البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 31  32  33  34  35 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
فيل شطرنج أم فيل حرب هندي ?    كن أول من يقيّم

 
 
أعود اليوم للحديث عن الفيل المصنوع من العاج ، الموجود في المكتبة الوطنية في باريس ، الذي من المفترض بأنه قطعة من أحجار شطرنج أهداها الخليفة هارون الرشيد للملك شارلمان ، وكان الأستاذ زهير قد أتى على ذكره في تعليق سابق بعنوان : صورة فيل الشطرنج في عصر ابن الرومي : تمكنت أخيراً من العثور عليه وبإمكانكم مشاهدة صورة له على الرابط التالي :  
 
 
 
ويعرف التعليق المرافق للصورة هذه القطعة بأنها : تمثال صغير لفيل حرب هندي يحمل الملك في هودج .
 
ويضيف التعليق : هذا التمثال المصنوع من العاج كان ، حتى عصر الثورة الفرنسية ، من ضمن الممتلكات التابعة لدير سان - دنيز ( بالقرب من باريس ) . ظلت هذه القطعة ، ولوقت طويل ، معتبرة بأنها من أحجار الشطرنج التي أهداها الخليفة هارون الرشيد ( 766 ? - 809 ) للأمبراطور شارلمان ( 742 - 814 ) .  ما نعلمه اليوم هو أن كل شيء يخالف الاعتقاد بهذه النسبة . هذا لا يخفف من قيمة ، أو يمنع ، اللهم ، فخامة هذا العمل المحفور في قرن عظيمة من العاج والذي يظهر فيه الملك جالساً على ظهر الفيل ومحاطاً بعدد من المحاربين . تحت القاعدة ، تظهر كتابة بالخط الكوفي تشير إلى اسم النحات الذي قام بهذا العمل " صنع يوسف الباهلي " . لا بد من الأخذ بعين الاعتبار بأنه من المحتمل أن تكون هذه الكتابة قد أضيفت إلى التمثال في وقت لاحق .
 
أترك لكم مهمة التعليق على التعليق .
 

25 - فبراير - 2007
الشطرنج آراء وأخبار وطرائف
ملاحظة :    كن أول من يقيّم

 
آسفة لقطع حبل أفكارك يا أستاذ هشام ، لكنك لو جعلت ابن الرومي يأكل من سلطة الزعتر ، لأنشد : الخيل والليل والبيداء تعرفني ........ ونحن بانتظار بقية القصة .

28 - فبراير - 2007
يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا?
في وداع المغفور له السيد : أحمد يوسف ظاظا الميداني    كن أول من يقيّم

 
رحمه الله ، وأسكنه فسيح جناته : تعازينا لك أستاذنا العزيز ، ولأسرتك الكريمة ، ولوالدتكم الحنون ، نسأل الله أن يلهمكم جميعاً الصبر والسلوان وأن يغفر لنا ولكم وللمؤمنين كافة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

2 - مارس - 2007
ويرحم الله والدي
يرحم الله أبي ......    كن أول من يقيّم

 ويرحم الله والدك يا أستاذ زهير ، ويكفيه وجع الأيام التي لا ترحم !
 ويرحم الله أبي الذي تجرعت كأس فراقه عام 1994م
وهذه صورته أقدمها بين تعازيّ لتكون عزائي أيضا كلما جلست لكاتبة هذه التباريح
 
 وهكذا يتخطف منا الموت الأهل ومن أحببنا ليعيدنا في كل مرة إلى الأرض ، كالأطفال  نحبو عليها من جديد . وفي كل مرة نعيد كرتنا مع الزمان ، ونعود لننسج مع الوقت وشائج وعلائق جديدة ننسلها من روحنا ومن أبداننا ومن تذكار هنيهات سعيدة كانت فيها النفس على سجيتها تسبح في نقطة من سطور الزمن : تذكار هنيهات تشدنا إليها بهذا الرباط المكتوم الهوية ، هذا الرباط الغريب المصنوع من مادة غريبة لا نعرف كنهها . وفجأة ، وكما في كل مرة : نجد بأننا في العراء من جديد ، حيث الريح تصفر ، وبأننا بلا غطاء ولا حذاء ، وبأننا في أرض غريبة ، وفي غيبة الأيدي النظيفة ، تمسح عنا وحل الليالي ، وتحنو على كتف قد أمالها طول العناء  .....
 
