البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 34  35  36  37  38 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
شكر    كن أول من يقيّم

أشكر الأستاذ فراس على الرابط ، وبارك الله فيه وفي أستاذنا زهير ، وفي جميع سراة الوراق ومرتاديه .

23 - أبريل - 2009
ديوان زهير
قصة إنسانية مؤثرة    كن أول من يقيّم

أشكر أخانا  الفاضل ، دكتور محمد كالو ، على القصة الإنسانية  المؤثرة التي قدمها لنا ، واقعية كانت أو غير واقعية ، والتي أثارت فيّ الرغبة في العمل على إسعاد الغير ما استطعت . وأشكر كذلك أختنا العزيزة سفيرة السلام على مشاركتها ؛ منتهزا هذه المناسبة لأهنئها على مدونتها الجليلة الفوائد ، والتي طالعتها مرات عدة ؛ ولكني لم أجد فيها مكانا خاصا بتدوين انطباعات الذين يزورون المدونة كي أشارك في التعبير عن إعجابي بمواضيع المدونة ذات المظهر المتقن والمخبر المفيد .
والشيء بالشيء يذكر ، فقد ذكرتني الآية الكريمة " وقولوا للناس حسنا " ، التي ذكرها دكتور محمد ، ذكرتني بمن قرأت عنهم ممن كانوا مغالين مولعين بنسخ العديد من الآيات القرءانية ، ومنها الآية المذكورة ، على الرغم من ورودها في الإخبار عن حدث حدث وانتهى .. ولو أطعناهم فيما ذهبوا إليه ، لما تكلمنا بكلمة طيبة .
إن أكثر ما يثير النفوس الحنونة الصادقة هي التضحية من أجل إسعاد الآخرين دون مقابل دنيوي . والتضحية ربما تبلغ حد تقديم النفس فداء لتحقيق فكرة نبيلة ، وهذا من مظاهر الإيمان الصادق دون ريب. فالمجاهد في سبيل الله جل وتعالى يشري نفسه رخيصة ابتغاء مرضاة خالقه .
 من الأساطير التي تروى كمثال على التضحية في صورة من صورها السامية ، الأسطورة المعروفة عالميا عن البلبل أو العندليب والوردة البيضاء ، التي استحالت إلى وردة حمراء بعد أن غرز العندليب أشواكها في قلبه لتصطبغ باللون الأحمر القاني . لقد دفع ذلك الطائر الجميل حياته ثمنا لإسعاد الوردة البيضاء ، التي رغبت في أن تكون حمراء اللون ، أو لإسعاد من طلبت وردة حمراء ، كما تذكر الروايات المختلفة للأسطورة .
إن الذي ينوي إسعاد الآخرين ، ثم يتيسر له تطبيق ما في نيته على أرض الواقع ، فسوف يكون سعيداً هانيء البال مستريح الضمير ، وهذه سعادة لن يطولها من لا يولي هموم الناس أدنى اهتمام . ورب كلمة جميلة لا تكلف صاحبها شيئا ، يخاطب بها محزونا ، فتجعله إلى الصبر أقرب ، وإلى الفرح أدنى منه إلى الحزن ، وتجعله يتحمل أعباء الحياة المختلفة مهما رافقها من صعوبات . والكلمة الجميلة تحتفظ بها القلوب في سويدائها ، وتنفعل بمعناها أيما انفعال ، مما يكون له الأثر الحميد على تصرفات أصحابها مع المحيط الذين يحيون فيه .
وإذا كان إسعاد الناس بالكلام الطيب له هذا الأثر الفعال ، كما فهمنا من القصة التي ذكرها أخونا دكتور محمد ، فكيف بمن يسعد الناس بالأفعال وليس بالأقوال وحدها؟!
وتحضرني الآن قصة الملك النعمان بن المنذر في يوم بؤسه لما وفد عليه رجل طائي . فلما أحس الطائي أن الملك قاتله ، رجاه أن يمهله حتى يفد على أهله وصبيته فيتدبر شؤونهم . ورفض الملك طلب الطائي إلا أن يأتيه بمن يكفل رجوعه لينفذ القتل فيه.. وما كان من رجل من حاشية الملك النعمان يقال إنه شريك بن عمرو ، إلا أن كفل الطائي .. وإن لم يعد الطائي يقتل شريك مكانه.. وعاد الطائي ولم يخلف وعده ، فعفا النعمان عنه وأنهى يوم البؤس الذي كان يقتل كل من يصادفه فيه .
إن هذه القصة ، سواء صحت أو لم تصح ،  فيها عبرة وأية عبره.. كربة شديدة فرًجها عن الطائي رجل شهم حنون ، ونجدة ووفاء يندر أن يقاربهما من الناس إلا القليل .
دمتم طيبين .
 
