البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 35  36  37  38  39 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الكلاب والرفق بالحيوان    ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم

 
والرفق بالحيوان تحبذه النفوس الطيبة المطبوعة على فعل الخير ، ففي كل ذات كبد رطبة اجر كما ورد في الحديث الشريف ، وفيه قصة الرجل الذي سقى الكلب الذي كان يأكل الثرى من شدة العطش ، ونال الرجل بذلك مغفرة الله تعالى . ولكن ما يدعو إلى العجب هو ذلك الرفق بالكلاب والقطط وغيرها عند أهل الغرب من الأرض وعند من يتشبه بهم في افعالهم من غيرهم من الناس، الذين استحال الرفق بالحيوان لديهم إلى دلال ما بعده دلال ، وإلى إيثار الكلاب بالخير العميم من الطعام والكساء واللباس والمأوى والعلاج ، وخيرا فعلوا لو انهم عاملوا فقراء الناس معاملتهم الكلاب والقطط ، فاقتسموا ما ينفقونه من أموال طائلة بين الفقراء والكلاب ، ولقلنا ساعتها : هذا هو مبدأ المساواة بين الخلق في الحقوق قد بدا يظهر ويسود ، ولقلنا لعل أهل غزة وفلسطين عموما ، وأهل العراق والصومال ، وأهل أفغانستان  وغيرهم ممن في حكمهم من المظلومين في بقاع الأرض يلحقهم نصيب من هذه المساواة... بل إن هذه المساواة ربما تطول أولئك الأمريكيين الذين اخرجوا من بيوتهم إلى العراء بعيد عجزهم عن سداد أقساط البنوك مالكة تلك البيوت ..وهذه المساواة لا بد أن يعم خيرها كلاب المظلومين وقططهم أيضا ، فلا تظل تائهة شاردة تبحث عن خشاش الأرض بين الصخور والأشواك او تنبش في حاويات القمامة بحثا عن بقايا طعام منتن الرائحة ، ثم تفترش الأرض وتلتحف السماء في ليالي البرد القارس كما حل بالغزيين ، بل إنها حينها تنعم بأوثر الفرش ، وتستحم بالماء العذب والصابون المعطر، وتسأم الطعام اللذيذ من كثرة ما اعتادت عليه كل يوم .
وإن حصلت هذه المساواة ، فما على الحاصلين عليها حينئذ إلا أن يتغنوا بكلابهم مسرورين كما تغنى العاشقان في الحوار الذي مطلعه :
يا دي النعيم اللي انت فيه يا ( كلبي) من بعد العذاب
صار لك حبيب ترتاح  إليه وارتد لك بعد الغياب
مع الاعتذار لمن نظم ولمن غنى ولمن أحب تلك المحاورة .
وأعود إلى رفق الغربيين بالكلاب والقطط لأبين ظني بانه ليس الرفق بالحيوان من جهة مطعمه وحده هو ما يدعوهم إلى رعايتها رعاية فائقة ؛ وإنما المتعة والتسلية لهم ولأطفالهم دافع يدفعهم إلى ما يفعلونه. فقد تذكرت صورة طالعتها من زمان بعيد تبين " جونسون " أحد رؤساء الولايات المتحدة السابقين ، وهو يحمل كلبا صغيرا من اذنيه يلهو به ضاحكا ، وكان في هذا تعذيبا لذلك الكلب ، واضحا كل الوضوح .

4 - مايو - 2009
خيانة الصديق
قلبي على ولدي وقلب ولدي عليّ حجر    ( من قبل 14 أعضاء )    قيّم

