البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 31  32  33  34  35 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
دفع الإيهام    كن أول من يقيّم

                                                     " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"
                                              للعلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى.
قوله تعالى : "خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ" الآية. هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم مجبورون لأن من ختم على قلبه وجعلت الغشاوة على بصره سلبت منه القدرة على الإيمان. وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن كفرهم واقع بمشيئتهم وإرادتهم كقوله تعالى: "فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى"، وكقوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ"، وكقوله: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" ، وكقوله: "ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُم"، وكقوله: "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُم" .
والجواب:أن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم, كل ذلك عقاب من الله لهم على مبادرتهم للكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ومشيئتهم, فعاقبهم الله بعدم التوفيق جزاءً وفاقاً. كما بينه تعالى بقوله: "بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ" ، وقوله: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ"، وبقوله: "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ"، وقوله: "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ"، وقوله: "فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً" ،وقوله: "بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"، إلى غير ذلك من الآيات.
 
 قوله تعالى: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً". أفرد في هذه الآية الضمير في قوله استوقد وفي قوله ما حوله وجمع الضمير في قوله: "ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ"، مع أن مرجع كل هذه الضمائر شيء واحد وهو لفظة الذي من قوله: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي".
 والجواب عن هذا أن لفظة الذي مفرد ومعناها عام لكل ما تشمله صلتها, وقد تقرر في علم الأصول أن الأسماء الموصولة كلها من صيغ العموم, فإذا حققت ذلك فاعلم أن إفراد الضمير باعتبار لفظة الذي وجمعه باعتبار معناها، ولهذا المعنى جرى على ألسنة العلماء أن الذي تأتي بمعنى الذين، ومن أمثلة ذلك في القرآن هذه الآية الكريمة, فقوله كمثل الذي استوقد؛ أي كمثل الذين استوقدوا بدليل قوله: "ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ" ، وقوله: "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" وقوله: "لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ" ؛أي كالذين ينفقون بدليل قوله: "لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا"  ،وقوله: "وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا"  بناءً على الصحيح من أن الذي فيها موصولة لا مصدرية .
 

1 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
المثال أفصح من المقال    كن أول من يقيّم

                      تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى(ت عام771)

قال الشيخ تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه معيد النعم ومبيد النقم، تحت عنوان الصوفية،ص119 :"حَيَّاهمُ الله وبيَّاهم وجمعنا في الجنة نحن وإِياهم. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم؛ لكثرة المُتلبِّسين بها، بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني: لا يصِح الوقف عليهم لأنه لا حدَّ لهم. والصحيح صحته، وأنهم المُعرِضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة.." ثم تحدث عن تعاريف التصوف إِلى أن قال: "والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويُستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنَّا بهم".

                       جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى

قال العلامة المشهور جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تأييد الحقيقة العليَّة،ص57: "إِن التصوف في نفسه علم شريف، وإِن مداره على اتباع السنة وترك البدع ، والتبرِّي من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليمِ لله، والرضى به وبقضائه، وطلبِ محبته، واحتقارِ ما سواه.. وعلمتُ أيضاً أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبّهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدّى ذلك إِلى إِساءة الظن بالجميع، فوجَّه أهلُ العلم للتمييز بين الصنفين ليُعلمَ أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملتُ الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرَ صوفياً محقِّقَاً يقول بشيء منها، وإِنما يقول بها أهل البدع والغلاةُ الذين ادَّعَوْا أنهم صوفية وليسوا منهم".