 تغتالني الأوجاع ، تقتص مني كأنني عاندتها ، تقتص مني لأنني كابدتها ، تتخطف مني الصديقة والصديق ، تتخطف مني علامات الطريق .
 
أبي ونور عيوني في الحياة iiأبي فمن سيدخل في عيني ويخطفه ?
وما حسدت على شيء كمثل أبي ولا رأيـت نـظـيرا فيه يخلفه
 
بـحسنه  كان سحرا أم iiبرقته وظرفه كان أحلى أم تصوفه ?
يحصي  لياليك مرتاعا iiلفرقتها وليس تحصي الليالي ما يشرفه
 

4 - مارس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
أوقفوا الحرب الهمجية في العراق    كن أول من يقيّم

 
 
 
 
صورتان أولى التقطت في 19 أيار 2006 لمعرض الكتاب الاسبوعي في الهواء الطلق في شارع المتنبي بوسط بغداد – في الأعلى، الاخرى في 5 آذار 2007 لعراقيين يغطون جثثاً في المكان عينه بعد تفجير سيارة مفخخة فيه أمس. (أ ف ب)
 
 
 
عن جريدة النهار اللبنانية هذا الصباح

6 - مارس - 2007
أوقفوا الحرب على لبنان...
المتنبي : الشاعر الملحمي    كن أول من يقيّم

 
 
   للغة العربية خاصية القدرة على التجريد : هي القدرة على تجاوز الرؤية الحسية - الواقعية والنزوع بها إلى رؤية جوهرية منزهة للأشياء والموجودات ، هي محاولة تجاوز ما يدرك بالحواس ويرى بالعين المجردة إلى ما يدرك بالوعي والمتخيلة .
 
 
  يرمز العربي إلى وعيه بالتاريخ والعالم بالكلام ، وكان الكلام أو اللغة ، ولعصور طويلة ، هو متاعه شبه الوحيد، ينقله معه في ترحاله الدائم . هذا يفسر ، ربما ، أن تكون اللغة العربية هي أثمن ما أنتجته الصحراء ، وأغنى ما أورثته الأجيال بعضها لبعض .
 
  وفي ذروة اللغة والكلام ، يأتي الموروث الشعري العربي ليعبر عن هذه اللغة بأبهى حللها ، وليرمز إلى وعي الإنسان العربي بعالمه وبيئته ، ونفسه وتاريخه، وذلك على مدى حقبات طويلة من الزمن كان للشعر فيها وما يزال ، موقع الريادة .
 
  فالشعر عدا كونه قيمة جمالية أكيدة ، هو شأن له أغراض : المدح ، الهجاء ، الرثاء ، الفخر ، الحكمة ، الوصف ، الغزل ..... ومن أغراضه أنه سجل للتاريخ ، وسبر للغور ، وترميز للحدث .
 
  الحدث هو ما يولد الانفعال في قلب الشاعر وفكره ، وهو ما يسعى للتعبير عنه ، سواء كان ذلك الحدث في مجال الواقع المعاش أم في وجدان الشاعر وعاطفته . لذلك فإنه سوف يسعى إلى ترميز هذا الحدث وتحويله إلى فكرة ، أو صورة ، ويجسده في قوالب لغوية وألفاظ موسيقية فيغدو ما كان حسياً - واقعياً ، مجرد صورة عن الواقع ، تحمل من صفاته الذاتية ، وتحمل نظرتنا إليه ، وتحمل معها الحلم الذي نرتجيه من هذا الواقع . 
 
   فاللغة الشعرية هي صلة الوصل ما بين ما ندركه بشعورنا الباطن ، وبالمتخيلة الوهمية ، الفردية منها والجماعية ، وبين الحدث الواقعي أو الحالة الشعورية الحقيقية التي نعيشها في اليومي ، الإعتيادي  ، والمباشر . كلما ضاقت المسافة بين الحالتين ، كلما كان الشعر إلى الشعر أقرب ، وهذا هو حال المتنبي .
 