تحياتي لشيخي العزيز أبي بشار ، ولجميع السراة الأعزاء :
تعقيبا موجزا على مشهد الفيديو ، الذي دلنا عليه مشكورا شيخنا الفاضل أبو بشار؛ يمكن القول : إن الآباء مطبوعون على الحنان نحو فلذات أكبادهم مهما تكبدوا لقاء ذلك من مشاق كما هو معلوم ؛ ولكن الأبناء مهما حسنت أخلاقهم ، فلن يدركوا حنان آبائهم إلا بعد ان يتزوجوا وينجبوا . إن الشاب الذي قام بدور الابن في التمثيلية من المفروض انه يمثل دور الشاب الأعزب ، وإلا لأحس بحنان الأبوة نحو أولاده ، ولأدرك فضل وحنان والده عليه . ولقد وصى الله سبحانه الأبناء بحسن رعايتهم آبائهم ، ولم يوص الآباء ؛ فهم ليسوا بحاجة إلى الوصاية . ولا ننسى أن الأحفاد أيضا أثيرون لدى جدهم ، وقد صدق من قال : " ما أعز من الولد إلا ولد الولد " .
إن القصة التي رمزت إليها التمثيلية قصة معروفة وإن بصيغة غير هذه الصيغة ، فقد سمعناها ( وربما ذاق بعضنا معناها بشكل أو بآخر ) مرات عديدة وبأشكال مختلفة ؛ ولكن بمعنى واحد . والمهم هو المغزى ، وهو الحث على الإحسان بالوالدين والبر بهما ، ولفت نظر الأولاد إلى عواطف آبائهم السامية .
أغتنم فرصة التطرق إلى موضوع مثل هذا ، فأثبت قصيدة أراها مؤثرة ، وهي بعلوان : رسالة إلى ولدي ، واذكر أنها للأديب والشاعر السوري ، المرحوم خليل الهنداوي  :
 
أدعـوك  يا iiولدي فـي القرب iiوالبعدِ
تـمضي  وتتركني وحـدي  بـلا مدد
قـد كـنت iiمتكئي بـل كنت iiمعتمدي
****
لو رحتَ iiتبصرني والداء  في iiجسدي!
والـنور  شح على عـيني  من iiالسهد
وأنـا هـنـا وهنا فـي  يأسيَ الأبدي
ألـقـاك في iiحلمي وأراك مـلء iiيدي
لو رحت iiتبصرني لـرثيت  يا iiسندي
****
قد  كان في iiقفصي كـالـطائر  iiالغرد
أطـلـقـته  iiسفهاً مـنـي  ولـم يعد
ورفـعـتـه  iiفإذا سـقـفٌ  بلا iiعمد
حـتـى  فقدتُ iiبه روحـي  إلى iiالأبد
****
قـبـلـتـه iiبفمي طـوقـتـه  iiبيدي
والـدمـع iiمنحبسٌ والـنار  في iiكبدي
هـل نـلتقي iiبغد؟ أواه!  مـات iiغدي
****
إنـي  جنيت iiعلى نفسي ، على iiولدي
لـمـا  قـذفت iiبه فـي ذلـك iiالـبلد
لا  يـنـحني iiأحد فـيـه عـلى iiأحد
الـكـل iiمـنـفرد أو  شـبـهُ iiمنفرد
يـتصارعون iiعلى دنـيـا مـن iiالنكد
****
عـش أنت iiمغتبطاً بـالـعيشة  iiالرغد
واسحب برودك في زهـو  عـلى بُرُدِ
إن  كنت تمكر iiبي فالله فـي iiالـرصد
مـن  يـسق iiوالده كـأس الـجفا iiيَرِدِ
****
أدعـوك  يا iiولدي يـا  عـدة iiالـعُدد
خـيـبت لي iiأملي وأضعت لي رشَدي
وتـركتني  غرضا لـلـهـم iiوالـكمد
عـدنـي ولو iiكذباً زرنـي ولا iiتـزد
مـا  زلت iiمنتظرا يـا  لـيت لم iiتعِدِ

8 - مايو - 2009
أصدقاء أعزاء نفخر بهم
تحية    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

أحيي اخي الأستاذ الأديب الرقيق ، العزيز أحمد عزو ، الذي سبقني لتوه في إدراج مشاركته الكريمة ، والتي لم تكن مدرجة حال قيامي بكتابة مشاركتي .

8 - مايو - 2009
أصدقاء أعزاء نفخر بهم
إخاء الأدباء    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

