البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 33  34  35  36  37 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تعقيب موجز    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

اختار السيوطي في الإتقان أن الآيات المنسوخة كلها عددها عشرون آية  من بينها الآيتان من سورتي المجادلة والمزمل كما ذكر السيد ياسر . ولكن الشيخ محمد الخضري في كتابه " أصول الفقه " قال عن العشرين آية أنها تحتمل التأويل ، وان أبا مسلم الأصفهاني لا يستحق أن يشنع عليه إلى الحد الذي وصل إليه المشنعون .
أما القول بنسخ النظم القرءاني وبقاء حكمه، فقد أجازه الجمهور ؛ محتجين بأخبار آحاد لا يمكن أن تقوم برهانا على حصوله كما قال الشيخ الخضري ومن قبله الإمام الشاطبي وغيرهما. وأما المانعون ، فمن القدماء ، المعتزلة ، ومن المحدثين ، الشيخ محمد أبي زهرة والدكتور عمارة وغيرهم . وقصة الشيخ أبي زهرة مع رجم الزاني المحصن قصة معروفة منذ أوائل السبعينيات . وفي " نوادر النصوص " في الوراق ، والتي يعدها الأستاذ زهير ظاظا ، ورد ذكر مضمون ما حصل في إحدى المؤتمرات الإسلامية مما يتعلق بالحكم على الزاني المحصن بالرجم حتى الموت ، وقد عقد المؤتمر في ليبيا ، وكان أبو زهرة حاضرا فيه ، قبيل وفاته ببضعة أشهر .
والسبب في وقوع النسخ بين منكر ومصدق ، هو الخلاف في معنى النسخ ، كما هي حال معظم المواضيع المختلف فيها .

31 - مارس - 2009
على بركة الله نبدأ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
مفاجاة طريفة معتبرة    كن أول من يقيّم

أسعد الله أوقات أستاذنا زهير
مفاجأة طريفة فيها عبرة لكل ذي لب ، وفيها ما يضحك ويبكي بالفعل ، ومناسبة لأيامنا الاجتماعية والسياسية هذه التي نحياها ، قدمها لنا أستاذنا مشكورا ، وقد تبين لي منها أن التاريخ يعيد نفسه في ابن العلوي ، هذا ، إن لم يكن التاريخ في غالب أحواله كما هو دائما .
وهذا الشاعر لم يكن ليخطر لي ما نظمه على بال في هذا العصر الحاضر . فهو أشبه بشعراء الهزل والمجون والخلاعة القدماء ، بل إنه ربما فاقهم في الجرأة على وصف ما كان يدور بينه وبين زوجه إن صدق فيه ولم يكن من نسج خياله . وليس عجيبا جدا انه كان عالما دينيا جليلا ثم يطلع على الناس بديوانه " أحبها " . فأبو نواس ( وغير أبي نواس) من قبل كان عالما جليلا* أيضا لدرجة أن ذكر اسمه بين رواة الحديث **. ولكن أمر الشاعر العلوي  ومن هم مثله يدعو إلى التساؤل عن السبب الذي حدا بهم إلى أن كانوا على تلك الحال  من انتهاك القيم الخلقية والأعراف السائدة . ولعل فساد الأخلاق السياسية والوطنية ، وتظاهر الفاسدين من ذوي المناصب الرفيعة بخلاف ما يبطنون هو ما يدعو  شاعرا وطنيا كالعلوي هذا إلى أن يهزأ بالتقاليد المليئة بالنفاق بأشكاله المتعددة  . فقصائد الشاعر التي وصف فيها العديد من الزعماء السياسيين العرب في زمنه تدل بوضوح على تبرمه ، بل وانفطار مرارته ، وعلى هزئه بالزيف والخداع الوطني ، وربما الخداع اللابس لبوس الدين أيضا . ثم تستحيل حال الشاعر إلى أن يجرؤ جهارا نهارا على ذكر ما ذكر في القصيدتين  ؛ قاصدا ، على ما أظن ، أمرين اثنين :
الأول : الدعوة إلى المصارحة  ونبذ الكذب والنفاق مع احتقار المدّعين بالفضيلة زورا وبهتانا ، وأنهم لا يجوز الخجل منهم واحترامهم  ، والثاني : إظهار ميله إلى التهتك والابتذال محتجا بالأمر الأول .  فتصريحه السافر هذا مدعاة إلى إشاعة الفحش في الأدب والتشجيع عليه ، مع أنه في غنى عن ذلك كله .. ثم يفترض الشاعر أن غيره من الأزواج يفعلون مثل ما يفعل ، ويقولون مثلما يقول ، وأن الفرق بينهم وبينه هو أنهم يخفون وهو يعلن . فليت الشاعر  اقتصر في شعره  النقدي على وصف المحافل والاجتماعات التي وصفها ، ووصف الأدواء المستعصية على العلاج  غير الجاد والذي يدعيه أطباء السياسة والوطنية الزائفة .
ويبدو شعر الشاعر العلوي سهل الألفاظ قريب التناول ، ويحفل بالصدق في معانيه . ومن أجمل ما وصف به الزعماء العرب الذين ذكرهم وصفه هزاع المجالي بأنه " وقلّ أن تراه غير صاحي! " . وقد ذكرني هذا الوصف بحكاية سمعتها مرة ، وغير بعيدة عما قاله العلوي :
في دعوة ملكية للخاصة على مائدة إفطار رمضاني ، وقبل أن يحين موعد أذان المغرب ، أخذ واحد من المدعوين يتناول طعامه بنهم شديد ؛ فرمقه المدعوون الحاضرون رمقة الدهشة والاستغراب والاستهجان ، فما كان منه إلا أن صاح قائلا : " عليّ الطلاق ما في واحد منكم صايم بما فيكم سيدنا " . وكان ذلك الرجل من الذين قلّ أن يروا غير صاحين . فالصحو عندهم في معاقرة بنت الكرم باستمرار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ومما ذكر من خصال أبي نواس المحمودة، ما حدثني به أحمد بن أبي عامر قال: حدثني سلمان شحطة. قال: كان أبو نواس عالماً فقيهاً، عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظ. ونظر ومعرفة بطرق الحديث، يعرف ناسخ القرآن ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وقد تأدب بالبصرة، وهي يومئذ أكثر بلاد الله علماً وفقهاً وأدباً، وكان أحفظ لأشعار القدماء والمخضرمين. (طبقات الشعراء لابن المعتز، نشرة الوراق ، ص: 59)
**وروى ( يعني النواسي) الحديث عن: أزهر بن سعد، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الواحد بن زياد، ومعتمر بن سليمان، ويحيى القطان. وعنه: محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي.وحدث عنه جماعة منهم: الشافعي، وأحمد بن حنبل، وغندر، ومشاهير العلماء.
ومن مشاهير حديثه ما رواه محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة).(البدابة والنهاية ، نشرة الوراق ، ص: 429 )
 
