البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 32  33  34  35  36 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
خطورة الوزة والكازوزة    كن أول من يقيّم

 
الأستاذ هشام : صباح الخير
 
هذه " كازوزة " ملغومة يا أستاذ هشام ، وهي تذكرني بحكاية " الدبس السوسي ولالا فاطمة " التي رواها لنا مولاي بنلفقيه في " أحاديث الوطن والزمن المتحول " . لكن " الخطورة " كل الخطورة هي في أن يزعل مني " ابن الرومي " فيهجوني بأبيات لاذعة من لسانه السليط بعد ان يكون قد شرب الكازوزة .
 
أكثر ما أذكره من شعر " ابن الرومي " هو هذه الأبيات الرائعة في وصف بائع الزلابية :
 
ومستقر علـى كـرسـيه تـعـب روحي الفداء له من منصب تعب
رأيتـه سـحـراً يقـلـي زلابـية في رقة القشر والتجويف كالقصب
كأنما زيته المـغـلـي حـين بـدا كالكيمياء التي قالوا ولم تـصـب
يلقى العجين لجيناً مـن أنـامـلـه فيستحيل شبابيكـاً مـن الـذهـب
 
 وهي ما حضرني عندما قرأت قصيدة الأستاذ زهير التي يصف فيها فاتح الشمبانيا لما فيها من براعة الوصف ، فلماذا يزعل " ابن الرومي " وقد أكرمته بهذه المقارنة ? كنت بوقتها أبيع الكعك بالسماق في السوق ، ولم أكن قد احترفت سلطة الزعتر بعد ، وكنت أظن بأن " ابن الرومي " نباتي ولا يحب الوز  ، لكنني أكتشف بأنه خطير أكثر مما كنت أتخيله .
 
إذا كنت قد أغضبت " ابن الرومي " بكلمة رقيقة كهذه كنت أعتبرها مجاملة له ، فما حالك بالمتنبي ? أو أدونيس ?
 
أظنني في " خطورة " كبيرة !
 
 

16 - مارس - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
أصلي وأصل شكسبير    كن أول من يقيّم

 
الحمد لله على سلامتك أستاذنا العزيز وجعلها الله خاتمة الأحزان .
 
أسعدني حديثك عن دمشق ومجالس الوراق فيها وأغراني بالترشح للنيابة . هي مهنة تناسبني تماماً لأنني غالباً ما أرى نواب مجلس الشعب نائمين في مقاعدهم أثناء الجلسة ( أربعة أو خمسة منهم على الأقل ) ، وهذا هين علي . أما بالنسبة للجنسية فنحن سوريو الأصل ، وربما يكون لعائلتنا أثر في السجلات لا يزال إذا عدنا نحو المئة والعشرين سنة إلى الوراء ، إذا كان هناك سجلات وقيد نفوس .
 
هذه الحكاية ذكرتني بطرفة  حدثت منذ زمن طويل سأرويها لكم ، ولا داعي لأن أعلق عليها فهي تكتفي بذاتها ، وأنا أرويها للنكتة ليس إلا .
 
من مصائب الحرب الأهلية اللبنانية أنها جرت بعض المبدعين إلى بلاهتها ، أبرزهم كان شاعرنا الكبير الأستاذ سعيد عقل والذي كان قد انساق حينها  لتأييد أفكار تنظيم " حراس الأرز " اليميني - المسيحي المتطرف ، فكان يروج لدعاوي ذلك الحزب وايديولوجيتة العنصرية ، فيتبنى أفكاراً مضحكة - مبكية ، لأنها ذات نتائج خطيرة ، من نوع :  " أن كل العباقرة في التاريخ أصلهم لبناني " .
 
كنا بعيد الجولة الأولى للحرب التي امتدت حتى عام 1978 ، وكنا دائماً بلاماء ولا كهرباء في أغلب الأيام ، وهي الحاجة التي دعت بواحدة من قريباتنا للمجيء لعندنا لكي تستحم يومها ، لأن الماء في حيهم كانت مقطوعة ، وهذا ما كان يحصل غالباً . كانت أختي تستضيف صديقة لها لم ترها منذ زمن طويل وأصرت عليها بأن ترافقها إلى المطبخ لتحضير ركوة القهوة . كنت هناك ، وكانت قريبتنا تلك في الحمام الملاصق للمطبخ تغتسل .
 
كان الحديث يدور حول سعيد عقل ونظريته الجديدة في " أصل العبقرية " فكانت أختي ، وقد استبدت بها نشوة الحديث ، تقوم باستعراض اسماء العباقرة في التاريخ على صديقتنا تلك محاولة استنفاذ الأمثلة التي ساقها سعيد عقل ، والزيادة عليها أحياناً ، وكانت من نوع أن شكسبير ( وهو ليس الشيخ زبير كما ذكر عبد الحفيظ في أحد تعليقاته ، بل هو بحسب معلومات أختي وسعيد عقل ، لبناني من قرية الشيخ إسبر على ما أذكر ولا تسألوني أين تقع هذه القرية لأنني لا أعرف ) أصله لبناني ، وموزارت وبيتهوفن ونيتشه وانشتاين وروسو ولامارتين ........ والقائمة طويلة .
 
