البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات وحيد الفقيهي

 2  3  4  5  6 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
اعتذار عاجل    كن أول من يقيّم

صباح الخير...

من باب المروءة استعجلت العودة ـ عودة الختم ـ كي أنتهي بالاعتذار للأستاذة ضياء عن عدم تمكني البقاء واقفا داخل الحلبة. أتفق كليا مع أطروحاتك إلا في بعض التفاصيل. ولن أناظرك أو أناقشك ـ هنا والآن على الأقل ـ حتى لا يُفهم ذلك مجاملة مني، وأنا لست أجهل قدْرك سيدتي. ربما كان علينا ـ جميعا ـ إنجاز وقفة لتقييم هذه التجربة التي طرحها عزيزنا رؤوف مشكورا. كان المنبر يجمعنا بدفئ الاختلاف الرائع بيننا. أتمنى أن لا يستنفذ المنبر مهمته. لأن الأمر يتعلق برافد لا ينفذ معينه ( الفلسفة). بل أراه فتح وصب في روافد أخرى. وذلك هو معيار نجاحه لحد الآن على الأقل. أتمنى العودة إلى هذا الدفئ بعد سفر في القفار بعيد. احترامي واعتذاري للجميع.              

21 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
متعة القراءة    كن أول من يقيّم

صباح الخير...

   يومان جميلان قضيتهما مع نص الأستاذة ضياء ( البنت التي تبلبلت). لدي أسبوع واحد للعودة من حيث أتيت. أود أن أدلي بانطباعات سريعة لا ترقى إلى مقام القراءة النقدية. النص جميل جدا. وجماله يكمن من جهة في طريقة سرده للأحداث والتي تقوم على الدمج بين النصوص: نصوص المذكرات ونصوص الرسائل. وهي تقنية روائية حديثة يعتمدها ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ روائيون لهم باع طويل في مجال السرد. وجمال النص يكمن من جهة ثانية في تمفصل مضمونه. إنه لا يحكي فقط عن تجربة ذاتية أو عن صراع بين رغبتين، بل يعكس تجربة جيل بكامله، جيل يجسد تناقضات المجتمع بين الماضي والحاضر، بين الثابت والمتحول. روايتك ـ سيدتي ـ تذكرني بعملين تركا في انطباعا خاصا: (أوراق) لـ عبدالله العروي، و(حكاية زهرة) لـ حنان الشيخ. شكرا لك على هذه المتعة التي وجدت نفسي فيها دون سابق إنذار. وأتمنى أن أقرأ هذا النص في حلة جديدة، في رواية مطبوعة.

مع خالص تحياتي. وحيد

10 - مايو - 2006
البنت التي تبلبلت
لماذا.....?    كن أول من يقيّم

صباح الخير....

أحييكم تحية العائد إلى حضنه....

قبل أن أرجع على أعقابي بعد أسبوع، كان علي أن أتساءل: لماذا لا يوجد لدينا فلاسفة?

وأن أتساءل: هل طويت الصحف وحطت الأقلام? هل أقفل الملف? ولماذا أقفل بهذه الطريقة?

مع محبتي

10 - مايو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
شكرا على الثقة    كن أول من يقيّم

مساء الخير....

عزيزي زهير...اشكرك على المبادرة الرائعة والثقة الجميلة. أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم ما استطعت.

بفضل اجتهاد وإبداع طاقمها تزداد الوراق توهجا كل يوم. الخدمة الجديدة متميزة ورائدة. بعثت إليكم بما تيسر لي من شروط تفعيل هذه الثقة. أتمنى لكم مزيدا من النجاح والتألق.

وحيد الفقيهي

fakihi64@hotmail.com

11 - مايو - 2006
إعلان عن مشروع سراة الوراق
عودة السؤال...    كن أول من يقيّم

مساء الخير...

