البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 30  31  32  33  34 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
قالوا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

هاهي ذي أقوالهم :
الإِمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى:

كان يعطي الشريعة والطريقة، و كان فارس هذا الميدان، كما ذكر العلامة ابن عابدين في حاشيته المشهورة،ص395-396 (أبو حنيفة أحد الأئمة الأربعة، أشهر من أن يعرف، توفي في بغداد عام 150هـ).

 الإِمام مالك رحمه الله تعالى:

يقول الإِمام مالك رحمه الله تعالى: "مَنْ تفقَّهَ ولم يتصوف فقد تفسق، ومَنْ تصوَّف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمعَ بينهما فقد تحقَّق" (حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإِمام الزرقاني على متن العزية في الفقه المالكي ج3. ص195. وشرح عين العلم وزين الحلم للإِمام ملا علي القاري المتوفى 1014هـ. ج1، ص33). والإِمام مالك رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي عام 179هـ في المدينة المنورة.

 الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى:

قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى [الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي في مصر عام 204هـ:" صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:

قولهم: الوقت سيف إِن لم تقطعه قطعك.

وقولهم: نفسَك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.

وقولهم: العدم عصمة. (تأييد الحقيقة العلية للإِمام جلال الدين السيوطي ص15).
وقال أيضاً: "حُبِّبَ إِليَّ من دنياكم ثلاث: تركُ التكلف، وعِشرةُ الخلق بالتلطُّف، والاقتداء بطريق أهل التصوف" (كشف الخفاء ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" للإِمام العجلوني المتوفى عام 1162هـ. ج1، ص341)

 الإِمام أحمد رحمه الله تعالى:

كان الإِمام أحمد رحمه الله تعالى [الإِمام أحمد رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي عام 241هـ] قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله رحمه الله تعالى: "يا ولدي عليك بالحديث، وإِياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإِنهم ربما كان أحدهم جاهلاً بأحكام دينه. فلمَّا صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فِإِنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة" (تنوير القلوب" ص405 للعلامة الشيخ أمين الكردي المتوفى عام 1332هـ).
ونقل العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إِبراهيم بن عبد الله القلانسي رحمه الله تعالى أن الإِمام أحمد رحمه الله تعالى قال عن الصوفية: "لا أعلم أقواماً أفضل منهم. قيل: إِنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة.." (غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ج1، ص120).

30 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
المحاسبي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                                                            الإِمام المحاسبي رحمه الله تعالى:

يقول الإِمام المحاسبي رحمه الله تعالى، متحدثاً عن جهاده المرير للوصول إِلى الحق حتى اهتدى إِلى التصوف ورجاله، وهو من أروع ما كتب في وصف الحياة الصوفية والخلقية والإِيمانية: (أما بعد، فقد انتهى البيان إِلى أن هذه الأمة تفترق على بضع وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والله أعلم بسائرها ؛ فلم أزل برهة من عمري، أنظر اختلاف الأمة، وألتمس المنهاج الواضح والسبيل القاصد، وأطلب من العلم والعمل، وأستدل على طريق الآخرة بإِرشاد العلماء، وعقلت كثيراً من كلام الله عز وجل بتأويل الفقهاء، وتدبرت أحوال الأمة، ونظرت في مذاهبها وأقاويلها، فعقلت من ذلك ما قدّر لي، ورأيت اختلافهم بحراً عميقاً، غرق فيه ناس كثير، وسلم منه عصابة قليلة، ورأيت كل صنف منهم، يزعم أن النجاة لمن تبعهم، وأن المهالك لمن خالفهم، ثم رأيت الناس أصنافاً:

فمنهم العالم بأمر الآخرة، لقاؤه عسير، ووجوده عزيز.

ومنهم الجاهل، فالبعد عنه غنيمة.

ومنهم المتشبه بالعلماء، مشغوف بدنياه، مؤثر لها.

ومنهم حامل علم، منسوب إِلى الدين، ملتمس بعلمه التعظيم والعلو، ينال بالدين من عرض الدنيا
. ومنهم حامل علم، لا يعلم تأويل ما حمل.

ومنهم متشبه بالنُّسَّاك، متحرٌّ للخير، لا غناء عنده، ولا نفاذ لعلمه [إِلى قلوب السامعين]، ولا معتمَد على رأيه.

ومنهم منسوب إِلى العقل والدهاء، مفقود الورع والتقى.

ومنهم متوادُّون، على الهوى وافِقون، وللدنيا يذِلون، ورياستَها يطلبون.

ومنهم شياطين الإِنس، عن الآخرة يصدون، وعلى الدنيا يتكالبون، وإِلى جمعها يُهرعون، وفي الاستكثار منها يرغبون، فهم في الدنيا أحياء، وفي العُرف موتى، بل العُرف عندهم منكر، والاستواء [بين الحي والميت] معروف.

فتفقدْت في الأصناف نفسي، وضِقتُ بذلك ذرعاً، فقصدت إِلى هدى المهتدين، بطلب السداد والهدى، واسترشدت العلم، وأَعملْت الفكر، وأطلت النظر، فتبيَّن لي من كتاب الله تعالى وسنة نبيه وإِجماع الأمة، أن اتباع الهوى يعمي عن الرشد، ويضل عن الحق، ويطيل المكث في العمى.

فبدأتُ بإِسقاط الهوى عن قلبي، ووقفت عند اختلاف الأمة مرتاداً لطلب الفرقة الناجية، حذِراً من الأهواء المُرْدية والفرقة الهالكة، متحرزاً من الاقتحام قبل البيان، وألتمس سبيل النجاة لِمُهْجةِ نفسي.

