البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 309  310  311  312  313 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
المعذرة    كن أول من يقيّم

المعذرة من أستاذنا وحبيبنا الدكتور مروان:
كنت انتظر غيري أن يقوم بالرد، فربما كانت هناك مشكلة، أما فيما يتعلق بحاسوبي أنا فلم تكن هناك مشكلة أبدا، ولم يغلق الوراق، ساعة من نهار، ولكن وصلتني مرة رسالة من الأستاذة ضياء خانم في نفس المدة التي ذكرتموها تخبرني فيها عن عدم تمكنها من الدخول إلى الموقع، والظاهر ان هناك مشاكل لا أدري ما حقيقتها تعترض الوراق و من فترة إلى أخرى، وربما كانت سببا في غياب كثير من السراة، وفي مقدمتهم أستاذنا لحسن بنلفقيه، وشاعرنا صادق السعدي، والأستاذ سعيد أوبيد الهرغي، والأستاذ طه أحمد المراكشي، وغيرهم من سراة الوراق، أكرر اعتذاري عن التأخر في الرد، وأتقدم إليكم بعميق الامتنان على مشاركاتكم الثمينة في ملف (تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم)

25 - نوفمبر - 2008
هل كان (وراقنا) الحبيب معطلا !!!
رواية المطهر بن طاهر المقدسي في البدء والتاريخ    كن أول من يقيّم

كل الشكر لكم أساتذتي الأكارم على مشاركاتكم الكريمة.
قضيت هذا الصباح في إعداد تعريف مطول لكتاب (البدء والتاريخ) بسبب ما لحق مؤلف الكتاب من الغموض.
وأنقل لكم هنا رواية ابن طاهر المقدسي عن النسخة المطبوعة للبدء والتاريخ (ج2 ص 152)، وأشرت في الهامش إلى ما ورد فيها من أغلاط
 قال  بعدما نقل كلام ابن قتيبة في المعارف:
وفي كتاب تاريخ ابن خرداذبُه قال إنه:
كان من هبوط آدم إلى الطوفان ألفان  ومائتا سنة وست وخمسون سنة
ومن الطوفان إلى مولد إبراهيم عليه السلام اثنى وثلاثين سنة خلت من عمر موسى (1) وذلك عند خروج بني إسرائيل من مصر خمس مائة وخمسون سنة
ومن خروجهم إلى سنة أربع من ملك سليمان وذلك وقت ابتدائه ببناء بيت المقدس
ستمائة وست وثلاثون سنة
 ومن بناء بيت المقدس إلى ملك الإسكندر سبع  مائة سنة وسبع عشر سنة
ومن ملك الإسكندر إلى مولد المسيح ثلاث مائة وسبع وستون سنة
ومن مولد المسيح إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم خمس مائة وأربع وستون سنة ومن الهجرة إلى يومنا هذا وهو سنة خمس وخمسين وثلثمائة
فذلك سبعة آلاف وأربع مائة وخمس عشر سنة
 وأصبت في كتاب أخبار زرنج قال:
كان بين آدم والطوفان ألفا سنة وست وخمسون سنة
وكان بين نوح وإبراهيم تسع مائة سنة وثلاث وأربعون سنة
وبين إبراهيم وموسى خمس مائة وست وسبعون سنة
وبين موسى وسليمان ستمائة وإحدى وثمانون سنة
وبين سليمان وشابيل وفارس وبين سند مائتان وستون سنة
وبين سيذ وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم خمس مائة وثمان وتسعون سنة ومن مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أربع مائة وخمس وستون سنة
وعمر آدم ألف سنة فذلك سبعة آلاف وتسع مائة وتسعون سنة
 وفي رواية محمد بن إسحق فيما يرويه عنه يونس بن بكير قال:
 كان من آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة
ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة
ومن إبراهيم إلى موسى خمس مائة وخمس وستون سنة
ومن موسى إلى داود خمس مائة وتسع وستون سنة
ومن داود إلى عيسى ألف وثلثمائة وخمسون سنة
ومن عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة
فذلك خمس آلاف وأربع مائة وست وعشرون سنة سوى مدة عمر آدم وتأريخ النبي صلى الله عليه وسلم.
 ورأيت في كتب بعض أهل التنجيم ذكروا تواريخ الأنبياء إلى أول سنة خمسين وثلثمائة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم
سنة ست آلاف وسبع مائة وستين لآدم عليه السلام
سنة خمسة آلاف وسبعين وثلثمائه لمولد نوح عليه السلام
سنة أربعة آلاف وأربعة وستين وثلثمائة وثلاثة وعشرون يوماً لغرق نوح عليه السلام
سنة ثلاثة آلاف وست وأربعين وأربع مائة لإبراهيم عليه السلام
سنة ألفين وأربع وتسعين وتسع مائة لموسى عليه السلام
سنة ألف وثلاث وسبعين ومائتين لذي القرنين
سنة ألف وستين وستمائة لبخت نصر
سنة ألف وخمس وثمانين ومائتين لبطليموس صاحب المجسطي
سنة ألف وثمان وستين وتسع مائة لعيسى عليه السلام
سنة ثلثمائة وثلاثين (2)  ليزدجرد بن شهريار آخر ملوك العجم
سنة ثمان وأربع مائة للفيل
قال وفيه ــذا ــذا النشو (3)  وخرجت الكواكب من أول دقيقة في الحمل إلى أول يوم من هذه السنة ألفا ألف ألف وثلثمائة وتسعة وأربعون ألف ألف واحد وعشرون ألفاً وتسع مائة وخمسون سنة وثلثمائة وتسعة وخمسون يوماً وإحدى عشر دقيقة وثوان والله أعلم وأحكم لا يعلم غيره
 وقد روى همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه  قال:
كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق وتلا (كان الناس أمة واحدة) الآية
وروى الواقدي كان بين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة
وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون
وبين إبراهيم وموسى عشرون قرناً
وروى وهب قال كان بين آدم ونوح عشرة أباً وبين إبراهيم ومحمد ثلاثون أباً .
هذا ما رواه المسلمون وأهل الكتاب
وأمّا الفرس والمجوس فإن الروايات عنهم مختلفة.
ففي كتب بعضهم أن من انقضاء ملك بني ساسان أربعة آلاف سنة وأربع وأربعون سنة وعشرة أشهر وخمسة أيام.
ومنهم من يحسب هذا الحساب عن هوشنك بعد الطوفان ومنهم من يحسب عن كيومرث ويزعم أنه كان قبل آدم وأن آدم نبت من دمه، وبعضهم يقول هو ابن آدم. وحكى عن بعض علمائهم أنه قرأ في عظة لزردشت ذكر ملوك ملكوا الأرض قبل هوشنك، منهم: رتّى ملك الناس رقابهم وأموالهم، ومنهم رتى، ومنهم افرهان والله أعلم وأحكم.
 فليس لنا في كتاب الله الذي في أيدينا ولا في الخبر الصادق عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يوجب القطع عليه ويوجب اليقين بشيء منه، فليس إلا الرواية كما جاءت وإجازة ما هو ممكن والسلام.
 ________________________
 
