البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمود العسكري أبو أحمد

 35  36  37 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
انتقاد على المشاركة الأخيرة    كن أول من يقيّم

مع الشكر للأخ يوسف على مشاركته في المجالس ، ولكن الشريعة والأخلاق الفاضلة يدعوان إلى اللياقة الأدبية في تعبير الإنسان عن آرائه وأفكاره ، والتي تحرِّم التعرض للآخرين بلفظ جارح بذيء لمجرد خلاف في رأي أو فكرة ، والله الهادي .

26 - أبريل - 2012
الشعر الحر يتحدى الشعر التقليدي!!!!
العود أحمد    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

أ. صادق السعدي ، أ. أحمد عزو ، تحية طيبة .
أشاطركما الرجاء في أن تعود مجالس الوراق إلى ميعة صباها وعنفوان شبابها ، والعود أحمد إن شاء الله .
ولا بد من تقدير العذر لمن يغيب أو ينقطع عن مجالس الوراق بإضافة الموضوعات الجديدة أو بإثارة الأطا ريح والمناقشات ، فإن الأحوال قد تتبدل والأعمال قد تزدحم والوقت قد يضيق ونشاط الإنسان العاطفي والفكري قد يحتاج إلى جمام قبل استئناف النهوض والحركة والدأب .
لكن ما يحتاج إلى تفسير معقول : هو الغياب والانقطاع المفاجئ والدائم لفترة طويلة دون إخطار أو إنذار أو إبداء مبرر ، قطيعة مفاجئة وطويلة بلا إلقاء تحية أو إبراق تعزية أو تهنئة بِعِيدٍ ، هي تعليقات وجيزة خاطفة لن تكلف الإخوة الأعزاء كثيرا من الوقت ، لكنها ستبقي على قدر كبير من الود الذي بيننا ، يصعب على أي إنسان في شعوره المرهف أن ينقطع ما كان بينه وبين إنسان أثير لديه من حبل موصول وإخاء صادق وشوق حار ؛= كأنه ما كان إلا نزوة عابرة لتزجية وقت فراغ ! ، وأعرف أن حقيقة الأمر ليست كذلك إن شاء الله .
وأذكر نفسي وأحبابي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .

30 - أبريل - 2012
هل من ناصر ینصرنی؟
تحفة قادم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أستاذنا الحبيب / ياسين ، أسعد الله بكره وآصاله .
اشتقنا إليك وسألنا عن أخبار حضرتكم منذ مدة سؤالا لم ينقع غلته جواب ، ندعو الله أن تكون الأسرة الكريمة بموفور الصحة والعافية والسرور والسعادة .
جميلة هي القصيدة التي كتبت بقلم لم يبرح شرخ الشباب في إبداعه الأدبي ، ركبت قارب المتقارب وأبحرت في لجة المشاعر الرقيقة إلى آفاق المعاني الدقيقة ، فخلصت من تحت يد الصائغ العبقري هذه التحفة الذهبية والطرفة الأدبية .
فلتطل شمسك البهية الباسمة على هذه المجالس دائما تمنحها الضوء والحرارة ، ومحبة صافية ، وإخاء مكين .

