إن النطر إلي ماجري ويجري في لبنان بعقل بارد لايعني التزام الحياد بين الأطراف المتصارعة?,? خاصة إذا صدرت الرؤية عن هوية مصرية عربية مسلمة تحلم بالسلام وبزوال الاحتلال?,? فلا جدال في أن مقاومة الاحتلال حق مشروع?,? ولاشك كذلك في أن تلك المقاومة المشروعة تشمل جميع أشكال المقاومة?,? وليس من شك في أن إسرائيل كانت ومازالت تحتل أجزاء من سوريا وفلسطين ولبنان?,? ومن ثم فمن حق أبناء هذه الدول مقاومة الاحتلال?.? تلك كلها حقائق موضوعية لاينكرها أحد حتي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية?.? ويبقي بعد ذلك أن يختار المقاومون توقيتات وأساليب مقاومتهم?,? وهم قد يخطئون في اختياراتهم?,? ويتحملون مسئولية قراراتهم مهما كانت باهظة?,? ولكن ذلك كله لايمكن أن يسقط عن المقاومة مشروعيتها?,? ولا أن يحول المعتدي عليه إلي معتد?,? ولا أن يحول الخطأ إلي خطيئة?,? ولا أن يكون بحال مبررا للاستسلام?,? ومن ثم فقد يكون السيد حسن نصر الله أخطأ التوقيت أو التقدير?,? أو استدرج وفقا لخطة مسبقة?,? فليس من بشر منزه عن الخطأ?,? ولاجدال في أن القائد مسئول عن أخطائه?,? غير أن كل ذلك ـ لوصح ـ ينبغي ألا ينفي حق الشعوب في مقاومة الاحتلال?.?
ليس من شك في أن لإسرائيل ـ بل لأية دولة ـ خططها المعدة سلفا لتحقيق أهدافها?,? وليس من شك كذلك في أن استكشاف تلك الخطط يكون ضمن أولويات الأطراف جميعا?,? لذلك فليس من المتصور لمن هو في مثل حنكة وتمرس السيد حسن نصر الله أن يكون قد بني حساباته علي استبعاد أن تنتهز إسرائيل تلك الفرصة لتنفيذ خطتها لتدمير قوي حزب الله بعد أن تمكنت من إحباط جهود السلام?,? خاصة وقد بدأت ذلك بالفعل بعد أسر المقاومة الإسلامية الفلسطينية جنديا إسرائيليا?,? إذ وجهت عدوانها إلي الفلسطينيين دون تفرقة بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية?.? كان الهدف مزدوجا?:? خنق قوي السلام?,? وإضعاف قوي السلاح في نفس الوقت لتسود حالة من اليأس والتشاؤم مما يوجد المناخ المناسب لتصاعد العنف والتطرف الطائفي وربما اشتعال الحروب الأهلية الطائفية?,? ومن ثم تيسير إعادة تقسيم المنطقة?.?
لقد اختار السيد حسن نصر الله يوم?12? يوليو?2006? توقيتا بدا له مناسبا لفتح ملف استعادة الأسري بأسر جنديين بهدف التفاوض عبر طرف ثالث لمبادلتها مع أسري في السجون الإسرائيلية?,? واختيار التوقيت يقوم علي قراءة ردود الفعل المتوقعة من جانب العدو?,? وكذلك من جانب الأطراف اللبنانية والإقليمية والدولية?.?
ليس من المتصور أن يكون السيد حسن نصر الله قد بني حساباته علي توقعات تختلف عما جري من ردود فعل لبنانية?,? وهو من شهد له الجميع بنفاذ البصيرة في قراءة خريطة علاقات القوي السياسية اللبنانية?,? ومن ثم فمن المستعبد أن تكون ردود الفعل لتلك القوي قد فاجأته بأي حال?.?
وليس من المتصور لمن هو في مثل حنكة وتمرس السيد حسن نصر الله أن يكون قد بني حساباته علي توقعات تختلف عما جري من ردود فعل إقليمية عربية?,? فلم يكن مفاجئا بحال أن تعلن مصر والأردن تمسكهما باتفاقية السلام?,? وألا يتجاوز سقف رد الفعل العربي المعلن ـ بما في ذلك الموقف السوري ـ حدود الشجب والإدانة?.?
أما علي المستوي الدولي?,? فإن أحدا لم يكن يتوقع من الولايات المتحدة غير ماصدر عنها من مواقف لاتعبر فحسب عن تلك المساندة التقليدية لإسرائيل?,? بل تتجاوز ذلك إلي سعي معلن لإعادة تخطيط الشرق الأوسط وفقا لخريطة أمريكية جديدة للعالم?.?
ليس من المتصور أيضا أن يغيب عن من هو في مثل خبرة السيد حسن نصر الله ماتؤكده حقائق العلم الاجتماعي وعلم النفس السياسي تحديدا من أن البشر يتوحدون?,? ويتكاتفون في مواجهة الخطر?,? وأن حقائق تاريخ الصراع مع إسرائيل تؤكد فعالية بل وتفعيل تلك الحقيقة?,? فيتوحد الإسرائيليون ويزداد خفوت أصوات دعاة السلام ويتصاعد التطرف يمينا?,? مع دوي المدافع والصواريخ?.?
ليس من المتصور كذلك لمن هو في مثل حنكة وتمرس السيد حسن نصر الله أن يكون قد بني حساباته علي توقع أن يتصاعد رد فعل الشارع العربي بحيث يجبر الحكومات علي اتخاذ مواقف تساند حزب الله بالأفعال وليس بالكلمات?.? لقد كان سقف شعارات المظاهرات العربية الغاضبة هو المطالبة بإغلاق السفارتين الإسرائيليتين في مصر والأردن والإعلان عن تأييد المقاومة وشجب العدوان الإسرائيلي والموقف الأمريكي?.?
السؤال الذي مازال قائما ملحا هو?:? تري كيف بني السيد حسن نصر الله حساباته? هل نلتمس الإجابة لدي السيد حسن نصر الله نفسه? أم نلتمسها عند أطراف إقليمية خارج لبنان? أم تراها عند طرف بعيد خارج المنطقة بأسرها?
جريدة الأهرام القاهرية ،مصر الخميس 19/10/2006
*******************************************************************************
وجاء وقت الحساب 00هكذا قالت لى نفسى 00
قالت :مارأيك فى هذا الكلام الأسئلة التى يطرحها الدكتور /قدرىحفنى ????????
قلت :أنا مع ما تطرحه المقالة من أسئلة ولابد من إجابة 0
قالت :قد يضيق صدر الآخرين وكفانا هموما 00
قلت :الحق أولى بأن يتبع ،ومن الحرية أن نجيب أو لا نجيب0
قالت :أود أن أرى الردود والتعليقات 0
قلت :والله 00هى الحرية 000