البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 35  36  37  38  39 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أبو حسن البواب    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

عندما كتبت عن مدرستي الأولى ( الهروب من مدرسة ) ، في ملف الوطن والزمن المتحول ، أتيت بشكل عابر على ذكر " أبو حسن " البواب الذي كان بالحقيقة أهم شخصية في تلك المدرسة ، فعدا أنه كان حارساً للبوابة ، قابضاً على حركة الدخول والخروج منها بيد من حديد ، وعدا أننا كنا جميعاً نخشاه أكثر مما كنا نخشى المعلمة أو الناظرة أو المدير ، وعدا أننا كنا نأكل بفضله المناقيش على الفرصة ، والتي كانت صفائحها تتطاير من فوق رؤوسنا فتمسح عليها بطيوب الزيت والزعتر ، وذلك بسبب التدافع والزحام من حولها ، خشية أن تنفذ دون أن ينالنا منها النصيب ..........  بهذه المناسبة ، سوف أعلن دهشتي هنا والآن : دهشتي التي شعرتها عندما قرأت منذ سنة ، لأول مرة في عقد نيسان ، قول شاعرنا الكبير الأستاذ زهير ظاظا :
 
هل عرفتِ الآن سري ولـمـاذ كـنتُ iiأزأر
ولـمـاذا مـنذ iiكانت غـرتي  زيتاً iiوزعتر
لـم أحـب iiالـمتنبي مـثـلما أحببت عنتر
وشعوري بيومها بأن هناك من دخل إلى مخيلتي واستخرج منها هذه الصورة التي أعادت إلى أنفي رائحة ذلك المكان بقسوته وضجيجه وإحساسي الأول بصعوبة الحياة خلال ذلك التدافع ، لا يوازيه سوى فرحتي باصطياد منقوشة ساخنة أسد بها جوعي ........... !!!!!!!!!! المهم : 
 كان أبو حسن يبيعنا أيضاً " الكازوز " ، والعلكة والمصاص ، وكان يعلق أكياس " غزل البنات " الملونة ، بكل غواية ، على الحائط ، فوق بسطته المسقوفة بصفيحة من التنك ، تحسباً للشتاء ، والتي كانت مجاورة تماماً لبوابة المدرسة ، لكي لا تغيب هذه الأخيرة عن عينه لحظة . 
كان لأبي حسن حضور مهيمن في تلك المدرسة كنت أجهل سره ، صحيح بأنه شكله كان مهيباً ، فهو في متوسط العمر ، شديد السمرة ، قوي البنية ، يرتدي اللباس البلدي ويضع على رأسه طاقية ، يشبه والد الأستاذ زهير كما نراه في إحدى صوره ، أو أي رجل من أقربائنا ، أو أي عابر نراه في السوق . يشبه آبائنا حتى ولو لم يلبسوا مثله ، فهو يتحرك مثلهم تماماً ، ويتكلم معنا بنفس النبرة وذات اللحن ، وينظر إلينا بريبة يشوبها شيء من التهديد ، وكان هو المعبر إلى ذلك المكان والسد الذي لا نستطيع اجتيازه إلا بأذن منه ، وهو على عكس مدير المدرسة الذي كان يلبس البدلة ، ويضع برنيطة سوداء فوق رأسه ، و ينظر إلينا بعيون مسطحة لا يبرق فيها ذلك الاهتمام الدؤوب ، ويتكلم بلكنة غريبة لأنه كان قد سافر إلى البرازيل أو إلى فنزويلا ، لم أعد أذكر ، وأخذ شيئاً من لهجتها . 
والأغرب في أبي حسن من بين البوابين الذين عرفتهم ، أنه كان مخولاً الدخول إلى الصفوف ، وأن يحل محل المعلمة لو استدعت الحاجة غيابها لسبب طارىء ، فكانت تنادي عليه ، فيأتي ومعه الخيزرانة ، ومع أنني لم أره يضرب بها أحداً  ، لكن مجرد حضوره ، كان يصيبنا برهبة السكوت ، فلا يعود يصدرعنا حس ولا حسيس ... 
وذات مرة غابت إحدى المعلمات آخر ساعة في الدوام ، وكان الطقس ماطراً ومملاً ، ولم يسمح لنا بالخروج إلى الملعب ، فجاء أبو حسن إلى الصف ليقف علينا ناطوراً لمدة ساعة كاملة من الزمن ، وكانت هذه المناسبة سبباً لهذه الذكرى معه ، لأنني رأيت فيه يومها وجهه الآخر الذي لم أكن أعرفه . 
كان " الأمن مستتباً " في الصف لمجرد وجوده فيه ، لكنه شعر بأن عليه أن يشغلنا خلال هذا الوقت الطويل ، فرأيناه يتحول بيومها ، بعد شيئ من التردد ، إلى ما يشبه الأستاذ ، أو المعلمة الحنونة . ووجدنا بأنه كان يعرف أسرار المهنة ، وعرفنا بأنه كان يحفظ كل القصائد والاستظهارات التي كنا نتعلمها في المدرسة في صفنا وفي بقية الصفوف ، لأنه أخذ يسألنا : هل تعرفون الاستظهار الفلاني ? ...... وما عرفناه منها ، رددناه معه  : 
أنا الديك من iiالهند جميل الشكل والقد
وأنشدنا :
أنا عصفور صغير كـيفما شئت أطير
وأيضاً :
سقف بيتي حديد ركن بيتي iiحجر
 ثم لما فرغنا من القصائد التي كنا نعرفها ، انتقل بنا إلى الغناء ، فصار يعلمنا أغنية : " شتي يا دنية شتي " ، لأن السماء كانت تمطر بساعتها وكأنه الطوفان ، ولم أكن قد سمعت هذه الأغنية في مسرح الرحباني بعد ، ولا سمعتها من أحد غيره من قبل ، وكان يغنيها  بالطريقة التي يعرفها بها أولاد الحارات فيقول : 
شتي  يا دنية iiشتي شتي ع قرعة ستي
سـتـي iiبالمغارة عم تشرب سيكارة
 مما أضحكنا كثيراً وذهب عنا برهبة الجو والطقس العاطل . ثم لما فرغت جعبته من القصائد " المدرسية " وأغاني " المناسبات " وكان الوقت أمامنا لا زال طويلاً ، خطر له أن يردد معنا أهازيج العيد والمراجيح فصار يقول :
يا ولاد شرشوبة 
 فنرد عليه  : يو يو
عيشة مخطوبة 
 يويو ........
 