وكانت صديقتنا هذه مصغية بكل انتباه ، وكلما تلت عليها أختي اسماً من الأسماء صاحت بتعجب : " مش معقول ، وهيدا كمان ? " حتى وصلت إلى شكسبير فندهت : " وشكسبير كمان أصله لبناني ? "
 
في هذه اللحظة بالذات ، يفتح باب الحمام ، وتطل قريبتنا المستحمة برأسها من وراء الباب ورغوة الصابون تكسو وجهها وشعرها ، وهي تحاول فتح عينيها بصعوبة بالغة ، لتتدخل بالحديث الذي كانت تسمعه من وراء الباب ، ويستدعي منها التدخل على وجه السرعة ، لأنه لا يحتمل التأجيل ، موجهة الكلام إلى أختي ، صاحبة الأطروحة ، وهي تقول لها بالكثير من التهكم والاستعلاء :
 
" كل العباقرة أصلهم لبناني يا شاطرة ، ما عداك أنت ، أصلك سوري ! " 
 
 ثم تعود لتغلق الباب بعدها ، بعد ان ارتاحت من عناء تلك الكلمة التي كادت تنغص عليها حمامها .
 
 

17 - مارس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
على عجل    كن أول من يقيّم

 
أعتذر لمروري السريع وكان لا بد من أن أشكر الأستاذ زهير على قصيدة أحمد شوقي الرائعة التي زين بها جدران هذا المجلس والتي هزت كياني عند قراءتي لها ، وكنت بها جاهلة تماماً ، ورغم بعد المسافة الزمنية التي تفصلنا عنها وعن أحداثها ، لكن " كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا " .
 
ولا بد من إعلان ترحيبنا بالأستاذ الكريم بسام وورود كلماته العطرات . صدقني يا أستاذ بسام بأنني لست سوى بياعة بطاطا ، لكن القرعة وقعت علي لسبب لا أدريه ، كل هذا الكلام يتجاوزني من بعيد ولا دور لي فيه ، وليس شعوري الداخلي إلا كمثل شعور فاطمة بنت الأستاذ هشام ، وثقتي كثقتها تماماً . على أية حال ، نحن بانتظار مشاركاتك وبدون أدنى تحفظ .
 
تحياتي إلى الأستاذ عبد الحفيظ والحبيبة ندى وشكري الخالص هنا نيابة عن ملف النباتات .
 
وسيكون لنا عودة يا أستاذ هشام إلى المتنبي وابن الرومي وربما للدوغمائية أيضاً .

19 - مارس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
نحن والمتنبي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
المتنبي يا أستاذ هشام ، هو خيال العربي الكامن فينا ، هو صورة الرجل المثالي بمفهوم إرثنا الثقافي ( غير الديني ) المتجذر في أعماقنا ، هو لا يختلف كثيراً عن عنترة إلا بلونه فقط . هي ثقافتنا المضمرة التي توارثناها منذ أزمان سحيقة ، بعيدة المدى ، ولقد عبر المتنبي عنها بأبعادها الثلاثة : الحكمة ، البلاغة ، الفروسية .
 
ليس من المفيد بشيء أن نحكم على المتنبي أو نحاكمه ، هو فعل ما فعل ، مخطئاً كان أو مصيباً ، لأنه كذلك ! المهم أننا نراه يتوهج أمامنا ، فيتكشف لنا بتوهجه باطن ذلك الإنسان الكامن فيه ، وخياله المضطرب بالعواصف والأهواء ، وطموحه المتوثب أبداً للمجد . ذلك الإنسان الذي يشبهنا كثيراً دون أن نعلم !
 
سره هو هذا ، هو في كوننا نتماهى معه دون أن نشعر ، ونثق به لأننا نتماهى معه ، ونصدقه لأننا نثق به ولأننا نخضع لسحر بيانه ، لأنه هو وحده عرف كيف يقتحم لجج نفسه الهادرة ، ويصطاد منها ما قاله من معان وكلمات ، وصور ومجازات ، أطاعته وانقادت أمامه كأنها قطيع من الذئاب الغاضبة والمزمجرة ، ليقتحم بها معاقل الخير والشر الكامنة في نفوسنا ، وليذهب بها إلى النقطة الأبعد فيما يعتريها من تناقض ، والنقطة الأعمق فيما يحتويه سحر البلاغة وسر البيان . ليس المهم أن نحاكمه ، المهم أن نفهمه .
 