(1) كذا في الأصل المطبوع وقد وقع نقص في الكلام كما هو ظاهر
(2) في الأصل المطبوع: (ستة آلاف وثلثمائة وثلاثين) والتصحيح مني أنا زهير وقد رجحت أن تكون العبارة (سنة ثلاثمائة وثلاثين)
(3) كذا وردت العبارة في النسخة المطبوعة، ولم أتمكن من كتابة الاسم كما ورد فيها، فقد جاء ما قبل حرفي الذال، بصورة ياء غير معجمه، وهو في نشرة الوراق (كذا كذا) خطأ، ويظهر من خلال النص أن (ــذا ــذا النشو) مؤلف كتاب ؟

25 - نوفمبر - 2008
من يعرف تاريخ مولد النبي محمد (ص)
بل شاعرنا    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذنا وحبيبنا أمير العروض:
لقد سارعت لتعديل كلمتكم التي لا أستحقها، فإنما أنا شاعر، وحسب ما هو مكتوب على جوازي (عامل عادي) وقد أخذت رخصة الجواز من مكتب (الخشّابة) بدمشق، هكذا يسمونه، وعرفت فيما بعد أنه خاص بعمال النظافة.
واسمح لي بعد ذلك أن أعبر عن عميق اعتزازي بمحبتكم وصداقتكم، وعما تحيطونني به من مودة واحترام أتمنى أن أكون أهلا لهما.
أما المرحوم حسن حسني الطويراني، فديوانه من دواوين الشعر الضخمة، ويقع في (13418) بيتا، في (1408) قطع، منها (408) على البحر الطويل، و(411) على الكامل، و(201) على البسيط ومشتقاته، ولم يكتب على المنسرح شيئا أبدا، ولا المقتضب ولا المضارع، وله مخلعان، أحدهما بيتان، والثاني (19) بيتا، وفي هذا قوله، ونذكره لمناسبة الكلمة الأخيرة فيه:
يا لَهف نَفسي وَلَست أَدري بِـأَيّ حـال أَصون iiسرّي
فَـلا عُـيوني تَرى مَنامي وَلا فُـؤادي يُـطيع أَمري
وَلا  خَـلـيـل إِلَيهِ iiأَشكو وَلا  حَبيب يَصون صَبري
ومن نوادر أوزانه قصيدة (مجزوء البسيط)، وهي خمسة أبيات، أذكرها هنا لندرة وزنها، ولو أضفنا ما هو على وزن (قمرا) إلى أواخر صدورها  وأعجازها، ظهر الوزن أنه مجزوء البسيط:
عَـيـنٌ  دَعـاها الهَوى iiنَبَّهَها نَـفـس شـجاها الجَوى دلَّهَها
وَالـوَرق تَشدو عَلى iiأَغصانِها وَمَـن سَـقى الراح لي iiموّهَها
كَـأَنَّـهـا  النُور تهدى iiللصفا لَـو  يُنصف الخَمر من iiشبَّهها
يـا  حَـبَّـذا من جلى كاساتها أَضـحـكـهـا  بَعدما iiقهقهها
طف نَحوي بِالكَأس لي وَاسقني فَـقَـد  صفت وَالهَوى iiوَجَّهها
وقطعة من مجزوء المتقارب، أولها:
تغربت في الأَرض حَتّى رَأَيـت لـسيري iiقرارا
وعـايـشت  فيه iiرِجالاً بـخمر  الأَماني سكارى
فَـلـو  إطـلعت iiعليهم لَـولـيـت مِنهُم iiفَرارا
وشكرا لكم أستاذنا وحبيبنا أمير العروض بحق وصدق الدكتور عمر خلوف يحفظكم الله ويرعاكم، ويغفر لنا ولكم