ثم أتبعها ب :
 
جينا من الشركة البركة
فنقول نحن : يا خالي
لقينا حوالى البركة
يا خالي
لقينا بابور الأخضر
يا خالي
بيمشي بيمشي بيتمختر
يا خالي
يا بحرية
هيه وهيه
ردوا عليي
هيه وهيه
قلبي واوا
هيه وهيه
ع البقلاوة ............
 كنت أحكي هذا لأمي منذ مدة قليلة وذلك عندما جاءت لزيارتنا في فترة الأعياد الماضية ، ولما حدثتها عن إحساسي واستغرابي بأن هذا الرجل لم يكن مجرد بواب ، بل كان أهم من المدير في المدرسة ، فاجأتني بقولها : " طبيعي: لأنهم أخوة وهو أكبر منه ! "  فزادتني هذه المعلومة التي كنت أجهلها حتى ذلك الوقت حيرة ، ولا أدري إذا كانت قد فسرت شيئاً أو أنها قد زادت في غرابة هذه العلاقة الملتبسة ?

24 - أبريل - 2007
ذكريات أيام المدرسة
تمزار : أميرة أحمد شوقي    كن أول من يقيّم

 
كل الشكر لك أستاذي رائعة أحمد شوقي هذه ، نعيد اكتشافها في البنت التي تبلبلت :  تمزار التي لم تتبلبل ، ولم تزعزها الخطوب ، والتي أثارت ذكراها في نفس أمير الشعراء هذه الأبيات الرائعة فكانت منها وإليها . لو كان علي أن أختار ، لأخترت منها هذه :
 