ثم وجدْتُ باجتماع الأمة في كتاب الله المنزل أن سبيل النجاة في التمسك بتقوى الله وأداء فرائضه، والورع في حلاله وحرامه وجميع حدوده، والإِخلاص لله تعالى بطاعته، والتأسِّي برسوله صلى الله عليه وسلم. فطلبت معرفة الفرائض والسنن عند العلماء في الآثار، فرأيت اجتماعاً واختلافاً، ووجدتُ جميعهم مجتمعين على أن علم الفرائض والسنن عند العلماء بالله وأمره، الفقهاء عن الله العاملين برضوانه الورعين عن محارمه المتأسين برسوله صلى الله عليه وسلم والمؤثرين الآخرة على الدنيا ؛ أُولئك المتمسكون بأمر الله وسنن المرسلين.

فالتمست من بين الأمة هذا الصنف المجتمَعَ عليهم والموصوفين بآثارهم، واقتبست من علمهم، فرأيتهم أقل من القليل، ورأيت علمهم مندرساً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بدأ الإِسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء" [أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه]، وهم المتفرِّدون بدينهم، فعظمتْ مصيبتي لفقد الأولياء الأتقياء، وخشيتُ بغتة الموت أن يفاجئني على اضطرابٍ من عمري لاختلاف الأمة، فانكمشت في طلب عالم لم أجد لي من معرفته بُدّاً، ولم أقصّر في الاحتياط ولا في النصح. فقيَّضَ لي الرؤوف بعباده قوماً وجدت فيهم دلائل التقوى وأعلام الورع وإِيثار الآخرة على الدنيا، ووجدت إِرشادهم ووصاياهم موافقة لأفاعيل أئمة الهدى، [ووجدتهم] مجتمعين على نصح الأمة، لا يُرَجُّون أبداً في معصيته، ولا يُقَنِّطون أبداً من رحمته، يرضون أبداً بالصبر على البأساء والضراء والرضا بالقضاء والشكر على النعماء، يُحبِّبون الله تعالى إِلى العباد بذكرهمْ أياديه وإِحسانه، ويحثُّون العباد على الإِنابة إِلى الله تعالى، علماء بعظمة الله تعالى، علماء بعظيم قدرته، وعلماء بكتابه وسنته، فقهاء في دينه، علماء بما يحب ويكره، وَرِعين عن البدع والأهواء، تاركين التعمق والإِغلاء، مبغضين للجدال والمراء، متورِّعين عن الاغتياب والظلم مخالفين لأهوائهم، محاسبين لأنفسهم، مالكين لجوارحهم، ورعين في مطاعمهم وملابسهم وجميع أحوالهم، مُجانبين للشبهات، تاركين للشهوات، مجتزئين بالبُلْغة من الأقوات، متقللين من المباح، زاهدين في الحلال، مشفِقين من الحساب، وَجِلين من المعاد، مشغولين بينهم، مُزْرِين على أنفسهم من دون غيرهم، لكل امرىء منهم شأن يغنيه، علماء بأمر الآخرة وأقاويل القيامة وجزيل الثواب وأليم العقاب. ذلك أورثهم الحزن الدائم والهَمَّ المقيم، فشغلوا عن سرور الدنيا ونعيمها. ولقد وصفوا من آداب الدين صفات، وحدُّوا للورع حدوداً ضاق لها صدري، وعلمت أن آداب الدين وصدق الورع بحر لا ينجو من الغرق فيه شبهي، ولا يقوم بحدوده مثلي، فتبين لي فضلهم، واتضح لي نصحهم، وأيقنتُ أنهم العاملون بطريق الآخرة والمتأسون بالمرسلين، والمصابيح لمن استضاء بهم، والهادون لمن استرشد.

فأصبحت راغباً في مذهبهم مقتبساً من فوائدهم قابلاً لآدابهم محباً لطاعتهم، لا أعدل بهم شيئاً، ولا أوثر عليهم أحداً، ففتح الله لي علماً اتضح لي برهانه، وأنار لي فضله، ورجوت النجاة لمن أقرَّ به أو انتحله، وأيقنت بالغوث لمن عمل به، ورأيت الاعوجاج فيمن خالفه، ورأيت الرَّيْن متراكماً على قلب من جهله وجحده، ورأيت الحجة العظمى لمن فهمه، ورأيت انتحاله والعمل بحدوده واجباً عليَّ، فاعتقدته في سريرتي، وانطويت عليه بضميري، وجعلته أساس ديني، وبنيت عليه أعمالي، وتقلَّبْت فيه بأحوالي. وسألت الله عز وجل أن يوزِعَني شكرَ ما أنعم به عليَّ، وأن يقويني على القيام بحدود ما عرَّفني به، مع معرفتي بتقصيري في ذلك، وأني لا أدرك شكره أبداً) [كتاب الوصايا ص27ـ32. للإِمام أبي عبد الله الحارث المحاسبي المتوفى 243هـ. وهو من أمهات الكتب الصوفية المعتمدة].
                                                                  ابن تيمية رحمه الله تعالى:

تحدث أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة في الجزء العاشر من مجموع فتاويه فقال: (فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر [الجيلاني] والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإِجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم) [مجموع فتاوى أحمد بن تيمية ج10. ص516ـ517].

30 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
البغدادي    كن أول من يقيّم