 

23 - أبريل - 2009
ما أروع أن نسعد الآخرين !
أشكرك    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

أشكرك ، أستاذ عامر عجاج حميد ، على الموقع المفيد الذي أطلعتنا عليه ، وبارك الله فيك .

23 - أبريل - 2009
اطلاق المكتبة الرقمية بدعم من اليونسكو
إذا حزبك أمر عروضي..    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

 
إذا حزبك أمر من أمور العروض ، فلا تحزن ولا تأخذك الحيرة طويلا، فأستاذنا الأمير والشاعر عمر خلوف يكفي ويشفي ؛ فبارك الله فيه وأحسن إليه ، وفي شيخنا أبي بشار وأستاذنا أحمد عزو الذي أمتعنا بالأشعار الجميلة ، والذي إن أحصيت ، بالحاء المهملة ، فضائله ، لأعياني إحصاؤها ، بالحاء المهملة أيضا ، وفي أستاذنا أبي هشام ، وفي جميع الأساتذة الأكارم .
أما شيخنا أبو بشار الذي اسمه يحيى ، فقد تبين لي أنه ، إضافة إلى تحصيله العلمي الغزير ، لا تخفى عليه خافية من أساليب دعم أوزان الشعر بإيقاعات الغناء الجميلة . فالشعر والغناء أخوان شقيقان ، وأهل حلب الشهباء أساتذة الغناء المتقن الجميل الرصين . و (سكابا يا دموع العين ) وافرية الوزن تقريبا كما ألمح أبو بشار العزيز ؛ ولكن القياس على وزنها الغنائي يمكن أن لا يكون دقيقا دقة كافية للحكم على اتزان بيت شعري من الوافر منظوم باللغة الفصحى ، وهذا ما فهمته من وصف أمير عروضنا للزحاف المذكور بأنه قبيح . وربما كان القبح أولى بالاستبعاد من الخلل أو الخطأ في الوزن أحيانا. وبهذه المناسبة أتقدم إلى أخي أمير العروض وإلى أخواني الأساتذة الباقين ، ومنهم الأستاذ الحسني صاحب القصيدة ، بسؤال يتعلق بالزحاف المذكور وجوازه عروضيا رغم قبحه في بعض المواطن؟ وكيف تقرر الجواز لدى العروضيين وعلى ماذا اعتمدوا في قرارهم؟ وكيف يجتمع الجواز مع القبح ؟! وهل ذلك بمعنى " أبغض الحلال عند الله الطلاق" مثلا؟ .
سرقة الأشعار مرة أخرى :
إن الشاعر حين تسرق قصائده وتنحل غيره ، فإن ذلك فيه مفخرة له . فكون شعره يُسرق ، فإن هذا يدل على جودته . وعليه ، فإن شاعرنا الحسني شاعر مجيد ، ولو لم يكن مجيدا ، لما سرق من شعره أحد . أما الشاعر العراقي علي الهنداوي ، فلا أعرف رده على اتهامه بالسرقة حتى يمكنني أن أتبين هذا الموضوع بشكل أفضل . فالحكم على أحد ما بالسرقة دون بينة قاطعة ليس أمرا هينا ، خاصة إذا كان المتهم قد نشرت باسمه عشرات القصائد  في منتدى " عذب الفرات " الذي دلنا عليه الشاعر الحسني دون ان أجد في ذلك المنتدى اتهاما له بنحل نفسه قصائد غيره من الناس ، ولو ان هذا لا يقوم دليلا أكيدا على تبرئته . ولنفرض ، جدلا ، ان الهنداوي قام باتهام الحسني بالسرقة الشعرية ، فعلينا ان نعرف تاريخ نشر القصيدة المدعى سرقتها عند كل من الشاعرين ، لنتمكن من الاقتراب من إصدار حكم صائب ، هذا بعد التأكد من أن لا تزوير وقع على ذلك التاريخ .