كم تسعدني هذه العودة إلى طرح السؤال علينا ومن خلالنا ااا

يصعب علي ـ عزيزي فادي ـ أن أجيبك عن سؤال ( ماهية الفيلسوف) دون أن أحدد المرجعية التاريخية والنظرية التي سأتكلم من خلالها. هو سؤال تاريخي ينفلت من كل طرح مجرد. صورة الفيلسوف اليوم ليست هي صورته بالأمس. كان سقراط معلما ومربيا يجول الأزقة والساحة العامة. أما تلميذه أفلاطون فقد فضل تعليم فلسفته داخل أروقة الأكاديمية التي أسسها لهذا الغرض بشروط مازالت سائدة اليوم بصيغ أخرى. ومع فجر الحداثة برز ديكارت فيلسوفا يفضل العزلة الطويل من أجل تحقيق وحدة الذات solipsisme . أما هيجل فقد كان أستاذا جامعيا يورط معه طلابه في مغامرة التفلسف. وكان سارتر مناضلا نزل الشوارع في تظاهرة الطلبة في ماي 1968. ودريدا فضل الاشتغال على النصوص تفكيكا لهويتها...إلخ. التاريخ لا يقدم النموذج الواحد للفيلسوف? فمن هو الفيلسوف? هل الفيلسوف كائن زئبقي غير قابل للنمذجة في قالب ما? أبدا...كيف الطريق إذن? هناك طرق عديدة ممكنة. منها الطريق الذي اقترحه جيل دولوز وفيليكس غاتاري في كتابهما ( ما هي الفلسفة?). يتحدد هذا الطريق في اعتبار الفلسفة إبداعا للمفاهيم. وبالتالي لن يكون الفيلسوف سوى مبدعا للمفاهيم. في مداخلة سابقة أوضحت هذه المسألة بتفصيل. المعيار إذن هو القدرة على صنع/خلق/صياغة/ ابتكار مفاهيم جديدة أو على الأقل إعادة إنتاج وتكييف مفاهيم قديمة أو متعاصرة. لم يعد الفيلسوف الآن صاحب نسق فلسفي. هذا عهد ولى. إذا اتفقنا على هذا المعيار يمكن حينئذ تلمس طريق الإجابة...ودون ذلك علينا البحث عن معايير أخرى ( لا تقتصر فقط على التأليف والبحث. ذلك نتيجة وليس سببا).

......

الأخ رؤوف كان لك وسيظل لك كل الفضل في فتح هذا الملف. مازلت متمسكا بأن هذا الملف كان ينبغي أن يأخذ مسارا آخر. كان ينبغي أن يوجه نحو منعطف وليس نحو مفترق. أنا شخصيا تصورت الأمر مفترقا عندما شكرنا بعضنا البعض في المداخلات الأخيرة. وكان بودي أن يكون الأمر منعطفا لو تدخل أحدنا لتوجيه مسار النقاش بعد وقفة انعطاف للتقييم. أنا متفق معك كليا أنه يصعب الحسم في السؤال. ولهذا السبب بالضبط كان ينبغي لأحد منا أن يفجر من السؤال أسئلة. وأن يحول الجواب/الأجوبة إلى "لغم" أو "قنبلة" تمكن شظاياها وأصداؤها من إيقاظنا من سباتنا واطمئناننا.

أقترح العودة إلى حيث توقفنا. أقترح أن يقدم كل واحد منا تقييمه الخاص لهذه التجربة التي استغرقت شهورا:

ـ ما معنى أن نطرح سؤال الفلسفة اليوم?

ـ ما مدى إلحاحية هذا الموضوع?

ـ ما هي مقارباتنا للموضوع?

ـ كيف بدأ النقاش? وكيف تطور? وكيف ولماذا ارتفع إيقاعه في لحظة ما? وكيف نزل ولماذا?

ـ ما هي القواسم المشتركة بيننا? وما هي التقاطعات والتنافرات بيننا?

ـ ما هي الاسماء الجديدة التي ساهمت في الملف ولم تتمكن من الاستمرار? لماذا لم تستمر?

ـ لماذا ظل النقاش منحصرا بين أسماء بعينها? لماذا لم نتمكن من الإشراك المنتظم لأسماء أخرى?

ـ ما هو المنجز الذي تحقق وغير المنجز الذي ينتظر دوره في غرفة انتظارنا?

ـ ما الذي حققته هذه التجربة? ما هي امتداداتها وتأثيراتها على الموضوعات الأخرى في مجالس الوراق? 