22 - مارس - 2007
واحة المتنبي
جملة السعدي الماراتونية    كن أول من يقيّم

 
صباح الخير أستاذنا وشاعرنا :
 
أتفق معك على كل ما جاء في تعليقك السابق حول العربية الفصحى والعامية وبأنهما تتكاملان ولا تتنافران . تعاني اللغة العربية الفصحى حالياً من ضعف المستوى التعليمي في البلدان العربية بشكل أساسي وليس من منافسة اللغات أو اللهجات الأخرى . إن تمكن اللغات الأخرى من منافستها هو نتيجة لضعف المستوى التعليمي والثقافي ، وضعف مستوى الوعي بشكل عام . ربما أتمكن يوماً من التعبير عن وجهة نظري في هذا الموضوع بشكل مفصل .
 
ما أردت قوله اليوم يا أستاذ صادق هو أنك قطعت أنفاسي وأنا أجري وراء جملتك الأولى . هي جملة ماراتونية وربما تدخل في موسوعة " جينيس " للأرقام القياسية .
 

23 - مارس - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
أنا والمتنبي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
 
مساء الخير أستاذ هشام :
 
لست أنا من يعتبر المتنبي الناطق الرسمي بآمالنا ( نحن بني جلدته ) ، وهل أنا من قال عنه بأنه : ملأ الدنيا وشغل الناس ? وهو من يردد شعره كل من نطق بالضاد من الوزير وحتى بائع السمسمية !
 
هذا حكم التاريخ على شعر المتنبي ، ولو لم يكن شعراً عظيماً لما استحق منا كل هذا الإهتمام . ليس لنا بأن نحاكم اليوم المتنبي الإنسان بمفاهيم عصرنا أو أن نحكم عليه بمنطق مثالي . هذا جزء من التناقض الذي نعيشه مع ذواتنا وهذا دليل على أننا لا نزال شديدي الإلتصاق بموضوعنا الذي نتحدث عنه . طموح المتنبي ورغبته العارمة بالسلطان دفعه إلى بعض " السقطات " كما أسميتها ، أو إلى التذاكي أحياناً ، وهو بالعلاقة مع كافور كان بمنتهى التناقض ، وهذا جانب الإنسان فيه ، لأن حقده عليه كان مضاعفاً ، فيه جزء من حقده على نفسه لا بد ، ولكن وعلى الأخص ، يحمل في قرارته رؤية المتنبي التي تميز بين أخلاق السادة وأخلاق العبيد ، مما يدعوه للحكم على كافور بالكثير من الضغينة لأنه يرى فيه مأساة عصره في إنقلاب الأدوار ، فكيف نعد العبيد سادة ، والضعف قوة ، والدناءة نبلاً ? هذا فيه وجهة نظر !
 
ليس المتنبي هو المسؤول عن المفاهيم العنصرية ، فهو لم يخترعها ، هو عاشها على هذا النحو وكان صادقاً بالتعبير عنها . لو كانت الصداقة  جمعته بشخص نبيل كعنترة بدلاً من كافور لبدل رأيه حتماً ، ولقال فيه شعراً آخراً بدون شك . هذا لا يمنع بأن هذه المفاهيم " العنصرية " موجودة في ثقافتنا وفي نفس كل واحد فينا سواء اعترفنا بهذا أم لم نعترف وسأورد لك عليها دليلين :
 
الأول هو مثل شعبي كانت جدتي ، رحمها الله ، تردده كلما اشترت شيئاً جاهزاً من السوق ولم تتعب في صنعه ، ولنقل بأنها اشترت مثلاً صينية من البقلاوة ولم تقم بتحضيرها في البيت ، فكانت تبرر تقاعسها عن القيام بتلك المهمة الصعبة بالقول : " مشتراة العبد ولا تربايته " ، وهذا يعني بأن تربية العبد أصعب من شرائه ، وهو مثل عنصري بكل الأبعاد يأتينا من التاريخ ، وهي لم تخترعه لأنها لم تعش في عصر العبيد ، بل هو مما ورثناه من مفاهيم . 
 
والثاني للتدليل على الأول ، وهو حادثة حصلت معي شخصياً عندما أتيت إلى باريس لأول فترة ، وسكنت في أوتيل للطالبات اللواتي يأتين من بلدان أوروبية لتعلم اللغة أو التدرب لفترة قصيرة من الزمن ، وكانت تشاركني الغرفة في الفترة الأولى بنت من السويد لم أكن أراها كثيراً ، ثم نقلوني إلى غرفة أخرى وقالوا لي بأن هناك بنتا إنكليزية ستشاركني بها. وسأروي لكم تفاصيل ماحدث لأنها مهمة لفهم الموقف :
 
حملت حقيبتي بيومها وتوجهت إلى الغرفة المذكورة ، فوضعت الحقيبة بقرب الباب وطرقت عليه بلطف وانتظرت قليلاً لأعرف إذا ما كان هناك أحد في الغرفة . بعد دقائق ، فتح الباب ، وأطلت من ورائه رأس بنت سوداء البشرة ، ينهمر من عليها الماء ، وتتطاير خصل شعرها الذي جمعته في جدائل صغيرة في كل الاتجاهات ، لتحملق في وجهي بعيون فارغة  وهي تقول على عجل وبدون ادنى اكتراث لشخصي : " بونجور " ولتعود بعدها سريعاً إلى  حمامها .
 