25 - نوفمبر - 2008
بحور لم يؤصّلها الخليل / البحر اللاحق
القطعة (21) من نشرة الحديثي    كن أول من يقيّم

أردت في هذا التعليق أن أدعو الأستاذ الحديثي إلى تعديل القطعة (21) من نشرته على ضوء هذه الملاحظات المدونة في هذه الصفحة. والقطعة (21)  تقع في نشرة الحديثي في ( 52) بيتا، منها (39) بيتا وردت في كتاب الزهرة، لابن داود الأصبهاني، هي الأبيات (1 ، 2 ، 4 – 14، 15 ، 17 ، 35 – 39 ، 42 ، 44 – 52) حسب نشرة الحديثي.
والقصيدة من البحر الطويل، وقد استوقفني فيها البيت (41) وهو
ولولا وثاق الله ضل ضلالنا ولـسـرنـا  أنا نُتَلُّ iiفنوأد
وحسب تخريج الحديثي للبيت، فهو نقله عن لسان العرب، مادة (ضلل). فرجعت إلى لسان العرب، فرأيت البيت:
لولا وثاق الله ضل ضلالنا ولـسـرنـا أنا نُتَلُّ iiفنوأد
وهو من الكامل، ثم رأيت أبا علي الفارسي ذكر القصيدة التي منها هذا البيت وشرحها، في كتابه (شرح الأبيات المشكلة الإعراب)
وهي القصيدة التي يقول فيها:
رجلٌ وثورٌ تحتَ رجل iiيمينه والنَّسرُ للأخرى وليثٌ مرصدُ
وهذا يقتضي أن يقوم الحديثي بتعديل التخريج وأرقام الأبيات وترتيبها وهوامشها . ويلاحظ أن البيت (41) يختلف في سياقه عن معنى البيتين (40) و(42)
وذكر أبو علي بعد البيت من هذه القصيدة بيتا ضمه الحديثي إلى القطعة (23) وهو البيت (19) منها.
ثم كانت المفاجاة المؤسفة أني عثرت على القصيدة كاملة في المنتظم لابن الجوزي وعدد أبياتها (57) بيتا، بينما هي في نشرة الحديثي (52) مع ما تضمنته من أبيات ليست من القصيدة، وهي الأبيات (40) و (41) و(43) من نشرته، ويلاحظ ان البيت (42) من نشرة الحديثي رقمه (36) في رواية ابن الجوزي.
 
وسوف انقل هنا رواية ابن الجوزي حسب النشرة المطبوعة بتحقيق الأستاذين محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا (نشرة دار الكتب العلمية، ج 3 ص 151) وأختم كل بيت برقمه في نشرة الحديثي/  وألوّن الأبيات التي لم ترد في نشرة الحديثي باللون الأزرق وأنبه على الخلاف بين الروايتين، إلا ما ورد في هوامش الحديثي والمنتظم من روايات مختلفة للبيت، وأرمز للحديثي بحرف (ح)  وألفت النظر إلى أن ابن الجوزي ولويس شيخو نقلا القصيدة من مصدر واحد كما يبدو من اتفاقهما في كل ما رواه شيخو من الأبيات..
وقد ترجم ابن الجوزي لأمية في هذا الجزء من المنتظم (ص 142) في وفيات السنة الثانية للهجرة، تحت عنوان (وفي هذه السنة مات جماعة من رؤساء الكفار منهم: أمية بن أبي الصلت .... وقدم للقصيدة بما رواه عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنه قال: (إن أمية بن أبي الصلت قال هذه القصيدة في أول المبعث، يذكر فيها الإسلام ونبوة محمد (ص) وهي:
 