شعر المتنبي هو مرآة روحه ، وهو مرآة عصره : شعره هو ملحمة حياته التي عاشها بكل ما اضطرب فيها من أحداث ، وما شابها من تغيرات . من يقرأ شعر المتنبي يعيش في أحداث عصره ، ويتتبع سيرة حياته ، ويرافقه في تقلبات روحه بحزنها ومرارتها ، قوتها وشغفها ، نبلها وطموحها ....... تطابق فصول حياته مع كل ما قاله في قصائده ، وحكمه على ما جاء فيها من أحداث ، وتصويره لما كان يعتمل في نفسه من ردود فعل عليها ، كل هذا متأت من إحساسه العميق بنفسه ، وتجذر هذا الإحساس في وعيه لدرجة أنه لا يفصل بينه وبين الحدث بل أن شعره الذي يرويه ، يجعل منه شفافاً مرئياً ما بين السطور . كل هذا يعطي لشعره هذه المصداقية التي هي صلة وصل بينه وبين جمهوره ، ويقضي بأن يكون بينه وبين المتلقي وثاقاً من الثقة لم ينفصم عراه أبداً .
 
ولقد اخترت هذه الأبيات ، وكان من الصعب جداً علي ان أختار ، للتدليل على بعض ما قلته ، كي نرى المتنبي ، داخل أحداث عصره ، إنما بكل طموحه وذاتيه وتفرده ، يرسم خيال عالمه الذي كان يعيش فيه والذي هو قمة ما كان يعتمل في داخله من انفعالات ، وقمة المقدرة في التعبير عنها :
 
 
                                        أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ

وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ

   تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ

   وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ

ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ

وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ

وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ

وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ

   
دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجى وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ

وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ

كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
 
 
ثم حول ملحمية الوصف عنده أذكر هذه الأبيات الخالدة :
 

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
 
ولي عودة أخرى ، إن شاء الله ، إلى المتنبي الإنسان في غربة روحه .
 
 
 

 