   أخي الأديب الشاب الموهوب طماح ( سيبويه والفراهيدي معا ) من الذين يؤنس قربهم ، وتُستشعر محبتهم ، ويستنشم عطر مشاركاتهم في الوراق ، وفيهم تسرع وطيبة ( كما وصف طماح نفسه في سيرته الذاتية ) ، وما تسرع الطيبين إلا إلى كل خير . وكنت قد تابعت ما يكتبه طماح منذ بداية مشاركاته ؛ مسرورا بأسلوبه الجميل ، الذي ينم عن حبه الأدب والشعر ، مع سعة في الاطلاع على علم النحو والعروض ، ورغبة وتعلق باللغة وآدابها ، والقديم منها خاصة ، وفوق ذلك صراحة وصدق وتواضع في التعامل مع الوراق وسراته . ولم أنس إعجاب أستاذنا زهير ببنية طماح الشعرية ، وكنت أتساءل كثيرا عن السبب الذي يدعو شابا في العشرينيات من عمره إلى التمسك بالقديم غير المتداول من ألفاظ اللغة العربية ، فألفيت طماحا تدفعه محبة لغة أمته وعاطفته الصادقة نحوها إلى أن ينحو هذا المنحى الجميل كجمال نفسه الطيبة ، هذا، وأشكر الأستاذ طماح شكرا جزيلا على محبته سراة الوراق ، وعلى أدعيته الصادقة لهم ، وأعلن له بوضوح أنني أفيد من مشاركاته الماتعة الشيقة كما أفيد من مشاركات باقي السراة الكرام ، وأنني أسر كثيرا لوجوده في الوراق ، ذلك أن الشباب المستمسك بعرى التراث الأدبي الجميل قلة قليلة ، ودوحة الأدب لا غنى لها عن شاب أديب ذواقة طماحي التوجه والنزعة .
   وبهذه المناسبة الطيبة ، أوجه تحيتي إلى أخي الأستاذ الأديب البارع المتفنن سعيد أوبيد الهرغي ، وهو من الأساتذة الذين يشار إليهم بالبنان ؛ شاكرا له مشاركته الجميلة ، التي تخللها فيض محبته الوراق وسراته ،  والتي أمتعتني متعة كبيرة ، وأشكر كذلك أخي د. محمد كالو ، الذي جعلني  أنشغل في مطالعة أحوال عمر الخيام مدة طويلة لأستزيد في موضوع الرباعيات علما ، ولعلي أخرج بموضوع يتعلق بالخيام ورباعياته يمكن أن أدرجه في الوراق إن شاء الله . ومما زاد في مدة غيبتي عن المشاركة في الوراق أنني تسلمت مسرورا ديوان أستاذنا زهير لأقضي معه أياما سعيدة ، هذا غير انشغالي بزوار الصيف من الأقارب والأصدقاء . ولن انسى شكر أخي الأديب الناقد البارع ،  د. صبري ابو حسين ، على أن عرفنا على طماح الخير والمحبة .
   وأقول لشيخي أبي بشار ، شيخ السراة وأنشطهم في الوراق وأحناهم عليه : لك علينا ، يا شيخنا الفاضل ، أياد بيضاء  في العلم والمعرفة ، وفي حب نشر الثقافة الأصيلة زيادة على حبك الوراق وأهله ، ولا عجب أن يبادلك الجميع الحب بما هو مثله، بل وأكبر منه ؛ فهنيئا لك ، وهنيئا لنا بك .
   وأخيرا،
إخاء الأدباء خير إخاء ؛ فالأديب الحق لا تجني منه إلا ما تجني  من خلية النحل من الشهد :
إخاء حلا حتى ظننت كئوسه = هي الشهد ما بين القلوب له مجرى
 والأديب الحق لا بد وأن يكون نقي السريرة صادق الود ، لذا أهنيء نفسي ؛ حامدا الله جل وعلا،  على أن عرفت الوراق ومشرفيه وأهله وسراته .
 دمتم بخير

26 - مايو - 2009
وبعد طول غروب
أدام الله لنا الوراق وسراته    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