1- لك الحمد والنعماء والملك ربنا= ولا شيء أعلى منك جداً وأمجد 1 في (ح) ولا مجد، قال: وهي اكثر استقامة من حيث الوزن (!)
2- مليك على عرش السماء مهيمن = لعزته تضوي الوجوه وتسجد 2
3- عليه حجاب النور والنور حوله  = وأنهار نور فوقه تتوقد 3
4- فلا بصر يسمو إليه بطرفه= ودون حجاب النور خلق مؤيد 4
5- ملائكة أقدامهم تحت أرضه= وأعناقهم فوق السماوات تسجد 5 في (ح) صُعَّدُ
6- فمن حامل إحدى قوائم عرشه = بكفيه لولا الله كلّوا وبلّدوا 6
7- قيام على الأقدام عانون تحته= فرائصهم من شدة الخوف ترعد 7
8- وبسط صفوف ينظرون قضاءه =مصيخون بالأسماع للوحي رُكَّد 8
9- أميناه روح القدس جبريل فيهم = وميكال ذو الروح القوي المسدد 9
10- وحراس أبواب السموات دونهم  =قيام عليها بالمقاليد رصّدُ 15
11- فنعم العباد المصطفون لأمره = ومن دونهم جند كثيف مجند 16
12- ملائكة لا يفتروا عن عبادة =كروبية منهم ركوع وسجد 10
13- فساجدهم لا يرفع الدهر رأسه =يعظم رباً فوقه ويمجد 11
14- وراكعهم يحنو له الظهر خاشعاً = يردد آلاء الإله ويحمد 12
15- ومنهم ملف في جناحيه رأسه = يكاد بذكر ربه يتفصد 13 في (ح) لذكرى
16- من الخوف لا ذو سأمة من عبادة= ولا هو من طول التعبد يحمد 14 يحمد تصحيف وهو في (ح) يجهد، وهو الصواب.
17- وساكن أقطار بأرجاء مصعد= وذو الغيب والأرواح كل معبد
18- ودون كثيف الماء في غامض الهوا= ملائكة تنحط فيها وتقصد 17
19- وبين طباق الأرض تحت بطونها = ملائكة بالأمر فيها تردد 18
20- فسبحان من لا يقدر الخلق قدره= ومن هو فوق العرش فرد موحد 19
21- ومن لم ينازعه الخلائق ملكه = وإن لم يفرّده العباد يفرّد 20 وفي (ح) فمفرد
22- مليك السموات الشداد وأرضها = وليس بشيء عن هواه تأود 21 في (ح) وليس بشيء فوقنا يتأود
23- وسبحان ربي خالق النور لم يلد = ولم يك مولوداً بذلك أشهد
24- وسبحانه من كل إفك وباطل = ولا والد ذو العرش أم كيف يولد
25- هو الله باري الخلق والخلق كلهم = إماء له طوعاً جميعاً وأعبد 22
26- هو الصمد الحي الذي لم يكن له= من الخلق كفؤ قد يضاهيه مضدد
27- وأنى يكون الخلق كالخالق الذي= يدوم ويبقى والخليقة تنفد 23
28- وليس بمخلوق على الدهر جده = ومن ذا على مر الحوادث يخلد 24 وفي (ح) : وليس لمخلوق على الخلق جدة. قال: وفي شعراء النصرانية (وليس لمخلوق من الدهر جدة)
29- ويفني ولا يبقى سوى القاهر الذي = يميت ويحمي دائبا ليس يمهد 25 في (ح) دائما
30- تسبحه الطير الحوائج في الخفا= وإذ هي في جو السماء تصعّد 26 في (ح) الطير الكوامن (وفي رواية) الجوانح
31- ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا= وسبحه الأشجار والوحش أبَّد 27
32- وسبحه البنيان والبحر زاخر= وما ضم من شيء وما هو متلد 28 وفي (ح) وسبحه النينان، وهو الصواب، وفي رواية (الحيتان) وفي (ح) أيضا: (وما هو مُقلِد)
33- ألا أيها القلب المقيم على الهوى= إلى أي حين منك هذا التمرد 29 في (ح) إلى أي دهر منك هذا التصدد، قال: وفي شعراء النصرانية: إلى أي حين منك هذا التصدد
34- عن الحق كالأعمى المحيط عن الهوى= وقد جاءك النجد النبي محمد
35- بنور على نور من الحق واضح = دليل على طرق الهدى ليس يخمد
36- ترى فيه أبناء القرون التي خلت = وأخبار غيب في القيامة توجد 42
37- وحالات دنيا لا تدوم لأهلها = وفيها منون ريبها متردد
38- ألا إنما الدنيا بلاغ وبلغة= وبينا الفتى فيها مهيب مسود 30
39- إذ انقلبت عنه وزال نعيمها = فأصبح من ترب القبور يوسد 31
40- وفارق روحاً كان بين حياته = وجاور موتى ما لهم متبدد 32
41- فأي فتى قبلي رأيت مخلداً= له في قديم الدهر ما يتورد 33 في (ح) ما يتزود، قال: وفي الزهرة (ما يتودد)
42- ومن يبتليه الدهر منه بعثرة =  فيبكو لها والنائبات تردد 34
43- لمن تسلم الدنيا وإن ظن أهلها= نصيحتها والدهر قد يتجدد 35
44- ليوم وأقوام قد انكفأت بهم = دهور وأيام ترافد عُوَّد
45- ألست ترى فيما مضى لك عبرة =فمَهْ لا تكن يا قلب أعمى تلدد 36 في (ح) فمنه لا تكن، وهي خطأ مطبعي
46- وقد جاء ما لا شك فيه من الهدى= وليس يرد الحق إلا مفند 37
في شعراء النصرانية: عن الحق كالأعمى المميط على الهوى
47- وكن خائفاً للموت والبعث بعده= ولا تك ممن غره اليوم والغد 38 في (ح) أو غد) وبعده بيتان لا وجود لهما في رواية ابن الجوزي: وهما (وساكن أقطار الرقيع على الهوى = ومن دون علم الغيب كلٌّ مسهد) (ولولا وثاق الله ضل ضلالنا = ولسرنا أنا نُتَلُّ فنوأد) ورقمهما (40 و41) نقل الحديثي البيت (40) من الفائق للزمخشري، والبيت (41) من اللسان مادة (ضلل) كما مر معنا في المقدمة.
 ويليهما البيت (42) وهو البيت (36) من رواية ابن الجوزي.
ثم البيت (43) ولا وجود له في المنتظم، وهو خارج عن موضوع القصيدة، وظاهر انه من قصيدة يتكلم فيها عن اهل الكهف، وهو قوله:
وليس بها إلا الرقيم مجاورا = وصيدهمُ والقوم في الكهف هُمّدُ
وحسب تخريج القصيدة فقد نقل الحديثي هذا البيت، من الكشاف للزمخشري، والبحر المحيط، تفسير سورة الكهف، فلماذا أدرجه في هذه القصيدة لا ادري ؟؟
 