 
صَـلاةُ  اللَهِ يا تِمزارُ تَجزي ثَـراكِ  عَنِ التِلاوَةِ iiوَالصَلاةِ
تَـبَـنّاكِ المُلوكُ وَكُنتِ iiمِنهُم بِـمَـنـزِلَةِ البَنينِ أَوِ البَناتِ
يُـظِـلّونَ المَناقِبَ مِنكِ شَتّى وَيُـؤوُنَ الـتُقى وَالصالِحاتِ
تَـبِعتِ مُحَمَّداً مِن بَعدِ عيسى لِـخَيرِكِ  في سِنيكِ iiالأولَياتِ
فَـكانَ  الوالِدانِ هُدىً iiوَتَقوى وَكـانَ الوِلدُ هَذي iiالمُعجِزاتِ
وَلَو لَم تَظهَري في العُربِ iiإِلّا بِـأَحـمَدَ كُنتِ خَيرَ الوالِداتِ
كَـأَنّـي  وَالزَمانُ عَلى iiقِتالٍ مُـسـاجَـلَـةً بِمَيدانِ iiالحَياةِ
أَخـافُ  إِذا تَـثاقَلَتِ iiاللَيالي وَأُشـفِقُ مِن خُفوفِ iiالنائِباتِ
وَلَـيسَ  بِنافِعي حَذَري وَلَكِن إِبـاءً  أَن أَراهـا iiبـاغِتاتِ
أَمَـأمـونٌ مِنَ الفَلَكِ العَوادي وَبَـرجَـلُـهُ يَخُطُّ iiالدائِراتِ
تَـأَمَّـل  هَل تَرى إِلّا iiشِباكاً مِـنَ الأَيّـامِ حَـولَكَ مُلقَياتِ
وَلَـو أَنَّ الجِهاتِ خُلِقنَ iiسَبعاً لَـكانَ المَوتُ سابِعَةَ iiالجِهاتِ
هُـنـاكَ  وَقَفتُ أَسأَلُكِ iiاِتِّئاداً وَأُمـسِكُ بِالصِفاتِ iiوَبِالصَفاةِ
وَأَنظُرُ  في تُرابِكِ ثُمَّ iiأُغضي كَما  يُغضي الأَبِيُّ عَلى iiالقَذاةِ
وَأَذكُـرُ مِن حَياتِكِ ما iiتَقَضّى فَـكـانَ مِنَ الغَداةِ إِلى iiالغَداةِ
 

26 - أبريل - 2007
البنت التي تبلبلت
شكر وسلامات    كن أول من يقيّم

 
كل الشكر لكم والسلام أستاذنا السعدي ومولاي لحسن والأستاذ عبد الحفيظ ( سأحاول ربما إيجاد صورة لتكية المولوية في طرابلس فهي من أجمل معالم المدينة وأرقها وأصفاها وأشدها التصاقاً بتاريخها ) . وللأستاذ هشام أقول بأنه نسي " عبد الودود " في فيلم الحدود ، والذي شاهدته مع جواد ربما أكثر من أربعين مرة لأنه ، على الأخص ، كان يحب مباراة الزجل بين فرقتي العسكر .....

26 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
عيد البطم : زهير ظاظا    كن أول من يقيّم

 
 
الصورة لشجرة بطم في جزيرة كورسيكا
 
 
عيد البطم
يـا حامل الورد من مهديه iiإلمامي
 
بـه  عـليك مساء الأمس iiإلهامي
رسـمـتـهـا كلها لما مشيت iiبها
 
بـالأمـس  أستاذنا واليوم رسامي
يـحـكي بديع الزمان اليوم ضفته
 
في  الورد تغرق ما تحكيه iiأحلامي
كـم فـي الوجود مدارات iiلأنجمنا
 
وكـم  تـغـص بـآسـاد iiوآجام
وكـم بـأروقـة الأيـام iiأفـئـدة
 
خـفـاقـة بـمـناها خفق iiأعلام
 
أهـديـك آلام يـحي في iiقساوتها
 
غـنيت  مراكش الحمراء iiثوبَ ندى
 
ومـا  تـجـرع مـنها قلب iiبسام
 
فـي كـل مطلع بيت عشر iiأعوام
شوقي  لحمل سلال البطم من iiيدها
 
شوقي لجمع سلال التوت في الشام
 
 
لـيت الأميرة في أغصانها iiعرفت
 
أنـي  أكـذب فـيـها كل iiآلامي
كـأنـمـا البطم في أيلول iiمنتثراً
 
عـلـى  مـخدتها شعري iiوأيامي
 
 
 