أبارك زواج الأستاذ الكبير علما لا عمرا سعيد الهرغي ؛ راجيا له زواجا موفقا ، وحياة ترفل بلباس السعادة والتقوى ، وذرية صالحة مصلحة . وبما ان الأستاذ سعيد قد دخل قفص الزوجية كما يقال ؛ فعليه ان يتحمل تبعات دخوله هذا القفص المحكم الجميل . أما المصادر والمراجع ، فلا جدال في ان أستاذنا زهير ، وأستاذتنا ضياء ، وراعي الوراق أستاذنا السويدي ، وجميع السراة الأجلاء هم مصادرنا ومراجعنا ، وعليهم ، بعد الله ، اعتمادنا في إثراء معرفتنا ، وفي إقالة عثراتنا ، ومن بينهم دون ريب العصفور الذي دخل القفص الجميل .
ولقد اسفت كثيرا حين علمت من تعليق استاذنا زهير ان أستاذتنا ضياء خانم قد اضطرت إلى مفارقة المجالس مفارقة ليست سهلة على أستاذنا كما قال ، وليست سهلة ايضا على الوراقين عموما ؛ ولكن اسفي هذا يقترن بالأمل والرجاء بأن لا يطول الفراق حتى يختتم باللقاء القريب .
وأقول لأخي الأستاذ الغالي عزو : ما أرق عاطفتك وما أصدق دينك ! ولا اظن أن الكذب والتلفيق المذمومان  قد مازجا ادبك الجميل ، فلا يوجس قلبك النقي منهما خيفة ، فليس من وراء ما كتبته ضرر ولا اذى ؛ وإنما هي طبيعة الخيال الأدبي المجنح . عفا الله عنا وعنك ، وغفر لنا وغفر لك .
كيف ننهض بمجالس الوراق :
كيفية معرفتها ليست علي سهلة ؛ فبضاعتي من المقترحات بضاعة مزجاة لا تصل قيمتها إلى ما يمكن ان يقترحه السادة السراة ؛ ولكني ألاحظ أن مواضيع المجالس ليس فيها الجدة المتوخاة من حيث النوعية  ،  وأظن أن أحوال العديد من السادة المشاركين لا تسمح لهم كثيرا بالتواصل الدائم مع المجالس . ولا يفوتني الرجاء بان تكون المقترحات صريحة وتتضمن نقدا حقيقيا يخلو من المجاملة ، وأعترف اني اول المقصرين في حق مجالس الوراق الكريمة ، وأرجو منكم التوجيه .
 بانتظار ما يقترحه الأساتذة لكم مني جميعا خالص المحبة .

1 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
على رسلك شيخنا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

على رسلك شيخنا أبا بشار،  فلا تزد في أحزاننا فوق ما هي تزداد ، فابتعادك يزيد الطين بلة  . إنني لما طالعت تعقيب استاذنا الغالي زهير على موضوع الزوبعة لم يكن ليخطر ببالي اعتذار استاذنا عن المشاركة في المجالس ، فقد طالعت مشاركته على عجل دون ان انتبه لاعتذاره ، حيث تركز فكري في الأسباب التي دعت استاذتنا الكريمة ضياء للانسحاب من المجالس ، هذا الانسحاب الذي آلمني كثيرا . والآن ، وبعد ان تبينت الأمر ، فألمي يزداد شدة ؛ ولكني أرجو الله مخلصا أن يزيل أسباب ابتعاد أستاذنا وأستاذتنا عن المجالس ؛ لتعود الأمور إلى ما كانت عليه ونظل ننعم بما يفيضانه علينا من كرم وفضل ، هما وباقي السراة الأكارم .

2 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
فلنكن من المتفائلين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

وأنا كذلك أعود ، فأضم صوتي إلى صوت أخي الأستاذ أحمد ؛ شاكرا إياه على تعقيبه الأخير . ومن يدري! لعل الله تعالى يحدث ، بعد الذي حدث ، أمرا فيه لأستاذتنا ضياء ، وأستاذنا زهير ، ولنا جميعا  الخير إن شاء الله . فلنكن من المتفائلين .
 
 

4 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
من آثار الزوبعة     ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