48- فإنك في الدنيا غرور لأهلها= وفيها عدو كاشح الصدر يوقد 39 في (ح) فإنك في دنيا (وهو الصواب)
49- من الحقد نيران العداوة بيننا = لئن قال ربي للملائكة اسجدوا 44
50- لآدم لما أكمل الله خلقه = فخروا له طوعاً سجوداً ورُكَّد 45 في (ح) وكددوا
51- فقال عدو الله للكبر والشقا = أطين على نار السموم يسود 46 وفي (ح) لطين على نار السموم فسودوا
52- فأخرجه العصيان من خير منزل = فذاك الذي في سالف الدهر يحقد 47
53- علينا ولا يألو خبالاً وحيلة= ليوردنا منها الذي يتورد 48 في (ح) علينا ولا نألوا وهو تحريف وفيه العجز: (لنوردها نارا عليها سيورد)
54- جحيماً تلظى لا تفتر ساعة = ولا الحر منها آخر الدهر يبرد 49
55- فما لك في الشيطان والناس أسوة = إذا ما صليت النار بل أنت أبعد 50
56- هو القائد الداعي إلى النار جاهداً= ليوردنا منها الذي يتورد 51
57- وما لك من عذر بطاعة فاسق = ولا بلظى نار عملت لها يد 52
 

26 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
المناضح والمناصح    كن أول من يقيّم

حائية أمية في رثاء قتلى بدر من المشركين، وصلنا منها (31) بيتا عن طريق كتب السيرة، وهي في الأصل (33) بيتا، قال ابن هشام : (تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)  ا.هـ
وهي القصيدة التي نهى النبي (ص) عن روايتها كما حكى المرزباني في نور القبس (1) وقال الجاحظ في (البيان والتبين) فلما زالت العلة زال النهي (1 / 291).
 وفيها البيت (16) حسب نشرة الحديثي:
نـقل الجفان مع iiالجفا ن إلى جفان كالمناضح
قال الحديثي: (المناضح : الحياض شبه الجفان بها لعظمتها)
قلت أنا زهير: وهو الصواب، ولكن الحديثي علق في هامش التخريج ص 170:
وفي البصائر والذخائر = نشرة الكيلاني =: خف الخميس إلى حصان الكمناصح.
والمناصح: جمعٌ واحدُهُ منصح وهو المخيط).
فكيف تكون الجفان كالمخيط، وما وجه التشبيه هنا ؟؟ 
أما قوله: ( خف الخميس إلى حصان الكمناصح) فهو خطأ مطبعي في نشرة الحديثي ، وظاهر العبارة  توهم أن تفسير المناصح هو تفسير الكيلاني، والحقيقة فقد رجعت إلى نشرة الكيلاني، فلم أر هذا التفسير، والصواب في البيت كما ورد في نشرة الكيلاني:
خف الخميس إلى الخميس إلى جفان كالمناصح
ولم يشرح المناصح، ولا علق عليها، وهي خطأ مطبعي لا شك فيه. ورجعت إلى نشرة الدكتورة وداد (ج9 ص 77)، فرأيت الكلمة فيها على الوجه الصحيح، كالمناضح، وأشارت إلى رواية السيرة: (نقل الجفان إلى الجفان) ولكنها أخطأت إذ جعلت القصيدة من الرجز، بينما هي (مجزوء الكامل). وأما ترتيب القصيدة كما هو في نشرة الحديثي فهو الصواب حسب كتب السيرة.
____________________
(1) وانظر أيضا (خزانة الأدب) شرح الشاهد (235) قال نقلا عن السيوطي في (شرح شواهد المغني):
وقال وكيع، في الغرر، عن الزهري: قال: رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأشعار كلها، إلا هاتين الكلمتين: التي قال أمية بن أبي الصلت في أهل بدر:
ماذا ببدر فالعقن         قل من مرازبة جحاجح
والتي قال الأعشى في علقمة بن علاثة: شاقك من قتلة أطلالها.