 سمرتني المفاجأة ، فلبثت واقفة في مكاني لحظات أمام الباب رافضة الدخول إلى الغرفة ، صار قلبي يطرق بسرعة وشعرت للتو بالغضب الشديد . أهذه هي البنت التي سوف أتقاسم معها غرفتي ? صرت أردد في نفسي . شعرت بالحقد على إدارة الفندق ، وظننت بأنهم قد فعلوا هذا عن سوء نية لأنني عربية ، شعرت بالإهانة لأنهم وضعوني في نفس الغرفة مع بنت سوداء واستشاط بي الغضب وقررت بأن أرفض عرضهم هذا رغم حاجتي الملحة للسكن .
 
أغلقت الباب ، وأخذت حقيبتي ونزلت بها إلى البهو الرئيسي بنية المواجهة مع الإدارة . وبما أنني لم أكن واثقة من فرنسيتي في حينها ، فلقد أخذت أحضر في رأسي سلفاً الجمل التي سوف أتلفظ بها أمام الموظف المسؤول لكي أجعله يشعر بأنه قد أساء تقديري وأن عليه أن يعيد تصحيح غلطته فوراً .
 
في البهو ، كان هناك الكثير من الناس ، من كل الأشكال والألوان والجنسيات . ومع أنه كانت هناك مقاعد شاغرة ، إلا أنني ولسبب لا أدريه ، وضعت حقيبتي بالقرب من باب المصعد وجلست عليها وصرت أفكر : ماذا سأقول لهذا " الحمار " ? وصرت أراقب حركة الذهاب والإياب في البهو ، وصرت أراقب في الوقت نفسه الموظف الذي كنت أنوي الكلام معه ، ووجدت بأنه كان مرحاً ( على عكسي ) وكان يتكلم مع الجميع  ويمازحهم دون أن تظهر على وجهه سيماء العنصرية ! فوق هذا ، لم يكن يبدو عليه شيء من سوء النية ولا بأنه متآمر علي . ولما فكرت فيما عساني أقول له ، لم أجد كلمات مناسبة : " لماذا اخترت بأن تضعني مع بنت سوداء في نفس الغرفة ? " ، وجدتها سخيفة ، وما عساه سيجيبني ? ربما هو لم يرها على الإطلاق ولا يعرف بأنها سوداء ، وربما قرأ اسمها على الورقة فقط ? ........ هذا لا يمنع بأنها كانت سوداء وأنه كان علي أن أسكن معها . كان من الصعب علي أن أقبل هذه الحالة لكن الظروف أجبرتني ، ولأنني لم أجد بوقتها أيضاً الكلام المناسب الذي يعبر عن حالتي فتراجعت على مضض .
 
 هذه كانت تجربتي الأولى ، ولأنني لم أكن قد التقيت حتى ذلك التاريخ بشخص أسود واحد في حياتي . هو موقف سخيف وعنصري بدون شك ، لكن حدود تجربتي الواقعية حتى ذلك الحين لم تكن تتعدى حدود مدينتي الصغيرة ومفاهيم أهلي . أما الأفكار الأممية العظيمة التي كنا ننادي بها ، ونظريات العدالة والمساواة ، فلقد سقطت كلها دفعة واحدة في المواجهة الأولى مع الواقع ولم يبق مني سوى ردة الفعل الغريزية التلقائية والغير واعية .
 
فكيف ستحكم علي لو قلت في هذا شعراً ?
 
 
 

24 - مارس - 2007
واحة المتنبي
الحرية وابن المجنونة ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
 
اخترت هذا الفصل من كتاب نيتشه الشهير : " هكذا تكلم زارادشت " مساهمة مني في هذا النقاش ولو عن بعد :
 
دوحة الجبل
 
وارتقى زارا ذات مساء الربوة المشرفة على مدينة ( البقرة الملونة ) فالتقى هناك فتى كان يلحظ فيما مضى صدوده عنه ، وكان هذا الفتى جالساً إلى جذع دوحة يرسل إلى الوادي نظرات ملؤها الأسى ، فتقدم زارا وطوق الدوحة بذراعيه وقال : - لو أنني أردت هز هذه الدوحة بيدي لما تمكنت . غير أن الريح الخفية عن أعيننا تهزها وتلويها كما تشاء . هكذا نحن تلوينا وتهزنا أياد لا ترى .
 