24 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
في التأني السلامة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

تحية طيبة لأخي الأستاذ الشاعر الحسني ،
أنا شخصيا مقتنع بما قلته قبل تعقيبك الأخير ؛ لأنك لو لم تكن صادقا لا سمح الله ، لما نشرت ما نشرت حول السيد الهنداوي في عدة مواقع ؛ ولكن رغبتي في ان يتقدم  الهنداوي بتوضيح قبل الحكم عليه نهائيا بالسرقة مرجعه إلى رؤيتي وجوب التأني في الحكم بين طرفين من وجهة نظر شرعية ، أحدهما حاضر والآخر غائب ، وأن في التأني السلامة كما يقال ؛ إضافة إلى رغبتي في معرفة كيف يكون دفاع المتهمين باللصوصية الشعرية عن أنفسهم ، وكيف تكون معاذيرهم . ولقد طالعت في الرابط الذي ذكرته عما يخص قيام الهنداوي بالسرقة من الشاعرة وفاء عبد الرزاق وغيرها ، وتبين لي ان المذكور قام مرة برد التهم بطريقة مليئة بالسباب والشتائم على حد قول من كتبوا في موقع الرابط المذكور . والشتائم لم تكن يوما ، ولن تكون ، دفاعا صالحا لنفي تهمة ما . ومن العجيب ان الهنداوي هذا اتهم بالسطو ايضا على الشاعر يحيى السماوي ، وهو شاعر شهير وقصائدة منتشرة  كما يعلم الجميع ، ولم يجد في فعلته حرجا على ما يبدو .
بقي أمر غريب ومقلق في آن معا ، وهو ان المنتدى المسمى "عذب الفرات " ، وهو المنتدى الذي يؤوي الهنداوي وعشرات القصائد الممهورة بتوقيعه ، لم يحرك ساكنا حتى الآن في التصرف نحو المتهم المذكور بالنفي او الاثبات ،  مما يجعلني اتساءل عن السبب في ذلك ، على الرغم من ان التهم بالسرقة ، والموجهة إلى الهنداوي من العديد من الشعراء ، ومن بينهم حضرتك ، موثقة وكثيرة العدد .
بقي أمر أرغب في أن أبينه : وددت لو أنك  يا اخي أجبت عن سؤالي عما يخص الزحاف غير المناسب  والوارد في قصيدتك ، ففي الإجابة إثراء لمعلوماتي ، ومجال لاتساع النقاش فيما يفيد وينفع . اقول هذا بعيد مطالعتي واحدة من قصائدك ، وهي بعنوان " أفاق القلب " ، وقد وجدت فيها ما أحسبه خللا وزنيا ، وأخشى ان يكون زحافا جائزا عروضيا ، فتكون تسميته بالخلل غير صائبة ، وهذا ما أفدته من مشاركة أستاذي أمير العروض عمر خلوف ، الذي بين جواز الزحاف عروضيا رغم قبحه لدى العروضيين في الموقع المذكور ، والذي بدا في بحر الوافر ، وزن قصيدتك المحترمة " أجل من الردى شعب العراق " . وأنتهي إلى القول : " رب ضارة نافعة " ، فلو لم تحدث سرقة أشعارك لما نشرت ما نشرت ، ولما كنا في غالب الظن تعرفنا قلمك الكريم ، وشعرك المؤثر ، ولا تعرفنا شعراء آخرين عرفناهم من خلال الروابط التي ذكرتها .
مع المودة والاحترام .