 
 
 

1 - أبريل - 2009
عبد الله بن يحيى العلوي (ت1990م)
" إنا لله وإنا إليه راجعون "    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

المواعظ التي كتبها الإخوة الأفاضل ؛ تصبيرا وتثبيتا لأخينا الفاضل سليمان ، أعجز عن الإتيان بأكثر وأصدق منها تأثيرا ، فجزاهم الله خيرا . وأقول لأخي سليمان : أشاركك الحزن على ما فقدت ، وأرجو الله مخلصا أن يعظم لك الأجر ، ويلهمك وذوي المرحومين جميعا جميل الصبر ، وأن يتقبلنا جميعا في مستقر رحمته . نحزن ونألم ولا نعترض على قضاء الله ، وهذه هي العاطفة الصادقة ، وهذا هو الإيمان الحق . ولا يخلو أحدنا من أن يكون فقد عزيزا عليه أو أكثر من عزيز ؛ فكلنا سواء .. وهذه هي الحياة وهذا مصيرها ، وما نصبو إليه جميعا هو رضى الله تبارك وتعالى . والحمد لله حمدا كثيرا أن جعل الآخرة هي الحيوان ، نلتقي هناك فيها على أحسن ما يكون اللقاء .
 
 
 

4 - أبريل - 2009
وداعا أختاه
بوركت أستاذنا الأمير    كن أول من يقيّم

الرِّدف ما تبع الشيء ، والكِفل والعجُز ، والترادف التتابع ، والمترادف كل قافية اجتمع فيها ساكنان ،
وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بعضاً. والترادفُ: التتابع.
بوركت أستاذنا الغالي عمر على هذه المداخلة المفيدة ، وأجرك عليها كبير إن شاء الله ، والتي يتبين منها أن المعنى الاصطلاحي المعروف للترادف اللغوي لا ينطبق تماما على معناه اللغوي إن قصد بالترادف اللغوي التماثل التام بين الألفاظ من جهة معانيها. فالتابع لا يشترط أن يتساوى مع المتبوع تساويا تاما ؛ وإنما هو يتبعه في بعض خصائصه ؛ فيكون قريبا منه . والتبعية فيها مصاحبة ، والمصاحبة غالبا ما تقتضي التعاون والتآزر بين الصاحبين دون أن يكون كل منهما مثيلا للآخر في كل صفاته ، بل إن الخلاف بين الصاحبين إن لم يتعد الأصول الاعتقادية المعتمدة ، ضروري لإثراء أفكارهما ، والانتفاع بما يترتب على خلافهما من فوائد .
ومما يؤيد أن لا ترادف بالمعاني أو بأمكنة استعمالها هو وقوع ما يسمونه الاشتراك اللفظي ، حيث تتعدد المعاني للفظ الواحد بدل أن تتماثل ، وبهذا تتبين الاستعمالات المجازية إضافة إلى الحقيقية ، وتتبين سعة اللغة  من ضيقها .
وعند التدقيق في فهم الخلاف بين اللغويين حول الترادف ، يتبين أحيانا أن الخلاف غير حقيقي . فأنصار الترادف منهم من يعترف بأن لكل لفظ استعمالا ؛ ولكن التباين في الاستعمال لا يعتبر عندهم سببا لعدم الترادف . فإن قالوا الصعود والعروج والعلو اعتبروا ما قالوه مترادفا رغم اختلاف استعمال كل لفظ عن اللفظ الآخر ، أما من ينفون الترادف فيعتبرون أن اختلاف أمكنة استعمال الألفاظ هو ما ينفي وقوع الترادف فيها . فنراهم يميزون ، مثلا ، القسم من الحلف ، بينما نرى أنصار الترادف يذهبون إلى أن قريشا استعملت لفظ القسم ، وقبيلة أخرى استعملت لفظ الحلف ، ثم نزل القرءان الكريم باللفظين ؛ لأن كلا اللفظين اندمجا في لغة قريش بعد اختلاط قريش بغيرها من القبائل. ولو سلمنا بصحة تأصيل اللفظين ، فلن يؤثر هذا التسليم بشيء في حقيقة تمييز القرءان الكريم بين القسم والحلف في الاستعمال ، وشتان ما بين اللفظين من فرق في الاستعمال نتيجة الفرق بينما في الوظيفة ، وبالتالي الفرق في المعنى ! اللذين قالوا بالترادف في ألفاظ القرءان إذن نبع قولهم من اعتبارهم أن الترادف غير التام يعتبر ترادفا ؛ ولذا قالوا بأن الترادف أثرى اللغة وآدابها ، مع أن الاثراء جاء من كون الترادف في المعاني غير تام ، وبهذا يكون الطرفان ،الذين يقرون بالترادف والذين ينكرونه ، قد اختلفوا اختلافا غير جوهري ؛ بسبب عدم اتفاقهم على وجوب التفريق بين الترادف التقريبي والترادف التام . أقول ما أقول ؛ اعتمادا على معنى الترادف الاصطلاحي لا على معناه اللغوي .