ـ هل كانت الفلسفة فعلا هي الأم التي أنجبت تلك الملفات والموضوعات، مثلما كانت في وقت ما هي أم العلوم?

ـ لماذا لم تتمكن الأم من احتضان أبنائها وجمع شملهم ?

...

هي بعض من تلك الأسئلة التي أججت داخلي مرة اخرى حبي لكم، ودعوتي إياكم للعودة إلى المنعطف.

....

مهما قلت أو قلتم لن أتنازل عن حبي لكم...     

12 - مايو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
عودة مؤقتة ...إلى حين    كن أول من يقيّم

مساء/صباح الخير

سأعود حتما....لكني سأدعوكم إلى التعرف على فضاء انشغالاتي لحظات فقط...

الساعة تشير أمامي إلى الواحدة و وعشر دقائق ليلا/صباحا. أنا الآن في تطوان. قدمت من الرباط للتو. تناولت وجبة عشاء سريعة. وفتحت الوراق. غدا سأتوجه صوب مدينة شفشاون ومن هناك إلى مدينة القصر الكبير. وعلي أن أتواجد يوم الأحد في مدينة الدار البيضاء. سأضع إخوتي وأختي ضياء في الصورة حتى يعذروني. إن أخاك مرغم لا بطل. أنا عضو ومسؤول وطني في إحدى الجمعيات الوطنية المغربية التي يتجاوز عدد فروعها 70 فرعا موزعة على مناطق المملكة. خلال هذه الأسابيع ننظم دورات تكوينية ( في التنظيم والإدارة والمالية والتنشيط التربوي والثقافي...إلخ). وبحكم تواجد بعض الفروع في البوادي والمدن الصغرى من الضروري علينا أن نتحمل جملا جميلا من أجل ترسيخ قيم جميلة نؤمن بها. مسؤوليتي الجمعوية وأنشطتي المدنية جعلتني في كثير من الأحيان أضحي بالجانب الأكاديمي من اهتماماتي. علاوة على ذلك أنا منخرط في مشروع مؤلف له آجال محددة وفق عقد مع الناشر. هذا يجعلنا نمكث بين الجدران لمدة 5 أيام متتالية لا نتواصل فيها سوى مع الأوراق والنصوص والرسوم واللوحات...إلخ. سينتهي شهر ماي وسأكون مستعدا للكتابة على الوراق بإيقاع شبه يومي، لأطول مدة ممكنة. هذا وعد مني. والإطلالات التي أقوم بها بين الفينة والأخرى هي استثناءات حتى لا ينقطع خيط معاوية. لا يمكنني ـ إذن ـ أن انسحب وقد مكنني (الوراق) من معانقة عقول وشمت ذاكرتي ووعيي. صدقوني، لا أفتح حاسوبي ـ خلال هذه الفترة ـ إلا لغبة جامحة في التواصل معكم. اشعر كأني جالس أدردش معكم حول اختلافنا وهمومنا الفكرية. معكم عبر هذا المنبر استفدت وتعلمت وضحكت وتفاعلت و...و.....ولذلك فإن كنت قد أعلنت عن انسحابي المؤقت فذلك اضطرارا مني. ها أنا الآن أتحدث عن ذاتي. وقد سبق للبعض منا أن فعل ذلك. وكم هو أمر رائع أن نكاشف بعضنا ـ بين الفينة الأخرى عن هذه الحميمية. 

العزيز فادي أجوبتك ما زالت مفتوحة بالنسبة إلي...سأجيبك عنها حتما...

الأخ عبدالحفيظ...اجوبة تلامذتك وضعتها في ملف للاشتغال عليها...

الأخ ....النويهي...هذا وليدك مازال في حاجة إليك...اقترب منه أكثر...

الأخ زهير والأخ السعدي....تذكرا أني قلت ( ما أجمل أن يتشاعر الشعراء أمام الفلاسفة) . أعلنا أنتما أيضا ( ما أروع أن يتساءل الفلاسفة أمام الشعراء)...عذبونا بهذا الشعر...توأم الفلسفة.