فنهض الفتى مذعوراً وقال : - هذا زارا يتكلم ! وقد كنت موجهاً أفكاري إليه .
 
فقال زارا : - ما يخيفك يا هذا ? أليس للإنسان وللدوحة حالة واحدة ? فكلما سما الإنسان إلى الأعالي ، إلى مطالع النور ، تذهب أصوله غائرة في أعماق الأرض ، في الظلمات والمهاوي .
 
فصاح الفتى : - أجل إننا نغور في الشرور ، ولكن كيف تسنى لك أن تكشف خفايا نفسي ?
 
فابتسم زارا وقال : - إن من النفوس من لا نتوصل إلى اكتشافها إلا باختراعها اختراعاً .
 
وعاد الفتى يكرر قوله : - أجل إننا نغور في الشرور . قلت حقاً يا زارا ، لقد تلاشت ثقتي بنفسي منذ بدأت بالطموح إلى الارتقاء ، فحرمت ايضاً ثقة الناس ، فما هو السبب يا ترى ? إنني أتحول بسرعة فيدحض حاضري ما مضى من أيامي ، ولكم حلقت فوق المدارج أتخطاها وهي الآن لا تغتفر لي إهمالي . إنني عندما أبلغ الذروة أراني دائماً منفرداً وليس قربي من يكلمني ، ويلفحني القر في وحدتي فترتجف عظامي ، وما أدري ما أتيت أطلب فوق الذرى !
 
إن احتقاري يساير رغباتي في نموها ، فكلما ازددت ارتفاعاً زاد احتقاري للمرتفعين فلا أدري ما هم في الذرى يقصدون . ولكم أخجلني سلوكي متعثراً على المرتقى ، ولكم هزأت بتهدج أنفاسي . إنني أكره المنتفضين للطيران . فما أتعب الوقوف على الذرى العالية .
 
ونظر زارا إلى الدوحة يتكىء الفتى عليها ساكتاً فقال : - إن هذه الدوحة ترتفع منفردة على القمة وقد نمت وتعالت فوق الناس وفوق الحيوانات ، فاذا هي أرادت أن تتكلم الآن بعد بلوغها هذا العلو فلن يفهم أقوالها أحد . إنها انتظرت ولم تزل تتعلل بالصبر ، ولعلها وقد بلغت مسارح السحاب تتوقع انقضاض أول صاعقة عليها .
 
فهتف الفتى متحمساً : - نطقت بالحق يا زارا ، إنني اتجهت إلى الأعماق وأنا أطلب الاعتلاء ، وما أنت إلا الصاعقة التي توقعتها . تفرس في ، وانظر إلى ما آلت إليه حالتي منذ تجليت لنا ، فما أنا إلا ضحية الحسد الذي استولى علي .
 
وكانت الدموع تنهمر من مآقي الفتى وهو يتكلم ، فتأبط زارا ذراعه وسار به على الطريق . بعد أن قطعا مسافة منها قال زارا : - لقد تفطر قلبي ، إن في عينيك ما يفصح بأكثر من بيانك عما تقتحم من الأخطار . إنك لما تتحرر يا أخي ، بل ما زلت تسعى إلى الحرية ، ولقد أصبحت في بحثك عنها مرهف الحس كالسائر في منامه .
 
إنك تريد الصعود مطلقاً من كل قيد نحو الذرى ، فقد اشتاقت روحك إلى مسارح النجوم ، لكن غرائزك السيئة نفسها تشتاق الحرية أيضاً .
 
إن كلابك العقورة تطلب حريتها فهي تنبح مرحة في سراديبها ، على حين أن عقلك يطمح إلى تحطيم أبواب سجونك كلها . وما أراك بالطليق الحر فأنت لم تزل سجيناً يتوق إلى حريته ، وأمثال هذا السجين تتصف أرواحهم بالحزم غير أنها وا أسفاه مراوغة شريرة .
 
على من حرر عقله أن يتطهر مما تبقى فيه من عادة كبت العواطف والتلطخ بالأقذار ، لتصبح نظراته براقة صافية . إنني لا أجهل الخطر المحدق بك ، لذلك استحلفك بحبي لك وأملي فيك الا تطرح عنك ما فيك من حب ومن أمل .
 
إنك لم تزل تشعر بالكرامة ولم يزل الناس يرونك كريماً بالرغم من كرههم لك وتوجيههم نظرات السوء إليك ، فاعلم أن الناس لا يبالون بالكرماء يمرون بهم على الطريق ، غير أن أهل الصلاح يهتمون بهم ، فإذا ما صادفوا في سبيلهم من يتشح الكرامة دعوه رجلاً صالحاً ليتمكنوا من القبض عليه لاستعباده .
 
إن الرجل الكريم يريد أن يبدع شيئاً جديداً وفضيلة جديدة ، على حين أن الرجل الصالح لا يحن إلا الى الأشياء القديمة ، وجل رغبته تتجه إلى الإبقاء عليها .
 