                                                                     عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى

قال الإِمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الفَرْقُ بين الفِرَقِ: (الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة، صفحة189 وما بعدها " اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس:
1ـ صنف منهم أحاطوا علماً بأبواب التوحيد والنبوة وأحكام الوعد والوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والإِمامة والزعامة..
2
ـ والصنف الثاني منهم: أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث من الذين اعتقدوا في أُصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفاته الأزلية وتبرَّؤُوا من القدر والاعتزال، وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على الكفرة، وقالوا بإِمامة أبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعلي، وأحسنوا الثناء على السلف الصالح من الأمة، ورأوا وجوب الجمعة خلف الأئمة الذين تبرؤوا من أهل الأهواء الضالة، ورأَوْا وجوب استنباط أحكام الشريعة من القرآن والسنة ومن إِجماع الصحابة، ويدخل في هذه الجماعة أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم.
3
ـ والصنف الثالث منهم: هم الذين أحاطوا علماً بطرق الأخبار والسنن المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وميزوا بين الصحيح والسقيم منها، وعرفوا أسباب الجرح والتعديل، ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل الأهواء الضالة.
4
ـ والصنف الرابع منهم: قوم أحاطوا علماً بأكثر أبواب الأدب والنحو والتصريف، وَجَرَوْا على سَمْتِ أئمة اللغة كالخليل وأبي عمرو بن العلاء وسيبويه.
5
ـ والصنف الخامس منهم: هم الذين أحاطوا علماً بوجوه قراءات القرآن وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وَفق مذاهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضالة.
6
ـ والصنف السادس منهم: الزّهّاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختَبروا فاعتبروا، ورضُوا بالمقدور وقنِعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك مسؤول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدّوا خير الإِعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريقَيْ العبارة والإِشارة على سَمْتِ أهل الحديث دون مَن يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياءً، ولا يتركونه حياءً، دينُهم التوحيد ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويضُ إِلى الله تعالى، والتوكلُ عليه والتسليمُ لأمره، والقناعةُ بما رُزِقوا، والإِعراضُ عن الاعتراض عليه. "ذلكَ فضلُ اللهِ يؤتِيهِ مَنْ يشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ" (الجمعة/ 4).
7
ـ والصنف السابع منهم: قوم مرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة، يجاهدون أعداء المسلمين ويحمون حمى المسلمين.
8
ـ والصنف الثامن منهم: عامة البلدان التي غلب فيها شعائر أهل السنة، دون عامة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضالة.." [الفَرْقُ بين الفِرَقِ للإِمام عبد القاهر البغدادي المتوفى سنة 429هـ].
 
                                                          الإِمام القشيري رحمه الله تعالى(ت عام 465)

قال الإِمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في
مقدمة رسالته المشهورة متحدثاً عن الصوفية، ص2: "جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفَضَّلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وجعل قلوبهم معادن أسراره، واختصَّهم من بين الأمة بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق. صفَّاهم من كدورات البشرية، ورقَّاهم إِلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية، ووفقهم للقيام بآداب العبودية، وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية، فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف، وتحققوا بما مَنَّه سبحانه لهم من التقليب والتصريف، ثم رجعوا إِلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانكسار، ولم يتَّكِلوا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال، علماً منهم بأنه جلَّ وعلا يفعل ما يريد، ويختار من يشاء من العبيد، لا يحكم عليه خلق، ولا يتوجه عليه لمخلوق حق، ثوابه ابتداء فضل، وعذابه حكم بعدل، وأمره قضاء فصل".

                                                          الإِمام الغزالي رحمه الله تعالى( ت عام505)

ها هو ذا حجة الإِسلام الإِمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى
يتحدث في كتابه المنقذ من الضلال في ص 131عن الصوفية وعن سلوكهم وطريقتهم الحقة الموصلة إِلى الله تعالى فيقول:
(ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السيرة، وطريقتهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق.. ثم يقول رداً على من أنكر على الصوفية وتهجَّم عليهم: وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقةٍ طهارتُها ـ وهي أول شروطها ـ تطهيرُ القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة استغراقُ القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله).
 
جزى الله خيراً من كتبها وقرأها.

30 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
الموسيقا في عصر صدر الإسلام وبني أمية    كن أول من يقيّم