إلى أحبتي وأساتذتي سراة الوراق الكرام ، نساء ورجالا ، حفظكم الله ورعاكم ،
لقد انفعلت من جمال تعقيباتكم ، فكان لهذا الانفعال أثر كبير علي البوح به ، فأقول :
ماذا أبقيتم لي لأقوله!
كل تعقيباتكم رائعة مثلما هي أشعار أخي الحبيب الأديب المتفنن أبي هشام  في ضياء وفي زهير، وهي تعقيبات تسند بعضها بعضا ، فإن نقص شيء من تعقيب وجدته في تعقيب آخر ، وإن خطر لي قول شيء ، ألفيت واحدا منكم أو أكثر قد سبقني إليه ؛ لذا ، فليس لدي ما أضيفه إلا التأكيد على معنى ما ذكرته الأستاذة العزيزة الفاضلة ، سفيرة السلام ، ملخصه أن حبيبنا زهير ما دامت لديه أسبابه الخاصة للغياب عن المجالس ، وأختنا العزيزة الفاضلة ضياء خانم لا بد ولها أسبابها أيضا ، فهل يمكننا التدخل في الخصوصيات ، التي أصحابها أدرى بها وأعلم؟! وعلى هذا ، فإن زالت الأسباب ، أو رأى أصحابها أن قرارهم اعتزال الكتابة في المجالس حان لهم أن يرجعوا عنه بعد مدة تطول أو تقصر ، فإنهم ساعتها سوف يعلنون ذلك دون شك .
دعوة إلى الخير :
 ونحن إذ ندعو لهما بكل خير ، ونستمد العزم على الاستمرار من أنفاسهم الطيبة ، لنرجو من كل حبيب من سراة الوراق غاب عن الوراق لظروف ليست قاهرة ، ولأسباب ليست خاصة ، أن يعود إلى أحبته ، فنحن في أشد الشوق إلى لقياه كأخ عزيز وغال ، جمعتنا به الألفة والمحبة أكثر مما جمعتنا البحوث والمقالات المنوعة ، على ما فيها من فوائد هامة ، وعلى ما بيننا في معانيها من خلاف في بعض الأحايين معلن أو غير معلن .
إنني ، كما تعلمون حضراتكم ، واحد من رواد موقع الوراق ، وأفيد مما أطالعه فيه فائدة جليلة ؛ ولكني أود أن أقول لحضراتكم أنني لما أدخل إلى موقع الوراق ، لا تخطر ببالي الاستفادة أول الأمر ، بل إنني أسهو عنها ليكون جل اهتمامي مطالعة أسمائكم الكريمة ، والتمتع بحسن أخلاقكم وطيب معدنكم جميعكم ، بل إن من السراة القدماء الذين شاركوا في الوراق ثم انقطعوا عنه قبل أن أعرفه بمدة مديدة   قد لمست فضلهم ولو قليلا منه ، من خلال مواضيعهم وتعقيباتهم ؛ فصارت لأسمائهم لدي مكانة أثيرة . وكذلك أطالع بعض أسماء مرتادي الوراق الأفاضل ، الذين شاركوا بتعليق مرة واحدة أو مرتين ، لأجد في نفسي لهم مودة وألفة دون أن نتعارف ، ذلك لأن مجرد دخول أي إنسان إلى الوراق والمشاركة فيه ولو مرة واحدة ، يدل دلالة واضحة على اهتمامه بالموقع وحبه للمشاركين فيه ، واهتمامه بما يدرجون من مواضيع ، وبما يبدون من تعقيبات . إنني اعني بكلامي السراة والمرتادين ، أما فوائد الوراق كموقع جليل يخدم العلم عموما والأدب قديمه وحديثه بما يقدمه من كتب تراثية محققة وغير محققة تعد بالمئات ، وبما يتيحه لكل مرتاديه من بحث في النصوص دون مقابل مادي ، فهي فوائد لا تخفى على أحد كما نعلم كلنا .
 