26 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
تأليف القلوب هو المبتغى والمطلوب    كن أول من يقيّم

   مقال مهم ومفيد في موضوعه ، ويتسم بجودة الفهم لوظائف الشعر الحقيقية ، ومن أهمها تأليف القلوب لا تنفيرها كما فهمت من المقال ؛ فبارك الله كاتبه أستاذ فراس حج محمد . فالشعر والسياسة بينهما بون شاسع في الوظيفة والاستخدام . الشعر يخاطب العقل والعاطفة معا مع التركيز على العاطفة ، أما السياسة فلا يمكنها سوى مخاطبة العقول وحدها ؛ ولكن ما نفع العقول بلا عواطف وأحاسيس صادقة ومشاعر فياضة؟! ولو أن شاعرا مؤيدا لنبذ الإرهاب من المنظور الصهيوني والغربي الرسمي ، رغب في عرض أفكاره شعرا على أمة العرب والمسلمين ، لألفى عدد الذين يرون شعره سمجا ثقيل الظل كعدد الذين يعرفون أن البحر يحتوي على الماء ، ولوجدناهم يفضلون عليه النظم في العلوم على عادة السابقين ، فقد كان نظمهم يخلو من الشاعرية بحكم القصد من النظم ؛ ولكنه لم يخل قط من فوائد لغوية أو فقهية وما شابه ذلك من فوائد .
   ويحضرني الآن قول المعتمد بن عباد :
قـالوا الخضوع iiسياسة فليبد  منك لهم iiخضوع
وألـذ من طعم iiالخضو ع على فمي السم النقيع
إن يـسلب القوم iiالعدى ملكي وتسلمني iiالجموع
فـالـقلب بين iiضلوعه لم  تسلم القلبَ iiالضلوع
   وأخيرا أتساءل : ما ذا أفادت عقول الكفار أصحابها وعواطفهم المنحرفة تجحد الحق؟! لقد أدت  بهم عقولهم إلى هاوية الشقاء الأبدي دون ريب .
 
 

26 - أبريل - 2009
شاعر المليون والزج السياسي
ومن الجمال ما يؤلم    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

تحياتي لكم جميعا إخوتي الأكارم ،
ومن الجمال ما يؤلم ، كما ومن الحب ما يقتل ، وهذا ما تمكن أخي الأديب البارع الصادق الإحساس ، الأستاذ عزو من إيصاله إلى قلوبنا بهذه الخمس فقرات الجميلة والمؤلمة في آن معا ، وبما وصفها اخي الأستاذ الأديب الرائع محمد هشام من أنها غصات .
 إن القلوب المخلصة لن يشوبها نسيان ما حدث لأهل غزة من جرائم تقشعر من هولها الأبدان ، وتشيب لفظاعتها الولدان . وإنني شخصيا أرى في الحزن لذة الشعور بالوقوف إلى جانب المظلوم ومواساته . عوضنا الله عن أحزاننا الفرح بلقائه تعالى .
ولقد أعاد لنا أخي الأستاذ الأديب الذواقة أبو هشام منظر الطفلة الغزية مقطوعة الساقين وهي تبتسم ابتسامة التحدي الممزوج بحرقة ومرارة ضياع الآمال ، وكذلك الطفلة المقطعة الأطراف ، وهذا ما يجعلنا نستعرض شريط الفظائع التي حلت بالغزيين ، ويا لها من فظائع يندى لها جبين الإنسانية ، ويندى كذلك لخضوع الخاضعين ، وذل واستكانة المستكينين من أبناء هذه الأمة المنكوبة . فظائع مهما حاولنا تناسيها ، فلن نفلح في ذلك أبدا .