                                   ابن عابدين رحمه الله تعالى
                                     (1198-1252)هجري

تحدَّثَ خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين، رحمه الله تعالى، عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات، من قِبل أشخاص تزيَّوْا بزِي العلم، وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يُظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال: "ولا كلام لنا مع الصُدَّقِ من ساداتنا الصوفية المبرَّئين عن كل خصلة رديَّة، فقد سُئل إِمامُ الطائفتين سيدُنا الجُنَيد: إِن أقواماً يتواجدون ويتمايلون ؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإِنهم قوم قطَّعت الطريقُ أكبادَهم، ومزَّق النصبُ فؤادَهم، وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إِذا تنفسوا مداواةً لحالهم، ولو ذُقْتَ مذاقهم عذرتَهم في صياحهم.." وبمثل ما ذكره الإِمام الجنيد، أجاب العلامة النحرير ابن كمال باشا لمّا استُفتي عن ذلك حيث قال:

              ما في التَّواجُدِ إِن حقَّقْتَ من حرجٍ **ولا التمايلِ إِنْ أخلْصَتَ من بَاسِ

             فقمتَ تسعى على رِجْلٍ وحُقَّ لِمَنْ** دعاه مولاه أن يسعى على الرَّاسِ

الرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إِلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إِلا مِن الإِله، ولا يشتاقون إِلاَّ له ؛ إِنْ ذكروه ناحوا، وإِن شكروه باحوا، وإِن وجدوه صاحوا، وإِن شهدوه استراحوا، وإِن سرحوا في حضرات قربه ساحوا. إِذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إِراداته، فمنهم مَنْ طرقتْه طوارق الهيبة فخرَّ وذاب، ومنهم من برِقتْ له بوارق اللطف فتحرَّك وطاب، ومنهم من طلع عليهم الحبُّ من مطلع القرب فسكر وغاب. هذا ما عَنَّ لي في الجواب، والله أعلم بالصواب.
وأيضاً فإِن سماعهم ينتج المعارف الإِلهية، والحقائق الربانية، ولا يكون إِلا بوصف الذات العلية والمواعظ الحِكَمِيَّة، والمدائح النبوية.
ولا كلام لنا أيضاً مع من اقتدى بهم، وذاق من مشربهم، ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلاَّم، بل كلامنا مع هؤلاء العوام، الفسقة اللئام.. " (الرسالة السابعة، شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل ص172ـ173 ).

1 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
مواقع مفيدة    كن أول من يقيّم

المعجزات القرآنية :
 
 
 
قصص الأنبياء :
 
 
معجم كلمات القرآن:
http://www.al-mishkat.com/words/
 

1 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من محاضرات المرحوم الدكتور محمد صبري الأشتر( ابن عمة د/ عبد الكريم الأشتر).    كن أول من يقيّم