إلى شيخنا الحبيب أبي بشار :
لست وحدك مقصوص الجناحين ، هذه واحدة ، والأخرى هي أنك وكأنك لا يهمك باقي الأحبة ، غابوا أو حضروا ، فهل هذا يعقل! تحرمنا من طلتك البهية ، ومن علمك الغزير الفائدة ؛ محتجا بانقطاع العزيزين ضياء وزهير عن الكتابة في المجالس ! يا حبيب قلبي ، أستاذنا زهير نفسه يناشدك العودة ، فما قولك دام فضلك! انظر تعليق أستاذنا زهير في ملف " فلنطالب برجوع من فقدناهم " في مجلس علم الاجتماع . ليتك يا أخانا أبا بشار لم تودعنا ، وليتك اكتفيت بالقول الذي قاله أخونا الحبيب محمد هشام ، الذي سبق وقال ؛ موجها قوله لحبيبنا زهير : " أتمنى أن تعدل عن قرارك هذا , الذي قد يدفعني إلى الانسحاب أيضاً . . ." . وقد أحسن أخونا محمد هشام في قوله " قد " ، فهي في موقعها هذا ، وحضرتك  أدرى بها مني ، للتشكيك ، وليست للتحقيق . إن برهة الانفعال والاندهاش التي عشناها جميعنا نتيجة القرار الذي اتخذته الأستاذة الفاضلة ضياء خانم ، والذي اتخذه أيضا أستاذنا زهير، يجب أن لا تكون سببا في انفصام عرى أسرتنا الحبيبة ، أسرة أفرادها من أحسن ما تكون الأسر ؛ خلقا وعلما وأدبا وطيب قلب وحسن نوايا ، وفوق ذلك كله خبرة ودراية بما يفيد على صعيد الفرد ، وبالتالي على صعيد الأمة كلها ، بمختلف شعوبها و أعراقها . فيا شيخنا أبا بشار ، إن كانت لديك أسبابك الخاصة أيضا ، والتي دعتك إلى اعتزال المشاركة في الوراق ، فإنني ، وأظن أن كل الإخوة كذلك ، آسف كثيرا على وجود تلك الأسباب ، ولا حيلة لأحد في دفعها إلا من يعرفها ، وذلك الدفع يكون بإذن من الله تعالى وتقدير منه جل وتعالى بطبيعة الحال . وعلى ذكر الحيلة : سبق وان تحدثت في إحدى مشاركاتي في الوراق عن شيخ نابلسي كفيف البصر كان رحمه الله صديقا لي ، وكانت لي معه مطارحات حافلة بالنوادر الجميلة المسلية المفيدة ، منها أنني قلت له مرة كلاما في أمر لم يعجبه ، فما كان منه إلا أن صاح باللهجة النابلسية قائلا : " لا حِيلهْ بْأَهـْ..." وسكت وقسمات محياه يبدو منها الخجل والاستحياء ، فقلت له : أكمل من فضلك يا سيدي الشيخ ، ولا تخش حرجا ، فضحك طويلا ثم قال : " لا حيله بْأهل السيله ، قتلوا اسكافيهُن ألله يْجازيهُن " ، فإذا بي أفيد منه معلومة تاريخية تخص بلدي " السيلة " ، ولو أن فيها سفك دم إسكافي لا يعلم الشيخ الكفيف نفسه لم كان ذاك السفك ؛ وإنما هو يستخدم هذا القول المتوارث ليقوله في الحال التي تناسبه . فيا شيخي العزيز أبا بشار ، هل ترضى بأن أقول لك : لا حيله بْأهِلْ حلبْ ، يخيبون طلبك ولو أعياك الطلب ؟! أو أتمثل قول من قال :
لا تجعلنّيَ والأمثال تضرب بي كالمستجير من الرمضاء iiبالنار
فإن نحن أصبحنا في الوراق مضرب الأمثال لمن يأسف أسفا حارا على فراق محبيه ، فلا تجعلنا ممن يرون في ذلك الأسف بردا وسلاما ؛ قياسا على نار تكرار الفراق من سراة الوراق ، ولنتق الله في قلوب محبينا من قبل أن تبلغ النفس التراق . ولننظر إلى حال أخينا الحبيب الأديب الطيب القلب أحمد عزو ، الذي لما علم بخبر اعتزال ضياء وزهير المجالس قام وقعد ، وأرغى وأزبد ، ثم لما عاد إلى الهدوء والحكمة ؛ متناسيا ، ولو قليلا ، أثر الصدمة ، فإذا به يتفضل قائلا : " لا نريد أن نعطي المسألة حجماً أكبر مما هي عليه، أي لا نريد أن نبكي ونندب كثيراً على من (لم نفقدهم)!!.. الجميع موجود وهي مجرد استراحة و(ترتيب للأوراق).." ، وقد (للتحقيق) صدق ؛ فجزاه الله خيرا .
 ما ذكره أستاذنا زين الدين :
مما ذكره أخونا الحبيب زين الدين في تعليقه المفيد أمران هامان : انتقال الموقع من حال إلى أخرى يتطلب عناية ومرافقة زهيرية ، بطريقة أو بأخرى ، وأن الموقع بحاجة إلى نفس جديد..
إنني أرحب بالاهتمام بهذين الأمرين الجادين ، وأرى فيهما خيرا كثيرا للوراق وأسرته ومرتاديه .
والأستاذة الأديبة العزيزة رانيا قد قالت قولا لا يقوله إلا من بلغ الغاية من حسن الخلق ومعرفة قيمة العلم ، فباركها الله وأكثر من أمثالها .
ولا انسى حبيبنا الجميل الأستاذ سعيد الذي كان أول من أثار الزوبعة ؛ ولكنه بدا متماسكا أكثر مني على الأقل ، فشكرا له .
وأخيرا وليس آخرا ، يتفضل أمير عروضنا ، حبيبنا عمر خلوف ، ليضفي على مشاركاتنا ظله الظليل ، ونسيمه الندي العليل ، الذي كنت أتنسمه من خلف كل التعقيبات الجميلة ؛ مدركا تماما أن أخينا عمر لم يكن غائبا أبدا ولن يغيب . وما أجمل قوله ، وكل أقواله جميلة كجماله هو ، وغزيرة كغزارة علمه ، ووفية كوفاء قلبه : " لا أتخيل المجالس إلا عامرة (بالزهر والضياء والبشر والعز والسلامة والحياة..) وبكل ما هو جميل.." ، وقوله : أعلل النفس بما يريح القلب والخاطر.." .
دمنا إخوانا متكاتفين متحابين .