إن الترادف التام بين لفظين كل لفظ لقبيلة ، احتمل وقوعه في برهة زمنية معينة ، ثم آل أمره إلى أن صار ترادفا غير تام ، أو صار احد اللفظين سائدا والآخر مندثرا . وأكثر ما يكون ذلك في أسماء الأشياء على ما يبدو . وفي عصرنا حدث الترادف في بعض أسماء المخترعات الحديثة ؛ فوجدنا اسمين مختلفين لمسمى واحد ، ثم ساد اسم  في التداول وذهب الاسم الآخر ، مثل الاسمين : الهاتف والمسرّة تعريبا لاسم التلفون ، بل إن الاسم الأعجمي ساد أيضا في الدارجة دون تعريب ؛ ولكن ، كم بين الهتاف والإسرار من فرق في المعنى ! وكم بين الرائي ( التلفزيون ) والمرناة ( التلفزيون كذلك ) من فرق في المعنى أيضا ؛ لذا ، ففي الدارجة ظل التلفزيون اسمه كما هو ، أو عربه اللغويون جرسا ، مع إمكانية الاشتقاق اللغوي منه ، فقالوا : " التلفاز " حتى يمكنهم أن يقولوا : تلفز يتلفز تلفزة .. ولو فرضنا جدلا أن العرب هم من اخترعوا التلفاز ، لسموه ، وفق ظني ، اسما يعني نقل الصورة من بعيد ، وهذا ما دعى مخترعيه ان يسموه بهذا المعنى . وإن كان هناك ترادف بين الهاتف والمسرة ، فترادف يشير إلى شيء واحد هو التلفون ، ولكن الترادف في معنى الاسمين غير واقع .
ومما يمكن أن يعين من يذهب إلى نفي الترادف التام بين الأشياء على إثبات صحة مذهبه ، الاعتقاد بان الله سبحانه ، كونه بديع السموات والأرض ، لم يخلق أبدا مخلوقين متشابهين تماما من الحيوان والنبات ومن كل شيء ( واللغة أصلها من الله تعالى ) حتى لو كان المخلوقان توأمين ، وانه من المحال أن يتفق الإبداع والتكرار . فثمار الشجرة الواحدة على ما فيها من تشابه كبير لا نجد ثمرة مثل أختها تماما . فإن تشابه الطعم اختلف الشكل أو الحجم ، وإن تشابه الحجم اختلف ، ولو قليلا ، اللون . والله سبحانه وتعالى خلق الزوجين من المخلوقات ؛ فكان التشابه ولم يكن تاما . وفي القرءان الكريم : " ... كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها .. " ، يظنون أن الرزق الذي يرزقونه في الجنة متشابها تماما وهو في الحقيقة مختلف . ثم إن اللغة واسعة واسعة ، وإن من المحال حصرها من حين بداية نشأتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولن تكون السعة غير المحدودة ناشئة عن تكرار المعاني عينها أبدا . فاللفظ من ألفاظ اللغة الذي يندثر لسبب أو لآخر ، يمكن أن يخترع بدلا منه لفظ جديد يسد مسده أو يكون قريبا منه معنى .
وهناك ما أوقعني في الحيرة من زمن بعيد ، حينما طالعت شيئا من كتب أصول الفقه الإسلامي ، لأجد أن الأصوليين ( لست أدري كلهم أو بعضهم ) يرون في وقوع الترادف بين المعاني اللغوية أمرا مفروغا منه ( دون أن يتطرقوا إلى الفرق بين الترادف التام وغير التام) ، لدرجة أن أحد الكتب التي طالعتها ( أصول الفقه للشيخ محمد الخضري بك ) ذكر أن الترادف ليس محل خلاف بين نقلة اللغة ، وضرب عليه أمثلة : البر والقمح ، وقعد وجلس . وقد ذكر المؤلف الخلاف في وقوع الترادف بين لغتين مختلفتين ( كالعربية والفارسية مثلا ) بين مؤيد ومعارض . ولما كان أمر الترادف أو عدم الترادف هاما وذا اثر كبير على أصول الفقه بالذات ، وان استخراج المفهوم من المنطوق أو المكتوب يتطلب