6 - مارس - 2007
واحة المتنبي
هوامش ....    كن أول من يقيّم

عن السفير اللبنانية : السفير الثقافي ( الجمعة 9 آذار 2007 )
طلال سلمان

اغتيال ?القلم? و?ما يسطرون?: المتنبي والمثنى شهيدان مجدداً!
قال لي سعيد فريحة وهو يودعني:
ـ هنيئاً لك بهذه الرحلة الى جهنم! احفظ عني ثلاثاً: لا تخرج نهاراً، ولا تقرب العرق (المسيِّح)، ولا تتحدث مع أحد في السياسة.
ثم استدرك فقال: فإن نقصك المال فاقصد مكتبة المثنى، وهو وكيل صحف الأرض جميعاً، ولنا عنده دين تقتضيه فتأخذ منه ما يلبي حاجتك.
كنت أستمع الى ?توجيهاته? صامتاً، وحين هممت بالانصراف باغتني بجملة ما يزال صداها في أذني: نحن أهدرنا كرامة أعظم شعراء العرب من دون أن نفيد المومسات بشيء، أما في العراق فقد كرموا كل صاحب قلم وكل صاحب رأي بأن أعطوا اسم المتنبي لشارع المكتبات والوراقين ودور النشر. هناك ستلتقي بكل أولئك الذين أعرف أنهم يسكنون وجدانك.
وصلنا بغداد مساء.. فرميت حقيبتي، وخرجت الى دجلة الذي يلف بغداد بزنار أخضر يسوّر القصور والبيوت الأنيقة لمن كانوا من ?أهل العز? قبل أن يجتاح العسكر وفقراء الارياف الذين غدوا من أهل النفوذ كل ما هو جميل ونظيف ويدل على وجاهة أو ثراء موروث.
كان الشاطئ مزدحماً بتلك الخيم، ومراكب النزهة القصيرة، وأمام كل خيمة مجمرة ضخمة يشوى فوقها السمك ?المسقوف?، والصبية المنتشرون يحاول كل منهم جذب العابرة الى خيمته، أو الى المركب الراسي قبالتها، وربما أرفق نداءه ببعض الغمزات الدالة أو الموحية بأن العشاء يمكن أن يتجاوز المسقوف والعرق والخيار بلبن والبليلة.
في الصباح سألت مدير فندق بغداد، وكان آنذاك الأفخم في عاصمة الرشيد، عن الطريق الى مكتبة المثنى في شارع المتنبي فابتسم الكهل الآشوري وهو يقول: بل نحن هنا نتخذه القلب الذي تتفرع عنه الجهات... فنقول، مثلاً، الى يمين مكتبة المثنى، بعد المتنبي بدوارين، أو قبل المثنى بتفرع.
خرج معي الى الباب فنادى سائق سيارة وطلب إليه أن يوصلني الى مكتبة المثنى، وأن ينتظرني ليعود بي ?لأخاف عليك أن تتوه، خاصة أن طريق الرجوع غير طريق الذهاب لان الشارع وحيد الاتجاه?.
نزلنا يتقدمني السائق أمام المكتبة التي احتشدت رفوفها بالمجلدات والكتب، والتي كان زبائنها يتزاحمون بالمناكب في أرجائها التي تمتد الى الخلف، حيث المستودعات المزدحمة ايضا بالزبائن والكتب في مشهد يحيي فيك الأمل بقيمة الكلمة.
شق السائق الطريق الى حيث انتصب رجل كهل لطيف القسمات خلف مكتب بسيط، بينما كان موظفوه يتحركون بنشاط لافت لتلبية طلبات المشترين. قال السائق يقدمني: انه فلان، موفد دار الصياد من لبنان.
صافحني الرجل بحرارة، وسألني عن سعيد فريحة وعن بيروت وعن الصحافة ونتاج دور النشر فيها، وكنت أجتهد في الاجابات، منتظراً أن يفرغ من أسئلته لأخبره بغرضي، لكنه وفر عليّ الحرج اذ بادرني بقوله: ان لدار الصياد حساباً لدينا... كم تريد لنفسك لأحسمه من أصل الدين، ثم أعطيك صكاً بالرصيد!
قلت وقد شجعني أسلوبه المباشر: بل أطمع بغير استيفاء الدين. أعرف أن كثيراً من الأدباء والكتّاب هم أصدقاء شخصيون لك، وطلبي أن ألتقي بعضهم.
ابتسم الكهل اللطيف وقال: وإذا كان بينهم بعض أهل الموسيقى والطرب فهل لديك اعتراض?! تعال إليّ غداً مع الغروب فأصطحبك الى حيث تلتقي من تريد.
ودعته وهممت بالانصراف ولكنه استوقفني ليقول: بل انتظرني في فندقك، سأمر بك بسيارتي فنذهب معاً!
وهكذا ربحت مع الكتب وبدل السفر واحدة من أمتع سهرات العمر.
على أنني، مع ذلك، بقيت حريصاً على أن أتمشى مع الغروب في اتجاه شارع المتنبي، وأمضي ساعة أو ساعتين متسكعاً بين رفوف الكتب و?بسطاتها? الحافلة بكل طريف وأحياناً ببعض المجلدات ذات العبق التاريخي التي كنا نسمع بها ثم لا نجدها معروضة للبيع.
