من آثار الزوبعة     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
إلى أحبتي وأساتذتي سراة الوراق الكرام ، نساء ورجالا ، حفظكم الله ورعاكم ، لقد انفعلت من جمال تعقيباتكم ، فكان لهذا الانفعال أثر كبير علي البوح به ، فأقول : ماذا أبقيتم لي لأقوله! كل تعقيباتكم رائعة مثلما هي أشعار أخي الحبيب الأديب المتفنن أبي هشام في ضياء وفي زهير، وهي تعقيبات تسند بعضها بعضا ، فإن نقص شيء من تعقيب وجدته في تعقيب آخر ، وإن خطر لي قول شيء ، ألفيت واحدا منكم أو أكثر قد سبقني إليه ؛ لذا ، فليس لدي ما أضيفه إلا التأكيد على معنى ما ذكرته الأستاذة العزيزة الفاضلة ، سفيرة السلام ، ملخصه أن حبيبنا زهير ما دامت لديه أسبابه الخاصة للغياب عن المجالس ، وأختنا العزيزة الفاضلة ضياء خانم لا بد ولها أسبابها أيضا ، فهل يمكننا التدخل في الخصوصيات ، التي أصحابها أدرى بها وأعلم؟! وعلى هذا ، فإن زالت الأسباب ، أو رأى أصحابها أن قرارهم اعتزال الكتابة في المجالس حان لهم أن يرجعوا عنه بعد مدة تطول أو تقصر ، فإنهم ساعتها سوف يعلنون ذلك دون شك . دعوة إلى الخير : ونحن إذ ندعو لهما بكل خير ، ونستمد العزم على الاستمرار من أنفاسهم الطيبة ، لنرجو من كل حبيب من سراة الوراق غاب عن الوراق لظروف ليست قاهرة ، ولأسباب ليست خاصة ، أن يعود إلى أحبته ، فنحن في أشد الشوق إلى لقياه كأخ عزيز وغال ، جمعتنا به الألفة والمحبة أكثر مما جمعتنا البحوث والمقالات المنوعة ، على ما فيها من فوائد هامة ، وعلى ما بيننا في معانيها من خلاف في بعض الأحايين معلن أو غير معلن . إنني ، كما تعلمون حضراتكم ، واحد من رواد موقع الوراق ، وأفيد مما أطالعه فيه فائدة جليلة ؛ ولكني أود أن أقول لحضراتكم أنني لما أدخل إلى موقع الوراق ، لا تخطر ببالي الاستفادة أول الأمر ، بل إنني أسهو عنها ليكون جل اهتمامي مطالعة أسمائكم الكريمة ، والتمتع بحسن أخلاقكم وطيب معدنكم جميعكم ، بل إن من السراة القدماء الذين شاركوا في الوراق ثم انقطعوا عنه قبل أن أعرفه بمدة مديدة قد لمست فضلهم ولو قليلا منه ، من خلال مواضيعهم وتعقيباتهم ؛ فصارت لأسمائهم لدي مكانة أثيرة . وكذلك أطالع بعض أسماء مرتادي الوراق الأفاضل ، الذين شاركوا بتعليق مرة واحدة أو مرتين ، لأجد في نفسي لهم مودة وألفة دون أن نتعارف ، ذلك لأن مجرد دخول أي إنسان إلى الوراق والمشاركة فيه ولو مرة واحدة ، يدل دلالة واضحة على اهتمامه بالموقع وحبه للمشاركين فيه ، واهتمامه بما يدرجون من مواضيع ، وبما يبدون من تعقيبات . إنني اعني بكلامي السراة والمرتادين ، أما فوائد الوراق كموقع جليل يخدم العلم عموما والأدب قديمه وحديثه بما يقدمه من كتب تراثية محققة وغير محققة تعد بالمئات ، وبما يتيحه لكل مرتاديه من بحث في النصوص دون مقابل مادي ، فهي فوائد لا تخفى على أحد كما نعلم كلنا . إلى شيخنا الحبيب أبي بشار : لست وحدك مقصوص الجناحين ، هذه واحدة ، والأخرى هي أنك وكأنك لا يهمك باقي الأحبة ، غابوا أو حضروا ، فهل هذا يعقل! تحرمنا من طلتك البهية ، ومن علمك الغزير الفائدة ؛ محتجا بانقطاع العزيزين ضياء وزهير عن الكتابة في المجالس ! يا حبيب قلبي ، أستاذنا زهير نفسه يناشدك العودة ، فما قولك دام فضلك! انظر تعليق أستاذنا زهير في ملف " فلنطالب برجوع من فقدناهم " في مجلس علم الاجتماع . ليتك يا أخانا أبا بشار لم تودعنا ، وليتك اكتفيت بالقول الذي قاله أخونا الحبيب محمد هشام ، الذي سبق وقال ؛ موجها قوله لحبيبنا زهير : " أتمنى أن تعدل عن قرارك هذا , الذي قد يدفعني إلى الانسحاب أيضاً . . ." . وقد أحسن أخونا محمد هشام في قوله " قد " ، فهي في موقعها هذا ، وحضرتك أدرى بها مني ، للتشكيك ، وليست للتحقيق . إن برهة الانفعال والاندهاش التي