7 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
وراهم ولو طال الزمن    كن أول من يقيّم

الحمد لله على ان كانت الزوبعة في فنجان ولم تكن في وعاء اكبر منه ، والشكر الجزيل لكل الأحبة الذين أفاضوا علينا من مشاعر الود ما افاضوا ، هذا ، وقد غمرتنا السعادة ولله الحمد  بعودة شيخنا الفاضل أبي بشار الذي لا غنى لنا عن عودته  ، واساتذتنا الكبار ، بنلفقيه والنويهي ، ونرجو من الله العلي الأعلى أن تتم سعادتنا بعودة باقي الأساتذة السراة الأكارم ، الذين ربما غابوا نتيجة أحوال خارجة عن إرادتهم ، وكلنا امل بجهود أستاذنا احمد عزو بأن يظل ( وراهم ولو طال الزمن ) . وتحية إلى أستاذنا سعيد الذي قدم لنا في تعقيبه الأخير ( خلطة أدبية ) بارعة الجمال ، وليست لدي القدرة على صنع ما يقرب من جمالها ولو من بعيد . . 

8 - يونيو - 2009
الزوبعة والفنجان، والعصفورة والشجرة، ودار الوراق العامرة.
" لا " بين النهي والنفي    كن أول من يقيّم

 
تحياتي الصادقة إلى أستاذتنا خولة ، وإلى أساتذتنا المعقبين، الذين سبقونا إلى تدوين الأفكار الحسنة ، والمتعلقة بهذا الموضوع التربوي الهام .
من تجربتي في الحياة تعلمت ما يلي :
إن تنه ولدك عن قول شيء أو فعله ، فإنه غالبا ما يقوله أو يفعله سرا . وإن لم تلب له مطالبه وترفض البحث في دوافعه التي دفعته لتلك المطالب ، فإنه يلجأ إلى تحقيقها بطرق غير سليمة  ، ويلجأ إلى تعمية أفعاله بالكذب ، وهذا أمر معروف ومشهور ، وجربناه صغارا ، وعانينا منه كبارا ، أمهات وآباءً . من هنا ، كان لما تفضلت به الأستاذة الكبيرة خولة مناصرة في شأن "لا" فائدة عظيمة تحدونا إلى العمل بها من أجل أن ينشأ الأطفال نشأة طبيعية .
والأطفال في أعمارهم الصغيرة ( قبل التحاقهم بالمدارس) لا يؤمنون في العادة بالاستجابة إلى النهي أو النفي إلا بما يحسون ضرره المادي وذلك بالقيام بتجربته بأنفسهم ، فهم والحالة هذه يصعب عليهم فهم الأفكار المجردة ، فهم في عمر تتحكم بهم فيه غرائزهم وشهواتهم أكثر بكثير مما تتحكم بهم فيه عقولهم ؛ لذا تبدو هذه الفئة العمرية من الأطفال بحاجة إلى المراقبة الدقيقة ، والعناية المكثفة ؛ حرصا على سلامة أجسامهم قبل أي شيء آخر . ولكن هؤلاء الأطفال في هذه المرحلة أيضا ، والتي ذكرتها ، يولعون بالمحاكاة والتقليد دون أن يتبينوا العلة في ما يحاكونه ، فيجب علينا لذلك ، نحن الآباء ، أن نراقب تصرفاتنا وأقوالنا خشية أن نغرس في أطفالنا تقليد ما هو مذموم . وهنا تخطر لي الحكاية المشهورة عن الأب الذي قال لطفله : إذا سألك أحد عني فقل له إنني غير موجود في المنزل ، ثم أخلد الأب إلى النوم . ولما طرق باب المنزل طارق يسأل عن الأب ، فما كان من الطفل إلا أن قال لذلك الطارق : أبي ، من قبل أن ينام ، طلب مني أن أقول لك إنه غير موجود . هذه