الصحة والبعد عن الخطأ ؛ لضمان فهم النصوص فهما دقيقا ، وجب أن يتم التوفيق بين الفريقين من مثبت ومن منكر ؛ لتتحصل الفائدة في أوجها ( يقال إن الأوج كلمة فارسية ). وقد أجاز فريق من الأصوليين إيقاع كل من المترادفين مكان الآخر إلا إذا منع من ذلك مانع شرعي ، ومنهم من اشترط لحصول الجواز أن يكون اللفظان من لغة واحدة ، ومنهم من لم يجز وقوع المترادفين الواحد مكان الآخر مطلقا ؛ آخذين في الاعتبار المانع الشرعي ، وهو وجوب التعبد باللفظ المتوارث ، أي أنهم يعنون القرءان الكريم ، أما غير القرءان فجائز على ما يبدو من كلامهم . ولو كان التعبد باللفظ كما ذكره الله في القرءان هو السبب وكفى ، فأين موقع المعاني وحاجتنا إلى فهمها شرعا؟ ولنضرب مثلا على اللفظ ومعناه من القرءان نفسه ؛ مبينين أن لفظ " السبع " في " وما أكل السبع إلا ما ذكيتم" يعني كل حيوان مفترس ، وان هذا المعنى يجبرنا على القول بان قولنا : ما أكله الأسد ( على اعتبار ان السبع والأسد اسمان مترادفان عند من يقر بالترادف )، لا يكفي لفهمنا الآية على الوجه الأكمل . فما أكل النمر ، والفهد ، والذئب ، والضبع ، وغيرها من ذوات الناب محرم ، وليس ما أكل الأسد فقط . فتعبدنا حين نتلو آيات الكتاب لا يقتصر على اللفظ وحده ؛ وإنما  نضم إليه فهمنا لمعناها ؛ حتى نوفي الشريعة حقها من التطبيق . وعليه ، فإننا نحتاج القول بنفي الترادف التام حاجة ماسة .
ومما يدل ويبرهن على اختلاف المعاني بين ما يُظن فيه الترادف هو اختلاف الاستعمال المجازي لكل لفظ عن اللفظ الآخر . فالقاعد عن الجهاد لا يسمى بالجالس عنه ، "والقواعد من النساء اللائي لا يرجون نكاحا " لا يطلق عليهن لفظ الجوالس ، بل إن اللفظين المتماثلين يختلف معنى الواحد منهما بما يتعلق به من حروف الجر . فقولنا ، مثلا : رغب فيه ، وقولنا : رغب عنه ، قولان بين معناهما بون شاسع من الاختلاف ، فأين الترادف في المعنى في قعد وجلس وهما لفظان مختلفان؟!
الخلاصة : الترادف اللغوي التام  بمعناه الاصطلاحي صعب الوجود ، وإن وجد في برهة من الزمن ، فإنه لم يبق على حاله ، فالحاجة إليه مؤقتة ، وغالبا ما تكون محدودة . والترادف الغير تام هو الأولى بالاعتبار ، وهو ، على ما يبدو ، الترادف الذي انتصر له نفاة الترادف التام ، وهم  إنما نفوه لأنه غير كامل تماما ؛ فالكمال لله وحده جل وعلا .
ملحوظة : لما نويت إدراج مشاركتي أعلاه ، ألفيت استاذنا ابا هشام وقد أدرج تعقيبا ، فأبقيت على مشاركتي كما هي دون تعديل لعل فيها شيئا عما ألمح إليه أبو هشام . وليتكرم ابو هشام بالانتباه إلى انني لم أنكر الترادف إنكارا قاطعا ؛  لكن فهمي  إياه يجعله عندي في حكم النادر . وكذلك حاولت ان اوفق بين الفريقين . وسوف أعقب على تعقيب ابي هشام قريبا بعون الله تعالى ، ولن اتبع ولم يسبق لي اتباع معنى القول : " عنزة ولو طارت " ؛ وإنما كل قول يتطلب برهانا ، وان ما فيه خلاف يظل بعيدا عن التنطع والتعصب لرأي او لآخر . فـ " عنزة ولو طارت " لا يدخل معناها فيما نحن بصدده ، بل يحتاجها منكر البراهين القاطعة لا الظنية ، وإلا كان كل من لم يقر بالترادف مماريا ، وهذا ما لايمكننا ان نذهب إليه دون دليل ، بل إن الأدلة التي تنصر الذين ينفون الترادف التام أقرب إلى عقلي ، على الأقل ، على الرغم من ان سيبويه ( وما ادراك ما سيبويه ) منهم . فسيبويه لم يثبت لدي انه قال بالترادف التام ، لا هو ولا معظم من اتبعوه ، إلا ما كان منهم في حكم المغالي .