27 - أبريل - 2007
نباتات بلادي
البطم والفستق الحلبي    كن أول من يقيّم

 
صورة لشجرة الفستق الحلبي وهي من أنواع البطم
 
لا دخل لندى بالتعليق السابق يا أستاذ زهير وهي غير مسؤولة عن خروجك على مذهبك في عدم التصريع في سياق القصيدة ، الذنب ذنبي في هذا وغايتي كانت هي جمع كل تلك الأبيات الحلوة المتفرقة في صفحة الصور ، وكنت على يقين بأنك سوف تعدل فيها لجهة الترتيب ، أما التصريع فلم يخطر على بالي بأنه سيزعجك ، فعذراً . لكني ظننت ( وأظن دائماً ) بأن الأبيات :
 
غـنيت  مراكش الحمراء iiأحلامي
 
فـي كلِّ مـطلع بيت عشر iiأعوام
شوقي  لحمل سلال البطم من iiيدها
 
شوقي لجمع سلال التوت في الشام
 
هي أبيات جميلة جداً وسوف تشتهر .......... 
 
أما الحبوب الحمراء التي تحملها شجرة البطم في الصورة السابقة ، فهي تشبه كثيراً حبات الفستق الحلبي كما نراها في الصورة أعلاه ، والسر هو أنهما تنتميان كلاهما لعائلة البطم التي أصبحت شهيرة في مجالسنا .
 
أفراد عائلة البطم كبيرة سأذكر منها اليوم من توصلت بالتعرف إليه وهم : البطم العدسي ( lentisque ) ـ البطم الفلسطيني ـ البطم الأطلسي ـ الفستق الحلبي ـ بطم الحبة الخضراء .
 
البطم الذي رأيناه في الصورة السابقة ( بطم جزيرة كورسيكا ) هو من نوع pistachier terebinte أو terebinthe de Chio  ، وهو النوع الأمثل للحصول على المادة الصمغية وقد اشتهرت به جزيرة Chio اليونانية الواقعة في بحر إيجة والتي تسمى بالعربية ستنخيو ، ويقال له أيضاً : الصمغ القبرصي . ويمكن لهذه المادة بأن تسمى بالعربية : المصطكى أو علك الأنباط ( وهي المادة التي كنا نعرفها صغاراً بعلكة الطبخ وكانت تخلط بالبخور لإعطائها بعض النكهة أو بالشمع لإعطائها بعض الطراوة ) . لكن الصمغ يستخرج من الجذوع وليس من الحبوب .
 
أما الفستق الحلبي pistachier vrai  فهي شجرة معروفة في سوريا منذ أيام الأشوريين ولقد انتقلت إلى أوروبا من سوريا في عهد العهد الروماني ، إلا أن أصل تسميتها فارسية pistacia اللاتينية تحدرت من pistake اليونانية وكانت بالأصل : pistaa ، بسته أو بستاش بالفارسية .
 
كل هذا ولم نأت على سيرة السماق بعد مع أنه منهم وفيهم ..............
 

27 - أبريل - 2007
نباتات بلادي
إلى الأستاذين : زهير وطه    كن أول من يقيّم

أستاذ الكريم وشاعرنا المرهف ، زهير ظاظا :
 
قرأت تكية طرابلس مرات ومرات ، منذ الأمس وأنا أقرؤها وأبكي . لا أعرف ماذا أكتب ولا كيف أقول فالدموع لا تكتب ولا تفكر ، والدموع شفاء للنفس والبدن . شكراً لك هذي الدموع .
 
الأستاذ الكريم طه : أسعد الله مساءك بكل الخير
 
الأغنية التي اخترتها لجاك بريل هي برأيي من أجمل أغانيه ، وبريل شخصية انفعالية متوترة ، وروح بمنتهى الحساسية ، وشعور مرهف يدفع به للعيش على سطح جلده ، مما يجعل منه شفافاً مرئياً للعيون ، ومما يتيح لنا رؤية ذلك البركان المتفجر في داخله ....... أحببت دائماً بريل وأديت بياف لأنهما نموذجان لإختلاط الزمني - الأرضي بالخارق والمطلق .
 
كتب بريل هذه الأغنية بعد انفصاله عن صديقته سوزان غابريللو عام 1959 ، وكان هو من تركها . مع ذلك فإن كلمات الأغنية تتوسل إليها بألا تتركه . وكان بريل قد ترك قبلها زوجته ( التي يحبها ) وأم بناته الثلاث ، وعاش حياة صاخبة مليئة بالمغامرات والسهر والسكر والتدخين بشكل مفرط ، رغم تربيتة الكاثوليكية المحافظة ، مما قضى على حياته في سن مبكر ، فمات في التاسعة والأربعين .
 