الأخت ضياء...لا أحبذ كلمة ( بازار). البازار مخصص عادة للسياح الأجانب. أنا أفضل التواجد في (ساحة الأسئلة) التي تذكرني بالساحة العامة Agora حيث كان يتطارح اليونان أفكارهم.

الأخ يحيى...أنت أعلنت عن فكرة مشروع مشترك في منبر آخر ( السراة). أتمنى ان تطرح خطوطه العريضة هنا حتى يأخذ بعده الفلسفي. 

وألتمس منكم جميعا أن نقف وقفة وقفة تقييم، في هذا المنعطف من أجل مساءلة هذه التجربة.

لدي اقتراح للأخ زهير...أن يعبئ فريق عمل من أجل خلق مجلس جديد لتجميع الموضوعات المطروحة في المجالس الأخرى ذات العمق الفكري والبعد الاستشرافي المستقبلي...والتي من شأنها أن تكون قوة اقتراحية للقائمين على شؤوننا في الاقتصاد والسياسة والفكر والاجتماع...إلخ. ويمكن أن يحمل هذا المجلس أي اسم يشير إلى هذا الهدف: ( مستقبليات) ...(آفاق) ...(تطلعات)...(رؤى مستقبلية)...إلخ. الدافع إلى هذا الاقتراح هو وضع المصالحة بين الفكر والواقع، بين الثقافي والسياسي، بين الكائن والممكن...

مع احترامي وتقديري لكم  

17 - مايو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
أي سهم...ياضياء    كن أول من يقيّم

مساء الخير...

أستاذتي ضياء...

لا أدري سهم من هو الذي طاش...سهمي أم سهمك. أو ربما التقيا في منتصف الطريق. وسقطا الأرض. لكني لم أكن أتوقع بدوري هذا الاستعجال منك في أمر لا يستحق ما أعلنتِ عليه. بالنسبة لي كانت ملاحظة عابرة ولم أقصد منها ما خطر بخاطرك.

لعل مزية هذا السهم (سهمي أو سهمك) أنه جعلني أكثر تقديرا واحتراما لك. وأكثر سعادة بعودتنا إلى هذا الملف الذي طرحه زميلنا النويهي. تقديرك شهادة أعتز بها. وتأكدي بأن مكانتك عندنا أجل وأعظم.

استعدادك للعودة إلى الملف دفعني إلى البحث في موضوع نقاشنا. وكم كانت فرحتي عظيمة عندما توفرتُ على مقال لأستاذي حسن حنفي ( الذي درست عليه في فاس سنة 1983) بعنوان ( متى تموت وتحيا الفلسفة?). ورأيت أنه من الأفضل اطلاع الإخوة عليها حتى نستأنف نقاشنا من خلال الاستئناس بآراء مفكرينا الكبار ( بعد إذن أخينا يحيى رفاعي طبعا).

ختاما أود أن أسألك أستاذتي ضياء إن كنت قد حصلت على العدد الثاني من ( Les Grands Dossiers des sciences Humaines).كان العدد الأول خاص بـ ( L'origine des cultures). أما العدد الثاني فخاص بالأخلاق. وهو ملف ذكرني بالموضوع الذي كنا قد أثرناه سابقا حول الراسمالية والأخلاق.

لك مني كل التقدير....ولكم مني أطيب تحية.  

   

 

الأمر كل هذا الاستعجال للتوضيح والاعتذار عن أمر لا يستحق...

 

22 - مايو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
متى تموت الفلسفة ومتى تحيا?    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مساء الخير...

أعود وفاء لوعدي...واستئنافا لموضوع يستحق منا كل الاهتمام...

كنت قد وعدت الإخوة باطلاعهم على مواقف بعض مفكرينا البارزين ممن لهم باع طويل في التنظير والتأليف في قضايا الفلسفة. من بين هؤلاء الدكتور حسن حنفي الذي جعله الأخ النويهي مفتتحا لهذا الملف. مقال الدكتور حسن حنفي كان قد نشر في مجلة عالم الفكر ( المجلد 15 ـ العدد 3 ـ أكتوبر/نونبر/دجنبر 1984). يعتبر الدكتور حنفي صاحب مشروع ضخم في قراءة التراث والفكر الغربي. أصدر عدة مؤلفات يندرج أضخمها في إطار هذا المشروع الذي دشنه بمقدمة هي في حد ذاتها عبارة عن كتاب ( من التراث إلى التجديد). ربطتني بالدكتور حنفي علاقة طالب بأستاذه لمدة سنة (1983/84) لما كنت طالبا بشعبة الفلسفة بجامعة فاس. وكانت تلك هي سنته الأخيرة في المغرب الذي دخله طائعا وعاد منه مكرها ( كما يقول في إحدى حواراته).