5 - أبريل - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
ماعزة أبي هشام جعلتني أرتجز    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخي الوفي العزيز، أبا هشام ،
ربما أكون تسرعت في استخراج معنى تعقيبك  ؛ ولكن مشاركاتك السابقة أفهمتني أنك من المؤمنين بالترادف التام حين قلت مرة : " وأنا أقول إنّ  اللغة العربية لثرائها وسعتها وعلوها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم  وقبله، كانت تشمل على مرادفات، وهذا الذي أثرى الأدب والشعر الجاهلي .." ، وأنك ، في مشاركتك الأخيرة ، تنتصر لإيمانك . وعلى أية حال ، فـإن " عنزة ولو طارت " نفعتني ؛ فقد وجهتني إلى التفكير في : هل من دليل قاطع يدل على استحالة وجود "عنزة " تطير في زمن ما وتحت ظرف ما؟
 
لما  لمحت ُعنزة لو طارت " أحسست نفسي م الجدال iiثارت
فـلـم  أتـم بـاقـيَ iiالقراءة مـسـتـعجلا  لنفسي iiالبراءة
لـخـشيتي  من خفقة iiالنبوت أو ركـلـةٍ من مُحكم iiالشّلوتِ
يـرسـلـها  أبو هشام iiالغالي فـتـنـتهي إلى الحطام iiحالي
فـهو  إلى النبوت دوما iiيصبو ويـعـتـريـه  لـلفتاء iiحُبُّ
فقلت  : مالي ! والنقاش iiيحتدم لم يبق لي من الحياة ما انصرم
ولـيس لي غير الخطاب اللينِ وغـيـر تـدبيج الدليل iiالبينِ
مـتـخذا من فهم يحيى iiوعمر وفـهم  عزو مرجعا فيه iiالعِبر
فـرحـت أبـدي لـيّن الكلام لـعـلني المخطيء في iiالإفهام
وأتبعُ  الـبـرهان iiبالبرهان مـؤمـلا  قـنـاعـة iiالخلان
لـكـنـني طالعت في iiالنهاية أبـا  هـشـام دمـثـا iiللغاية
ثـم  اطـمأنت للسرور iiنفسي وصـح  في أبي هشام iiحدسي
فـالـعـالم القدير صافي النية تـأمـن  مـنـه الشر iiوالبلية
فـكـيـف إن كان من الآداب مـعـتـبرا فيها من الأنجاب!
وكـل يـوم صـولـة وجولهْ بـين التراث مبهرا من iiحوله!
مـكـتـبـة تـعج iiبالمصادرْ وفـطـنـة لـديـه لا iiتغادرْ
فـكـل  مـا يـقـوله iiموثقُ ولـيـس  للتشكيك فيه iiمنطقُ
أهـل  الصفاء والوفاء iiوالشَّمم أبـو هـشـام بينهم كما iiالعلم
لـو لـم يكن أبو هشام iiللفطن فـمـن  يكون راعياً لها iiإذن!
مع المودة والاحترام
 
 

7 - أبريل - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
الابتعاد عن الفحش في القول هو الأولى ، بل إنه الواجب    كن أول من يقيّم