وكان عليّ أن أعود بحقيبة ملأى بالكتب، بعدما استهلكت معظم ديون دار الصياد على مكتبة المثنى، ودائماً وسط ترحيب ذلك الكهل الذواقة والعارف بخطورة ما تضم مؤسسته في جنباتها من أسباب الغنى التي تجعل الاعتزاز بمهنته يطل من عينيه وهو يمد إليك يمناه مرحباً بينما يسراه تربت على كتفيك ترحيباً.
٭ ٭ ٭
قبل أربعة أيام جاءنا ?نعي? شارع المتنبي، قلب بغداد ـ الثقافة، لتكتمل بتدميره المأساة العربية باغتيال عاصمة الرشيد، في المذبحة المفتوحة للعراق تحت الاحتلال الاميركي بكل من فيه من أبناء شعبه الذي كان، ذات يوم، دليلاً على نجاح الشباب العربي في اختراق الجدار المرصود للعلوم الحديثة صانعة الغد الأفضل.
كانت صور التدمير المقصود تفضح الجناة الذين كانوا يعرفون ما يفعلون: الجثث الممزقة أشلاء تختلط بمزق الصفحات المحروقة في أمهات كتب التراث العربي.
كانت أرض الشارع تشهد على الاحتلال الاميركي: قاتل الأفكار والشعر والرواية والقصة وسائر فنون الابداع، سفاح العلوم الحديثة، العامل على إعادة العراق الى الخلف، وخلف الخلف، عبر اغتيال أهل العلم ورواد الثقافة والطامحين ـ العاملين على بناء مستلزمات الانتساب الى العصر.
كانت أرض الشارع لوحة معبرة عن وحشية الاحتلال: اختلطت جثث الضحايا والدماء طرية فوقها وفيهم قاصدو المكتبات، أو العائدون منها مثقلين برزم الكتب أو ببعض المجلدات ذات العبق، بالحبر الأسود الذي به حفظت دواوين الشعراء الكبار والفلاسفة الذين قاتلوا وربما استشهدوا من أجل حرية الفكر، ومؤلفات الكتّاب المجتهدين الذين حاولوا إضاءة الطريق أمام الاجيال الجديدة من أجل أن يعرفوا أنفسهم بتاريخهم، وأن يعرفوا العالم بدورهم في حضارته وأن يلحقوا بالجديد المبهر الذي أضيف إليها مما هم جديرون بتأصيله.
كان الشارع مجلداً ناطقاً بهجمية الاحتلال الذي استولد طوابير القتلة المعادين للثقافة وحرية الفكر، ورعاهم ووفر لهم الذريعة كي يفجروا تعصبهم بأهلهم، وكي يحرفوا ?الجهاد? عن طريقه فيحولوه الى فتنة تخدم المحتل بإلغاء الوطن وهويته، وتعيد أهلهم ـ أو من يتبقى على قيد الحياة منهم ـ الى الجاهلية: عشائر وقبائل وبطونا وأفخاذاً يقتتلون على الكلأ والنار، بينما حركة التقدم الإنساني تخترق الحجب، في الأرض كما في الفضاء، في الرياضيات كما في العلوم، لتصنع غداً ولا أبهى لبشر القرن الحادي والعشرين.
لقد اغتال جيش الاحتلال الاميركي وهمج التعصب وانغلاق العقل، ?المتنبي? ومتذوقي شعره معه.
في مذبحة الكتاب ببغداد نال الاحتلال الاميركي الشهادة بامتياز: إنه توأم السلفية، الوالد الشرعي لكل موجات التطرف مهما رفع من رايات إسلام مزوّر لا يقبله أهله لأنه ينقض الدين الحنيف فيجعله ضد العقل والمنطق والتسامح، ضد الشمس والنور، ضد الإنسان،
وسيكتب أطفال العراق غداً أن الاحتلال الاميركي معززاً بالجهلة من مغلقي الفكر والقلب منفذي عمليات الاغتيال الجماعي لبسطاء الناس الساعين الى رزقهم، والقتلة المحترفين المتخصصين في إعدام المؤمنين بالدين الحق، قد زرعوا العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في طريق الناس الى ?اقرأ? والى ?ن، والقلم وما يسطرون? وأعدموا رمياً بالرصاص ?القلم? ونسفوا الطريق الى ?علم الإنسان ما لم يعلم?.
٭ ٭ ٭
لقد نال المتنبي شرف الشهادة مرة اخرى، على أيدي أعداء النور، أعداء الطموح الإنساني، أعداء الكلمة المثقلة بالإباء والعزة.
كذلك فقد سقط ?المثنى? تحت سنابك ?خيول? هولاكو الجديد... وها هو دجلة يفيض، مرة اخرى، بجثث الآباء والأمهات والصبايا والفتية والأطفال، ومعها أجداث الكتب، دواوين شعر ومجلدات تؤرخ لحقب التنوير وإشاعة الثقافة وإتاحة العلم لكل طالبيه.
... وها هو الاحتلال الاميركي يركب السلفية العمياء كي ينجز مذبحته ضد العراق، شعباً ودولة، بالفتنة، فيحيله ـ بالفعل ـ ?أرض السواد?، ولكن بدماء أهله، لا بخيرات أرضه ذات النهرين اللذين كانا يفيضان بالخير.