                                                                   المعلّقات وقصة تعليقها
 
*يذكر المرحوم مصطفى صادق الرافعي (ت 1937) تسمية القصائد بالسبع الطوال والمعلقات ، ثم يذكر أصحابها
وسببَ تسميتِها ، ويورد ما رواه البغدادي في " خزانة الأدب" من أنّ بعض أمراء بني أمية أمر مَن اختار له سبعة
أشعار فسمّاها " المعلقات" أو " فسمّاها المعلقات الثواني " في غير رواية الخزانة ، وهي غير المعلقات الأولى.
ويورد أقوال ابن قتيبة في ترجمة نفَرٍ من أصحاب المعلقات أمثال طَرَفة وعَمرو بن كُلثوم وعنترة وعبيد.
ثم يذكر الأسماء التي وردت بها تلك القصائدُ في كتب الأدب والبيان واللغة ، وهي السبع الطوال، والسموط ،
والسبعيات ، فالسبع الطوال هي تسمية( حمّاد) الذي نقلها من الحديث الشريف : " أعطِيتُ مكانَ التوراة السبعَ الطوال"، وهي سُوَر بعينها من القرآن الكريم ، و" السموط" هي تسمية( المفضّل) التي أوردها صاحب "الجمهرة "، ويلاحظ الرافعي أن صاحب " العُمدة" ينقل هذه التسميةَ بالسمط إلى أصلها، ويعتمد في هذا على بعض أخبار( حمّاد)، و"السبعيات"وقف عليها في كتاب " إعجاز القرآن " للباقلاني في حديثه عن امرىء القيس، والموازنة بين شعره وشعر غيره.
ويخلُص إلى أنّ حمّاداً هو أوّل مَن اختار السبع الطوال، وأنّ جملة كلام الرواة الإخباريين على القصائد لم تَخرُج عن سبيل ما يُختار من الشعر، وأنّ المتأخّرين هم الذين بنَوا على خبر تعليق القصائد بالكعبة أمْرَ الكتابة بالذهب أو بِمائِه في الحرير أو القباطيّ ، وأنّ القصائد سُمِّيتْ لذلك بالمعلقات أو المذهبات ؛ مع أنّ " المذهبات" في رواية المفضَّل في الجمهرة هي قصائدُ لِشعراءَ من الأوس والخزرَج غيرِ أصحاب " السبع الطوال" [ تاريخ آداب العرب3/187-192].
*إنّ المعلّقات اسمٌ أطلِق على قصائدَ طِوالٍ مختاراتٍ من الشعر الجاهلي ، وسبب تسميتها بهذا الاسم ما رواه
  ابن الكلبي (ت عام ت204، سنة819م) مِنْ أنّ : " أوّلَ شعر عُلِّقَ في الجاهلية على ركن من أركان الكعبة أيامَ الموسم حتى نُظر إليه ، ثم أحدِرَ، فعلَّقتْ الشعراءُ ذلك بعدَه ، وكان ذلك فخراً للعرب في الجاهلية"[إعجاز القرآن للرافعي ،ص242].
وربما كان هذا النص أقدم نص في خبر التعليق ، وهو يتّسم بالغموض ، ويحمل على التساؤل......
ومع أنّ حمّاداً الراوية ( ت عام185،سنة801م) جمع القصائد السبع وأذاعها بين الناس ، فإنه لم يَرْوِ خبر التعليق، كذلك لم يرْوِهِ خلف الأحمر (تعام180،سنة796م) ولم يذكره ابن سلّام الجُمَحي (ت231=845) في كتابه " طبقات فحول الشعراء" وأغفله الجاحظ (ت255=868) في كتبه ، وأوّل مَنْ رواه ابنُ الكلبي- كما رأينا- ثم ينقطع الخبرعند أبي زيد القرشي (ت230=844) في كتابه " جمهرة الشعراء" على عنايته بتصنيف مجموعات القصائد، وتسميتها، وتسمية أصحابها ، كذلك ينقطع عند ابن قتيبة (ت276=889) في كتابه " الشعر والشعراء" ، وعند المبرّد(ت286=899) في كتابه " الكامل".
  • والعجيب أنّ ابن عبد ربه(ت327/938م) في " العِقد الفريد5/269" يذكر خبر كتابتها بماء الذهب وتعليقها بين أستار الكعبة، وينكره معاصره : أبو جعفر النحاس العالِم النّحْوي، وأحد شُرّاح المعلقات.....
  • وابن خلدون يستقي من ابن عبد ربه ومن النحّاس، لكنه يؤيّد الأول في إثبات خبر التعليق ، ويُخالف الآخَرَ
          في إنكاره له .
 