لا خطر على الرجل الكريم من أن ينقلب رجل صلاح ، بل كل الخطر عليه في أن يصبح وقحاً هداماً .
 
لقد عرفت من الناس كراماً دلت طلائعهم على أنهم سيبلغون اسمى الأماني ، فما لبثوا أن هزأوا بكل أمنية سامية ، فعاشوا تسير الوقاحة أمامهم ، وتموت رغباتهم قبل أن تظهر ، فما أعلنوا في صبيحتهم خطة إلا شهدوا فشلها في المساء .
 
قال هؤلاء الناس : ما الفكرة إلا شهوة كغيرها من الشهوات .
 
وهكذا طوت الفكرة فيهم جناحيها فتحطما ، وبقيت وهي تزحف زحفاً وتدنس جميع ما تتصل به .
 
لقد فكر هؤلاء الناس من قبل أن يصيروا أبطالاً ، فما تسنى لهم إلا أن يصبحوا متنعمين ، يحزنهم شبح البطولة ويلقي الخوف في روعهم .
 
استحلفك بحبي لك وأملي فيك الا تدفع عنك البطل الكامن في نفسك اذ عليك أن تحقق اسمى امانيك .
 
هكذا تكلم زارا .......
 
  
 
هكذا تكلم زرادشت ( كتاب للكل ولا لأحد ) للفيلسوف الألماني : فريدريك نيتشه
ترجمة : فيلكس فارس ــ مكتبة صادر ، بيروت ، لبنان ، نسخة مطبعة الإتحاد 1948 .
 
 

25 - مارس - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
سمعاً وطاعة    كن أول من يقيّم

 
تشرفني بهذه الثقة الغالية يا مولانا وتسعدني بهذا الطلب :
 
قرأت النص وهو سهل جداً لولا احتوائه على بعض المصطلحات الطبية والكيميائية التي أجهل تسميتها العربية وهذا ما سأقوم باستشارتك حوله .
 
تحياتي لكم جميعاً .

28 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
رفيقي الحلزون    كن أول من يقيّم

 
عندما نظرت إلى صحن الحلزون لأول مرة في صفحة الصور ، عادت بي الذاكرة سنوات عديدة إلى الوراء ، وتذكرت رحلة لي معه كنت عائدة فيها من العطلة الصيفية في لبنان ، وكنا على متن الخطوط الجوية الفرنسية ، وكان الحلزون فيها رفيق سفري .....
 
أنا لم آكل الحلزون في حياتي ، ولن آكله بإرادتي مهما أضيف إليه من التوابل والفتاوي في جواز أكله أو عدمه ، فهو بنظري هذا الحيوان الذي يزحف فوق العشب تاركاً وراءه أثراً ظاهراً هو تلك المادة المخاطية اللامعة التي تشبه البصاق ، وهو يسمى عندنا ، بدون شك ، ب : " البزّاق " لهذا السبب .
 
وأما الحكاية ، فهي أنني ما كدت أستوي في جلستي بيومها على مقعد الطائرة ، حتى أتت شابة شديدة الأناقة ، بالغة العناية والاهتمام بمظهرها لتجلس قربي ، وبالكاد ألقت السلام متكلفة ، حتى ألقت بين قدمي بذات الوقت ، حقيبة جلدية من النوع الذي يحمله عادة الرياضيون ، كبيرة الحجم نسبياً ، تركتها مفتوحة من الأعلى مما أثار استغرابي .
 
كانت جارتي تلك شديدة الحذر والتكلف في جلستها ، بل تهيأ لي بأنها كانت تتحاشى الكلام معي أو النظر إلي ، كان يبدو عليها الجفاء والتحفظ وكنت ، كلما تحركت في مقعدي ، أو لامست رجلي طرف حقيبتها الموضوعة بيننا ، نظرت إليها بهلع شديد ، ثم نظرت إلي وهي ترسم على وجهها ابتسامة متكلفة تنتزعها انتزاعاً من لهفتها على سلامة الحقيبة ، فكنت أبتعد برجلي عنها لطمأنتها فتشكرني بابتسامة أخرى صفراء ، لم أكن أفهم مغزاها تماماً ، ولقد ترددت بوقتها في تصنيفها وإذا ما كان علي أن أضعها في خانة الشك ، أم التنبيه ?
 
أزعجتني تلك الحال ، واستعذت بالله من هذه الرحلة التي سأقضي فيها ساعات أربع تحت المراقبة الشديدة وبصحبة جارة " مريبة " . ولطالما تساءلت في نفسي قائلة : " لما لا تقفل هذه المرأة الشريط السحاب على أشيائها الثمينة التي تضعها في الحقيبة فترتاح وتريح ? " .
 