 
تحية طيبة ،
...وابن قيم الجوزية ، يرحمه الله ، في قصيدته ذات الأبيات الألوفية أبى إلا أن يرغب الناس بالعمل الصالح ترغيبا واي ترغيب ؛ فأعمق في وصف الحور العين وصفا حسيا وأغرق ، في أبيات يخال مُطالعها أنه يقرأ في ألف ليلة وليلة . ولست أدري ما الذي دعا ابن القيم او غيره من كبار العلماء السابقين إلى اللجوء إلى أساليب الترغيب بهذا الشكل الفاضح ! ألم يكفهم ما ذكره الله تعالى في كتابه من أبلغ أسلوب وأحكمه !
قال تعالى : " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون . هم وأزواجهم على الأرائك متكؤون . لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون . سلام قولا من رب رحيم" سورة يسن . واختلفوا في معنى الشغل على ما ذكر الطبري ؛ فمنهم من قال : الشغل افتضاض العذارى ، ومنهم من قال : الشغل انشغال أهل الجنة عما فيه أهل النار ، ومنهم من قال : في شغل : أي في نعمة.. ولعمري إن المعنى الأول لبعيد . أليس لأهل الجنة ما يفعلونه غير افتضاض العذارى!!
وقد اختار ابن القيم المعنى الأول ، فقال :
ولقد رأينا أن شغلهم الذي       قد جاء في يس دون بيان *
وقد سبقت البيت أبيات يصرح ابن القيم فيها ولا يلمح ؛ فيذكر أوصاف جسد المراة بوضوح ليست للناس به حاجة . فالوصف يحتاجه من لا يعلم شيئا من صفات الموصوف . ثم إن الجنة التي وعد الله المتقين قد قرّب وصفها وما فيها للمؤمنين تقريبا ، فقال عز وجل : " مثل الجنة التي وُعد المتقون..."سورة الرعد . فلا أحد من البشر يعرفها على حقيقتها من الجمال المعنوي والحسي إلا أن يدخلها ؛ فيتبين منزلته هو فيها . فوفقا لمنزلته ومكانته ، تكون ملذاته ومن أي نوع . وفي الحديث القدسي الشريف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . فاقرؤوا إن شئتم : " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " . رواه البخاري ، ورواه مسلم . وبهذه المناسبة ، يستفاد من هذا الحديث أيضا اعتباره من الأدلة على أن جنة آدم (ع) كانت في الأرض ، ولم تكن هي الجنة التي وعد بها المتقون في الحياة الآخرة .
وكأن ابن القيم أحس بأنه تجاوز الحد في اتخاذه أسلوبا وصفيا غير لائق ؛ فقال :
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا       يا رب معذرة من الطغيان
إن ابن القيم حين قام بوصف الحور العين لم يزد في وصفه عن ذكر أوصاف فتاة حسناء غانية ذات قوام متناسق جميل ، ويمكن أن توجد وبكثرة في أي عصر وفي أي مصر ، وما زاده ابن القيم لا يعدو أن يكون من معنى ما ورد في القرءان لا غير . والقرءان يكفي من يطمع في ما تحويه الجنة من لذائذ الحس وزيادة .
وقال جل من قائل :
" إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن أبكارا . عربا أترابا . لأصحاب اليمين " سورة الواقعة . من معاني " عُربا " التي طالعتها في التفسير ، المعنى الذي يصفهن بالمحبات أزواجهن حبا شديدا..( يعشقنهم عشقا ) ، وما أجمله وأصدقه من معنى!! هذا المعنى يفوق كثيرا الأوصاف الحسية في جماله ، فقضاء الوطر أمر مفروغ منه ومن كيفيته ، أما أن يُقضى الوطر من امرأة لا تربطها ببعلها المحبة ، ولا تجمعها معه المودة ، ولا يشد أواصر العلاقة بين الزوجين إخلاص العواطف الصادقة كل منهما للآخر ، فما قيمة اللذة الجسدية العابرة وحدها؟!! أليس الود بين الزوجين ، والمحبة بينهما ، والإخلاص المتبادل أحرى بالوصف من وصف الأجسام مهما كانت تلك الأجسام جميلة؟! وعن ابن عباس (رض) في تفسير الآية كما  في تفسير الطبري : "هن من بني آدم ، نسائكم في الدنيا ، ينشئهن الله أبكارا عذارى عربا ." . وما أطيب هذا التفسير وأجمله! وإلا ، هل تمكث نساء المؤمنين في الجنة دون أزواج؟!
وقال تعالى : "  هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين . فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ." سورة الأعراف . وننظر في " تغشاها " ، لنجدها أبعد ما يكون البعد عن التصريح بوصف العمل الجنسي ، مع جمال لا يوصف بما يتضمنه من عفة وطهارة ونقاء . ولنا في كتاب الله أحسن أسوة في كل أمر نأتيه أو نقوله . والشيء بالشيء يذكر . فقد طالعت تفسيرا لهذه الآية الكريمة يظن فيه أصحابه ان الزوجين هما آدم وحواء ، عليهما السلام ؛ فعجبت ممن قالوا بذلك التفسير أشد العجب . فبعد الذي جرى لآدم ومنه ، وبعد توبة ربه عليه واجتبائه إياه ، يخطر ببال بعض المفسرين ما يخطر!  فسبحان الله المنزه الجناب عن الخطأ . وقال آخرون من المفسرين الذين ذكرهم الطبري : " بل المعنيّ بذلك رجل وامرأة من أهل الكفر من بني آدم ... " ، وهذا التفسير هو الذي يعقل ويمكن الأخذ به .
 إن الباحث في آيات سورة يوسف (ع) لا بد ويتعلم منها ، إن شاء ، كيف تكون أساليب اللغة وكيف تكون مواضع استعمالها في قصة تضمنتها السورة كاملة كما هو معلوم ، وهي قصة كونها قرءانية ، فلا افتراء فيها ولا خيال سقيما بطبيعة الحال ، وتتحدث في موضوع من الصق المواضيع بالرجل والمرأة ، وبما يدور بينهما من عواطف ، وما يعترى امرأة العزيز من رغبة محرمة ، وما أحاط بالنبي الكريم يوسف من نزاهة وعصمة . على سيدنا محمد وعليه وعلى جميع الأنبياء أطيب تحية وأزكى سلام .
والسلام عليكم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصيدة ابن القيم موجودة في الموسوعة الشعرية في إصدارها الثالث ، وهي قصيدة بلغت أبياتها أكثر من خمسة آلاف بيت وثمانماية بيت . وتعتبر وثيقة هامة للباحث في أقوال الفرق الإسلامية السابقة ومعتقادتها وفي ورد ابن القيم عليها . أما الأبيات التي عنيتها في موضوعي فتقع بعد الخمسة آلاف والمايتي بيت تقريبا من القصيدة .