2 - مايو - 2009
خمس قصص.. قصيرة جداً
تحياتي للأعزاء جميعا    كن أول من يقيّم

   شاكرا عزيزنا د.محمد كالو؛ أقول غير مازح ولا هازل : أول ما لمحت العنوان ظننته " النحنحة " ، وكأن فكري سبق ناظري ، فقلت : لعل سبب النحنحة هنا لفت نظرنا إلى ما يمكن أن نسهو عنه من أمور هامة ؛ ولكني لما ولجت إلى الموضوع أطالعه ، أنعمت النظر ، فإذا العنوان هو " النّحنٌيِّة " ، الذي كم أتعبني حتى تمكنت من التلفظ به ؛ وفقا لما أعربه أستاذنا د/ صبري أبو حسين ، ثم لما لمحت " الأنانية " ظننت أن " النحنية " بنفس معنى الأنانية ؛ ولكنها تعبر عن المجموع من الأفراد الذين يفخرون بأنفسهم دائما على غيرهم من الناس ، كإنشادنا : نحن أبناء يعرب ... أو قول اليهود : نحن شعب الله المختار ،   ثم لما لمحت الآية الكريمة التي ذكرها صاحب المقال ( لم أعرف بعد صاحب المقال على وجه الدقة هل هو أستاذنا د.محمد أم غيره )، أدركت أن الذي اصطنع النحنية أراد بها معنى الإيثار ؛ فوقعت في حيرة من ماهية هذه الإرادة، وتساءلت : لماذا الأنا الفردية أنانية ، بينما النحنية الجمعية إيثارية إن جاز التعبير؟ فهي إيثارية بالنسبة إلى المجتمع الواحد بين أفراده وبعضهم بعضا ، وهي ، في ذات الوقت ، أنانية بالنسبة للمجتمعات أو الأعراق بينها وبعضها الآخر . وما دامت الإيثارية من الإيثار ، فما معنى أن نستبدل النحنية بالإيثارية! أليست الإيثارية أصدق تعبيرا عن الإيثار من " النحنية " ، وأجمل منها جرسا ، وأقرب إلى اللغة العربية وقواعدها صحة؟!
   لقد أغرتني " النحنية " بالبحث عنها في الشبكة ، فإذا بها تنسب إلى ساطع الحصري مخترعا لها ، وقد قصد بمعناها تنمية الرغبة في العمل المشترك على حد قول د.عبد الله عبد الدائم ( تربوي ذو فكر قومي التوجه ) ؛ لكن ساطعا الحصري كان علماني العقيدة كما اشتهر عنه ، وكان أيضا قومي النزعة ، ومع هذا ، كان في لغته رطانة ، على الرغم من أن الانتماء للقومية يتطلب من المنتمي التمسك بأهداب اللغة التراثية ، ويتطلب منه النظر إلى التجديد في اللغة نظرا دقيقا يرتكز على الاعتزاز بالقديم ، وعلى النهل من منابعه الثرة. ولم أجد حول " النحنية " شرحا أكثر من هذا الذي وجدته ؛ إضافة إلى ما أثبته د. محمد من أن المقال نشر في مجلة الكويت . ولما طالعت تعقيبات الأخوات المشاركات والإخوة المشاركين ، تبين لي أن منهم من حبذ اسم " النحنية " من جهة معناه التعاوني ، غير مبالين بنقد اشتقاقه لغويا ، وهذا ما جعلني أخشى التورط في هذا الاشتقاق ؛ فبضاعتي من اللغة بضاعة مزجاة ، وأولى بي أن أفيد ممن هم أعلم مني .
   وخطر لي تساؤل حول " الأنانية " التي اصطنعوها من " أنا " على حد قول صاحب المقال ، فقلت مسائلا نفسي : هل اشتقاق " الأنانية " كان من ضمير المتكلم المفرد " أنا " ، أم كان الاشتقاق من الاسم " الأنا " بمعنى الذات أو النفس؟ فإذا كان اشتقاق الأنانية والنحنية من الضميرين : أنا ، ونحن ، فهل يجوز لنا أن نصطنع مصادر لغوية من باقي الضمائر؟ فإذا كان ذلك جائزا ، فما علينا إن اصطنعنا من باقي الضمائر أسماء تنتهي بالياء المشددة تتلوها التاء المربوطة ، نحو : الهُوَويّة أو الهُوَيّة من قولنا : هو ، والأنتـَوية أو الأنتّيّة من قولنا : أنتَ ، والأنتِوية أو الأنتِيّة من قولنا : أنتِ ، والهموية أو الهُمِّيِة  من قولنا : هم...الخ ، إذا جاز التعبير ، ونكون قد اصطنعنا مصادر لغوية جديدة كما فعل الذي اصطنع " النحنية " ، على الرغم من انني انا شخصيا لم أدرك الحاجة  إلى ذلك الاصطناع؟