27 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
جهود مضنية    كن أول من يقيّم

لكي لا يكون حديثنا عن الأغلاط والعثرات فقط، اخترت هذه الصفحة من تحقيقات الدكتور الحديثي، وهي واحدة من صفحات كثيرة، تدل على أنه بذل جهودا لا يستهان بها في تحقيق ديوان أمية،  وفي هذه الصفحة ما يجسد ظاهرة تفشي التصحيف في شعر أمية، والشعر الجاهلي بوجه عام.
والأبيات التي اخترتها هي الأبيات
 10 و11 و12 من قصيدة (طوق الحمامة) التي نشرتها في تعليق سابق:
 البيت 10:
تلمّس هل ترى في الأرض عيناً وغـبّـتـهـا من الماء iiالعبابُ

قال الحديثي:
في نهاية الأرب (وعاينهُ من الماء العبابُ)
وفي البدء والتاريخ: به تيبس او اضطراب، والرواية مختلة الوزن.
وفي الحيوان 2/ 321 وغايته من الماء العباب
وفيه 4/ 196: وغايته بها الماء العباب
وفي طبعة أوربا للديوان ص 35 : (وغايته من المينا العباب) قال: وعلق المحقق: المينا: مرفأ السفينة، وحذفت الهمزة من أجل الوزن.
البيت 11:
فجاءت بعدما ركضت بقِطْفٍ عـليه  الثأطُ والطين الكُبابُ
في كتاب الإكليل: بقطم، قال: والقطم اللحم
وفي البدء والتاريخ: الطين الكثاب، بالثاء
وفي لسان العرب: الطين الكبار، وهنا تختلف القافية، كما لم أجد للكلمة معنى.
البيت 12:
فلما فرّسوا الآيات صاغوا لها عقدا كما عقد iiالسِّخابُ
في البد والتاريخ: فرشوا
في ثمار القلوب: فتشوا
في مجلة المشرق (1904 ص 358) كما عقد السحاب، حسب رأي المحقق.
قلت انا زهير: وهذا يذكرنا بقول الصفدي في (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ):
ومن غرائب التصحيف ما حُكي أن بعض المؤدبينَ صحّف بيتاً لزياد النابغة وهو قوله:
أسـقـينَني  ريّي iiوغنّيَني بحبّ يحيى ختنِ بن الجُرَذِ
وإنما هو:
أشـقـيتني ربّي iiوعنيتني بُحتُ بحبّي حينَ بِنَّ الخُرَّدُ
فلم يدع فيه كلمة واحدة حتى صحّفها، كما تراه:
جعل أشقيتني من الشقاء أسقينني من السقي لجماعة الإناث.
وجعل ربّي من الرّب المضافِ الريَّ المضاف ضد العطش.
وجعل عنيتني من العناء وهو الأسر والذل غنينني من الغناء لجماعة الإناث المطربات.
وجعل بحت من البوح وهو إظهار السر، بحب؛ حرف جرّ دخلَ على حب وهو هوى النفس.
وجعل بحبي يحيى اسم يحيى بن زكرياء.
وجعل حين وهو الوقت ختن وهو زوج البنت.
وجعل بِنّ وهو من البين للإناث ابناً،، وتفقه فيه لأنه قال: ابن بعد علم فلم يثبت ألفه.
وجعل الخرد جمع خريدة الجرذ بالجيم والذال ذكر الفأر.
 

27 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
يوسف وزليخة    كن أول من يقيّم

أشار الحديثي إلى أن القرطبي أورد هذا البيت في تفسير الآية (31) من سورة يوسف (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ) قال: قال وهب بن منبه: إنهن كن أربعين امرأة فجئن على كره منهن، وقد قال فيهن أمية بن أبي الصلت:
حتى إذا جئنها قسرا    ومهدت لهن أنضادا وكبابا (1)
(1)            قال الحديثي ص 155 كذا ورد البيت وهو مختل الوزن، ولم يرد في الطبعات السابقة للديوان. والنضد متاع البيت المتراكم بعضه فوق بعض، وقصد به الفراش. والكباب: المائدة إذا قلبت، يقال لها كباب (اللسان: كبب)
قلت أنا زهير: لم أجد هذا المعنى في لسان العرب ؟ والظاهر أن البيت الذي أورده القرطبي (على ما فيه من التصحيف) من نفس القصيدة التي حكى فيها أمية قصص الأنبياء وأخبارهم، ولم أعثر على البيت في مصدر آخر غير تفسير القرطبي

27 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
أمية وابن المقفع    كن أول من يقيّم