7 - أبريل - 2009
عبد الله بن يحيى العلوي (ت1990م)
يا رب بارك جمعهم    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

"وتدخل القلوب دون (فيزة) " أرجـوزة  ويا لها iiأرجوزة!!
جمالها استولى على iiمشاعري فامتلكت  مني حنان iiالشاعر!
حـروفـهـا  أعـدادها قليلة وفـعـلـها  كالنسمة iiالعليلة!
يـشتاقها  المحرور iiبالأشواق تـطفي  لهيب البعد iiوالفراق!
يـرسلها  باللطف أحمد iiعزو تـغـدو بـها ضلوعنا iiتهتز!
قـد تـيمتني واستباحت iiقلبي وجـعـلـتـه  مرتعا للحب!
يـسـرح فـيه أحمد iiويمرح أبـو  هشام ليس عنه يبرحُ ii!
أمـا  الأمير معَ شيخي iiيحيى من لطفهم يبس الورود يحيا ii!
يـا رب بـارك جمعهم iiكثيرا
مـا لاح بدر في العلى iiمنيرا
 
 
 

14 - أبريل - 2009
الترادف اللغوي بين النفي والإثبات
شكوة وشكوى    كن أول من يقيّم

شاكرا ناظم القصيدة الأستاذ زكريا الحسني ، ألهمه الله الصبر ، وكذلك ناقدها أستاذنا ، د/ صبري ابوحسين ، الذي بين في عجالة بعضا من النقد الذي استفدت منه كثيرا ؛ أرغب في أن أبين أن كلمة " شكوة " ، وجمعها " شِكاء" ، وردت في المعجم وفي كتب الأدب التراثية اسما للوعاء يصنع من جلد السخل الرضيع لوضع اللبن فيه .  وفي" وفيات الأعيان " رواية يدل فحواها على أن " الشكوة " كانت تستعمل أيضا لضمان طفو من يتعلم السباحة من الغلمان ؛ فيشدونها إلى ظهورهم بعد نفخها . أما ما يخص استعمال كلمة " الشكوى " في الدارجة ، فإن من ينطق بها لا يعطيها حقها من المد الطبيعي في الغالب ؛ فتبدو للسامع وكأنها " شكوة " ؛ لفظا لا معنى ، ومن هنا يقع الوهم بأن الشكوة هي الشكوى ، هذا ، والله تعالى أعلم .

15 - أبريل - 2009
قصيدة في رثاء العلامة سعيد بن حمد الحارثي
بين العراق وفلسطين    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

 
 
 
 
حياكم الله أساتذتنا الكرام المنتمى ،
أعجبت مثلكم بفحوى القصيدة التي تفضل بها علينا أستاذنا وشيخنا يحيى ، ولم أجد لدي ما يعادل جمال شرحها الذي أفاض به أستاذنا أحمد الناقد الأريب ، وتابعه أستاذنا أبو هشام بذائقته الأدبية الرائعة ، فبارك الله فيكم جميعا ، ونفعنا بعلمكم وذوقكم الأدبي الممتاز ، وبعاطفتكم النبيلة الصادقة ، وبارك الله كذلك ناظم القصيدة وجزاه خيرا ، وبارك سراة الوراق ومرتاديه .
ولقد جلب انتباهي الصدران التاليان لما أحسست بما فيهما من خلل في الوزن إن لم أكن مخطئا :
 
وقلتُ للنّوى بيني فإنّي
 
وكذلك  : أُعلُّ من كؤوسِ الهمِّ صِرفاً
 
ولعل الخلل غير مقصود ، ولم يتأتى عن جهل بالوزن دون ريب ؛ فالشاعر لا يظن به ذلك ، وربما السهو هو السبب على الأغلب.
السرقات الأدبية :
الذين يقومون بسرقة النصوص بحذافيرها ونسبتها إلى أنفسهم أمرهم يدعو إلى الضحك ، بل إلى القهقهة ، وذلك لجهلهم المطبق ، ولظنهم أنهم بمنأى عن اكتشاف أمرهم . وقد فاتهم أن هذا العصر الحاضر ، عصر انتقال المعلومات بسرعة فائقة ، مما يفضح فعلتهم خلال ثوان معدودة .
إن ما حصل مع شيخنا ، د.يحيى لم أستغربه أبدا ، وكذلك ما حصل مع أخينا الشاعر الحسيني ؛ فقد كنت طالعت عبر الشبكة العالمية عن سرقات قام بها العديد من حملة الشهادات العليا ، والعديد من الكتاب المشاهير ، ونالوا بسببها شهرة على حساب غيرهم ؛ ولكنهم سرعان ما اكتشف أمرهم وافتضحوا . وفي جريدة "عرب تايمز" على سبيل المثال ، ذكرت أمثلة على بعض من تلك السرقات واضحة وموثقة . أما ما حصل مع الأستاذ أبي هشام فقد عاينته بنفسي خلال مطالعتي الشبكة المعلوماتية ، وقد حصل ذلك معي أيضا ، وفي أكثر من موضوع . أما ما ذكره أبو هشام عن طرفة بن العبد من انه لا يغير على الأشعار، وان سارق الأشعار شر الناس عنده ، فهو ذكر يدعو إلى التأمل.. وعليه يكون بيته : وقوفا بها صحبي... يعتبر تضمينا ، أو أن يكون طرفة لم يسمع ببيت امرئ القيس ، ويكون ما حصل نوع من توارد الخواطر . على أن توارد الخواطر بين امرئ القيس وطرفة ، وتواردها بين غيرهما أنكره من أنكره ، وصدق به من صدق به . والكلام في مثل هذا الموضوع يطول ، كما قال أخي أبو هشام .
قصيدة لفلسطين :
وإلى حضراتكم هذه القصيدة ؛ راجيا أن تنال رضاكم . وهي قصيدة قيلت في زمن مضى كانت له أحواله المختلفة عما هي أحوالنا الآن بما يخص فلسطين وقضيتها . ولن أكون أحمقا بادي الحمق ، فادعي نسبة الأبيات إلي ، وأنني أنا الذي قدمتها لعبد الوهاب ليلحنها ويغنيها :
 