في الموضوع والمنهج:

في مقاله هذا ( متى تموت الفلسفة ومتى تحيا?) ينطلق حنفي من اعتبار الفسلفة مثل الكائنات الحية تموت وتحيا. فهي إبداع إنساني يتخلق عندما تتهيأ ظروفه وينقرض تماما عندما تتغير هذه الظروف. وهو يقدم سؤال موت الفلسفة على حياتها لأنه يعتبر أن حياة الفلسفة شيء طبيعي طالما أن الإنسان مازالت به حياة، وطالما أن الحياة تعني حرية الفكر والنظر، والقدرة على البحث والتقصي، وطالما أن الدنيا مازالت قائمة. لكن الغريب أن تموت الفلسفة والحياة باقية. فموت الفلسفة يعني نهاية الحياة وعدم قدرة الإنسان على المقاومة واستعمال حريته، وعجزه عن خلق الظروف التي تعيد له وللفلسفة الحياة. إن حياة الفلسفة هي الأساس والقاعدة  وموتها هو العرض والاستثناء.

إن سؤال موت وحياة الفلسفة ليس مجردا. بل هو سؤال في الزمان والتاريخ داخل الحضارات الإنسانية. ولذلك لا توجد إجابة واحدة عامة ومطلقة، بل توجد إجابات تاريخية محددة في لحظات تاريخية معينة وفي سياقات اجتماعية وسياسية بعينها. ولذلك لا يوجد موت نهائي للفلسفة، بل هناك إمكانية بعث لها وعودة الحياة لها مجددا. لا يوجد موت إلا ويتلوه بعث. بل إن كل لحظة موت هي بداية لحظة أخرى لميلاد جديد.

إذا كان حنفي يطرح سؤال الموت والحياة بصيغة المضارع فلأن حديثه لا يتعلق بالتاريخ الماضي, بل بالحاضر. وبكشف اللحظة الحاضرة يمكن رؤية الماضي بوضوح، باعتبار أن الحاضر يقرأ نفسه في الماضي. والسؤال الآن موجه ـ يتابع حنفي ـ إلينا في جيلنا. إن سؤال يضعنا في مواجهة مع مشكلتنا الجوهرية التي نواجهها منذ أجيال، مشكلة النهضة.

أما المنهج الذي يتبعه حسن حنفي في مقاربته للسؤال فهو منهج تحليل التجارب الشعورية للجيل الذي يعيشه المفكر أو الفيلسوف ( وهو المنهج الذي عرف به في مشاريعه حول قراءة التراث). وهو نفس المنهج المسمى في الغرب بـ ( المنهج الفينومينولوجي أو الظاهراتي). إلا أن حنفي يعتبر أن هذا المنهج كان متبعا في تراثنا القديم خاصة في التصوف وعلم أصول الفقه وعلوم الحكمة إلى حد ما. يقوم هذا المنهج على مبدأ ( أنه لا شيء يتم إدراكه في الخارج إلا ويحدث في الشعور) باعتبار أن الإنسان لا يستطيع أن يفهم أي موضوع إلا من خلال التجربة. والموضوع تجربة معاشة في شعور الإنسان لا ستطيع أن يفهمه إلا إذا أدرك دلالته أو معناه. 

بعد هذه المقدمة في الموضوع والمنهج يجيب حنفي عن السؤال الأساسي: ما هي الفلسفة تلك التي تموت وتحيا? ويجيب عنه من خلال لحظات سنقدمها تباعا في المداخلات الموالية. 

9 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
متى تموت الفلسفة ومتى تحيا? (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مساء الخير...