3 - مايو - 2012
رؤيا
معتقد أهل السنة    كن أول من يقيّم

1)         أشكر للأستاذين الكريمين / زهير ظاظا ، وعبد الرؤوف النويهي على ما تفضَّلا به من التحية والسلام والتعليق على هذا الموضوع ، والحقيقة : أني وإن قَصَّرْتُ في حَقِّ أستاذنا النويهي بالزيارة أو الاتصال ؛= فإنه كان ولا يزال : حبيبًا إلى الروح قريبًا من القلب ، كَرَّمَهُ الله ، ومَتَّعَهُ بالصحة والعافية ، وأدام فيما بيننا المودَّة والمعروف .
2)         لم أكن أحبُّ أن أقطع تسلسل مقالات أ . صادق السعدي وتتابع أفكارها ؛ ولكن لمناسبة الموضوع وأهميته : أحببت إيرادَ هذا النَّقْلِ من متن العقيدة الواسطية لابن تيمية - غفر الله لنا وله ! - وقد حَفِظْتُهَا بحمد الله مُنذُ سَنَوَاتٍ في المرحلة الإعدادية .
----------------------------------------------
ومن أصول أهل السنة والجماعة :
سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كما وصفهم الله به في قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (الحشر:10) .
وطاعةً للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه )) .
ويقبلون ما جاء به الكتاب أو السنة أو الإجماع من فضائلهم ومراتبهم .
فيفضلون من أنفق من قبل الفتح - وهو صلح الحديبية - وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل .
ويقدمون المهاجرين على الأنصار .
ويؤمنون بـ : أن الله تعالى قال لأهل بدر - وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر- : (( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) .
وبأنه : (( لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة )) ؛ كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانوا أكثر من ألف وأربع مائة .
ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كالعشرة .
وكثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم .
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره ؛ من أن خير هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر ، ثم عمر ، ويثلثون بعثمان ، ويربعون بعلي رضي الله عنهم ؛ كما دلت عليه الآثار .
وكما أجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة ، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر؛ أيهما أفضل ؟
فقدَّم قَوْمٌ عثمان ، وسكتوا ، أوربَّعوا بعلي .
وقدم قوم علياً .
وقوم توقفوا .
لكن استقر أمر أهل السنة على : تقديم عثمان ، ثم علي .
وإن كانت هذه المسألة – مسألة عثمان وعلي – ليست من الأصول التي يُضَلَّلُ المخالف فيها عند جمهور أهل السنة .
لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها : مسألة الخلافة .
وذلك بأنهم يؤمنون : بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم .
ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة ؛ فهو أضل من حمار أهله .
ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم .
ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث قال يوم غدير خُمّ : ((أُذَكِّرُكُم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي )) .
وقال أيضاً للعباس عمه ؛ وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ؛ فقال : ((والذي نفسي بيده ؛ لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)).
وقال : (( إن الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشًا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم )) .
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين .
ويقرون : بأنهن أزواجه في الآخرة .
خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده ، وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنـزلة العلِيَّة .
والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )) .
ويتبرؤون من :
طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم .
وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل .
ويمسكون عما شجر بين الصحابة .
ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم :
منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زِيدَ فيه ونُقِصَ ، وغُيِّرَ عن وجهه .
والصحيح منه هم فيه معذرون :
إما مجتهدون مصيبون .
وإما مجتهدون مخطئون .
وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره .
بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة .
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر .
حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم .
وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنهم خير القرون )) .
وأن (( الْمُدَّ من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم )) .
ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب ؛ فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بفضل سابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كُفِّرَ به عنه .
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ؛ فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين : إن أصابوا ؛ فلهم أجران ، وإن أخطأوا ؛ فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .
ثم القدر الذي ينكر من  فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم ، من الإيمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح.
ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما مَنَّ الله عليهم به من الفضائل ؛ علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء .
لا كان ولا يكون مثلهم .
وأنهم هم صفوة الصفوة من قرون هذه الأمة ، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله .

17 - مايو - 2012
جذور الصراع الطائفي في العراق
في سورة الفاتحة (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