هذه مجموعة طريفة من شعر أمية، أوردها أبو عبد الله النحوي اليمني (ت 400هـ)  في كتابه (مضاهاة كليلة ودمنة) المنشور في الوراق، وقد وضعه يتهم فيه ابن المقفع بسرقة (كليلة ودمنة) من الشعر العربي، ويردّ معظم ما ورد فيه إلى أصوله العربية، ولو صحت كل هذه الأشعار التي ذكرها اليمني كما قلنا في (قصة الكتاب) لكانت نهاية وبيلة لابن المقفع. 
والمراد بقول اليمني (قال صاحب الكتاب) أي ابن المقفع:
قال صاحب الكتاب: ويقال صاحب الدنيا يطلب ثلاثة أمور لن يدركها إلا بأربعة أشياء. أما الثلاثة فالسعة في المعيشة والمنزلة في التاس والزاد للآخرة. وأما الأربعة فاكتساب المال من أحسن وجوهه وحسن القيام على ما اكتسب منه التثمير له ثم انفاقه في ما يصلح المعيشة ويرضي ذوي الحق ويعود في الآخرة في نفعه. لأن من لم يكتسب لم يكن له مال ومن كان ذا مال واكتساب فلم يحسن القيام على ما اكتسب أوشك أن يفني وإن هو أنفق وقتّر لم تمنعه قلة الانفاق من سرعة النفاد، كالكحل الذي لا يؤخذ منه إلا مثل الغبار، ثم هو مع ذلك سريع النفاد. وإن هو أكتسب وثمر وأصلح وأمسك عن الانفاق كان ممن يعد فقيراً.
قال امية بن أبي الصلت في مثل الثلاثة الاشياء التي يطلب بها الأربعة من الأمور:
خصال إذا لم يحوها المرء لم iiينل مـنـالا مـن الدنيا ينال به iiحمدا
يـكـون  لـه عـز وجاه iiوثروة وحسن فعال حيث أحضر أو أبدى
وتـقـوى فإن الفوز يدرك iiبالتقى ويورث  في الدارين صاحبه مجدا
وقال أمية أيضاً في مثل الأربعة من الأمور التي بها تدرك الأشياء الثلاثة:
إذا اكتسبت المال الفتى من iiوجوهه وأحـسـن تـدبيراً له حين iiيجمع
ومـيّـز فـي انـفاقه بين iiمصلح مـعـيـشـتـه فيما يضر iiوينفع
وأرضى بها أهل الحقوق ولم يضع بـه  الـذخـر زاداً للتي هي أنفع
فـذاك  الفتى لا جامع الوفر iiذاخرا لأولاد سـوء حيث حلّوا iiوأوضعوا
قال صاحب الكتاب: ويقال كثير من المودة ربما تحولت بغضاء وكثير من البغضاء ربما تحول مودة عن حوادث العلل والامور، وذو الرأي يحدث لما يحدث من ذلك رأياً. فمنه ترك الطمع في ما عند العدو واليأس مما عند الصديق.
 قال أمية بن أبي الصلت الثقفي"
أفرطت في الحُب حتَّى عاد مبغضة وربـمـا عـاد حُباً بُغضك الرجُلا
والـجـزل  يحدث للأشياء مُحدثها مـن ذلك الدهرُ إن ريثاً وإن iiعجلا
تـركـا لـمطمع ما عند العدوِّ إلى يـأس بـمـا عند ذي ود وإن بذلا
قال صاحب الكتاب: ويقال افضل البر الرحمة وأفضل المودة الاسترسال وأفضل العقل ما يكون مما لا يكون وأفضل السرور طيب النفس وأفضل القنوع حسن الانصراف عما لا سبيل إليه.
قال أمية بن أبي الصلت:
وأفـضـل  بـرٍّ انت راجٍ iiثوابه مـبـرة ذي قـربـى برأفة iiآيب
وخير سُرورٍ طيب نفسٍ وإن ثَوت قـلـيـلة  وفرٍ في نُفوسٍ iiجنائبِ
كفى فضل عقل المرء معرفةُ iiالذي يـكـونُ ومـا لا يستتبُّ iiلراغبِ
وفضلُ قنوعِ المرءِ حُسنُ انصرافه عـنِ الـشيء لا سُبلٌ إليه لطالبِ
قال صاحب الكتاب: ويقال يصيب الملك الظفر بالحزم والحزم باجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار.
قال أمية بن أبي الصلت:
بالحزمِ  تظفرُ قبل البأس iiوالجلد والحزم  بالرأي تجنيهِ مدى الأبدِ
والرأي تحصينُ أسرار ترومُ بها إدراك  حاجك في قربٍ وفي بُعدِ
ويضاف إلى ذلك ما نسبه اليمني إلى (عبد الحجر ابن أمية بن أبي الصلت) ولم يذكر الحديثي (عبد الحجر) في أسرة أمية، ولم أجد له ذكرا في كل الكتب المنشور على الوراق.
قال اليمني: 
قال صاحب الكتاب: ويقال كثرة العمال إذا لم يكونوا مجزين مضرة بالعمل فان العمل ليس رجاؤه بالكثير منهم ولكن بالقليل من صالحيهم، كالرجل الذي يحمل حجراً ثقيلاً فيجهد نفسه ولا يصيب به ثمناً، وآخر يحمل الياقوت فلا يثقله ولا يجهد نفسه ويصيب به أكثر من امله
. .....
وقال عبد الحجر بن أمية بن أبي الصلت:
 
إذا حمل الصخر امرؤٌ كان حملهُ ثـقـيـلاً غـيرَ ما طائلِ الرِّفدِ
فـإن  حَـمَلَ التبر العزيز iiفإنه كـثـيرٌ  خفيفٌ مُبلغٌ أسعد الجدِّ

27 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
كتاب المضاهاة في مهب الريح    كن أول من يقيّم