وما ان أطلت المضيفة برأسها ، حتى سمعت جارتي هذه تنهال عليها بوابل من الأسئلة عن موعد وصول الطيارة وكيفية الاستعلام في المطار، فهمت منها بأنها تنوي الذهاب بعدها إلى مدينة " ليون " وبأنها تخشى عدم التمكن من تبديل الطائرة في الوقت المحدد ، وبأنها تستقل الطائرة للمرة الأولى . وكانت تتكلم فرنسية جميلة وصحيحة من النوع الذي نتعلمه عادة في المدارس ، وكانت في حديثها في غاية التهذيب .......
 
فجأة ، وبعد أن اطمأنت على أنها لن تضيع ، أجدها تلتفت إلي بابتسامة صريحة هذه المرة لتسألني إذا ما كنت ذاهبة مثلها إلى " ليون " زيادة في الاطمئنان . ومع أنني لم أكن ذاهبة إلى هناك إلا أنني وجدتها فرصة لإذابة الجليد وفتح حديث ودي يبدأ عادة بالسؤال اللبناني التقليدي : " من وين حضرتك ? " الذي يقول أشياء كثيرة عن الشخص المنوي التعرف إليه ، وكان الجواب الذي لم أكن لأتوقعه أبداً :
 
ــ " من تل عباس " قالت لي ، فهل تعرفينها ?
 
ومن يعرف سهل عكار أكثر مني ? ملعب الريح الشرقية ? سهل الخير والبركة بأنهاره الكريمة ، وتربته الخصبة ، وقراه البسيطة المتواضعة ، وتلاله   ووهاده ، منبت السماق والزعتر ........ والهندباء والخبيزة والدويك والقرصعنة والمسيكة والحرتمنة .... وحيث يسرح الحلزون على هواه تاركاً شريطه الللامع من ورائه مدللاً فيه على وجوده في تلك الأرض البارة .... وصارت أسماء تلك القرى الوادعة تعود إلى ذاكرتي بالتوالي : الكنيسة ، سعدين ، دارين ، الحيصة ، المسعودية ، تل بيبية ، الشيخ زناد ، السماقية ...... وتل عباس الشرقي ، والغربي ، وتخيلت جارتي تمشي بالكعب العالي في تلك الحواكير فتستعصي علي الصورة ، حتى سمعتها تسألني :  
 
ــ هل تظنين بأنه من المسموح لنا بأخذ " البزاق " معنا على الطائرة ?
 
ــ عن أي " بزاق " تتحدثين ? وأين هو " البزاق " ? سألتها .
 
ـ هنا ! قالت وهي تشير بيدها إلي الحقيبة " المريبة " الموضوعة بيننا والتي كنت أظن بأنها تحتوي على كنز التيتانيك .
 
ــ ولماذ تأتين بالبزاق إلى فرنسا ? سألتها بكل استغراب .
 
ــ لأنني ذاهبة إلى أخي الذي يدرس الطب في " ليون " ، وهو يحبه كثيراً لكنه لا يأكل سوى " البزاق البلدي " ولا يحب البزاق الفرنسي .
 
حقيقة ، كانت مفاجأة لا تخطر على البال ولم أكن لأتوقعها أبداً ، ولم يكن ليخطر لي بأن حرص هذه الفتاة كان على " بزاقات " أخيها ، وأنها تركت الحقيبة مفتوحة خوفاً عليها من الاختناق في داخلها ، وأن كل نظرات الارتياع تلك كانت ترسلها فلأنها كانت تخشى خروج تلك الحلازين من الحقيبة وزحفها في الطائرة على أرجل المسافرين . صحيح ، " إن بعض الظن إثم " .
  

29 - مارس - 2007
نباتات بلادي
ترجمة فقرة : المليسة أو الترنجان    كن أول من يقيّم

 
الترنجان أو المليسة : La Melisse
Melissa Officinalis (labiées)
 
من أسمائها الشائعة :Mélisse citronnelle, citronnelle, citronne, herbe au citron, mélisse des boutiques, piment des abeilles ou des ruches   Céline, ponchirade, thé de France. 
 
أهم مركباتها الكيميائية :  Acides phénols   ( حامض الفينول C6 H5 OH ) ، فليفونيد  flavonoÏdes  (من مضادات الأكسدة ) ، huile essentielle ( زيت عطري طيار ) .
 
الأجزاء المستعملة منها :   الأوراق .
 
لمحة تاريخية :  تشترك " المليسة " بالكثير من مواصفاتها مع نبتة " الحندقوق " ( Le Meliliot ) فكلاهما تتميز بشدة جاذبيتها للنحل ، وكلاهما تستمد تسميتها من أصل يوناني : melisse  تعني باليونانية نحلة ، و melilot  هي كلمة مركبة من جزئين : meli - miel وتعني العسل ، وlotos - lotus وهي زهرة اللوتس الشهيرة ، كلاهما كانتا تتمتعان بشهرة كبيرة في الماضي ، وكلاهما مضادة للتشنج وهاضمة ومهدئة .
 