12 - مارس - 2007
أوقفوا الحرب على لبنان...
المتنبي الغريب    كن أول من يقيّم

ليست حياة المتنبي سوى ملحمة العربي ، المحارب الشجاع ، فارس الكلمة ، وعاشق الحكمة . وما سيرته إلا تجسيد لما كان يعتمل في أعماقه من مشاعر لا يمكن اعتبارها تفكيراً " فلسفياً " بقدر ما هي حالة انفعالية شديدة القوة ، موجهة لسلوكه وكيانه .
 
إن المحرك الأول لشاعرية المتنبي يكمن في ذاته القلقة والمفتونة ، وفي تلك الإرادة الفطرية العميقة الكامنة في أعماقه ، التي تدفعه إلى تجاوز حدود طاقته كإنسان ، وحدود عبقريته كشاعر . إنها تقدم ثابت ، وسعي دائم ، نحو السلطان ، نحو امتلاك ناصية الأمور والتحكم بهاإنها القوة والرغبة في القوة . كل ما قاله أو فعله في حياته هو تأكيد لهذه الرغبة وهذا الشعور المتعالي الذي كان يستولي على كل أحاسيسه :
 
 
                                           وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ 
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ

وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

المكان الذي كان يقف فيه المتنبي هو موقع الانسان المتفوق ، الذي يتملكه ذلك الشعور بالقدرة الكامنة فيه والتي تدفع به للإرتقاء في سلم المجد والكفاح  بكل ما لديه من إمكانيات . وما شعوره بالحزن أو الضيق أو الإجحاف احياناً إلا تعبيراً عن رغبته بالمزيد من السلطان والمزيد من الاعتراف بنبله وعبقريته . إن ما يبدو منه أحياناً من تدليس أو تمويه في مدحه أو إبدائه شيئاً من العرفان بالجميل تجاه ممدوحيه ، ليس إلا انتقاماً مهذباً من زمانه يقوم به طواعية رغبة منه في استعادة قوته ،
مناسبات المديح هذه كانت خير مروج لإعلان تفوقه الذي كان ينوه به في كل مرة . إنها نوع من إعادة التوازن ومناسبة لإظهار قوته بأبهى حلة ممكنة : قدرته على التحكم بناصية الكلام وإظهار احترافه :
 
فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ وَعُمرٌ مِثلُ ما تَهَبُ اللِئامُ

وَدَهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ وَإِن كانَت لَهُم جُثَثٌ ضِخامُ

وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم وَلَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ
 
غير أن المتنبي لم يكن سيء السريرة ولا الطوية ، بل كان مرهف الحس لأنه كان يشعر وكأن العالم امتداد له ، ومن هنا يأتي شعوره القوي بالخيبة لأن العالم لم يكن كما يتمنى أن يكون ، ومن إحساسه المضنى بالغربة وبقسوة هذا العالم الذي يعيش فيه رغم أنه لم يكن مثالياً ولا مغرقاً في القيم الروحية إلا أن أناه المتعالية كانت تدفع به نحو العزلة الداخلية لأن عزله لذاته يحمل نوعاً من التسامي والدفع نحو الأمام :
 
 
                                         إِذا فَلَّ عَزمي عَن مَدىً خَوفُ بُعدِهِ فَأَبعَدُ شَيءٍ مُمكِنٌ لَم يَجِد عَزما

وَإِنّي لَمِن قَومٍ كَأَنَّ نُفوسَنا بِها أَنَفٌ أَن تَسكُنَ اللَحمَ وَالعَظما

كَذا أَنا يا دُنيا إِذا شِئتِ فَاِذهَبي وَيا نَفسُ زيدي في كَرائِهِها قُدما

فَلا عَبَرَت بي ساعَةٌ لا تُعِزُّني وَلا صَحِبَتني مُهجَةٌ تَقبَلُ الظُلما
 
إن هذه النفس ، المتوهجة ، المشتعلة بالقلق ، هي أثمن ما يفصح عنه شعره ، لأنها تضيء لنا في توهجها حنايا تلك النفس التي تتجاذبها القيم والأهواء ، وتغريها محبة الحكمة ، ويسطو عليها  الانفعال . وهو رغم خيبته المريرة بالعلاقة مع السلطة والسياسة التي لم تمنحه بر الأمان الذي كان يبحث عنه ، غير أنه لم يتهاون أبداً ، وظل يقتحم أبواب المجهول بشجاعة نادرة ، يحاول في كل مرة تجاوز محنته بالصعود إلى الجبل ، وحده ، خالياً من أية حماية أخرى ، دون نصير ولا سند ، وحده ، في الخلاء والعراء سائراً في كل مرة نحو تجربة جديدة وأمل جديد ، دون خوف ، وأحياناً دون أمل :
 
 
                                           أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا

وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا

مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا

لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُت طَمَعاً وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا
 
دعوة المتنبي تحمل في جوهرها موقفاً اخلاقياً شديد المعاصرة : هي دعوة الإنسان لتحمل مصيره وحده ، وممارسة حريته ببذل أقصى الجهد الممكن لإنتزاع ما يمكن من الحياة ، هذا هو الخير بنظره وتلك هي الفضيلة ...
 