الحكاية أو ما يشابهها من الحكايات تؤكد لنا أن الأطفال لا ينشؤون على الكذب ؛ وإنما نحن الذين ننشئهم عليه . فالكذب إذن أرضية صالحة لأن يخفي الأطفال فيها ما يقترفونه من أفعال يخشون أن يعلم بها الآباء . ومما يزيد الطين بلة كما يقال أن تعارض أفعالنا أقوالنا .. ننهى أطفالنا عن الكذب ، ونعظهم بالدين وما يقتضيه اتباعه من حسن الأخلاق والصفات  ونحن نرتكب كل يوم  ما لا يرضاه الدين ؛ فنوقع أطفالنا في حيرة عميقة بين صدق الدين وبين صدقنا نحن فيه ، ونوقعهم في حيرة أيضا بين أدائنا العبادات وبين مخالفتنا إلى ما لا ترضاه تلك العبادات من أفعال . فإن كنا صادقين واعتاد أطفالنا مع تقدمهم العمري منا الصدق ، فسوف يقتنعون إن قلنا لهم "لا " ، ناهية أو نافية ، أننا صادقون ، ولسنا من النوع الذي يهمه إظهار سلطته الأبوية ولو كان على باطل .
ويقودني الحديث عن تنشئة الأطفال إلى أن الله سبحانه لا يرضى لنا التسلط الأبوي كصفة يمكن أن نكون اكتسبناها عن أبائنا ومجتمعنا ، واعتدنا الاتصاف بها معتبرين إياها أنها من كمال احترام الأبناء آباءهم وأمهاتهم.. وما احترام الابن أمه إلا من احترام أبيه إياها . لقد فهمت من الآية القرءانية الكريمة من سورة التغابن : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " أن العفو والصفح عن أزواجنا وأولادنا  على الرغم مما يمكن أن يصدر من بعضهم من أذى يصيبنا ، فإن ذلك ينتهي إلى محو العداوة ، وسوف تغدو الحياة الأسرية حياة مستقرة هادئة ؛ يتآلف أفرادها ويتكاتفون لفعل كل خير . أما أن تصيح الأم ، أو يصيح الأب بكلام من مثل : " لا أنت ابني ولا أعرفك " ، " الله يغضب عليك يا خاسر " ، أو ما يشبه هذه المعاني، فلا فائدة ترجى من ورائها . أقول الذي قلته لتوي ؛ إيمانا مني بأن المناسبة التي رويت في نزول الآية الكريمة المذكورة لا تقف مانعة إيانا من أن نفيد من الآية ما يتناسب مع أحوال مشابهة ؛ ذلك لأن مناسبات النزول يمكن القياس عليها ، وأن معاداة الأزواج (الزوجات) بعولهن ، و الأبناء آباءهم ، يمكن أن تتأتى من أكثر من حال أو ماهية للعداوة . وإذا كان العفو عن ذنوب الأفراد عموما غالبا ما يروح بنا إلى السعادة والصفاء ، فما بالنا بعفونا عن أفراد أسرنا ومغفرتنا لهم ذنوبهم!
ولعلني قد خرجت عن الموضوع قليلا ، فلذلك أعود إلى القول : إن تربيتنا أطفالنا على الصدق في القول والعمل ، وقيامنا نحن بما يتصف بالصدق من الأفعال هو ما يجعل أبناءنا ذوي شخصيات سليمة التكوين ، يفهمون معنى قول " لا " الناهية أو " لا " الرافضة ، ويتصرفون في أفعالهم وفقا للفهم السليم من العيوب ، وبهذا يكون المجتمع كله يسير في سبيل الصلاح والإصلاح . وشكرا للأستاذة خولة مرة أخرى .

10 - يونيو - 2009
(لا) أداة للتأديب والتعليم وليس للعقاب
 35  36  37  38  39