ترجمة هذه الكلمات إلى العربية ستكون مهمة صعبة ، لأن الأداء الدرامي الخارق الذي حظيت به من قبل جاك بريل ، أعطاها أبعاداً عاطفية ، وأضفى عليها من سطوة الإنفعال سحراً ، سيكون من الصعب لأي كلام يقابله ، مهما كان بليغاً ، ملامسته ، أو التقرب منه .
 
مع هذا ، سأحاول ، وسأبذل أقصى ما أستطيعه لتقريب هذا الكلام من لغتنا الأنيقة والمحافظة والتي سيصعب عليها تقبل عبارة مثل : أن أكون ظلاً لكلبك !!! التي ينهي بها مناجاته ، فكيف أفعل ???
 

29 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ترجمة أغنية جاك بريل ne me quitte pas    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
 
 
 لا تتركيني .....
 
لا تتركيني
بل انسي ما كان
فكل ما كان يُنسى
وهو على ارتحال
انسي الزمان الضائع
في المشاحنات
وسنابك الوقت
تدوس بالكلمات
على وقع السؤال
 الحب والفرح
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
سأهديك لآلىء
من حبات مطر
جمعتها من بلاد
ليس فيها مطر
وسأحفر في التراب
حتى من بعد موتي
لأهيل عليك
النور والذهب
سأبني لك مُلكاً
الحب فيه سائد
الحب فيه خالد
لتكوني المليكة
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
سأقول من أجلك
كلمات بلهاء
حمقاء ، ستفهمين
وسأروي مآثر
قلوب عشاق
احترقت مرتين
سأحكي حكاية
ذلك الملك
الذي مات كمداً
لأنه لم يرك
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
فالبركان القديم
يفور بالحمم
بعد خمود النار
والأرض الحريق
تعود بالثمار
كأجمل نيسان
لكن السماء
في وهج المساء
تمزج للغسق
الأحمر بالسواد
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
فبعد اليوم لن أبكي
وبعد اليوم لن أشكي
بل سأختفي هنا
كي أراك ترقصين
ولكي اسمع صوتك
تغنين وتضحكين
هبيني أن أكون
ظلالاً لظلك
خيالاً ليدك
أو طيفاً لكلبك
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
لا تتركيني
 
 
 
 

30 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ترجمة الجملة الواردة بالفرنسية    كن أول من يقيّم

 
أرى أن نترجم الجملة الفرنسية : 'Ce pays est vraiment un des coins du monde oui le rire des filles éclate le mieux . . .'
 
على الشكل التاليهذا البلد هو حقاً أفضل مكان في العالم تجلجل فيه ضحكة البنات .... !
 

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
تكية المولوية في طرابلس الفيحاء    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
 
الصورة مأخوذة من موقع : http://tripoli-city.org/
 
الحديث عن طرابلس الشام شيّق للغاية، خصوصاً إذا ما تناولها الباحث من الجانب التراثي فيها. فتراث طرابلس عريق للغاية من عهد الفينيقيين العرب، إلى زمن المماليك والعثمانيين المسلمين. وبين هذين الزمنين، تقع دولة الأمويين والعباسيين والفاطميين والصليبيين والأيوبيين.
ويذكر الباحثون والأثريون أن طرابلس تعتبر ثانية المدن العربية بالآثار المملوكية بعد القاهرة. فهي تضم أكثر من 130 مبنى أثرياً من جوامع ومدارس وحمامات وخانات وأسواق ومزارات وزوايا، وجميعها آثار إسلامية مملوكية وعثمانية. ويعتبر الجامع المنصوري الكبير الذي بناه الأشرف خليل بن قلاوون سنة 1294م. ونسب إلى الملك المنصور فاتح طرابلس هو اعظم مساجدها الأثرية التي تعدّ ستة عشر مسجداً. أما مدارسها الإسلامية الأثرية فعددها سبع وثلاثون مدرسة. وعدد حماماتها الأثرية ثمانية حمامات. وعدد خاناتها ستة خانات. وعدد مزاراتها وزواياها يبلغ العشرة بين مزار وزاوية. وعدد سبلها وبركها الأثرية 18 سبيلاً وبركة. أما أبراجها فعددها ثمانية. ناهيك عن قلعتها العظيمة المعروفة بقلعة "سنجيل" والتي بنيت على حصن سفيان الأموي، وآثارها الأخرى المتنوعة والمتمثلة باللوحات الأثرية والبوابات والقناطر والمنازل المعلقة فوق الأسواق والدكاكين القديمة والقبوات والأدراج والأجران والبرك في الخانات والساحات القديمة. مما يجعلنا نؤكد أن المنطقة الممتدة من جامع التوبة شمالاً إلى الجامع المعلّق جنوباً وصولاً إلى الجامع المنصوري الكبير، تعتبر بأكملها منطقة أثرية متكاملة. وقد ذكر الخبراء والأثريون أن أسواق طرابلس القديمة يبلغ طولها ثلاثة كيلومترات على أقل تقدير.
 