   وجلب انتباهي عنوان تعقيب أستاذتنا الجليلة العزيزة ، ضياء خانم ، وصيغته : " الشاطر والمشطور والكامن بينهما " ، والعنوان في رواية أخرى : " الشاطر والمشطور وبينهما كامخ " ، أو قريبا من هذه العبارة ، فتذكرت أني ، وقبل مدة ليست بالطويلة ، شاهدت على شاشة التلفاز رجلا مسنا من ذوي الاختصاص باللغة ، ومن أعضاء المجمع اللغوي القدماء في القاهرة ، الذين قاموا على إخراج المعجم الوسيط ، وهو ينفي هذه التهمة التي ألصقت بالمجمع ، فهي لا تعدو أن تكون مزاحا . ولقد أفدت من قول أستاذتنا ضياء : " ولا يكون بلوي عنقها ، فاللغة العربية ليست بهذه " المرونة " التي نتوقعها منها أبداً ، بل هي شخصية عملاقة لا زالت على قيد الحياة ، وهي تعاني حتماً من تشتتنا وضعفنا تجاهها فتسامحنا أحياناً ، لأنها أم ، ولأنها رحم ورحمة ." فائدة كبيرة ، فإن عملية ليَّ عنق اللغة ، ومحاولة التسلط عليها ، عملية بعيدة عن الصواب ، والواجب التماشي مع أسس اللغة وقواعدها تماشيا رفيقا بحيث يكون تجدد اللغة متناسبا مع تلك الأسس والقواعد ، وأن تكون عملية القياس اللغوي لا تخرج بالمقيس عن حدود القياس المرعية .
    وشيخنا أبو بشار ، يحيى مصري ، جزاه الله خيرا ؛ فهو كما هي عادته ، يثري معلوماتنا بالدقيق من الآراء ، وبالصحيح أو الأصح من الأقوال ، ويصحح أخطاءنا اللغوية ، وقد رأيته وقد امتعض من " النحنية " ؛ معتذرا عنها إلى سيدنا سيبويه ، زيادة على ما تفضل به علينا من شروح لغوية ذات فوائد هامة تتعلق بالمصدر الصناعي . وكذلك رأيت أستاذنا أبا هشام يفعل قريبا مما فعل شيخنا بعد أن البس تعقيباته ثوبا أدبيا جميلا ، فبارك الله فيه وفي كل المشاركين الأعزاء . أما أبيات الشعر التي ذكرها أبو هشام ، فهي  ، على حد علمي ( أنسيت من أين أتاني هذا العلم ) ، وحبا في الزيادة على الفائدة ، منسوبة إلى شاعر من شاعرين اثنين كل منهما اسمه اسماعيل صبري ، أحدهما  كان " باشا " ، والآخر كان " أفندي" * ، وقد أدرك الأصغر عمرا منهما (الأفندي ) آخر عهد الأكبر ؛ ولكن شهرة الأكبر (الباشا) كانت أعم ، فقد اعتبر من الذين قاموا بإحياء الشعر العربي كما البارودي ومن بعده شوقي وحافظ وغيرهم . أما نص البيتين كما أعرفهما ، فهو كما يلي :
طرقتُ الباب حتى كل متني = ولما كل متني كلمتني
وقالت لي أيا اسماعيلُ صبراً = فقلت لها أيا اسما ، عيل صبري
كان الله في عونه على صبره الذي عيل ، وعلى متنه الذي أوهنه الطرق على باب أسماء ، ولولا أن تداركته أسماء فكلمته ، لكان يمكن أن يهلك... . وغير بعيد أن يكون قائل البيتين اسماعيل صبري باشا ، فقد عرف عنه تغزله بمي زيادة ، التي كان صالونها الأدبي مجمعا للعديد من مشاهير الشعر والأدب في حينه ؛ ولكن احتمال أن يكون القائل هو الأفندي وارد أيضا ، فالشاعر ، كما علمت من مقال في مجلة العربي ، كان مخزونه من محفوظات القدماء كبيرا ؛ لذا ، فإن استخدامه لـ " كل متني، وكلمتني " ربما  نبع من مطالعته أشعار السابقين . فلما بحثت في الموسوعة الشعرية عن " كل متني" ، ألفيت شاعرا يدعى ابن غلبون الصوري (ت 419هـ) ، يستخدم الجناس بين الكلمتين المذكورتين ، وبين فدتني ، وأنفدتني :
جِئتُ أَشكو فاستوقفتني إلى أن كَـلَّ مَتني مِن قَبلِ أن iiكلَّمَتني
وفـدَتـنـي مِن الوَثاقِ iiولكِن أنـفَـدَتني هَمّاً إلى أن iiفَدَتني
وبهذا لا يكون اسماعيل صبري أول من استخدمهما .
والشيء بالشيء يذكر :
   طالعت قصيدة هنا في الوراق بعنوان " امرأة فوق الخيال "، وهي لشاعر اسمه عبد الرحيم محمود ، مما جعلني أظن أنها للشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود زميل الشاعر إبراهيم طوقان قبيل أن أطالعها ؛ ولكني لما تبينت الأمر ، قلت لنفسي : هاهما شاعران ؛ تماثل اسماهما ، وتباين زمنهما ، كما تماثل الاسماعيلان اسما ، وتباينا زمنا ووضعا اجتماعيا ، فسبحان الله كيف تتوارد المتماثلات المتباينات!
دمتم بخير .
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر مجلة العربي ، ص 164 ، العدد564 نوفمبر2005