يقول الله تعالى : (( الحمد لله رب العالمين )) تعريف كلمة الحمد بأل الجنسية تفخيمٌ وتعظيمٌ لإفادته العموم ، والحمد هو : الثناء باللسان على الجميل الاختياري ، فهو أخص من الشكر باعتبار المصدر ، وأعم منه باعتبار المورد ، والجميل يشمل الكمالات الذاتية - باتصافه تعالى بكل صفةٍ جميلةٍ جليلةٍ لائقةٍ بألوهيته ، ويشمل الإحسانَ الْمُتَعَدِّيَ - إذ هو عَزَّ وَجَلَّ صاحب النعم التي لا تحصى على خلقه وعبيده لا مشارك له فيها ؛ كما يقتضي ذلك كمال ربوبيته ، واسميةُ الجملة مفيدةٌ لدوام الحكم في قَضِيَّتِهَا ، ولام الاستحقاق مُلْمِعَةٌ إلى ذلك بتعلُّقِها بالفعل المقدَّر (استقرَّ) أو اسم الفاعل منه ، ولَمَّا كان الحمد شاملاً لأوصافه -تعالى!- الناشئةِ عن الألوهية = أشار إلى ذلك بالاسم الأعظم (الله) ، ولأوصافه -تعالى!-  الناشئة عن الربوبية = أشار إلى ذلك بالاسم الجليل (رب العالمين) ، ولما كانت الألوهية تناسبها معاني العظمة والاستعلاء والفوقية والقهر ، وكانت اللغة في أسرار معاني مفرداتها مُومِئَةً إلى ذلك ؛= ناسب أيضًا أن تُلْحَق بوصفٍ مُبِينٍ عَنْهَا ؛ فكان هو الاسم الجليل (مالك يوم الدين) ، ولما كانت الربوبية تناسبها معاني الإحسان والرأفة والعطف والمحبة ، وكانت اللغة في أسرار معاني مفرداتها مُلْمِحَةً إلى ذلك ؛= ناسب أيضًا أن تُدْرَكَ بنَعْتٍ مُسْفِرٍ عنها ؛ فكان هو الاسمان الجليلان ( الرحمن الرحيم ) ، وخولف الترتيب عن آية الحمد - فصار من قبيل اللف والنشر المشوش ؛= لحكمة لطيفة ؛: هي أن مجالي ألوهيته تعالى ومجالي ربوبيته تعالى = تتطابق ولا تتباين ، فعفوه -عَزَّ وَجَلَّ!- هو رمز قدرته ، ونكاله –سبحانه!- هو أمارة رحمته ، وفي هذا القرآن العظيم ، وفي هذه الشريعة الرفيعة ؛= تطرد الأحكام على نظامٍ مُتَّسِقٍ من قوة العدل ورحمة العزة ، ولم تجئ آية الحمد مَصُوغَةً على أسلوب القصر ؛= تأكيدًا له بالرغبة عنه ، وتدليلاً عليه بالالتفات إلى ما سواه ، فكأن البلاغة الجميلة في الآية الجليلة تقول باللسان الذلق الفصيح : " إن قَصْرَ الألوهية والربوبية على الله ، وما يستلحقانه من الملك والرحمة ؛= معلومٌ مُتَقَرِّرٌ ، نزل من ذهن المخاطب منـزل اليقين والقطع ، فلا يُشَاغَبُ عليه بإنكارِ مُعَانِدٍ مُتَعَنِّتٍ ، وإنما صِيغَتِ الآيةُ على اسْمِيَّةِ الْجُمْلَةِ إِضَافَةً لمعاني الإعظام والإكبار والدوام والاستمرار . وأما آية العبودية : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ؛ فقد جاءت على أسلوب الاختصاص والقصر بالتقديم والتأخير بخلاف الآي الكريمة السابقة ؛= لأنها حكايةٌ لحال العبد والشِّرْكُ مُتَصَوَّرٌ منه ، فكان بناؤها على هذا الأسلوب تبرئةً للتوحيد وتنـزيهًا ، وإيعازًا بقَضِيَّةٍ هامَّةٍ وتنبِيهًا : أن كثيرًا من الأخطاء الفاحشة في التوحيد لا تجيء في باب الألوهية أو الأسماء والصفات ، فإن الإقرار والإيمان بهذين البابين من التوحيد حاصِلٌ في الجملة -  وإن تعكَّرَ صَفْوُ بَعْضِ عقائد الناس فيهما ، وإنما تحصل طوامُّ العوامِّ في باب العبادة ، ولم يزل في كل زمان ومكان - لِمَا سَلَفَ مِنْ قَسَمِ الله - صُوَرٌ من الشرك الأصغر والأكبر يتواقع فيها الناس جَهْلاً أو سَهْوًا أو قَصْدًا وعَمْدًا ، وفي الشطر الثاني من الآية : (( ... وإياك نستعين )) نكتة عجيبة ! ؛ إذ خصت الاستعانة من ألوان العبادة ، إذ هي من الأبواب الكبار لشرك العبادة - والله المستعان ! ، لا سيما فيما يقع فيه جهلة هذه الأمة ، وهذا معنًى يُنْعَمُ فيه النظر طويلاً ، فإن المشركين في الأمم السابقة : كانوا إذا حاقت بهم الشدائد = أخلصوا الاستعانة والتضرع والتوجه ، وصفا توحيدهم من كل شائبة ، والجهلة من هذه الأمة : يكون أحدهم غافلاً مستورَ الاعتقاد ساذجَ الإيمان ، فإذا مسه البلاء بإصبعٍ فما فوقه ؛= تهتك ستره ، واتسع خرقه على الراقع ، وانسلخ من الإيمان عُرْيانًا ، فوا عجبا لابن آدم ...  