الموسيقا في عصر صدر الإسلام وبني أمية
أول موسيقي ظهر في الإسلام هو طويس (الطاووس الصغير) واسمه الكامل أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله الذائب، وكان مولى لبني مخزوم وينسب إلى المدينة، إذ نشأ في دار أروى أم الخليفة عثمان. وبينما هو في حداثته استرعت انتباهه ألحان الرقيق الفرس الذين كانوا يعملون في المدينة فقلد أسلوبهم. ويقول ابن بدرون إن طويساً اشتهر في الأعوام الأخيرة من عهد الخليفة عثمان.أما بالنسبةإلى الآلات الموسيقية والمصطلحات المختلفة في ذلك العصر، فإننا نجد بين الآلات الوترية المعزفة والمزهر. وكانت المعزفة شائعة في اليمن خاصة، وربما شاعت في الحجاز أيضاً. وكان المزهر عوداً جلدي الصدر، وقد نال إعجاب العرب وإن احتل بعض مكانته العود ذو الصدر الخشبي الذي أتى من الحِيرة حوالي نهاية القرن السابق. ويظهر أن الطنبور كان محبوباً كثيراً في العراق حيث نال الجنك الإعجاب أيضاً.ومن الآلات الهوائية كان الناي العمودي معروفاً باسم القصّابة أو القصبة، والناي الطويل معروفاً باسم المزمار وهو الاسم الذي كان يطلق على الآلات الهوائية الخشبية عامة. وكان النفير يسمى البوق، ولكنه لم يستخدم في الحرب حتى ذلك والآلة الأولى بين آلات القرع هي القضيب الذي كان محبوباً وشائعاً عند أصحاب الغناء المرتجل. وكذلك كان الدف المربع آلة محبوبة لملاحظة الإيقاع أو الوزن. وكانت الصنوج الصغيرة من آلات يطلق على جميع عائلةالطبول.
عندما تسلّم بنو أمية مقاليد الأمور من الراشدين امتدت الإمبراطورية العربية شرقاً حتى نهر جيحون وجبال الهندوس، وغرباً حتى المحيط الأطلسي وجبال البرينس. فبدأ بذلك ركب الحضارة الإسلامية يشق طريقه إلى المجد، فازدهرت الفنون والعلوم، وانتقلت الموسيقا العربية إلى مرحلة جديدة فعندما أقام الأمويون خلافتهم في دمشق، أنشأوا لأنفسهم القصور بفاخر الرياش، وألحقوا المغنين بهذه القصور بعد أن عشقوا هذا الفن الجميل. وعلى الرغم من تشدد وتعصب خلفاء بني أمية أمثال عمر الثاني، فإن الموسيقا ازدهرت في عهد هذه الأسرة ووجد الموسيقيون مكاناً رحباً في البلاط الملكي وعناية خاصة من الخلفاء الأمويين. فشجع عبد الملك الموسيقا وكان ملحّناً مجيداً، كما كافأ الشعراء بالهبات العظيمة. وتولى الوليد الأول الحكم في مزدحم الحوادث، إذ رفع لواء الإسلام داخل حدود الصين في الشرق وعلى شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب، وعبر البحر الأبيض المتوسط، وأقيمت أسس خلافة عربية في إسبانيا. يقول موير: إن الثقافة العربية أخذت بالازدهار في عصره فتقدمت الموسيقا تقدماً سريعاً جداً. وعلى الرغم من مشاغله الكثيرة، فقد استدعى رأسي الموسيقا في مكة المكرمة والمدينة المنورة: ابن سريج، ومعبداً إلى البلاط في دمشق واستقبلهما استقبالاً يفوق استقبال الشعراء احتراماً.
هكذا حذا حذوه بقية خلفاء بني أمية. فكان بلاط الخليفة مليئاً بالموسيقا. ونال هذا الفن أكبر تشجيع، اللهم إلا في عهود معاوية الأول وعبد الملك وعمر الثاني. ونال المغنون والعازفون من الاحترام والمنح الجزيلة ما لا يعادله شيء إلا في العصر الذهبي في العهد العباسي. فاسترجعت بذلك الموسيقا والموسيقيون الى حد ما بعض ما كان لها ولهم من إعجاب وتقدير في حياة العرب الاجتماعية. فلم تعد الموسيقا من عمل الرقيق بل نرى موالي ذوي مراكز اجتماعية عالية يمتهنونها.
ومن أبرز المغنين العرب في أول الحكم الأموي سائب خائر الذي أسبغ الروح العربية على الغناء الفارسي، واستخدم العود بدل القضيب في الغناء. وسار على المنهج نفسه آخرون ممن تَلمذوا له أمثال ابن سريج ومعبد. ومن النساء عزة الميلاء وجميلة. ومن السمات الموسيقية لهذا العهد ظهور الأغنية الفردية التي كانت تؤدى بمصاحبة العود. وفي عهد يزيد الأول المتوفى سنة 683م ،الذي لقب براعي الموسيقا العربية، نسمع لأول مرة عن وجود منشد البلاط أو منشد القصر. فقد كان شاعرا مجيداً. يقول المسعودي: إنه كان صاحب طرب. كما نقرأ في كتاب الأغاني أنه كان أول من سمى الملاهي في الإسلام من الخلفاء وآوى المغنين. يؤكد الخبراء أن أهمية الأغنية العربية فاقت أهمية الموسيقا الآلية لفترة طويلة دامت حتى القرن العاشر الميلادي. وقد كان العود العربي بادئ الأمر ذا وجه من الجلد، واستمر كذلك حتى ظهر العود الفارسي المسمى بالبربط في مكة حوالي سنة 685م، وكان وجهه خشبياً، فأصبح العود العربي ذا وجه خشبي منذ ذلك التاريخ. بدأ في ذلك العصر ابن مسجح، الذي لقب بأبي الموسيقا العربية القديمة، في وضع قواعد للعزف والأداء والتلحين. لذا سمي الغناء العربي في ذلك الوقت بالغناء المتقن. ومن خلال رحلاته في بلاد فارس وسورية استطاع أن يتعلم كثيراً من النظريات والقواعد الموسيقية. فاستعان بفنه وعبقريته وموهبته وأبعد الروح الأجنبية عن طابع موسيقانا، وأدخل من التجديدات اللحنية ما استطاعت الأذن العربية أن تستوعبه وتتذوقه، ووضع أسساً وقواعدَ ونظرياتٍ للغناء وللعزف على العود والتلحين أيضاً. لذا يؤكد كثير من المستشرقين والمؤرخين أن المدرسة الموسيقية العربية الكلاسيكية التي أوجدها ابن مسجح هي مدرسة قومية الطابع، وإن كانت تأثرت بمؤثرات فارسية وبيزنطية وإغريقية وغيرها من المؤثرات التي تحتمها نظرية سيولة الثقافة وامتزاج الحضارات، وببعض الزخارف اللحنية التي تستخدم في موسيقانا العربية حتى يومنا هذا، وانتقلت إلينا منذ ذلك العهد البعيد. ومن الإيقاعات التي كانت تستخدم بكثرة في الموسيقا العربية إبان العهد الأموي إيقاع "خفيف الرمف" وهو يشبه الوزن الغربي 10/8 وكذلك "خفيف الثقل" ووزنه 6/8. وقد ظهرت في ذلك العهد أهمية اللحن والإيقاع والزخارف اللحنية في موسيقانا العربية. وظلت هذه الخواص حتى الآن أهم ما يميز الموسيقا الشرقية عامةً  والعربية خاصةً.أما بالنسبة إلى الآلات الموسيقية فلم يطرأ عليها غير تغييرات قليلة وبقي العود سيد الآلات. وقد استعمله في العزف المنفرد أكبر الموسيقيين العرب في ذلك العصر. ويبدو أن العراقيين الذين كانوا يحبون الطنبور كانوا يستعملون العود ويضربون عليه.وأخذ الفنانون يكثرون من استعمال الآلات الهوائية الخشبية، إذ نقرأ مراراً عن المزمار الذي يعزف لحن الأغنية يرافقه العود، وكذلك اصطحبوا الطبل والدف لتمييز الإيقاع، فظهرت بوادر الفرقة الموسيقة.
وهكذا استمرت الموسيقا العربية تسير في طريق الانتعاش والازدهار حتى بلغت ذروة مجدها خلال حكم العباسيين.
[ مقتبس من موقع الحكواتي بتصرف].
 