2 - مايو - 2009
النحنية
الحمد لله على السلامة    كن أول من يقيّم

 أحمد الله تعالى على سلامة الأستاذ جميل لحام ، وأهنئ أستاذنا زهير وجميع أصدقاء الأستاذ جميل على لطف الله في قدره ؛ راجيا الشفاء العاجل للأستاذ جميل . وكذلك أرحب بعودة أستاذنا من رحلته الميمونة ، ويسعدني أن أخبره أن " ضياء نامه " قد وصل إلى عنوان ابن أخي في عمان ، وسوف أتسلمه بعد أسبوعين بإذن الله . عبد الرحمن ابن أخي ، الذي هاتفني قبل قليل ، أبدى إعجابه ، بل انبهاره بالديوان ، وهو يهدي أطيب التحيات لأستاذنا الغالي زهير .

4 - مايو - 2009
ديوان زهير
الغول والعنقاء والخل الوفي    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم

   الشكر الجزيل لشيخينا الجليلين الفاضلين ، الدكتورين يحيى ومروان ، أبي بشار وابي إقبال على ما أفادانا من معرفة ، وكذلك الشكر لشيخنا التقي الزاهد عمر أبي رياض على مختاراته الطيبة ، ولأستاذنا الأديب الأريب أحمد عزو على ما أمتعنا به من نقل عن الإمام السيوطي . وإن ما نلمسه دائما من صدق شيخنا أبي بشار ووفائه وتقواه هو ما يفسر لنا اختياره للموضوع الذي طرحه علينا مشكورا .
   مما يجلب الانتباه أن أهل كل عصر تجد من بينهم من يذم أهل عصره ويصفهم بفساد المودة وخسة الأخلاق ولؤم الطباع إلى غير ذلك من الصفات المذمومة ، وهذا ما نجده واضحا في مقدمة كتاب " فضل الكلاب..." ، الذي ألفه المرزبان في عهد ليس بعيدا كثيرا عن عهد الاسلام الأول،  وفي غيره من الكتب التراثية . فهل ذلك الوصف فيه مبالغة ، أم انه حقيقة؟ والظاهر أن ما دعا المرزباني لتأليف رسالته في فضل الكلاب هو ما لمسه من ندرة الوفاء بين أهل عصره . إن القول : "الغول والعنقاء والخل الوفي" ، لهو قول في محله حين يعد الأوفياء من الخلان ندرة نادرة ؛ ولذا حمدت صفة الوفاء لدى الكلاب حمدا ظاهرا لدى جميع الناس .
الكلب في سورة الكهف :
   إن اختيار الله تعالى لأهل الكهف أن يحرسهم كلب ، يبدي لنا كم الوفاء الذي يتمتع به الكلب لصاحبه ، وكم الحرص لدى الكلب على هذا الوفاء ، فقد كان حارسا أمينا لم يغفل عن حماية أهل الكهف طيلة مدة مكثهم فيه . ويبدو أن كلب أهل الكهف بقي حيا ، وصاحيا واعيا غير نائم كل تلك المدة الطويلة ، وهذا يدخل في معجزة أهل الكهف عموما .
تشبيه الخليفة بالكلب :