أيها  الساري إلى مسرى iiالنبي ونـجـيّ الـوطن iiالمغتصبِ
هل على الصحراء من أعلامنا مطلع الشمس ومهوى iiالكوكب
قـد كـبونا ، رُبّ مهرٍ iiجامحٍ ردّه  فـي الـعدو مكر iiالثعلب
فـانـتـفـضنا ، فإذا iiراياتنا صـيحةُ  الثأر وموجُ iiالغضب
زحـف الـجند وحان iiالموعدُ والـمجالُ  الرحب  أمسٌ وغدُ
والـمـدى  قـلبٌ وعينٌ iiويدُ والـشـذا  عبق الفداء iiالطيبِ
ودوت فـي أفـقها iiالمضطرم وافـلـسـطـينُ على كل iiفمِ
يلتقيها في المدى رجع iiالصدى ويـؤديـهـا  لأفـقٍ iiأعـظمِ
فـانـطلقنا  خلف أبعاد iiالمنى فـي المجال الصاخب iiالمحتدم
نـحـن  ثـوارك جئنا iiنفتدي تـربـك  الغالي بمسفوح iiالدمِ
حـولـنـا  كل كريم iiالمُنتمى حـمـل الـعـهد وهزّ iiالعلما
نـبـتـغي عزّكِ أرضاً iiوسما والـعلا  تحت  ظلال الموكبِ
الشاعرعـبـد  الـمـنـعم iiالرفاعي( رئيس وزراء أردني أسبق ، من أصل فلسطيني ، توفي سنة 1985)
تحياتي ومودتي

18 - أبريل - 2009
أجلّ من الردى شعب العراق
أقوال في الموسيقى*    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
 
قال شكسبير عن لسان يوليوس قيصر : إن من لم تنعم عليه الطبيعة بالميل إلى الموسيقى ولا تهزه الأصوات المطربة ، لخليق بالدسائس والفتن والمكر .
وقال نيوتن : في الموسيقى سبعة أصوات فقط ، فما قولك في فن يستنبط كنوزا ثمينة من معدن صغير كهذا ، وما قولك في هذا الينبوع الصغير الذي يغترف منه الموسيقي ما يملأ العالم طربا وسرورا !
وقال هلفي : الموسيقى فن وهبنا الله إياه ، به تنضم أصوات الأمم والشعوب بالابتهال لعزته .
وقال لوتير : إن الموسيقى منحة جليلة من الله ولا أتخلى عن نصيبي منها ولو أعطيت عالما بأسره .
 
 
 
 
وقال أحد الفلاسفة : إن الموسيقار ، إذا كان حاذقا بصنعته ، حرك النفس نحو الفضائل ونفى عنها الرذائل .
وقال آخر : احذروا عند استماع الموسيقى أن تثوبكم شهوات النفس البهيمية نحو زينة الطبيعة فتميل بكم عن سنن الهدى وتصدكم عن مناجاة النفس العليا .
وقال آخر : الموسيقى مانحة العامل فالحارث والراعي والنوتي والحداد والنجار وجميع أصحاب البضائع وأرباب الحرف يلجئون إلى الموسيقى في مزاولة أعمالهم .
وقال آخر : علموا أولادكم الغناء ، إذا اغتنوا غنوا لأنفسهم ، وإذا افتقروا كانوا في صدور المجالس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الأقوال أعلاه نقلتها من كتاب بعنوان : القواعد الفنية في الموسيقى الشرقية والغربية ، وهو من تاليف سامي الشوا(1889 ـ 1965م) ،وهو مصري من اصل سوري حلبي ، والذي كان يلقب بأمير الكمان . وكنت قد قمت بتحميل الكتاب المذكور من منتدى " سماعي للطرب الأصيل " ، جزا الله القائمين عليه وأعضاءه كل خير .
وقد طالعت قبل مقدمة الكتاب أبياتا وقصيدتين  في تقريظ سامي الشوا ، وهي للشعراء : بشارة الخوري ، أحمد شوقي ، وخليل مطران . .
وهذه أبيات بشارة الخوري :
إلى الصديق النابغة سامي الشوا
أجـراح تسيل أم هي أروا ح عـلى أنمليك ذبن iiحنينا
أم  شآبيب من جداول شتى يـتفجرن  ضاحكاً iiوحزينا
وتـر  يأخذ العيون iiفيجمد ن  عليه كأن خلفهن iiسكونا
هجرت وكرها القلوب لتقتا ت غـراماً ونشوةً iiوجنونا
فترفق إذا ضربت فما تضـ رب  إلا مكامن الحس iiفينا

18 - أبريل - 2009
الفلسفة والموسيقى
 33  34  35  36  37