·        وينقطع خبر التعليق حتى نسمعه من عبد القادر البغدادي(ت1093/1682م). [ خزانة الأدب 1/125-126].
·        ثم ينقطع خبر التعليق حتى نصل إلى العصر الحديث ، فينقسم الناس فريقيَيْن : فريقاً يُثبته، وفريقاً يُنكره.
·         ويلاحظ أن جمهور المستشرقين يعتمد على معاني الألفاظ المجازية في تفسير القصائد بالمعلقات،فالمعلقات شبيهة بالقلائد التي تعلّق بالنّحور، ومن هذا التفسيرردُّ المعلقات إلى العِلْق ،وهو ما يُضَنُّ به من الأشياء الثمينة ، فالمعلقات إذن عِلْقٌ نفيس ، أو هي أحجار وعقود نفيسة.
** أمّا أنّ العرب لم يكونوا في جاهليتهم أمّة كاتبة تسجّل شعرها وتكتبه ، وأنّ للكعبة من القُدْسية مالا يُبيح تعليقَ المُدوَّنات فيها ، فإنّ هذا الزعم مردود، ذلك بأنّ العرب في الجاهلية عرَفتْ الكتابة ، واستخدمتْها فجُلّ شؤونها ، وكتبتْ بعضَ شعرِها وأخبارها وأنسابها في صُحُفٍ ودواوينَ ، كذلك عَلّق العرب في الجاهلية عهودهم ووثائقَهم وصُحُفَهم في الكعبة ؛ إظهاراً لعلوّ شأنها ، وبياناً  لقيمتها وخطرها ؛ ومِن هذا ما قاله محمد بن حبيب عن حِلْف خُزاعة لعبد المطَّلِب : " كتبوا بينهم كتاباً كتبه لهم أبو قيس ابنُ عبد مَناف بنِ زُهرة ثم علّقوا الكتاب في الكعبة ، ومنه الصحيفة التي كتبتها قريش حين اجتمعت على بني هاشم وبني عبد المطّلب ، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ،علّقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم ، وقد بقيت هذه الصحيفة في الكعبة دهراً  فلمّا أخرجوها بعد ذلك ، وجدوا أنّ الأرَضَة لم تَدَعْ في الصحيفة إلا أسماء الله .
                                         [ مصادر الشعر الجاهلي للعلامة ناصر الدين الأسد ،ص169-171].
تنبيه مهم جداً : ( العالِم محمد علي حمد الله ، الذي نشر شرح المعلقات للزَّوزَني : قد ذكر آراء القدماء والمُحْدَثين في خبر التعليق  وناقشها رأياً رأياً ، وانتهى إلى الأخذ بالخبر).   
    
 

1 - يناير - 2008
لماذا سميت هذه القصائد بالمعلقات ؟
أنواع القراءة وعلم المقامات.    كن أول من يقيّم

                                                    مراتب قراءة القرآن الكريم
المرتبة الأولى : التحقيق
 القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
المرتبة الثانية : الترتيل
  القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
  القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام .
المرتبة الرابعة : التدوير
   وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع مع مراعاة الأحكام .
وهذه المراتب متفاوتة في الفضل، فقد اختلف العلماء في الأفضلية، فقال بعضهم :  التؤدة والطمأنينة مع قلة القراءة أكثر ثواباً، وهذا مذهب ابن عباس وابن مسعود، رضي الله عنهم، وذكر هذا القولَ غيرُهم .
وذهب فريق إلى أن كَثرة القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة أفضل ،وهؤلاء من أصحاب الشافعي ، واحتجّوا لذلك بحديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،قال : "مَن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألف لام ميم حرف ولكنْ ألف حرف ولام حرف وميم حرف " ولقد روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله ،صلى الله عليه وسلم ،قال : "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه . وقد أمر الله تعالى به نبيّه ،صلى الله عليه وسلم ، فقال  عز وجل  "ورتل القرآن ترتيلاً " (سورة المزمل ا/4) ، وفي جامع الترمذي وغيره عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فإذا هي تصف قراءته بأنها قراءة مفسّرة حرفاً حرفاً .
ضرب من الحدر قال : الزمزمة القراءة في النفس خاصة ، ولا بد في هذه الأنواع كلها من التجويد.
*علم المقامات :
http://www.qquran.com/qu.php?goto=ma
 

1 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من تفسير الطبري    كن أول من يقيّم

                                               تفسير الطبري ( أول سورة مريم)
 
