أمهات و أمات كن أول من يقيّم
قبل الجواب : يرى بعضهم أن الأمهات جمع لمن يعقل ، وأمات جمع لما لا يعقل وعلى ذلك فهي : أمات الكتب . ( عندي أن كليهما صحيح ، والشكوى لله ) ويعنون بهذا المصطلح : الكتب التي هي المصادر الرئيسة في كل فن من فنون المعرفة ، بغير تحديد ولا تخصيص ، فمثلا في التاريخ : تاريخ الطبري - مروج الذهب للمسعودي - تاريخ اليعقوبي - الكامل لابن الأثير - البداية والنهاية لابن كثير . فيطلق على هذه الكتب : أمهات أو أمَّات وفي الأدب : الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني - الأمالي لأبي علي القالي - خريدة القصر للعماد الأصفهاني - خزانة الأدب للبغدادي وهكذا ، وليس شرطا في التسمية التقدم الزمني في التأليف ، بل شرط ذلك : السعة والاستيعاب أولا ثم التقدم الزمني والشهرة بين العلماء . وقد يرى بعضنا كتابًا مّا جديرا بأن يكون من الأمهات ، بينما يرى آخرون أنه ليس كذلك ، وكما قلت : فالعبرة بالشهرة على ألسنة العلماء . أما فحول الشعراء فالمراد بهم الشعراء الكبار من حيث قوة التعبير وروعة الأساليب ، وابتكار الصور والمعاني ، وخلو أشعارهم من عيوب الكلام وركاكة الألفاظ والمعرَّب والدخيل ، ثم تكون في أشعارهم مزية التفرد بغرائب التشبيهات ، وربما اشترطوا لهم كثرة الشعر وتعدد أغراضه ، وأقدم ما نعرف من وصف ( فحل ) ما رُكِّبَ في اسم علقمة فقالوا : علقمة الفحل ، و من الكتب التي صفتي ( فحولة ) و ( فحول ) : فحولة الشعراء للأصمعي ، وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ، والكتاب الثاني معظمه مفقود والقدر الذي سلم من عوادي الزمن نشره أستاذنا العالم الجليل محمود محمد شاكر - رحمه الله - وثارت ضجة بين النقاد حول عنوان الكتاب أهو : ( طبقات الشعراء ) أم ( طبقات فحول الشعراء ) فقد نُشِر الكتاب عدة مرات بهذا العنوان وبذاك ، واختار شاكر العنوان الثاني لما ترجح له من الأدلة . هذا وبالله التوفيق . |