30 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
الموسيقا في العصر العباسي    كن أول من يقيّم

الموسيقا في العصر العباسي
حين قام بنو عباس على أنقاض بني أمية، بدأ عصر جديد للعرب ووضعت أسس الحياة الفكرية العظيمة في القرون التالية، وانتقل مركز النشاط الموسيقي من دمشق إلى بغداد. ودخلت الموسيقا مع سائر الفنون والآداب في عصرها الذهبي ولاسيما في عهد هارون الرشيد الذي أصبح اسمه يقترن، في الفكر العربي والعالمي دون استثناء، بالأمجاد العربية في الفنون والآداب ،التي صورت أحياناً كالأساطير. وقد ورد ذكر هارون الرشيد مئات المرات في قصص ألف ليلة وليلة التي كانت كلها حافلة بأعظم ما يصوره الإنسان من عظمة الرقص والغناء.
ولا ريب في أن مجموعة المواهب الموسيقية التي اجتمعت في بلاط الرشيد لقيت الملايين من الأموال المنفقة عليها. ومن أهم الذين استفادوا: إبراهيم المَوْصِلي، وابن جامع،و زلزل، وإسحاق الموصلي وغيرهم. وكان ابن هارون الرشيد المفضل يسمى أبا عيسى، موسيقياً مجيداً ونجده يشترك في الحفلات الموسيقية في البلاط مع أخيه أحمد. كذلك كان شغف معظم الخلفاء العباسيين عميقاً بالفن والموسيقا. فقد كان الواثق أول خليفة يُعدّ موسيقيّاً حقيقياً. ويشهد حماد بن إسحاق المَوصِلي بأنه أعلم الخلفاء بهذا الفن، وأنه كان مغنياً بارعاً وعازفاً ماهراً على العود. وقد لقي الفن من التشجيع والكرم في بلاطه ما يجعل المرء يظن أنه تحول إلى معهد للموسيقا على رأسه إسحاق الموصلي، بدلاً من كونه مجلساً لأمير المؤمنين. وكان هارون ابن الخليفة موسيقياً موهوباً وعازفاً لامعاً. وقدرغب العباسيون في التفوق على مجد الساسانيين القدماء فبزخوا في سبيل العلم والفن. فتأسست في عهدهم المكتبات وبنيت المعاهد والمستشفيات والمعامل. ومن الطبيعي أن يتقدم فن الموسيقا في هذه الظروف الملائمة. فظهر في العهد أشهر المغنين في الإسلام. ولعل كتابات الكندي في الموسيقا هي أول بحوث جادة في هذا الفن في تاريخنا العربي. وجديرٌ بالذكر أن الكندي في "رسالة في خبر تأليف الألحان" استعمل الرموز والأحرف الأبجدية للتدوين. فكان أول تدوين موسيقي عرفه العرب.
يتضح أن الموسيقا العربية في العصر العباسي بلغت ذروة مجدها من ناحيتي الأداء الغنائي وانتشار العلوم والبحوث والدراسات الموسيقية. واستمرت بغداد حتى منتصف القرن التاسع الميلادي مركزاً حيوياً تنبعث منه إشعاعات النهضة الموسيقية العربية. وكان الغناء هو مظهر النشاط الوحيد في الموسيقا العربية. وفي أوائل القرن العاشر الميلادي بدأت الموسيقا العربية تتأثر بأذواق دخيلة، بعضها من الفرس وبعضها الآخر من المغول والأتراك وغيرهم من الشعوب التي اتصلت من طريق الحرب أو التجارة بالشعوب العربية.. وكانت نتيجة هذا الاتصال ظهور سِمة غريبة في الموسيقا العربية لم تكن مألوفة من قبل، وهي الاهتمام البالغ بالموسيقا الآلية وتفضيلها غالباً على الغناء العربي التقليدي. وكان القالب الموسيقي المعروف في ذلك الوقت هو نوع من المتتبعات الغنائية تسمى النوبة، وهي عبارة عن متتاليات تتكون من عدة أجزاء يسبق كل جزء منها افتتاحية موسيقية خاصة. وقد أتاحت هذه الطريقة لعازفي الآلات فرصة الأداء الآلي المتتابع. وتمت بعد ذلك مرحلة مهمة هي بَدء تقديم هذه المتتبعات بأداء موسيقي مرتجل تمخضت عنه التقاسيم الموسيقية التي ترتجل على الآلات العربية ،التي لا تزال حتى اليوم مصاحبة الموال. ورغم انتشار العود في ذلك الوقت، إلا أن بعض الآلات الموسيقية الأخرى أخذت تستخدم بكثرة، وأهمها القانون الذي استخدم في سورية كثيراً منذ القرن العاشر الميلادي. وخلال هذا القرن استخدمت أول آلة موسيقية ذات القوس وهي الربابة. وكان القوس حينئذ يشبه القوس المستخدم في الحروب. وقداستطاع العرب منذ القرن التاسع الميلادي أن يترجموا معظم البحوث التي كتبت عن الموسيقى الإغريقية إلى اللغة العربية. وكان أهم هذه البحوث ما تعلق بالسلّم الموسيقي اليوناني والنظريات الموسيقية عامةً. وقد اقتبس العرب كثيراً من النظريات الموسيقية اليونانية، حتى إن طريقة العزف على العود تغيرت بناءً على ما أحدثه هذا الاقتباس من تغيير جذري في الأداء. كما استطاع العرب في سنوات قلائل أن يتفوقوا على الإغريق أنفسهم بعد أن أضافوا من عبقريتهم قواعد وأساليب جديدة في العزف والتلحين والأداء. وقد اعترف الإغريق بذلك اعترافاً صحيحاً لا لبس فيه. وبعد ذلك أدخلت الموسيقا العربية كمادة تعليمية في المدارس والجامعات. وتعترف الدوائر الموسيقية الغربية أن العرب استطاعوا بين القرن التاسعَ عشرَ والثالثَ عشرَ الميلادي أن يضعوا حوالي مِئتَيْ مصنّف متفرع في سائر الفنون والعلوم الموسيقية، كما اعترفوا أن أربعة من هذه المصنفات ذات أهمية بالغة، حتى إنها أثرت في الموسيقا الغربية وهي:
1- رسالة في خبر تأليف الألحان للكندي ويوجد هذا المخطوط الآن في المتحف البريطاني. وهو يشتمل على أول بحث في نظرية الموسيقا العربية، وفيه طرق خاصة للتدوين الموسيقي.
2- كتاب الموسيقى الكبير للفارابي وهو أعظم الكتب الموسيقية التي كتبت على الإطلاق.
3- الجزء الخاص في كتاب الشفاء للرئيس ابن سينا، وفيه جزء مهم جداً عن النظرية الموسيقية العربية
4- كتاب الأدوار لصفي الدين. ويعترف كروسلي هولاند أن كل من كتب في النظريات الموسيقية بعد صفي الدين اعتمد اعتماداً كبيراً على كتاب الأدوار وجعله أساسا لبحوثه ودراساته.
يتضح من كل ما تقدم، أن النهضة الموسيقية الغربية التي ظهرت منذ القرن السادسَ عشرَ في أوروبا، بدأت خطواتها الأولى باعتمادها تماماً على ما وصل إليه العرب من تقدم في المجالين النظري والعملي في موسيقاهم.