 
"قَالَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام وَعَجِبَ ... فَقَالَ أَعْجَب أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ بِأَسْمَائِهِ وَيَعِيشُونَ فِي رِزْقه فَكَيْف يَكْفُرُونَ بِهِ فَالْأَلِف مِفْتَاح اللَّه وَاللَّام مِفْتَاح اِسْمه لَطِيف وَالْمِيم مِفْتَاح اِسْمه مَجِيد فَالْأَلِف آلَاء اللَّه وَاللَّام لُطْف اللَّه وَالْمِيم مَجْد اللَّه وَالْأَلِف سَنَة وَاللَّام ثَلَاثُونَ سَنَة وَالْمِيم أَرْبَعُونَ سَنَة . هَذَا لَفْظ اِبْن أَبِي حَاتِم وَنَحْوه رَوَاهُ اِبْن جَرِير ثُمَّ شَرَعَ يُوَجِّه كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَال وَيُوَفِّق بَيْنهَا وَأَنَّهُ لَا مُنَافَاة بَيْن كُلّ وَاحِد مِنْهَا وَبَيْن الْآخَر وَأَنَّ الْجَمْع مُمْكِن فَهِيَ أَسْمَاءٌ لِلسُّوَرِ وَمِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى يَفْتَتِح بِهَا السُّوَر فَكُلّ حَرْف مِنْهَا دَلَّ عَلَى اِسْم مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَة مِنْ صِفَاته كَمَا اِفْتَتَحَ سُوَرًا كَثِيرَة بِتَحْمِيدِهِ وَتَسْبِيحه وَتَعْظِيمه قَالَ وَلَا مَانِع مِنْ دَلَالَة الْحَرْف مِنْهَا عَلَى اِسْم مِنْ أَسْمَاء اللَّه وَعَلَى صِفَة مِنْ صِفَاته وَعَلَى مُدَّة وَغَيْر ذَلِكَ كَمَا ذَكَرَهُ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة ؛لِأَنَّ الْكَلِمَة الْوَاحِدَة تُطْلَق عَلَى مَعَانٍ كَثِيرَة كَلَفْظَةِ الْأُمَّة فَإِنَّهَا تُطْلَق وَيُرَاد بِهِ الدِّين كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة " وَتُطْلَق وَيُرَاد بِهَا الرَّجُل الْمُطِيع لِلَّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ إِبْرَاهِيم كَانَ أُمَّة قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ " وَتُطْلَق وَيُرَاد بِهَا الْجَمَاعَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّة مِنْ النَّاس يَسْقُونَ " وَقَوْله تَعَالَى " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا " وَتُطْلَق وَيُرَاد بِهَا الْحِين مِنْ الدَّهْر كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْد أُمَّة " أَيْ بَعْد حِين عَلَى أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ قَالَ فَكَذَلِكَ هَذَا."
 
موقع مفيد إن شاء الله تعالى:
http://www.islamstory.com/Default.aspx

2 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
المناسبة    كن أول من يقيّم

                                                              المناسَبة
 
قوله تعالى : " النبيُّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجُه أمهاتُهم" ( الأحزاب33/ من6).
           قبل نزول هذه الآية كان سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه يتحرّج من الصلاة على المَدِين إذا مات ولم يتركْ وفاءً لِدَينه . ( سُنَن النَّسائي للسّيوطي 4/66،67 المجلد الثاني).
           ولمّا نزَلت هذه الآية صار ،صلى الله عليه وسلّم، يتحمّل ديونَ الموتى الفقراء ويَكفُلُ اليتامى الضائعين قال ، عليه الصلاة والسلام : " ما من مؤمن إلا وأنا أَوْلَى الناسِ به في الدّنيا والآخرة. اِقرؤوا إن شئتم:" النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم " فأيُّما مؤمنٍ تَرَكَ مالاً فَلْتَرِثْهُ عُصبتُه مَن كانوا ، مَن ترك دَيناً أو ضياعاً فَلْيأتِني فأنا مولاه".
 