20 - مايو - 2012
تدبر القرآن الكريم
سبيل المؤمنين    كن أول من يقيّم

مما أحمد الله عليه ؛ هي تعليقات أستاذنا العزيز / ياسين – حفظه الله – كلما قرأتها ، لأنها تدخل على قلبي شيئا غير قليل من السرور والفرح ، فبارك الله فيه ، والحقيقة : أنك مغبوط يا أستاذنا الفاضل على دماثة أخلاقك وأناقة أسلوبك وجم تواضعك ؛ أعزك الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى عترته وآله
-       تدبر القرآن وتأمله ، والتفكر في أسرار بلاغته ودلائل إعجازه ، وتسريح النظر في آفاق تعاليمه وآدابه ، واستنباط أحكامه وتشريعاته ؛= لا بد أن يكون كل ذلك موافقًا مطابقًا للكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح ، فهذه هي أدلة الأحكام المتفق عليها المحتج بها عند فقهاء المسلمين قاطبة من لدن عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة .
-       وإذا كان تدبر القرآن الكريم عبادة من العبادات ، وإذا كان ربنا جل وعلا هو من أمرنا بهذه العبادة ودعانا إليها ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم هو من بيَّنَ لنا فضيلة الفقه في الدين وفهم القرآن ومعرفة تأويله وتفسيره ؛= فكيف تكون النتيجة أن تجيء أفكارنا وانظارنا وأفهامنا مخالفةً لما تبين وتقرر في آيٍ وأحاديث أخر ؟
-       وإذا كان الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان هم من نقلوا لنا هذا الدين وحفظوا لنا هذه الشريعة طبقة بعد طبقة تسخيرا من الله لهم لتحمل هذه الرسالة العظيمة وأدائها ولولا عناية الله تعالى ثم ما وجههم إليه من القيام على أمر هذا الدين بيانا وبلاغا ؛= لما كُتِبَ القرآن ولا دونت السنة ولا انتشر الإسلام في أقطار الأرض ؛= فكيف تكون النتيجة أن تجيء أفكارنا وأنظارنا وأفهامنا مخالفةً شاذةً مُطَّرَحةً لما فهموه ووعوه وعملوا به ؟ .
-       إن من خطير الأمر : أن يتجرأ الإنسان على الفتيا في دين الله ، وعلى الكلام في معاني القرآن والسنة ، بغير برهان ولا سندٍ ، ولا حجة ولا شبهة حتى ، بل مجرد دعاوى ومغالطات تنمُّ عن جهل مطبق وعن سوء أدبٍ مع الله عز وجل .
-       أيختار الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ولتحمل هذه الأمانة الثقيلة العظيمة من لا يفهم ولا يفقه مراد الله في قرآنه ؟ ، ألم يجعل الله سنة النبي صلى الله عليه وسلم تبيانا لمجمل القرآن ؟ وقال عز وجل : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) : آل عمران ، وقال عز وجل : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما  )) : النساء ، وقال عز وجل : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) : الأحزاب ، وقال عز وجل : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) : الحشر ، وغير ذلك من الآيات البينات في هذه القضية : أن السنة ظهيرة للقرآن ، وأنها الوحي الثاني ، وأن الإعراض عن السنة وجحد حجيتها تكذيب للقرآن ومحادة لله ورسوله .
-       وهذه البدعة المنكرة والجناية المتعمدة بإبطال السنة والاقتصار على القرآن ( اقتصارًا يلائم أهواء القلوب المريضة طبعًا ) حيلة شيطانية قديمة ، مكشوفة العورة منذ أمد بعيد ، ولقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بوقوعها في هذه الأمة ، نبوءةً من معجزاته صلى الله عليه وسلم .
-       بربِّ هؤلاء : من أين علمنا عدد ركعات الصلاة وأوقاتها ، والأموال التي تجب فيها الزكاة ومقدارها ؟ وتفاصيل أحكام الحج والعمرة ، وأنواع البيوع والمعاملات المختلفة وشروطها وما يجوز منها وما يحرم ؟ وأحكام المواريث والوصايا وتفريعاتها ؟ ... إلخ ، من أين علمنا كل هذا ؟ ، ألم نعلمه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ! .