                                                                   سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةُ الأَلَمِ

12 - مارس - 2007
واحة المتنبي
أنقاض الأزل الثاني ........    كن أول من يقيّم

 نوع من الزعفران البري الجبلي ، ينبت في منطقة البيرينية الفرنسية .
 
هذا نص من رواية للكاتب والشاعر  " سليم بركات " بعنوان : " أنقاض الأزل الثاني " صدرت عن دار النهار للنشر في العام 1999 .
 
اخترت هذه الفقرة لما يرد فيها من ذكر لأسماء الأماكن ، وذكرللنباتات التي يستخرج منها المواد الصبغية اللازمة لصناعة الصوف المخصص لحياكة السجاد ، وهي المهنة الأساسية لساكن تلك المنطقة الكردية الواقعة على التخوم الشمالية الغربية لإيران ، وسنعود ربما للتوسع في شرح هذا النص الأدبي الجميل ، المكتوب بلغة عربية صافية ، لكنه مولود من رحم خيال ثقافة أخرى ، جميلة وغنية ، وحده سليم بركات ، استطاع النفاذ إلى أعماقها و انتشال بعضاً من خيوطها ليحيك به أسطورته :
 
"جكرو " الأعمى جالساً القرفصاء في الساحة ، يحتسي كوباً من الشاي حمله إليه ابنه " علي " وكان بصدد تعليمه الغناء ) :
 
تنحنح . أطلق حرف نداء خافت من قفص الصوت . هأهأ مستديراً برأسه استدارة خفيفة : " كم بلغ طول الشتلة يا ديك الصحو ? "
 
" أية شتلة ? " ، سأله ابنه .
 
" انتشت بذرة صوتي ، وصارت شتلة الآن ، يا ديك .. " ، قال ، فنظر " علي " إلى السماء المتغضنة في صحن الله . تمتم : " أرى قطرات نازلة من المنخل . فلنجمع الصوف المنشور على العرزال " ، وهرع إلى كوم واسع من غصون الحور ينشرون عليه الصوف ووبر الجمال المغسولين ، اللذين يجلبهما أخواه " زال " و " جندو " من شيراز وهرات شرقاً ، وبتليس وماردين شمالاً وشمال غرب . صوف ووبر يأتيان إلى مغاسل اللون في أجران الحجر الضخمة : عصارات من قشر الرمان ، وأخلاط من الزاج والعفص المطحون ، ومساحيق من صدف السلطعون الأحمر ، وغبار من طلع الأقحوان الجبلي ، وعجين من زهر الحندقوق ، ورماد مخالب الخطاف ، ودم مجفف من كبد الحنكليس ، وزعفران ، وعصفر ، وصدأ نحاسي أخضر ، ولبن غلي فيه الرصاص ، وحبز الصبيدج ، ورغوة الشعير المنقوع في ماء مملح ، وغدة رحم الجاموسة النهرية ذات الغشاء الأخضر ، ومرارة الديك الرومي : كلها تستحيل ، طبخاً بالنشادر وبزر الحمحم والترنجان ، إلى عواصف من لون ينقع فيها الصوف والوبر، قبل غزلهما خيوطاً ترصف بها ملائكة الأنوال درج العوالم الرقيقة تحت قدمي الشكل .
 
( " أنقاض الأزل الثاني " : بغال تترية على مشارف " كايي خودان " صفحة 43 - 44 ) .
 