قوله تعالى : " ..غافرِ الذنْبِ وقلبِلِ التَّوب "( غافر40/3).
          كان سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه يرى أنّ التوبة ماحيةٌ لجميع الذنوب بما فيها القتلُ، فقد قال رجل له : يا أمير المؤمنين إنّي قتلتُ فهل لي مِن توبة ؟ فقرأ عليه عثمان مِن أول سورة غافِر: "حم* تنزيلُ الكتابِ من الله العزيزِ العليم * غافرِ الذنبِ وقابلِ التّوبِ شديدِ العِقاب..." ثم قال له: اِعمَلْ ولا تيْئَسَنَّ .( موسوعة فقه عثمان ، ص111).
        إنّ مِن سُنَن القرآن الكريم الجمعَ بين الوعد والوعيد ؛ لِيظلّ الإنسانُ محكوماً بمشاعر الخوف والرجاء: " اعلموا أنّ الله شديدُ العِقاب وأنّ الله غفورٌ رحيم " ( المائدة5/98).
فائدة : الهمزة المسبوقة بياء ساكنة تكتب على نَبْرة ؛ كما رأيت : " اعمَلْ ولا تيْئسنّ"، وهكذا ( الشاعر الحُطيْئة ، وخطيْئة.....) .
 
مصحف عبد البا سط ، قراءة حفص عن عاصم :
 
        http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=203

2 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من ذريتي    كن أول من يقيّم

124" وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمّهنّ قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومِن ذُرِّيَّتي قال لا
          ينال عهدي الظالمين".
 
    " من ذُرّيّتي " : متعلقان بصفة لموصوف محذوف هو مفعول أوّل، والمفعول الثاني والعامل
                         محذوفان ، والتقدير: اِجعَلْ فريقاً كائناً من ذُرّيّتي إماماً .
      تنبيه : إعراب " عهدي" : فاعل . وقُرىء " الظالمون" ، على العكس؛ والمعنيان متقاربان؛
              لأنّ كلّ ما نِلْتَه فقد نالَكَ .
 
126 " وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعلْ هذا بلداً آمِناً وارْزُقْ أهلَه من الثمرات مَن آمَن منهم بالله ...".
 
         " منهم " : متعلقان بحال محذوفة من الضمير في " آمَنَ" .
 
128 " ربَّنا واجعلْنا مسلمَيْنِ لك ومِن ذُرِّيتِنا أمّةً مسلمةً لك وأرِنا مناسكنا وتُبْ علينا ...".
 
         " مِن ذُرّيتنا" : متعلقان بصفة لموصوف محذوف هو مفعول أوّل ، والتقدير: اجعلْ فريقاً
                           كائناً من ذرّيّتنا أمة مسلمة . و" أمة" مفعول ثان للفعل المقدر.
 
130 " .... ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لَمِن الصالحين".
 
         " في الآخرة" : يتعلَّقَ بقولِه " الصالحين " وإنْ كانت أل موصولةً في( الصالحين)؛ لأنه يُغْتفر في شبه الجملة ما لا يُغْتَفَرُ في غيرِها اتِّساعاً . " من الصالحين" : متعلقان بخبر" إنّ" المحذوف ، واللام في " لَمِن الصالحين" هي لام التوكيد.
 
133 " أم كنتم شهداء إذ حضريعقوبَ الموتُ إذ قال لِبَنيه ماتعبُدون مِن بعدي...".
 
         " إذْ" : ظرف متعلق بِ " شُهَداء" . " إذْ" الأخرى : بدل من الأولى ، والعامل فيها العاملُ
          في " إذْ" لا على نيّة تكرار العامل ، أو عامل مضمر إنْ قلنا بذلك.
 