الرحالة الشيخ القاياتي بطرابلس في رمضان :
 
وفي كتاب "نفحة البشام في رحلة الشام" يذكر الرحّالة الشيخ محمد عبد الجواد القاياتي، أنه زار طرابلس في رمضان أواخر القرن التاسع عشر، فهرع لاستقباله جلة علمائها الأفاضل في ذلك الوقت: الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ عبد الرزاق الرافعي والشيخ علي الميقاتي والشيخ رشيد الميقاتي والشيخ حسين الجسر نجل الشيخ محمد الجسر. والشيخ عبدالفتّاح الزعبي والشيخ محمد القاوقجي.
ويفرد الشيخ القاياتي صفحات طويلة للقائه بهؤلاء العلماء في هذا الشهر الفضيل، ويصف طرابلس التي لبست حلة العيد، فيتحدّث عن بساتينها النضرة وأشجارها الفوّاحة ومتنزهاتها في المحل الذي يسمّى بالتل، "وهو في الحقيقة تل مشرف على أرض حمراء وبساتين خضراء ومياه زرقاء". وأظن أنه كان ينزل في المقهى العثماني الكائن في ذلك التل.
ويتحدّث القاياتي عن سائر محال طرابلس فيقول:"ومحل دوار القارب في خارج البلد، قريب من التبانة في الشمال الشرقي من البلدة، على شط غدير صغير، وعليه جسر نضير، وحواليه بساتين زاهرة ناضرة، تقرّ به كل عين ناظرة. ومحل القلعة، موضع مشرف على سائر بيوت البلد وأسواقها ومساجدها وبساتينها ومزارعها. وفيه قشلاق للعسكر، ومقبرة قديمة، بها قبول السادة الزعبية. والجالس فيه يرى البحر والمينا وما بينها من المساكن والجناين".
ويقول أنه زار تكيّة المولوية في رمضان، فدهش بها، فهو يقول: "وفي منخفض الوادي من الجهة الجنوبية منها، محل نضير فيه تكية، تسمّى تكية المولوية. من أعظم المنازه أيضاً، لأنها على شاطئ الوادي. وتحتها الأنهر المنحدرة إلى البلد، وعليها طواحين كثيرة، وأشجار نضيرة. وفي هذا المحل نفسه بركة ماء بنافورة عظيمة، ترى المياه منها دائماً مدفوعة لا مقطوعة ولا ممنوعة".
 
*  مقتطفات من مقالة كتبها الدكتور : قصي الحسين ونشرت في جريدة الحياة بتاريخ 28 / 11 / 2000
 
 

2 - مايو - 2007
اقتباسات واستضافات لأصوات من العالم..
آخ من جدودي ..... الذات القلقة والولاء المضمر    كن أول من يقيّم

 
 
هذه محاولة جديدة لتفسير بعض من عمل الذاكرة وربطها بالتكوين النفسي للأفراد . سأحاول هنا إبراز المحتوى النفسي للإرث الثقافي المطبوع في الذاكرة الجماعية : فالميراث الثقافي للجماعات لا يحتوي فقط على استعدادات بل على محتوى مثالي ( الحكايا ، الرموز ، الأسماء ، العبارات اللغوية ، المناسبات ، الغناء ، المطبخ ..... ) التي هي " آثار " للذاكرة التي تركتها بصمات الأولين .
 
تعمل الذاكرة الجماعية وتؤثر فينا بشكل غير واع ، منتقلة من جيل لآخر ، في مجتمع يكثف تجربته الإنسانية الخاصة به على شكل ذاكرة عامة . هذه الذاكرة هي معطى فطري ، وهي المكان والفضاء الذي تذوب فيه الشخصية الفردية .
 