عشناها جميعنا نتيجة القرار الذي اتخذته الأستاذة الفاضلة ضياء خانم ، والذي اتخذه أيضا أستاذنا زهير، يجب أن لا تكون سببا في انفصام عرى أسرتنا الحبيبة ، أسرة أفرادها من أحسن ما تكون الأسر ؛ خلقا وعلما وأدبا وطيب قلب وحسن نوايا ، وفوق ذلك كله خبرة ودراية بما يفيد على صعيد الفرد ، وبالتالي على صعيد الأمة كلها ، بمختلف شعوبها و أعراقها . فيا شيخنا أبا بشار ، إن كانت لديك أسبابك الخاصة أيضا ، والتي دعتك إلى اعتزال المشاركة في الوراق ، فإنني ، وأظن أن كل الإخوة كذلك ، آسف كثيرا على وجود تلك الأسباب ، ولا حيلة لأحد في دفعها إلا من يعرفها ، وذلك الدفع يكون بإذن من الله تعالى وتقدير منه جل وتعالى بطبيعة الحال . وعلى ذكر الحيلة : سبق وان تحدثت في إحدى مشاركاتي في الوراق عن شيخ نابلسي كفيف البصر كان رحمه الله صديقا لي ، وكانت لي معه مطارحات حافلة بالنوادر الجميلة المسلية المفيدة ، منها أنني قلت له مرة كلاما في أمر لم يعجبه ، فما كان منه إلا أن صاح باللهجة النابلسية قائلا : " لا حِيلهْ بْأَهـْ..." وسكت وقسمات محياه يبدو منها الخجل والاستحياء ، فقلت له : أكمل من فضلك يا سيدي الشيخ ، ولا تخش حرجا ، فضحك طويلا ثم قال : " لا حيله بْأهل السيله ، قتلوا اسكافيهُن ألله يْجازيهُن " ، فإذا بي أفيد منه معلومة تاريخية تخص بلدي " السيلة " ، ولو أن فيها سفك دم إسكافي لا يعلم الشيخ الكفيف نفسه لم كان ذاك السفك ؛ وإنما هو يستخدم هذا القول المتوارث ليقوله في الحال التي تناسبه . فيا شيخي العزيز أبا بشار ، هل ترضى بأن أقول لك : لا حيله بْأهِلْ حلبْ ، يخيبون طلبك ولو أعياك الطلب ؟! أو أتمثل قول من قال : | لا تجعلنّيَ والأمثال تضرب بي | | كالمستجير من الرمضاء iiبالنار | فإن نحن أصبحنا في الوراق مضرب الأمثال لمن يأسف أسفا حارا على فراق محبيه ، فلا تجعلنا ممن يرون في ذلك الأسف بردا وسلاما ؛ قياسا على نار تكرار الفراق من سراة الوراق ، ولنتق الله في قلوب محبينا من قبل أن تبلغ النفس التراق . ولننظر إلى حال أخينا الحبيب الأديب الطيب القلب أحمد عزو ، الذي لما علم بخبر اعتزال ضياء وزهير المجالس قام وقعد ، وأرغى وأزبد ، ثم لما عاد إلى الهدوء والحكمة ؛ متناسيا ، ولو قليلا ، أثر الصدمة ، فإذا به يتفضل قائلا : " لا نريد أن نعطي المسألة حجماً أكبر مما هي عليه، أي لا نريد أن نبكي ونندب كثيراً على من (لم نفقدهم)!!.. الجميع موجود وهي مجرد استراحة و(ترتيب للأوراق).." ، وقد (للتحقيق) صدق ؛ فجزاه الله خيرا . ما ذكره أستاذنا زين الدين : مما ذكره أخونا الحبيب زين الدين في تعليقه المفيد أمران هامان : انتقال الموقع من حال إلى أخرى يتطلب عناية ومرافقة زهيرية ، بطريقة أو بأخرى ، وأن الموقع بحاجة إلى نفس جديد.. إنني أرحب بالاهتمام بهذين الأمرين الجادين ، وأرى فيهما خيرا كثيرا للوراق وأسرته ومرتاديه . والأستاذة الأديبة العزيزة رانيا قد قالت قولا لا يقوله إلا من بلغ الغاية من حسن الخلق ومعرفة قيمة العلم ، فباركها الله وأكثر من أمثالها . ولا انسى حبيبنا الجميل الأستاذ سعيد الذي كان أول من أثار الزوبعة ؛ ولكنه بدا متماسكا أكثر مني على الأقل ، فشكرا له . وأخيرا وليس آخرا ، يتفضل أمير عروضنا ، حبيبنا عمر خلوف ، ليضفي على مشاركاتنا ظله الظليل ، ونسيمه الندي العليل ، الذي كنت أتنسمه من خلف كل التعقيبات الجميلة ؛ مدركا تماما أن أخينا عمر لم يكن غائبا أبدا ولن يغيب . وما أجمل قوله ، وكل أقواله جميلة كجماله هو ، وغزيرة كغزارة علمه ، ووفية كوفاء قلبه : " لا أتخيل المجالس إلا عامرة (بالزهر والضياء والبشر والعز والسلامة والحياة..) وبكل ما هو جميل.." ، وقوله : أعلل النفس بما يريح القلب والخاطر.." . دمنا إخوانا متكاتفين متحابين . |