                                                                     توضيح
قال المفسِّر العلامة الشنقيطي- رحمه الله-:
        قوله تعالى: "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" الآية. هذه الآية تدل على أنّ هذه النار كانت معروفة عندهم، بدليل أل العهدية، وقد قال تعالى في سورة التحريم: "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"، فتنكير النار هنا يدل على أنها لم تكن معروفة عندهم بهذه الصفات.
 ووجه الجمع أنهم لم يكونوا يعلمون أن من صفاتها كون الناس والحجارة وَقوداً لها فنزلت آية التحريم فعرَفوا منها ذلك من صفات النار، ثم لمّا كانت معروفة عندهم نزَلت آية البقرة، فعرفت فيها النار بأل العهدية ؛لأنها معهودة عندهم في آية التحريم، ذكر هذا الجمعَ البيضاوى والخطيب في تفسيريهما وزعما أنّ آية التحريم نزلت بمكة وظاهر القرآن يدل على هذا الجمع لأن تعريف النار هنا بأل العهدية يدل على عهد سابق والموصول وصلته دليل على العهد وعدم قصد الجنس ولا ينافي ذلك أن سورة التحريم مدنية وأن الظاهرنزولها بعد البقرة، كما روي عن ابن عباس لجواز كون الآية مكية في سورة مدنية كالعكس.

2 - يناير - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
الجذر : حمم    كن أول من يقيّم

أخي الفاضل الأستاذ عبد الحفيظ. سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات. بارك الله فيك وفي أمثالك الذين يُدخِلون السرور في قلوب إخوانهم . لك مني التقدير والدعاء..
                                      من لسان العرب
قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ. وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم. وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت:
وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً،
 
نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُـعْـرِبُ
قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد:
وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ،
وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ
قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ:
يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ،
 
فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّـقَـدُّمِ
قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ. وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها? فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ. وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل:
فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي
 
وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني
فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي. وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ:
أَحَمَّ اللهُ ذلـك مـن لِـقـاءٍ
 
أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال
وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ:
وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ،
 
وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صـارِفُ
وقال البَعيثُ:
أَلا يا لَقَوْمِ، كلُّ مـا حُـمَّ واقِـعُ،
وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ

3 - يناير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
حتى : ليست حرف نصب .    كن أول من يقيّم