30 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
الموسيقا في العصر الأندلسي    كن أول من يقيّم

                                             الموسيقى في العصر الأندلسي
حدثت النهضة الموسيقية في الأندلس ما بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلادي، تلك النهضة التي ما كادت تنطفئ في الأرض العربية منذ القرن الخامس عشر حتى تلقفها الغرب لتشتعل من جديد في أوروبا منذ أوائل القرن السادس عشر. وقد دخل الإسلام إسبانيا سنة 713م ونشأت خلافة أموية منفصلة أقامت عاصمتها في قرطبة سنة 755م حيث مارست هذه الخلافة سياسة مستقلة تماماً عن الخلافة الشرقية في بغداد. وقدأنشأ المغاربة مدارس مختلفة في الأندلس في القرن التاسع الميلادي قصدوا بها أن تتفوق على المدارس التي نشأت قبل ذلك في بغداد. وأصبحت قرطبة بعد ذلك مركزاً موسيقياً وثقافياً ممتازاً. ومن أبرز الموسيقيين العرب الذين ظهروا في ذلك الوقت زرياب العظيم كما أسمته معظم دوائر الغرب. ولا شك في أن زرياب يُعد إمام الغناء العربي وأبرز من ظهر خلال الحضارتين العباسية في بغداد والأموية في قرطبة. وقد تَلمذ زرياب لإسحاق الموصلي ودرس الموسيقا الفارسية والعربية الشرقية وأصبح ذا ثقافة عريقة مكّنت عبقريته وتفرده اللحني أن يصل مكانة لم يصل إليها موسيقي عربي من قبل. وقد غنّى زرياب في بلاط عبد الرحمن بن الحكم الذي استدعاه وأكرم وفادته بعد أن فرّ من بغداد. وقد كانت فرصة سانحة لتزدهر الموسيقا العربية التقليدية وتنتقل إلى آفاق جمالية جديدة وأعظم شخصية موسيقية ظهرت في تاريخ الموسيقى العربية في إسبانيا هي شخصية الفارابي الذي استخدم العود ذا الأوتار الخمسة بدل الأربعة، وكذلك استخدم الطنبور والشهرود والقيثارة والزهر والكنّارة والقانون والرباب والكمنجة والمزمار والسرناي (آلة تركية الأصل) والناي والشبابة والصفارة، فضلاً عن الآلات الإيقاعية وآلات النفخ النحاسية. وأهم الفنون الموسيقية التي ابتكرت في أثناء الحضارة العربية في الأندلس كان فن الموشح. وقد استحدث الموشح عندما شعر عرب الأندلس بحاجتهم في هذه البيئة الجديدة إلى التحرر من قيود أوزان الشعر التي التزموها طوال حياتهم في غنائهم. لذا نظمت الموشحات لتلائم الغناء والموسيقا دون أي التزام بعلوم العروض والقافية التي خضع لها الشعر العربي عامة والغنائي خاصة منذ نشأته. وقامت في العصر الأندلسي حركة ترجمة واسعة النطاق، فقد نقل من العربية إلى اليونانية ما كتبه فحول المفكرين العرب أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد. كما نقل إلى العربية الكثير من الكتب اليونانية، ولاسيما في النظريات وباقي العلوم الموسيقية. كما ترجمت كتب عربية كثيرة إلى لغات أجنبية، ومن هذه الكتب مؤلفات ثابت بن قرة وزكريا الرازي وإخوان الصفا وابن باجة. وبعد سقوط الأندلس، انتقلت الآلات الموسيقية العربية كالعود والقيثارة والطنبور.. إلى أوروبا، كما انتقلت أيضا ألحان هذه الآلات. وبعد ذلك بدأت أوروبا بفضل هذا التأثير العربي الواضح أن تعد نفسها لتقيم أكبر نهضة موسيقية عرفها التاريخ. وعند سقوط حضارة العرب في الأندلس، انتقل عدد كبير من سكان هذه البلاد إلى شمال إفريقيَّة. لذا، فإن الموسيقا الأندلسية تركت أثراً كبيراً في طابع موسيقا هذه البلاد، يمكن أن نلحظ أثره حتى وقتنا هذا. وفي الميدان الموسيقي كانت أوروبا لا تعرف سوى شذرات ضئيلة من النظريات الموسيقية الإغريقية، على حين توصل العرب منذ القرن الثامن الميلادي إلى عمل بحوث ودراسات فاقت النظريات والدراسات الموسيقية الإغريقية ذاتها. وقد ترجمت بحوث الفارابي إلى اللغة اللاتينية وأصبحت مراجع قيّمة للباحثين والدارسين الأوروبيين فيما بعد.
ومن الدلائل الواضحة على تأثر أوروبا بالحضارة العربية أن طائفة التروبادور في فرنسا اتصلت اتصالاً وثيقاً بالثقافات الشرقية، ولاسيما في أثناء الحروب الصليبية. لذا يظهر في الفن التروبادوري الطابع العربي والشرقي بصورة واضحة، وفي طابع الغناء الأندلسي خاصةً. وكذلك أتيحت فرصة للمنشدين المتجولين التابعين للبلاد العربية أن يتجولوا في أوروبا عارضين غناءهم التقليدي الذي صادف هوى في نفوس كثير من الشعوب الأوروبية. ومن المعتقد أن الغناء الأوروبي خلال القرن الثالث عشر كان ذا نكهة شرقية واضحة. وبعض الإيقاعات التي كانت تستخدم في أوروبا في ذلك الوقت انحدرت من أصل مغربي وثبتت نسبتها إلى أصول عربية.
تلت هذه المرحلة، أي بعد سقوط حضارة العرب في الأندلس استيلاء الأتراك على القسطنطينية. وكانوا يحبون الموسيقا حباً شديداً حتى إنهم شجعوا ممارستها والاستماع إليها. وقد كان الخلفاء العثمانيون يحتفظون في قصورهم بعدد من الموسيقيين والمغنين الممتازين. لذا ازدهرت موسيقاهم إلى درجة أنها أثرت في موسيقا الشرق الأدنى وشبه جزيرة البلقان. وقد تُرجم كثير من الأعمال والنظريات الموسيقية العربية إلى اللغة التركية التي اتخذها هؤلاء المغنون لغة لهم.