في إجابته عن سؤال (ما هي الفلسفة تلك التي تموت وتحيا?) يطرح حسن حنفي جملة من التعريفات والتصورات حول علاقة الفلسفة بمجالات متاخمة معها.

1 ـ فهل الفلسفة هي بحث خالص عن الحقيقة المجردة? يرى حنفي أن مثل هذا التعريف للفلسفة ارتبط باليونان عامة وبالطبقة الأرسقراطية خاصة، كطبقة سعت إلى البحث عن طبائع الأشياء وأصلها بحثا مجردا صرفا لا غاية له إلا الحقيقة ذاتها لملء أوقات الفراغ. كما أن تطور الحضارة الأوربية وبناءها إنما تحدد بالبحث النظري المجرد. ومن ثم تحول إلى غاية وقصد حضاري. أما في تراثنا القديم وفي نهضتنا المعاصرة فلم يظهر هذا الاتجاه للبحث النظري المجرد باسم الفلسفة أو البحث عن الحقيقة. يرى حنفي أن الفلسفة ارتبطت لدينا بالدين وبالشريعة, أي بسعادة الإنسان في الدارين.  إن تعريف الفلسفة بكونها بحثا خالصا عن الحقيقة إنما هو تعريف ـ في رأي حنفي ـ نظري أكثر منه واقعي. إذ لا توجد حقيقة مجردة، بل توجد حاجات ومطالب وأهداف وأوضاع اجتماعية محددة. ولم يكن على مدى الفكر البشري أي بحث مجرد عن الحقيقة حتى لو أعلن الفيلسوف ذلك. لأن الشمول مطلب إنساني يتجاوز حدود الإنسان الفردية والاجتماعية والتاريخية. ولذلك كانت هناك فلسفات كثيرة ارتبطت بسعادة الإنسان في الأرض والمجتمع.

(يتبع)

11 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
متى تموت الفلسفة ومتى تحيا? (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ثم يتساءل حسن حنفي:

2 ـ هل الفلسفة هي فن للحياة والتكيف مع مطالبها من أجل البقاء دون أي طرح أي سؤال نظري? وبعد استعراضه لجملة من المذاهب التي اتجهت اتجاها فلسفيا عمليا يعتبر أنه يصعب تناول مشكلة العمل دون النظر. فالفلسفة عند اليونان انتهت بعد أرسطو مع سيادة المدارس الأخلاقية العملية كالأبيقورية والرواقية، فتحولت إلى بحث في السعادة واللذة وممارسات عملية دون طرح الأسس النظرية لهذا البحث. كما ماتت الفلسفة في أمريكا بعد النزعة البرغماتية الخالصة، حيث أصبح يضرب المثل بالمجتمع ككل في نزعته العملية وفي سطحية الفكر لولا هجرة المفكرين الأوروبيين إليها.

3 ـ هل الفلسفة تفكير على الدين وخدمة لعقائده وفهم لنصوصه? وبعد استعراضه للعلاقة التاريخية بين الفلسفة والدين ينتهي حنفي إلى القول بأن ارتباط الفلسفة بالدين جعلها خادمة له، وأفقدها القدرة على على التفكير المستقل وحرية البحث. وهو ما أحدث رد فعل عنيف للفلسفة التي اصبحت عند البعض الآخر في مواجهة الدين ومعارضة له. وبذلك يتحول الدين إلى مجرد خرافات وأساطير من الناحية النظرية, وشعائر وطقوس في المجال العملي، وإلى سلطة ومؤسسات وهيئات من الناحية التنظيمية. وبذلك تصبح الفلسفة أيضا هي الحامل للواء العثل والحرية والعمل معيدة الإنسان إلى العالم بعد أن استلبه الدين...وقد ظهر هذين الاتجاهين معا ـ حسب حنفي ـ في تراثنا القديم. فالاتجاه الأول يجعل الفلسفة خادمة للدين كما هو الشأن عند الأشاعرة. والثاني يجعل الفلسفة مستقلة عن الدين كما هو الأمر عند المعتزلة، مع ردرود فعل ظهرت لدى ابن الرواندي والرازي...

(يتبع)  

11 - يونيو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
 2  3  4  5  6