-       إن مخالفة الإجماع والشذوذ عنه كبيرة من كبائر الذنوب ، ومخالفة الإجماع المستند إلى القرآن أو السنة في قضية واضحة كفر بواح ؛ لأنه تكذيب للقرآن والسنة القطعية ، وقد قال الله تعالى : ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) : النساء .
-       اللهم غفرًا ! : أيأتي رويبصة ثرثار متفيهق ( لا أقصد شخصًا بعينه فأنا لا أعرف هذا الشخص المذكور لكن سمعت عنه وعن غيره ) إلى صرح عظيم من الفقه الإسلامي إلى خمسة عشر قرنا من التراث الفقهي الضخم الزاخر بالعلماء ومؤلفاتهم ومدوناتهم وما أودعوه فيها من القضايا المحررة المحكمة التي قتلت نظرا وبحثا ؛= فتسول له نفسه الأمارة بالسوء أن يطمسها بجرة قلم ! ، إنه ليغرق في قطرة مداده قبل أن يخدش في قصر الشريعة المشيد بظفر مكسور ! .
-       ليس عند هؤلاء ممن يخالفون الأثر والنظر من شيء مقنع ، ربما تكون شبهة مزوقة في بادئ الأمر تنجلي بأدنى تأمل ، فالدراهم الزائفة لا يمكن رواجها بأسواق الصيارفة .
-       نسأل الله تعالى لهؤلاء الهداية والعودة إلى حظيرة الحق ، وأخذ العلم من منابعه الصافية قبل أن يظهروا إلى الناس بعاهاتٍ فكرية هم من يمرضون بها ؛ فإنها لا تصيب الأمة بشيء إلا بمزيد من المناعة والأمصال الواقية ، (( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .
-       من عجيب أمر الإعلام في بلادنا وفي كثير من بلاد الإسلام : أنهم لا يحتفلون إلا بكل دعي لصيق، ولا شك أن هذا راجع إلى سوء طوية القائمين عليه ، وأن مقاصدهم ومآربهم إلم تكن خبيثة فإنها مريبة ، أين هؤلاء – إن كانوا يريدون نشر العلم والفقه الصحيح – من الأساتذة الأجلاء والأستاذات الفضليات في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الإسلامية العريقة ، من الفقهاء والفقيهات الذين أفنوا أعمارهم تدريسا وتأليفا وبحثا علميا رصينا في شتى فروع التراث الشرعي ، وكثير منهم بفضل الله يتصف بالوسطية والاعتدال وروح التجديد السديد والمفيد لا المخرب أو المبيد ؟! ، أين هم من هؤلاء ؟ لماذا لا يفسحون لهم منبرا من قنواتهم وإعلامهم كي يساهموا في إرشاد المجتمع وتوجيهه وإصلاحه وتهذيبه ؟ ، نسال الله تعالى ان يهيأ لنا من أمرنا رشدا ، وأن يولي علينا خيارنا وان يكفينا شر شرارنا .
-       ( أما عن القضية الثانية ) فمعذرةً لأنني أستقيل من الكلام فيها عن خصوص هذه الحادثة المذكورة ، ومثل هذه القضايا المنظورة في المحاكم والتي تأخذ مساراتها في إجراءاتها الرسمية والقانونية = لا ينبغي أن تعرض بهذه الصورة الفجة في وسائل الإعلام العامة والمفتوحة ، ولم يكن ينبغي لهذا الشخص هداه الله وأصلح حاله أن ينشر شيئا من ذلك ، فما الذي يملكه عامة الناس في مثل هذه القضية كي يقدموه أو يؤخروه ؟ ، اللهم طهر  قلوبنا من النفاق واحفظ فروجنا عن الفواحش ، واكتب لجميع المسلمين رجالاً ونساءً العفة والتقوى والطهارة .
-       من الناحية الفقهية العامة : الزنا يثبت بالإقرار أو الشهادة بشروطها ، ولمن أقر على نفسه بالزنا الرجوعُ عن إقراره ، وحد الزنا – وليس من جِهَةٍ يحق لها تطبيق الحدود إلا الحاكم ونائبه المتمثل في القضاء الشرعي وجهاته التنفيذية – رجم المحصن أي السابق له الزواج ، وجلد غير المحصن مئة جلدة وتغريب عام ( الحبس ) ، ولا حاجة للملاعنة مع الإقرار ، إنما قد يلجأ إلى اللعان عند الإصرار والإنكار ( إصرار أحد الزوجين وإنكار الآخر ) ، ويجب نفي الولد إذا ثبت أنه من الزنا .
-       وهجر الزوج لزوجته في الفراش هجرانا دائمًا أو طويلاً أكثر مما تصبر عليه الزوجة إذا لم يكن لمسوِّغٍ شرعي كبيرة من كبائر الذنوب ، كما أن امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها بلا مسوغ شرعي كبيرة من كبائر الذنوب أيضا ، فليتق الله من يفعل ذلك ، وليتبصر في سوء العاقبة قبل أن تأخذه العزة بالإثم ، والله أعلى وأعلم .           