30 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
شبه الجمل    كن أول من يقيّم

                                                                         سورة البقرة
108"....ومَن يتبدّل الكفرَ بالإيمان فقد ضلّ سواءَ السبيل" .
         " بالإيمان" : متعلقان بحال محذوفة من " الكفر" . " سواءَ" : مفعول فيه ظرف مكان بمعنى وسط ، متعلق بالفعل " ضلّ "
109" ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّاراً حسَداً من عند أنفسِهم من بعد ما تبيّن لهم الحقُّ حتى يأتيَ اللهُ بأمره إنّ الله على كل شيء قدير".
         " من عند " : متعلقان بِ " حسداً" . " حتى " : حرف جر . " يأتيَ " : فعل مضارع منصوب بِ ( أنْ) المضمرة وجوباً بعد " حتى" . " الله " : لفظ الجلالة فاعل.  أنْ المضمرة وما بعدها في تأويل المصدر في محل جر بِ " حتى" . والجار والمجرور متعلقان بالفعل " اعفوا" ؛ أي : اعفُوا إلى هذه الغاية.
110" وأقيموا الصلاة وآتُوا الزّكاة وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله إنّ الله بما تعملون بصير" .
        " من خيرٍ" : متعلقان بصفة محذوفة للمفعول به : " ما" . " عند " : ظرف متعلق بحال محذوفة من الضمير في " تجدوه" ، وهو الهاء.
115" ولله المشرِقُ والمَغرِب فأينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ الله" .
        " أينما" : " أين " : اسم شرط جازم ظرف مكان ، متعلق بِ " تولُّوا" . و " ما " : زائدة ؛ لتوكيد الشرط. " ثَمَّ " : مفعول فيه ظرف مكان ، مبني على الفتح في محل نصب ، متعلق بخبر مقدّم محذوف للمبتدأ :" وجه".[ و" ثَمّ" : اسم إشارة للبعيد].
تنبيه : إنّ دعوى بعضهم بأنّ السّلَف لم يكونوا يلجؤون إلى التأويل في الأسماء والصفات تعميمٌ ، فمثلاً ابن تيمية كان أوّلَ ( الوجه) في الآية المتقدمة ، فقال : " أيْ قِبلة الله ووِجهةُ الله " . ( الفتاوى2/429).
        وفي قوله تعالى : " كلُّ شيءً هالكٌ إلا وجهَهُ" ( القَصص/88) قال : " أيْ دِينَهُ وإرادَتَهُ وعبادَتَهُ"   (الفتاوى2/433 ، السطر الثالث).
    أمّا أحمد بن حنبل ، وهو مَنْ هو، ومِن أصحاب القرون الثلاثة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالخيرية فقد أوّلَ (مجيء الرّب) بمجيء أمره في قوله تعالى : " وجاء ربُّك والملَكُ صفّاً صفّاً" ( الفجر/22).
  ( الأسماء والصفات للبيهقي ،ص292).
        
 
 

31 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
المعجم والمعجمات.    كن أول من يقيّم

تعطي الكلمة من المعاني والدلالات بقدْر مايتاح لها من استعمالات.
                                                                       العقص
العَقَصُ في زِحاف الوافر: إِسكان الخامس من مفاعلتن فيصير مفاعلين بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فيصير الجزء مفعول كقوله:
لَوْلا مَلِكٌ رؤوفٌ رَحِـيم
 
تَدارَكَني برَحْمتِه، هَلَكْتُ
سُمِّي أَعْقَصَ لأَنه بمنزلة التَّيْسِ الذي ذهبَ أَحدُ قَرْنَيْه مائلاً كأَنه عُقِصَ أَي عُطِفَ على التشبيه بالأَوَّل. والعَقَصُ: دخولُ الثنايا في الفم والتِواؤُها، والفِعْل كالفعل. والعَقِصُ من الرمل: كالعَقِد. والعَقَصَةُ من الرمل: مثل السِّلْسِلة، وعبر عنها أَبو علي فقال: العَقِصَة والعَقَصة رملٌ يَلْتَوي بَعضُه على بعض ويَنقادُ كالعَقِدة والعَقَدة، والعَقِصُ: رمْلٌ مُتَعَقِّد لا طريق فيه؛ قال الراجز:
كيف اهْتَدَتْ، ودُونها الجَزائِرُ،
 
وعَقِصٌ من عالج تَـياهِـرُ
 
والعَقْصُ: أَن تَلْوِيَ الخُصْلة من الشعر ثم تَعْقِدها ثم تُرْسِلَها.وفي صفته، صلّى اللّه عليه
 
  وسلّم: إِن انْفَرَقَتْ عَقِيصتُه فَرَقَ وإِلا تَرَكها.
( لسان العرب) .
 