"حتى"
    لها خمس حالات : 
حرف جر لانتهاء الغاية الزمانية أو المكانية ، والمجرور بعدها اسم مفرد ، ولا يجر الضمير، بخلاف  (إلى ) فإنها تجر الاسم الظاهر والضمير المتصل، كقوله تعالى: "سلام هي حتى مطلع الفجر" (القدْر/5).. 
2 ـ حرف جر ، وينصب الفعل المضارع المستقبل بعده بأن مضمرة وجوباً، كقوله تعالى: " لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى "(طه/91)، أو للتعليل، كقوله تعالى: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم" (البقرة/217).أو للاستثناء، كقول الشاعر: 
ليس العطاء من الفضول سماحة  **  حتى تجود وما لديك قليل
والتقدير: إلا أن تجود. 
وإذا جاء الفعل بعد ( حتى ) دالاً على الحال حقيقة أو مجازاً ،وجب رفعه، نحو: سرت حتى أدخلُ البلدة 
3 ـ حرف عطف يفيد الغاية والتدرج بمعنى ( الواو ) وتعطف الاسم عليه، نحو: أكلت السمكةَ حتى رأسَها، والتقدير: أكلت السمكة ورأسها. 
 4 ـ حرف ابتداء وما بعدها جملة مستأنفة. كقول جرير:  
فما زالت القتلى تمج دماؤها ** بدجلة حتى ماءُ دجلةَ أشكلُ
5 ـ حرف غاية فقط، إذا تلاها فعل ماض أو مضارع دال على الحال الحقيقة أو مجازاً، كما ذكرنا سابقاً، نحو: جلست حتى حضر خالد.
تنبيه: كل أنواع حتى السابق ذكرها، ما عدا الابتدائية، تكون لانتهاء الغاية.
ومعنى ( حتى ) أن يتصل ما بعدها بما قبلها، إلا إنْ وجدت قرينة تعين المقصود، فمثال المقصود التي يتصل ما بعدها بما قبلها قول الشاعر: 
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله  **  والزادَ حتى نعله ألقاها   
وقد روي البيت السابق بجر( نعله)على أن حتى جارة، وبنصبها على وجهين، أحدهما: أنها عاطفة، والآخر: أنها ابتدائية، والنصب بفعل مقدر يفسره الفعل الظاهر، وهذا من باب الاشتغال. 
أما الرفع فعلى أنها ابتدائية ( ونعله ) مبتدأ، وجملة ألقاها خبره. ومثال (حتى) التي تفيد عدم الاتصال لوجود قرينة قول الشاعر:
سقى الحيا الأرض حتى أمكُن عزيت  **  لهم فلا زال عنها الخير مجرور
                       قولُ أبي بكرٍ الصِّديق – رضي الله
                         صنائع المعروف تقي مصارع السوءِ
 قال تعالى:" فَلَولا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " .  تقولُ خديجةُ للرسول صلى الله عليه وسلم:  " كلا واللهِ لا يُخزيك اللهُ أبداً لَتصِلُ الرَّحِم ، وتحمِلُ الكلَّ ، وتكسِبُ المعدوم ، وتُعينُ على نوائِبِ الدَّهْرِ " . فانظُرْ كيف استدلَّتْ بمحاسنِ الأفعالِ على حُسْنِ العواقبِ ، وكَرَمِ البدايةِ على جلالِة النهايةِ .
وفي كتاب
" الوزراء " للصابي ، و" المنتظم " لابنِ ا لجوزي ، و "الفَرَجِ بعد الشِّدَّةِ " للتنوخي قصَّةٌ ، مفادُها : أن ابن الفراتِ الوزير ، كان يتتبَّعُ أبا جعفرٍ بن بسطامٍ بالأذِيَّة ، ويقصدُه بالمكاره ، فلقي منه في ذلك شدائد كثيرةً ، وكانت أُمّ أبي جعفر قد عوَّدته – منذُ كان طفلاً – أنْ تجعل له في كلِّ ليلةٍ ، تحت مخدَّته التي ينامُ عليها رغيفاً من الخبزِ ، فإذا كان في غدٍ ، تصدَّقتْ به عنه . فلمَّا كان بعد مُدَّة من أذيَّةِ ابنِ الفراتِ له ، دخل إلى ابن الفراتِ في شيءٍ احتاج إلى ذلك فيه ، فقال له ابنُ الفراتِ : لك مع أُمِّك خُبْزٌ في رغيف ؟ قال : لا . فقال : لابُدَّ أن تصدُقني . فذكر أبو جعفر الحديث ، فحدَّثه به على سبيل التَّطايُبِ بذلك منْ أفعالِ النساءِ . فقال ابنُ الفراتِ : لا تفعلْ ، فإنّي بتُّ البارحة ، وأنا أُدبِّرُ عليك تدبيراً لو تمَّ لاستأصلْتُك ، فنمتُ ، فرأيتُ في منامي كأنَّ بيدي سيفاً مسلولاً ، وقد قصدتُك لأقتلك به ، فاعترضتْني أُمُّك بيدِها رغيفٌ تُترِّسُك به منّي ، فما وصلتُ إليك ، وانتبهتُ . فعاتبه أبو جعفر على ما كان بينهما ، وجعل ذلك طريقاً إلى استصلاحِه ، وبذل لهُ منْ نفْسِه ما يريدُه منْ حُسْنِ الطاعةِ ، ولم يبرحْ حتى أرضاهُ ، وصارا صديقيْن . وقال له ابنُ الفراتِ: واللهِ، لا رأيت منِّي بعدها سُوءاً أبداً.
 
 
 
 

3 - يناير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
 31  32  33  34  35