هذا المجتمع ، أو المجموعة ، أو العائلة ، ينقل إلينا تجاربه ، أحلامه ، طموحاته ، ولكن أيضاً خلافاته وأزماته : من حقد ، وانتقام ، ومشاعر الكبت  ، والتجارب الفاشلة كالهزائم والثأر ....... وكلها تصبح مصدراً للإبتزاز العاطفي ، وتتكون معرفتنا به وبأنفسنا عبر هذه التراكمات ، ومن هذه التراكمات يبرز معطى جديد يريد أن يؤطر حياتنا وأن يعطيها : معنى ! 
 
هذا المعنى ، يولد لدينا حالة من السلوك وردات الفعل غير مرتبطة دائماً بحياتنا الواقعية التي نحياها بقدر ما هي خوف متوارث  نستمده من شعور مضمر بالأشياء التي نظن بأننا نعرفها منذ زمن طويل ، منذ زمن بعيد يمتد إلى أجيال سحيقة .
 
هذا الخوف ، وهذه الردات الفعل ، هي نوع من العودة إلى الإنسان البدائي ، إلى الغريزة الأولى والتي تتمثل بسلوك قوامه : النبذ ( نبذ الآخرين ) ، القلق ، الرهبة ......
 
كان فرويد قد اكتشف من خلال تجربته الشخصية ، ومعاناته الخاصة ، قلقه وتساؤلاته ، خشبة المسرح التي نقف عليها ، والثقب الأسود أو الهوة التي نلقي إليها كل ما لا نريد الإعتراف به وتوريته ، والتي يحملها كل واحد منا في نفسه أو ما أسماه علم النفس التحليلي باللاوعي أو ( الغير معترف به ) .
 
هذه الهوة موصولة بالآخرين ، بقية أفراد العائلة ، كما هي موصولة بالمحيط النفسي الإجتماعي ( الأقرباء ، الزملاء ، الجيران ، الطائفة ، العرق ، المجموعة السياسية  ..... ) والتي تشكل من حولنا الظرف العام المكون لوجودنا ، هو ما يبنينا ، وهو ما يدفعنا أحياناً بشكل أعمى نحو المريح ، الجميل ، وغالباً نحو المأساوي والمدمر .
 
أليس من الواجب علينا أن نرصد هذه الظاهر ونترقبها ? وأن ندخل إليها بحذر لكي نفهم هذا المحتوى وهذه الذاكرة السحيقة التي تعمل في دواخلنا وتدمرها ?
 
هل بالإمكان تفادي فخ التكرار المأساوي لحوادث الماضي وأن نعيش حياتنا وليس حياة من سبقونا من أهل وجدود أو حتى أحياناً حياة أخ لنا قد توفى فحللنا مكانه ?
 
هل من الممكن تعديل هذه العلاقة بالماضي وتكييف رغباتنا بحيث نتمكن أن نحيا حياتنا التي نريدها نحن ، والتكيف مع ما نحن بحاجة إليه في الواقع وليس ما يرغبه ويريده لنا الآخرون وأشباح الماضي الذي يريد بأن يستولي على الحاضر ?
 
عادة ما يتكون الولاء العائلي حول فكرة العدالة بحيث يكون جميع أفراد العائلة متوجهين نحو تلك الوحدة الإجتماعية ( العائلة ) بدوافعهم وأفكارهم لكي يخدموا هذا الهدف المشترك بينهم . إن انفراط هذه الوحدة غالباً ما يكون بسبب الشعور بالظلم والذي يدفع إلى تفرقة أفرادها وبث العداوة فيما بينهم ، وبحيث يكون سوء الطوية دافعاً لإستغلال أفراد العائلة واحدهم للآخر أو احتقار بعضهم لبعض . 
 
أول ما يجب أن نصغي إليه هو التعبير عن المشكلة وكيف يتمظهر : الفشل ، الصيرورة الغير مكتملة ، تكرار التعاسة والمصاعب الوجودية .
 
غالباً ما يبدأ الكلام عند حافة الصمت ، حيث نقف عند باب البيت ، وقبل أن نخطي العتبة ، وحيث تبدأ الأشياء المهمة بالظهور للعيان ، فهل بالإمكان قراءة هذه العلاقة على نحو جديد والبحث عن معنى عميق لهذه الكوارث التي أصبحت إعتيادية و بدون معنى في حياتنا اليومية ?
 

4 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 35  36  37  38  39