منذ أن نشرت التعليق السابق وحتى الآن وأنا أتحقق مما ورد في كتاب (مضاهاة كليلة ودمنة) أردت فقط أن أسجل اعترافي بأني كنت مخدوعا بهذا الكتاب، وقد تبين لي أن معظم الشعر الوراد في الكتاب هو من صنع اليمني نفسه، باستثناء أبيات قليلة ليس في ذكرها فائدة.
والكلام نفسه ينسحب على الشعراء الذين انفرد بذكرهم ، وما هم سوى أسماء في كتابه، كعبد الحجر بن أمية الذي ورد ذكره في التعليق السابق. 
وقد تحققت من أن كل ما ورد في دواوين الموسوعة الشعرية من أبيات توافق ما ورد في (مضاهاة كليلة ودمنة) مصدرها الوحيد هو (مضاهاة كليلة ودمنة) نفسه.
وجدير بالذكر أن معظم النصوص التي ينسبها إلى (كليلة ودمنة) غير موجودة في (كليلة ودمنة) ومنها ما هو موجود في كتاب (الأدب الكبير) لابن المقفع وهذه أيضا مشكلة ؟.
فكيف حدث كل هذا ولم يتصد أحد للرد على الكتاب ؟
وقد أسفت كل الأسف لمشاركة قديمة تقدمت بها الأستاذة هالة مهدي، ولم تأخذ حقها من تجاوب سراة الوراق. وهي تقول: (أريد معلومات عن كتاب مضاهاة أمثال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب لأبي عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر اليمني ، معلومات تخصّ الكاتب و الكتاب ، من اعتمده قديما و حديثا ، هل هناك صدى لهذا الكتاب قديما و حديثا أيضا ، هل درسه الدارسون من قبل عدا محقّق الكتاب ...علما و أني قد سألت هذا السؤال مرتين لكن الإجابات عنه لم تتعدّ حدود التقديم الموجز له انطلاقا ممّا ورد في مقدّمة الكتاب نفسه، و ما أريده تحديدا هو هل هناك من درس الكتاب دراسة تحليليّة تامّة، لأن هذا الكتاب هو موضوع رسالتي في الماجستير، و أجدد الشكر لموقع الوراق ولكل من ساهم في تشكيله لأنه فعلا موقع عظيم ومهم لكل الدارسين في شتى الاختصاصات ، وشكرا والسلام عليكم)

30 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
بل هي كلمة عربية    كن أول من يقيّم

بل (الصدفة) كلمة عربية مولدة من (المصادفة) في وقت قديم، فلا يؤاخذ المعاصرون في استخدامها، وإن لم ترد في معاجم اللغة. فالأحرى أن نقول إنها كلمة مولدة وليست فصيحة.
قال ابن منظور: والمصادفة الموافقة.
قلت: وقول المعاصرين: هذا من عجائب الصدف كقول القدماء هذا من عجائب الاتفاق.
وأما فعل (صادف) فوارد في شعر الجاهلية ورودا متواترا، وأشهره قول يزيد بن الطثرية:
أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى فَـصـادَفَ  قَـلـباً خالِياً iiفَتَمَكَّنا
وقد رأيت أعلاما كبارا استخدموا لفظ (الصدفة) ما يدل على قدم اشتقاقها.
ومنهم البهاء زهير (ت 656هـ) في قوله:
عَسى نَظرَةٌ مِن حُسنِ رَأيِكَ صُدفَةً تَسوقُ  إِلى جَدبي بِها الماءَ iiوَالكَلا
ومنهم صاحب (خريدة العجائب) قال:
شنترية: بها قوم من البربر وأخلاط العرب، وبها معدن الحديد والبريم، وبينها وبين
الإسكندرية برية واسعة. يقولون: إن بها مدناً عظيمة مطلسمة من أعمال الحكماء
والسحرة، ولا تظهر إلا صدفة.
ومنهم  موفق الدين الأنصاري في قصيدته (مد المقصورة) التي خمس بها مقصورة ابن دريد، وجعلها في رثاء الحسين (ر) ورواها اليونيني في ذيل مرآة الزمان:
إن صـادرتـه هجمة صادرها أو  بـادرتـه صـدفة iiبادرها
وكـم  لـه مـن وقعة iiبادرها إذا هـوى فـي جـثة iiغادرها
من بعد ما كانت خساً وهي زكا
ومنهم في العصر الحديث الأستاذ الإمام محمد عبده، كما في كتاب (جواهر الأدب) للهاشمي حيث نقل وصفه لكتاب نهج البلاغة قال: (أوفى لي حكم القدر بالإطلاع على كتاب (نهج البلاغة) صدفة بلا تعمل أصبته على تغير حال وتبلبل بال وتزاحم أشغال وعطلة من أعمال فحسبته تسلية وحيلة للتخلية فتصفحت بعض صفحاته وتأملت جملاً من عباراته من مواضع مختلفات ومواضيع متفرقات ...)
ومنهم أبو الفضل الوليد (ت 1940م) وقوله:
على العشبِ أبصرتُ الحبيبةَ صدفةً وفـي  يدِها البيضاء زهرُ iiالقرُنفُل
فـقـالـت وقـد مالت إليَّ iiببسمَةٍ هـو  الزهرُ فانشُق وانتعِش iiوتعلّل
 

30 - نوفمبر - 2008
صدفة
 309  310  311  312  313