23 - مايو - 2012
تدبر القرآن الكريم
توضيح مهم    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

تحية طيبة للأساتذة المحترمين .
في التعليق الموجز الذي كتبته أخيرًا لم أكن غاضبًا ولم أكن مُتَّهِمًا لأحدٍ أو طاعِنًا في معتقده ؛ فأنا لا اطلاع لي على النوايا ، وأنا أصغر قدرًا من الافتيات بالجرح والتعديل على منزلة أحدٍ من الناس ، ويغفر الله لابن الوردي إذ يقول : [ والله عند قول كل قائل – وذو الحجا من نفسه في شاغل ] .
إيضاح الأمر على ما أفهمه وأعرفه : ثمَّ قواعد منهجية مراعاتها تفيد الكاتب في إيصال فكرته إلى القارئ بوضوح ودقة ، حتى لا يحصل التباس أو غموض في فهم هذه الفكرة .
من هذه القواعد : التفرقة بين المقال أيًّا كان موضوعه والذي يضمنه الكاتب آراءه ومشاعره الشخصية ، وبين البحث أيا كان موضوعه والذي لا تتبدى فيه النزعة الفردية مهيمنةً على أفكاره ونتائجه ؛ بل قد تعرض كبياناتٍ ومعلوماتٍ ذات صلةٍ بالموضوع وحسب .
ومن هنا : فإن كاتب المقال لا بد أن يكون حريصًا محتاطًا مجتهدًا في إيضاح أفكاره وتدقيقها ، مراعِيًا في ذلك جمهور القراء الذين يخاطبهم بمقاله ؛ فإن العلاقة بين الكاتب والقارئ هي علاقة احترام وود متبادل - على ما يفترض أو ينبغي ، لا سيما إذا كانت هذه الأفكار تمسُّ عرض الإنسان أو دينه بصورة خاصة ، فهذه خطوط حمراء ! ، والاقتراب منها يستلزم الكثير من التوجس والحذر .
أما في البحث العلمي ومنها الأبحاث التاريخية ؛: فلا مانع – في العرف العلمي – من ذكر الأقوال المتعارضة والآراء المتضاربة على سواءٍ بنزاهةٍ تامةٍ ، على شريطة أن يكون ذلك خادمًا للهدف الذي من أجله أنشئ هذا البحث ، ولأن تخريج هذه الأقوال والآراء وعزوها وإحالتها يبرئ ساحة الباحث من أي شبهة ، ولأن إيراد هذه القصص والأخبار بأسانيدها وسماعاتها يلقي بالتبعة على  قائليها ورواتها .
بناءً على ما سبق : فأنا عندما اعترضت على الفقرة الواردة في تعليق الأستاذ صادق ؛= كان هذا الاعتراض - إذا صح التعبير - على حيثية إجرائية فقط .
ومما أحب أن أذكره : أني قد قيَّمْتُ بعض تعليقات الأستاذ صادق بتقييم (ممتاز) قبل أن أشارك في الموضوع بالتعليق والنقد رأسًا ، لأني رأيتها جديرة بالتقدير من نواحٍ عدةٍ ، وكذلك أفعل في موضوعات وتعليقات مختلفة ، ولا يمنعني هذا من إبداء ما أراه مناسبا من تعقيب أو تذنيب ، فإن مشاركة القراء لكاتبهم وتجاوبهم مع أفكاره دليل اهتمام ، وإلا فإن التجاهل والتغافل أخف مؤونة لو لم يكن الأمر كذلك .
أرجو أن يكون هذا التوضيح لموقفي فيما أنتقده وأعلق عليه كافيًا في إزالة الحرج ، والله الموفق .