31 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
العالِم د/ محمد مندور    كن أول من يقيّم

قال الدكتور عبد الكريم الأشتر :
" صلتي بالدكتور محمد مندور تفوق كل صلة أخرى بالأساتذة الكبار الذين عرفتهم وتلمذت لهم. اقتربت منه إلى الحد الذي أصبح معه لا يتردد حين يزورني في بيتي في القاهرة، أن يستريح في فراشي وقد كان بيته في الروضة يصبح بيتاً آخر لنا. وكانت زوجه السيدة الشاعرة ملك عبد العزيز تزورنا كثيراً. الصفة التي تجلّت لعينيّ فيه سطوع نزعته الإنسانية في حياته ونقده معاً في حياته يكره كل ما يشوه الفطرة النفسية وفي نقده يكره كل ما يشوه الفطرة الفنّية. هو إنسان قريب من الناس، يريد أن يعينهم على الارتفاع بواقعهم إلى المستوى الذي يليق بالإنسان ولو امتد الحديث عنه لتشمل جلستنا كلها في كتابي "مسامرات نقدية" فصّلت الكلام عليه إنساناً وناقداً على المنهج الذي سرت عليه في الكتاب: جمع الخاص إلى العام وخلط ما هو من مادة الكتابة بما هو من مادة كنت أحس وأنا أكتب ما كتبته عنه أني أمتّن كذلك يفعل الإنسان الحق بالنفس.‏
أما زوجه السيدة ملك رحمها الله، فقد كانت من أرق من عرفت من النساء غنية النفس، حارة الوجدان لم تستطع في ظني أن ترقى بشعرها إلى مستوى غناها النفسي على أن صلتي بالرجل أثمرت في وقت مبكر دراسة للكتابة "في الميزان الجديد" مع كتاب العقاد والمازني "الديوان" وكتاب نعيمة "الغربال" وكانت الطبعة الأولى من كتابي في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بعنوان "معالم في النقد العربي الحديث، وصدرت بعد وفاته للأسف ولكن الأستاذة ملك كانت شديدة السرور به.‏
 

1 - يناير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
اليتيم    كن أول من يقيّم

                                                  اليتيم
                                                                     
يقال: يَتُمَ يَيْتُم يُتْماً؛ مثل عَظُم يَعْظُم. وَيتِم يَيْتَم يُتْماً ويَتماً؛ مثل سَمِع يَسْمع؛ ذكر الوجهين الفرّاء. وقد أيتمه الله. ويدلّ هذا على الرأفة باليتيم والحضّ على كفالته وحفظ ماله؛ على ما يأتي بيانه في «النساء». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كافِل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة " وأشار مالك بالسبابة والوسطى؛ رواه أبو هريرة أخرجه مسلم. وخرّج الإمام الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد من حديث الحسن بن دينار أبي سعيد البصريّ وهو الحسن بن واصل قال حدّثنا الأسود بن عبد الرحمن عن هِصّان عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " ما قَعدَ يتيم مع قوم على قَصْعتهم فَيَقْرَب قَصْعتهم الشيطان " وخرّج أيضاً من حديث حسين بن قيس وهو أبو علي الرَّحبي عن عكرمة عن ٱبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن ضَمّ يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يُغْنِيَه الله عز وجل غُفرت له ذنوبه ألْبتَّةَ إلاّ أن يعمل عملاً لا يُغفر ومن أذهب الله كريمتيه فصبَر وٱحتسب غُفرت له ذنوبه ـ قالوا: وما كريمتاه؟ قال: ـ عيناه ومن كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فأنفق عليهن وأحسن إليهن حتى يَبِنّ أو يمتن غُفرت له ذنوبه ألْبَتَّةَ إلا أن يعمل عملا لا يُغفر» فناداه رجل من الأعراب ممن هاجر فقال: يا رسول الله أو اثنتين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو ٱثنتين " فكان ٱبن عباس إذا حدّث بهذا الحديث قال: هذا والله من غرائب الحديث وغُرَرِه.
               تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
 
                                                  السّبّابة
السبّابة من الأصابع هي التي تلي الإبهام، وكانت في الجاهلية تدعى بالسبابة؛ لأنهم كانوا يَسُّبون بها؛ فلما جاء الله بالإسلام كرهوا هذا الاسم فسمّوْها المشيرة؛ لأنهم كانوا يشيرون بها إلى الله في التوحيد. وتُسمَّى أيضاً بالسبّاحة، جاء تسميتها بذلك في حديث وائل بن حُجْر وغيره؛ ولكن اللغة سارت بما كانت تعرفه في الجاهلية فغلبت. وروي عن أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى، ثم الوسطى أقصر منها، ثم البنصر أقصر من الوسطى. روى يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد اللَّه بن مِقْسم الطائفيّ قال حدّثتني عمتي سارة بنت مِقْسَم أنها سمعت ميمونة بنت كَرْدَم قالت: خرجتُ في حجّة حجّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وسأله أبي عن أشياء؛ فلقد رأيتني أتعجّب وأنا جارية من طول أصبعه التي تلي الإبهام على سائر أصابعه. فقوله عليه السلام: " أنا وهو كهاتين في الجنة ".
                                                                                 ( المصدر نفسه) .
                                   

1 - يناير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
 30  31  32  33  34