ابن سيرين     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تحية طيبة دكتور صبري: وشكرا لمداخلتك الثمينة، وأما ابن سيرين فلم يكن من نقدة الشعر كما تفضلتم، وقد خطأه أبو الفرج في نسبة البيتين (ألا إن هندا أصبحت منك محرما) إلى عبد الله بن العجلان ، ولكن أثرت عنه كلمات سائرة في الشعر ومنزلته وأحكامه، ومن ذلك ما رواه أبو الفرج في اخبار السيد الحميري، قال: وروى الحسن بن علي بن المعتز الكوفي عن أبيه عن السيد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وكأنه في حديقةٍ سبخةٍ فيها نخل طوالٌ وإلى جانبها أرض كأنها الكافور ليس فيها شيء، فقال: أتدري لمن هذا النخل؟ قلت: لا يا رسول الله، قال: لامرىء القيس بن حجر، فاقلعها واغرسها في هذه الأرض ففعلت. وأتيت ابن سيرين فقصصت رؤياي عليه، فقال: أتقول الشعر؟ قلت: لا، قال: أما إنك ستقول شعراً مثل شعر امرىء القيس إلا أنك تقوله في قوم بررة أطهار. قال: فما انصرفت إلا وأنا أقول الشعر. وما رواه في أخبار عمرو بن شأس بسنده إلى سويد بن أبي رهم قال: قلت لابن سيرين: ما تقول في الشعر؟ قال: هو كلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح،. قلت: فما تقول في النسيب؟ قال: لعلك تريد مثل قول الشاعر: إذا نـحـن أدلجنا وأنت iiأمامنا | | كـفـى لـمطايانا بوجهك iiهاديا | ألـيـس يزيد العيس خفة iiأذرعٍ | | وإن كن حسرى أن تكوني أماميا | قال: وأراد بإنشاده إياهما أنك قد رأيتني أحفظ هذا الجنس وأرويه وأنشدتك إياه، فلو كان به بأس ما أنشدته . وقال في أخبار الفرزدق: وقال رجل لابن سيرين وهو قائم يستقبل القبلة يريد أن يكبر: أيتوضأ من الشعر؟ فانصرف بوجهه إليه فقال: ألا أصبحت عرس الفرزدق ناشزاً | | ولو رضيت رمح استه iiلاستقرت | ثم كبر. والخبر في (العمدة) لابن رشيق: وقال ابن سيرين: الشعر كلام عقد بالقوافي، فما حسن في الكلام حسن في الشعر، وكذلك ما قبح منه. وسئل في المسجد عن رواية الشعر في شهر رمضان وقد قال قوم: إنها تنقض الوضوء فقال: نـبـئـت أن فـتـاة كنت iiأخطبها | | عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول | ثم قام فأم الناس، وقيل: بل أنشد: لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزاً | | ولو رضيت رمح أسته iiلاستقرت | واما عمر بن الخطاب (ر) فلم يكن يكتب الشعر، ولكن أعلى الصحابة كعبا في نقد الشعر وتذوقه، قال الجاحظ في البيان والتبيين: قال محمّد بن سلام، عن بعض أشياخه: كان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه لا يكاد يعرِض له أَمرٌ إلاّ أَنشَدَ فيه بيتَ شِعر. |