28 - مايو - 2012
جذور الصراع الطائفي في العراق
تسمية غير دقيقة    كن أول من يقيّم

شكرًا للأستاذ / زهير على مساهمته ، وأحب التعليق على تسمية هؤلاء القوم بأهل القرآن أو القرآنيين ، ففي هذه التسمية شيء من الالتباس ، لأن كلمة أهل القرآن جاءت في الحديث النبوي في سياق المدح كحديث : ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) ومن الجليِّ البيِّن : أن المقصود بها في الحديث أهل العمل بالقرآن واتباعه ومن جملة ذلك الأخذ بالسنة واتباعها ، فأهل الاتباع والتوقير للسنة هم الأحق بهذا الاسم ، أما هؤلاء القوم فإنهم لا يستحقون هذا الاسم ولا يتشرفون به .

28 - مايو - 2012
تدبر القرآن الكريم
مشروع ممتاز .    كن أول من يقيّم

أستاذنا الكريم / زهير ؛ حفظه الله وبارك فيه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كل عام وأنتم بخيرٍ بمناسبة طليعة العام الهجريِّ الجديد ، زادكم الله فيه من العطايا والهدايا ، وقدَّر فيه لإخوتنا الأشقاء في سورية فرجًا قريبًا ونَصْرًا عزيزًا .
يسعدني أن أكتب لحضرتكم هذه الرسالة آملاً من الله أن يُكَلِّلَ مساعيَكم المشكورةَ وجهودَكم المخلصةَ بالتوفيق والنجاح ، وأن يدوم لمجالس الورَّاقِ إيراقُها وإِثْمَارُها .
( مشروع الوراق لإحياء ذخائر التراث العربي ) هذا مشروعٌ ممتازٌ ، وَنُحِبُّ المشاركةَ فيه بتوفيقٍ الله تعالى متى أُتِيحَتْ ، ونُحِبُّ الاطلاع على قائمة المخطوطات المتوفِّرة ، ونأمل أن تكون متنوِّعةً في موضوعاتها حتى تتسع دائرة المشاركة والمساهمة وتَعُمَّ الفائدة .
والشكر والتقدير موصولٌ لكُلِّ الناهضين بهذا المشروع والمشرفين عليه .

19 - نوفمبر - 2012
مشروع الوراق لإحياء ذخائر التراث العربي
 35  36  37