أكرم بزهير المنقذ من الإحراج كن أول من يقيّم
عجيبٌ أمر ذلك الرجل : زهير العالِم الفضفاض ، يعين قبل الاستغاثة ، ويكون حاضرا قبل حلول الشدائد ، ويسطع علمه عند إلحاح السؤال ، فقد أجاب ، وأعان ، ودافع ، وأقام حقا ، ووضع باطلا كنت سأدعيه لنفسي كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد ، فأنقذني من غرور نفسي ، وألزمني مقالة الصدق في لحظة من غياب الرويّة انتابتني بلا واقع ولا دافع ، فانتبهت لنفسي قبل الغرق في مديح لا طائل لي من ورائه : فلك مني شكر أنت له أهل ، ودعاء إلى الله أن يرعاك كما رعيتني ويعينك إذ أعنتني ؛ وتالله لقد جئتَ بشواهد تنفعني لدى القوم في هذه العاجلة وليتك توافيني بشواهدَ أنا أحوج إليها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ! ! ! أما مولاي لحسن فإنه لحسن نيته رآني في مكنون نفسه على صورة هي الواقع بكل حق : رآني من أبناء الأزهر - وقد صدقت رؤيته - ورآني مصريا ولأتمم له هذه الرؤية فإني صعيدي حتى النخاع ، وظنني أديبا فهذه له أو عليه ولا أزكي نفسي بل الله يزكي من يشاء ، ثم إني مسلم . فلله الحمد والمنة . |