إن أول من أمتدح فضائل الترنجان أو المليسة هم الأطباء العرب ، كان " ابن سينا " يقول عنها بأنها تفرح القلب وتبهجه ، وبأنها مقوية للبديهة . ثم سار الأطباء الفرنسيون على خطى زملائهم العرب فكانوا يصفونها لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض منها : علاج السكتة القلبية أو الدماغية(l'apoplexie )، الصرع ( l'epilepsie ) ، الخمول ( la lethargie ) ، الكآبة ( la melancolie ) ، الإدمان ( la manie ) ، خصوصاً على شكل ماء مقطر كان يعرف بأنه  " إلكسير الشباب " وكانت شهرته تعادل شهرة " ماء ملكة هنغاريا "( l'eau de la Reine de Hongrie ) .
 
من المعروف لدى النحالين بأننا لو فركنا القفير بقبضة من أزهار المليسة الطرية فإن ذلك سيجذب إليه عدداً إضافياً من النحل ، وسيكون المحصول بالتالي أكثر وفرة . ومن تقاليد منطقة الألزاس أن يقوم العروسان في ليلة زفافهما بنقع غصن من الترنجان أو المليسة في قنينة نبيذ وتركه فيها طوال الليل ، في الصباح كان كل واحد منهما يمسكه من طرف ويجذبه إليه حتى ينقطع ، حصول أحدهما عل قسم أكبر من شريكه كان يعني بأنه سيكون صاحب القرار في البيت .
 
كانت جداتنا تستخدم بكثرة أوراق المليسة المجففة أو كحولها المعروف منذ ثلاثة قرون باسم :  "ماء الكرميين " ( l'eau des Carmes ) .
 
وصف النبتة :
 
 المليسة نبتة زاهية بجذل طويل وجذور كثيفة :  جذعها  منتصب ، يبلغ طوله ما بين 40 إلى 80 سنتمتر وهو يمتد تحت سطح التربة بشكل أفقي على مسافة متوسطة المدى . أوراقها مستطيلة ، وهي متقابلة على الغصن وذات سيقان طويلة ، متعرجة عند أطرافها وبها حجرات دقيقة وناعمة ، وهي لامعة باخضرار داكن في ظاهر الورقة بينما يبدو باطنها أقل اخضراراً . أزهارها البيضاء تتفتح ما بين حزيران وأيلول في تجاويف الوريقات العليا التي تحتضنها . اما الثمار التي تحيط بها كأس صلبة فهي تحتوي على بذور لامعة ذات لون بني داكن .
 
الزراعة وجني المحصول :
 
 هي شديدة الإنتشار في أوروبا في المناطق الرطبة والظليلة ، لكنها تندر في المرتفعات . تعتمد زراعة المليسة على زرع شتيلات صغيرة في شهر شباط (semis ) ، ثم إعادة غرسها في الأرض بعد شهرين من زراعتها الأولى . يبدأ جني المحصول بعد سنتين من الغرس ويتم قبل أن تزهر الشتلات بوقت قليل ، أي ما بين أيار وحزيران . من الممكن جني محصول أضافي في شهر أيلول : إنزع الأوراق عن غصونها ، قم بتجفيفها في الظل في مكان جاف ومعرض للهواء .
 
فوائدها واستخداماتها :
 
 
 موطن المليسة الأصلي هو آسيا الصغرى وقد عرفت في فرنسا منذ العصور الوسطى وكانت تستخدم لأجل أوراقها . عند فرك هذه الأوراق المجففة بين أيدينا ، تفوح منها رائحة  شديدة النعومة سحرت برقتها الكاتبة الفرنسية " كوليت " . للمليسة مفعول مخدر وتعالج بها الاضطرابات المتعلقة بالجهاز العصبي : spasmes  تشنج الإمعاء والجهاز الهضمي ، colites  التهاب القولون ، crampes d?estomac  المغص ، emotivite  الانفعال ، anxiete  القلق ، palpitation   خفقان القلب ، و insomnie  الأرق . هناك دراسة أجريت من قبل بعض الأطباء في العام 1990 أظهرت فعالية المزواجة بين المليسة  وزهرة الآلامية passiflore  لمعالجة القلق .
 
تستخدم المليسة أيضاً للمساعدة في علاج حالات الإنهيار العصبي . يضاف إلى تأثيرها المهدئ على الجهاز الهضمي  فائدتها المضادة للالتهابات والتشنجات وكونها منشطة لعمل المرارة فإنها تساعد على الهضم . توصف أيضاً في حالات التقيؤ التي يسببها الحمل ولها تأثيرات نافعة لعلاج طنين الأذن وما ينتج عنه من مشاكل مزعجة في السمع .

31 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
 32  33  34  35  36