14 - مارس - 2007
نباتات بلادي
العالم كما لا نعرفه ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
لو كان لي مصباحُ سيِّــدِنا علاءِ الدينِ واستحضرتُ جِـنِّـيّـاً لقلتُ له: أريدُ ثلاثــة.
1
ـ جوادَ الريحِ
2
ـ الكتابَ
3
ـ مدفعَ لَــيْــزَرٍ...
ستقولُ لي (حتماً!): فهمتُ جوادَكَ الطـيّـارَ، والكتُبَ؛ المصيبةُ في الـمَـدافع...
مدفعُ الليزرْ!
كأنك حضرةُ الجنرال... تومي فرانكس!
٭٭٭
أوشكتِ الطيورُ تنام. عند السورِ أنثى من حمــامِ الدّغْـلِ سوف تغيبُ أيضا. صار لونُ العشبِ أزرق. في اشتباكِ الأفْقِ والأشجارِ تلتمعُ البحيرة، ماؤها الغسقيُّ في لونِ الرصاص. حديقـــتي ستنام... تَـلْـتَـمُّ التوَيجاتُ الرهيفة. تَـنْـصُـلُ الألوان. آخِـرُ صيحةٍ للبط. مِـرآتي قتام.
٭٭٭
أبداً!
صديقي لم يَقُلْ لي عن جوادِ الريحِ شيئا. هل تُراهُ ألْحَقَ الأشياءَ بالشعراء? أي بالعنجهيّةِ والحماقة...
ربما؛ لكنني في منتهى العقل: الجوادُ الطائرُ = الحلُّ الوحيد. ألـمْ أُخبرْكَ ما فعلتْ مطاراتُ العواصمِ بي? ألَــمْ أُخبرْكَ كيف حُجِـزتُ أياماً? ألم أُخبرْكَ كيف خضعتُ للتحقيقِ في أحدِ المطارات?
٭٭٭
المساءُ أتى...
ولكنّ المساءَ يجيئنا، في لحظة، غسَــقا. كأنّ جلموداً من البازلتِ أســودَ جاءَ مُنقَضّـا، ليكتمَنا ويكتم، في غد، أنفاسَــنا. ستقودُنا الأحلام، مثلَ الشاء، عبرَ سهوبِها. سنكون موتى أو رُعاة...
في الـمفازات: الذئابُ تحاولُ الأشجار. قد تتسلّقُ الأشجار. أينَ مَـفَـرُّنا? في الليلِ ظِــلُّ الليل.
٭٭٭
أبداً!
صديقي لم يفكِّـرْ في احتمالاتِ الكتاب، كأنّــما ذِكْــرُ الكتابِ هو الكتابُ أو الكتابــة...
نحن قومٌ لم نؤسِـسْ كي نقوم.
بلادُنا بُنِيَتْ على رمل.
ومن أزهار هذا الرملِ جاءتنا روائحُ سوف تحملُنا بعيداً عن مَـنابتِـنا، لتلقينا على أرضٍ بلا أرض، وتسلبَ، آخرَ المخضَـرَّ من أوراقِـنا.
فقــراءُ نحن؛
بلا كتاب.
٭٭٭
في الفجر، مُـخْــتَلا، مع الطيرِ المغامِــرِ بالصّــداحِ الأول... استيقظتُ هذا اليوم، شأني كلَّ يوم.
كانت الغاباتُ نائمة. وألـمحُ في غصون الكستناءِ أوائلَ الأزهارِ مقفلةً على أسـرارِها. يأتي حمامُ الدّغْـل.
والسنجابُ يقفز من أعالي دوحةٍ للتوت. ثمّة في المطار العسكريّ تحِـطُّ طائرة. أجاءتْ من نواحي البصرةِ?
الزيتونةُ اخترقتْ تجاريبَ الشتاء، وفضّـضَـتْ أوراقَـها. هيّـأتُ مائدةً لـمَـن لا يستحقّون المــديح.
٭٭٭
ولَسوفَ تسألُــني، أكيدا: والـمَـدافعُ?
ـ أنتَ تعني مدفعَ الليزرْ?
٭ نعم.
ـ أتصدِّقُ الأخبارَ?
 
أقصدُ هل تصدِّقُ أن شخصاً غافلاً مثلي، ومرتعشا، سيحملُ مدفعاً?
٭ لكنّ نصّكَ قال لي هذا...
......................
......................
......................
نعم!
ولأنني لا أعرفُ التصويب، سوف أقيمُ منصّـةَ الإطلاقِ في نشَـزٍ بِوادي حضرمـوت،
ومن هناك سـآمرُ الجِـن. الـمَـواقع (ألْفُ إحْـداثيّـة منها) ســيُطْـلِـعُـني عليها الهدهد.
 
الـنيرانُ
(
وهيَ أشـعّــةٌ زرقـاءُ)
سوف تدور كالنحلِ...
انتباهاً!
كلُّ مَن طمَسَ الحقيقةَ صارَ في الـمَرمى...
انتباهاً!
                                                                                                   سعدي يوسف
                                                                                               كانون الثاني 2007

15 - مارس - 2007
أوقفوا الحرب على لبنان...
 31  32  33  34  35