   ويذكرني الكلام عن الكلاب بالشعر الذي نسب إلى علي بن الجهم يُستشهد به على تغير الثقافة بتغير البيئة المحيطة ، فأقول : لو صح أن ابن الجهم قال ما قال ، لما أبقى المتوكل عليه حيا أبدا ، بعد أن شبهه الشاعر المذكور بالكلب والتيس والدلو . ولو كان المُشبه بالكلب أدنى مكانة من الخليفة بكثير، لما رضي بذلك . فالكلب ، وإن كانت له تصرفات محمودة ، فله من التصرفات ومن الصفات المذمومة نصيب ، وعليه ، فلا يستحسن مدح إنسان بما يستحق من المدح ، بتشبيهه بمن خصاله تتراوح بين الحمد والذم خاصة إذا كان المشبه به حيوانا أعجما . فهذا حماد عجرد يهجو بشارا بن برد ؛ ناعتا إياه بأنه ذليل كالكلب أو أذل ، بقصيدة طويلة ، ذكرها الجاحظ في الحيوان ، يقول فيها :
بَـل أَنـتَ كَـالكَلبِ ذُلّاً أَو أَذَلّ iiوَفي نَـزالَـةِ الـنَّـفسِ كَالخِنزيرِ iiوَاليَعَرِ
وَأَنـتَ  كَـالـقِردِ في تَشويهِ iiمَنظَرِهِ بَل صورَةُ القِردِ أَبهى مِنكَ في الصُوَرِ
 أما ما نسب لابن الجهم في مدح المتوكل العباسي ، فهما البيتان المعروفان : :
أنت  كالكلب في حفاظك iiللود د وكالتيس في قراع الخطوب
أَنـتَ  كَالدَلوِ لا عَدِمناكَ iiدَلواً مِـن كِبارِ الدِلا كَثيرَ iiالذَّنوبِ
وقانا الله شر التياسة ، وجعلنا من أهل الفطنة والكياسة ، ووقانا أيضا شر الخيانة ، ومتعنا بالوفاء والأمانة .
الإمام أبو حنيفة وعلم والنحو :
قيل ، إن صح ما قيل : إن الإمام أبا حنيفة هجر تعلم النحو لالتزام النحاة تقليد اللغة كما ورثوها ، وهذا التقليد لم يكن الإمام يحبه ، فهو لما جمع اسم الكلب على كلوب ؛ قياسا على قلب وقلوب ، زجره النحاة لمخالفته ما عليه العرب من جمع كلب على كلاب ؛ فاتجه أبو حنيفة إلى الفقه وهجر النحو .
الكلب في الفقه الإسلامي :
هل يجوز لمس الكلب وإن لم يكن مبلولا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
فإن الفقهاء اختلفوا في نجاسة الكلب على ثلاثة أقوال: ‏
الأول: نجاسة الكلب كله: ( شعره، وجسمه، ولعابه) وهو قول الشافعية والحنابلة.‏
الثاني: الطهارة مطلقاً، وهو مذهب المالكية.‏
الثالث: نجاسة اللحم والريق (اللعاب والسؤر)، وطهارة الشعر والجلد، وهو قول ‏الأحناف، وابن تيمية.‏
والذي نميل إليه، قول الأحناف، وابن تيمية، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، إلا إذا ورد نص ‏بالنجاسة، فيبقى شعر الكلب وجلده على الأصل في الطهارة، أما لحم الكلب وريقه ‏فنجس، لورود الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ‏صلى الله عليه وسلم: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعاً، وعفروه الثامنة ‏بالتراب" فدل هذا على نجاسة الباطن (اللحم، والريق).
وعليه فمس الكلب يجوز إذا لم يصبك ‏من ريقه شيء. والله اعلم .
 . مصدر الفتوى :
 

4 - مايو - 2009
خيانة الصديق
 34  35  36  37  38