عـلـيها قول الوشاة iiلها: أصـبحت في أمر ذا الفتى iiعلما
لـولا  شـقـائـي وما بليت iiبه من  هجرها ما استثرت ما iiاكتتما
كم من حاجة في الكتاب بحت بها أبـكـيت  منها القرطاس iiوالقلما
وقال فيها أيضاً، وفيه رمل لأبي الحسن أحمد بن جعفر جحظة:
بـعـدت عني فتغيرت iiلي ولـيـس  عندي لك iiتغيير
فجددي  ما رث من iiوصلنا وكـل  ذنـب لـك مغفور
أطـيـب النفس بكتمان iiما سارت  به من غدرك العير
وعـدك يـا سيدتي iiغرني مـنك  ومن يعشق iiمغرور
يـحزنني علمي بنفسي iiإذا قـال خـليلي أنت iiمهجور
يـا لـيت من زين هذا لها جـارت  لـنا فيه iiالمقادير
ساقي الندامى سقها صاحبي فـإنـنـي ويـحك معذور
أأشرب الخمر على iiهجرها إنـي  إذا بالهجر iiمسرور!
وفيها يقول وقد خرج مع أبي دلف إلى أصبهان:
يـا  ظبية السيب التي أحببتها ومـنحتها  لطفي ولين جناحي
عـيـناي  باكيتان بعدك iiللذي أودعت قلبي من ندوب iiجراح
سـقـياً  لأحمد من أخ ولقاسم فـقـدَا غدوّي لاهياً iiورواحي
وتـرددي مـن بيت فرز iiآمناً من  قرب كل مخالف iiوملاحي
أيـام تغبطني الملوك ولا أرى أحـداً لـه كـتدللي iiومراحي
تصف القيان إذا خلون مجانتي ويصفن للشرب الكرام iiسماحي
ومما يغنى فيه من شعر بكر بن النطاح في هذه الجارية قوله:
هـل  يـبـتـلـي أحد بمثل بليتي أم لـيـس لي في العالمين ضريب؟
قـالـت  عـنان وأبصرتني شاحباً: يـا بـكـر مالك قد علاك iiشحوب؟
فـأجـبـتها:  يا أخت لم يلق iiالذي لاقـيـت  إلا الـمـبـتـلى iiأيوب
قـد كـنـت أسـمع بالهوى iiفأظنه شـيـئـاً يـلـذ لأهـلـه iiويطيب
حـتـى  ابـتـلـيت بحلوه iiوبمره فـالـحـلـو مـنـه للقلوب iiمذيب
والـمـر  يعجز منطقي عن iiوصفه لـلـمـر وصـف يا عنان iiعجيب
فـأنـا  الـشـقـي بـحلوه iiوبمره وأنـا  الـمـعـنى الهائم iiالمكروب
يـا در حـالـفـك الـجمال فما iiله فـي  وجـه إنـسان سواك iiنصيب
كـل الـوجـوه تـشابهت iiوبهرتها حـسـناً فوجهك في الوجوه iiغريب
والشمس يغرب في الحجاب ضياؤها عـنـا  ويـشرق وجهك iiالمحجوب
ومما يغنى فيه من شعره فيها أيضاً:
غضب الحبيب علي في حبي له نـفـسي الفداء لمذنب iiغضبان
ما لي بما ذكر الرسول يدان iiبل إن تـم رأيـك ذا خلعت iiعناني
يـا  من يتوق إلى حبيب iiمذنب طـاوعـتـه فجزاك iiبالعصيان
هـلا  انتحرت فكنت أول هالك إن  لـم تكن لك بالصدور iiيدان
كـنـا  وكـنـتم كالبنان iiوكفها فـالـكـف  مـفردة بغير iiبنان
خـلق  السرور لمعشر خلقوا له وخـلـقت  للعبرات iiوالأحزان

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
اجتماع هؤلاء ظرف الدهر    كن أول من يقيّم

وقال ابن الجوزي في المنتظم: (بكر بن النطاح، أبو وائل الحنفي، الشاعر. بصري سكن بغداد في زمن الرشيد، وكان يعاشر أبا العتاهية وأصحابه. وكان أبو هفان يقول: أشعر أهل الغزل من المحدثين أربعة، أولهم بكر بن النطاح.
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب، أخبرنا علي بن طلحة المقرىء، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدَّثنا عثمان بن محمد الكندي، حدثنا، النضر بن حديد قال: كنا في مجلس فيه أبو العتاهية، والعباس بن الأحنف، وبكر بن النطاح، ومنصور النميري، والعتابي، فقالوا لمنصور: أنشدنا، فأنشد مدائح الرشيد، فقال أبو العتاهية لابن الأحنف - أعني العباس -: طرفنا بمدحك،. فأنشد أبياته:

تعلمت أسباب الرضا خوف عَتْبه وعـلمهُ  حبي له، كيف iiيغضب
ولـي غير وجه قد عرفت iiمكانَه ولـكن  بلا قلب إلى أين iiأذهب؟
فقال أبو العتاهية: الجُيُوب من هذا الشعر على خطر، ولا سيما إن سنح بين حلق ووتر، فقال بكر: قد حضرني شيء في هذا، فأنشد:
أرانا مَعْشرالشعراءِ قوماً بـألسننا تَنعّمَتِ iiالقلوبُ
إذا انبعثت قرائحنا iiأتينا بألفاظ تُشَق لها iiالجيوبُ
فقال العتابي:
ولاسِـيمَا  إذا iiماهَيَّجَتْها بَنَانٌ قد تجيب وتستَجيب
قال النضر: فما زلت معهم في سرور. وبلغ إسحاق الموصلي خبرنا فقال: اجتماع هؤلاء ظرف الدهر.

4 - مارس - 2009
بكر بن النطاح (شاعر ضائع)
 364  365  366  367  368